في ظلال التّوحيد

الشيخ جعفر السبحاني

في ظلال التّوحيد

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: نشر مشعر
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
964-6293-82-4

الصفحات: ٧١٢

من الله سبحانه خاصة ، ويوضح ذلك قوله سبحانه : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) (١) ، فقد عبّر عن العبادة في الآية بلفظ الدعوة في صدرها وبلفظ العبادة في ذيلها ، وهذا يكشف عن وحدة التعبيرين في المعنى. وقد ورد قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الدعاء مخّ العبادة».

على هامش السؤال

لا أظن أنّ أحداً على وجه البسيطة يجعل الدعاء مرادفاً للعبادة. وإلّا لم يمكن تسجيل أحد من الناس ـ حتى الأنبياء ـ في ديوان الموحدين ، فلا بد أن يقترن بالدعاء شيءٌ آخر ، ويصدر الدعاء عن عقيدة خاصة في المدعوّ وإلّا فمجرّد دعوة الغير حيّاً كان أو ميتاً ، لا يكون عبادة له.

هل ترى أنّ الشاعرة التي تخاطب شجر الخابور بقولها :

أيا شجر الخابور ما لك مورِقا

كأنّك لم تجزع على ابن طريف

أنّها عبدته؟ كلّا ثمّ كلّا.

إنّ العمل لا يتّسم بالعبادة إلّا إذا كانت في نية الداعي عناصر تضفي عليه صفة العبادة وحدّها ؛ وهو الاعتقاد بألوهية المدعو وربوبيته وإنّه المالك لمصيره في عاجله وآجله ، وإن كان مخلوقاً أيضاً. والمراد من الدعاء في قوله تعالى : (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) ليس مطلق دعوة الغير ، بل الدعوة الخاصة المضيّقة المترادفة للعبادة ، ويدلّ عليه قوله سبحانه في نفس هذه الآية : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ).

وما ورد في الحديث من «أنّ الدعاء مُخُّ العبادة» فليس المراد منه مطلق الدعاء ، بل المراد دعاء الله مخ العبادة. كما أنّ ما ورد في الروايات من أنّه : من أصغى إلى ناطق فقد عَبَدَه ، فإنْ كان ينطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان ينطق عن غير

__________________

(١) غافر : ٦٠.

٥٤١

الله فقد عبد غير الله. (١) فليس المراد من العبادة هنا : العبادة المصطلحة ، بل استعيرت في المقام لمن يجعل نفسه تحت اختيار الناطق.

وعلى ذلك فيكون المراد من النهي عن دعوة الغير هو الدعوة الخاصة المقترنة بالاعتقاد ، أي كون المدعو ذا اختيارٍ تامّ في التصرّف في الكون وقد فُوِّض إليه شأن من شئُونه سبحانه.

فإذا كان طلب الشفاعة مقترناً بهذه العقيدة فانّه يُعَدُّ عبادةً للمشفوع إليه. وإلّا فيكون طلب الحاجة كسائر الطلبات من غيره سبحانه الذي لا يشك ذو مسكة في عدم كونه عبادة.

وبعبارة أُخرى : طلب الشفاعة إنّما يُعَدُّ عبادة للشفيع إذا كان مقروناً بالاعتقاد بألوهيته وربوبيته ، وأنّه مالك لمقام الشفاعة أو مفوَّض إليه ، يتصرّف فيها كيف يشاء ، وأمّا إذا كان الطلب مقروناً باعتقاد أنّه عبدٌ من عباد الله الصالحين يتصرف بإذنه سبحانه للشفاعة ، وارتضائه للمشفوع له ، فلا يُعَدُّ عبادة للمدعوّ ، بل يكون وزانه وزان سائر الطلبات من المخلوقين ، فلا يعدُّ عبادة بل طلباً محضاً ، غاية الأمر لو كان المدعو قادراً على المطلوب يكون الدعاء ـ عقلاً ـ أمراً صحيحاً ، وإلا فيكون لغواً.

فلو تردّى إنسان وسقط في قعر بئر وطلب العون من الواقف عند البئر القادر على نجاته وإنقاذه ، يُعَدّ الطلب أمراً صحيحاً ، ولو طلبه من الأحجار المنضودة حول البئر يكون الدعاء والطلب منها لغواً مع كون الدعاء والطلب هذا في الصورتين غير مقترن بشيء من الألوهية والربوبية في حق الواقف عند البئر ، ولا الأحجار المنضودة حولها.

__________________

(١) الكافي ٦ : ٤٣٤ / ٤.

٥٤٢

إنّ الآية تحدّد الدعوة التي تُعَد عبادة بجعل المخلوق في رتبة الخالق سبحانه كما يفصح عنه قوله : (مع الله) (١) وعلى ذلك فالمنهيُّ هو دعوة الغير ، وجعله مع الله ، لا ما إذا دعا الغيرَ معتقداً بأنّه عبدٌ من عباده لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً ولا حياةً ولا بعثاً ولا نشوراً إلّا بما يتفضل عليه بإذنه ويقدر عليه بمشيئته ، فعند ذاك فالطلب منه بهذا الوصف يرجع إلى الله سبحانه.

