ارشاد الطالبين الى نهج المسترشدين - المقدمة

ارشاد الطالبين الى نهج المسترشدين - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦

١
٢

٣
٤

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجميعن.

٥
٦

تمهيد

قد اتجه علماء الشيعة اتجاها ملحوظا في جميع الميادين العلمية منذ أقدم عصورهم ، وامتد نشاطهم وحركتهم الفكرية الى كل ما كان هناك من علوم معروفة ، وشمل نشاطهم الى جانب الفقه وأصوله ، والكلام ، وعلوم القرآن واللغة والادب ، سوى ذلك من العلوم الاخرى ، ونجد هذا النشاط بارزا على مؤلفاتهم الكثيرة ، التي تعكس اتجاههم العلمي ونشاطهم الفكري.

والانصاف يحتم علينا أن لا ننسى لهم ما قاموا به من الادوار الكبيرة في الحركة الثقافية في الاحقاب الاسلامية الماضية ، وما ساهم به اتجاههم هذا الممعن بحثا ، الذي جاب مناطق الانسان والحياة في بناء الحضارة الاسلامية واقامة دعائمها على أسس قويمة منتجة.

انه لمن المدهش حقا أن نجد كثيرا من مفكري الشيعة وعلمائهم قد سبقوا عصورهم بأجيال بمعلوماتهم ونظرياتهم وآثارهم ، وتركوا حقائق علمية مثيرة للدهشة.

ومن العلوم المنقحة عند الاوائل والاواخر هو علم الكلام ، وهو أجل العلوم قدرا ، وأشرفها منزلة ، وفيه بيان التوحيد والتجريد ، واثبات التنزيه ونفي

٧

التشبيه والتجسيم. وفي هذا العلم الشريف بيان اثبات النبوة العامة والخاصة ، وتثبيت الامامة ، وتعيين أوصاف الوصاية بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتوضيح الولاية التكوينية والتشريعية. فهو الاساس لسائر العلوم الاسلامية من العقلية والشرعية.

وقد ورد في الآثار الشريفة المروية عن العترة الطاهرة عليهم‌السلام مدح العلماء والمتكلمين الذين يذبون عن الدين انتحال المبطلين ، ومكايد أعداء الدين ، ويدحضون شبهات الشياطين.

وممن شيد أركان هذا العلم الشريف ونقحها تنقيحا. وبذل اهتمامه في تهذيبه وتنقيحه كمال الاهتمام ، هو الفقيه المتبحر المتكلم الكبير الشيخ جمال الدين مقداد بن عبد الله الاسدي السيوري الحلي أسكنه الله بحبوحات جناته.

اسمه ونسبه :

أبو عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد السيوري الاسدي الحلي الغروي المشهور ب «الفاضل المقداد» و «الفاضل السيوري» في كتب الكلام والفقه.

والسيوري منسوب الى سيوراء ، بلد بين الكوفة والحلة قريب من الفرات. والاسدي نسبة الى بني أسد ، قبيلة من قبائل العرب.

واختلف في لقبه الشريف ، فقال في الرياض أن لقبه «شرف الدين» (١) وقال في الروضات أن لقبه «جمال الدين» (٢). والاول هو المشهور في أكثر الكتب.

وقد يظهر من كلمات الشيخ الفاضل المترجم له في هذا الكتاب : أنّ

__________________

(١) رياض العلماء : ٥ / ٢١٦.

(٢) روضات الجنات : ٧ / ١٧٤ نقلا عن بعض الاجازات.

٨

العلامة ركن الدين محمد بن علي الأسترآبادي الجرجاني مترجم «الفصول النصيرية» من الفارسية إلى العربية كان جده ، حيث قال فيه :

وأورد جدي ركن الدين الجرجاني قدس الله نفسه على المعتزلة في هذا البحث الخ (١).

وصرح به أيضا في خطبة كتابه «الانوار الجلالية» بقوله «الجد الحميد» ، فظاهر هذين العبارتين صريحة في كون ركن الدين الجرجاني رحمه‌الله جده ، والظاهر أنه من طرف الام.

