ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة

السيد الأمير الحسين بن بدر الدين

ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة

المؤلف:

السيد الأمير الحسين بن بدر الدين


المحقق: د. المرتضى بن زيد المحطوري الحسني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مكتبة بدر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٩٩

ومن مثالب معاوية : أنّه أول من تكلم بالجبر (١) في هذه الامة ، وأول من اختطب به فيمن يعتزي إلى الإسلام ، كما روينا أنه اختطب بالشام فقال : إنما أنا خازن من خزّان الله أعطي من أعطاه الله ، وأمنع من منعه الله ، فقام أبو ذر رحمه‌الله فقال : كذبت يا معاوية إنك لتعطي من منعه الله ، وتمنع من أعطاه الله ، فقال : عبادة بن الصامت رحمه‌الله : صدق أبو ذر ، وقال أبو الدرداء رحمه‌الله : صدق عبادة (٢). وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقنت بلعن خمسة وهم : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وأبو الأعور السلمي ، وأبو موسى الأشعري ، وبسر بن أرطاة (٣).

__________________

(١) الجبر قول العاصي بأنه مجبر من الله على فعل المعصية ، كقول إبليس : (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي).

(٢) رواه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليه‌السلام في الشافي ١ / ١٣١ ، ٤ / ١٢٧. وأبو طالب في شرح البالغ المدرك ص ٩٩ ، والاساس ٢ / ٢٨.

(٣) لا شك لدى علماء المسلمين أن عليّا عليه‌السلام خليفة راشد ، وكبير الصحابة ، وله من السابقة والجهاد والزلفة من الله ما يجعله جديرا بالحديث الشريف : «لعنتك من لعنتي» ، مجموع الإمام زيد ٤٠٤ ، فمن لعنه عليّ فكأنما لعنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا مسوغ لاستثناء الصحابة من هذا الحكم فحكم الإسلام جار على الجميع ، ولا شأن لنا بمن يضفي التعديل على جميع الصحابة حتى غير العدول ذهابا إلى سد الطريق أمام الروافض كما يقال : فخيار الأمور أوسطها لئلا نظلم بريئا أو نبرئ ظالما. والله أعلم. وزادوا الوليد بن عقبة ، وكان شديد البغض لعلي عليه‌السلام وهو الفاسق المذكور في الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ ..) الآية ، وأبوه عقبة بن أبي معيط قتله الإمام علي عليه‌السلام في غزوة بدر ، وقد جلد الإمام علي عليه‌السلام الوليد في خلافة عثمان حدّا ، وعزله عثمان عن الكوفة. والضحاك بن قيس. وحبيب بن مسلمة. ومروان بن الحكم. أخرج ذلك الإمام الهادي في الأحكام ١ / ١٠٩. والإمام عبد الله بن حمزة في الشافي ٤ / ٤٨ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١ / ٢٨٩ عن نصر بن مزاحم في وقعة صفين ص ٥٥٢. والطبري في تاريخه ٥ / ٧١. وابن كثير في البداية والنهاية ، وذكر أنه لما بلغ ذلك معاوية قنت وكان يلعن عليّا وحسنا وحسينا والأشتر وابن عباس. ينظر ابن الأثير في الكامل ٣ / ١٦٨ ، وهو خبر مشهور.

٤٢١

فصل : في شبه الحشوية التي يحتجون بها :

الشبهة الاولى :

قولهم : إن معاوية كاتب الوحي (١) وذلك يقتضي الفضيلة. وجوابها : أنّ كتابة الوحي لا تدل على فضله ؛ لنقضه لذلك بفعله ؛ إذ قد كتب الوحي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ولا شك ولا إشكال في كفره ونفاقه. ومن الظاهر عند العلماء أنه كان يكتب الوحي مكان غفور رحيم ، عليم حليم ، فيقول : أمرهما سواء (٢) ، فلمّا أملى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) فلما بلغ آخر الآية تعجّب ابن أبي سرح فقال : تبارك الله أحسن الخالقين ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فهكذا أنزل فشكّ ابن أبي سرح وارتد ثم أسلم» (٣). وقيل : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هدر (٤) دمه ، فلما كان يوم الفتح شفع فيه عثمان بن عفان فشفّعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وولّاه عثمان في ولايته مصر فأثار الفتنة حتى قتل عثمان. وأخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّ الارض لا تقبله ، فلما مات دفن فلفظته الأرض ولم تقبله ، فلو كانت كتابة الوحي دلالة على الفضل على كل

__________________

(١) الصحيح أنه ما كتب الوحي ، وإنما كتب إلى الملوك كما ذكر ذلك ابن أبي الحديد وغيره. ولو سلمنا بكتابة الوحي فذلك أعظم حسرة ، وأكبر حجة على كاتب وحي يرتكب العظائم في حق الإسلام والمسلمين ، فلو فعل ذلك عامر بن الطفيل أو نحوه لهان الأمر.

(٢) أخرج ذلك بن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٢٦٠ قال : كان يكتب الوحي لرسول الله ثم ارتد مشركا ، وصار إلى قريش بمكة فقال لهم : إني كنت أصدق محمدا حيث أريد ، كان يملي علي عزيز حكيم ، فأقول : أو عليم حكيم ، فيقول : نعم كل صواب.

(٣) في هامش (ب) ينظر في ذلك. فالذي يظهر أن هذه القصة لا تصح أصلا.

(٤) في (ب) ، و (ج) : نذر. وفي هامش (ب) : هدر.

٤٢٢

حال لوجب القضاء بفضل ابن أبي سرح ، وفي علمنا ضرورة بخلاف ذلك دلالة على أنها لا تقتضي الفضل (١).