وبذلك يبدو أنّ ما تدل عليه الآيات القرآنية من أنّ طلب الحاجة من الأصنام كان شركاً في العبادة ، إنّما هو لأجل أنّ المدعوّ عند الداعي كان إلهاً أو ربّاً مستقلاً في التصرف في شأن من شئُون وجوده أو فعله. قال سبحانه : (الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ) (٢) ترى أنّه سبحانه يستنكر دعاءهم بقوله : (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ) وقوله : (عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) (٣) مُذكِّراً بأنّ عقيدتهم في حق هؤلاء عقيدة كاذبة وباطلة فالأصنام لا تستطيع نصرة أحد ، وهذا يكشف عن أنّ الداعين كانوا على جانب النقيض من تلك العقيدة وكانوا يعتقدون بتملّك الأصنام لنصرهم وقضاء حوائجهم من عند أنفسهم.

وحصيلة البحث : أنّ الدعاء ليس مرادفاً للعبادة ، وما ورد في الآية والحديث من تفسير الدعاء بالعبادة لا يدل على ما يراه المستدِلّ ، فالمراد من الدعاء فيهما قسمٌ خاصٌّ منه ، وهو الدعاء المقترن باعتقادِ الألوهية في المدعو والربوبيّة في المطلوب منه كما عرفت.

__________________

(١) النمل : ٦٠ وغيرها.

(٢) الأعراف : ١٩٧.

(٣) الأعراف : ١٩٤.

٥٤٣

المبحث الثامن

الشفاعة في الأحاديث الإسلامية

لقد اهتمّ الحديث بأمر الشفاعة وحدودها وشرائطها وأسبابها وموانعها اهتماماً بالغاً لا يوجد له مثيل إلّا في موضوعات خاصة تتمتع بالأهمية القصوى ، وأنت إذا لاحظت الصحاح والمسانيد والسنن وسائر الكتب الحديثية لوقفت على جمهرة كبرى من الأحاديث حول الشفاعة بحيث تدفع الإنسان إلى الإذعان بأنّها من الأُصول المسلّمة في الشريعة الإسلامية. ولأجل هذا التضافر نرى أنفسنا في غنىً عن المناقشة في الاسناد.

نعم لو كانت هناك رواية اختصت بنكتة خاصة غير موجودة في الروايات الأُخر فإثبات النكتة الخاصة يحتاج إلى ثبوت صحة سندها كما هو المحقّق في علم الحديث.

ولما كانت الأحاديث حول الشفاعة وفروعها كثيرة جداً ، ومبثوثة في الكتب جمعناها في هذه الصحائف تحت عناوين خاصة ، ولسنا ندّعي أنّنا قد أحطنا بكل الأحاديث في هذا المجال ، وإنّما ندّعي أنّا قد جئنا بقسم كبير من الأحاديث (١).

__________________

(١) لقد جمع العلّامة المجلسي أحاديث الشفاعة الواردة من طرق أئمة أهل البيت في موسوعته «بحار الأنوار» ـ

٥٤٤

أحاديث الشفاعة عند أهل السنّة : (١)

١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لكلّ نبي دعوة مستجابة فتعجّل كل نبي دعوته وأنّي اختبأت دعوتي شفاعة لأُمّتي وهي نائلة من مات منهم لا يشرك بالله شيئاً» (٢).

٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اعطيت خمساً ... واعطيت الشفاعة فادّخرتها لأُمّتي فهي لمن لا يشرك بالله شيئاً» (٣).

٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «شفاعتي نائلة إن شاء الله من مات ولا يشرك بالله شيئاً» (٤).

__________________

ـ فلاحظ ٨ : ٢٩ ـ ٦٣ كما أنّه أورد بعضها في الأجزاء التالية من موسوعته : بحار الأنوار ١٠٠ : ١١٦ ، ١٦٢ ، ١٧٠ ، ٢٦٥ ، ٣٠٣ ، ٣٠٧ ، ٣٣١ ، ٣٤٠ ، ٣٤٥ ، ٣٤٩ ، ٣٥١ ، ٣٧٦ ، ٣٧٩ ، ولاحظ ١٠١ : ٨ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢١٣ ، ٢٩٣ ، ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، ٣٧٢ ، ٣٧٤ ، ولاحظ ١٠٢ : ٣١ ، ٣٢ ، ٣٣ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٤٤ ، ٤٧ ، ٧١ ، ١٧١ ، ١٨١ ، ١٨٣ ، إلى غير ذلك من الموارد. وعقد أحمد بن محمد بن خالد البرقي باباً للشفاعة في موسوعته «المحاسن» فلاحظ ١ : ١٨٤.

