تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

كاتب المنتصر قبل الخلافة. فلمّا استخلف وزر له ، فظهر منه جهل وحمق وتيه.

قال له المنتصر يوما : أريد أن أقطع السيّدة ، يعني أمّه ، ضياع شجاع والدة المتوكّل.

قال : وما قلت للفاجرة؟

فقال المنتصر : قتلني الله إن لم أقتلك.

وكان سيّئ الخلق متكبّرا ، استغاث به مظلوم يوما ، فأخرج رجله من الرّكاب ورفسه على فؤاده ، فسقط ميّتا. فعزّ ذلك على المنتصر ، وأراد قتله ، فمات قبل أن يتفرّغ له.

وقيل : إنّه رفعت له قصص بني هاشم ، فكتب عليها : هشّم الله وجوههم.

وكتب على قصة للأنصار : لا نصرهم الله.

ولمّا ولي المستعين همّ به ، فأرضاه بالأموال ، فيقال إنّه أعطى المستعين ألف ألف درهم ، وغضب عليه ، ونفاه إلى جزيرة أقريطش.

١٩ ـ أحمد بن الخليل (١) ـ ن. ـ

__________________

= لابن العمراني ١٢٦ ، ١٦٢ ، والعقد الفريد ٣ / ١٠ و ٤ / ١٦٥ ، ١٧٠ ، ١٧٢ ، والهفوات النادرة ٢٦١ ـ ٢٦٥ ، ٢٦٧ ، والعيون والحدائق ١ / ٤٩٩ ، ٥٢٧ ، ٥٥٧ ، ٥٥٨ ، ٥٦٢ ، ٥٦٤ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ١١٣ ، ٢٥٩ ، ٢٨٤ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٢٥٠ و ٢ / ٦٣ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٢١٧ و ٣ / ١٥٢ ـ ١٥٤ ، ونشوار المحاضرة ٨ / ٤٩ ، ٨٣ ، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون ٢ / ١٠٥ ، ٢٧٩ ، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٤٦ ، والتنبيه والإشراف ٣١٤ ، ومروج الذهب ٢٨٣٤ ، ٢٩٨٥ ، ٢٩٨٨ ، ٢٩٩٢ ، ٢٩٩٨ ، ٣٠٠٦ ، ٣٠٠٩ ، ٣٠١٧ ، وأخبار البحتري ١١٢ ، ١١٣ ، ومعجم الأدباء ١٨ / ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، والأذكياء لابن الجوزي ٦١ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٠ ، ١٠٣ ، ١٠٤ ، ١١١ ، ١١٧ ، ١١٩ ، وتحفة الوزراء للثعالبي ١٢١ ، والفخري في الآداب السلطانية ٢٣٩ ، ٢٤٢ ، ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤١٨ ، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ٢٢٨ ، ٢٢٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٣ رقم ٢١١ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٣٧٢ ، رقم ٢٨٧٣ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٤٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤١ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٨.

(١) انظر عن (أحمد بن الخليل) في :

التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٦ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٩ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٢٩ ـ ١٣١ رقم =

٤١

أبو عليّ البغداديّ البزّاز ، نزيل نيسابور.

عن : عليّ بن عاصم ، ويزيد بن هارون ، وحجّاج بن محمد الأعور ، وأبي النّضّر ، وطبقتهم.

وعنه : ن. وقال : ثقة (١) ، وعبدان الأهوازيّ ، وابن خزيمة ، وآخرون.

مات لثلاث بقين من ربيع الأوّل سنة ثمان وأربعين (٢).

٢٠ ـ أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ (٣) ـ خ. م. د. ت. ن. ـ

أبو عبد الله الرباطيّ الأشقر. نزيل نيسابور.

سمع : وكيعا ، وعبد الرّزّاق ، وإسحاق بن منصور السّلوليّ ، ووهب بن جرير ، وسعيد بن عامر ، وطائفة.

وعنه : الجماعة سوى ق. ، وإبراهيم بن أبي طالب ، والحسين بن محمد القبّانيّ ، وابن خزيمة ، وأبو العبّاس السّرّاج ، وعدّة.

وعنه قال : جئت إلى أحمد بن حنبل ، فجعل لا يرفع رأسه إليّ ، فقلت :

يا أبا عبد الله إنّه يكتب الحديث عنّي بخراسان ، فإن عاملتني بهذا رموا بحديثي.

