تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سهمه الهدف إلّا مرّتين ، فكان يصيب الهدف في كلّ ذلك. وكان لا يسبق.

وسمعته يقول : ما أكلت كرّاتا قطّ ولا القنابرى (١).

قلت : ولم ذاك؟

قال : كرهت أن أؤذي من معي من نتنها.

قلت : فكذلك البصل النّيء؟

قال : نعم (٢).

وسمعته يقول : ما أردت أن أتكلّم بكلام فيه ذكر الدّنيا الّا بدأت بحمد الله والثّناء عليه (٣).

وقال له بعض أصحابه : يقولون إنّك تناولت فلانا.

قال : سبحان الله ، ما ذكرت أحدا بسوء ، إلّا أن أقول ساهيا (٤).

قال : وكان لأبي عبد الله غريم قطع عليه مالا كثيرا. فبلغه أنه قدم آمل ونحن عنده بفربر ، فقلنا له : ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالك.

فقال : ليس لنا أن نردعه.

ثمّ بلغ غريمه فخرج إلى خوارزم ، فقلنا : ينبغي أن تقول لأبي سلمة الكسائيّ عامل آمل ليكتب إلى خوارزم في أخذه.

فقال : إن أخذت منهم كتابا طمعوا في كتاب ، ولست أبيع ديني بدنياي.

فجهدنا ، فلم يأخذ حتّى كلّمنا السّلطان عن غير امره ، فكتب إلى والي خوارزم.

فلمّا بلغ أبا عبد الله ذلك وجد وجدا شديدا ، وقال : لا تكونوا أشفق عليّ من نفسي. وكتب كتابا وأردف تلك الكتب بكتب. وكتب إلى بعض أصحابه بخوارزم أن لا يتعرّض لغريمه ، فرجع غريمه ، وقصدنا ناحية مرو ، فاجتمع التّجّار ، وأخبر السّلطان ، فأراد التّشديد على الغريم ، فكره ذلك أبو عبد الله فصالح غريمه على أن يعطيه كلّ سنة عشرة دراهم شيئا يسيرا. وكان المال خمسة وعشرين ألفا. ولم يصل من ذلك إلى درهم ، ولا إلى أكثر منه (٥).

__________________

(١) القنابرى : جمع قنبرة وقنبرة وقبّرة ، وهي عصفورة من فصيلة القبّريّات دائمة التغريد.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٤ ، ٤٤٥.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٥.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٥.

(٥) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٢٢٧ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٦ ، مقدّمة فتح الباري ٤٨٠.

٢٦١

وسمعت أبا عبد الله يقول : ما تولّيت شراء شيء قطّ ولا بيعه.

قلت : فمن يتولّى أمرك في أسفارك؟

قال : كنت أكفى ذلك (١).

وقال لي يوما بفربر : بلغني أنّ نخّاسا قدم بجواري ، فتصير معي؟

قلت : نعم.

فصرنا إليه ، فأخرج جواري حسانا صباحا ، ثمّ أخرج من خلالهنّ جارية خزريّة دميمة ، فمسّ ذقنها وقال : اشتر لنا هذه.

فقلت : هذه دميمة قبيحة لا تصلح. واللّاتي نظرنا إليهنّ يمكن شراءهنّ بثمن هذه.

فقال : اشترها ، فإنّي مسست ذقنها ، ولا أحبّ أن أمسّ جارية ثمّ لا أشتريها. فاشتراها بغلاء خمسمائة درهم على ما قال أهل المعرفة.

ثمّ لم تزل عنده حتّى أخرجها معه إلى نيسابور (٢).

وروى بكر بن منير ، وابن أبي حاتم ، واللّفظ لبكر ، قال : حمل إلى البخاريّ بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد. فاجتمع به بعض التّجّار وطلبوها بربح خمسة آلاف درهم.

فقال : انصرفوا اللّيلة.

فجاءه من الغد تجّار آخرون فطلبوها منه بربح عشرة آلاف درهم ، فقال :

إنّي نويت البارحة بيعها للّذين أتوا البارحة (٣).

وقال محمد بن أبي حاتم : سمعت أبا عبد الله يقول : ما ينبغي للمسلم أن يكون بحالة إذا دعا لم يستجب له.

فقالت له امرأة أخيه بحضرتي : فهل تبيّنت ذلك أيّها الشّيخ من نفسك أو جرّبت؟

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ١١ وفيه زيادة ، وتهذيب الأسماء واللغات ج ١ ق ١ / ٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٦ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٢٢٧.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٧.

(٣) تاريخ بغداد ٢ / ١١ ، ١٢ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٧ ، ٤٤٨ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٢٣٧ ، مقدّمة فتح الباري ٤٨٠.

٢٦٢

قال : نعم ، دعوت ربّي عزوجل مرّتين ، فاستجاب لي ، فلن أدعو بعد ذلك ، فلعلّه ينقص من حسناتي أو يعجّل لي في الدّنيا.

ثمّ قال : ما حاجة المسلم إلى البخل والكذب (١)؟

وسمعته يقول : خرجت إلى آدم بن أبي إياس ، فتخلّفت عنّي نفقتي حتّى جعلت أتناول الحشيش ولا أخبر بذلك أحدا. فلمّا كان اليوم الثّالث أتاني آت لم أعرفه ، فناولني صرّة دنانير ، وقال : أنفق على نفسك (٢).

وسمعت سليم بن مجاهد يقول : ما رأيت بعيني منذ ستّين سنة أفقه ولا أروع ولا أزهد في الدّنيا من محمد بن إسماعيل ، رحمه‌الله (٣).

فصل في صفته وكرمه

قال ابن عديّ : سمعت الحسن بن الحسين يقول : رأيت محمد بن إسماعيل شيخا نحيف الجسم ليس بالطّويل ولا بالقصير.

وقال محمد بن أبي حاتم : دخل أبو عبد الله الحمّام بفربر ، وكنت أنا في مسلخ الحمّام أتعاهد ثيابه. فلمّا خرج ناولته ثيابه فلبسها ، ثمّ ناولته الحفّ ، فقال : مسست شيئا فيه شعر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقلت : في أيّ موضع هو من الخفّ؟

فلم يخبرني ، فتوهّمت أنّه في ساقه بين الظّهارة والبطانة (٤).

