المعجزة القرآنيّة

الدكتور محمد حسن هيتو

المعجزة القرآنيّة

المؤلف:

الدكتور محمد حسن هيتو


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٤٢

وذلك لأن المعجزة هي الأمر الخارق للعادة ، الذي لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يعارضه ، بل لو اجتمع عليه كل أهل الأرض لما استطاعوا إلى معارضته سبيلا ، على مر العصور ، وكر الدهور ، على ما عرفناه في المقدمة (١).

وهذا الذي معنا ، وهو دعوى التسعة عشر ومضاعفاتها في كلمات القرآن وحروفه ، لو اطرد في كل كلمة من كلمات القرآن ، فكانت من مضاعفات التسعة عشر ، وفي كل حرف من حروفه ، فكانت من مضاعفات التسعة عشر ، لما كانت فيه أية معجزة ، ولما عدا كونه شيئا جميلا يلفت النظر ، دون أي إعجاز فيه.

وذلك لأنه بإمكان الإنسان أن يأتي بمثله في كل زمان ومكان ، بل بإمكانه أن يأتي بما هو أبدع منه وأعظم.

وهذا على افتراض أنه ورد هكذا مطردا في كل كلمة أو حرف ، فكيف به وهو لم يطرد ، بل لم يوجد في كل القرآن إلا في بضع كلمات لا تثير أي اهتمام ولا تلفت أي انتباه ..؟.

إن أي طفل صغير اليوم في العالم المتحضر يستطيع أن يعبث بالحاسب الآلي (الكمبيوتر) ليأتينا بما يذهل كل عقل في عالم الأرقام والكلام ، ومع ذلك فليس هو بمعجز ، ولا بلافت للنظر اليوم.

لقد صنف الحريري مقاماته ، ومن جملة مقاماته المقام السينية والشينية.

فالسينية أنشأها وكل كلمة فيها تشتمل على حرف السين ، والشينية تشتمل كل كلمة منها على حرف الشين ، وكان بإمكانه أن يجعلها من مضاعفات أي رقم شاء ، ومع ذلك لم يزد العلماء عن القول بأنها جميلة ، ولم يقل أحد إنها معجزة ، أو قريبة من الإعجاز.

ولقد صنف اسماعيل بن أبي بكر المقرئ كتابه المسمى عنوان الشرف

__________________

(١) انظر : معنى المعجزة في ص ١٦ ، من هذا الكتاب.

٣٢١

الوافي إذا قرأه الإنسان من اليمين إلى الشمال ، كان فقها ، وإذا قرأته من الأعلى إلى الأسفل من اليمين كان عروضا ، ومن الأعلى إلى الأسفل في الخط الثاني من اليمين كان تاريخا ، ومن الأعلى إلى الأسفل في الخط الثالث كان نحوا ، ومن الأعلى إلى الأسفل في الخط الرابع كان في القوافي ، ومع هذا لم يعتبره الناس معجزة ، ولا قريبا من المعجزة.

وإنه ليسهل على الإنسان في أي زمان ومكان أن يصنف أي كتاب على أن يراعي تكرار بعض الكلمات تكرارا يكون من مضاعفات التسعة عشر أو غيرها ، وليس في ذلك أية استحالة ، أو أية معجزة.

ولقد ذكر المستشار الأستاذ حسين ناجي محمد في كتابه (التسعة عشر ملكا ، والذي صنفه للرد على مزاعم رشاد خليفة في موضوعه الذي نحن بصدده ، وكان من السابقين إلى إدراك كذب هذه المحاضرة وما ترمي إليه). لقد ذكر الأستاذ حسين ناجي في كتابه المذكور خمس مجموعات من الكلام الكاذب الذي لا يؤمن به أحد من المسلمين ، ومع ذلك فإن كل جملة من جمله تشتمل على تسعة عشر حرفا ، ومجموع الجمل يشتمل على تسعة عشر حرفا من الألف ، وهذا يتكرر في كل مجموعة من المجموعات ، ومع ذلك فليس هو بمعجز ، بل هو كذب وليس بحق أبدا.

فقال في المجموعة الأولى :

١ ـ البهائية هي الدين الحق. فهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها ٤ ألفات.

٢ ـ بهاء الله آخر الأنبياء. وهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها ست ألفات.

٣ ـ الجنة والنار أكذوبتان. وهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها خمس ألفات.

٤ ـ لا صراط ، ولا جنة ، ولا نعيم. وهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها خمس ألفات.

٣٢٢

وبناء على ذلك فعدد حروف هذه الجمل الأربعة يبلغ (٧٦) حرفا ، وهو أربعة أضعاف التسعة عشر ، ويشتمل مجموعها على تسعة عشر حرفا من حروف الألف.