__________________

= ١٥٠٧ ، والمعجم المشتمل ٤٢ رقم ٢٦ ، وتهذيب الكمال ١ / ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، رقم ٣٢ ، والكاشف ١ / ١٧ رقم ٢٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٧ ، ٢٨ رقم ٤١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٤ رقم ٣٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥ ، ٦.

(١) المعجم المشتمل ٤٢.

(٢) الثقات ، المعجم المشتمل.

(٣) انظر عن (أحمد بن سعيد الرباطي) في :

التاريخ الكبير ٢ / ٦ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٦٦ ، وعمل اليوم والليلة للنسائي ٢٦٥ رقم ٢٨٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٤ رقم ٦٥ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٣١ رقم ٨ ، ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ١ / ٣٣ رقم ١٢ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٦٥ ، ١٦٦ رقم ١٨٤٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٦ رقم ٣ ، والأنساب لابن السمعاني ٦ / ٧١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٤ ، ٤٥ رقم ٣٠ ، واللباب لابن الأثير ٢ / ١٢ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٤٥ رقم ٢٧ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٣١٠ ـ ٣١٢ رقم ٣٧ ، والكاشف ١ / ١٧ ، ١٨ رقم ٣٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٠٧ ـ ٢٠٩ رقم ٧١ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٨ ، ٥٣٩ ، والعبر ١ / ٤٣٩ ، ٤٤٠ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٣٩٠ ، رقم ٢٩٠١ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٠ ، ٣١ رقم ٥٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٥ رقم ٤٤ ، وطبقات الحفاظ ٢٣٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٢.

٤٢

فقال أحمد : هل بدّ أن يقال يوم القيامة : أين عبد الله بن طاهر وأتباعه؟

فانظر أين تكون منه.

قلت : إنّما ولّاني أمر الرّباط ، فلذلك دخلت معه.

فجعل يكرّر قوله عليّ.

توفّي سنة ثلاث وأربعين ، وقيل : سنة خمس وأربعين (١).

وكان يحفظ ويفهم (٢).

٢١ ـ أحمد بن سعيد بن يعقوب الكنديّ الحمصيّ (٣).

أبو العبّاس.

عن : بقيّة ، وعثمان بن سعيد بن كثير.

وعنه : ن. وقال لا بأس به (٤) ، وسعيد بن عمرو البرذعيّ.

وأجاز لابن أبي حاتم.

٢٢ ـ أحمد بن صاعد الصّوريّ الزّاهد (٥).

له مواعظ وكلام نافع.

حكى عنه : أحمد بن أبي الحواري ، وسعد بن محمد البيروتيّ ، ومحمد بن الحسن الجوهريّ ، وآخرون.

ذكره ابن أبي حاتم.

__________________

(١) طبقات الحنابلة ، وقال ابن عساكر : مات يوم عاشوراء ، أو النصف من المحرّم سنة ست.

(المعجم المشتمل).

(٢) وقال النسائي : ثقة. (المعجم المشتمل).

(٣) انظر عن (أحمد بن سعيد الكندي) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٥٣ ، رقم ٦٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤٧ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٥ رقم ٢٣ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٣١٨ ، ٣١٩ رقم ٤١ ، والكاشف ١ / ١٨ رقم ٣٣ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٢ رقم ٥٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٥ رقم ٤٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦.

(٤) المعجم المشتمل.

(٥) انظر عن (أحمد بن صاعد) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٥٦ ، ٥٧ رقم ٧٧ ، والأنساب لابن السمعاني ٨ / ١٠٥ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣٣ / ٢٧٢ و ٣٩ / ١٣٦ ، وتهذيب الكمال ١ / ٣٧٠ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ١ / ٣٠٢ رقم ١٢٢.

٤٣

٢٣ ـ أحمد بن صالح (١) ـ خ. د. ـ

أبو جعفر الطّبريّ. أبوه المصريّ الحافظ أحد أركان العلم والحفظ.

قال أبو سعيد بن يونس : كان أبوه جنديّا من جنود طبرستان ، فولد له أحمد بمصر سنة سبعين ومائة (٢).

قلت : سمع : سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن وهب ، وحرميّ بن عمارة ، وعنبسة بن سعيد ، وابن أبي فديك ، وعبد الرّزّاق ، وعبد الله بن نافع ، وطائفة.

