تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

النّاس انصروا خليفتكم.

ثمّ دخل دار صالح بن محمد بن يزداد (١) ورمى بسلاحه ولبس البياض ليهرب من الأسطحة. وجاء أحمد حاجب بايكباك فأخبر به ، فتبعه ، فهرب ، فرماه بعضهم بسهم ونفجه بالسّيف. ثمّ حمل إلى أحمد ، فأركبوه بغلا ، وركّبوا خلفه سائسا ، وأتوا به إلى دار أحمد بن خاقان ، وجعلوا يضربونه ويقولون : أين الذّهب.

فأقرّ لهم بستّمائة ألف دينار مودعة ببغداد ، أودعها الكرجيّ. فأخذوا خطّه إلى خشف الواضحيّة المغنّية بستمائة ألف دينار ، ودفعوه إلى رجل ، فعصر على خصيتيه فمات (٢).

وقيل : كانت به طعنة فحملوه على برذون.

وقيل : أرادوه بدار أحمد على الخلع ، فأبى واستسلم للقتل ، فقتلوه (٣).

[بيعة أحمد بن المتوكل]

وبايعوا أحمد بن المتوكل ولقّبوه المعتمد على الله ، وكنيته أبو العبّاس ، وقيل : أبو جعفر ، في سادس عشر رجب (٤).

وقدم موسى بن بغا إلى سامرّاء بعد أربعة أيّام ، وخمدت الفتنة. وكان المعتمد محبوسا بالجوسق فأخرجوه.

__________________

(١) في تاريخ الطبري ٩ / ٤٦٧ : «دار أبي صالح بن يزداد» ، وفي : العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٤ : دار عبد الله بن محمد بن يزداد أبو صالح ، وانظر الحاشية (٤).

(٢) مروج الذهب ٤ / ١٨٦ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٦ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٣٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٢٨ ـ ٢٣٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٢ ، ٢٣ ، تاريخ الخلفاء ٣٦٣.

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٦ ، تاريخ الطبري ٩ / ٤٦٦ ـ ٤٦٨ ، تاريخ الزمان لابن العبري ٤٣ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٢٣ ـ ٣٢٥.

(٤) تاريخ الطبري ٩ / ٤٧٤ ، مروج الذهب ٤ / ١٩٨ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٦ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢٤ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٣٥ ، تاريخ مختصر الدول ١٤٧ ـ ١٤٨ ، تاريخ الزمان ٤٤ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٨ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٢٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٣ ، ٢٤ ، تاريخ الخلفاء ٣٦٣.

٢١

[مقتل ابن بغا]

وقتل المهتدي مع بايكباك أبا نصر محمد بن بغا أخا موسى (١).

[لهو المعتمد وكراهية الناس له]

وضيّق المعتمد على عيال المهتدي بالله. ثمّ استعمل المعتمد أخاه الموفّق طلحة على المشرق ، وصيّر ابنه جعفرا وليّ عهده ، وولّاه مصر والمغرب ، ولقّبه المفوّض إلى الله. وانهمك المعتمد في اللهو واللّذّات ، واشتغل عن الرّعيّة (٢) ، فكرهه النّاس وأحبّوا أخاه طلحة.

[دخول الزّنج البصرة]

وفي العشرين من رجب دخلت الزّنج البصرة ، فقتلوا وفتكوا ، وفعلوا بالأهواز والأبلّة أكثر ممّا فعلوا بالبصرة (٣).

[ظهور الطّالبيّ بالكوفة]

وفيها ظهر بالكوفة عليّ بن زيد الطّالبيّ ، فبعث اليه المعتمد جيشا هزمهم الطّالبيّ (٤).

[غلبة الطّالبيّ على الريّ]

وفيها غلب الحسن بن زيد الطالبيّ على الرّيّ ، فجهّز إليه المعتمد موسى بن بغا ، وخرج معه مشيّعا له (٥).

[الحجّ هذا الموسم]

وفيها حجّ بالنّاس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور أبي جعفر العبّاسيّ (٦).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٤٦٧ ، ٤٦٨.

(٢) العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٩ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٣٧.

(٣) تاريخ الطبري ٩ / ٤٧١ ـ ٤٧٣ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٣٦ ، ٢٣٧ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٨ ، نهاية الأرب ٢٥ / ١١٥.

(٤) تاريخ الطبري ٩ / ٤٧٤ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٣٩ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٤.

(٥) تاريخ الطبري ٩ / ٤٧٤ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢٤ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٨ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٤.

(٦) تاريخ الطبري ٩ / ٤٧٥ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٦ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٤.

٢٢

[قتل صالح بن وصيف]

وأمّا صالح بن وصيف ، فكان قد استطال على الخلفاء وقتل المعتزّ ، وأقام المهتدي ، وحكم عليه ، وذكرنا استتاره في أيّام المهتدي. قال : فنادى عليه موسى بن بغا : من جاء به فله عشرة آلاف دينار. فلم يظفر به أحد.

واتّفق أنّ بعض الغلمان دخل زقاقا وقت الحرّ ، فرأى بابا مفتوحا فدخل ، فمشى في دهليز مظلم ، فرأى صالحا نائما ، فعرفه وليس عنده أحد. فجاء إلى موسى فأخبره ، فبعث جماعة فأخذوه ، ثمّ ذهبوا به مكشوف الرأس إلى الجوسق فبادره بعض أصحاب مفلح ، فضربه من ورائه ، واحتزّوا رأسه وطافوا به. وتألّم المهتدي في الباطن لقتله ، وقال : رحم الله صالحا ، فلقد كان ناصحا (١).