(١) وقد عقد العلّامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي (المتوفّى ٩٧٥ ه‍) باباً خاصاً للشفاعة نقل فيه طائفة من الأخبار ، فلاحظ كنز العمال ٤ : ٦٣٨ ـ ٦٤٠.

كما عقد الشيخ منصور علي ناصف في كتابه التاج الجامع للأُصول أبواباً للشفاعة لاحظ التاج ٥ : ٣٤٨ ـ ٣٦٠ وقد جاء فيها بأحاديث طوال قد أخذنا موضع الحاجة منها. غير أنّ ملاحظة مجموع الأحاديث لا تخلو عن فائدة. وعقد النسائي في سننه أبواباً أربعة خاصة للشفاعة لاحظ ٣ : ٦٢٢ ط دار إحياء التراث الإسلامي.

(٢) سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤٠ ، وبهذا المضمون راجع مسند أحمد ١ : ٢٨١ ، وموطّأ مالك ١ : ١٦٦ ، وسنن الترمذي ٥ : ٢٣٨ ، وسنن الدارمي ٢ : ٣٢٨ ، وصحيح مسلم ١ : ١٣٠ ، وصحيح البخاري ٨ : ٨٣ و ٩ : ١٧٠.

(٣) مسند أحمد ١ : ٣٠١ و ٤ : ٤١٦ و ٥ : ١٤٨ وبهذا المضمون سنن النسائي ١ : ١٧٢ ، وسنن الدارمي ١ : ٣٢٣ و ٢ : ٢٢٤ ، وصحيح البخاري ١ : ٩٢ و ١١٩.

(٤) مسند أحمد ٢ : ٤٢٦.

٥٤٥

٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في تفسير قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) : «هو المقام الذي أشفع لأُمّتي فيه» (١).

٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا أوّل شافع وأوّل مشفّع» (٢).

٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلّا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه» (٣).

٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أُمّتي» (٤).

٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «رأيت ما تلقى أُمّتي بعدي (أي من الذنوب) فسألت الله أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل» (٥).

٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلّا الله خالصاً من قلبه أو نفسه» (٦).

١٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا أوّل شافع في الجنة» (٧).

١١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «شفاعتي لكل مسلم» (٨).

١٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر» (٩).

__________________

(١) مسند أحمد ٢ : ٥٢٨ ، ٤٤٤ ، ٤٧٨ ؛ سنن الترمذي ٣ : ٣٦٥.

(٢) سنن الترمذي ٥ : ٤٤٨ ؛ سنن الدارمي ١ : ٢٦ و ٢٧.

(٣) مسند أحمد ٢ : ٣٠٧ و ٥١٨.

(٤) سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤١ ؛ وبهذا المضمون مسند أحمد ٣ : ٢١٣ ، وسنن أبي داود ٢ : ٥٣٧ ، وسنن الترمذي ٤ : ٤٥.

(٥) مسند أحمد ٦ : ٤٢٨.

(٦) صحيح البخاري ١ : ٣٦.

(٧) صحيح مسلم ١ : ١٣٠ ؛ سنن الدارمي ١ : ٢٧.

(٨) سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤٤.

(٩) سنن الترمذي ٥ : ٢٤٧ ؛ سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤٣.

٥٤٦

١٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا سيد ولد آدم وأوّل شافع وأوّل مشفع ولا فخر»(١).

١٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة» (٢).

١٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ليخرجنّ قوم من أُمّتي من النار بشفاعتي يسمّون الجهنميين» (٣).

١٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خُيّرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أُمّتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنّها أعم وأكفى ، أترونها للمتقين؟ لا ، ولكنّها للمذنبين الخطّائين المتلوثين» (٤).

١٧ ـ وحكى أبو ذر : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى ليلة فقرأ آية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٥) فلمّا أصبح قلت : يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها ، قال: «إنّي سألت ربّي عزوجل الشفاعة لأُمّتي فأعطانيها فهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عزوجل شيئاً» (٦).

١٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يشفع النبيّون والملائكة والمؤمنون ، فيقول الجبار : بقيت شفاعتي» (٧).

__________________

(١) سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤٠ ؛ وبهذا المضمون صحيح مسلم ٧ : ٥٩ ، ومسند أحمد ٢ : ٥٤٠.

(٢) مسند أحمد ٥ : ٣٤٧.

(٣) سنن الترمذي ٤ : ١١٤ ؛ سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤٣ ؛ بهذا المضمون مسند أحمد ٤ : ٤٣٤ ، وسنن أبي داود ٢ : ٥٣٧.

(٤) سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤١.

(٥) المائدة : ١١٨.

(٦) مسند أحمد ٥ : ١٤٩.

(٧) صحيح البخاري ٩ : ١٦٠ ؛ وبهذا المضمون مسند أحمد ٣ : ٩٤.

٥٤٧

١٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة» (١).