وكانت لأبي عبد الله قطعة أرض يكريها كلّ سنة سبعمائة درهم. وكان ذلك المكتري ربّما حمل منها إلى أبي عبد الله قثّاة أو قثّاءتين ، لأنّه كان معجبا بالقثّاء النّضيج ، وكان يؤثره على البطّيخ أحيانا ، فكان يهب للرجل مائة درهم كلّ سنة لحملة القثّاء إليه أحيانا (٥).

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٨.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٨ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٢٢٧ ، مقدّمة فتح الباري ٤٨٠.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٩ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٢٢٧ ، مقدّمة فتح الباري ٤٨٦.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٣.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٩.

٢٦٣

وسمعته يقول : كنت أستغلّ كلّ شهر خمسمائة درهم ، فأنفقت كلّ ذلك في طلب العلم.

فقلت : كم بين مثل من ينفق على هذا الوجه ، وبين من كان خلوا من المال ، فجمع وكسب بالعلم (١)؟

وكنّا بفربر ، وكان أبو عبد الله يبني رباطا ممّا يلي بخارى. فاجتمع بشر كثير يعينونه على ذلك. وكان ينقل اللّبن ، فكنت أقول : إنّك تكفى. فيقول :

هذا الّذي ينفعنا.

ثم أخذنا ننقل الزّنبرات معه ، وكان ذبح لهم بقرة ، فلمّا أدركت القدور دعا النّاس إلى الطّعام ، وكان بها مائة نفس أو أكثر ، ولم يكن علم أنّه اجتمع ما اجتمع. وكنّا أخرجنا معه من فربر خبزا بثلاثة دراهم أو أقلّ ، فألقينا بين أيديهم ، فأكل جميع من حضر ، وفضلت أرغفة صالحة. وكان الخبز إذ ذاك خمسة أمناء (٢) بدرهم (٣).

وقال لي مرة : أحتاج في السّنة إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف درهم.

وكان يتصدّق بالكثير. يناول الفقير من أصحاب الحديث ما بين العشرين إلى الثّلاثين ، وأقلّ وأكثر من غير أن يشعر بذلك أحد. وكان لا يفارقه كيسه.

ورأيته بأول رجلا صرّة فيها ثلاثمائة درهم. وكنت اشتريت منزلا بتسعمائة وعشرين درهما. فقال لي : ينبغي أن تصير إلى نوح الصّيرفيّ وتأخذ منه ألف درهم وتحضرها. ففعلت ، فقال : خذها فأصرفها في ثمن البيت.

فقلت : قد قبلت منك. وشكرته. وأقبلنا على الكتابة.

وكنّا في تصنيف «الجامع». فلمّا كان بعد ساعة ، قلت : عرضت لي حاجة لا أجترئ رفعها إليك.

فظنّ أنّي طمعت في الزّيادة ، فقال : لا تحتشمني وأخبرني بما تحتاج فإنّي أخاف أن أكون مأخوذا بسببك.

قلت له : كيف؟

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٩.

(٢) أمناء : جمع منّ ، وهو وزن أو مكيال.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٠.

٢٦٤

قال : لأنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخى بين أصحابه ، فذكر حديث سعد ، وعبد الرحمن.

فقلت : قد جعلتك في حلّ من كلّ ما تقول ، ووهبتك المال الّذي عرضته عليّ ، عنيت المناصفة ، وذلك أنّه قال : لي جوار وامرأة وأنت عزب ، فالّذي يجب عليّ أن أنا صفك لنستوي في المال وغيره ، وأربح عليك في ذلك.

فقلت له : قد فعلت ، رحمك الله ، أكثر من ذلك ، إذ أنزلتني من نفسك ما لم تنزل أحدا ، وصلت منك محلّ الولد.

ثمّ حفظ عليّ حديثي الأوّل ، وقال : ما حاجتك؟

قلت : تقضيها؟

قال : نعم وأسرّ بذلك.

قلت : هذه الألف تأمر بقبوله وتصرفه في بعض ما تحتاج إليه فقبله ، وذلك أنّه ضمن إجابة قضاء حاجتي.

ثمّ جلسنا بعد ذلك بيومين لتصنيف «الجامع» وكتبنا منه ذلك اليوم شيئا كثيرا إلى الظّهر. ثمّ صلّينا الظّهر ، وأقبلنا على الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئا. فرآني لمّا كان العصر شبه القلق المستوحش ، فتوهّم فيّ ملالا ، وإنّما كان بي الحصر ، غير أنّي لم أقدر على القيام ، فكنت أتلوّى اهتماما بالحصر. فدخل أبو عبد الله المنزل ، وأخرج إليّ ، كاغدة فيها ثلاثمائة درهم ، وقال : أمّا إذ لم تقبل ثمن المنزل فينبغي أن تصرف هذا في بعض حوائجك.

فجهد بي ، فلم أقبل ، ثمّ كان بعد أيّام كتبنا إلى الظّهر أيضا ، فناولني عشرين درهما وقال : اصرفها في شري الحصر. فاشتريت بها ما كنت أعلم أنّه يلائمه ، وبعثت به إليه ، وأتيت فقال : بيّض الله وجهك ليس فيك حيلة. فلا ينبغي أن نعنّي أنفسنا.

فقلت : إنّك قد جمعت خير الدّنيا والآخرة فأيّ رجل يبرّ خادمه بما تبرّني (١)؟

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥١ ، ٤٥٢ وفيه تتمة : «إن كنت لا أعرف هذا ، فلست أعرف أكثر منه».

٢٦٥

قصّته مع الذّهليّ

قال الحسن بن محمد بن جابر : قال لنا محمد بن يحيى الذّهليّ لمّا ورد البخاريّ نيسابور : اذهبوا إلى هذا الرجل الصّالح فاسمعوا منه. فذهب النّاس إليه ، وأقبلوا على السّماع منه حتّى ظهر الخلل في مجلس الذّهليّ ، فحسده بعد ذلك وتكلّم فيه (١).

وقال أبو أحمد بن عديّ : ذكر لي جماعة من المشايخ أنّ محمد بن إسماعيل لمّا ورد نيسابور واجتمعوا عليه ، حسده بعض المشايخ فقال لأصحاب الحديث : إنّ محمد بن إسماعيل يقول : اللّفظ بالقرآن مخلوق ، فامتحنوه.