وأمّا الصّوليّ فقال : عذّبوه في الحمّام كما كان يفعل بالمعتزّ ، حتّى أقرّ بالأموال ثمّ خنقوه. والله أعلم.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٤٥٤.

٢٣

سنة سبع وخمسين ومائتين

توفّي فيها : أحمد بن منصور زاج ،

وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد ،

والحسن بن عبد العزيز الجرويّ ،

والحسن بن عرفة ،

وزهير بن محمد المروزيّ ،

وزيد بن أخرم ،

وسليمان بن معبد السّنجيّ ،

وأبو الفضل الرّياشيّ عبّاس ،

وأبو سعيد الأشجّ ،

وعليّ بن خشرم ،

ومحمد بن حسّان الأزرق ،

ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصيّ ،

ومحمد بن زيد الواسطيّ.

[خراب البصرة]

وفيها دخلت الزّنج البصرة ، وبذلوا السّيف واستباحوا. وقتلوا بالأبلّة نحوا من ثلاثين ألفا وأحرقوها فحاربهم سعيد الحاجب ، واستخلص منهم كثيرا ممّا أخذوه. ثمّ استظهروا عليه ، وقتلوا من جنده مقتلة عظيمة. ودخلوا البصرة ، فيقال : إنّهم قتلوا بها اثني عشر ألفا ، وخرّبوا الجامع ، وهرب من سلم في البلدان ، وخربت البصرة. وجرت بين الزّنج وبين عساكر الخليفة عدّة وقعات (١).

__________________

(١) انظر عن خراب البصرة في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٧ ، ٥٠٨ و ٥٠٩ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٤٨١ ـ ٤٨٨ ، والعيون والحدائق

٢٤

[مقتل ملك الروم]

وقيل قتل ميخائيل بن توفيل ملك الروم. قتله بسيل الصّقلبيّ. وكان بسيل من أبناء الملوك. وتملّك ميخائيل على دين النّصرانية أربعا وعشرين سنة (١).

__________________

= ج ٤ ق ١ / ٥٥ ـ ٦٤ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٢١٤ ، ٢١٥ و ٢٤١ ـ ٢٤٧ ، ونهاية الأرب ٢٥ / ١١١ ـ ١١٤ و ١١٦ ١١٧ و ١١٨ و ١١٩ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢٨ ، ٢٩.

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٤٨٩ ، تاريخ الزمان لابن العبري ٤٢ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٩.

٢٥

سنة ثمان وخمسين ومائتين

توفّي فيها : أحمد بن بديل قاضي همدان ،

وأحمد بن حفص النّيسابوريّ ،

وأحمد بن سنان القطّان ،

وأبو عبيدة بن أبي السّفر واسمه أحمد ،

وأحمد بن الفرات الرّازيّ الحافظ ،

وأحمد بن يحيى القطّان ،

وأحمد بن عمر ، يعرف بحمدان البزّاز الحميريّ البغداديّ ،

وإسماعيل بن أبي الحارث ،

وجعفر بن عبد الواحد الهاشميّ القاضي ،

وحفص بن عمرو الرّباليّ ،

والعبّاس بن زيد البحرانيّ ،

وعبدة بن عبد الله الصّفّار ،

وعليّ بن حرب الجنديسابوريّ ،

وعليّ بن محمد بن أبي الخصيب ،

والفضل بن يعقوب الرّخاميّ ،

ومحمد بن إسماعيل الحسّانيّ ،

ومحمد بن سنجر الحافظ ،

ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه الحافظ ،

ومحمد بن عمر بن أبي مذعور ،

ومحمد بن يحيى الذّهليّ ،

وهارون بن إسحاق الهمدانيّ ،

ويحيى بن معاذ الرّازيّ الصّوفيّ.

* * *

٢٦

[حرب الموفّق للزنج]

وفيها عقد المعتمد على الله لأخيه الموفّق أبي أحمد على الشّام ومصر ، ثمّ جهّزه ومفلحا إلى حرب الخبيث رأس الزّنج. فكانت في هذه السّنة وقعة بين الزّنج وبين منصور بن جعفر بن دينار ، فانهزم عن منصور عسكره ، وساق وراءه زنجيّ فضرب عنقه. واستباحت الزّنج عسكره.

وعرض أبو أحمد ومفلح في جيش لم يخرج مثله في دهر في العدد والفرسان والأموال والخزائن (١). فلمّا وصل الموفّق أبو أحمد إلى دير معقل انهزم جيش الخبيث مرعوبين ، فلحقوا به ، لعنه الله ، وقالوا : هذا جيش هائل لم يأتنا مثله. فجهّز عسكرا كبيرا ، فالتقوا هم ومفلح ، فاقتتلوا أشدّ قتال ، وظهر مفلح.

