الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٧

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٧

المؤلف:

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

١٠٣٠١ ـ أبو عمرو الشيبانيّ (١).

ذكره الحارث بن أبي أسامة في مسندة ، وأخرج من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني ، عن سعيد بن مسروق ، عن أبي عمرو الشيبانيّ ، قال : كنا جلوسا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر ، فأصاب بعضهم فرخ عصفور ، فجعل العصفور يقع على رحالهم ، فأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يردّوا عليه فرخه. ثم قال : «إنّ الله أرحم بعباده من هذا العصفور بفرخه».

قلت ، إن كان هذا محفوظا فهو غير سعد بن إياس التابعي المشهور ، فإنه لم يلق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأظن أنّ صحابي هذا الحديث سقط ، وشيخ الحارث فيه ضعف.

١٠٣٠٢ ـ أبو عمرو النخعي (٢) : أحد من وفد على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من النخع.

ذكره أبو محمّد بن قتيبة في غريب الحديث ، وذكر له رؤيا ، واستدركه ابن الأثير عن الغساني ، وهذا هو زرارة بن قيس والد عمرو بن زرارة. وقد تقدم ذكره وحديثه في الأسماء.

١٠٣٠٣ ـ أبو عمرو : غير منسوب (٣).

ذكره الطّبرانيّ وابن مندة ، وأخرج الطّبرانيّ من طريق ابن وهب ، عن عمرو بن صهبان ، عن زامل بن عمرو ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى العبد يوم الفطر ، وعن يمينه أبي بن كعب ، فذكر حديثا ، وفيه : «أيها الناس ، لا تحتكروا ولا تناجشوا ...» (٤) إلخ.

وأخرجه ابن مندة من طريق خالد بن نزار ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن زامل بنحوه.

١٠٣٠٤ ـ أبو عمرة الأنصاري (٥) : قيل اسمه بشر ، وقيل بشير ـ قال الأول أبو

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٦ / ١٠٤ ، طبقات خليفة ١٥٦ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٩١ ، التاريخ الكبير ٤ / ٤٧ تاريخ الثقات للعجلي ١٧٨ ، المعارف ٤٢٦ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٥٤١. المعرفة والتاريخ ٣ / ٨٣ ، الكنى والأسماء ٢ / ٤٣ ، الجرح والتعديل ٤ / ٧٨ ، مشاهير علماء الأمصار ، ١٠٠ ، تحفة الأشراف ١٣ / ٢٠٠ ، تهذيب الكمال ١ / ٤٧٠ ، العبر ١ / ١١٦ ، الكاشف ١ / ٢٧٧ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ١٨٢ ، غاية النهاية ١٣٢٧ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٥٣٧ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٤٦٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٨٦ ، النجوم الزاهرة ١ / ٢٠٨ ، طبقات الحفاظ ٢٦ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٣٤ ، شذرات الذهب ١ / ١١٣.

(٢) أسد الغابة ت ٦١٣٤.

(٣) أسد الغابة ت ٦١٣٥.

(٤) أخرجه ابن عساكر في التاريخ ٥ / ٣٤٩.

(٥) أسد الغابة ت ٦١٣٦ ، الاستيعاب ت ٣١٤٧.

الإصابة/ج٧/م١٦

٢٤١

مسعود ، والثاني حفيده يحيى بن ثعلبة بن عبد الله بن أبي عمرة في رواية لابن مندة. وقيل اسمه ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار. وقيل إن ثعلبة أخوه ، وبذلك جزم موسى بن عقبة. وقال ابن الكلبي : اسمه عمرو بن محصن ، وساق هذا النسب. وقال في موضع آخر : اسمه بشير بن عمرو. وكان زوج بنت عم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم المقوم بن عبد المطلب.

وأخرج ابن مندة ، من طريق يونس بن بكير ، عن المسعودي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبيه ، عن جده ـ أنه جاء إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر أو يوم أحد ومعه إخوة له ، فأعطى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الرجل سهما سهما ، وأعطى الفارس سهمين.

وأخرجه أبو داود ، من طريق أبي عبد الرحمن المقري ، عن المسعودي ، فقال : عن أبي عمرة ، عن أبيه ، عن جده.

ومن طريق أمية بن خالد ، عن المسعودي ، عن رجل ، من آل أبي عمرة ، عن أبيه ، عن جده. حكاه ابن مندة.

وقال مالك في «الموطّأ» من رواية ..... عن مالك بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان ، عن أبي عمرة ، عن زيد بن خالد الجهنيّ. وخالفه الأكثر ، فقالوا بهذا السند ، عن ابن أبي عمرة ، عن زيد في حديث : خير الشهداء. وقد رواه ابن جريح عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن عمرو ، عن عبد الرحمن أبي عمرة.

١٠٣٠٥ ـ أبو عمرة الأنصاري : آخر (١).

أخرجه أبو أحمد الحاكم ، وأخرج هو والمستغفريّ والطّبرانيّ من طريق الدّراوردي ، عن أبي طوالة ، عن أيوب بن بشر ، قال : اشتكى رجل منا يقال له أبو عمرة ، فأتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فناداه فقال له أهله : هذا رسول الله ، فقال : «دعوه ، لو استطاع لأجابني». قال : فصرخ النساء فأسكتهنّ الرجال ، فقال : «دعوهنّ ، فإذا وجب فلا تبكينّ باكية». قال ابن عبد البر : إن كان مات في هذا الوقت فهو غير أبي عمرة والد عبد الرحمن.

١٠٣٠٦ ـ أبو عمرة بن سكن الأنصاري.

قال الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة : حدثنا محمد بن الحسن ، عن موسى بن بشير ،

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦١٣٧ ، الاستيعاب ت ٣١٤٨.

٢٤٢

عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، قال : أصيب أبو عمرة بن سكن بأحد فأمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقبر ، فكان أول من دفن في مقبرة بني حرام.

١٠٣٠٧ ـ أبو عمير : مسعود بن ربيعة القاري حليف ، بني زهرة. تقدم في الأسماء.

١٠٣٠٨ ـ أبو عميرة الأزدي.

ذكر المستغفريّ ، عن يحيى بن بكير ـ أنه ذكره فيمن ورد مصر من الصحابة ، واستدركه أبو موسى.

١٠٣٠٩ ـ أبو عميلة : يأتي في القسم الرابع.

١٠٣١٠ ـ أبو عنبة الخولانيّ (١).

صحابي مشهور بكنيته ، مختلف في اسمه ، فقيل عبد الله بن عنبة ، وقيل عمارة ، وذكره خليفة ، والبغويّ ، وابن سعد وغيرهم في الصحابة. وقال البغوي : سكن الشام ، وذكره عبد الصمد بن سعيد (٢) فيمن نزل حمص من الصحابة.

وقال أحمد بن محمّد بن عيسى في رجال حمص : أدرك الجاهلية ، وعاش إلى خلافة عبد الملك ، وكان ممن أسلم على يد معاذ والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حي ، وكان أعمى. وأورد أيضا من طريق أبي الزاهرية ، عن أبي عنبة ، وكان من الصحابة فذكر حديثا في قراءة الجمعة يوم الجمعة وكان أعمى.