فلمّا حضر النّاس قام إليه رجل وقال : يا أبا عبد الله ، ما تقول في اللّفظ بالقرآن ، مخلوق هو أم غير مخلوق؟

فأعرض عنه ولم يجبه. فأعاد السّؤال ، فأعرض عنه : ثمّ أعاد ، فالتفت إليه البخاريّ وقال : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأفعال العباد مخلوقة ، والامتحان بدعة.

فشغب الرجل وشغب النّاس ، وتفرّقوا عنه. وقعد البخاريّ في منزله (٢).

قال محمد بن يوسف الفربريّ : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : أمّا أفعال العباد فمخلوقة ، فقد ثنا عليّ بن عبد الله ، نا مروان بن معاوية ، ثنا أبو مالك ، عن ربعيّ ، عن حذيفة قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله يصنع كل صانع وصنعته» (٣).

وسمعت عبيد الله بن سعيد : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما زلت أسمع أصحابنا يقولون : إنّ أفعال العباد مخلوقة (٤).

قال البخاريّ : حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة. فأمّا

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ٣٠ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٣ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٣٠ ، مقدّمة فتح الباري ٤٩١.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٣ ، ٤٥٤ ، مقدّمة فتح الباري ٤٩٤.

(٣) الأسماء والصفات للبيقهي ٣٨٨ ، المستدرك للحاكم ١ / ٣١ ، ٣٢.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٤ ، ٤٥٥ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٢٢٨ ، مقدّمة فتح الباري ٤٩١ ، ٤٩٢.

٢٦٦

القرآن المتلوّ المثبت في [المصاحف ، المسطور] (١) المكتوب الموعى في القلوب ، فهو كلام الله ليس بمخلوق. قال الله تعالى : (هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (٢).

وقال : يقال فلان حسن القراءة ورديء القراءة. ولا يقال : حسن القرآن ، ولا رديء القرآن. وإنّما ينسب إلى العباد القراءة ، لأنّ القرآن كلام الرّبّ ، والقراءة فعل العبد. وليس لأحد أن يشرع في أمر الله بغير علم ، كما زعم بعضهم أنّ القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد. والتّلاوة هي المتلوّ ، والقراءة هي المقرئ.

فقيل له : إنّ القراءة فعل القارئ وعمل التّالي.

فرجع وقال : ظننتهما مصدرين. فقيل له : هلّا أمسكت كما أمسك كثير من أصحابك؟ ولو بعثت إلى من كتب عنك واسترددت ما أثبتّ وضربت عليه.

فزعم أن كيف يمكن هذا؟ وقال : قلت ومضى قولي.

فقيل له : كيف جاز لك أن تقول في الله شيئا لا تقوم به شرحا وبيانا؟ إذ لم تميّز بين التّلاوة والمتلوّ.

فسكت إذ لم يكن عنده جواب.

وقال أبو حامد الأعمش : رأيت البخاريّ في جنازة سعيد بن مروان ، والذّهليّ يسأله عن الأسماء والكنى والعلل ، ويمرّ فيه البخاريّ مثل السّهم ، فما أتى على هذا شهر حتّى قال الذّهليّ : ألا من يختلف إلى مجلسه فلا يأتنا. فإنّهم كتبوا إلينا من بغداد أنّه تكلّم في اللّفظ ، ونهيناه فلم ينته فلا تقربوه.

فأقام البخاريّ مدّة وخرج إلى بخارى (٣).

قال أبو حامد بن الشّرقي : سمعت محمد بن يحيى الذّهليّ يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرّف. فمن لزم هذا استغنى عن اللّفظ. ومن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر وبانت منه امرأته.

__________________

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من : تاريخ بغداد.

(٢) سورة العنكبوت ، الآية ٤٩.

(٣) تاريخ بغداد ، تهذيب الأسماء واللغات ج ١ ق ١ / ٦٩ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٥ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٢٢٩.

٢٦٧

يستتاب ، فإن تاب وإلّا قتل ، وجعل ماله فيئا.

ومن وقف فقد ضاهى الكفر. ومن زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلّم. ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتّهموه ، فإنّه لا يحضر مجلسه إلّا من كان على مذهبه (١).

وقال الفربريّ : سمعت البخاريّ يقول : إنّي لأستجهل من لا يكفّر الجهميّة (٢).

قال الحاكم : ثنا طاهر بن محمد الورّاق : سمعت محمد بن شاذل يقول : دخلت على البخاريّ فقلت : أيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بن يحيى كلّ من يختلف إليك يطرد.

فقال : وكم يعتري محمد بن يحيى الحسد في العلم ، والعلم رزق الله يعطيه من يشاء.

فقلت : هذه المسألة الّتي تحكي عنك؟

قال : يا بنيّ ، هذه مسألة مشئومة. رأيت أحمد بن حنبل وما ناله في هذه المسألة ، وجعلت على نفسي أن لا أتكلّم فيها (٣). عنى مسألة اللّفظ.

وقال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفّاف : كنّا يوما عند أبي إسحاق القيسيّ ومعنا محمد بن نصر المروزيّ ، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل ، فقال محمد بن نصر : سمعته يقول : من زعم أنّي قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب فإنّي لم أقله.

فقلت له : يا أبا عبد الله قد خاص النّاس في هذا وأكثروا فيه.

فقال : ليس إلّا ما أقول.

قال أبو عمرو الخفّاف : فأتيت البخاريّ فناظرته في شيء من الأحاديث حتّى طابت نفسه ، فقلت : يا أبا عبد الله هاهنا أحد يحكي عنك أنّك قلت هذه المقالة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ٣١ ، ٣٢ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٥ ، ٤٥٦.

(٢) خلق أفعال العباد ٧١ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٦.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٦ ، ٤٥٧.

٢٦٨

فقال : يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك : من زعم من أهل نيسابور ، وقومس ، والرّيّ ، وهمدان ، وبغداد ، والكوفة ، والبصرة ، ومكّة ، والمدينة ، أنّي قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب ، فإنّي لم أقله. إلّا أنّي قلت : أفعال العباد مخلوقة (١).