فالشيخ الفاضل المترجم له «ره» عربي صميم من جانب الأب وأسدي النسب وايراني فارسي من طرف الام.

وجده ركن الدين الجرجاني قدس‌سره كان قاطنا في العراق ومتوطنا في النجف الاشرف والحلة وكان من تلامذة العلامة الحلي.

وله مصنفات كثيرة ، وقد عثر على فهرس تصانيفه السيد الامين العاملي قدس‌سره في مجموعة من خطه في مكتبة الشيخ الحجة الكبير الشهيد فضل الله النوري قدس‌سره بطهران وهي مفصلة فراجع (٢).

وللفاضل المقداد ولد يسمى «عبد الله» ، قال في الرياض : وابنه عبد الله من العلماء ، ثم قال : ورسالة أربعين حديثا ألفها لولده عبد الله (٣).

اطراء العلماء عليه :

ان المترجمين للفاضل المقداد وان لم يفصلوا في شرح حاله وترجمة أحواله على نحو يليق بمقامه كما هو دأب أكثر القدماء والسالفين في أغلب تراجم

__________________

(١) ارشاد الطالبين ص ٥٧.

(٢) أعيان الشيعة : ٤٦ / ٢٩ ـ ٣٠ و ٤٨ / ٩٤ يذكر فيها أحوالاته وتصانيفه.

(٣) رياض العلماء : ٥ / ٢١٦ ـ ٢١٧.

٩

رجال العلم وأصحاب الفضيلة من الاقتصار على اسم المترجم وبعض ألقابه. ولكنهم لم يقصروا من الاطراء عليه والتصريح بجميل فضله وعلمه المتدفّق وسطوع فضله الغريز وكونه من العلماء المحققين.

ونذكر جملة من كلماتهم وجميل وصفهم وثنائهم عليه على ما وصل إلينا من كلماتهم فنقول :

قال تلميذه الشيخ حسن بن راشد الحلي : شيخنا الامام العلامة الاعظم أبو عبد الله ـ الى أن قال ـ وكان بيض الله غرته رجلا جميلا من الرجال ، جهوري الصوت ، ذرب اللسان ، مفوها في المقال ، متفننا في علوم كثيرة ، فقيها متكلما أصوليا نحويا منطقيا ، صنف وأجاد (١).

وقال الشيخ ابن أبي جمهور الاحسائي في عوالي اللآلي : الشيخ العلامة الفهامة خاتمة المجتهدين شرف الملة والحق والدين (٢).

وقال الشيخ حر العاملي في أمل الامل : كان عالما فاضلا متكلما محققا مدققا (٣).

وقال العلامة المجلسي في البحار : الشيخ الاجل المقداد بن عبد الله من أجلة الفقهاء وتصانيفه في نهاية الاعتبار والاشتهار (٤).

وقال المحقق التستري في المقابيس : الشيخ الفاضل الفقيه المتكلم الوجيه المحقق المدقق النبيه جمال الدين وشرف المعتمدين (٥).

وقال السيد الاجل الجابلقي في الروضة البهية : الشيخ العالم مقداد ـ الى أن قال ـ كان عالما فاضلا متكلما محققا من الفقهاء الذين يعتمد على فتاواهم.

__________________

(١) راجع ذيل روضات الجنات ٧ / ١٧٥.

(٢) عوالى اللآلي : ٢ / ٥.

(٣) أمل الامل : ٢ / ٣٢٥ ط النجف.

(٤) بحار الانوار : ١ / ٤١.

(٥) المقابيس : ١٤.

١٠

ثم عد كتبه وقال : والرجل من أعيان العلماء نقي الكلام حسن البيان ، كما يظهر بالتأمل في كلماته (١).

وقال المحدث النوري في المستدرك : الشيخ الفاضل الفقيه المتكلم المحقق الوجيه (٢).

وقال العلامة المامقاني في تنقيح المقال : كان عالما جليلا وفاضلا نبيلا محققا متكلما وفقيها (٣).

وذكره المحقق الخوانساري في الروضات والمحدث البحراني في لؤلؤة البحرين والمحدث القمي في الكنى والالقاب (٤). ولم يزيدوا في وصفه على ما ذكره المحدث العاملي في أمل الامل.