وروى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن عمر وغيره. روى عنه بكر بن زرعة ، وأبو الزاهرية ، وشرحبيل بن سعد ، ولقمان بن عامر ، وآخرون.

وقد أخرج البغويّ ، وابن ماجة ، من طريق الجراح بن مليح ، عن بكر بن زرعة : سمعت أبا عنبة الخولانيّ ، وكان قد صلّى القبلتين مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول.

وفي رواية البغويّ : سمعت أبا عنبة ، وهو من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصلّى معه القبلتين كلتيهما ، وهو ممن أكل الدم في الجاهلية ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يزال الله يغرس في هذا الدّين غرسا يستعملهم بطاعته».

وأخرجه البغويّ ، من طريق بقية ، عن بكر بن زرعة ، عن شريح بن مسروق ، عن أبي

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦١٤٠ ، الاستيعاب ت ٣١٥٠.

(٢) في أسعد.

٢٤٣

عنبة الخولانيّ ، قال : ما فتق في الإسلام فتق فسدّ ، ولكن الله يغرس في الإسلام غرسا يعملون بطاعته. وكان أبو عنبة جاهليا من أصحاب معاذ ، أسلم.

وأخرج أحمد ، عن شريح بن نعمان ، عن بقية ، عن محمد بن زياد ، حدثني أبو عنبة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أراد الله بعبد خيرا عسله (١)» ، قال : أي يفتح له عملا صالحا قبل موته ، ثمّ يقبض عليه.

قال شريح : له صحبة. وقال أهل الشام : لا صحبة له ، وإنما هو مددي من أمداد أهل اليمن واليرموك.

وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : ليست له صحبة. وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة العليا التي تلي الصحابة. وأخرجه ابن عائذ والبخاري في التاريخ من طريق طليق بن شهر ، عن أبي عنبة الخولانيّ ، قال : حضرت عمر بالجابية ... فذكر قصة.

وذكره ابن سعد في الصحابة الذين نزلوا الشام. وذكره خليفة في الصحابة وذكره في الطبقة الثالثة من أهل الشام ، وقال : مات سنة ثمان عشرة ومائة. وقول ابن عيسى المتقدم أشبه. والله أعلم.

وروى ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق محمد بن زياد ـ أنّ أبا عنبة كان في مجلس خولان ، فخرج عبد الله بن عبد الملك هاربا من الطاعون ، فذكر قصة في إنكار أبي عنبة ذلك ، وقال : كانوا إذا نزل الطاعون لم يبرحوا.

١٠٣١١ ـ أبو عوسجة الضّبيّ (٢).

ذكره الحاكم أبو أحمد في «الكنى» ، وأخرج هو والبغويّ والدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق محمد بن إسحاق الصغاني ، عن مهدي بن حفص ، عن أبي الأحوص ، عن سليمان بن قرم ، عن عوسجة ، عن أبيه ، قال : سافرت مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان يمسح على الخفين. وأخرجه البخاري من هذا الوجه ، ووقع لنا بعلوّ في فوائد أبي العباس الأصم. قال البغوي : قال محمد بن إسحاق الصغاني : هذا خطأ ، وإنما هو سافر مع عليّ.

١٠٣١٢ ـ أبو العوجاء (٣) : يأتي في ابن أبي العوجاء في المبهمات.

__________________

(١) العسل : طيب الثناء ، مأخوذ من العسل ، يقال : عسل الطعام يعسله : إذا جعل فيه العسل ، شبه ما رزقه الله تعالى من العمل الصالح الّذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الّذي يجعل في الطعام فيحلو به ويطيب. النهاية ٣ / ٢٣٧.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٩٠ ، التاريخ الكبير ٩ / ٦١.

(٣) أسد الغابة ت ٦١٤١.

٢٤٤

١٠٣١٣ ـ أبو عوف : سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري. تقدم.

١٠٣١٤ ـ أبو عويمر الأسلمي (١).

ذكر المستغفريّ من طريق أبي أويس ، عن أبي الزناد ، عن أبي عويمر الأسلمي ـ أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن أن يشار إلى البرق.

١٠٣١٥ ـ أبو عياش (٢) : بالشين المعجمة ، الزّرقيّ الأنصاري. اسمه زيد بن الصامت ، ويقال ابن النعمان ، ويقال اسمه عبيد بن معاوية ، وقيل عبد الرحمن بن معاوية ابن الصامت.

روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صلاة الخوف. أخرج حديثه أبو داود ، والنسائي بسند جيد ، من طريق شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد عنه ، قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعسفان ، وعلى المشركين خالد بن الوليد.

وقال ابن سعد : شهد أحدا وما بعدها ، ويقال : إنه عاش إلى خلافة معاوية.

١٠٣١٦ ـ أبو عياش (٣) : وقيل ابن عائش ، وقيل ابن أبي عياش.

روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال ـ إذا أصبح : لا إله إلّا الله ...» (٤) الحديث ، من رواية سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عنه. أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة. وفي بعض طرقه : عن سهيل بن أبي صالح ، عن ابن أبي عياش ، ووقع في بعض طرقه عن أبي عياش الزرقيّ ، فقيل هو الّذي قبله. وعلى ذلك جرى أبو أحمد الحاكم. والّذي يظهر أنه غيره. ووقع في الكنى لأبي بشر الدّولابي أبو عياش الزرقيّ روى عنه زيد بن أسلم حديث : من قال إذا أصبح ... إلخ.

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٩٠.

(٢) مسند أحمد ٤ / ٧٦ ، التاريخ الصغير ١٠٦ ، المغازي للواقدي ٣٤١ ، طبقات خليفة ١٠٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٧١٨ ، تاريخ الطبري ٢ / ٦٠١ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ١٠٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٤٧٧ ، مشاهير علماء الأمصار ١٧ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٣٥ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٤٦ ، تحفة الأشراف ٩ / ٢٣٧ ، الكاشف ٣ / ٣٢١ ، تاريخ الإسلام (المغازي) ٢٤٦ ، عهد الخلفاء الراشدين ٥٤٥ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٩٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٥٨ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٥٦.

(٣) مجمع ٥ / ٢٠٧ ، المغني ٧٦٤٩ ، تبصير المنتبه ٣ / ٨٩٩. مؤتلف الدارقطنيّ ص ١٥٧٢.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٤١٥ عن أبي أيوب ولفظه من قال إذا صلى الصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحديث. وأورده الهيثمي في الزوائد ١٠ / ١١٠ عن أبي أيوب ... الحديث وقال رواه أحمد والطّبرانيّ باختصار في إسناد أحمد محمد بن إسحاق وهو مدلس وفي إسناد الطّبرانيّ محمد بن أبي ليلى وهو ثقة سيء الحفظ وبقية رجالهما ثقات.

٢٤٥

١٠٣١٧ ـ أبو عيسى : المغيرة بن شعبة الثقفي الصحابي المشهور. تقدم.

القسم الثاني

١٠٣١٨ ـ أبو عاصم (١) : عبيد بن عمير الليثي ،

١٠٣١٩ ـ أبو عائشة : عبد الله بن فضالة الليثي (٢).