٢٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يشفع يوم القيامة الأنبياء ثمّ العلماء ثمّ الشهداء»(٢).

٢١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فإذا فرغ الله عزوجل من القضاء بين خلقه وأخرج من النار من يريد أن يخرج ، أمر الله الملائكة والرسل أن تشفع فيعرفون بعلاماتهم : إنّ النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلّا موضع السجود» (٣).

٢٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «... فيؤذن للملائكة والنبيّين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان» (٤).

٢٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا ميّز أهل الجنة وأهل النار ، فدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار قامت الرسل وشفعوا» (٥).

٢٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يشفع الأنبياء في كل من يشهد أن لا إله إلّا الله مخلصاً ، فيخرجونهم منها» (٦).

٢٥ ـ ذكرت الشفاعة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «إنّ الناس يعرضون على جسر جهنم ... وبجنبتيه الملائكة يقولون : اللهمّ سلّم سلّم ...» (٧).

٢٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث : «أمّا أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم نار بذنوبهم أو بخطاياهم فأماتتهم إماتة ،

__________________

(١) صحيح مسلم ١ : ١٢٢ وبهذا المضمون صحيح البخاري ٨ : ١٤٣.

(٢) سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤٣.

(٣) سنن النسائي ٢ : ١٨١.

(٤) مسند أحمد ٥ : ٤٣ بتلخيص منّا.

(٥) مسند أحمد ٣ : ٣٢٥.

(٦) مسند أحمد ٣ : ١٢.

(٧) مسند أحمد ٣ : ٢٦.

٥٤٨

حتى إذا كانوا فحماً أذن في الشفاعة فيخرجون ضبائر ضبائر» (١).

٢٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث : «... فيشفعون حتى يخرج من قال لا إله إلّا الله ممّن في قلبه ميزان شعيرة» (٢).

٢٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يشفع الشهيد في سبعين إنساناً من أهل بيته» (٣).

٢٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من تعلّم القرآن (من قرأ القرآن) فاستظهره فأحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله الله به الجنة وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلّهم قد وجبت له النار» (٤).

٣٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث : «إذا بلغ الرجل التسعين غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر وسمّي أسير الله في الأرض ، وشفّع في أهله» (٥).

٣١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أُمّتي أكثر من بني تميم» (٦).

٣٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ من أُمّتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر» (٧).

٣٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيّين أو مثل أحد الحيّين ربيعة ومضر» (٨).

٣٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الرجل من أُمّتي ليشفع للفئام من الناس

__________________

(١) مسند أحمد ٣ : ٧٩ ؛ وبهذا المضمون سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤١ ، وسنن الدارمي ٢ : ٣٣٢ ، ومسند أحمد ٣ : ٥.

(٢) مسند أحمد ٣ : ٣٤٥.

(٣) سنن أبي داود ٢ : ١٥ ؛ وبهذا المضمون مسند أحمد ٤ : ١٣١ ، وسنن الترمذي ٣ : ١٠٦.

(٤) سنن الترمذي ٤ : ٢٤٥ ؛ سنن ابن ماجة ١ : ٧٨ ؛ مسند أحمد ١ : ١٤٨ و ١٤٩.

(٥) مسند أحمد ٢ : ٨٩ ، وبهذا المضمون ما في ٣ : ٢١٨.

(٦) سنن الدارمي ٢ : ٣٢٨ ؛ سنن الترمذي ٤ : ٤٦ ؛ سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤٤ ؛ مسند أحمد ٣ : ٤٧٠ و ٥ : ٣٦٦.

(٧) مسند أحمد ٤ : ٢١٢.

(٨) مسند أحمد ٥ : ٢٥٧.

٥٤٩

فيدخلون الجنة ، وإنّ الرجل ليشفع للقبيلة ، وإنّ الرجل ليشفع للعصبة ، وإنّ الرجل ليشفع للثلاثة ، وللرجلين ، وللرجل» (١).

٣٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يصف الناس (أهل الجنة) صفوفاً : فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول : يا فلان أما تذكر يوم استقيت فسقيتك شربة؟ قال : فيشفع له ، ويمرّ الرجل فيقول : أما تذكر يوم ناولتك طهوراً؟ فيشفع له» (٢).

٣٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث : «لا يصبر على لأوائها (أي المدينة) وشدتها إلّا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة» (٣).

٣٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لخادمه : «ما حاجتك؟ قال : حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة ، قال : ومن دلّك على هذا؟ قال : ربي ، قال : أما فأعنّي بكثرة السجود»(٤).

٣٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من صلّى على محمد وقال : اللهمّ أنزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي» (٥).

٣٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من قال حين يسمع النداء : «اللهمّ ربّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته» حلّت له شفاعتي يوم القيامة» (٦).