وقد روينا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر يوما معاوية ليكتب له ، وأرسل إليه رسولا فرجع بغير شيء ، وقال الرسول : هو يأكل ، فأعاد ذلك مرارا كلّ ذلك يقول : هو يأكل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اللهم لا تشبع بطنه» (٢). وذكر ذلك الحسن بن علي (ع) لمعاوية في جملة الكلام الذي ذكرنا بعضا منه أوّلا ثم قال له : فنشدتك الله (٣) ، ألست تعرف تلك الدعوة في نهمتك وأكلتك ورغبة بطنك؟ (٤). فلم ينكر عليه معاوية قوله ، وأقره عليه في معرض الحجاج والجدال.

الشبهة الثانية :

قولهم : إنّ معاوية من الصحابة (رض) فله حقّ الصحبة ، وهي تقتضي الفضل. جوابها : أن الصاحب قد يكون مؤمنا ، وقد يكون كافرا ، وقد يكون برّا ، وقد يكون فاجرا. قال الله سبحانه : (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ) [الكهف : ٣٧] ، وقد كان عبد الله بن أبي بن سلول من جملة من شمله اسم الصحابة ، وكذلك صخر ابن حرب. فصحبة معاوية كصحبتهما ؛ إذ هو من جنسهما ، وحكمه حكمهما.

__________________

(١) في (ب) : لا تقضي بالفضل.

(٢) أخرجه مسلم ٣٤ / ٢٠١٠ برقم ٢٦٠٤ عن ابن عباس. والنسائي ١ / ٥ من مقدمة الحسني ، عند ما قيل له : ألا تخرج فضائل معاوية كما أخرجت فضائل علي؟ قال : أي شيء أخرج؟ اللهم لا تشبع بطنه ، فقتله أهل الشام كما هو مشهور.

(٣) في (ب) بالله.

(٤) ابن أبي الحديد ٢ / ٤٦١ ، عند ما بعث إليه ليكتب كتابا إلى بني خزيمة.

٤٢٣

الشبهة الثالثة :

قولهم : إنّه صهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخال جميع المؤمنين ، وكلّ ذلك دليل على الفضل. جوابها : أن صفية ابنة حيي بن أخطب رحمة الله عليها كانت تحت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وضرب عليها الحجاب ، كما كانت أم حبيبة ابنة أبي سفيان تحته ، وكان أخو صفية يهوديّا ، وهو مع ذلك صهر الرسول ، وخال المؤمنين ، فلم تعصمه الصهارة والخؤولة عن النار ، وعن الحكم عليه بالإكفار ، وأوصت له أخته صفية رحمة الله عليها بثلاثين ألفا مع استمراره على اليهودية ، فأجاز وصيتها المسلمون وصار ذلك أصلا في جواز الوصية للكفار المعاهدين ، فكذلك صهارة معاوية وخئولته لن يعصماه من النار ، وعن وخيم القرار.

وبعد فإنّ حال معاوية في القرابة بالصهارة وبكونه خالا للمؤمنين لا يزيد على حال أبي لهب وهو عم الرسول بلا خلاف ، وكان من أهل النار قطعا ؛ ولأنّ ولادة النّبوّة أبلغ في باب الحرمة من خئولة الإيمان ، فلم تعصم ولد نوح عليه‌السلام ولادته لمّا عصى الله عزوجل ، فإذا كان كذلك في أولاد الأنبياء (ع) فبطريقة الأولى أنّ معاوية بذلك أولى. أين معاوية من أمير المؤمنين؟ الذي قال فيه الصادق (١) الأمين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأكرمين : «يا عليّ بحبّك يعرف المؤمنون ، وببغضك يعرف المنافقون. من أحبّك من أمّتي فقد برئ من النّفاق ، ومن أبغضك لقي الله عزوجل منافقا» (٢). وقال فيه أيضا : «أنت أمير المؤمنين ، وخير الوصيين ، وأولى الناس بالنبيين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل النّاكثين والقاسطين

__________________

(١) في (ب) : بزيادة المصدّق. وكتب فوقها حشو زائد.

(٢) مجموع الإمام زيد ص ٤٠٥.

٤٢٤

والمارقين» (١). وعنه عليه‌السلام أنه قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضع رأسه في حجر دحية الكلبي (٢) ، فسلمت عليه ، فقال لي دحية : وعليكم السّلام يا أمير المؤمنين ، وفارس المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل النّاكثين ، والمارقين ، والقاسطين ، وإمام المتقين ، ثم قال لي : تعال خذ رأس نبيّك في حجرك فأنت أحق بذلك ، فلمّا دنوت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووضع رأسه على حجري لم أر دحية ، وفتح الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عينه (٣) ، فقال لي : «لم يكن دحية ، وإنما كان جبريل أتاك ليعرّفك أن الله سمّاك بهذه الأسماء» (٤). وفي الحديث أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر أصحابه أن يسلموا على عليّ بأمير المؤمنين ، فقال عمر بن الخطاب : هذا رأي رأيته ، أم وحيا (٥) نزل؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بل وحي نزل. فقال عمر بن الخطاب : سمعا لله وطاعة. وروينا أيضا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : «أخي ، ووصيي ، ووارثي ، وخليفتي في أهلي ، ومنجز وعدي ، وقاضي ديني ، عليّ بن أبي طالب». ووضع يده على صدره فقال : «أنا المنذر ولكلّ قوم هاد» ، وأومأ بيده إلى علي ، فقال : «أنت الهادي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي». وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عليّ سيد البشر» ، قالت عائشة : أنت يا رسول الله سيد البشر! قال : «أنا سيّد الرّسل ، وعليّ سيد البشر». وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عليّ خير البشر فمن أبى

__________________

(١) على فصوله شواهد وقد سبق تخريجها.

(٢) كان جبريل ينزل في صورة دحية بطلب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ لأن صورته كانت بهية.

(٣) في الأصل : ظنّن عليها. وفي (ب) ، (ج) : ساقطة ولا يصح المعنى إلا بها.

(٤) الحدائق الوردية ١ / ٢٤.

(٥) في (ب) وهامش (أ) : وحي ؛ وكأن المعنى أم هو وحي.