وهكذا فعل في المجموعات الخمس ، كل مجموعة تتكون من أربع جمل ، وكل جملة تشتمل على تسعة عشر حرفا ، وكل مجموعة تشتمل على تسعة عشر حرفا من الألف.

ثم ذكر ثلاث مجموعات أخرى ، كل مجموعة تتكون من سبع جمل ، وكل جملة تتكون من تسعة عشرة حرفا ، ومجموع الجمل يحتوي على تسعة عشر لاما فقال :

١ ـ لا بعث ولا حساب ولا جهنم. فهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها ثلاث لامات.

٢ ـ لا صراط ولا جنة ولا نعيم. فهذه تتكون من تسعة عشرة حرفا وفيها ثلاث لامات.

٣ ـ مهندس الكون الرب إبليس. فهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيه ثلاث لامات.

٤ ـ البهائية هي الدين الحق. فهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها ثلاث لامات.

٥ ـ بهاء الله آخر الأنبياء. فهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها ثلاث لامات.

٦ ـ الجنة والنار أكذوبتان. فهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها ثلاث لامات.

٧ ـ رقم تسعة عشر رمز لا بليس فهذه تتكون من تسعة عشر حرفا وفيها ثلاث لامات.

فمجموع حروف هذه الجمل السبعة يبلغ (١٣٣) حرفا ، وهو سبعة أضعاف التسعة عشر ، ومجموع هذه الجمل يحتوي على تسعة عشر لاما.

٣٢٣

ومع ذلك فهو كلام كاذب ، وليس بحق ، علاوة عن أن يكون معجزا.

إن الكلام المعجز هو ذاك الكلام الرباني ، الذي أذهل البلغاء ، والفصحاء ، والعباقرة ، والمفكرين ، وعلماء الكون والحياة ، وكل ذي نظر وعقل من أهل الأرض ، على مر العصور ، وكر الدهور ، على ما قرأناه ورأيناه في الفقرات الماضية.

الانحراف بالتفسير الباطني للقرآن :

إننا سنترقى مع صاحب الفكرة الموهومة الباطلة درجة أخرى في الجدل ، على طريقة الجدليين ونقول : لنفترض جدلا أن ورود التسعة عشر ومضاعفاتها في حروف القرآن ، وفواتحه ، وسوره ، كان معجزا ، لنفترض هذا جدلا ، وهو ليس كذلك كما عرفناه بالأرقام ، فما علاقة الرقم تسعة عشر بملائكة جهنم وعددهم ، حتى نحرّف القرآن الكريم ، ونخرجه عن قوانينه اللغوية الشرعية ، ونخرج على الملأ بتفسير باطني جديد لكتاب الله؟.

قال الله تعالى في حق الوليد بن المغيرة : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ، وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ ، لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ ، لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ، عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ، وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً ، وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ، لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ، وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ، وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً؟ كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ ، وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ ، وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ، وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ).

وقد أجمع المفسرون بدون استثناء ، كما أجمع كل علماء المسلمين ، وكل من يعرف لغة العرب ، أن التسعة عشر هو عدد خزنة جهنم الذين أشار القرآن إليهم بقوله : (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً ، وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ) ـ أي التسعة عشر ـ (إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا).

٣٢٤

ويأتي صاحب فكرة التسعة عشر الكاذبة الآثمة ليحرف المعنى الجميل المشرق الواضح في القرآن ، ويخرج علينا بتفسير باطني جديد ، بعيد كل البعد عن المعاني العربية القرآنية ، وقوانين التفسير البديهية اليقينية ، فيزعم بعد أن ذكر ما ذكر من الأباطيل عن الرقم تسعة عشر ، يزعم أن معنى قوله تعالى : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ») أي عليها بسم الله الرحمن الرحيم ، وأن الذي ينكر نسبة القرآن إلى الله ويزعم أن القرآن من قول البشر ، سوف يعاقب تحت إشراف التسعة عشر ، وهي حروف البسملة ...؟.

إنه لكلام عجيب وغريب .. لا يكاد العقل يستوعبه لركته وبعده.

وإني ـ يشهد الله ـ حينما قرأت هذا الكلام لأول مرة في حياتي ، كنت قبل أن أصل إلى هذه النتيجة المخزية من تحريف كتاب الله ، كنت مندمجا مع النشرة وأنا أقرأ ما فيها من الأرقام من مضاعفات التسعة عشر ، ولم أكن بعد قد عرفت ما فيها من المغالطات والأكاذيب في الأرقام ، إلا أنني حينما وصلت إلى هذه النتيجة في التفسير الباطني المنحرف ، ذهلت ، وشرد ذهني فورا إلى الغاية والغرض من تلك الأرقام إلا وهو تحريف كتاب الله ، وإظهار شعار البهائية الملحدة.