٤٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثمّ صلّوا عليّ ؛ فإنّه من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه عشراً ، ثمّ سلوا الله عزوجل لي

__________________

(١) مسند أحمد ٣ : ٢٠ و ٦٣ ؛ سنن الترمذي ٤ : ٤٦.

(٢) سنن ابن ماجة ٢ : ١٢١٥.

(٣) موطأ مالك ٢ : ٢٠١ ؛ مسند أحمد ٢ : ١١٩ و ١٣٣ ومواضع أُخر من هذا الكتاب.

(٤) مسند أحمد ٣ : ٥٠٠ ، وبهذا المضمون ما في ٤ : ٥٩.

(٥) مسند أحمد ٤ : ١٠٨.

(٦) صحيح البخاري ١ : ١٥٩ ؛ وبهذا المضمون ما في مسند أحمد ٣ : ٣٥٤ ، وسنن ابن ماجة ١ : ٢٣٩ ، وسنن الترمذي ١ : ١٣٦ ، وسنن النسائي ٢ : ٢٢ ، وسنن أبي داود ١ : ١٢٦.

٥٥٠

الوسيلة ؛ فمن سأل الله لي الوسيلة حلّت عليه الشفاعة» (١).

٤١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من غشّ العرب ، لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودّتي» (٢).

٤٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ اللعّانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» (٣).

٤٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «تعلّموا القرآن ؛ فإنّه شافع لأصحابه يوم القيامة»(٤).

٤٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ سورة من القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي : تبارك الذي بيده الملك» (٥).

٤٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي ربّي منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفّعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفّعني فيه ، قال : فيشفعان» (٦).

٤٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن أقربكم منّي غداً وأوجبكم عليَّ شفاعة : أصدقكم لساناً وأدّاكم لأمانتكم ، وأحسنكم خلقاً ، وأقربكم من الناس» (٧).

__________________

(١) سنن أبي داود ١ : ١٢٤ ؛ صحيح مسلم ٢ : ٤ ؛ سنن الترمذي ٥ : ٢٤٦ و ٢٤٧ ؛ سنن النسائي ٢ : ٢٢ ؛ ومسند أحمد ٢ : ١٦٨.

(٢) مسند أحمد ١ : ٧٢. ولا يتوهم أنّ هذا الحديث تكريس للقومية المبغوضة في الإسلام ؛ لأنّ من المعلوم أنّ المراد من العرب المسلمين فيكون بمنزلة «من غشّ مسلماً فليس بمسلم» لأنّ المسلم يوم ذاك كان منحصراً في العرب.

(٣) مسند أحمد ٦ : ٤٤٨ ؛ صحيح مسلم ٨ : ٢٤.

(٤) مسند أحمد ٥ : ٢٥١.

(٥) مسند أحمد ٢ : ١٩٩ و ٣٢١ ؛ سنن الترمذي ٤ : ٢٣٨.

(٦) مسند أحمد ٢ : ١٧٤.

(٧) تيسير المطالب في أمالي الإمام علي بن أبي طالب ، تأليف السيد يحيى بن الحسين من أحفاد الإمام زيد (المتوفّى ٤٢٤ ه‍) ، ص ٤٤٢ ـ ٤٤٣.

٥٥١

٤٧ ـ روى أنس بن مالك عن أبيه قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يشفع لي يوم القيامة فقال : «أنا فاعل» ، قلت : يا رسول الله فأين أطلبك؟ قال : «اطلبني أوّل ما تطلبني على الصراط» ، قلت : فإن لم ألقك على الصراط؟ قال : «فاطلبني عند الميزان» ، قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال : «فاطلبني عند الحوض فإنّي لا أخطئ هذه الثلاث المواطن» (١).

٤٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث : «أنا سيد الناس يوم القيامة ... ثمّ يقال : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفّع ، فأرفع رأسي فأقول : يا ربّي أُمّتي يا ربّي أُمّتي يا ربّي أُمّتي ، فيقول : يا محمد أدخل من أُمّتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة» (٢).

٤٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا أوّل الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعاً»(٣).

٥٠ ـ أخرج ابن مردويه عن طلق بن حبيب : كنت أشد الناس تكذيباً بالشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار ، فقال : يا طلق أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم لسنّة رسول الله منّي؟ إنّ الذين قرأت هم أهلها هم المشركون ، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوباً فعذّبوا ثمّ أخرجوا منها ثمّ أهوى بيديه إلى أُذنيه ، فقال : صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله يقول : يخرجون من النار بعد ما دخلوا ، ونحن نقرأ كما قرأت.

وعن ابن أبي حاتم عن يزيد الفقير ، قال : جلست إلى جابر بن عبد الله وهو يحدّث ، فحدّث أنّ ناساً يخرجون من النار ، قال : وأنا يومئذٍ أنكر ذلك ، فغضبت

__________________

(١) سنن الترمذي ج ٤ الباب التاسع ، الحديث ٢٥٥٠.