وعنه : خ. د. ، ثم خ. عن رجل عنه (٣) ، وعمرو النّاقد ، والذّهليّ ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمود بن غيلان ، وأبو زرعة الدّمشقيّ ، وصالح جزرة ، وأبو إسماعيل التّرمذيّ ، وخلق كثير آخرهم أبو بكر بن أبي داود.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن صالح) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٦ رقم ١٥١٠ ، وتاريخه الصغير ٢٣٦ ، والأدب المفرد ، له ، رقم ٨٨٢ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٢٩٠ ، ٦٨٦ ، و ٢ / ١٨٤ ، ١٩١ ، ٣١١ ، ٣٨٦ ، ٤٣٣ ، ٤٣٥ ، و ٣ / ٣٦٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٨ رقم ٥ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٦ رقم ٧٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٥ ، ٢٦ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ١٨٤ ـ ١٨٧ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٣٤ ، ٣٥ رقم ١٣ ، وتاريخ الطبري ٤ / ١٩٥ ـ ٢٠٢ رقم ١٨٨٦ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٣٦٨ ، ٥٥٧ ، ٥٥٨ ، ٥٦٠ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٩٥ ـ ٢٠٢ رقم ١٨٨٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٠ رقم ١٩ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٧ ، ٤٨ رقم ٤١ ، ومروج الذهب ٣٠٦٧ ، والطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ١ / ١٨٦ ـ ١٩٩ ، وأخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي ٨٧ ، وبدائع الزهور لابن إياس ج ١ ق ١ / ١٥٧ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٤٨ ـ ٥٠ رقم ٣٧ ، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) ٢ / ٩ ، ١٣ ، ٢١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٣٤٠ ـ ٣٥٤ رقم ٤٩ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٤١ رقم ٣٠٩ ، والعبر ١ / ٤٥٠ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٩٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٠٣ ، ١٠٤ رقم ٤٠٦ ، والكاشف ١ / ١٩ رقم ٣٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٢ رقم ٨٨٤ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١٦٠ ـ ١٧٧ رقم ٥٩ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٨٤ ـ ١٨٨ رقم ٨٤ ، والديباج المذهب ١ / ١٤٣ ـ ١٤٥ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٥٤ ، ١٥٥ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٤٢٤ ، رقم ٢٩٤٢ ، وغاية النهاية ١ / ٦٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٩ ، ٤٢ رقم ٦٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦ رقم ٥٨ ، وطبقات الحفاظ ٢١٦ ، ٢١٧ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٦ ، ٤٨٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧ ، وشذرات الذهب ٢ / ١١٧ ، وشجرة النور الزكية ١ / ٦٧.

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٢.

(٣) في المعجم المشتمل : روى خ. عن محمد غير منسوب عنه ، قيل إنه محمد بن يحيى.

٤٤

وقدم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين ، فسمع من عفّان ، وجالس أحمد بن حنبل وناظره.

قال أبو زرعة : سألني أحمد بن حنبل : من بمصر؟

قلت له : أحمد بن صالح.

فسرّ بذكره ودعا له (١).

وقال صالح بن محمد : قال أحمد بن صالح : كان عند ابن وهب مائة ألف حديث (٢) ، كتبت عنه خمسين ألف حديث (٣).

قال صالح : لم يكن بمصر أحد يحسن الحديث غير أحمد بن صالح. وكان رجلا جامعا ، يعرف الفقه والحديث والنّحو ، ويتكلّم في حديث الثّوريّ وشعبة وأهل العراق ، يعني يذاكر به.

قال : وكان يذاكر بحديث الزّهريّ ويحفظه (٤).

وقال عليّ بن الحسين بن الجنيد : سمعت ابن نمير يقول : ثنا أحمد بن صالح ، وإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله (٥).

وسئل عنه أبو حاتم فقال : ثقة كتبت عنه بمصر ، ودمشق ، وأنطاكية (٦).

وقال البخاريّ : هو ثقة [صدوق] ، ما رأيت أحدا يتكلّم فيه بحجّة (٧).

وقال يعقوب الفسويّ : كتبت عن ألف شيخ وكسر ، حجّتي فيما بيني وبين الله رجلان : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن صالح (٨).

وقال أحمد بن عبد الله العجليّ (٩) : أحمد بن صالح ثقة ، صاحب سنّة.