وغيرهم ممن وصفه جماعة من الخاصة والعامة ، مع أنّه (رحمه‌الله) غني عن اطراء الواصفين وثناء المادحين. كيف؟ وقد عرفت أن في تصانيفه من الدلالة على غزارة علمه وجلالة قدره ونبالة أصله وسطوع فضله في مقام الفقاهة والاجتهاد والاستنباط ما لا يمكن انكارها.

وقد وصفه المترجمون له بأوصاف التحقيق والتدقيق ، وصرحوا بكونه من العلماء المحققين ومن المتكلمين المدققين ، وفي اعتناء الفقهاء والمتكلمين على آرائه ونظرياته في المسائل الفقهية والمباحث العلمية الكلامية دلالة واضحة على اذعانهم بمقامه العلمي الشامخ ، وقد نقلنا تصريح بعضهم بكونه من الفقهاء الذين يعتمد على فتاواهم وأقوالهم.

وهذا المحقق الكبير الشيخ أسد الله التستري أذعن بكون الفاضل المترجم

__________________

(١) نقلا عن مقدمة اللوامع ص كط.

(٢) مستدرك الوسائل : ٣ / ٤٣١.

(٣) تنقيح المقال : ٣ / ٢٤٥.

(٤) الروضات : ٧ / ١٧١ ولؤلؤة البحرين : ١٧٢ والكنى والالقاب ٣ / ٧.

١١

من العلماء المحققين والفقهاء المدققين كما مر.

وليس ذلك كله الا لشدة اهتمام الاكابر وأهل التحقيق بمصنفات الشيخ الفاضل ، فانها مشحونة بالتحقيقات العلمية والفوائد الكثيرة ، ومؤلفة على ضوء التحقيق والتحبير والتهذيب والتنقيح وتحرير المطالب وتجريدها عن الحشو والزوائد كما يشهد بذلك تآليفه القيمة.

أساتذته والذين روى عنهم :

هو من أكابر تلامذة الفقيه الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين مكي ابن الشيخ شمس الدين محمد بن حامد بن أحمد النبطي العاملي الجزيني المشهور ب «الشهيد الاول».

والفاضل المترجم يروي عن أستاذه الشهيد قدس‌سره ، وحضر عنده واستفاد منه حتى صار من أرشد تلاميذه في الارض المقدسة النجف الاشرف ، وله اختصاص وحظوة عند الاستاذ ، وولع بالبحث والتنقيب عنده.

ومن ذلك عمد الى كتاب شيخه «القواعد الفقهية» فنضده ورتبه على أحسن ترتيب وسماه «نضد القواعد».

كما أنه سأله أو كاتبه في مسائل عديدة خلافية فأجاب عنها فسميت تلك المسائل مع أجوبتها بكتاب «المسائل المقدادية».

قال في الروضات : وهو الذي ينقل في كتبنا الاستدلالية الفتاوي والخلافيات وكان نسبة تلك المسائل الى تلميذه الشيخ مقداد السيوري قدس‌سره النوري (١).

وقد كتب الفاضل المقداد قدس‌سره تاريخ شهادته وكيفيتها وفتوى علماء المخالفين لهذه الجناية التاريخية والفاجعة الكبيرة بخطه الشريف ونقله عن خطه جمع من علمائنا في كتبهم.

__________________

(١) روضات الجنات : ٧ / ١٥.

١٢

ولم يذكر في التراجم المعتبرة شيخ له غير الشهيد ، نعم ذكر بعض المعاصرين في تراجمهم أن فخر المحققين والسيد ضياء الدين عبد الله الاعرجي والسيد عميد الدين كانوا من مشايخه فراجع (١).

تلامذته والراوون عنه :

كان ـ رحمه‌الله ـ متوطنا في الجامعة العلمية النجف الاشرف ، وكان وجها من وجوه أصحابنا الامامية وفقيها شهيرا من فقهائنا الاثنى عشرية ، وكان طلاب العلوم يزدلفون حوله ويستفيدون من علمه وفقهه ومن نظرياته وتحقيقاته.