١٠٣٢٠ ـ أبو عبد الله (٣) : كثير بن الصلت.

١٠٣٢١ ـ أبو عبد الرحمن : السائب بن لبابة (٤).

١٠٣٢٢ ـ أبو عبد الملك : محمد بن عمرو بن حزم (٥).

١٠٣٢٣ ـ أبو عبد الملك : مروان بن الحكم (٦).

١٠٣٢٤ ـ أبو عتيق : محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (٧).

١٠٣٢٥ ـ أبو عثمان : عتبة بن أبي سفيان ـ تقدموا كلّهم في الأسماء.

١٠٣٢٦ ـ أبو عثمان بن عبد الرحمن : بن عوف الزهري.

أمه بنت أبي الحيسر ، وهي التي تزوجها عبد الرحمن بن عوف أول ما هاجر ، وآخى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين سعد بن الربيع ، فلما تزوّجها قال له : «أولم ولو بشاة». وخبره بذلك في الصحيح ، فذكر الزبير بن بكار في أولاد عبد الرحمن منها أبو عثمان ، وكأنه مات صغيرا ولم يعقب.

١٠٣٢٧ ـ أبو عمير (٨) ، بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري.

صاحب القصة التي فيها : «يا أبا عمير ما فعل النّغير» (٩)؟ وهي في الصحيحين من

__________________

(١) الكنى والأسماء ٢ / ٢١ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٤٦٣.

(٢) أسد الغابة ت ٦٠٥٤.

(٣) الطبقات الكبرى بيروت ١٤١٥.

(٤) الطبقات الكبرى بيروت ٥ / ٧٨ و ٨٨.

(٥) الطبقات الكبرى بيروت ٥ / ٦٩.

(٦) الكنى والأسماء ٢ / ٧١.

(٧) أسد الغابة ت ٦٠٩٠ ، الاستيعاب ت ٣١٢١.

(٨) الطبقات الكبرى بيروت ٣ / ٥٠٦ ، ٨ / ٤٣١.

(٩) النّغير : تصغير النغر ، وهو طائر يشبه العصفور ، أحمر المنقار ، ويجمع على نغران. النهاية ٥ / ٨٦.

٢٤٦

طريق أبي التيّاح ، عن أنس. قيل اسمه حفص. ومات في حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ففي صحيح مسلم من طريق ثابت عن أنس ـ أنّ ابنا لأبي طلحة مات ... فذكر قصة موته ، وأنها قالت لأبي طلحة : هو أسكن ما كان ، وباتت معه ، فبلغ ذلك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعا لهما بالبركة ، فأتت بعبد الله بن أبي طلحة. وقد مضى ذكر أبي عمير في الحاء المهملة.

القسم الثالث

١٠٣٢٨ ـ أبو العالية الرّياحي (١) : بكسر الراء بعدها تحتانية مثناة خفيفة ، مولاهم. اسمه رفيع ، بفاء ثم مهملة مصغرا ، ابن مهران.

أدرك الجاهلية ، ويقال : إنه قدم في خلافة أبي بكر ، ودخل عليه ، فذكر البخاري في تاريخه ، من طريق مسلم بن قتيبة ، عن أبي خلدة ، قال : سألت أبا العالية : هل رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : أسلمت في عامين من بعد موته.

وأخرج الحاكم من طريق علي بن نصر الجهنيّ ، عن أبي خلدة ، قال : سألت أبا العالية : أدركت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : لا ، جئت بعده بسنتين أو ثلاثة. ورأيت في كتاب أوهام أبي نعيم في كتابه في الصحابة للحافظ عبد الغني المقدسي ـ أن أبا نعيم ذكر أبا العالية الرّياحي في الصحابة ، وخلط في ترجمته شيئا من ترجمة أبي العالية البراء.

وقد أرسل أبو العالية عن كثير من الصحابة ، منهم ابن مسعود ، وأبو ذر ، وحذيفة ، وعلي.

وروى عن أبي موسى ، وأبي أيوب ، وثوبان ، ورافع بن خديج ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد ، وغيرهم.

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٧ / ١١٢ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٦٦ ، طبقات خليفة ٢٠٢ ، التاريخ الكبير ٣ / ٣٢٦ ، الزهد لابن حنبل ٣٠٢ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٣٧ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٤٠٢ ، المعارف ٤٥٣ ، الكنى والأسماء ٢ / ٢٠ ، الجرح والتعديل ٣ / ٥١٠ المراسيل ٥٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٩٥ ، حلية الأولياء ٢ / ٢١٧ ذكر أخبار أصبهان ١ / ٣١٤ ، طبقات المفسرين للداوديّ ١ / ١٧٢ ، تحفة الأشراف ١٣ / ١٩٢ ، أمالي القالي ٢ / ١٥٩ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٤٨ ، الكاشف ١ / ٢٤٢ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٦١ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٠٧ ، العبر ١ / ١٠٨ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٦٠ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٥٤ ، غاية النهاية ١ / ٢٨٤ ، لسان الميزان ٧ / ٤٧١ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٥٢٩ ، الثقات لابن حبان ٤ / ٢٣٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٨٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٥٢ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٢٢ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١ / ١٧٢ ، شذرات الذهب ١ / ١٠٢ ، الوفيات ٩٩.

٢٤٧

روى عنه خالد الحذّاء ، وداود بن أبي هند ، وابن سيرين ، والربيع بن أنس ، وبكر بن عبد الله المزني ، وقتادة ، وثابت ، وحميد بن هلال ، ومنصور بن زاذان ، وآخرون.

ويقال : إنه دخل على أبي بكر وصلّى خلف عمر. قال ابن أبي داود : ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية ، وبعده سعيد بن جبير. وقال النضر بن شميل ، عن شعبة ، عن عاصم : قلت لأبي العالية : من أكبر من رأيت؟ قال : أبو أيوب. وقال العجليّ : تابعي ثقة من كبار التابعين.

قال أبو خلدة : مات سنة تسعين. أو قيل سنة ثلاث وتسعين. وقال المدائني : سنة [ست وتسعين]. وقال أبو عمر الضرير : مات سنة [ثمان وتسعين] ، وبه جزم ابن حبان.

١٠٣٢٩ ـ أبو عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان ، بفتح الغين وسكون التحتانية المثناة ، الأصبحي.

ذكره الذّهبيّ في «التّجريد». وقال : لم أر من ذكره في الصحابة. وقد كان في زمن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لابنه مالك رواية عن عثمان وغيره.

١٠٣٣٠ ـ أبو عائشة : مسروق بن الأجدع الهمدانيّ الفقيه الكوفي. تقدم في الأسماء.

١٠٣٣١ ـ أبو عبد الله الصّنابحي (١) : عبد الرحمن بن عسيلة. تقدم في الأسماء.

١٠٣٣٢ ـ أبو عبد الله الجدلي (٢) : اسمه عبد (٣) بن عبد. ذكره ابن الكلبي.

١٠٣٣٣ ـ أبو عبد الله : قيس بن أبي حازم الأحمسي (٤).