ومن ثم بدأت البحث والتحري حتى وصلت إلى هذه النتيجة التي رأيتها أخي القارئ في كذب هذا الموضوع وبطلانه من أوله إلى آخره.

وما علاقة عدد حروف البسملة على افتراض أنها تسعة عشر بعدد خزنة جهنم ..؟!.

وكيف يكون العذاب تحت إشراف التسعة عشر ..؟!.

هل ستنقلب هذه الحروف إلى أجساد عاقلة تقوم بالتعذيب؟ أم أنها ستبقى على حرفيتها التي هي عدم محض لا وجود له ..؟.

وأين سيكون هذا العذاب الذي ستتولاه حروف البسملة ..؟.

إنه لكلام لا يصدر عن مجنون علاوة عن أن يصدر عن عاقل.

٣٢٥

وما مثل قائل هذا إلا كمثل من يرى صندوقين من الفاكهة ، يحتوي الأول على التفاح ، والآخر على البرتقال ، وعدد حبات كل صندوق تسعة عشر ، ثم وجد عددا من صناديق البرتقال الأخرى ، فوجد أن محتوياتها من التسعة عشر برتقالة ، أو من مضاعفات هذا العدد.

وبعد ذلك كر على صندوق التفاح وقال : إننا اكتشفنا اليوم معنى جديدا فيه ، بسبب احتوائه على تسع عشرة تفاحة ، وهذا المعنى : هو أن التفاح في حقيقته برتقال .. وذلك لأن عدد حبات صندوقه موافقة لعدد حبات صناديق البرتقال جميعها ، إذ أنها احتوت على التسعة عشر أو مضاعفاتها ...

إن هذا الكلام على بعده وغرابته ورفضه من قبل أي عاقل ، لأقرب من تفسير قوله تعالى : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) بحروف بسم الله الرحمن الرحيم ، لأن القرآن نص مباشرة وراء هذه الآية أن هذا العدد هو عدد خزنة جهنم كما هو معروف لكل ذي عقل فقال : (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً ، وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا).

وبهذا يتبين لنا مدى المغالطة الكبيرة التي أتى بها صاحب هذه النظرية التي بناها على مغالطات وأكاذيب في الأعداد الموهومة المزعومة.

إلا أننا على افتراض صدقه في كل ما قال فإنه لا يجوز له أن يفسر القرآن بهذه الطريقة الباطلة الباطنية الملتوية ، بل يجب عليه أن يفسره بناء على مدلولات لغة العرب التي خاطبنا الله بها ، وتعبدنا بفهم القرآن حسب قواعدها ، على ما قدمناه في صدر هذا البحث من القاعدة العامة في التفسير (١).

رشاد خليفة وعلم الساعة :

لعلك أخي القارئ قد ظننت أن الأمر قد انتهى بانتهائنا من بيان بطلان موضوع التسعة عشر وبيان كذبه ...؟.

__________________

(١) انظر : ص ٢٩٥.

٣٢٦

وأنت على صواب في هذا.

ولكن ستفاجأ حينما أقول لك إن صاحب نظرية التسعة عشر قد قفز قفزة جديدة رائعة في عالم الخيال والأباطيل ، فلم يرد في هذه المرة أن يحرف آيات القرآن فقط ، بل أراد أن يلغي بعضها ، ويحرف بعضها الآخر ...

فزعم ـ والحمد لله إذ فعل حتى يكشف حقيقته لكل أحد ـ زعم أنه يعلم موعد قيام الساعة ، وحدده لنا من الآن ، حتى يستعد العالم للرحيل فقال :

«إن العالم سينتهي بانتهاء عام ١٧٠٩ هجرية ، أي بعد ما يقرب من ثلاثمائة سنة من الآن عام ١٤٠٥ ه‍.

ولم يكتف بهذا ، بل زاد إليه سنة أخرى ليستقيم له حساب التسعة عشر فقال : إن الساعة ستقوم سنة (١٧١٠ ه‍) أي بعد استكمال (١٧٠٩) تماما ، وبذلك يكون العدد من مضاعفات التسعة عشر ...؟!.