٤٢٥

فقد كفر» (١). وعن أبي هريرة أنه قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : «أنا حرب لمن حاربتم ، سلم لمن سالمتم» (٢).

فليت شعري ما تقول الحشوية والأموية إذا كان معاوية حربا لعلي عليه‌السلام ولأسباطه؟ فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حربه بمقتضى هذا الخبر ، كيف ينجو من حاربه الرسول؟ وكيف يعتقد إمامته أحد من أهل العقول؟ وبذلك ثبت المطلب الأول وهو في ذكر مثالب معاوية.

أما المطلب الثاني : وهو في ذكر يزيد بن معاوية [....]

أما يزيد فلا شبهة في خروجه من الدين وانتظامه في سلك الكفرة المتمردين وهو الذي سفك دماء الذرية جهرا ، وسبى نساءهم قهرا. ولا شبهة عند العارفين أن المحن في الأولاد والأهل بمنزلة المحن في النفس ، وتجري مجراه ، وأنّ ذلك من جملة البلاء ، العظيم على الآباء. وتصديق ذلك قول الله تعالى :

__________________

(١) محمد بن سليمان الكوفي ٢ / ٥٢٣. والخطيب في تاريخه ٧ / ٤٢١ .. وابن عساكر ٢ / ٤٤٤ ، عن حذيفة بن اليمان. وص ٤٤٦ عن جابر.

(٢) الترمذي ٥ / ٦٥٦ رقم ٣٨٧٠ عن زيد بن أرقم. قال المقبلي في الأبحاث المسددة ص ٢٤٢ : وحديث : «أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لم سالمتم». قاله لعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم. أخرجه أحمد والطبراني ٣ / ٤٠ رقم ٢٦١٩ ، ٢٦٢١ والحاكم. وفي معناه عدة أحاديث. بعضها يعمهم ، وبعضها يخص الحسن والحسين حين خاطبهما وفي بعضها ما يعم أهل البيت في الجملة ، فمجموعها يفيد التواتر المعنوي ، وشواهدها لا تحصى مثل أحاديث قتل الحسين ، وأحاديث ما تلقاه فراخ آل محمد وذريته ، بألفاظ وسياقات يحتمل مجموعها مجلدا ضخما فمن كان قلبه قابلا فهو من أوضح الواضحات في كل كتاب ، ومن ينبو قلبه عنها فلا معنى لمعاناته بالتطويل. انتهى كلام العلامة المقبلي.

٤٢٦

(وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) [البقرة : ٤٩].

ويزيد الملعون هو الذي قتل من أولاد المهاجرين والأنصار ستة آلاف نسمة محرمة ، وهم قتلى حرّة واقم (١) ، وأمرهم ظاهر عند العلماء. وهو الذي أباح حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) ، وقد حرّمه من عير إلى ثور ، وهما جبلان. وهو الذي نكت بالقضيب فم الحسين عليه‌السلام ، فإنه لمّا قتل وحمل رأسه إليه قرع ثناياه بالقضيب ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّلها ، وتمثل يزيد عند نكته ثناياه بالقضيب بأبيات ابن الزّبعرى :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل (٣)

إلى آخرها ، وزاد فيها :

لأهلّوا واستهلّوا فرحا

ثمّ قالوا يا يزيد لا شلل

لست من عتبة (٤) إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل

فقال له بعض القائلين : نحّ قضيبك عن فمه فأشهد لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّل موضع قضيبك منه. وروينا عن ابن عباس أنه قال : اشتد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرضه الذي مات منه ، فحضرته وقد ضمّ الحسين عليه‌السلام إلى صدره يسيل

__________________

(١) هي بظاهر المدينة المنورة.

(٢) يشير إلى وقعة الحرة وسببها أن أهل المدينة رفضوا بيعة يزيد وبايعوا عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة فأرسل يزيد جيشا أثنى عشر ألفا بقيادة مسلم بن عقبة المري فاستباح الجيش اليزيدي مدينة الرسول ثلاثة أيام يقتلون الناس ويأخذون الأموال ، كان ذلك يوم الأربعاء ٢٨ ذي الحجة ٦٣ ه‍ ينظر الطبري ٥ / ٤٨٢ وما بعدها.

(٣) البداية لابن كثير ٨ / ٢٢٢.

(٤) لعله يشير إلى عتبة بن ربيعة والد أمه.

٤٢٧

من عرقه عليه ، وهو يجود بنفسه ويقول : «ما لي وليزيد؟ لا بارك الله فيه ، اللهمّ العن يزيد. ثم غشي طويلا وأفاق فجعل يقبّل الحسين ، وعيناه تذرفان ، ويقول : «أما إنّ لي ولقاتلك مقاما بين يدي الله».

واختلف في سبب موت يزيد ، فقيل : سكر فرقص وسقط فأصاب رأسه الهاون فانصدع. وقيل : اندقت عنقه (١). وفيه يقول الشاعر :

أبني أمية إن آخر ملككم

جسد بحوّارين (٢) ثمّ مقيم

جاءت منيته وعند وساده

زقّ وكوز زاعف مزنوم

ومرنّة تبكي على شنواته

بالصّبح تقعد تارة وتقوم

ومثالبه أكثر من ذلك ، فلنقتصر على هذا القدر منها. وبذلك ثبت الكلام في المسألة الثانية من مسائل الإمامة.

المسألة الثالثة : في إثبات الإمامة بعد الحسن والحسين

في أبنائهما (ع) دون غيرهم : وفيها ثلاثة فصول :

الأول : في إثبات الإمامة فيهم دون غيرهم ما بقي التكليف. والثاني : في ذكر طرف يسير من فضائلهم ومناقبهم. والثالث : في ذكر أتباعهم وفضائلهم.

__________________

(١) ينظر سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٧ ، وقال : وعن محمد بن أحمد بن مسمع قال : سكر يزيد فقام يرقص فسقط على رأسه فانشق وبدا دماغه ، وقال : وكان ناصبيا ، فظا غليظا ، جلفا ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر ، افتتح دولته بمقتل الحسين ، واختتمها بواقعة الحرة.