١٠٣٣٤ ـ أبو عبد الله بن ميمون الأزدي : تقدما في الأسماء.

١٠٣٣٥ ـ أبو عبد الله الأشعري.

غزا في عهد أبي بكر وعمر ، وروى عن خالد بن الوليد ، وأمراء الأجناد ، ومعاذ بن جبل ، ويزيد بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وعن شرحبيل بن حسنة ، وأبي الدّرداء.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٠٥٨ ، الاستيعاب ت ٣١٠٧.

(٢) الطبقات الكبرى ٦ / ٢٢٨ ، طبقات خليفة ١٤٣ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٧١٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣١٩ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٧٥ ، الكنى والأسماء ٢ / ٢٥٤ ، تاريخ خليفة ٢٦٢ ، اللباب ١ / ٢٦٣ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٥٣٣ ، الكاشف ٣ / ٣١٢ ، جامع التحصيل ٢٨٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٢٠ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٤٨ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٤٥.

(٣) في أعتبة.

(٤) الكنى والأسماء ٢ / ٥٩.

٢٤٨

روى عنه أبو صالح الأشعريّ ، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وزيد بن واقد ، ويزيد بن أبي مريم. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى. وقال أبو زرعة الدمشقيّ : لا أعرف اسمه ، ولم أجد أحدا سماه ، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.

١٠٣٣٦ ـ أبو عبد الله القيسي.

له إدراك ، وغزا في خلافة عمر مع عتبة بن غزوان إصطخر ، ففتحوها ، ثم نفلوا فكتب عمر إلى عتبة أن يجعله في سبعين من العطاء وعياله في عشرة. ذكره هشام بن عمار في فوائده رواية محمد بن خريم عن الهيثم بن عمران بهذا ، وهو جده الأعلى.

١٠٣٣٧ ـ أبو عبد الرحمن : حجر بن الأدبر. تقدم في الأسماء.

١٠٣٣٨ ـ أبو عبد الرحمن : غير منسوب.

سمع أبو بكر قوله. روى عنه عمرو بن دينار ، ذكره البخاري في الكنى ، وتبعه أبو أحمد الحاكم ، ولا يعرف اسمه.

١٠٣٣٩ ـ أبو عثمان الأصبحي (١).

اعتمر في الجاهلية ، وروى عنه أبو قبيل المعافري. ذكره ابن مندة ، وابن يونس.

١٠٣٤٠ ـ أبو عثمان الصنعاني :

اسمه شراحيل بن مرثد ، قاتل أهل الردة في زمن أبي بكر. تقدم.

١٠٣٤١ ـ أبو عثمان النّهدي (٢) : عبد الرحمن بن معقل. تقدم في الأسماء.

١٠٣٤٢ ـ أبو عذية (٣) : له إدراك ، ونزل حمص في خلافة عمر ، فأخرج يعقوب بن سفيان ، عن أبي اليمان ، عن حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن ميسرة ، عن أبي عذية الحمصي ، قال : قدمت على عمر رابع أربعة من الشام ، ونحن حجاج ، فبينا نحن عنده ... فذكر قصة لأهل العراق ، فقال عمر : اللهمّ عجّل لهم الغلام الثقفي ، لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم. وذكره ابن سعد في تابعي أهل الشام بهذا الخبر.

١٠٣٤٣ ـ أبو عذرة (٤) : بضم أوله وسكون المعجمة.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٠٩١.

(٢) أسد الغابة ت ٦٠٩٤ ، الاستيعاب ت ٣١٢٤.

(٣) ميزان الاعتدال ٤ / ٧٣٩ ، الجرح والتعديل ٩ / ٤٢٠ ، المغني ٧٦٠٨ ، ٧٦٠٩ ، الثقات لابن حبان ٧ / ٦٦٤ ، مؤلف الدار الدّارقطنيّ ١٦٢٦ ، تبصير المنتبه ٣ / ٩٣٧ ، الإكمال ٦ / ١٦٦.

(٤) أسد الغابة ت ٦٠٩٥ ، الاستيعاب ت ٣١٢٥.

٢٤٩

ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة ، وتبعه مسلم في الكنى ، وعدّ في الأوهام ، نعم له إدراك ولا صحبة له ، قاله البخاري ، والدولابي ، والحاكم أبو أحمد.

روى عن عائشة ، أخرج حديثه أبو داود ، والتّرمذيّ ، وابن ماجة ، من رواية عبد الله بن شداد الواسطي الأعرج ، عن أبي عذرة ، وكان قد أدرك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن عائشة ، فذكر حديثا في دخول الحمام. قال أبو زرعة : لا أعرف أحدا سماه. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، وقال : يقال له صحبة.

١٠٣٤٤ ـ أبو العريان : الهيثم بن الأسود النخعي (١). تقدم في الأسماء.

١٠٣٤٥ ـ أبو عطيّة الوادعي (٢).

غزا في عهد عمر ، ثم كان من أصحاب ابن مسعود : واختلف في اسمه ، فقيل مالك بن عامر ، أو ابن أبي عامر ، وقيل مالك بن حمزة أو ابن أبي حمزة ، وقيل عمرو بن جندب ، أو بن أبي جندب ، وقيل هما اثنان.

وجاء عنه أنه قال : جاءنا كتاب عمر بن الخطاب.

وروى عن ابن مسعود ، وأبي موسى ، وغيرهما. روى عنه أبو إسحاق السّبيعي ، وعمارة بن عمير ، ومحمد بن سيرين ، وخيثمة بن عبد الرحمن ، والأعمش ، وآخرون. وشهد مع عليّ مشاهده.

وقال أبو داود في رواية أخرى : مات في خلافة عبد الملك ، وقد خلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبي عطية الّذي روى عنه خالد بن معدان ، والصواب التفرقة بينهما.

١٠٣٤٦ ـ أبو عكرمة : صعصعة بن صوحان العبديّ. تقدم في الأسماء.

١٠٣٤٧ ـ أبو العلاء : قبيصة بن جابر الأسدي. تقدم.

١٠٣٤٨ ـ أبو عمرو الأسود : بن يزيد النخعي. وعبد الله بن قيس السلماني. وسعد ابن إياس الشيبانيّ ـ تقدموا في الأسماء.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦٠٩٨.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ١٢١ ، طبقات خليفة ١٤٩ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٧١٦ ، التاريخ الصغير ٨٦ ، التاريخ الكبير ٧ / ٣٠٥ ، تاريخ الثقات للعجلي ٥٠٥ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٧٦ ، الجرح والتعديل ٨ / ٢١٣ ، رجال صحيح مسلم ٢ / ٢٢١ ، الثقات لابن حبان ٤ / ٣٨٤ ، رجال صحيح البخاري ٢ / ٦٩٣ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٨٠ ، الكاشف ٣ / ٣١٧ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٦٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٥١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٥٥ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٢٤٢.

٢٥٠

١٠٣٤٩ ـ أبو عمرو الحميري : ثم السّيباني ، بالمهملة ثم الموحدة ، والد أبي زرعة.

ذكره يحيى بن عمرو الفلسطيني. يقال اسمه زرعة.