ثمّ جاءه سهم غرب في صدره ، فمات من الغد (٢) ، وانهزم النّاس وركبتهم الزّنج واستباحوهم. وتحيّز الموفّق إلى الأبلّة وتراجع إليه [العسكر] (٣) ونزل نهر أبي الأسد (٤) ، ثمّ بعث جيشا ، فالتقوا هم وقائد الزّنج يحيى. فنصر الله تعالى ، وأسر طاغيتهم يحيى ، وقتل عامّة أصحابه. وبعث به إلى المعتمد فضربه ، ثم طوّف به ، ثمّ ذبحه وأحرق جثّته (٥).

وسار الموفّق إلى واسط (٦).

[الوباء بالعراق]

ووقع الوباء الّذي لا يكاد يتخلّف عن الملاحم بالعراق ، ومات خلق ، لا يحصون كثرة (٧). ومات خلق من عسكر الموفّق. ثمّ تجمّعت الزّنج ، فالتقاهم

__________________

(١) العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٦٥ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٥٣.

(٢) مروج الذهب ٤ / ١٩٩ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٦٥ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٥٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٠.

(٣) في الأصل بياض.

(٤) تاريخ الطبري ٩ / ٤٩٢ ـ ٤٩٥ ، الكامل ٧ / ٢٥٣ ، نهاية الأرب ٢٥ / ١٢٢.

(٥) تاريخ الطبري ٩ / ٤٩٨ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٦٦ ، الكامل ٧ / ٢٥٥ ، تاريخ الزمان ٤٤ ، الفخري ٢٥٠ ، ٢٥١ ، نهاية الأرب ٢٥ / ١٢٢ ، ١٢٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٠ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٣٠٧ ، ٣٠٨.

(٦) تاريخ الطبري ٩ / ٤٩٩ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٦٨ ، الكامل ٧ / ٢٥٥.

(٧) وقال اليعقوبي في حوادث سنة ٢٥٨ ه‍ : وفيها وقع الوباء بالعراق ، فمات خلق من الخلق ، وكان الرجل يخرج من منزله ، فيموت قبل أن ينصرف ، فيقال إنه مات ببغداد في يوم واحد اثنا

٢٧

الموفّق ، فقتل خلق من جنده وانهزموا ، وتفرّق عنه عامّة جنده ، ثمّ تحيّز وسلم.

وعظم البلاء بالخبيث وأصحابه.

[ذكر الزلازل]

وفيها كانت هدّات عظيمة بالصّيمرة (١) وزلازل سقطت منها المنازل ، ومات تحت الرّدم ألوف من النّاس (٢).

[ادّعاء زعيم الزنج علم الغيب]

وكان هذا الخبيث المذكور كذّابا وممخرقا يدّعي أنّه أرسل إلى الخلق.

فردّ كلّ مسألة. وكان يوهم أصحابه أنّه يطّلع على المغيّبات ، ويفعل ما ليس في قدرة البشر (٣).

[مقتل البحرانيّ]

وكان يحيى بن محمد البحرانيّ الأزرق قائد جيوش الخبيث ، فقتل بسامرّاء بعد أن قطعت أربعته (٤) ، كما ذكرنا.

ثمّ كانت وقعات بين الخبيث والموفّق كانوا فيها متكافئين.

__________________

= عشر ألف إنسان. (تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥١٠) ، تاريخ الطبري ٩ / ٤٩٥ و ٤٩٩ و ٥٠١ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٦٧ ، تاريخ سنيّ ملوك الأرض ١٤٥ ، ١٤٦ ، الكامل ٧ / ٢٥٦ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٠ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٩ ، تاريخ الخلفاء ٣٦٣.

(١) الصّيمرة : بلد بين ديار الجبل وديار خوزستان ، وهي مدينة بمهرجان قذق. وهي للقاصد من همذان إلى بغداد عن يساره. (معجم البلدان ٣ / ٤٣٩).

(٢) تاريخ الطبري ٩ / ٥٠٠ ، تاريخ سنيّ ملوك الأرض ١٤٦ ، الكامل ٧ / ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٠ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٩ ، تاريخ الخلفاء ٣٦٣.

(٣) وقيل إنه عرضت عليه النّبوّة فأباها!! (تاريخ الطبري ٩ / ٤٩٩) ، وانظر عنه في : مروج الذهب ٤ / ١٩٤ ، ١٩٥ ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٤٧ ـ ٥٢ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، وتاريخ الزمان ٤٤ ، ونهاية الأرب ٢٥ / ١٠٥ ، وتاريخ الخلفاء ٣٦٣.

(٤) تاريخ الطبري ٩ / ٤٩٨ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٦٦ ، الكامل ٧ / ٢٥٥.

٢٨

سنة تسع وخمسين ومائتين

توفّي فيها : أبو إسحاق الجوزجانيّ الحافظ ،

وإسحاق بن وهب العلّاف ،

وإسحاق البغويّ لؤلؤ ،

وأحمد بن إسماعيل السّهميّ ،

وبشر بن مطر السّامريّ ،

وحجّاج بن الشّاعر ،

وعليّ بن معبد نزيل مصر ،

ومحمد بن يزيد السّلميّ النّيسابوريّ ،

ومحمود بن سميع الدّمشقيّ ،

ومحمد بن آدم المروزيّ.