(٢) بلد بجانب حمص.

٤٢٨

أما الفصل الأول : وهو في إثبات الإمامة بعدهما في أبنائهما

الطاهرين عليهم صلوات رب العالمين ففيه مبحثان :

أحدهما : في الدلالة على أنها لا تجوز فيمن عداهم. والثاني : في الدلالة على جوازها فيهم ، وبذلك يتم غرضنا من أنها محصورة فيهم.

أما المبحث الأول : وهو في الدلالة على أن الإمامة لا تجوز فيمن عداهم ما بقي التكليف ؛ فالذي يدل على ذلك أن العترة أجمعت على ذلك وإجماعهم حجة على ما بيّنّا ذلك في كتاب الإرشاد ، وفي كتاب النظام فثبت قولنا (١) : أنها لا تجوز فيمن عداهم ما بقي التكليف ، وبذلك ثبت المبحث الأول.

وأما المبحث الثاني : وهو في الدلالة على جوازها فيهم ؛ فالذي يدل على ذلك أن الإمامة شرعية ؛ إذ العقل يقضي بقبحها ؛ لأنها تقتضي التصرف في أمور ضارّة نحو القتل والصلب والجلد ونحو ذلك ، فيجب أن يكون دليلها شرعيا ، وهو إجماع الأمة على جوازها فيهم ، وإجماع العترة على جوازها فيهم لا في غيرهم (٢). وقول الإمامية باطل (٣) ؛ لأن التعبد بالإمامة عامّ ، فلو كان ما ادعوه من النص صحيحا لوجب أن يكون ظاهرا مشهورا ، ومعلوم أنه غير ظاهر ولا مشهور ؛ فصح قولنا : إنّها جائزة في أهل البيت (ع) ، وإنها فيهم محصورة ، وعلى سواهم ما بقي التكليف محظورة.

فإن قيل : قد دللتم على أنها فيهم محصورة وعلى من سواهم ما بقي التكليف محظورة فما الذي يدل على وجوب الإمامة؟ قلنا : الذي يدل على

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : على أنها.

(٢) ينظر الدعامة ص ١١١. المطبوع تحت عنوان : نصرة مذاهب الزيدية.

(٣) يشير إلى قول الإمامية بأن الأئمة اثنا عشر نصّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهم بأسمائهم وأوصافهم وتفاصيل حياتهم بدقة فالمؤلف يقول : إن كلامهم لو كان صحيحا لما أستأثر بعلمه الإمامية دون سواهم إذ لا سبب يسوغ ذلك.

٤٢٩

ذلك وجهان : أحدهما أن الصحابة (رض) أجمعت على وجوبها وإجماعهم حجة على ما فصلنا ذلك في كتاب النظام.

الوجه الثاني : قول الله سبحانه : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) [النور : ٢] ، وقوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) [المائدة : ٣٨] ، ونحو ذلك من آيات الحدود ، ووجه الاستدلال بهذه الآيات أن الله تعالى أمرنا بإقامة الحدود على الإطلاق من دون أن يعلّق ذلك بشرط ، والأمر يقتضي الوجوب فكان ذلك واجبا ، وذلك لا يتم إلا بوجوب الإمام فيجب أن تكون الإمامة واجبة.

وتحقيق هذه الدلالة أنها مبنية على خمسة أصول قد فصلناها وأوضحناها في كتاب النظام ، والغرض هاهنا هو الاختصار.

فإن قيل : فهل (١) تعتبرون في الإمامة شروطا مخصوصة أو لا؟ فإن كنتم تعتبرون شيئا من ذلك فبيّنوه ، قلنا : إن للإمامة شروطا : منها أن يكون المدّعي لها حرا ، وأن يكون فاطميا يعتزي بنسبته من قبل أبيه إلى الحسن أو الحسين (ع) ، وأن يكون بالغا. عاقلا. قويا على تدبير الأمر بحيث لا آفة به تمنعه ولا نقص في عقله يوهنه عن النظر في أمور الدين. وأن يكون مؤمنا شديد الغضب لله على المجرمين كثير التّحنّن بالمؤمنين. وأن يكون ورعا في الظاهر ، وتفسيره : أن يكون كافّا عن المحرمات ، قائما بالواجبات ، فيكون عدلا ظاهر العدالة في ظاهر الحال دون باطنه ، وأن يكون شجاعا بحيث لا يجبن عن لقاء أعداء الله تعالى ، ويجب أن يكون له من المواطن المشهورة ما يعلم به شجاعته ، ويستدلّ به على رباطة جأشه ، وثبات قلبه حتى يعدّ شجاعا وإن لم يكثر قتله وقتاله. وأن يكون سخيّا بحيث لا يكون معه بخل يمنعه عن وضع الحقوق في مواضعها ودفعها إلى مستحقيها.

وأن يكون عالما بتوحيد الله تعالى وعدله وما يتفرع عليهما ، وبجميع

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : هل.

٤٣٠

أصول الشرائع ، فهما بأوامر القرآن ، والسنة ، ونواهيهما ، وعامّهما ، وخاصّهما ، ومجملهما ، ومبيّنهما ، وناسخهما ، ومنسوخهما ، عارفا بما اشتمل عليه كتاب الله تعالى من اللغة ، وبجملة من النحو إن لم يكن عربي اللسان بصيرا بمواضع الإجماع ، وطرف من الخلاف ، عارفا بجملة من الأخبار ، وبما يوجب العلم منها والعمل ، وبما يوجب العمل منها دون العلم ، وأن يكون عالما بجملة من وجوه الاجتهاديات والمقاييس ؛ ليمكنه رد الفرع إلى أصله ، وما لا بدّ منه في هذا الفن من العلم بأحكام أفعال النبي عليه‌السلام وتقريراته ، وأفعال العترة (ع) ، وتقريراتهم ، وأفعال الأمة وتقريراتهم.