وقال حاتم بن أحمد الكنديّ : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : لمّا قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت واليا ولا عالما فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به. استقبلوه مرحلتين وثلاثة. فقال محمد بن يحيى : من أراد أن يستقبل محمد بن إسماعيل غدا فليستقبله. فاستقبله محمد بن يحيى وعامّة العلماء ، فقال لنا الذّهليّ : لا تسألوه عن شيء من الكلام ، فإنّه إن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه ، ثمّ شمت بنا كلّ حروريّ ، وكلّ رافضيّ وكلّ جهميّ ، وكلّ مرجئ بخراسان.

قال : فازدحم النّاس على محمد بن إسماعيل حتّى امتلاء السّطح والدّار فلمّا كان اليوم الثّاني أو الثّالث قام إليه رجل ، فسأله عن اللّفظ بالقرآن ، فقال : أفعالنا مخلوقة ، وألفاظنا من أفعالنا. فوقع بينهم اختلاف ، فقال بعض النّاس : قال لفظي بالقرآن مخلوق. وقال بعضهم : لم يقل. حتّى تواثبوا ، فاجتمع أهل الدّار وأخرجوهم (٢). وكان قد نزل في دار البخاريّين.

وقال أحمد بن سلمة : دخلت على البخاريّ فقلت : يا أبا عبد الله ، هذا رجل مقبول ، خصوصا في هذه المدينة ، وقد لجّ في هذا الحديث حتّى لا يقدر أحد منّا أن يكلمه ، فما ترى؟

فقبض على لحيته ثمّ قال : فأفوّض أمري إلى الله ، إنّ الله بصير بالعباد.

اللهمّ إنّك تعلم أنّي لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا ولا طلبا للرّئاسة.

وإنّما أبت عليّ نفسي في الرّجوع إلى وطني لغلبة المخالفين. وقد قصدني هذا الرّجل حسدا لما آتاني الله لا غير. يا أحمد إنّي خارج غدا ليتخلّصوا من [حديثه لأجلي] (٣).

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ٣٢ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٧ ، ٤٥٨ ، طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٢٣٠ ، مقدّمة فتح الباري ٤٩٢.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٨.

(٣) بياض في الأصل ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٩ وفيه : «لتتخلصوا» ، ومقدمة

٢٦٩

قال : فأخبرت أصحابنا ، فو الله ما شيّعه غيري. كنت معه حين خرج من البلد. وأقام بباب البلد ثلاثة أيّام لإصلاح أمره (١).

وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم : لمّا استوطن البخاريّ نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه ، فلمّا وقع بين الذّهليّ وبين البخاريّ ما وقع ونادى عليه ومنع الناس عنه انقطع أكثرهم غير مسلم.

فقال الذّهليّ يوما : ألا من قال باللّفظ لا يحلّ له أن يحضر مجلسنا. فأخذ مسلم الرّداء فوق عمامته وقام على رءوس النّاس. وبعث إلى الذّهليّ بما كتب عنه على ظهر حمّال (٢). وتبعه في القيام أحمد بن سلمة.

قال محمد بن أبي حاتم : أتى رجل أبا عبد الله ، فقال : إنّ فلانا يكفّرك فقال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا قال الرجل لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما» (٣).

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» (٤) : قدم محمد بن إسماعيل الرّيّ سنة خمسين ومائتين ، وسمع منه : أبي ، وأبو زرعة ، وتركا حديثه عند ما كتب إليهما محمد بن يحيى أنّه أظهر عندهم أنّ لفظه بالقرآن مخلوق.

وقال أحمد بن منصور الشّيرازيّ الحافظ : سمعت بعض أصحابنا يقول : لمّا قدم البخاريّ بخارى نصب له القباب على فرسخ من البلد ، واستقبله عامّة أهل البلد ونثر عليه الدّنانير والدّراهم والسّكّر الكثير ، فبقي أياما ، فكتب محمد بن يحيى الذّهليّ إلى أمير بخارى خالد بن أحمد الذّهليّ : إنّ هذا الرجل قد أظهر خلاف السّنّة. فقرأ كتابه على أهل بخارى ، فقالوا : لا نفارقه. فأمره الأمير بالخروج من البلد ، فخرج (٥).

قال أحمد بن منصور : فحدّثني بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل

__________________

= فتح الباري ٤٩٢ وفيه : «لتخلصوا».

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٩.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٩ ، ٤٦٠ وفيه «جمّال» ، مقدّمة فتح الباري ٤٦٠.

(٣) أخرجه البخاري ١٠ ، ٤٢٨ ، ومسلم (٦٠) ، والترمذي (٣٦٣٧) ، وأبو داود (٤٦٨٧) ، وأحمد في المسند ٢ / ١٨ و ٤٤ و ٤٧ و ٦٠ و ١١٢ من طرق مختلفة.

(٤) ج ٧ / ١٩١ رقم ١٠٨٦.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٣ ، مقدّمة فتح الباري ٤٩٤.

٢٧٠

النّسفيّ قال : رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الّذي أخرج فيه من بخارى ، فقلت : يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك؟ فقال : لا أبالي إذا سلم ديني.

فخرج إلى بيكند ، فسار النّاس معه حزبين : حزب له وحزب عليه ، إلى أن كتب إليه أهل سمرقند ، فسألوه أن يقدم عليهم ، فقدم إلى أن وصل بعض قرى سمرقند ، فوقع بين أهل سمرقند فتنة بسببه. قوم يريدون إدخاله البلد ، وقوم يأبون ، إلى أن اتّفقوا على دخوله. فاتّصل به ما وقع بينهم ، فخرج يريد أن يركب ، فلمّا استوى على دابّته قال : اللهمّ جز لي ، ثلاثا ، فسقط ميتا. وحضره أهل سمرقند بأجمعهم (١).

هذه حكاية منقطعة شاذّة.

وقال بكر بن منير بن خليد البخاريّ : بعث الأمير خالد بن أحمد الذّهليّ متولّي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إليّ كتاب «الجامع» ، «والتّاريخ» ، وغير هما لأسمع منك.

فقال لرسوله : أنا لا أذلّ العلم ، ولا أحمله إلى أبواب النّاس ، فإن كانت له إلى شيء منه حاجة فليحضر في مسجدي أو في داري. فإن لم يعجبه هذا فإنّه سلطان ، فليمنعني من الجلوس ليكون لي عند الله يوم القيامة ، لأنّي لا أكتم العلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما (٢).