* * *

[مواصلة الحرب مع الزّنج]

وفيها عرض الموفّق عسكره بواسط. وجاءته النجدة ، وهيّأ السّفن ليدخل إلى الخبيث رأس الزّنج ، وكان قد نزل البطيحة وبثق حوله الأنهار وتحصّن. فهجم عليه الموفّق ، فأحرق أكواخه ، وقتل من أصحابه مقتلة كبيرة. واستنقذ من النّسوان جمعا كبيرا ، وردّ إلى بغداد. واستخلف على حرب الخبيث محمد بن المولّد (١). فسار الخبيث إلى الأهواز ، وقتل خمسين ألفا ، وسبى أربعين ألفا ، وأهلك الأمّة. فسار لحربه موسى بن بغا ، فأقام يحاربه بضعة عشر شهرا ، وقتل خلق من الطّائفتين (٢).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٥٠٢ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٦٨ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١.

(٢) العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٦٨ ، نهاية الأرب ٢٥ / ١٢٤ ، ١٢٥ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١.

٢٩

[مقتل أمير الكوفة]

وفيها قتل كنجور ، وكان على إمرة الكوفة ، فانصرف منها يريد سامرّاء بغير إذن المعتمد ، فأرسل إليه يأمره بالرجوع ، فامتنع. فبعث إليه مالا ليفرّقه في أصحابه ، فلم يقنع به ، وقويت نفسه. فجهّز المعتمد لحربه ساتكين ، وعبد الرحمن بن مفلح ، وموسى بن أتامش ، وجماعة من الأمراء ، وأحاطوا به ، وأنزلوه عن فرسه وذبحوه (١).

[هزيمة الروم ومقتل مقدّمهم]

وفيها نزلت الروم ، لعنهم الله ، على ملطية وسميساط ، فخرج أحمد بن محمد القابوس بأهل ملطية ، فهزموا الرّوم وقتل مقدّمهم الأقريطشيّ (٢) ، وفتح الله ونصر.

[ملك ابن اللّيث نيسابور وخراسان]

وفي شوّال ملك يعقوب بن اللّيث الصّفار نيسابور ، فركب إلى خدمته محمد بن عبد الله بن طاهر ، فأخذ يعقوب يوبّخه ويعنّفه على تفريطه في البلاد ، حتّى غلب عليها العدوّ. ثمّ اعتقله ورسم عليه وعلى أهل بيته. فبعث المعتمد ينكر على يعقوب ويأمره بالانصراف إلى ولايته ، فلم يقبل ، واستولى على خراسان ، واستفحل أمره وشرّه (٣).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٥٠٢ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٤٠ وفيه «كيجور» وانظر الحاشية (١) ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٢٩.

(٢) تاريخ الطبري ٩ / ٥٠٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٦٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١.

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٤ ، تاريخ الطبري ٩ / ٥٠٧ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٧١ (حوادث سنة ستين ومائتين) ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٦١ ، ٢٦٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٩.

٣٠

سنة ستّين ومائتين

فيها توفّي : أحمد بن عثمان بن حكيم الأوديّ ،

وأيّوب بن إسحاق بن سافري ،

وحجّاج بن يوصف بن قتيبة الأصبهانيّ ،

والحسن بن محمد بن الصّبّاح الزّعفرانيّ ،

والحسين بن عليّ بن محمد بن الرّضا عليّ بن موسى العلويّ الحسينيّ أحد الاثني عشر.

وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ،

وعبيد الله بن سعد الزّهريّ ،

ومالك بن طوق التّغلبيّ صاحب الرّحبة.

* * *

[الوقعة بين ابن اللّيث والحسن العلويّ]

وفيها سار يعقوب بن الليث فواقع الحسن بن زيد العلويّ فهزمه ، ودخل طبرستان والدّيلم. ورآه ، فصعد الحسن في جبال الدّيلم ، ونزل الثّلج والأمطار على أصحاب يعقوب ، فتلف منهم خلق واندعكوا. ورجع يعقوب بأسوإ حال ، وقد عدم من أصحابه أربعون ألفا ، وذهب عامّة خيله (١).

[الغلاء بالحجاز والعراق]

وفيها كان الغلاء المفرط في الحجاز والعراق ، وبلغ كرّ الحنطة ببغداد مائة وخمسين دينارا (٢).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٥٠٨ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٧٢ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣١.

(٢) تاريخ الطبري ٢ / ٥١٠ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٧٢ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١ ، النجوم الزاهرة

٣١

[إغارة العرب على حمص]

وفيها أغارت الأعراب على حمص ، فخرج لحربهم منجور التّركيّ أميرها ، فقتلوه ، فجاء على إمرتها بكتمر التّركيّ المعتمديّ (١).

[استيلاء الروم على لؤلؤة]

وفيها أخذت الرّوم بلدة لؤلؤة (٢).

[شعر لرئيس الزّنج]

وفيها وقعت وقعات عديدة للمسلمين مع الخبيث. وفي بعضها يقول الخبيث :

من لم ير الأتراك في جمعهم

قد واقفوا جيشا من الزّنج

وكلّهم تصرف أنيابه

حيوان يرجو ظفر العلج

كأنّهم إذا وقفت تركهم

وزنجنا رقعة شطرنج.

 __________________

= ٣/ ٣١ ، تاريخ الخلفاء ٣٦٤.

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٥١٠ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٧٢ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣١.

(٢) تاريخ الطبري ٩ / ٥١١ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣١ ، تاريخ الخفاء ٣٦٤.