__________________

(١) الكامل لابن عديّ ١ / ١٨٤ ، تاريخ بغداد ٤ / ١٩٦.

(٢) في الكامل ١ / ١٨٥ : قال أحمد بن صالح : صنّف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث.

(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠.

(٤) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠.

(٥) تاريخ بغداد ٤ / ١٩٩.

(٦) الجرح والتعديل ٢ / ٥٦.

(٧) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠١ والزيادة منه.

(٨) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠.

(٩) في تاريخ الثقات ٤٨.

٤٥

وقال أبو عبيد الآجرّيّ : سمعت أبا داود يقول : كتب أحمد بن صالح المصريّ عن سلامة بن روح ، وكان لا يحدّث عنه. وكتب عن ابن زبالة خمسين ألف حديث ، وكان لا يحدّث عنه (١).

وقال ابن وارة الحافظ : أحمد بن حنبل ببغداد ، وأحمد بن صالح بمصر ، والنّفيليّ بحرّان ، وابن نمير بالكوفة ، هؤلاء أركان الدّين (٢).

وقال البغويّ : سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول : قدمت مصر فأتيت أحمد بن صالح ، فسألني : من أين أنت؟

قلت : من بغداد.

قال : تكتب لي موضع منزلك ، فإنّي أريد أن أوافي العراق ، حتّى تجمع بيني وبين أحمد بن حنبل.

قال : فقدم ، فذهبت به إلى أحمد ، فقام إليه ورحّب به وقرّبه وقال : بلغني أنّك جمعت حديث الزّهريّ ، فتعال حتّى نذكر ما روى عن الصّحابة.

فتذاكرا ، ولم يغرب أحدهما على الآخر. ثمّ تذاكرا ما روي عن أنباء الصّحابة ، إلى أن قال أحمد بن حنبل : عندك عن الزّهريّ ، عن محمد بن جبير ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يسرّني أنّ لي حمر النّعم وأنّي لم أشهد حلف المطيبين» (٣).

فقال أحمد بن صالح : أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا؟

فجعل أحمد يتبسّم ويقول : رواه عنه رجل مقبول ، أو صالح ، عبد الرحمن بن إسحاق. فقال : من رواه عنه.

قال : ثناه رجلان ثقتان : ابن عليّة ، وبشر بن المفضّل.

فقال : سألتك بالله إلّا ما أمليته عليّ.

فقال : من الكتاب.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٤ / ١٩٦ ، طبقات الحنابلة ١ / ٤٨.

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ١٩٩.

(٣) انظر عن حلف المطيّبين في (السيرة النبويّة) لابن هشام ـ بتحقيقنا ـ ج ١ / ١٤٩ ـ ١٥١.

٤٦

ثمّ قام وأخرج الكتاب وأملاه. فقال أحمد بن صالح : لو لم أستفد من العراق إلّا هذا الحديث كان كثيرا.

ثمّ ودّعه وخرج (١).

وقال أبو زرعة الدّمشقيّ : حدّثني أحمد بن صالح قال : حدّثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثّمار ، فأعجبه ، واستزادني مثله ، فقلت :

ومن أين مثله (٢)؟

وعن أبي نعيم قال : ما قدم علينا أحد (٣) أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى ، يعني أحمد بن صالح (٤).

وقال عبدان : سمعت أبو داود يقول : أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهّمه النّاس.

وقال صالح جزرة : حضرت مجلس أحمد بن صالح فقال : حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي.

فقلت : أمّا الماجن فأنا هو.

وذاك أنّه قيل له : إنّ صالحا الماجن قد حضر مجلسك (٥).

قال أبو بكر الخطيب (٦) : يقال كان آفة أحمد بن صالح الكبر وشراسة الخلق.

ونال النّسائيّ منه جفاء في مجلسه ، فذلك الّذي أفسد بينهما (٧).

قال ابن عديّ (٨) : سمعت محمد بن هارون البرقيّ يقول : حضرت مجلس

__________________

(١) الكامل لابن عديّ ١ / ١٨٥.

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ١٩٨.

(٣) في المخطوط : «أحدا».

(٤) الكامل ١ / ١٨٤ ، تاريخ بغداد ٤ / ١٩٧ ، ١٩٨ و ١٩٩.

(٥) الكامل ١ / ١٨٧.

(٦) في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠.

(٧) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠.