معتمده في معرفة الساعة :

وأما ما اعتمد عليه رشاد في معرفته بعلم الساعة فهو حساب الجمّل المعروف عند اليهود وعند العرب ، وكان اليهود قد حاولوا بواسطته حساب عمر أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كما قال هو ، وكما سنذكره الآن ، وقد كذبهم الله بذلك ، كما كذبهم رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأثبت الواقع كذبهم ، لأنهم حددوا عمر رسالة الإسلام ب (٧٣٤) عاما وها نحن نعيش الآن في القرن الخامس عشر.

إلا أن رشادا أراد أن يتم طريق اليهود ، فزعم ـ كما يقول هو نفسه ـ أن اليهود كانوا على صواب في حساب عمر الأمة الإسلامية ، إلا أنهم لما حسبوه لم تكن فواتح السور قد نزلت كلها ، ولذلك كان حسابهم ناقصا ، إلا أن طريقتهم صحيحة ، والآن قد كمل نزول الفواتح ، ولذلك فإن الحساب سيكون صحيحا.

وقبل أن نذكر الحساب الذي أتى به بناء على أكذوبة التسعة عشر ، سنذكر الآن ما قاله اليهود في هذا ، لأن كلامهم كان بداية طريق رشاد كما قال هو نفسه.

٣٢٧

فقد أخرج ابن إسحاق ، والبخاري في تاريخه ، والطبري في تفسيره ، عن ابن عباس ، عن جابر بن عبد الله بن رباب قال : مر أبو ياسر بن أخطب برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يتلو فاتحة سورة البقرة (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود فقال : تعلمون والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه (الم ذلِكَ الْكِتابُ).

فقالوا : أنت سمعته؟.

قال : نعم.

فمشى حيي في أولئك النفر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا محمد ، ألم تذكر أنك تتلو فيما أنزل عليك : (الم ذلِكَ الْكِتابُ)؟.

قال : بلى.

قالوا ، قد جاءك بهذا جبريل من عند الله؟.

قال : نعم.

قالوا : لقد بعث الله قبلك أنبياء ، ما نعلمه بيّن لنبي لهم ما مدة ملكه ، وما أجل أمته غيرك.

فقال حيي بن أخطب ، وأقبل على من كان معه : الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه إحدى وسبعون سنة ، أفتدخلون في دين نبي إنما مدة ملكه ، وأجل أمته إحدى وسبعون سنة؟.

ثم أقبل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا محمد ، هل من هذا غيره؟.

قال : نعم.

قال : ما ذاك؟.

قال : «المص».

قال : هذه أثقل وأطول ، الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، فهذه مائة وإحدى وستون سنة ، هل مع هذا يا محمد غيره؟.

قال : نعم.

قال : ما ذا؟.

قال : «الر».

٣٢٨

قال : هذه أثقل وأطول ، الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والراء مائتان ، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة.

فهل مع هذا غيره؟.

قال : نعم ، «المر».

قال : فهذه أثقل وأطول ، الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والراء مائتان ، فهذه إحدى وسبعون سنة ومائتان.

ثم قال : لبّس علينا أمرك يا محمد ، حتى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا.

ثم قاموا ، فقال أبو ياسر لأخيه حيي ومن معه من الأحبار ، وما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كلّه ، إحدى وسبعون ، وإحدى وستون ومائة ، وإحدى وثلاثون ومائتان ، وإحدى وسبعون ومائتان ، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون ...؟.

فقالوا : لقد تشابه علينا أمره (١).

فهذا واضح صريح في محاولة اليهود لفهم فواتح السور فهما حسابيا رقميا ، يستدلون به على أمر باطني لا تدل عليه هذه الحروف ، لا من قريب ، ولا من بعيد ، ولا وضعت له ، ألا وهو عمر أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مما أنكره عليهم كل مسلم ، وكذبه الواقع.

إلا أن رشادا أراد ـ كما ذكرت قبل قليل ـ أراد أن يتم طريقهم ، فجمع كل فواتح السور ، مما جمعه اليهود ، ومما لم يجمعوه ، فكان الناتج معه (١٧٠٩) ولما لم يكن هذا الرقم من مضاعفات التسعة عشر أضاف إليه سنة أخرى من حسابه الخاص ، فبلغ المجموع (١٧١٠) وهذا من مضاعفات التسعة عشر.

ثم قال : وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكشف هذه الحقائق مع بدء عام (١٤٠٠) من الهجرة ، أي قبل النهاية بعدد من الأعوام قد ذكر في القرآن أيضا

__________________

(١) الدر المنثور : ١ / ٢٣ ـ الطبري) ١ / ٧١.

٣٢٩

وهو (٣٠٩) سنة ، وذلك في سورة الكهف ، في قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً).

ثم ذكر قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها).