وقال أبو بكر بن أبي عمرو البخاريّ : كان سبب منافرة البخاريّ أنّ خالد بن أحمد خليفة الظّاهريّة ببخارى سأله أن يحضر منزله فيقرأ «الجامع» ، «والتّاريخ» على أولاده ، فامتنع ، فراسله بأن يعقد مجلسا خاصّا لهم ، فامتنع ، وقال : لا أخصّ أحدا.

فاستعان عليه بحريث بن أبي الورقاء وغيره ، حتّى تكلّموا في مذهبه ونفاه من البلد ، فدعا عليهم. فلم يأت إلّا شهر حتّى ورد أمر الظّاهريّة بأن ينادى على خالد في البلد. فنودي عليه على أتان. وأمّا حريث فابتلي بأهله ، ورأى فيها ما

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٣ ، ٤٦٤.

(٢) تاريخ بغداد ٢ / ٣٣ ، تهذيب الكمال ٣ / ١١٧٢ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٤ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، مقدّمة فتح الباري ٤٩٤.

٢٧١

يجلّ عن الوصف ، وأمّا فلان فابتلي بأولاده (١).

رواها الحاكم عن محمد بن العبّاس الضّبّيّ عن أبي بكر هذا.

قلت : كان حريث من كبار فقهاء الرأي ببخارى.

قال محمد بن واصل البيكنديّ : منّ الله علينا بخروج أبي عبد الله ومقامه عندنا حتّى سمعنا منه هذه الكتب ، وإلّا من كان يصل إليه؟ وبمقامه في فربر وبيكند بقيت هذه الأمالي وتخرّج النّاس به (٢).

قال ابن عديّ : سمعت عبد القدّوس بن عبد الجبّار يقول : جاء البخاريّ إلى قرية خرتنك على فرسخين من سمرقند ، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم ، فسمعته ليلة يدعو وقد فرغ من صلاة اللّيل : اللهمّ قد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت ، فاقبضني إليك. فما تمّ الشّهر حتّى مات ، وقبره بخرتنك.

وقال محمد بن أبي حاتم : سمعت غالب بن جبريل ، وهو الّذي نزل عليه أبو عبد الله ، يقول : أقام أبو عبد الله عندنا أيّاما فمرض ، واشتدّ به المرض حتّى وجّه رسولا إلى سمرقند في إخراج محمد. فلمّا وافى تهيّأ للركوب ، فلبس خفّيه وتعمّم ، فلمّا مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ، ورجل آخر معي يقود الدّابّة ليركبها ، فقال رحمه‌الله : أرسلوني فقد ضعفت. ودعا (٣) بدعوات ، ثمّ اضطجع ، فقضى رحمه‌الله ، فسال منه من العرق شيء لا يوصف. فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن : كفّنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة. ففعلنا ذلك. فلمّا دفنّاه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك ، فدام ذلك أيّاما. ثمّ علت سواريّ بيض في السّماء مستطيلة بحذاء قبره ، فجعل النّاس يختلفون ويتعجّبون. وأمّا التّراب فإنّهم كانوا يرفعون عن القبر ، ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحرّاس (٤) ، وغلبنا على أنفسنا ، فنصبنا على القبر خشبا مشبّكا

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ٣٣ ، ٣٤ ، تهذيب الكمال ٣ / ١١٧٢ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٥ ، طبقات الشافعية الكبرى للسيوطي ٢ / ٢٣٣ ، مقدّمة فتح الباري ٤٩٤.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٥ ، ٤٦٦ وفيه : «بقيت هذه الآثار فيها».

(٣) في الأصل : «دعي» ، وهو غلط.

(٤) الوافي بالوفيات ٢ / ٢٠٨.

٢٧٢

لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر.

وأمّا ريح الطّيب فإنّه تداوم أيّاما كثيرة ، حتّى تحدّث أهل البلدة وتعجّبوا من ذلك. وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته. وخرج بعض مخالفيه إلى قبره ، وأظهروا التّوبة والنّدامة (١).

قال محمد : ولم يعش غالب بعده إلّا القليل ودفن إلى جانبه (٢).

وقال خلف الخيّام : سمعت مهيب بن سليم يقول : مات عندنا أبو عبد الله ليلة الفطر سنة ستّ وخمسين. وكان في بيت وحده. فوجدناه لمّا أصبح وهو ميّت (٣).

وقال محمد بن أبي حاتم : سمعت أبا ذرّ يقول : رأيت في المنام محمد بن حاتم الخلقانيّ ، فسألته ، وأنا أعرف أنّه ميّت ، عن شيخي : هل رأيته؟ قال : نعم.

ثمّ سألته عن محمد بن إسماعيل البخاريّ فقال : رأيته. وأشار إلى السّماء إشارة كاد أن يسقط منها لعلوّ ما يشير (٤).

وقال أبو عليّ الغسّانيّ الحافظ : ثنا أبو الفتح نصر بن الحسن التنكتيّ السّمرقندي : قدم علينا بلنسية عام أربعة وستّين وأربعمائة قال : قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام ، فاستسقى النّاس مرارا ، فلم يسقوا ، فأتى رجل صالح معروف بالصّلاح إلى قاضي سمرقند فقال له : إنّي قد رأيت رأيا أعرضه عليك.

قال : وما هو؟

قال : أرى أن تخرج وتخرج النّاس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاريّ ونستسقي عنده ، فعسى الله أن يسقينا.

فقال القاضي : نعم ما رأيت.

فخرج القاضي والنّاس معه ، واستسقى القاضي بالنّاس وبكى النّاس عند

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٦ ، ٤٦٧ ، طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٢٣٣ ، ٢٣٤ ، مقدّمة فتح الباري ٤٩٤.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٧.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٨ ، وقد ورّخ ابن حبّان وفاته في «الثقات» ٩ / ١١٣.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٨ ، الوافي بالوفيات ٢ / ٢٠٨.

٢٧٣

القبر وتشفّعوا بصاحبه ، فأرسل الله تعالى السّماء بماء عظيم غزير ، أقام النّاس من أجله سبعة أيّام أو نحوها ، لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته. وبين سمرقند وخرتنك نحو ثلاثة أميال (١).