وأن يكون فاضلا بحيث يكون أشهر أهل زمانه بالزيادة على غيره في خصال الإمامة. وأن يكون له من جودة الرأي وحسن التمييز ما يقتضي أن يفزع إليه في المشورة عند التباس الأمور ، ولا يجب أن يكون أسدّ (١) الأمة رأيا ، ولا أن يكون أعلمهم ولا أسخاهم ولا أشجعهم ؛ لأن ذلك ممّا يتعذر العلم به فيكون القول بوجوب اعتباره ساقطا.

والذي يدل على اشتراط هذه الشروط أن الصحابة (رض) أجمعت على وجوب اعتبارها في الإمام ، على ما ذكرناه في كتاب النظام وبيناه ، لا يخرج عن إجماعهم إلا اعتبار كونه فاطميا فلم يجمعوا عليه ، وقد دللنا على وجوب اعتبار كونه فاطميا فيما تقدم ، فلا فائدة في إعادته وبذلك ثبت الكلام في الفصل الأول ، وهو في ثبوت الإمامة في أهل البيت (ع) دون غيرهم ما بقي التكليف (٢).

__________________

(١) في (الأصل) : أشدّ ، وهو خلاف الأظهر.

(٢) قاعدة الحكم عند المسلمين لم تقم أساسا ، فالبعض يجيزها للغاصب والظالم ويوجب طاعته وبعضهم يجيزها بالوصية والوراثة وبعضهم يحصرها في قريش ، والإمامية قصرتها على اثنى عشر من أهل البيت من نسل الحسين ، وبعضهم يجيزها في العرب والعجم ، والزيدية تحصرها في أولاد فاطمة بشروط معروفة ، ويا ليت الشروط اكتملت في الحكام وكانوا من مسلمي الجن.

٤٣١

وأمّا الفصل الثاني :

وهو في ذكر طرف يسير من فضائلهم ومناقبهم

فاعلم أنّ الأخبار في فضائلهم ومناقبهم ، مدونة في الكتب المبسوطة ، ولا يمكن حصرها ولا حصر عشرها في كتابنا هذا ، فإنّا روينا أنّ حيّ الفقيه العالم الزاهد بقية الحفاظ فخر الدين زيد بن الحسن البيهقي الخراساني رحمة الله عليه ورضوانه (١) ما كان أكثر ما دعاه إلى الخروج إلى اليمن إلا الرغبة في زيارة قبر الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الحافظ (ع) ، وكان يروي فضائل أهل البيت (ع) ومناقبهم بالأسانيد الصحيحة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم الخميس ويوم الجمعة كلّما دارا في سنة كاملة ، لم يعد خبرا مما رواه في فضائلهم ومناقبهم إلى أن كملت السّنة (٢) ، ويفيد المسلمين في سائر العلوم في غير هذا الفن من

__________________

(١) هو إمام المعقول والمنقول الزيدي ، اشتهر بنسبته إلى جدّه ، قال القاضي أحمد بن سعد الدين : إنه زيد بن علي بن الحسن بن علي. تتلمذ على يد الحاكم الجشمي وغيره ، كان كثير العبادة والورع ، واسع الهمة ، ممن اتّصل إسناد المجموع بهم ، تخرج عليه الكثير من علماء اليمن والعراق. خرج إلى اليمن سنة ٥٤١ ه‍ وأخذ عليه الإمام أحمد بن سليمان عليه‌السلام ، والذي قدم عليه إلى هجرة محبكة ومعه كتب غريبة وعلوم عجيبة فسر به الإمام وتلقاه ، وكان ممن أخذ عليه أيضا القاضي جعفر بن عبد السّلام ، وكان السبب في رجوع الكثير من المطرفية. توفي بتهامة اليمن راجعا إلى العراق عام ٥٥١ ه‍ ، وموضع قبره في جهة الشقيق على بعد يوم من مدينة صبيا المسماة الآن بالثّراء وهو مشهور مزور. ينظر التحف ص ٢٣٥. وتراجم الرجال للجنداري ص ١٤. والفلك الدوار ص ١١٣. والروض النضير ١ / ١٥. ومطلع البدور (خ).

(٢) في هامش (ب) : بل مدة سنتين ونصف ، ذكر ذلك. والجنداري في تراجم رجال شرح الأزهار ص ١٥. ومطلع البدور ٢ / ١٣٥ (خ).

٤٣٢

فنون العلم في غير هذين اليومين ، فإذا كان كذلك ـ وهو عالم واحد ـ كيف ممن عداه من سائر العلماء؟ (١).

واعلم أن أهل البيت (ع) على ضربين : منهم من ورد فيه النص معينا باسمه ، أو لقبه أو بهما جميعا ، أو وصف بصفة هي كالإشارة إليه ، وكالتنبيه عليه. ومنهم من شمله ما ورد من الفضائل فيهم عامة. فلنذكر الضرب الأول واحدا واحدا ، ونذكر طرفا مما ورد فيه على الخصوص ، ثم نتبع ذلك بذكر نبذة مما ورد في جماعتهم على وجه العموم فنقول وبالله التوفيق.

أولهم : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام

وفضائله كثيرة منها : قول الله سبحانه : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) [المائدة : ٥٥] ، نزلت في علي عليه‌السلام لما تصدق بخاتمه وهو راكع في الصلاة ، وعلى ذلك إجماع العترة (ع). وإجماعهم حجة (٢) كما تقدم بيانه.

ومنها قوله تعالى : (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ * وَإِذَا

__________________

(١) هذا العالم موسوعي ، فعند ما يورد النص يسهب في الاستطراد والاستشهاد ويتعمق في البحث وإثارة دفائن النصوص ومدلولاتها بحيث يمكنه أن يشرح حول النص الواحد شهرا كاملا أو أسبوعا أو نحو ذلك ولا أظن بأنه في هذه المدة يسرد الأحاديث سردا ، ثم إن الحديث إنما هو في يومين في الأسبوع ، ولعله يقتصر على حديث أو اثنين فيذكر الإسناد وأحوال الرجال ويتعرض لشيء من سيرتهم وهكذا ، كما يحتاج للاستشهاد بالقرآن ونحوه ، فلا يظن المطلع أن في كلام المؤلف مجازفة.