فهو يفسر قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ) أي أهل الأرض (لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ) أي في الأرض.

وأما قوله : (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) أي من تاريخ كشفه لهذا السر المزعوم وهو عام (١٤٠٠) من الهجرة.

ثم يزعم أن الله لم يخف موعد قيام الساعة ، وإنما قال : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) (سورة طه : آية ١٥).

ثم يزعم أن الله قال لرسوله مسليا له في عمر أمته : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) أي موسى وعيسى ، فهما المرادان بالأزواج.

وذلك لأن عمر رسالة موسى (١٤٦٢) سنة وهو من مضاعفات التسعة عشر.

وعمر رسالة عيسى (٥٧٠) سنة ما بين عيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأما عمر أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهو (١٧٠٩) سنة ..؟.

فهل سمعت أخي القارئ تفسيرا باطنيا لكتاب الله كهذا التفسير ، وهل عرفت تحريفا كهذا التحريف ..؟.

وهل علمت أخي القارئ أن الأمر كله من أصله إلى فرعه ، من صنع اليهود وإيحاءاتهم إلى عبيدهم ..؟.

وهل علمت أن صاحب نظرية التسعة عشر أراد أن يتم طريق اليهود كما قال هو ، لا كما أدعي أنا.

إذا علمت هذا فاعلم أن الأمر ليس أمر إظهار لمعجزة ، وإنما هو أمر تدمير المعجزة ...

٣٣٠

إذن فلا حاجة بنا بعد هذا للإسهاب في الرد .. وإننا لا نخشى على كتاب الله التحريف والتزييف.

وليس هذا أول تفسير باطني ، ولن يكون الأخير.

وليس هذا أول افتراء وادعاء ولن يكون الأخير.

لقد تكفّل الله بحفظ كتابه فقال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).

وأما موعد الساعة فلا أظن أن أحدا يمتري في اختصاص الله جل وعلا به ، قال تعالى:

(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ، قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ، لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ، ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ، يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها ، قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (سورة الأعراف : آية ١٨٧).

وقال تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها ، إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) (سورة النازعات : آية ٤٢).

وقد قال رسول الله حينما سئل عن موعد الساعة في الحديث المشهور قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل.

فمن أين عرف رشاد ما لم يعرفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟!.

لعلها إرهاصات نبوة جديدة تضيف إلى الدجاجلة الذين يكونون بين يدي الساعة دجالا جديدا ...

وأنا لم أذكر كلامه هذا في علمه بموعد الساعة لأرد عليه ، فالأمر من البداهة عند كل مسلم أهون من أن يرد عليه ، وإنما ذكرته لكشف حقيقة الرجل أمام من لم يعرفه بعد ، وليعلم الناس كيف تسير الحركات الباطنية الهدامة في مخططاتها الماكرة الخبيثة ... والله الهادي إلى الصواب.

٣٣١
٣٣٢

الخاتمة

إننا وبعد هذا التطواف السريع في جوانب المعجزة والإعجاز وما يتعلق بهما لنجد أنفسنا قد عشنا مع المعجزة الحية ، نعانيها ونتذوقها ، وكأننا في زمن النبوة ، عند ما كان يتنزل القرآن على قلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويتذوق العرب حلاوته ، وتهفو أفئدتهم لطلاوته ، وتتفاعل نفوسهم مع جماله وبراعته.

وهذا هو شأن المعجزة حينما يضع الإنسان يده عليها ، ويدرك حقيقتها.

نعم .. لقد عشنا مع المعجزة في جانبي الإعجاز الغيبي والعلمي ، ورأينا في بعض صورها المعجزة العادية ، ورأينا في بعضها الآخر أعلى وأبلغ وأدق صور الإعجاز التي يمكن للبشر أن يتصورها.

وهذا نظير الإعجاز اللغوي ، إذ أن مراتب الإعجاز اللغوي متباينة في القرآن الكريم ، فبعض الآيات والسور في المرتبة الدنيا للمعجزة ، وبعضها في ذروة درجات الإعجاز ، بحيث تذهل السامع ، وتملك عليه قلبه ولبه ... وهي في كلا الحالين معجزة ، يقال فيها كل ما يقال في المعجزة.

ولا أظن أن إنسانا ما في هذه الأرض ، مهما بلغ من الجمود والعناد ، يتعرف على المعجزة ، في أي نوع من أنواعها ، أو صورة من صورها ، وبعد ذلك يعرض عنها أو يفر منها.

بل لا أظن أن إنسانا ما في هذه الأرض ، يسمعها ، ويتعقلها ، ويتذوقها ، ويستطيع بعد ذلك أن يقف منها موقف اللامبالاة ...