ومناقب أبي عبد الله رضي الله عن كثيرة ، وقد أفردتها في مصنّف وفيها زيادات كثيرة هناك ، والله أعلم.

٤٠٢ ـ محمد بن إسماعيل بن البختريّ (٢) ـ ت. ق. ـ

أبو عبد الله الحسّانيّ الواسطيّ الضّرير.

عن : أبي معاوية ، ووكيع ، ومحمد بن الحسن الواسطيّ ، وعبد الله بن نمير ، وجماعة.

وعنه : ت. ق. ، وبقيّ بن مخلد ، وأبو القاسم البغويّ ، وابن صاعد ، ومحمد بن مخلد ، والمحامليّ ، وآخرون.

قال محمد بن محمد الباغنديّ : كان خيّرا ، مرضيّا ، صدوقا.

وقال الدار الدّارقطنيّ : ثقة (٣).

توفّي سنة ثمان وخمسين.

٤٠٣ ـ محمد بن إسماعيل بن سمرة (٤) ـ ت. ن. ق. ـ

أبو جعفر الأحمسيّ الكوفيّ السّرّاج.

عن : أسباط بن محمد ، ومحمد بن فضيل ، وأبي معاوية ، ووكيع ، وابن عيينة ، وطبقتهم.

وعنه : ت. ن. ق. ، وحاجب بن أركين ، وعمر البجيريّ ، وابن خزيمة ،

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٩ ، طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٢٣٤.

(٢) انظر عن (محمد بن إسماعيل بن البختري) في :

أخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٩٩ ، ٢٢٦ ، وتاريخ واسط لبحشل ٢٤٩ ، وتاريخ بغداد ٢ / ٣٦ ، ٣٧ رقم ٤٢٦ ، والمنتظم ٥ / ١٤ رقم ٢٤ ، والمعجم المشتمل ٢٢٦ ، ٢٢٧ رقم ٧٦٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٧٤ ، والكاشف ٣ / ١٩ رقم ٤٧٩٢ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٥٦ ، ٥٧ (دون ترقيم) ، وتقريب التهذيب ١٤٤ رقم ٤٥ ، وخلاصة التذهيب ٣٢٧.

(٣) تاريخ بغداد ٢ / ٣٧.

(٤) انظر عن (محمد بن إسماعيل) في :

تاريخ جرجان للسهمي ٣٢٣ ، ٥٣٤ ، والمعجم المشتمل ٢٢٧ رقم ٧٦٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ، والكاشف ٢ / ١٩ رقم ٤٧٩٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٥٨ ، ٥٩ رقم ٥٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤٥ رقم ٤٨ ، وخلاصة التذهيب ٣٢٧.

٢٧٤

وعبد الرحمن بن أبي حاتم ، وآخرون.

قال النّسائيّ : ثقة (١).

وقال ابن عساكر (٢) : مات في جمادى الأولى سنة ستّين.

ويقال : سنة ثمان وخمسين.

٤٠٤ ـ محمد بن الأشعث السّجستانيّ.

أخو الإمام أبي داود.

كان أسنّ من أبي داود ، وأقدم سماعا.

روى عن : أبي نعيم ، ومسلم بن إبراهيم ، وطبقتهما.

روى عنه : أبو بكر بن أبي داود.

٤٠٥ ـ محمد بن بزيع النّيسابوريّ.

عن : إسحاق الأزرق ، وشبابة.

وعنه : محمد بن شادل ، ومكيّ بن عبدان ، وجماعة.

توفّي في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين ومائتين.

٤٠٦ ـ محمد بن بشّار بن داود بن كيسان الحائك الحافظ (٣) ـ ع. ـ

__________________

(١) المعجم المشتمل. وفي موضع آخر قال : لا بأس به.

(٢) في المعجم المشتمل.

(٣) انظر عن (محمد بن بشار) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٤٩ ، والتاريخ الصغير ، له ٢ / ٣٩٦ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٠١ رقم ١٤٣٥ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١١١ ، والجرح والتعديل ٧ / ٢١٤ ، وصحيح ابن خزيمة ١ / ٤ رقم ٢ و ٢٤٣ و ٢٥٤ و ٣٠١ و ٣٠٧ ، وتاريخ الطبري انظر فهرس الأعلام ١٠ / ٣٩٣ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٦٤٠ رقم ١٠١٦ ، ورجال صحيح مسلم ١٦٧ ، ١٦٨ رقم ٤١٣ ، وتاريخ بغداد ٢ / ١٠١ ـ ١٠٥ رقم ٤٩٧ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٦٦ ، ٩٨ ، ١٣٧ ، ١٣٩ ، ١٨٤ ، ٢٩٩ ، ٣٣١ ، ٤٠٧ ، ٤٨٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٣٥ رقم ١٦٦٧ ، والمعجم المشتمل ٢٢٨ ، ٢٢٩ رقم ٧٧٢ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٧٧ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١٤٤ ـ ١٤٩ رقم ٥٢ ، والعبر ٢ / ٣ ، ٤ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٩٠ ، ٤٩١ رقم ٧٢٦٩ ، والكاشف ٣ / ٢١ رقم ٤٨١٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٤ ، ودول الإسلام ١ / ١٥٢ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٣١ ، والبداية والنهاية ١١ / ١١ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٨٠ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٩ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٧٠ ـ ٧٣ رقم ٨٧ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤٧ رقم ٧١ ، ومقدّمة فتح الباري ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، وطبقات الحفاظ ٢٢٢ ، وخلاصة التذهيب ٣٢٨ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٢٦ ، والأعلام ٦ / ٢٧٧ ، وتاريخ التراث العربيّ

٢٧٥

أبو بكر العبديّ البصريّ ، بندار (١).

والبندار في الاصطلاح هو الحافظ.

وكان بندار عارفا متقنا بصيرا بحديث البصرة ، لم يرحل برّا بأمّه ، واقتنع بحديث بلده.

سمع : معتمر بن سليمان ، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ ، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وعمر بن عليّ بن مقدّم ، ومحمد بن جعفر غندر ، ومحمد بن أبي عديّ ، ويحيى القطّان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأبا عاصم ، ووكيعا ، ويزيد بن هارون.

وكأنّه رحل بأخرة.