ذكره ابن جوصا عن ابن سميع في الطبقة الأولى بعد الصحابة ممن أدرك الجاهلية ، وسمع من عمر ، وأبي الدرداء ، وعقبة بن عامر.

روى عنه ابنه ، وعمرو بن عبد الملك الفلسطيني.

وقال أبو زرعة في الطبقة الأولى من التابعين : أبو عمرو ، واسمه زرعة ، سمع عمر ، ونزل الرّملة ، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر.

١٠٣٥٠ ـ أبو عميلة : أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونقلت عنه قصة في فتح خيبر ، ذكرها الواقدي في المغازي من طريق عيسى بن عميلة ، عن أبيه ، عن جده.

قال : إني بوادي بني جمح ما شعرت إلا ببني سعد يحملون الظّعن هرّابا ، فلقيت رأسهم وبر بن عليم ، فسألته ، فقال : دهمتنا جموع محمد بما لا طاقة لنا به قبل أن نأخذ الأهبة ، وقد أوقع بقريظة ، وهو سائر إلى هؤلاء بخيبر.

قلت : فرواية ولده عميلة عنه في الإسلام تدلّ على أنه أسلم ، لكن لم أر من صرح بأنه رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أن أسلم.

١٠٣٥١ ـ أبو العنبس (١) : حجر بن العنبس الكوفي. تقدم في الأسماء.

١٠٣٥٢ ـ أبو العيال بن أبي عتبة الهذلي : من بني ضباعة ، بن سعد بن هذيل ، وهو أخو عبد بن وجزة الهذلي لأمه.

ذكره ابن عساكر ، فقال : مخضرم ، أدرك الجاهلية وأسلم ، وغزا في خلافة عمر فدخل مصر ، ثم عمّر إلى خلافة معاوية ، وغزا مع يزيد بن معاوية الروم ، وكتب إلى معاوية قصيدة قالها في تلك الواقعة منها :

أبلغ معاوية بن صخر أنّه

يهوي إليه الفرند الأعجل

أنّى لقينا بعدكم في غزونا

من جانب الأبراج يوما ينسل

أمرا تضيق به الصّدور ودونه

مهج النّفوس وليس عنه معدل

[الكامل]

وحكى في ضبط والده خلافا هل بعد النون موحدة أو مثناة [٢٢٩].

__________________

(١) في أالعبيس.

٢٥١

القسم الرابع

١٠٣٥٣ ـ أبو عامر الأنصاري (١).

روى عنه فرات البهراني ـ أنه سأل عن أهل النار. وأورده ابن مندة مختصرا ، وهو وهم ، وإنما هو أبو عامر الأشعري. وقد تقدم الحديث في ترجمة فرات من القسم الثالث.

١٠٣٥٤ ـ أبو عامر الثقفي.

روى عنه محمد بن قيس.

ذكره ابن مندة ، وأخرج من طريق الوليد بن مسلم ، عن أبي جابر ، عن محمد بن قيس ، عمن حدثه ، حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الخضرة في النّوم الجنّة ، والسّفينة نجاة ، والمرأة خير ، والجمل حزن ، واللّبن الفطرة ، وأكره الغلّ ، والقيد ثبات في الدّين» (٢).

قال ابن مندة : كذا رواه دحيم ، عن الوليد. وقال غيره : عن رجل يكنى أبا عامر. انتهى.

وقد تقدم في ترجمة أبي عامر الثقفي في القسم الأول كذلك ، لكن ذلك حديث آخر. وقد استدركه أبو موسى على ابن مندة. والحقّ أن أبا عامر الثقفي واحد ، وحديث : الخضرة في المنام إنما هو عن رجل منهم.

١٠٣٥٥ ـ أبو عامر الأنصاري (٣) : والد حنظلة غسيل الملائكة.

ذكره أبو موسى متعلقا بما ذكر الدّارقطنيّ في «المؤتلف» بإسناد كوفي ضعيف إلى الأجلح ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، قال : بعثت الأوس أبا قيس بن الأسلت ، وأبا عامر والد غسيل الملائكة ، وبعثت الخزرج أسعد بن زرارة. ومعاذ بن عفراء ، فدخلوا المسجد ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكانوا أول من لقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأنصار.

وهذه رواية شاذة في أن أبا عامر كان مع الذين قدموا من الأنصار في القدمة الأولى ، وعلى تقدير أن يكون الراويّ حفظ منهم فليس في حكايته ما يدلّ على أنه أسلم ، ولم يعدّه أحد فيمن بايع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى تقدير أن يوجد ذلك فكأنه ارتد ، فإن مباينته للمسلمين ،

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٨٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦١٩.

(٢) أورده المتقي الهندي في كنز العمال رقم ٤١٤٦٤ وعزاه للحسن بن سفيان عن رجل من الصحابة.

(٣) أسد الغابة ت ٦٠٤٨.

٢٥٢

ومظاهرته للمشركين عليهم ، وحضوره معهم بعض الحروب ، حتى أراد ابنه حنظلة أن يثور إليه ، ثم قيامه في كيده الإسلام ـ مشهور في السّير والمغازي ، وهو الّذي بنى أهل النفاق مسجد الضّرار لأجله ، فنزلت فيه : (وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ) [التوبة : ١٠٧].

١٠٣٥٦ ـ أبو عائشة : غير منسوب.

ذكره أبو نعيم في الصحابة ، وتبعه أبو موسى في الذيل ، وأخرجا من طريق الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا إسحاق بن بهلول بن حسان ، حدثنا أبو داود الحفري ، حدثنا بدر بن عثمان ، عن عبد الله بن مروان ، قال : حدثني أبو عائشة ، وكان رجل صدق ، قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات غداة ، فقال : «رأيت قبل الغداة كأنّما أعطيت المقاليد والموازين ...» (١) الحديث. وفيه : فوضعت في إحدى الكفتين ، ووضعت أمتي في الأخرى ، فوزنت بهم فرجحتهم. وهكذا أخرجه يعقوب بن شيبة في مسندة للعلل عن إسحاق بن بهلول سواء. أورده عنه ابن فتحون في كتابه أوهام ابن عبد البر ، ولم ينقل كلام يعقوب ، ولا الموضع الّذي أخرجه فيه ، والأخلق أن يكون في مسند ابن عمر ، وهذا وقع فيه وهم صعب ، فإنه سقط منه الصحابي ، فصار ظاهره أنّ الصحبة لأبي عائشة ، وليس كذلك ، فقد ذكره البخاري في الكنى المفردة ، فقال : قال أبو داود الحفري بهذا السند سواء ، وبعد قوله رجل صدق عن ابن عمر ـ قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... فذكر الحديث بعينه.

وتبعه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» ، فقال أبو عائشة ، وكان رجل صدق ، روى عنه عبد الله بن عمر ، روى عنه عبد الله بن مروان. وكذا قال ابن حبان في ثقات التابعين في آخره : أبو عائشة روى عن ابن عمر. روى عنه عبد الله بن مروان ، وقد مشى هذا الوهم على ابن الأثير ، وعلى الذهبي ، وعلى من تبعهما.