فاليك سرد أسماء من وقفنا على اسمه من تلامذته ومن روى عنه :

١ ـ الشيخ قاسم الدين. قال في الرياض : أخبرني الشيخ قاسم الدين عن شيخنا أبي عبد الله المقداد بن السيوري المشهدي النجفي «ره» وكتب العبد الحسن بن حمزة بن محسن الحسيني (٢).

٢ ـ الشيخ زين الدين علي التوليني النحاريري العاملي. قال في الرياض : كان من أجلة الفقهاء والعلماء ويروي عن الشيخ مقداد السيوري (٣).

٣ ـ الشيخ ظهير الدين بن علي بن زين الدين بن الحسام العاملي العيناثي. قال في الرياض : كان فاضلا عابدا فقيها ، ثم قال : ويروي عن الشيخ مقداد السيوري (٤).

__________________

(١) أعلام العرب ٣ / ٦٢ قال : ان فخر المحققين «ره» استاذ الفاضل المقداد وكتاب ماضى النجف : ٨٥ ط صيدا قال : ان من أساتذته فخر المحققين والسيد ضياء الدين عبد الله الاعرجى ومقدمة كتاب التنقيح الرائع.

(٢) رياض العلماء : ١ / ١٨٣.

(٣) رياض العلماء : ٣ / ٣٨٠.

(٤) رياض العلماء : ٣ / ٥٥.

١٣

٤ ـ الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن غلالة أو علالا. قال في الرياض : صالح فاضل عالم فقيه ، من تلامذة الشيخ مقداد المشهور ، وقد رأيت مجموعة بأردبيل بخط هذا الشيخ وفيها كتاب الاربعين للشيخ مقداد المذكور ورسالة آداب الحج له أيضا ، وقد قرأهما عليه ونحو ذلك من الرسائل والفوائد. وقد كتب الشيخ مقداد بخطه على ظهر الكتاب المزبور هكذا :

«أنهى قراءة هذه الاحاديث الشيخ الصالح العالم الفاضل زين الدين علي ابن حسن ابن غلالة ، وأجزت له روايتها عني عن مشايخي قدس الله أرواحهم وكتب المقداد بن عبد الله السيوري تجاوز الله عنه في خامس وعشرين من جمادي الاولى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة».

وقد كتب أيضا بخطه «ره» في آخر رسالة آداب الحج له «أنهى قراءة هذه الرسالة الشيخ الصالح الفاضل العالم زين الدين علي بن الحسن بن علالا ، فأجزت له روايتها عني. وكتب المقداد بن عبد الله السيوري تجاوز الله عنه في ثاني جمادي الاخرى من سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة».

وكتب أيضا بخطه في آخر الفتاوى المتفرقة المنقولة عن العلامة المكتوبة في تلك المجموعة هكذا «عرض ذلك علي وأجزت له روايته بالطرق التي لي الى الشيخ جمال الدين قدس الله روحه. وكتب المقداد بن عبد الله السيوري تجاوز الله عنه» انتهى (١).

٥ ـ الشيخ شمس الدين محمد بن شجاع القطان الانصاري الحلي المعروف ب «ابن القطان». قال في أمل الامل : فاضل صالح ، يروي عن المقداد بن عبد الله السيوري. انتهى (٢). وهو صاحب كتاب معالم الدين في

__________________

(١) رياض العلماء : ٣ / ٤٠٨.

(٢) أمل الامل : ٢ / ٢٧٥ ورياض العلماء : ٤ / ٨٢ و ٥ / ١٠٨ ورجال بحر العلوم ٣ / ٢٧٨ وكشكول البحرانى ٢ / ٢٠٥ والبحار للعلامة المجلسى : ١٠٨ / ١٥٠.

١٤

فقه آل ياسين ، تنقل آراؤه الفقهية في كتب الفقهاء.

وقال في أعيان الشيعة : له كتاب نهج العرفان في أحكام الايمان ، فى الاخلاق منه نسخة في الخزانة الغروية بخط المؤلف فرغ منها في تاسع عشر شعبان سنة ٨١٩ وفرغ من تبييضها ثامن عشر رجب سنة ٨٣١ ، وذكر في أولها طريقه في الحديث هكذا : أبو عبد الله المقداد بن السيوري الاسدي متعنا الله بطول حياته ، ولا أعدمنا شمولا بركاته (١). انتهى موضع الحاجة.