وعنه : ع. ، وابن أبي الدنيا ، وأبو زرعة ، والبغويّ ، وابن خزيمة ، وأبو العبّاس السّرّاج ، وزكريّا السّاجيّ ، وابن صاعد ، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ ، وأبو بكر بن أبي داود ، وخلق.

قال الأرغيانيّ : سمعته يقول : كتب عنّي خمسة قرون ، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة ، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرّطب وحدّثتهم (٢).

وقال أبو حاتم : صدوق (٣).

وقال العجليّ (٤) : ثقة ، كثير الحديث ، حائك.

وقال عبد الله بن محمد بن يونس السّمنانيّ : كان أهل البصرة يقدّمون أبا موسى على بندار ، وكان الغرباء يقدّمون بندارا.

وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزيّ : سمعت بندارا يقول : أردت الخروج ، فمنعتني أمّي فأطعتها. فبورك لي فيه (٥) ، يعني الحديث.

وقال ابن خزيمة : سمعت بندارا يقول : اختلفت إلى يحيى بن سعيد ذكر كثر من عشرين سنة (٦).

__________________

(١) / ١٧١ رقم ٦٣.

(١) ذكر ابن حبّان : وإنما قيل له بندار لأنه جمع حديث أهل بلده. (الثقات ٩ / ١١١).

(٢) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٢.

(٣) الجرح والتعديل ٧ / ٢١٤.

(٤) في تاريخ الثقات ، رقم ١٤٣٥.

(٥) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٢.

(٦) تاريخ بغداد ٢ / ١٠١.

٢٧٦

وقال أبو داود : كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث ، وكتبت عن أبي موسى شيئا ، وهو أثبت من بندار ، ولو لا سلامة في بندار ترك حديثه (١).

وقال إسحاق بن إبراهيم القزّاز : كنّا عند بندار ، فقال في حديث عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رجل يمزح بأعيذك بالله ما أفصحك.

فقال : كنّا إذا خرجنا من عند روح ودخلنا على أبي عبيدة فقال : بان عليك ذلك (٢).

وقال ابن خزيمة : سمعت بندارا يقول : ما جلست مجلسي هذا حتّى حفظت جميع ما خرّجته (٣).

وقال ابن خزيمة مرّة : ثنا الإمام محمد بن بشّار بندار (٤).

وقال في كتاب «التّوحيد» : ثنا إمام أهل زمانه في العلم والأخبار محمد بن بشّار بندار : ثنا معاذ بن هشام : حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق قال : قلت لأبي ذرّ : لو رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سألته هل رأيت ربّك؟

فقال أبو ذرّ : قد سألته فقال : رأيت نورا.

وقال عبد الله بن أحمد الدّورقيّ : كنّا عند ابن معين وجرى ذكر بندار ، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه (٥).

وقال محمد بن المسيّب : لمّا مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى الزّمن فقال : يا أبا موسى البشرى مات بندار.

قال : جئت تبشّرني بموته؟ عليّ ثلاثون حجّة إنّ حدّثت أبدا بحديث.

فبقي بعده تسعين يوما ، ومات ولم يحدّث بحديث (٦).

وقال بندار : ولدت في السّنة التي مات فيها حمّاد بن سلمة.

وقال ابن حبّان (٧) : ولد هو وأبو موسى في سنة واحدة ، ومات في رجب

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٢.

(٢) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٣.

(٣) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٤.

(٤) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٤.

(٥) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٣.

(٦) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٤.

(٧) قول ابن حبّان في ترجمة «محمد بن المثنّى» المعروف بأبي موسى الزمن (٩ / ١١١) وذكره =

٢٧٧

سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

وقال ابن سيّار الفرهيانيّ : سمعت عمرو بن عليّ الفلّاس يحلف أن بندار يكذب فيما روى عن يحيى القطّان.

قال الفرهيانيّ : بندار ثقة. وكان أبو موسى أرجح منه لأنّه كان لا يقرأ إلّا من كتابه ، وكان بندار من كلّ كتاب يقرأ (١).

٤٠٧ ـ محمد بن بكر بن مدّكر.

أبو جعفر الضّرير ، أحد الحفّاظ.

نزل بخارى ، وحدّث عن : حسين الجعفيّ ، وأبي أسامة ، وجماعة.

وكان موصوفا بالمعرفة والصّلاح والدّيانة.

توفّي سنة ثمان وخمسين.

روى عنه البخاريّون ، منهم : إسحاق بن أحمد بن خلف.

٤٠٨ ـ محمد بن بور بن هانئ القرشيّ المروزيّ (٢).

نزيل بخارى.

عن : عبدان بن عثمان ، وخلّاد بن يحيى ، وعبيد الله بن موسى ، ويحيى بن نصر بن حاجب ، وطائفة.

وعنه : سهل بن شاذويه ، وإبراهيم بن محمد الأسديّ ، وإبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد المروزيّ ، وآخرون.

وبعضهم قال : «فور» ، والأصحّ أنّها بين الباء والفاء.

توفّي سنة سبع وخمسين.

قال ابن ماكولا : يضعّف في الحديث ، ويروي المناكير.

٤٠٩ ـ محمد بن تميم العنبريّ (٣).

__________________

= بعد ترجمة «محمد بن بشار» مباشرة.

(١) تاريخ بغداد ٢ / ١٠٤.

وقد وثّقه النسائي ، وقال : صالح. وفي موضع آخر قال : لا بأس به. (المعجم المشتمل).

وقال ابن حبّان : «كان ممن يحفظ حديثه ويقرؤه من حفظه». (الثقات ٩ / ١١١).

(٢) انظر عن (محمد بن بور) في :

الإكمال لابن ماكولا ١ / ٥٧٠ ، والمشتبه في أسماء الرجال ١ / ١٢٤.

(٣) انظر عن (محمد بن تميم) في :

٢٧٨

حدّث بالقيروان عن : ابن وهب ، وأنس بن عياض ، وطال عمره.

توفّي سنة ستّين.

وأمّا ابن يونس فقال : توفّي سنة تسع وخمسين بقفصة.

٤١٠ ـ محمد بن ثواب بن سعيد الهيّاري (١) ـ ق. ـ

أبو عبد الله الكوفيّ.