إن المعجزة إذا ظهرت تفرض على كل عاقل في الأرض أن يخضع لها ويقر بمدلولها.

٣٣٣

وإني لأعتقد أن بعض صور الإعجاز العلمي في القرآن ، لو عرضت على أعتى فلاسفة الإلحاد في العالم لجعلته يقف منها موقف الدهشة والاستغراب ، ولفرضت عليه أن يذعن لها ويقر بها ، لو وقف منها موقف الإنصاف.

كما أني أعتقد اعتقادا جازما أن كثيرا من العلماء النظريين والتجريبيين الماديين لو اطلعوا على آيات الإعجاز العلمي في القرآن ، لوجدوا أنفسهم مضطرين للإيمان بالله ... إذا وقفوا منها أيضا موقف الإنصاف ، وعرضت عليهم العرض الواضح البين ...

إلا أنه ومع الأسف لم يتح لأكثر المفكرين الماديين أن يطلعوا على آيات القرآن ليدركوا من خلالها عظمته وإعجازه.

إما للعناد الذي اصطبغ به بعضهم ، بعد الثورة العلمية الحديثة ، التي عصفت بالدين الباطل ، الذي كانت تمثله الكنيسة المنحرفة ، إبان الطغيان الكنسي في الغرب مما جعل كل إنسان يكره الدين ، بل يكره مجرد السماع به ، ويظن أن كل دين على الأرض كذلك الدين الذين ثاروا عليه ، وانتقموا منه ، ليتحرروا من ذل العبودية والطغيان اللذين كانت تفرضهما الكنيسة ، وتقف بهما في وجه العقل والعلم.

وإما للدعاية الحاقدة السوداء ، التي يلون بها الإسلام والمسلمون في العالم ، بالطرق الماكرة الخبيثة ، ومن قبل المؤسسات الكثيرة المنتشرة في العالم ، والتي أسست خصيصا لهذا الغرض ، مما جعل الناس ينفرون بمجرد سماعهم لاسم الإسلام والقرآن ، ولا سيما عند ما تستغل حقيقة التخلف والضياع ، والتشرد والفوضى التي يعيش بها العالم الإسلامي ، إذ أصبح المسلمون اليوم يعيشون في ذروة التخلف الحضاري في العالم ...

وإن الواجب ليحتم على جميع دعاة المسلمين ، أن يجعلوا من كتاب الله المادة الأساسية لدعوة الناس إلى دين الله ، يخاطبون بمعجزاته عقولهم ، ويهزون بتعاليمه مشاعرهم.

٣٣٤

وإننا ليجب علينا جميعا أن نشمخ برءوسنا عاليا ، فخرا واعتزازا بهذا الدين العظيم ، والقرآن الكريم ، الذي أكرمنا الله به وحيا من كلامه ، ليبقى حيا في نفوسنا ، بل في العالم بأسره ، يشيع فيه البهجة والمحبة ، والصفاء والضياء ، ويرشد البشرية الحائرة إلى منزله ، ومحكم آياته ، لعلها تتدبر أمرها ، وتثوب إلى رشدها ، وترجع إلى بارئها.

إننا ليجب علينا أن نستعلي بهذا الكتاب ، فوق كل ما يعترض طريقنا من الصعاب ، ورغم كل ما يفرض علينا من معاني التخلف والتشرد ، والضياع والفوضى ، ونلاقيه من البأس والحقد ، فإن أمة أوتيت مثل هذا الكتاب ، وأكرمت بمثل هذه المعجزة الحية ، لا يجوز لها أن تكون أبدا إلا كما كان سلفها في خير أمة أخرجت للناس ، قائدة للبشرية إلى مراتب الكمال ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتؤمن بالله. متخذة من هذا الكتاب العظيم نبراسا للهداية ، ودستورا لحياة الكرامة والعزة ، والسعادة والرخاء.