٦ ـ الشيخ العلّامة صاحب المقامات العالية الفقيه الورع ابن فهد الحلى. قال فى الرياض في ترجمة علي بن هلال الجزائري : ويروي بالسند العالي عن الشيخ مقداد السيوري عن الشهيد (٢).

ولعل المراد بالسند العالي هو الشيخ ابن فهد الحلي ، كما صرّح بروايته عنه في الرياض بقوله : ويروي ـ أي علي بن هلال ـ عن ابن فهد الحلي أيضا (٣).

وقال في المستدرك : وهذا الشيخ الجليل ـ أي ابن فهد الحلى ـ يروي عن جماعة من الاساطين من أجلاء تلامذة الشهيد الاول وفخر المحققين. الاول : الشيخ مقداد السيوري(٤).

٧ ـ المولى رضي الدين عبد الملك بن المولى شمس الدين اسحاق بن رضي الدين عبد الملك بن محمد بن فتحان الواعظ القمي القاشاني مولدا ومحتدا. قال في الرياض : من أجلّة العلماء والفقهاء ، ثم قال : وهو يروي عن ابن فهد الحلي وعن الشيخ مقداد أيضا (٥).

__________________

(١) أعيان الشيعة : ٤٥ / ٢١٩.

(٢ ـ ٣) رياض العلماء : ٤ / ٢٨١ ، ذيل رجال بحر العلوم : ٢ / ١٠٨.

(٤) مستدرك الوسائل : ٣ / ٤٣٥.

(٥) رياض العلماء : ٣ / ٢٦٨ ، روضات الجنات : ٧ / ١٧٤.

١٥

٨ ـ الشيخ سيف الدين الشفرابي. قال في الرياض : ويروى عنه ـ أي عن الشيخ المقداد ـ الشيخ سيف الدين الشفرابي كما يظهر من بعض الاجازات (١).

٩ ـ الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلي. وهو الذي أرّخ وفاة شيخه المقداد لسنة (٨٢٦) وقد مضى اطراؤه عليه وله ارجوزة نظم فيها ألفية الشهيد قدس‌سره المسماة ب «الجمانة البهية فى شرح الالفية» فرغ من نظمها سنة ٨٢٥ وعدد أبياتها (٦٥٣) وقد قرظ منظومته الجمانة هذه شيخه المقداد تقريظا لطيفا (٢).

١٠ ـ الشيخ عبد الله ابن المترجم له. ذكره فى الرياض ٥ / ٢١٧.

١١ ـ الشيخ حسين بن علاء الدين مظفر بن فخر الدين بن نصر الله القمي ، ذكره في «أعلام الشيعة».

١٢ ـ الشيخ شرف الدين المكي ، ذكره في الروضات ٢ / ٣٣٠.

١٣ ـ الشيخ أبو الحسن علي بن هلال الجزائري ، يستفاد من البحار ١٠٩ / ٩٢.

تأليفاته القيمة :

كتب المترجم مؤلفات ورسائل فى التفسير والفقه والكلام ، ومن بينها مؤلفات مشهورة قيمة ، لا تزال معينا للعلماء الى اليوم. وحيث كان المترجم فاضلا محققا مدققا أديبا ذا رأي بديع وذوق لطيف ، فأتقن تآليفه وكتبه أحسن اتقان ، ورتبها على أجمل ترتيب وأقوم برهان ، وهي :

__________________

(١) رياض العلماء : ٥ / ٢١٦.

(٢) الذريعة ١ / ٤٢٩ ـ ٤٦٥ ، الاعلام للزركلى ٢ / ٢٠٤.

١٦

١ ـ آداب الحج. قال في الرياض رأيتها بأردبيل أيضا ، وعليها خطه واجازته ، وتاريخ تأليفها عشر ذي الحجة سنة تسع وسبعين وسبعمائة (١).

٢ ـ الادعية الثلاثون. من أدعية النبي والائمة عليهم‌السلام (٢).