(٢) بل وإجماع المفسرين. ينظر الدر المنثور ٢ / ٥١٩ والطبري مج ٤ ج ٦ ص ٣٨٩. وفتح القدير ٥٣ ، وقد سبق تخريجها.

٤٣٣

صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأعراف : ٤٦ ـ ٤٧]. روي (١) عن عبد الله بن العباس (رض) أنّ الأعراف موضع عال على الصراط ، عليه العباس وحمزة وعليّ وجعفر (رض) يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ، ومبغضيهم (٢) بسواد الوجوه (٣) ، تمّ كلامه (رض). ومتى قيل : فلم تأخر دخولهم الجنة؟ قلنا : لأنهم تعجلوا اللّذة بالشماتة على الأعداء ، وإن تأخّر دخولهم لظهور فضلهم ، وجلالة موقعهم فيشمتون بأهل النار ، ويهنئون أهل الجنة وهم يطمعون ، وهو طمع يقين كقول إبراهيم عليه‌السلام : (أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي) (٤) [الشعراء : ٨٢].

ومنها قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ) [المجادلة : ١٢]. ذكر علماء التفسير أن الصحابة كانوا قد أكثروا السؤال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان الأغنياء ربما يتولّون ذلك دون الفقراء ، فأراد الله أن يخفف على نبيه ، ويرفع منزلة الفقراء ، فنزلت آية الصدقة قبل المناجاة ، وهي ما تقدم ذكرها فبخل الأغنياء بمالهم ، فما ناجاه إلّا عليّ عليه‌السلام قدّم دينارا ثم ناجاه ، فما عمل بهذه الآية ، منهم سواه بلا خلاف بين المحصلين من الرواة ، ولهذا قال عليه‌السلام : إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي (٥). وهو صادق في قوله ؛ لأنّ

__________________

(١) في (ب) : وروي.

(٢) في (ب) : ومبغضهم.

(٣) مجمع البيان ٤ / ٢٦١ ، وذكر أن الثعلبي ذكره بالإسناد في تفسيره.

(٤) وهو قول الحسن وأبي علي الجبّائي. أنظر مجمع البيان ٤ / ٢٦٢.

(٥) الزمخشري ٤ / ٤٩٤. والقرطبي مج ٩ ج ١٧ ص ١٩٧. وشواهد التنزيل ٢ / ٢٣١ رقم ٩٤٩ ـ ٩٦٢. والدر المنثور ٦ / ٢٧٢. وتفسير الطبري مج ١٤ ج ٢٨ ص ٢٧. ومفاتيح الغيب مج ١٥ ج ٢٩ ص ٢٧٣. ومجمع البيان مج ٩ ج ٢٨ ص ٤١٧.

٤٣٤

الله نسخ حكمها بقوله تعالى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) .. الآية. [المجادلة : ١٣].

ومنها قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) .. الآية [الحج : ١٩]. روى الإمام الحاكم العالم أبو سعيد المحسن بن كرامة الجشمي رحمه‌الله (١) ، بإسناده إلى قيس بن عباد القيسي (٢) ، قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذه الآية ، وهي قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا). إلى آخرها ، نزلت في الذين برزوا يوم بدر ، الثلاثة والثلاثة : علي وحمزة وعبيدة ، وعتبة

__________________

(١) هو أبو سعيد المحسّن بن كرامة الجشمي البيهقي الحاكم ينتهي نسبه إلى محمد بن الحنفية ، ولد ٤١٤ ه‍ ونشأ نشأة كريمة تليق بمكانة أسرته ، بإقليم خراسان. شهرته تغني عن التعريف به فهو علّامة عصره ، وفريد دهره في علم التفسير والعدل والتوحيد ، وكتبه شاهدة له بالتقديم والتبريز ، كان معتزليا في الأصول وحنفيا في الفروع ، لكنه تحوّل إلى مذهب الزيدية. وتوفي شهيدا بالبلد الحرام على يد المجبرة ٤٩٤ ه‍ ، بسبب تأليف كتابه العجيب «رسالة أبي مرة إلى إخوانه المجبرة». وقيل : اسمها «رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس» وقد اطلعت عليها فبهرتني بأسلوبها الرائع البديع. وله التهذيب في التفسير. قيل : إن الكشاف مأخوذ منه بزيادة تعقيد. وتنبيه الغافلين عن فضائل أمير المؤمنين وخصصه في الآيات التي نزلت في الإمام علي ، وفي سائر أهل البيت ، ثم يذكر الآثار الدالة على أنها نزلت فيهم ، وعيون المسائل وشرحه. والمؤثرات. والإمامة. وتنزيه الأنبياء والأئمة. وجلاء الأبصار في تأويل الأخبار. والسفينة. والرسالة الغراء. وترغيب المبتدئ وتذكرة المنتهي. ونصيحة العامة. والمنتخب في فقه الزيدية. وغيرها. ينظر مطلع البدور. ولوامع الأنوار ١ / ٤٥٤. وللدكتور عدنان زرزور رسالة حول الحاكم ومنهجه في التفسير.

(٢) تابعي من أهل البصرة ، قدم المدينة أيام عمر بن الخطاب ، وكان ثقة ، قليل الحديث ، روى له الجماعة سوى الترمذي ، وهو ترابي ، وخرج مع ابن الأشعث ، قتله الحجاج. ينظر تهذيب الكمال ٢٤ / ٦٤ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ١٣١.

٤٣٥

وشيبة والوليد (١).