(٨) في الكامل ١ / ١٨٧ ، تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠.

٤٧

أحمد بن صالح وطرد النّسائيّ من مجلسه ، فحمله على أن تكلّم فيه.

قال النّسائيّ في «الكنى» : أبو جعفر أحمد بن صالح ليس بثقة ولا مأمون ، تركه محمد بن يحيى ، ورماه يحيى بن معين بالكذب ، ثناه معاوية بن صالح ، عن يحيى قال : أحمد بن صالح كذّاب يتفلسف (١).

وقال ابن عديّ (٢) : سمعت محمد بن سعد السعدي : سمعت النّسائيّ : سمعت معاوية بن صالح يقول : سألت ابن معين ، عن أحمد بن صالح فقال : رأيته كذّابا يخطر في جامع مصر.

وروى الحاكم ، عن أبي حامد السّيّاريّ : ثنا أبو بكر محمد بن داود الرّازيّ يقول : ارتحلت إلى أحمد بن صالح ، فدخلت فتذاكرنا إلى أن ضاق الوقت ، ثمّ أخرجت من كمّي أطرافا فيها أحاديث سألته عنها. فقال لي : تعود. فعدت من الغد مع أصحاب الحديث ، فأخرجت الأطراف وسألته عنها ، فقال : تعود.

فقلت : أليس قلت لي بالأمس تعود؟ ما عندك ما يكتب أو ردّ عليّ مسندا أو مرسلا أو حرفا ممّا أستفيد ، فإن لم أورد لك عمّن هو أوثق منك فلست بأبي زرعة.

ثم قمت وقلت لأصحابنا : من هاهنا ممّن يكتب عنه؟

قالوا : يحيى بن بكير.

فذهبت إليه.

وروى أبو عمرو الدّانيّ ، عن مسلمة بن القاسم الأندلسيّ قال : النّاس مجمعون على ثقة أحمد بن صالح.

وقال. وكان سبب تضعيف النّسائيّ له أنّه كان لا يحدّث أحدا حتّى يشهد عنده رجلان أنّه من أهل الخير والعدالة ، كما كان يفعل زائدة. فدخل النّسائيّ بلا إذن ولم يأته بمن يشهد له ، فلمّا رآه أنكره وأمر بإخراجه.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٢.

(٢) في الكامل ١ / ١٨٤.

٤٨

وقال ابن عديّ (١) : كان النّسائيّ ينكر عليه أحاديث منها : عن ابن وهب ، عن مالك ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : «الدّين النّصيحة».

والحديث فقد رواه يونس بن عبد الأعلى ، عن ابن وهب.

قال : وقد كان سمع في كتب حرملة ، فمنعه حرملة ، ولم يدفع إليه إلّا نصف الكتب. فكان أحمد بن صالح ينكر كلّ من بدأ بحرملة إذا وافى مصر ، لم يحدّثه أحمد (٢).

وسمعت بعض مشايخنا يقول : قال أحمد بن صالح : صنّف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث ، فعند بعض النّاس منها الكلّ ، يعني حرملة ، وعند بعض النّاس النّصف ، يعني نفسه (٣).

قال : وسمعت القاسم بن مهديّ يقول : كان أحمد بن صالح يستعير منّي كلّ جمعة الحمار ، فيركبه إلى الصّلاة. وكنت جالسا عند حرملة في الجامع ، فجاء أحمد على باب الجامع ، فنظر إلينا وإلى حرملة ولم يسلّم ، فقال حرملة :

انظر إلى هذا ، بالأمس يحمل دواتي ، واليوم يمرّ بي فلا يسلّم!.

قال القاسم : ولم يحدّثني أحمد لأني كنت جالسا عند حرملة (٤).

قال : وسمعت عبد الله بن محمد بن سلم المقدّسي يقول : قدمت مصر ، فبدأت بحرملة ، فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث ، ويونس بن يزيد ، و «الفوائد». ثمّ ذهبت إلى أحمد بن صالح ، فلم يحدّثني.

فحملت كتاب يونس فحرّقته بين يديه لأرضيه ، وليتني لم أحرقه ، فلم يرض ، ولم يحدّثني (٥).

قال ابن عديّ (٦) : وأحمد من حفّاظ الحديث. وكلام ابن معين فيه تحامل

__________________

(١) في الكامل ١ / ١٨٧.