(٢) سنن الترمذي ج ٤ الباب العاشر ، الحديث ٢٥٥١.

(٣) صحيح مسلم ١ : ١٣٠.

٥٥٢

وقلت : ما أعجب من الناس ولكن أعجب منكم يا أصحاب محمد تزعمون أنّ الله يخرج ناساً من النار والله يقول : (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) (١) فانتهرني أصحابه وكان أحلمهم ، فقال : دعوا الرجل إنّما ذلك للكفّار ، فقرأ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ) حتى بلغ (وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) (٢) أما تقرأ القرآن؟ قلت : بلى قد جمعته ، قال : أليس الله يقول : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (٣) فهو ذلك المقام فإنّ الله تعالى يحتبس أقواماً بخطاياهم في النار ما شاء لا يكلّمهم فإذا أراد أن يخرجهم أخرجهم قال : فلم أعد بعد ذلك إلى أن أكذب به ... (٤).

* * *

هذه خمسون حديثاً رواها أهل السنّة عن النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ولو أضفنا إليها الصور المختلفة لكل حديث لتجاوز عدد الأحاديث المائة حديث ، ولكن اكتفينا بهذا المقدار وأشرنا إلى المواضع التي نقلت فيها صورها المختلفة والناظر فيها يذعن بأنّ الاعتقاد بالشفاعة كان أمراً مسلّماً بين جماهير المسلمين كما يذعن بأنّها لم تكن عندهم مطلقة عن كل قيد ، بل لها شرائط خصوصاً في جانب المشفوع له ، وأنّ هناك شفعاء وسنشير في خاتمة المطاف إلى فذلكة الروايات وعصارتها في المواضع المختلفة.

هلمّ معي نقرأ ما روته الإمامية في هذا الباب من الأحاديث الكثيرة عن النبي

__________________

(١) المائدة : ٣٧.

(٢) المائدة : ٣٦ ـ ٣٧.

(٣) الإسراء : ٧٩.

(٤) تفسير ابن كثير ٢ : ٥٤ كما في حياة الصحابة للشيخ محمد يوسف الكاندهلوي ٣ : ٤٧١ ـ ٤٧٢.

٥٥٣

الأكرم والأئمة المعصومين ، ولأجل سهولة الإرجاع إليها نحافظ على التسلسل المذكور في الأحاديث السابقة.

أحاديث الشفاعة عند الشيعة الإمامية

٥١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي لأشفع يوم القيامة وأُشفّع ، ويشفع عليٌّ فيُشفّع ، ويشفع أهل بيتي فيشفّعون» (١).

٥٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أُعطيت خمساً ... أُعطيت الشفاعة» (٢).

٥٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله أعطاني مسألة فادّخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أُمّتي يوم القيامة ففعل ذلك» (٣).

٥٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ من امتي من سيدخل الله الجنة بشفاعته أكثر من مضر» (٤).

٥٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي» (٥).

٥٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الشفعاء خمسة : القرآن ، والرحم ، والأمانة ، ونبيكم ، وأهل بيت نبيكم» (٦).

٥٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يقول الرجل من أهل الجنة يوم القيامة : أي ربّي عبدك فلان سقاني شربة من ماء في الدنيا ، فشفّعني فيه فيقول : اذهب فأخرجه

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ١٥ ؛ وبهذا المضمون في مجمع البيان ١ : ١٠٤.

(٢) من لا يحضره الفقيه ١ : ١٥٥.

(٣) أمالي الطوسي : ص ٣٦.

(٤) مجمع البيان ١٠ : ٣٩٢.

(٥) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٣٧٦.

(٦) مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ١٤.

٥٥٤

من النار فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها» (١).

٥٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي» (٢).

٥٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه» (٣).

٦٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات ، وصامت شهر رمضان ، وحجّت بيت الله الحرام ، وزكّت مالها ، وأطاعت زوجها ، ووالت علياً بعدي دخلت الجنة بشفاعة بنتي فاطمة» (٤).

أحاديث الشفاعة عن الإمام عليّ عليه‌السلام :

٦١ ـ قال علي عليه‌السلام : «لنا شفاعة ولأهل مودّتنا شفاعة» (٥).

٦٢ ـ قال علي عليه‌السلام : «ثلاثة يشفعون إلى الله عزوجل فيشفّعون : الأنبياء ، ثمّ العلماء ، ثمّ الشهداء» (٦).

٦٣ ـ قال علي عليه‌السلام لولده محمد الحنفية : «اقبل من متنصّل عذره ، فتنالك الشفاعة» (٧).

٦٤ ـ قال علي عليه‌السلام : «اعلموا أنّ القرآن شافع ومشفّع ، وقائل ومصدّق ، وأنّه من شفّع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه» (٨).

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ : ٣٩٢.

(٢) مجمع البيان ١ : ١٠٤ ، ويقول الطبرسي : إنّ هذا الحديث ممّا قبلته الأُمّة الإسلامية.