وإني لأسأل الله أن يعيننا جميعا على تلاوة كتابه ، وتدبر آياته ، في خضوع العابدين ، وخشوع القانتين ، لنتمتع بجمال القرآن وجلاله ، ونعيش في فيئه وظلاله ، ونقف على المزيد من الآيات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ، يتم بذلك بعضنا طريق بعضنا الآخر ، في طريق الدعوة إلى هذا الدين العظيم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

٣٣٥

الفهرس

المقدمة.......................................................................... ٥

ضرورة المعجزة للرسالة........................................................... ١٥

تعريف المعجزة.................................................................. ١٦

الفرق بين المعجزة وغيرها من السحر والكرامة....................................... ١٨

الكرامة........................................................................ ١٨

الفرق بين المعجزة والكرامة....................................................... ١٩

الإرهاص...................................................................... ٢٠

المعونة......................................................................... ٢٠

الاستدراج..................................................................... ٢٠

الإهانة........................................................................ ٢٠

السحر........................................................................ ٢٠

تنوع المعجزة باعتبار المرسل إليهم.................................................. ٢١

معجزة موسى عليه السلام....................................................... ٢٤

معجزة عيسى عليه السلام....................................................... ٢٧

معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم......................................... ٢٨

ثقافة العرب ومعارفهم في الجاهلية................................................. ٢٨

تمرس العرب بلغتهم............................................................. ٢٨

تفاخرهم بلغتهم................................................................ ٢٩

لم لم تكن معجزة نبينا عليه السلام مادية.......................................... ٣٠

تمييز العرب بين أنواع الكلام وإدراكهم المعجزة...................................... ٣٠

تعريف القرآن لغة............................................................... ٣١

تعريف القرآن اصطلاحاٌ......................................................... ٣١

٣٣٦

مراحل التحدي بالقرآن.......................................................... ٣٣

المرحلة الأولى................................................................... ٣٣

المرحلة الثانية................................................................... ٣٤

المرحلة الثالثة................................................................... ٣٤

سلامة المعجزة القرآنية عن المعارضة................................................ ٣٥

اعترافات المشركين بالإعجاز...................................................... ٣٦

الوليدبن المغيرة................................................................. ٣٦

عتبة بن ربيعة.................................................................. ٣٧

النضر بن الحارث............................................................... ٣٨

اتفاق المشركين على اللغو في القرآن لمنع تأثيره...................................... ٣٩

الطفيل بن عمرو الدوسي........................................................ ٤٠

عمربن الخطاب................................................................. ٤١

لبيد بن ربيعة................................................................... ٤٣

حسان بن ثابت................................................................ ٤٤

لماذا لم يسلم جميع العرب ممن أدرك معجزة القرآن؟.................................. ٤٥

العتاد هو السبب ومثاله عناد قوم إبراهيم.......................................... ٤٦

عناد الكنيسة مع الحقائق العلمية................................................. ٤٧

عناد الوليد بن المغيرة............................................................ ٤٨

عناد الاخنس بن شريق.......................................................... ٥٠

إعلان المشركين أن كفرهم كبر وعناد.............................................. ٥٠

الدليل على عدم وقوع المعارضة للقرآن............................................. ٥١

التحدي ليس مقصورا على اللغة.................................................. ٥٣

استنفار كل من تحدى للمعارضة.................................................. ٥٣

محاولة المشركين في المعارضة....................................................... ٥٣

محاولة اليهود في المعارضة......................................................... ٥٥

استعانة المشركين باليهود على المعارضة............................................. ٥٦

استعانة المشركين بالنصارى....................................................... ٥٧

وجه الاستدلال على عدم المعارضة................................................ ٥٨

٣٣٧

استدلال آخر على فشل المشركين في المعارضة...................................... ٥٩

بعض المحاولات اليائسة في المعارضة................................................ ٦٠

محاولة مسيلمة الكذاب.......................................................... ٦٠

احتمال المعارضة من غير العرب والرد على كتاب ماني وزرادشت....................... ٦

دعوى معارضة ابن المقفع........................................................ ٦

دعوى المعارضة في أهل الأعصار التالية............................................ ٦٤

لما ذا لا ندرك إعجاز القرآن في هذا العصر......................................... ٦٤

هل معنى هذا أن أهل العصر فقدوا إعجاز......................................... ٦٦

الفرق بين معجزة نبينا عليه السلام ومعجزة غيره من الأنبياء.......................... ٦

وجوه الإعجاز في القرآن......................................................... ٦٩

أولا : وجوه الإعجاز التي لا تخفى على أحد....................................... ٦٩

١ ـ الإعجاز الغيبي........................................................... ٦٩

٢ ـ الإعجاز العلمي.......................................................... ٧٠

ثانيا : وجوه أخرى من الإعجاز.................................................. ٧٠

القسم الآول : وجوه مقبولة يظهر فيها الإعجاز.................................. ٧٠

القسم الثاني : وجوه لا اعجازفيها.............................................. ٧٠

ثالثا : وجوه باطلة.............................................................. ٧١

رابعاً : الصرفة.................................................................. ٧١

المبحث الأوّل في بعض الوجوه التي لا إعجاز فيها...................................