١٠٣٥٧ ـ أبو عائشة : آخر.

ذكره البغويّ ، وابن أبي عاصم في الوحدان ، وجوّز أبو موسى أن يكون الّذي قبله ، وتبع في ذلك أبا نعيم ، فإنه أورد حديثه في ترجمة الّذي قبله ، وهو غيره.

وأخرج حديثه من طريق يحيى بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عنه ـ أن اليهود أتوا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : حدثنا عن تفسير أبواب من التوراة لا يعلمها إلا نبيّ. قال : «وما هنّ»؟ فذكر الحديث.

__________________

(١) أورده الهيثمي في الزوائد ٩ / ٦١ وقال رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال فرجح في الجميع ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت ورجاله ثقات.

٢٥٣

وزاد البغويّ : فسألوه عن ملك الموت ، فقال : «هو ابن آدم الّذي قتل أخاه» ، وقد غاير بينهما أبو أحمد الحاكم ، فقال في هذا : أبو عائشة مولى سعيد بن العاص ، روى عن أبي موسى الأشعري ، وحذيفة. روى عنه مكحول ، وخالد بن معدان ، وهو تابعي.

قلت : وروايته عن حذيفة وأبي موسى في سنن أبي داود في تكبيرات العيد.

١٠٣٥٨ ـ أبو عبد الله الخطميّ.

له حديث غريب ، كذا في التجريد ، وهذا هو أبو عبد الله السّعديّ الّذي ذكره بعده سواء ، فقال : روى حديثه مليح بن عبد الله ... إلخ ، كرره وهما ، والّذي في أصله أبو عبد الله الخطميّ حجازي من الأنصار ، روى حديثه ابن فديك ، عن عمر بن محمد ، عن مليح بن عبد الله ... إلخ ، ولم يزد على ذلك ، فأصاب ، ولما كان الذهبي رآه في موضع السعدي بدل الخطميّ ظنّه آخر.

١٠٣٥٩ ـ أبو عبد الله : غير منسوب.

صحب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في فضل المشي في سبيل الله ، وعنه أبو مصبح المقرئي. وقد تقدم في ترجمة مالك بن عبد الله الخثعميّ أنه جابر بن عبد الله الأنصاري ، ولم ينبه ابن الأثير على ذلك ولا الذهبي.

١٠٣٦٠ ـ أبو عبد الرحمن الأشعري (١) : وقيل الأشجعي.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الطّهور شطر الإيمان» (٢).

أخرجه ابن مندة ، وأبو نعيم ، وقال ابن مندة : الصواب عن أبي مالك الأشعري ، كذا اختصره ابن الأثير ، وقوله : وقيل الأشجعي ليس عند ابن مندة ولا أبي نعيم ، وإنما ذكر ابن مندة أنّ يحيى بن ميمون روى عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن أبي سلام ، عن أبي عبد الرحمن الأشعري ... فذكر الحديث ، قال : ورواه أبان العطار عن يحيى ، فقال : عن أبي مالك ، وهو الصواب ، وتبعه أبو نعيم.

قلت : ورواية أبان التي صوّبها ابن مندة أخرجها مسلم.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٧٣٩.

(٢) أخرجه في مسلم في الصحيح ١ / ٢٠٣ عن أبي مالك الأشعري كتاب الطهارة باب فضل الوضوء (١) حديث رقم ٢٢٣ والدارميّ في السنن ١ / ١٦٧ ، وابن أبي شيبة ١ / ٦ وأحمد في المسند ٥ / ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، ٣٤٤ ، والطبراني في الكبير ٣ / ٣٢٢ والبيهقي في السنن ١ / ١٠ ، ٤٢.

٢٥٤

١٠٣٦١ ـ أبو عبد الرحمن الصّنابحي (١).

ذكره البغويّ في «الصحابة» ، وقال : سكن المدينة ، ثم ساق له من طريق الصلت بن بهرام ، عن (٢) الحارث بن وهب ، عن أبي عبد الرحمن الصّنابحي ـ رفعه : «لا تزال أمّتي في مسكة ما لم يعملوا بثلاث : ما لم يؤخّروا المغرب مضاهاة لليهود ...» الحديث.

وهذا هو الصنابح بن الأعسر إن ثبت أنه يكنى أبا عبد الرحمن ، وإلا فهو وهم. وقد قال ابن الأثير : عبد الرحمن الصنابحي روى عنه الحارث بن وهب ، ويقال : إنه الّذي روى عنه عطاء بن يسار في النهي عن تأخير صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم. وأبو عبد الله الصنابحي آخر لم يدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كذا قال : والّذي روى عنه الحارث بن وهب هو الصّنابح بن الأعسر ، والحديث المذكور في صلاة المغرب حديثه ، وأما قوله : إن أبا عبد الله الصّنابحي آخر لم يدرك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فليس كما قال ، لما بينته في ترجمة عبد الله الصنابحي في العبادلة ، وهو عبد الله اسم لا كنية.

والّذي يتحصّل من كلام أهل العلم بغير وهم أنّ الصنابحة ثلاثة : عبد الله الّذي روى عنه عطاء بن يسار ، وهو مختلف في صحبته ، ومن قال : إنه أبو عبد الله فقد وهم ، ولعله الّذي يكنى عبد الرحمن. والصنابح اسم لا نسب ابن الأعسر ، وهو صحابي بلا خلاف ، ومن قال فيه الصنابحي فقد وهم. وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي يكنى أبا عبد الله وهو مخضرم ليست له صحبة ، بل قدم المدينة عقب موت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلّى خلف أبي بكر الصديق ، ومن سمّاه عبد الله فقد وهم.

١٠٣٦٢ ـ أبو عبيد : ذكره البغويّ في الصحابة ، وقال : لا أدري له صحبة أم لا ، ثم

أخرج من طريق بجير بن سعد ، عن خالد بن معدان. عن أبي عبيد ـ رفعه : «إنّ قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلّب في اليوم سبع مرّات». انتهى.

والصواب في هذا السند أبو عبيدة بزيادة هاء ، وهو ابن الجراح ، كذا أخرجه ابن أبي الدنيا ، والحاكم ، والبيهقي في الشعب من هذا الوجه ، وهو منقطع السند ، لأنّ خالد بن معدان لم يلحق أبا عبيدة بن الجراح.

١٠٣٦٣ ـ أبو عثمان بن سنّة (٣) : بفتح المهملة وتشديد النون ، الخزاعي الكعبي.

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٨٣.

(٢) في أبن.

(٣) تهذيب الكمال ، ١٦٢٥ ، المشتبه ص ٣٧٩ ، الإكمال ٥ / ٣٥ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٦٢ ، مؤلف

٢٥٥

أرسل حديثا ، فذكره بعضهم في الصحابة ، وقال ابن أبي عاصم في كتاب الجهاد بعد أن أخرج من طريقه حديثا في قصة الطائف أرسله : يحسب كثير من الناس ... إلخ ـ أن أبا عثمان بن سنّة له صحبة ، وليس كذلك ، وهو جليل من التابعين. انتهى.