ومنها : ما رواه الحاكم أيضا بإسناده إلى عبد الله بن العباس أنه قال : ما أنزل الله في القرآن : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ، إلا وعليّ أميرها وشريفها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في غير آية من كتابه وما ذكر عليا إلا بخير (٢).

ومنها : ما رواه أيضا عن عبد الله بن العباس رضي الله عنه أنه قال : في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) [البقرة : ٢٧٤] ، نزلت في علي بن أبي طالب ، لم يملك من المال إلا أربعة دراهم : تصدّق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية. فقال رسول الله : ما حملك على هذا؟ فقال : حملني عليه أن أستوجب على الله ما وعدني. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألا إنّ ذلك لك» ، فأنزل الله هذه الآية (٣).

__________________

(١) تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين للحاكم ١٦٧ ، والبخاري [٤ / ١٤٥٨ رقم ٣٧٤٧. وص ١٤٥٩ رقم ٣٧٤٨ ، ٣٧٤٩ ، ٣٧٥٠ ، ٣٧٥١]. ومسلم في التفسير باب قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ ..) ، [٤ / ٢٣٢٣ رقم ٣٠٣٣]. والحاكم في شواهده [١ / ٣٨٦ رقم ٥٣٢ ، ص ٣٩٢ رقم ٥٤٤]. وذكره المزي في ترجمة قيس بن عباد ٢٤ / ٦٩ ، وقال : أخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث هشيم ؛ فوقع لنا بدلا عاليا وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجة من حديث ابن مهدي عن سفيان عن أبي هاشم ؛ فوقع لنا عاليا بدرجتين ، وليس له عند ابن ماجة غيره.

(٢) الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين ص ٣١ ، والحاكم الحسكاني في شواهده ١ / ٤٩ ـ ٥٤ رقم ٧٠ ـ ٨٢. وحلية الأولياء لأبي نعيم ١ / ١٠٣. وكنز العمال ١١ / ٦٠٤ رقم ٣٢٩٢٠ ، وفي كفاية الطالب ص ١٤٠ ، وقال : هكذا رواه البخاري وقد وقع إلينا عاليا من هذه الطريق. وابن عساكر في تاريخ دمشق بست طرق ٢ / ٤٢٨. رقم ٩٣٥.

(٣) تنبيه الغافلين ٤١ ، والواحدي في أسباب النزول ص ٧٦. والطبراني في الكبير ١١ / ٩٦ رقم ١١١٦٤. وشواهد التنزيل للحسكاني ١ / ١٠٩ رقم ١٥٥. وص ١١٥ رقم ١٦٣. والدر المنثور ١ / ٦٤٢. وأسد الغابة ٤ / ٩٨. وابن عساكر في ترجمته ٢ / ٤١٣ بطريقتين.

٤٣٦

ومنها : ما رواه أيضا بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنه قال : لمّا خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة الغار ، وبات علي على فراشه يقيه بنفسه ـ أهبط الله جبريل على رأسه وميكائيل على جسده ، يقولان : بخ بخ لك ، من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة. فأنزل الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) .. الآية (١). [البقرة : ٢٠٧].

ومنها : ما رواه أيضا بإسناده عن أنس في قوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) ... الآية. [الزمر : ٩] ، نزلت في علي بن أبي طالب (٢).

ومنها قوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) [السجدة : ١٨] نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة لمّا باهاه. رواه الحاكم أيضا عن الحسن بن علي (ع) وعن غيره (٣).

ومنها : ما ذكره محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) [الرعد : ٧] ، فأومأ بيده إلى علي فقال : «أنت الهادي ، يا عليّ بك يهتدى المهتدون من بعدي» (٤).

__________________

(١) تنبيه الغافلين ٣٨ ، وشواهد التنزيل ١ / ٩٦ رقم ١٣٣ ـ ١٤٢. ومجمع البيان ج ٢ ص ٥٦.

(٢) تنبيه الغافلين ٢٠٤ ، وتفسير فرات الكوفي ص ٣٦٣.

(٣) أخرجه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين ١٨٩ ، والحاكم الحسكاني ١ / ٤٤٦ برقم ٦١٠ ـ ٦٢٣. وتفسير فرات ص ٣٢٨. والواحدي في أسباب النزول ص ٢٩١. والدر المنثور ٥ / ٣٤١. والطبري مج ١١ ج ٢١ ص ١٢٩.

(٤) الحاكم في شواهد التنزيل ١ / ٢٩٣ رقم ٣٩٨ ـ ٤١٥. والطبري في تفسيره مج ٨ ج ١٣ ص ١٤٢. والدر المنثور ٤ / ٨٧ ، والمستدرك ٣ / ١٢٩. والرازي في تفسيره مج ١٠ ج ١٩ ص ٢٠.

٤٣٧

ومنها : قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ). [الصافات : ٢٤] يعني عن ولاية علي بن أبي طالب. ذكره أبو الأحوص عن أبي (١) إسحاق (٢).

ومنها : ما رويناه عن أبي خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي (ع) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : في قوله تعالى : (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) [مريم : ٥٠] ، قال : «أنت اللّسان يا عليّ ، بولايتك يهتدي المهتدون» (٣).

ومنها : ما رويناه عن الامام الناصر للحق بإسناده إلى عليّ (ع) أنه قال في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) [هود : ١٧] قال : على بينة من ربه رسول الله ، ويتلوه شاهد منه أنا ، وفيّ نزلت (٤).

ومنها : ما رواه أيضا بإسناده أنّ قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ) [التوبة : ١٩] ، نزلت في علي بن أبي طالب (٥). ومنها : قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) [الحاقة : ١٢]. روينا

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : ابن ، وهو تصحيف ، والمقصود به أبو إسحاق السبيعي كما في الحاكم الحسكاني.

(٢) انظر شواهد التنزيل ٢ / ١٠٦ ـ ١٠٨ رقم ٧٨٥ ـ ٧٩٠. ومجمع البيان ٨ / ٣٠١.