٣ ـ الاربعون حديثا. قال فى الرياض : ألفها لولده عبد الله ، رأيتها ببلدة أردبيل وعليها خطه واجازته ، وتاريخ تأليفه يوم الجمعة حادي عشر جمادي الاولى سنة أربع وتسعين وسبعمائة (٣).

٤ ـ ارشاد الطالبين الى نهج المسترشدين. هو هذا الكتاب النفيس الذي بين يدي القارئ الكريم ، وسيأتي البحث حول هذا الكتاب إن شاء الله.

٥ ـ الاعتماد في شرح رسالة واجب الاعتقاد. قال الفاضل المترجم «ره» فى ديباجة كتابه هذا : فاني مورد فى هذه الرسالة شرح ما تضمنته المقدمة الموسومة بواجب الاعتقاد تصنيف مولانا الشيخ الاعظم ـ الى أن قال ـ جمال الملة والحق والدين أبي منصور الحسن بن المطهر قدس الله روحه ونوّر ضريحه على سبيل الاختصار دون التطويل والاكثار تقريبا بها الى أذهان المكلفين وتسهيلا على الطالبين وتقرّبا بذلك الى الله تعالى وسميتها بكتاب «الاعتماد فى شرح واجب الاعتقاد» (٤).

وبهذه العبارة قد اندفع ما قيل فى تسمية الكتاب ب «نهج السداد» أو «مهج السداد» كما ذكر هما المترجمون له (٥).

٦ ـ الانوار الجلالية للفصول النصيرية. والمتن للمحقق الطوسي «ره»

__________________

(١) رياض العلماء : ٥ / ٢١٧ و ٣ / ٤٠٨ والذريعة / ١٧١ والروضات ٧ / ١٧١.

(٢) الذريعة : ١ / ٣٩٦.

(٣) رياض العلماء : ٥ / ٢١٧ و ٣ / ٤٠٨ والذريعة ١ / ٤٢٩.

(٤) راجع كلمات المحققين : ٣٨٠.

(٥) روضات الجنات : ٧ / ١٧٢ ، ريحانة الادب ٤ / ٢٨٣.

١٧

وكتاب الفصول أصله فارسي ولكن عرّبه جد الفاضل المترجم ركن الدين محمد بن علي الجرجاني كما تقدّم والمصنف شرح النسخة المعرّبة. ألّفه لجلال الدين كما في الرياض (١).

٧ ـ تجويد البراعة فى شرح تجريد البلاغة في علمي المعاني والبيان.

والتجريد من تصانيف العالم الرباني كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني.

قال في الرياض : وله أيضا كتاب تجويد البراعة في أصول البلاغة نسبه الى نفسه في كنز العرفان وينفل عنه الكفعمي (٢).

٨ ـ التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع. هو أمتن كتاب في الفقه ، والمتن هو مختصر النافع الذي هو اختصار الشرائع للمحقق الحلي المتوفى سنة ٦٧٦. والتنقيح شرح وبيان لوجه تردداته في المختصر ، وهو شرح تام من الطهارة الى الديات في مجلدين كما نص عليه في الذريعة (٣).

٩ ـ تفسير مغمضات القرآن (٤).

١٠ ـ جامع الفوائد في تلخيص القواعد (٥).

١١ ـ شرح ألفية الشهيد قدس‌سره. قال المحدث البحراني في اللؤلؤة :

وله أيضا شرح على ألفية الشهيد كما نسبه إليه بعض مشايخنا المعاصرين نور الله مرقدهم (٦).

__________________

(١) رياض العلماء : ٥ / ٢١٦.

(٢) رياض العلماء : ٥ / ٢١٧ ، الروضات : ٧ / ١٧٢ الذريعة : ٣ / ٣٥٢.

(٣) الذريعة : ٤ / ٤٦٣ ، الرياض ٥ / ٢١٦ ، الروضات ٧ / ١٧٣.

(٤) ريحانة الادب ٤ / ٢٨٢ على ما فى مقدمة اللوامع.

(٥) ريحانة الادب ٤ / ٢٨٣ كذلك.