(٣) مجمع البيان ١ : ١٠٤.

(٤) أمالي الصدوق : ص ٢٩١.

(٥) خصال الصدوق : ص ٦٢٤.

(٦) خصال الصدوق : ص ١٥٦.

(٧) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٧٩.

(٨) نهج البلاغة : الخطبة ١٧١.

٥٥٥

٦٥ ـ قال علي عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من أُمّتي فيشفّعني الله فيهم ، والله لا تشفّعت فيمن آذى ذرّيتي» (١).

٦٦ ـ قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «إنّ للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون والصدّيقون ، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون ، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا فلم أزل واقفاً على الصراط أدعو وأقول : ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وأنصاري ومن تولّاني في دار الدنيا ، فإذا النداء من بطنان العرش : قد أُجيبت دعوتك وشفّعت في شيعتك ، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولّاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفاً من جيرانه وأقربائه ، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلّا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت» (٢).

٦٧ ـ قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «سمعت النبي يقول : إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد : يا رسول الله إنّ الله جلّ اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبّي أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك فكافهم بما شئت فأقول : يا ربّ الجنة فأبوِّئُهم منها حيث شئت ، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به» (٣).

٦٨ ـ عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قالت فاطمة عليها‌السلام لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبتاه أين ألقاك يوم الموقف الأعظم ويوم الأهوال ويوم الفزع الأكبر؟ قال : يا فاطمة عند باب الجنة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأُمّتي إلى ربّي. قالت : يا أبتاه فإن لم ألقك هناك؟ قال : ألقيني على الحوض وأنا أسقي أُمّتي ، قالت : يا أبتاه إن لم

__________________

(١) أمالي الصدوق : ص ١٧٧.

(٢) بحار الأنوار ٨ : ٣٩ نقلاً عن أمالي الصدوق : ص ٣٩.

(٣) بحار الأنوار ٨ : ٣٩ ـ ٤٠ نقلاً عن أمالي الصدوق : ص ١٨٧.

٥٥٦

ألقك هناك؟ قال : ألقيني على الصراط وأنا قائم أقول : ربّ سلّم أُمّتي ، قالت : فإن لم ألقك هناك؟ قال : ألقيني وأنا عند الميزان ، أقول : ربّي سلّم أُمّتي ، قالت : فإن لم ألقك هناك؟ قال : ألقيني على شفير جهنّم أمنع شررها ولهبها عن امتي فاستبشرت فاطمة بذلك ، صلّى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها» (١).

أحاديث الشفاعة عن سائر أئمة أهل البيت عليهم‌السلام :

٦٩ ـ قال الحسن عليه‌السلام : «إنّ النبي قال في جواب نفر من اليهود سألوه عن مسائل : وأمّا شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم» (٢).

٧٠ ـ عن الحسين عليه‌السلام وهو ينقل كلام جده معه في منامه قائلاً : «حبيبي يا حسين كأنّي أراك عن قريب مرمّلاً بدمائك مذبوحاً بأرض كربلا على أيدي عصابة من أُمّتي وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى ، وظمآن لا تروى ، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي ، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة» (٣).

٧١ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام في الدعاء الثاني من صحيفته : «عرّفه في أهله الطاهرين ، وأُمّته المؤمنين من حسن الشفاعة ، أجل ما وعدته» (٤).

٧٢ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وشرّف بنيانه وعظّم برهانه ، وثقّل ميزانه ، وتقبّل شفاعته» (٥).

٧٣ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «فإنّي لم آتك ثقة منّي بعمل صالح قدمته : ولا شفاعة مخلوق رجوته إلّا شفاعة محمد وأهل بيته عليه وعليهم سلامك» (٦).

__________________

(١) بحار الأنوار ٨ : ٣٥ نقلاً عن أمالي الصدوق : ص ١٦٦.

(٢) خصال الصدوق : ص ٣٥٥.

(٣) مكاتيب الأئمة ٢ : ٤١.

(٤) الصحيفة السجادية ، الدعاء الثاني.

(٥) الصحيفة السجادية ، الدعاء الثاني والأربعون.

(٦) الصحيفة السجادية : الدعاء الثامن والأربعون.

٥٥٧

٧٤ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «إلهي ليس لي وسيلة إليك إلّا عواطف رأفتك ، ولا ذريعة إليك إلّا عوارف رحمتك ، وشفاعة نبيك نبي الأُمّة» (١).

٧٥ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «صلّ على محمد وآله واجعل توسلي به شافعاً يوم القيامة نافعاً إنّك أنت أرحم الراحمين» (٢).

٧٦ ـ قال محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : «إنّ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شفاعة في أُمّته»(٣).

٧٧ ـ قال محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : «من تبع جنازة مسلم أُعطي يوم القيامة أربع شفاعات» (٤).