٣٢

رجال هذه الطبقة على الترتيب

ـ حرف الألف ـ

١ ـ أحمد بن إبراهيم بن مهران البوشنجيّ (١).

عن : سفيان بن عيينة ، وأبي ضمرة.

وعنه : المحامليّ ، ومحمد بن مخلد.

قال الدّار الدّارقطنيّ : لا بأس به.

٢ ـ أحمد بن آدم (٢).

أبو جعفر الخلنجيّ (٣) غندر الحافظ.

روى عن : عبد الرّزّاق ، ومحمد بن يوسف الفريابيّ ، وأبي نعيم ، وعثمان بن عبد الحميد ، وجماعة كثيرة.

وعنه : عمران بن موسى بن مجاشع ، والحسن بن سفيان ، وأبو جعفر الجرجانيّ المقرئ ، وآخرون.

وثّقه حمزة السّهميّ (٤)

٣ ـ أحمد بن إسرائيل بن حسين (٥).

__________________

(١) تقدّمت ترجمته في الجزء السابق (٢٤١ ـ ٢٥٠ ه‍.) برقم (٣) ، وكنيته : «أبو الفضل» ، ص ٣٢.

(٢) انظر عن (أحمد بن آدم) في :

تاريخ جرجان للسهمي ٦٩ ، ٧٠ رقم ١٥.

(٣) الخلنجي : بفتح الخاء واللام وسكون النون وفي آخرها الجيم ، نسبة إلى الخلنج. (اللباب ١ / ٤٥٦).

(٤) فقال : «صاحب حديث مكثر ، ثقة».

(٥) انظر عن (أحمد بن إسرائيل) في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٧ ، ٥٠٤ ، ٥٠٥ ، والبيان والتبيين ٣ / ٤٥ ، والتنبيه والإشراف ٣١٦ ، ومروج الذهب ١٧٥٠ ، ٢٨٣٤ ، ٣١٢٣ ، والعقد الفريد ٤ / ١٦٦ ، وإعتاب الكتّاب (انظر فهرس الأعلام) ، وثمار القلوب للثعالبي ٤١ ، وربيع الأبرار ٤ / ٢٣٩ ، والوزراء والكتّاب ٦٥ ، ٦٦ ، =

٣٣

أبو جعفر الكاتب.

وزير المعتزّ بالله ، الأنباريّ ، ولي ديوان الخراج للمتوكّل وللمنتصر ، ثمّ ولي كتابة المعتزّ قبل خلافته. فلمّا ولي الخلافة استوزره ، وكان يحبّه ويركن إليه في الأمور ، فخلع عليه للوزارة في شعبان سنة اثنتين وخمسين.

وكان أحمد بن إسرائيل من أذكياء العالم لا يسمع شيئا إلّا حفظه. وكان [إليه المنتهى] (١) في حساب الدّيوان. وأوّل من قدّمه وأظهره محمد بن عبد الملك الزّيّات.

قال الصّوليّ : حدّثني الحسين بن عليّ الباقطائيّ قال : قال لنا أحمد بن إسرائيل : كنت في الدّيوان [أيام محمد الأمين] (٢) فما كان أحد من أهل الدّيوان أصغر منّي. ولقد كنت أنسخ الكتاب ، فلا أفرغه حتّى أحفظ ما فيه حرفا حرفا.

فعلت هذا مرّات كثيرة. وسمعت أحمد بن إسرائيل ينشد :

لا يكون السّريّ مثل الدّنيّ

لا ولا ذو الذّكاء مثل الغبيّ

قيمة المرء مثل ما يحسن المرء

قضاء من الإمام عليّ

قال الصّوليّ : لم يزل أحمد بن إسرائيل وزيرا للمعتزّ إلى سنة خمس وخمسين. وكانت وزارته دون ثلاث سنين. قتله صالح بن وصيف بالضّرب في المصادرة ، فهلك تحت الضّرب في سنة خمس وخمسين ومائتين.

٤ ـ أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه (٣) ـ ق. ـ

أبو حذافة السّهميّ القرشيّ المدنيّ ، نزيل بغداد. حدّث عن : مالك ، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد ، ومسلم بن خالد الزّنجيّ ، وعبد العزيز

__________________

= والهفوات النادرة ٣٥٦ ، ونثر الدرّ للآبي ٤ / ٨٣ ، والعصا لابن منقذ ٣٠٤ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٤٤٠ ، والفخري في الآداب السلطانية ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٣١ ، وتاريخ الطبري ٩ / ١٢٥ ، ٢١٧ ، ٣٢٤ ، ٣٣٦ ، ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٤ ، ٣٤٩ ، ٣٥٦ ، ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، ٣٩٦ ، ٣٩٨ ، والوزراء للصابي ٢١٢ ، والفرج بعد الشدّة ١ / ١٠٥ و ٢١١ و ٢ / ٩٢ ، ١١٧ ، ٢٥٩ ، ٢٦١ ، ٣ / ٢٧٥ ، ٢٧٨ و ٤ / ١٢٥ ، وتجارب الأمم ٦ / ٥٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٣٢ ، ٣٣٣ رقم ١٢٩ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٤٣ ، ٤٤ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٥٦ ، ونصوص ضائعة من الوزراء والكتّاب ٦٥ ـ ٦٨ ، ٧٥ ، ٨٣.