وأورده ابن مندة ، من طريق الربيع بن سليمان ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن الزهري عنه في ليلة الجن. وقد رواه حرملة عن ابن وهب ، فزاد بعد أبي عثمان : عن ابن مسعود. أخرجه أبو نعيم وصوّبه ، قال : وكذلك رواه الليث عن يونس.

قلت : وكذا هو عند النّسائيّ ، عن أبي الطاهر بن الحسن ، عن ابن وهب ، وروى أبو عثمان أيضا عن علي وابن مسعود وغيرهما ، روى عنه الزهري. وقال أبو زرعة : لا أعرف اسمه. وقال يونس عن الزهري : حدثني أبو عثمان بن سنّة ، وكان من أهل دمشق ، فلحق بعليّ فيمن خرج إليه من أهل الشام ، وكان يحضر مجلسه ، وحديثه وقع في نسخة حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب ، وعن براء بن المقري في حديث ابن مسعود عثمان بن سنّة الخزاعي ، وكان من أهل الشام. وقال ابن المقري : كان في الأصل عثمان فأصلح أبا عثمان ، وهو الصواب.

١٠٣٦٤ ـ أبو العشراء الدارميّ (١).

ذكره ابن الأثير ، قال : وذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح ، والصحبة لأبيه.

قلت : حديثه في السنن من طريق حماد بن سلمة ، عن أبي العشراء ، عن أبيه. واختلف في اسمه واسم أبيه ، وسأوضحه في المبهمات ، ولم يسمّ ابن الأثير من ذكره في الصحابة ، وهو ابن شاهين. ذكره في مالك بن قهطم ولم يقف له على رواية إلا عن أبيه ، وقد أفرد تمام الرازيّ حديثه بالتصنيف ، وجميع ما ذكره غرائب أكثرها مختلف إلا الحديث الّذي في السنن ، وآخر في المسند.

١٠٣٦٥ ـ أبو عصيمة الأنصاري.

ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا ، وتعقبه أبو عمر فقال : هذا تصحيف ، وإنما هو أبو

__________________

الدارقطنيّ ص ١٣٧٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٤٩ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٧٣٩ ، الجرح والتعديل ٩ / ٤٠٨ ، لسان الميزان ٧ / ٤٧٣ ، تبصير المنتبه ٢ / ٧٧١ ، المؤتلف والمختلف ٧٩.

(١) لسان الميزان ٧ / ٤٧٤ ، الطبقات الكبرى بيروت ٧ / ٨٥ ، تبصير المنتبه ٣ / ٩٥٥ ، المشتبه ص ٤٦١ ، التبصرة والتذكرة ٣ / ٩٠ ، الكنى والأسماء ٢ / ٣١ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٥١ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٦٧ ، تهذيب الكمال ١٦٢٧ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٧٣٩.

٢٥٦

حميضة كما تقدم في الحاء إما بالمهملة والضاد المعجمة مع التصغير وإما بالمعجمة والصاد المهملة بلا تصغير.

١٠٣٦٦ ـ أبو عقيل بن عبد الله (١) بن ثعلبة بن بيحان البلوي ، من حلفاء الأوس. شهد بدرا ، ذكره المستغفري ، كذا ذكره الذهبي ، وكان ذكر قبل ذلك أبو عقيل البلوي اسمه عبد الرحمن بن عبد الله حليف بني جحجبى ، شهد بدرا ، فوهم في جعله اثنين ، فإن بني جحجبى من الأوس ، ولم يذكر ابن الأثير غير واحد ، فقال أبو عقيل ، واسمه عبد الرحمن بن عبد الله البلوي ثم الأوسي حليف بني جحجبى بن ثعلبة بن عمرو بن عوف.

قلت : وعمرو بن عوف هو ابن مالك بن الأوس.

١٠٣٦٧ ـ أبو العلاء العامري (٢).

ذكره الباورديّ في الصحابة ، وأورد من طريق الأسود بن شيبان ، عن أبي بكر بن سماعة ، عن أبي العلاء ، قال : وفدت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وفد بني عامر ، فقالوا : يا رسول الله ، أنت سيدنا وذو الطّول (٣) علينا. فقال : «مه ، مه ، قولوا بقولكم ولا يستجرئنّكم الشّيطان ، فإنّما السّيّد الله». قال ابن مندة : كذا رواه الأسود ، وخالفه غيره ، وقال أبو نعيم : الصواب عن أبي العلاء ، عن أبيه ، وأبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخّير. وأبوه هو الصحابي ، وهو الوافد. وقد رواه قتادة عن غيلان بن جرير ، عن أبي العلاء ، عن أبيه. ورواه أبو نضرة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، عن أبيه ، والحديث حديثه.

قلت : وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبي سلمة شعيب بن مهدي ، عن أبي نضرة ، عن مطرف ، قال : قال أبي انطلقت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٠٣٦٨ ـ أبو عليط الجمحيّ : بمهملتين والصواب أبو غليظ بمعجمتين. يأتي ذكره في المعجمة.

١٠٣٦٩ ـ أبو عمرو بن حماس (٤) : بكسر المهملة والتخفيف وآخره مهملة.

تابعي معروف ، أرسل حديثا ، فذكره ابن مندة في الصحابة ، وقال : عداده في أهل الحجاز ، وله ذكر في الصحابة. وأخرج من طريق ابن أبي ذئب ، عن الحارث بن الحكم ،

__________________

(١) تفسير الطبري ١٤ / ١٣٠٠٨ ، ١٧٠١٣ ، ١٧٠١٤.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٨٨ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ١٩٢.

(٣) الطول : الفضل والقدرة والغنى والسعة والعلو. اللسان ٤ / ٢٧٢٨.

(٤) كتاب الجرح والتعديل ٩ / ٤١٠ ، المغني ٧٦٤٥ ، الطبقات الكبرى بيروت ٥ / ٦٢.

الإصابة/ج٧/م١٧

٢٥٧

عن أبي عمرو بن حماس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ليس للنساء سواء الطريق.

وقد تقدم ذكر حماس فيمن ولد على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله قصة مع عمر ، قال خليفة : مات أبو عمرو بن حماس سنة تسع وثلاثين ومائة. وقال الواقدي : لم أسمع له باسم.

١٠٣٧٠ ـ أبو عيسى الأنصاري الحارثي (١).

مدني شهد بدرا ، ذكره أبو عمر تبعا لأبي أحمد الحاكم ، وأبو أحمد نقل عن البخاري أنه قال : قال ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ـ أن عثمان عاد أبا عيسى ، وكان بدريا ، ومات في خلافة عثمان. انتهى.

وهذا خطأ نشأ عن تصحيف ، والّذي في كتاب البخاري أبو عبس ، بفتح العين وسكون الموحدة بعدها سين ، وهو ابن جبر ، وقد تقدمت ترجمته في القسم الأول ، وهو معروف في البدريين ، وقد ذكر أبو عمر في ترجمته أنه مات سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان وصلّى عليه عثمان.

حرف الغين المعجمة

القسم الأول

١٠٣٧١ ـ أبو الغادية الجهنيّ (٢) : اسمه يسار ، بتحتانية ومهملة خفيفة ، ابن سبع ، بفتح المهملة وضم الموحدة.

