عدّة الأكياس في شرح معاني الأساس - ج ٢

أحمد بن محمّد بن صلاح الشرفي القاسمي

عدّة الأكياس في شرح معاني الأساس - ج ٢

المؤلف:

أحمد بن محمّد بن صلاح الشرفي القاسمي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحكمة اليمانية للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال «يظهر في آخر الزمان رجل يسمى أمير الغضب [لله].

(وقيل أيضا أمير العصب) له أصحاب منحون مطرودون عن أبواب السلاطين مقصون يجتمعون إليه من كل أوب كما يجتمع قزع الخريف ، يملكه الله مشارق الأرض ومغاربها».

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يظهر في آخر الزمان رجل من ولدي من اليمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا».

وقيل : يظهر بمكة.

وقيل : في بلد همدان.

وقد صحّ أن أول من ينصر الحق أهل اليمن.

ثم يلتئم إليهم بعد ذلك الواحد والاثنان من كل نهج وبلد من البلدان.

قال عليه‌السلام : قال الهادي إلى الحق صلوات الله عليه شعرا :

من اليمن الذي فيه مقال

من الرحمن جاء به الرسول

وقال أيضا يمدح همدان (يعني الهادي عليه‌السلام) :

وبهم يعزّ الدين آخر مرة

بقيامهم بلوائه المنصوب

قال عليه‌السلام : ثم أتت الأخبار بأنه يملك الدنيا كلها ويطأ الأمم بأسرها.

ثم يوشك بعد مدة من الزمان أن يتلف ببعض الأسباب ويختم الله له بالسعادة.

وتظهر الفتن والمنكرات ويفتح يأجوج ومأجوج وتسفك الدماء وتخصب البلاد لما أراد الله من البلاء والإنظار لأهل الفساد.

ويترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك عند اقتراب الساعة حتى أنه ليمر الرجل بالرجل وهو على الفاحشة فلا يقول له : اتّق الله ثم تقع صيحة من صنع الله تعالى تهلك أهل السموات والأرض جميعا ثم ينفخ في الصور ويقع الحساب ويذهب الشك والارتياب. انتهى.

٣٨١

ما ذكره الحسين بن القاسم عليه‌السلام في تفسيره في سورة الأحزاب.

إذا عرفت ذلك :

فقد تبين لك بحمد الله الفرقة الناجية ، وأنها عترة النبيء صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن تابعها في دينها ولم يفارقها.

ولهذا قال بعض العلماء الفضلاء قيل : هو الشافعي رحمه‌الله تعالى :

ولمّا رأيت النّاس قد ذهبت بهم

مذاهبهم في أبحر الغيّ والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النّجا

وهم آل بيت المصطفى خاتم الرّسل

وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم

كما قد أمرنا بالتّمسّك بالحبل

إذا كان في الإسلام سبعون فرقة

ونيف على ما جاء في واضح النّقل

وليس بناج منهم غير فرقة

فقل لي بها يا ذي الرّجاحة والعقل

أفي الفرق الهلّاك آل محمّد

أم الفرقة اللّاتي نجت منهم قل لي

فإن قلت : في النّاجين فالقول واحد

وإن قلت : في الهلّاك حفت عن العدل

رضيت عليّا لي إماما ونسله

وأنت من الباقين في أوسع الحلّ

إذا كان مولى القوم منهم فإنّني

رضيت بهم لا زال في ظلّهم ظلّي

واعلم : أن الوقوف على معرفة عدد الفرق الهالكة والعلم بما قصد النبيء صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على سبيل التفصيل ممّا لا طريق إليه من عقل ولا سمع.

غير أن الفرقة الناجية قد علمت بأوصافها التي اختصّت بها.

وبذلك يعلم أن من فارقها هالك ، وذلك يكفي في المراد من الخبر وقد عدّ الإمام المهدي عليه‌السلام وغيره الفرق على سبيل التظنّن وليس بصحيح ، والله أعلم.

«وقالت المعتزلة» : بل هي الفرقة الناجية لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أبرّها وأتقاها : الفئة المعتزلة».

قالوا : وفي رواية : «ستفترق أمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة خيرها

٣٨٢

وأبرها وأتقاها الفئة المعتزلة».

«قلنا :» هذه الزيادة والنقصان من الخبر غير معروفين.

و «إن صحّ» ذلك «فالمراد به العترة المعتزلة عن الباطل بشهادة الله تعالى ورسوله» صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «بذلك» أي باعتزال الباطل وتطهيرهم من الرجس وكونهم على الحق حتى تقوم الساعة ، وأنهم سفينة النجاة وباب حطة وغير ذلك.