عن : عبد الله بن نمير ، ويونس بن بكير ، وأبي أسامة ، وطائفة.

وعنه : ق. ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، وأبو نعيم عبد الملك بن عديّ ، وأبو عوانة ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ، ومحمد بن نوح الجنديسابوريّ ، وآخرون.

وكان ثقة (٢).

قال مطيّن : توفّي سنة ستّين أيضا.

٤١١ ـ محمد بن جابر بن بجير بن عقبة (٣) ـ ق. ـ

أبو بجير المحاربيّ الكوفيّ.

عن : عبد الرحمن المحاربيّ ، ووكيع ، وابن نمير ، وأبي أسامة.

وعنه : ق. ، وابن خزيمة ، وابن صاعد ، وأبو بكر بن [أبي] (٤) داود ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال (٥) : صدوق.

قال مطيّن : مات في ربيع الآخر سنة ستّ وخمسين ومائتين.

__________________

= المنتظم لابن الجوزي ٥ / ٢١ رقم ٤٣.

(١) انظر عن (محمد بن ثواب) في :

الجرح والتعديل ٧ / ٢١٨ رقم ١٢١١ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٢٣ وفيه «معبد» بدل «سعيد» ، وتاريخ جرجان للسهمي ٥٠٦ ، والمعجم المشتمل ٢٣٠ رقم ٧٧٧ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٨١ ، والكاشف ٣ / ٢٤ رقم ٤٨٣١ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٨٦ ، ٨٧ رقم ١١٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤٩ رقم ٩٣ ، وخلاصة التذهيب.

(٢) قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.

(٣) انظر عن (محمد بن جابر) في :

الجرح والتعديل ٧ / ٢٢٠ رقم ١٢١٧ ، والمعجم المشتمل ٢٣١ رقم ٧٧٨ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٨١ ، والكاشف ٣ / ٢٤ رقم ٤٨٣٣ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٨٨ رقم ١١٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤٩ رقم ٩٥ ، وخلاصة التذهيب ٣٣٠.

(٤) زيادة على الأصل من مصادر الترجمة.

(٥) وزاد : كتبت عنه مع أبي بالكوفة. (بالجرح والتعديل).

٢٧٩

٤١٢ ـ محمد بن أبي الثّلج عبد الله بن إسماعيل الرّازيّ (١) ـ خ. ت. ـ

ثمّ البغداديّ.

عن : عبد الصّمد بن عبد الوارث ، وأبي الخضر هاشم ، وروح بن عبادة ، ويزيد بن هارون ، وطبقتهم.

وعنه : خ. ت. ، وأبو بكر بن أبي داود ، وأبو قريش محمد بن جمعة ، وابن خزيمة ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ، وآخرون.

قال ابن أبي حاتم (٢) : كتبت عنه في سنة أربع وخمسين مع أبي ، وهو صدوق.

وقال ابن قانع : توفّي سنة سبع وخمسين ومائتين.

٤١٣ ـ محمد المعتزّ بالله (٣).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أبي الثلج) في :

الجرح والتعديل ٧ / ٢٩٤ رقم ١٥٩٦ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٣٥ ، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي ١٣٦ رقم ٨٩ ، وتاريخ بغداد ٥ / ٤٢٥ رقم ٢٩٣٧ ، والمعجم المشتمل ٢٤٧ رقم ٨٥٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٢١٧ ، والكاشف ٣ / ٥١ ، ٥٢ رقم ٥٠١٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ رقم ٤٠٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٧٤ ، ١٧٥ رقم ٣٥٦ ، وخلاصة التذهيب ٣٤٣.

(٢) في الجرح والتعديل.

(٣) انظر عن (المعتز الخليفة) :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٧ ، ٤٩٣ ، ٥٠٠ ـ ٥٠٤ ، وتاريخ الطبري ٩ / ١٧٠ ، ١٧٦ ـ ١٨١ ، ٢١٧ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٢٢٦ ، ٢٢٩ ، ٢٣٥ ـ ٢٣٧ ، ٢٤٤ ـ ٢٥٠ ، ٢٨٢ ، ٢٨٤ ـ ٢٧٨ ، ٣٩٢ ، ٣٩٥ ، ٣٩٦ ، ٤٠٠ ، ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، ٤٣٩ ، وثمار القلوب ٨٦ ، ١٥٥ ، ١٦٦ ، ١٨٨ ، ٣٧٥ ، ٥١٣ ، ٥١٦ ، ومروج الذهب ٣٠٦٥ ـ ٣١٠٩ وانظر فهرس الأعلام (٧ / ٦٩٠) ، والتنبيه والإشراف ٣١٦ ، ٣١٧ ، والولاة والقضاة ٢٠٥ ، ٢٠٨ ، ٢١٢ ، وولاة مصر ٢٣١ ، ٢٣٤ ، ٢٣٧ ، ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، وفتوح البلدان ٣٩٦ ، ٣٩٨ ، والعقد الفريد ٤ / ١٦٦ و ٥ / ١٢٣ ، ١٢٤ ، ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، والأغاني ١٨ / ٣٢٩ و ٢٣ / ٨٠ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٢٣ ، والديارات للشابشتي (انظر فهرس الأعلام ـ ص ٤٥٠) ، والهفوات النادرة للصابي ٢٠ ، ١٩٤ ، ٢٦٦ ، ٢٧٣ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١١٧ ، ١١٨ ، ١٢١ ، ١٢٦ ، ١٢٨ ، ١٣٠ ، ١٣١ ، ١٣٣ ، ١٣٦ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٤٣٩ ، ٤٤٠ ، وبدائع البدائه ٦٨ ، ١٢٩ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٤٨ ـ ٥٤ ، ١٤١ ـ ١٥٢ ، ١٥٦ ـ ١٥٩ ، ١٦٥ ـ ١٦٨ ، ١٩٥ ـ ١٩٩ ، وانظر فهرس الأعلام (١٣ / ٣٥٠) ، ومختصر تاريخ الدول ١٤٢ ، ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٦٤ ، وتاريخ الزمان ٣٧ ، ٤٠ ـ ٤٢ ، والفخري ٢٤٢ ـ ٢٤٥ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٣٠ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٤٧ ـ ١٦١ ، والمعارف ٤ ، ٣٩٤ ، وتجارب الأمم =

٢٨٠