قال خليفة : سكن الشام ، وروى أنه سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن دماءكم وأموالكم حرام»

وقال الدّوري ، عن ابن معين : أبو الغادية الجهنيّ قاتل عمار له صحبة ، وفرّق بينه وبين أبي الغادية المزني ، فقال في المزني : روى عنه عبد الملك بن عمير. وقال البغويّ : أبو غادية الجهنيّ يقال اسمه يسار ، سكن الشام. وقال البخاري : الجهنيّ له صحبة ، وزاد :

__________________

(١) أسد الغابة ت ٦١٤٥ ، الاستيعاب ت ٣١٥٣.

(٢) مسند أحمد ٤ / ٧٦ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٧١٩ ، طبقات خليفة ١٢٠ ، التاريخ الصغير ٨٢ ، المحبر ٢٩٥ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ١٥٤ ، أنساب الأشراف ١ / ١٧٠ ، تهذيب التهذيب المعرفة والتاريخ ٣ / ١٩٨ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٣٨٩ ، تقريب التهذيب تعجيل المنفعة ٥٠٩ ، الجرح والتعديل ٩ / ٦٠٣ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٤٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٢ / ١٩١ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٤٤ ، تاريخ الإسلام «عهد الخلفاء» ١٦٢ ، كنز العمال ١٣ / ٦١٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٩١ ، ذيل الكاشف ٢ / ١٩ ، تاريخ الإسلام ١ / ١٣٥.

٢٥٨

سمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتبعه أبو حاتم ، وقال : روى عنه كلثوم بن جبر. وقال ابن سميع : يقال له صحبة ، وحدّث عن عثمان. وقال الحاكم أبو أحمد كما قال البخاري ، وزاد : وهو قاتل عمار بن ياسر. وقال مسلم في الكنى : أبو الغادية يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال البخاريّ ، وأبو زرعة الدّمشقيّ جميعا ، عن دحيم : اسم أبي الغادية الجهنيّ يسار بن سبع ، ونسبوه كلهم جهنيّا ، وكذا الدّارقطنيّ ، والعسكريّ ، وابن ماكولا. وقال يعقوب بن شيبة في مسند عمار : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر ، حدثنا أبي ، قال : كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، فقال الآذن : هذا أبو الغادية الجهنيّ ، فقال : أدخلوه ، فدخل رجل عليه مقطعات ، فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه ليس من رجال هذه الأمة ، فلما أن قعد قال : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قلت : بيمينك؟ قال : نعم. قال : وخطبنا يوم العقبة فقال : «يا أيّها النّاس ، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ...» (١) الحديث. وقال في خبره : وكنا نعدّ عمار بن ياسر فينا حنّانا ، فو الله إني لفي مسجد قباء إذ هو يقول : إن معقلا فعل كذا ـ يعني عثمان ، قال : فو الله لو وجدت عليه أعوانا لوطئته حتى أقتله ، فلما أن كان يوم صفّين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى إذا كان بين الصفّين طعن الرجل في ركبته بالرمح وعثر ، فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا رأسه ، قال : فكانوا يتعجبون منه أنه سمع : «إنّ دماءكم وأموالكم حرام» ، ثم يقتل عمارا.

وأخرجه أحمد ، وابن سعد ، عن عفان ، زاد أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث كلاهما عن ربيعة ، وفي رواية عفان : سمعت عمارا يقع في عثمان بالمدينة فتوعدته بالقتل ، فقلت : لئن أمكنني الله منك لأفعلنّ ، فلما كان يوم صفين جعل يحمل على الناس ، فقيل : هذا عمار ، فطعنته في ركبته فوقع فقتلته فأخبر عمرو بن العاص ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «قاتل عمّار وسالبه في النّار» (٢) ، فقيل لعمرو : فكيف تقاتله؟ فقال : إنما قال قاتله وسالبه.

وأخرج ابن أبي الدّنيا ، عن محمد بن أبي معشر ، عن أبيه ، قال : بينما الحجاج جالس إذ أقبل رجل يقارب الخطا. فلما رآه الحجاج قال : مرحبا بأبي غادية ، وأجلسه على

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٧٦ عن أبي غادية الجهنيّ بلفظه وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٢٣٥٣ وعزاه لابن قانع والطبراني عن مخشي بن حجير عن أبيه والطبراني عن أبي غادية الجهنيّ.

(٢) أخرجه ابن عدي في الكامل ٢ / ٧١٤ ، وأورده الهيثمي في الزوائد ٩ / ٣٠٠ عن عمرو بن العاص وقال رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٣٥٢٢.

٢٥٩

سريره ، وقال : أنت قتلت ابن سميّة؟ قال : نعم. قال : كيف صنعت؟ قال : فعلت كذا وكذا حتى قتلته ، فقال الحجاج : يا أهل الشام ، من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا ، ثم سارّه أبو الغادية ، فسأله شيئا ، فأبى عليه ، فقال أبو الغادية : نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا ، ويزعم أني طويل الباع يوم القيامة ، أجل ، والله إن من ضرسه مثل أحد ، وفخذه مثل ورقان (١) ، ومجلسه ما بين المدينة والرّبذة لعظيم الباع يوم القيامة.

قلت : وهذا منقطع ، وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه ، وفي هذه الزيادة تشنيع صعب ، والظنّ بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوّلين ، وللمجتهد المخطئ أجر ، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس ، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى.

١٠٣٧٢ ـ أبو الغادية المزني (٢) :

فرّق غير واحد بينه وبين الجهنيّ ، وخالفهم ابن سعد ، فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة : أبو الغادية المزني قاتل عمار. وقال مسلم في الكنى : أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال النسائي مثله إلا قوله : وله صحبة. وقال ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات : أبو الغادية المزني يسار بن سبع يروي المراسيل.

قلت : وتسميته بذلك غلط ، إنما هو اسمه الجهنيّ.

وأخرج تمّام في فوائده ، من طريق مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده سعد ، عن أبيه ، قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جماعة من الصحابة فمرّت به جنازة ، فسأل عنها ، فقالوا : من مزينة ، فما جلس مليّا حتى مرت به الثانية ، فقال : ممّن؟ قالوا : من مزينة ، فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة ، فقال : ممن؟ قالوا : من مزينة. فقال : «سيري مزينة لا يدرك الدجال منك أحد» ... الحديث.

قال ابن عساكر بعد تخريجه : غريب ، لم أكتبه إلا من هذا الوجه ، والراجح أن المزني غير الجهنيّ ، لكن من قال : إن المزني هو قاتل عمار فقد وهم.

١٠٣٧٣ ـ أبو الغادية : غير مسمى ولا منسوب.

__________________

(١) ورقان : بالفتح ثم الكسر والقاف وآخره نون : بوزن طربان ويروى بسكون الراء وهو جبل أسود بين العرج والرّويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم وهو جبل تهامة. انظر :

مراصد الاطلاع ٣ / ١٤٣٤.

(٢) أسد الغابة ت ٦١٤٨ من الاستيعاب ت ٣١٥٥.

٢٦٠