«لما مرّ» وتكرر من الأدلة على ذلك.

وقالت «المجبرة : بل هي الناجية لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» : «عليكم بالسواد الأعظم».

قالوا : والمراد بالسواد الأعظم الكثرة وهم الأكثر عددا.

«قلنا :» إن صحّ هذا الخبر : فليس المراد الكثرة حقيقة لقوله تعالى :

(وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (١).

(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (٢).

(وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) (٣).

والقرآن مملوء من نحو ذلك في ذمّ الكثرة.

وسأل ابن الكوّاء عليّا صلوات الله عليه عن :

السنّة والبدعة والجماعة والفرقة؟ فقال :

(السنّة والله سنّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

والبدعة : ما فارقها.

والجماعة : مجامعة أهل الحقّ وإن قلّوا والفرقة مجامعة أهل الباطل وإن كثروا.

فيجب أن يكون «المراد : الأعظم عند الله سبحانه وتعالى وليس كذلك» أي الأعظم عند الله سبحانه «إلّا الذين شهد الله بإيمانهم وحكم بنجاتهم من عترة خاتم النبيين» وسيد الأولين والآخرين محمد صلّى الله

__________________

(١) يوسف (١٠٣).

(٢) الأنعام (١١٦).

(٣) هود (٤٠).

٣٨٣

عليه وعلى آله الطاهرين الذين أوجب الله مودتهم على جميع المسلمين.

ونوّه بذكرهم في الكتاب المبين وعلى لسان رسوله الأمين صلّى الله عليه وعلى آله الطاهرين.

وقرن ذكرهم مع ذكر رسوله في كل وقت وحين.

وجعلهم الحجة على جميع خلقه إلى يوم الدين ، ومن اتبعهم ولم يفارقهم من سائر العالمين.

«ختم الله لنا بمرضاته ، ونجانا برحمته آمين».

رزقنا الله التوفيق لسلوك سبيلهم والتمسّك بهداهم والثبات على طريقتهم بحقه عليه وحق كل ذي حق لديه إنه جواد كريم رءوف رحيم وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم قال في نسخة المهلّا وافق الفراغ من جمعه ظهر يوم الأحد سابع عشر شهر رمضان الكريم من سنة سبع وثلاثين بعد الألف منقول من خط جامعه أفقر عباد الله وأحوجهم إلى تجاوزه وغفرانه أحمد بن محمد بن صلاح بن محمد بن صلاح بن أحمد القاسمي نسبا الشرفي بلدا تغمده الله برحمته ورضوانه بحقه وحق كل ذي حق لديه آمين وكان ابتداء جمعه واختصاره من الشرح أول شهر جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين بعد الألف هذا آخر الكتاب والحمد لله أوّلا وآخرا وظاهرا وباطنا.

كاتبه حسين عبد اللطيف الهادي

حرّر ١٠ ربيع الثاني ١٤١٣ ه

الموافق ٦ أكتوبر ١٩٩٢ م

٣٨٤

فهرس الجزء الثاني من شرح الأساس الصغير

فهرس الصفحة

الاصل السطر

الموضوع

الصفحة

كتاب النبوءة

٥

٣٦٦

فصل : ويجب على كل مكلف عقلا أن يعلم

أنه لا بدّ من رسول

٧

٣٧٩

فصل : والنبيء أعم من الرسول لأن الرسول من أتى بشريعة جديدة

١٨

٣٨١

فصل : والملائكة أفضل من الأنبياء

٢٠

٣٨٤

فصل : في ذكر المعجز وحقيقته

٢٣

٣٩٥

فصل : في ذكر نبوّة نبيئنا محمد (ص) ومعجزاته وذكر الاختلاف في وجه إعجاز القرآن

٣٢

٤٠٥

فصل : ونبيئنا محمد (ص) رسول الله صادق لشهادة المعجزات الكثيرة على صدقه ولبشارات الرسل المتقدمة به

٤٠

٤٠٨

تنبيه : يتضمن : هل كان (ص) مكلّفا قبل البعثة بشرع أو لا

٤٤

٤٠٩

باب الشريعة

٤٥

٤١٣

فصل : في الكتاب وهو القرآن

٤٨

٤٢٣

فصل : والقرآن خطاب للموجودين ولمن أدرك بعدهم أي بلغ حد التكليف ممن وجد بعد الموجودين وقت وحيه