(١) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٣٢.

(٢) ما بين الحاصرتين من : الوافي بالوفيات ٣ / ٢٤٣.

(٣) انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في :

٣٤

الدّراوردي ، وحاتم بن إسماعيل وهو آخر من حدّثهم عنهم. ولعلّه عاش مائة سنة.

روى عنه : ق. ، وابن صاعد ، وعبد الوهّاب بن أبي عصمة ، وإسماعيل بن العبّاس الورّاق ، والمحامليّ ، وابن مخلد ، وآخرون.

قال المحامليّ : سمعت أبي يقول : سألت أبا مصعب ، عن أبي حذافة السّهميّ فقال : كان يحضر معنا العرض على مالك (١) وقال الدّار الدّارقطنيّ : هو قويّ السماع عن مالك (٢).

وقال البرقانيّ : كان الدّار الدّارقطنيّ حسن الرأي في أبي حذافة ، وأمرني أن أخرج حديثه في الصّحيح (٣).

قال الخطيب : وقرأت بخطّ الدّار الدّارقطنيّ : أحمد بن إسماعيل أبو حذافة ضعيف الحديث ، كان مغفّلا. روى «الموطّأ» عن مالك مستقيما ، فأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير «الموطأ» فقبلها. لا يحتجّ به (٤).

وقال ابن عديّ (٥) : حدّث عن مالك بالموطّأ. وحدّث عنه وعن غيره بالبواطيل.

وقال الخطيب : (٦) : لم يكن ممّن يتعمّد الباطل (٧).

__________________

= أخبار القضاة لوكيع ١ / ١٠ ، ١١٠ ، ١٤٧ و ٣ / ٢٤٣ ، ٢٥٩ ، والمجروحين لابن حبّان ١ / ١٤٧ ، ١٤٨ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٢٢ ـ ٢٤ رقم ١٦٢٠ ، والمعجم المشتمل ٣٩ رقم ٨ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٦٦ رقم ١٥٧ ، وتهذيب الكمال ١ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ رقم ١٠ ، والعبر ٢ / ١٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٤ ـ ٢٧ رقم ٥ ، ودول الإسلام ١ / ١٥٧ ، وميزان الاعتدال ١ / ٨٣ ، ٨٤ رقم ٢٩٩ ، والمغنى في الضعفاء ١ / ٣٤ رقم ٢٤٤ ، والكاشف ١ / ١٣ رقم ٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٥ ، ١٦ رقم ١٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١١ رقم ١٠ ، وخلاصة التذهيب ٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٣٩.

(١) تاريخ بغداد ٤ / ٢٤.

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ٢٤.

(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٢٤.

(٤) تاريخ بغداد ٤ / ٢٤.

(٥) في الكامل ١ / ١٧٩.

(٦) في تاريخه ٤ / ٢٤ وعبارته : «كان أبو حذافة قد أدخل عليه عن مالك أحاديث ليست من حديثه ولحقه السهو في ذلك ، ولم يكن ممن يتعمّد الباطل ولا يدفع عن صحّة السماع من مالك».

(٧) وقال ابن حبّان : «يأتي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات حتى شهد من الحديث صناعته =

٣٥

قلت : ممّا نقم على أبي حذافة روايته عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر حديث : «أفطر الحاجم والمحجوم».

وروى بالإسناد حديث : «قضى باليمين مع الشاهد».

وهذان موضوعا الإسناد (١).

مات يوم عيد الفطر ستة تسع وخمسين.

٥ ـ أحمد بن الأسود (٢).

أبو عليّ الحنفيّ البصريّ ، قاضي قرقيسيا.

روى عن : سعيد بن سلام العطّار ، وفهر بن حيّان.

وعنه : أبو عروبة الحرّانيّ ، وأبو العبّاس إبراهيم بن محمد بن الحارث ، وأبو زرعة محمد بن نفيس المصّيصيّ (٣).

٦ ـ أحمد بن أيّوب.

أبو ذرّ النّيسابوريّ العطّار.

عن : حفص بن عبد الرحمن ، وعليّ بن الحسن بن شقيق.

وعنه : إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه ، وغيره.

توفّي سنة ثمان وخمسين.

٧ ـ أحمد بن أبي أيّوب البخاريّ (٤).

__________________

أنها معلولة» (المجرحون ١ / ١٤٧).

وقال ابن عديّ : «وسمعت ابن صاعد يقول في حديث حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد حديث الحج : وهذا عندي من شيخ لا أحدّث عنه ـ يعني أبو حذافة هذا ـ لضعف عنده ، ثم ذكره. متروك عن حاتم في كتاب المناسك ولم يرض أن يحدّث عنه لغلوّه. قال الشيخ : بلغني أنه حدّث عنه بعد ذلك». (الكامل ١ / ١٧٩).

وقال الحاكم : متروك الحديث ، ذكره الفضل بن سهل فكذّبه ، وقال : كل شيء نقول له ، يقول : حدّثني مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر. (تهذيب الكمال ١ / ٢٦٦).

(١) والحديثان صحيحان مشهوران في الأصل بغير هذا الإسناد.