١ ـ احتواؤه على أساليب منطقية............................................... ٧٥

٢ ـ تضمنه للحلال والحرام.................................................... ٧٦

٣ ـ احتواؤه على الحكم....................................................... ٧٧

الإعجاز بالصرفة............................................................... ٧٩

المبحث الثاني : في الإعجاز الغيبي................................................ ٨٩

معنى الإعجاز الغيبي ووجه الإعجاز فيه............................................ ٩١

نبوءات عظماء العالم............................................................ ٩٤

نبوءات نابليون................................................................. ٩٤

نبوءات ماركس................................................................. ٩٥

٣٣٨

نبوءة هتلر..................................................................... ٩٥

الفرق بين نبوءات البشر ونبوءات القرآن........................................... ٩٦

أمثله على نبوءات القرآن........................................................ ٩٨

١ ـ التنبؤ بانتصار المسلمين وسيادتهم........................................... ٩

٢ ـ التنبؤ بانتصار المسلمين على الفرس والروم.................................. ١٠٢

٣ ـ الاخبار عن انتصار الروم على الفرس...................................... ١٠٦

معجزة أخرى ضمن هذه المعجزة................................................ ١١٥

٤ ـ الاخبار عن عصمة الله لرسوله من الناس................................... ١١٦

٥ ـ الاخبار عن حفظ القرآن إلى يوم القيامة................................... ١١٩

٦ ـ الاخبار عن عجز البشر عن تحدي القرآن إلى يوم القيامة.................... ١٣٠

٧ ـ الاخبار عن دخول مكة.................................................

٨ ـ الاخبار عن بعض أسرار بني إسرائيل...................................... ١٣٦

٩ ـ الاخبار عن زعم اليهود أن عزيزا ابن الله................................... ١٤٠

المبحث الثالث في الإعجاز العلمي.............................................. ١٤٥

مقدمة....................................................................... ١٤٧

هل القرآن کتاب علوم وفلک وطب............................................. ١٤٨

انقسام الناس إلى فئات فی التفسیر العلمی....................................... ١٥١

الفئه الأول : الذين رفضوه..................................................... ١٥١

الفئه الثانية : الذين قبلوه وغالوا فيه............................................. ١٥٢

الفئة الثالثة : وهي الوسط المعتدل............................................... ١٥٣

هل الإعجاز العلمي وليد العصر الحديث........................................ ١٥٥

كيفية الوقوف على وجه الإعجاز العلمي........................................ ١٥٦

خوض القرآن فیما لم یکن الإنسان يعرف عنه شيئاً............................... ١٥٨

شهادة السير جيمس جنز...................................................... ١٦٠

موقف علماء الإلحاد من الكشوف المعاصرة....................................... ١٦٣

الإعجاز العلمي في القرآن یلفت نظرالمسلمین وغیرهم.............................. ١٦٤

مثال الإعجاز العلمي في الإنجيل................................................ ١٦٥

موريس بوكاي ونظراته في الإعجاز العلمي........................................ ١٦٧

٣٣٩

الآيات القرآنيّة والاعجاز العلمي فيها............................................ ١٧٥

الآية الأولى قانون المط السطحي(وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً)........................... ١٧٧

الآية الثانية (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ) وقانون الجاذبية................ ١٨٠

الآية الثالثة (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) وحركة الكواكب...................... ١٨٣

الآية الرابعة (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ) وكروية الأرض............................ ١٨٥

الآية الخامسة (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) وحقيقة الشمس والقمر.. ١٨٧

الآية السادسة (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ) والحياة الاجتماعية عند الحيوان... ١٨٩

الآية السابعة (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ) والأمواج الباطنية...................... ١٩٣

الآية الثامنة (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما)..... ١٩٧

وبداية الكون والأرض......................................................... ١٩٧

الآية التاسعة (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) وتوسع الكون................. ٢٠١

الآية العاشرة (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)................................... ٢٠٥

الآية الحادية عشرة (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) وتلقيح السحاب... ٢٠٩

الآية الثانية عشرة (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) وجاذبية الأرض...................... ٢١٢

الآية الثالث عشرة (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) واحتراق الماء.......................... ٢١٦

ازدياد حجم الأرض بالماء : (اهتزت وربت).................................... ٢١٨

الآية الرابع عشرة مَنْ (يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) وتغير ضغط الهواء في المرتفعات..... ٢٢٠

الآية الخامس عشرة (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) ونظرية التزحزح القاري............. ٢٢٤

الآية السادس عشرة (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ، وَالْجِبالَ أَوْتاداً) وتوازن الأرض بالجبال ٢٢٨

الآية السابع عشرة (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ)؟ الأرض بالجبال.................... ٢٢٨

٣٤٠