٥٧

٤٢٤

فصل : في المحكم من القرآن

٥٨

٤٣١

فصل : والقرآن كلام الله اتفاقا

٦٤

٤٣٨

فصل : في السنة النبوية

٧٠

٤٥٤

فرع : ولا يجوز على الأنبياء صلوات الله عليهم السهو فيما أمروا بتبليغه من الشرائع

٨٣

٣٨٥

٤٥٤

فصل : في ذكر القياس

٨٣

٤٥٧

فصل : وأصول الشرائع هي أدلة الأحكام

٨٦

٤٥٨

فصل : والحق في أصول الدين وأصول الشرائع وأصول الفقه القطعي من الفروع واحد اتفاقا

٨٧

٤٦٢

فصل : في كون الحق في الظني من الفروع واحد أيضا

٩٠

٤٧١

فرع : واختلفت المخطئة

٩٨

٤٧٤

بحث : يتضمن بأن الحق لا يخرج عن أئمة العترة عليهم‌السلام

١٠٠

٤٧٥

فصل : في النسخ

١٠١

٤٨٢

كتاب الإمامة

١٠٩

٤٩٢

فصل : في وجوب إعانة من يصلح للإمامة

١١٧

٤٩٦

فصل : وشروط الإمامة أربعة عشر شرطا

١٢٠

٥١٤

فصل : ولا تثبت الإمامة لأحد من الناس إلّا بدليل شرعي

١٣٦

٥٥٢

فرع : واختلف في حكم من تقدم الوصي كرم الله وجهه

١٦٦

٥٧٣

فصل : في إمامة الحسن والحسين عليهما‌السلام

١٨٣

٥٩١

تنبيه : يلحق بما تقدم من الكلام في الإمامة مسائل

١٩٨

٥٩٣

فصل : وأفضل الأمة بعد النبيء (ص) علي (ع)

٢٠٠

٦٠٣

فصل : وأفضل أزواج النبي (ص) أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

٢٠٨

٦٠٦

باب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

٢١٣

٦١٦

فرع : في بيان كيفية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

٢٢١

٦١٨

فصل : في المحتسب

٢٢٣

٦٢٣

باب : الهجرة

٢٢٧

٦٣٣

فصل : في الوقوف بدار العصيان هل يجوز أم لا

٢٣٥

٦٣٤

كتاب : المنزلة بين المنزلتين

٢٣٧

٦٣٤

فصل : في كون المعاصي كبائر وصغائر

٢٣٧

٦٤١

فصل : وخطايا الأنبياء عليهم‌السلام لا عمد فيها

٢٤٤

٣٨٦

٦٤٥

فرع : ووقوع المعصية من الأنبياء (ع) من باب التأويل

٢٤٧

٦٤٦

فصل : في الإيمان

٢٤٨

٦٥٥

فصل : والكبائر من المعاصي محبطات للإيمان

٢٥٦

٦٥٦

فصل : في ذكر الكفر والنفاق والفسق وحقائقها

٢٥٦

٦٦٢

فصل : ويصير المكلف كافرا بخصلة واحدة من خصال الكفر

٢٦١

٦٧٤

فصل : ولا إكفار ولا تفسيق إلّا بدليل شرعي

٢٧١

٦٩٤

فصل : في ذكر التفسيق

٢٨٨

٦٩٨

باب : التوبة

٢٩١

٧٠٢

فصل : والتوبة مكفرة بنفسها لكل معصية

٢٩٥

٧٠٧

تنبيه : في كون الندم كالتوبة

٢٩٩

٧١٠

فصل : في ذكر الإحباط وكيفيته

٣٠٢

٧١٧

فصل : في ذكر التكفير للذنوب

٣٠٧

٧٢١

كتاب : الوعد والوعيد

٣١٣

٧٢٧

فصل : والثواب والعقاب مستحقّان عقلا وسمعا

٣١٣

٧٣٧

فصل : في ذكر شفاعة النبي (ص)

٣٢٧

٧٤٥

فصل : في ذكر عذاب القبر

٣٣٥

٧٤٩

فصل : في ذكر الصّور

٣٣٨

٧٥٤

باب : والقيامة

٣٤٣

٧٥٧

فصل : في البعث

٣٤٦

٧٦٠

فصل : في الحساب

٣٤٨

٧٦٢

٣

القول في الميزان

٣٤٩

٧٦٤

١٨

القول في الصراط

٣٥٢

٧٧٢

١٤

القول في إنطاق الجوارح

٣٥٨

٧٨٥

٢

القول في خلق الجنة والنار

٣٦٠

٧٨٠

خاتمة في بيان الفرقة الناجية

٣٦٧

فهرس الجزء الثاني من شرح الأساس الصغير

٣٨٥

انتهى بحمد الله

٣٨٧