(٢) انظر عن (أحمد بن الأسود) في :

الثقات لابن حبّان ٨ / ٤٦.

(٣) مات بقرقيسياء سنة خمس وسبعين ومائتين ، وكان على القضاء. (الثقات).

(٤) انظر عن (أحمد بن أبي أيوب) في :

الإكمال لابن ماكولا ٧ / ٤٠٤.

٣٦

واسم أبيه هنّاد.

رحل وسمع : أبا أسامة ، وزيد بن الحباب ، وأبا أحمد الزّبيريّ.

وعنه : خالد بن إبراهيم الذّهليّ ، وسهل بن شاذويه.

قال ابن ماكولا : توفّي سنة خمس وخمسين ومائتين.

٨ ـ أحمد بن بديل بن قريش (١). ـ ت. ق. ـ

أبو جعفر الياميّ الكوفيّ. قاضي الكوفة ثم قاضي همذان ومسندها ومحدّثها.

عن : أبي بكر بن عيّاش ، وأبي معاوية ، ومحمد بن فضيل ، وعبد الله بن إدريس ، وحفص بن غياث ، ووكيع ، وعبد الرحمن المحاربيّ ، وعبد الله بن نمير ، وطائفة.

وعنه : ت. ق. ، وإبراهيم بن عمروس ، وابن صاعد ، وأحمد بن الحسن بن عزون ، ومحمد بن عبد الله بلبل ، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب ، وطائفة.

قال النّسائيّ : لا بأس به (٢).

وقال الدّار الدّارقطنيّ : فيه لين (٣).

وكان يسمّى راهب الكوفة ، فلمّا تولّى القضاء قال : خذلت على كبر السّنّ. مع عفّته وصيانته (٤).

قال سيامرد النّهاونديّ : كتبت عن ألف شيخ الحجّة فيما بيني وبين الله

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن بديل) في :

أخبار القضاة لوكيع ٢ / ٢٣٨ ، ٣٧٠ ، ٤١٥ و ٣ / ١٤٨ ، ١٩٥ ـ ١٩٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٣ رقم ١٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٣٩ ، والكامل في الضعفاء لابن عدي ١ / ١٨٩ ، ١٩٠ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٤٩ ـ ٥٢ رقم ١٦٥٦ ، والإكمال لابن ماكولا ٧ ، ٤٤٢. والأنساب لابن السمعاني ٥٩٦ ب ، والمنتظم لابن الجوزي ٥ / ٩ ، ١٠ رقم ٩ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٩ ، ٤٠ رقم ١٠ ، وتهذيب الكمال ١ / ٢٧٠ ـ ٢٧٣ رقم ١٣ ، والعبر ٢ / ١٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٣١ ، ٣٣٢ رقم ١٢٨ ، والكاشف ١ / ١٣ رقم ١٠ والمغني في الضعفاء ١٢ / ٣٤ رقم ٢٤٧ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٦٣ رقم ٢٧٥٢ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٣٩٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٧ ، ١٨ رقم ١٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ١١ رقم ١٣ ، والخلاصة ٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٣٧.

(٢) المعجم المشتمل.

(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٥٠.

(٤) تاريخ بغداد ٤ / ٤٩.

٣٧

شيخان : أحمد بن بديل ، وسمّى رجلا آخر.

ونقل شيرويه في تاريخه أنّ أبا بكر بن لال قال : حكي لنا أنّ أحمد بن بديل الأياميّ كانت له بنت عابدة بالكوفة فكتبت إليه : يا أبه لا حشرك الله محشر القضاة.

فعزل نفسه وخرج في أمانة لابن هارون ، فقيل له : اخترت الأمانة على القضاء؟

فقال : نعم ، اخترت الأمانة على الخيانة.

قال الحافظ صالح بن أحمد الهمدانيّ : ثنا إبراهيم بن عمروس إملاء :

سمعت أحمد بن بديل قال : بعث إليّ المعتزّ بالله رسولا بعد رسول ، فلبست كمّتي ، ولبست نعل طاق ، فأتيت بابه ، فقال الحاجب : يا شيخ ، نعليك. فلم ألتفت إليه ، ودخلت الباب الثّاني ، فقال الحاجب : نعليك. فلم ألتفت ، ودخلت إلى الباب الثّالث ، فقال : يا شيخ نعليك. فقلت : أبالواد المقدّس أنا فأخلع نعليّ!؟ فدخلت بنعليّ ، فرفع مجلسي وجلست على مصلّاه ، فقال : أتعبناك أبا جعفر.

فقلت : أتعبتني وذعّرتني (١) ، فكيف بك إذا سئلت عنّي؟

فقال : ما أردنا إلّا الخير ، أردنا أن نسمع العلم.

فقلت : وتسمع العلم أيضا؟ ألا جئتني؟ فإنّ العلم يؤتى ولا يأتي.

قال : تعتب أبا جعفر؟

فقلت له : خلبتني بحسن أدبك ، اكتب.

قال : فأخذ القرطاس والدّواة ، فقلت : أتكتب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قرطاس بمداد؟

قال : فيما يكتب؟

قلت : في رقّ بحبر.

فجاءوا برقّ وحبر ، فأخذ الكاتب يريد أن يكتب فقلت : اكتب بخطّك.