(٦) لؤلؤة البحرين : ١٧٣ ، الروضات : ٧ / ١٧٢.

١٨

١٢ ـ شرح سي فصل للمحقق الطوسي قدس‌سره في النجوم والتقويم الرقمي (١).

١٣ ـ شرح مبادي الاصول ، وسماه في الذريعة ب «نهاية المأمول» (٢) ، والمتن هو مختصر في أصول الفقه تصنيف آية الله العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف الحلي المتوفى سنة ٧٢٦.

١٤ ـ الفتاوي المتفرقة (٣).

١٥ ـ كنز العرفان في فقه القرآن. كتاب قيم في شرح آيات الاحكام ، رتبه على مقدمة وكتب بترتيب كتب الفقه وخاتمه (٤).

١٦ ـ اللوامع الالهية في المباحث الكلامية. قال في الرياض : حسن جيد كثير الفوائد (٥). وقال في الروضات : وكتابه اللوامع من أحسن ما كتب في فن الكلام ، على أجمل الوضع وأسد النظام ، وهو في نحو من أربعة آلاف بيت ليس فيه موضوع ليته كان كذا وليت(٦).

اقول : قال السيد بحر العلوم في رجاله : وحكي عن الشيخ أبي عبد الله المقداد السيوري أنه قال نحو ذلك في كتابه المسمى ب «الرائع في الاصول» انتهى (٧). وهذا يتوهم أنه كتاب آخر ، مع أنه لم يعده المترجمون له في

__________________

(١) ريحانة الادب : ٤ / ٢٨٣.

(٢) الذريعة : ١٤ / ٥٢ ـ ٥٤ الرياض ٥ / ٢١٦ ، الروضات ٧ / ١٧١ كلاهما عن أمل الامل.

(٣) رياض العلماء : ٥ / ٢١٧.

(٤) رياض العلماء : ٥ / ٢١٦ ، الروضات ٧ / ١٧١ كلاهما عن أمل الامل ، الذريعة ١٨ / ١٥٩.

(٥) رياض العلماء : ٥ / ٢١٦.

(٦) روضات الجنات ٧ / ١٧٢.

(٧) رجال سيد بحر العلوم : ٣ / ١٣٦.

١٩

تصانيفه حتى تلميذه الشيخ حسن بن راشد حيث عد كتبه ولم يذكر هذا الكتاب ولعله تصحيف كتابه «اللوامع».

١٧ ـ النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر ـ للعلامة قدس الله سره. هو الكتاب الصغير الحجم الكثير المعنى المشهور المتداول عند الطلاب بالبحث والتدريس. المطبوع مرارا (١).

١٨ ـ نضد القواعد الفقهية على مذهب الامامية. قال في الرياض : وله كتاب نضد القواعد في ترتيب قواعد الشهيد وأضاف إليه فوائد أخرى جليلة. ثم ذكر أنه رآه في مشهد الرضا وأردبيل وتبريز وفي طهران بخطه (٢).

وكذا ذكره في الروضات وقال : كتاب بديع في وضعه رتب فيه قواعد شيخه الشهيد(٣). طبع أخيرا على أحسن حال.

١٩ ـ وجوب مراعاة العدالة في من يأخذ حجة النيابة. رسالة قال في الرياض : رأيتها في قاسان مختصرة (٤).

ولادته ووفاته :

ليس في كلمات المترجمين له تاريخ ولادته ، والظاهر أن مولده كان في العراق ولعله بالحلة أو بالسيور.

وترفي بالمشهد المقدس الغروى «النجف الاشرف» على مشرفه أفضل الصلوات وأكمل التحيات ضاحي نهار الاحد السادس والعشرين من شهر جمادي الآخرة سنة ٨٢٦.

__________________

(١) الرياض ٥ / ٢١٦ ، الروضات ٧ / ١٧١ كلاهما عن أمل الامل ، الذريعة : ٣ / ٧.

(٢) رياض العلماء : ٥ / ٢١٦.

(٣) روضات الجنات : ٧ / ١٧٢.

(٤) رياض العلماء : ٥ / ٢١٦ ـ ٢١٧.

٢٠