(٢) الكامل ١ / ١٨٦.

(٣) الكامل لابن عديّ ١ / ١٨٥ ، ١٨٦.

(٤) الكامل لابن عدي ١ / ١٨٦.

(٥) الكامل ١ / ١٨٦.

(٦) في الكامل ١ / ١٨٧.

٤٩

وأمّا سوء ثناء النّسائيّ عليه فلما تقدّم. إلى أن قال (١) : ولو لا أنّي شرطت أن أذكر في كتابي كلّ من تكلّم فيه متكلّم لكنت أجلّ أحمد بن صالح أن أذكره.

وقال ابن يونس : مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين (٢).

قال : ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النّسائيّ ، ولم تكن له آفة غير الكبر (٣).

قلت : وقع لي حديثه عاليا في «جزء ابن الطّلّاية» وغيره.

٢٤ ـ أحمد بن صالح المكّيّ السوّاق (٤).

يقال له السّموميّ.

عن : مؤمّل بن إسماعيل ، ونعيم بن حمّاد ، وطبقتهما.

__________________

(١) في الكامل أيضا ١ / ١٨٧.

(٢) تاريخ البخاري ، المعجم المشتمل.

(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٢ ، وقال ابن حبّان : «وكان أحمد هذا في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ وأسباب المحدّثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق ، ولكنه كان صلفا تيّاها لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه ، فكان يحسد على ذلك ، والّذي روى معاوية بن صالح الأشعري عن يحيى بن معين : أن أحمد بن صالح كذّاب فإنّ ذلك أحمد بن صالح الشمومي ، شيخ كان بمكة يضع الحديث ، سأل معاوية بن صالح يحيى بن معين عنه ، فأما هذا فإنّه مقارن يحيى بن معين في الحفظ والإتقان ، كان أحفظ بحديث المصريين والحجازيين من يحيى بن معين ، وكان بينه وبين محمد بن يحيى النيسابورىّ معارضة لصلفه عليه ، و

كذلك أبو زرعة الرازيّ دخل عليه مسلّما فلم يحدّثه ، فوقع بينهما ما يقع بين الناس ، وإن صحّت عدالته وكثر رعايته بالسنن والأخبار والتفقّه فيها لما يجري أن لا تخرج لصلف يكون فيه أوتيه وجد منه ، ومن الّذي يتعرّى عن موضع عقب من الناس أو من يدخل في جملة من لا يلزق فيه العيب بعد العيب. وأما ما حكي عنه في قصة حور العين فإنّ ذلك كذب وزور وبهتان وإفك عليه ، وذاك أنه لم يكن يتعاطى الكلام ولا يخوض فيه ، والمحسود أبدا يقدح فيه ، لأنّ الحاسد لا غرض له إلّا تتبّع مثالب المحسود ، فإن لم يجد ألزق مثله به». (الثقات ٨ / ٢٥ ، ٢٦).

(٤) انظر عن (أحمد بن صالح المكيّ) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٥٦ ، رقم ٧٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٦ (في ترجمة «أحمد بن صالح الطبري» وفيه : «الشمومي» بالشين المعجمة ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٧٣ ، ٧٤ رقم ١٨٩ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٠٤ رقم ٤٠٧ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٤٢ رقم ٣١١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٢ ، ٤٣ رقم ٦٩ ، وفيه «الشمومي» ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦ (في ترجمة : أحمد بن صالح المصري ، رقم ٥٨) وفيه : «الشموني» بالنون ، ولسان الميزان ١ / ١٨٦ رقم ٥٩٠ و ١ / ١٨٦ ، ١٨٧ رقم ٥٩٢ ، وفيه : «الشمومي».

٥٠

وعنه : الحسن بن اللّيث الرّازيّ.

قال أبو زرعة : صدوق ، لكنّه يحدّث عن الضّعفاء والمجهولين (١).

وقال ابن أبي حاتم (٢) : روى عن مؤمّل أحاديث في الفتن تدلّ على توهين أمره (٣).

٢٥ ـ أحمد بن عبد الله بن الحكم (٤) ـ م. ت. ن. ـ

أبو الحسين ابن الكرديّ الهاشميّ مولاهم البصريّ.

عن : مروان بن معاوية ، وغندر ، وجماعة.