فأومأ إليّ أنّه لا يكتب. فأمليت عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه. فسأله ابن البنّاء أو ابن النّعمان : أيّ حديثين؟

فقال حديث : «من استرعي رعيّة فلم يحطها بالنّصيحة حرّم الله عليه

__________________

(١) في تاريخ بغداد ٤ / ٥١ «وأذعرتني».

٣٨

الجنّة». والثّاني : «ما من أمير عشرة إلّا يؤتى به يوم القيامة مغلولا» (١).

توفي سنة ثمان وخمسين (٢).

٩ ـ أحمد بن جبير الأنطاكيّ (٣).

أبو جعفر المقرئ.

إمام كبير ، عراقيّ نزل أنطاكية.

قرأ القرآن على سليم ، وعلى الكسائيّ ، وعلى أبي يوسف الأعشى ، وعلى : والده جبير بن محمد بن جبير الكوفيّ ، وأبي محمد اليزيديّ.

وسمع من حجّاج بن محمد الأعور قراءة حمزة.

وسأل أبا بكر بن عيّاش عن حروف.

ذكره أبو عمرو الدّانيّ وقال : هو إمام جليل ثقة ضابط. أقرأ النّاس إلى أن مات.

روى القراءة عنه عرضا وسماعا : عبيد الله بن صدقة ، ومحمد بن العبّاس بن شعبة ، ومحمد بن علّان ، وشهاب بن طالب ، والفضل بن زكريّا ، وخلق سمّاهم.

قال الهذليّ : توفّي سنة ثمان وخمسين ومائتين.

١٠ ـ أحمد بن جعفر (٤).

__________________

(١) تاريخ بغداد ٤ / ٥١ ، ٥٢.

(٢) قال ابن أبي حاتم : قدمنا همذان وهو قاضيها فلم يقض لي السماع منه ، ومحلّه الصدق.

(الجرح والتعديل ٢ / ٤٣).

وقال وكيع : كان صليبا عفيفا ، قد كتب الحديث عن الناس ، وكانت له سنّ عالية. قدم علينا بغداد سنة أربع وخمسين ومائتين فكتبنا عنه ، وخرج إلى سرّ من رأى ، فولي قضاء الجبل ، فلم يزل عليها إلى أن مات.

وقال أيضا : وحدّث أحاديث غلط في بعضها ... وكان إن شاء الله صدوقا. (أخبار القضاة ٣ / ١٩٦ ـ ١٩٨).

وقال ابن عديّ : يروي عن حفص بن غياث وغيره مناكير ... ولأحمد بن بديل أحاديث لا يتابع عليها عن قوم ثقات ، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه. (الكامل ١ / ١٨٩ ، ١٩٠).

(٣) انظر عن (أحمد بن جبير) في :

معرفة القراء الكبار ١ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ رقم ١٠٢ ، وغاية النهاية ٢ / ٤٢.

(٤) انظر عن (أحمد بن جعفر) في :

الأنساب لابن السمعاني ١١ / ٤٠٢ ، واللباب ٣ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ومعجم البلدان ٥ / ١٥٧.

٣٩

أبو الحسن المعقريّ (١) اليمنيّ.

حدّث في سنة خمس وخمسين عن : إسماعيل بن عبد الكريم ، والنّضر بن محمد الحرثيّ.

وعنه : م. ، والمفضّل الجنديّ ، ومحمد بن أحمد بن زهير الطّوسيّ.

وكان بزّازا بمكة.

١١ ـ أحمد بن الجهم (٢).

أبو عليّ الكوفيّ ، ثمّ الرازيّ.

عن : أبي غسّان النّهديّ ، وأحمد بن المفضّل.

وعنه : عليّ بن الجنيد ، ومحمد بن عليّ بن حمزة العلويّ.

وقال أبو حاتم : صدوق.

قال ابنه عبد الرحمن : أدركته فلم اكتب عنه.

١٢ ـ أحمد بن جواد التّميميّ النّيسابوريّ.

روى عن : القعنبيّ ، ويحيى بن يحيى النّيسابوريّ ، وغيرهما.

روى عنه : مكّي بن عبدان ، وابن الشّرقيّ ، وغيرهما.

توفّي سنة ستّين ومائتين.

١٣ ـ أحمد بن الحارث البغداديّ (٣).

أبو جعفر الخرّاز.

شيخ صدوق حمل عن : أبي الحسن المدائنيّ تصانيفه.

روى عنه : أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة ،

__________________

(١) المعقري بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف. نسبة إلى معقر ، وهي بلدة باليمن.

وقيّده أبو الوليد الفرضيّ في كتاب (مشتبه النسبة) : المعقّري بالميم المضمومة والعين المفتوحة والقاف مشدّدة. وذكر عن أبي الفضل المهري أنه نسب إلى بلد باليمن.

وقال ابن السمعاني : وحديثه في معجم شيوخ أبي بكر بن المقرئ في الجيم.

وهو من شيوخ مسلم بن الحجّاج.

(٢) انظر عن (أحمد بن الجهم) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٤٥ رقم ٢٦.

(٣) انظر عن (أحمد بن الحارث) في :

أخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٤ ، ٦٥ و ٣ / ١٣٨ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٢٢ ، ١٢٣ رقم ١٧٩٣.

٤٠