(٣) شواهد التنزيل ١ / ٣٥٧ رقم ٤٨٨ ذكر أنها نزلت في علي.

(٤) أنظر الحاكم الجشمي ١٤٤ ، وشواهد التنزيل ١ / ٢٧٥ ـ ٢٨٢ من رقم ٣٧٢ ـ ٣٨٧. وتفسير الحبري ص ٢٧٩. وابن المغازلي في المناقب ص ١٧٥ رقم ٣١٨. والطبري في تفسيره مج ٧ ج ١٢ ص ٢٢. والسيوطي في الدر المنثور ٢ / ٥٨٦.

(٥) شواهد التنزيل ١ / ٢٤٤ ـ ٢٥١ رقم ٣٢٨ ـ ٣٣٩. والسيوطي في الدر المنثور ٣ / ٣٩٥. والطبري في تفسيره مج ٦ ج ١٠ ص ١٤٢٦٤. وابن المغازلي في المناقب ص ١٩٨ رقم ٣٦٧ ، ٣٦٨.

٤٣٨

عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : سألت الله أن يجعل ذلك الأذن عليا ففعل (١).

ومنها : قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) [الأحزاب : ٥٧] يعني أولياء الله نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢). وتصديق ذلك ما رويناه عن زيد بن علي بإسناده إلى علي عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : «من آذى شعرة منك فقد آذاني». الخبر بطوله (٣). ونظيره ما رويناه عن الامام الهادي إلى الحق عليه‌السلام يرفعه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : «من أحبّك فقد أحبّني .. إلى آخره (٤).

ومنها : قوله تعالى : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) [البقرة : ٥] .. الآية ، هو علي عليه‌السلام (٥).

__________________

(١) الحاكم في تنبيه الغافلين ١٢٧ ، والكشاف ج ٤ ص ٦٠٠. والطبري في تفسيره مج ١٤ ج ٢٩ ص ٦٩. والرازي في مفاتيح الغيب مج ١٥ ج ٣٠ ص ١٠٨. والدر المنثور ٦ / ٤٠٧. والقرطبي في تفسيره مج ٩ ج ٧١ ص ١٧١. والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ٢٧٢ ـ ٢٨٤ من رقم ١٠٠٧ ـ ١٠٢٩. والواحدي في أسباب النزول ص ٣٦١. والعمدة لابن البطريق ص ٣٥٢ وعزاه إلى الثعلبي. وحلية الأولياء ١ / ١٠٨.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٩٣ رقم ٧٧٥ ، وتنبيه الغافلين ١٩٧.

(٣) شواهد التنزيل ٢ / ٩٨ رقم ٧٧٦ ، وتنبيه الغافلين ١٩٧ ، في الحديث المسلسل عن أبي خالد الواسطي : قال : حدثني زيد بن علي وهو آخذ بشعرة قال : حدثني علي بن الحسين وهو آخذ بشعرة قال : حدثني الحسين بن علي ، وهو آخذ بشعرة ، قال : حدثني علي بن أبي طالب وهو آخذ بشعرة ، قال : حدثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو آخذ بشعرة : «من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فعليه لعنة الله».

(٤) الأحكام ٢ / ٥٥٥ في باب : القول في فضل من يوالي آل محمد ، والخبر : «يا علي من أحب ولدك فقد أحبك ، ومن أحبك فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله الجنة. ومن أبغضهم أبغضك ، ومن أبغضك أبغضني ، ومن أبغضني أبغض الله ، ومن أبغض الله كان حقيقا على الله أن يدخله النار». أو درر الأحاديث ص ٥١ للهادي.

(٥) في شواهد التنزيل ١ / ٦٧ رقم ١٠٦ (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) يعني بيانا ونورا للمتقين علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين.

٤٣٩

ومنها : قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) [مريم : ٩٦] ؛ فإنها نزلت في علي عليه‌السلام ، فما مؤمن ولا مؤمنة إلّا وفي قلبه محبة لعلي (١) عليه‌السلام (٢). وأضاف الله المحبة إلى نفسه تعالى من حيث أمر بها ، ولطف فيها. وقيل : من حيث وهب لعليّ من الخصال ما يحبّ لأجلها.

وعن زيد بن علي عليه‌السلام عن علي عليه‌السلام أنه قال : لقيني رجل فقال : يا أبا الحسن أما والله إني لأحبّك في الله ، فرجعت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبرته بقول الرجل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عليّ اصطنعت إليه معروفا؟ قال لا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة» ، قال : فنزلت الآية (٣). وعن عمّار عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال لعلي : «طوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك» (٤). وعن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال لعلي : «من زعم أنّه يحبّني ويبغضك فقد كذب» (٥). والأخبار كثير في هذا. وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال لعلي عليه‌السلام : «لا يحبّك إلا مؤمن ،

__________________

(١) في (ب) : لعلي بن أبي طالب.

(٢) أنظر شواهد التنزيل ١ / ٣٥٩ رقم ٤٨٩ ، ص ٢٦٧ رقم ٥٠٩. وابن المغازلي ص ٢٠١ رقم ٣٧٤ ـ ٢٠٢ رقم ٣٧٥. والدر المنثور ٢ / ٥١٢ ، والكشاف ٣ / ٤٧. والطبراني في الأوسط ٥ / ٣٤٨ رقم ٥٥١٦. والثعلبي في تفسيره كما ذكره بن البطريق في العمدة ص ٣٥١. والمناقب للكوفي ١ / ١٩٤.

(٣) أمالي أبي طالب ص ٦٨ ، كفاية الطالب عن زيد بن علي عن آبائه (ع) ص ٢٤٨.

(٤) المرشد بالله في أماليه ١ / ١٤٢. والحاكم في مستدركه ٣ / ١٣٥. وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٩١. والخطيب في تاريخه ٩ / ٧٢.

(٥) الاعتصام ١ / ٦٢. والبداية والنهاية لابن كثير ٧ / ٣٩١.

٤٤٠