٧٨ ـ قال محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : «يشفع الرجل في القبيلة ، ويشفع الرجل لأهل البيت ، ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله ، فذلك المقام المحمود» (٥).

٧٩ ـ قال محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : «إنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً ، فعند ذلك يقول أهل النار : فما لنا من شافعين ، ولا صديق حميم» (٦).

٨٠ ـ سئل محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام عن أرجى آية في كتاب الله؟ فقال الإمامعليه‌السلام للسائل (بشر بن شريح البصري) : «ما يقول فيها قومك»؟ قال : قلت : يقولون: (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) ، قال : «لكنّا أهل البيت لا نقول بذلك» ، قال السائل : قلت : فأيّ شيء تقولون فيها؟ قال : «نقول : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) الشفاعة ، والله الشفاعة ، والله الشفاعة»(٧).

__________________

(١) ملحقات الصحيفة : ص ٢٥٠.

(٢) ملحقات الصحيفة : ص ٢٢٩.

(٣) المحاسن للبرقي : ص ١٨٤.

(٤) التهذيب ١ : ٤٥٥.

(٥) مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ١٤.

(٦) الكافي ٨ : ١٠١ ، وبهذا المضمون في تفسير فرات الكوفي : ص ١٠٨.

(٧) تفسير فرات الكوفي : ص ١٨.

٥٥٨

٨١ ـ دخل مولى لامرأة عليّ بن الحسين عليهما‌السلام على أبي جعفر (الباقر) يقال له أبو أيمن فقال : يغرون الناس فيقولون شفاعة محمد ، قال : فغضب أبو جعفر حتى تربد وجهه ، ثمّ قال : «ويحك يا أبا أيمن أغرّك أن عفّ بطنك وفرجك ، أما والله لو قد رأيت أفزاع يوم القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد ، ويلك وهل يشفع إلّا لمن قد وجبت له النار» (١).

٨٢ ـ عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «لفاطمة وقفة على باب جهنم فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار ، فتقرأ بين عينيه محباً ، فتقول : إلهي وسيدي سمّيتني فاطمة وفطمت بي من تولّاني وتولّى ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد ، فيقول الله عزوجل : صدقت يا فاطمة إنّي سمّيتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولّاك وأحب ذريتك وتولّاهم من النار ووعدي الحق ، وأنا لا أخلف الميعاد وإنّما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأُشفّعك ليتبيّن لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك منّي ومكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فجذبت بيده وأدخلته الجنة» (٢).

٨٣ ـ قال جعفر بن محمد عليهما‌السلام : «والله لنشفعنّ لشيعتنا ، والله لنشفعنّ لشيعتنا ، والله لنشفعنّ لشيعتنا حتى يقول الناس فما لنا من شافعين ولا صديق حميم» (٣).

٨٤ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «لكل مؤمن خمس ساعات يوم القيامة يشفع فيها» (٤).

__________________

(١) المحاسن ١ : ١٨٣.

(٢) بحار الأنوار ٨ : ٥١ نقلاً عن علل الشرائع : ص ١٧٨.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ١٦٤.

(٤) صفات الشيعة : ص ٣٦.

٥٥٩

٨٥ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا ، وأمّا التائبون فإنّ الله عزوجل يقول : ما على المحسنين من سبيل» (١).

٨٦ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ، والمساءلة في القبر ، والشفاعة» (٢).

٨٧ ـ قال معاوية بن عمار لجعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «من ذا الذي يشفع عنده إلّا بإذنه؟ قال : «نحن أُولئك الشافعون» (٣).

٨٨ ـ سئل جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام عن المؤمن هل يشفع في أهله؟ قال : «نعم المؤمن يشفع فيشفّع» (٤).

٨٩ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «إذا كان يوم القيامة نشفع في المذنب من شيعتنا وأمّا المحسنون فقد نجّاهم الله» (٥).

٩٠ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «نمجّد ربنا ونصلّي على نبيّنا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربّنا» (٦).

٩١ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «إنّ المؤمن ليشفع لحميمه ، إلّا أن يكون ناصباً ، ولو أنّ ناصباً شفع له كل نبي مرسل وملك مقرّب ما شفعوا» (٧).

٩٢ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «إنّ الجار ليشفع لجاره والحميم لحميمه ، ولو أنّ الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين شَفّعوا في ناصب

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٣٧٦.

(٢) الأمالي للشيخ الصدوق : ص ١٧٧.

(٣) تفسير العياشي ١ : ١٣٦ ، وبهذا المضمون في المحاسن : ص ١٨٣.

(٤) المحاسن : ص ١٨٤.

(٥) فضائل الشيعة للشيخ الصدوق : ص ١٠٩ ح ٤٥.

(٦) المحاسن : ص ١٨٣ ، وبهذا المضمون في البحار ٨ : ٤١ عن الإمام الكاظم عليه‌السلام.

(٧) ثواب الأعمال : ص ٢٥١.

٥٦٠