وعنه : م. ت. ن. (٥) ، والبزّار في «مسندة» ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، وآخرون.

توفّي سنة سبع وأربعين (٦).

* ـ أحمد بن عاصم الأنطاكيّ الزّاهد.

قد تقدّم.

٢٦ ـ أحمد بن أبي الحواري عبد الله بن ميمون (٧) ـ د. ق. ـ

__________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ٥٦.

(٢) الجرح والتعديل.

(٣) وقال ابن حبّان : كذّاب ، شيخ كان بمكة يضع الحديث. (الثقات ٨ / ٢٦).

(٤) انظر عن (أحمد بن عبد الله بن الحكم) في :

عمل اليوم والليلة للنسائي ٥٠٦ رقم ٧٨٩٤ والثقات لابن حبّان ٨ / ٣٢ ، ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ١ / ٣٦ رقم ٢٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٥ رقم ٤٧ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٩ رقم ٤٦ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٣٦٥ رقم ٥٧ ، والكاشف ١ / ٢٠ ، و ٢١ رقم ٤٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٧ رقم ٧٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٨ رقم ٦٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٨١.

(٥) وقال عنه : ثقة. (المعجم المشتمل).

(٦) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «مستقيم الحديث».

(٧) انظر عن (أحمد بن أبي الحواري) في :

المراسيل لأبي داود ، رقم ٢٥ و ٢١٩ ، و ٤٨٧ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٧ و ٥٦ و ٤ / ٩٥ ، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) ٢٢٦ ، ٢٢٧ رقم ١٨٦ ، والسنن الكبرى للبيهقي ٧ / ١٤٢ ، والزهد الكبير ، له رقم ٤٠ و ٢٥٠ و ٢٧٤ و ٣٨٧ و ٤٤٠ و ٤٤٨ و ٩١٢ ، والرسالة القشيرية ٢١ ، والإكمال لابن ماكولا ٤ / ٥٧٣ ، والفقيه والمتفقّه للخطيب ٢ / ١٦٨ ، وطبقات =

٥١

أبو الحسن الثّعلبيّ الغطفانيّ الدّمشقيّ الزّاهد. أحد الأئمّة.

أصله من الكوفة.

سمع : ابن عيينة ، والوليد بن مسلم ، وحفص بن غياث ، وعبد الله بن إدريس ، وأبا معاوية ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الله بن وهب ، وأبا الحسن الكسائيّ ، وخلقا.

وصحب أبا سليمان الدّارانيّ.

وأخذ بدمشق عن : أبي مسهر ، وجماعة.

وعنه : د. ق. ، وأبوا زرعة (١) ، وأبو حاتم ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبيّ ، ومحمد بن خزيم ، ومحمد بن المعافى الصّيداويّ ، وأبو الجهم المشغرانيّ ، ومحمد بن محمد الباغنديّ ، وخلق كثير.

قال هارون بن سعيد ، عن يحى بن معين ، وذكر أحمد بن أبي الحواري ، فقال : أهل الشّام به يمطرون.

__________________

= الصوفية للسلمي ٩٨ ـ ١٠٢ رقم ، والأنساب لابن السمعاني ٨ / ١٠٥ ، واللباب لابن الأثير ٣ / ٢١٧ ، وتاريخ دمشق (المخطوط بالخزانة التيمورية) ١٠ / ٨ و ١٥ / ٢٢٨ و ٣٧ / ٢١٣ ، و ٣٩ / ٣٤٢ و ٤٤ / ١٨٣ ، ومعجم البلدان ٥ / ١٣٤ ، ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٩٢ ، وتاريخ دمشق (مصوّرة المجمع العلمي بدمشق) ٣٩٧ ، وصفة الصفوة لابن الجوزي ٤ / رقم ٧٦٤ ، وحلية الأولياء لأبي نعيم ١٠ / ٥ ـ ٣٣ رقم ٤٥٧ ، والعقد الفريد ١٢٢٨ ، ٢ / ٢٣٥ و ٣ / ١٧٨ و ٦ / ٣٧٧ ، وربيع الأبرار للزمخشري ٤ / ١١٧ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٥٠ رقم ٥١ ، وذم الهوى لابن الجوزي ٢٩ ، ٣٠ ، والإشارات إلى معرفة الزيارات ٢٨ ، ولباب الآداب لابن منقذ ٢٨٣ ، والتذكار في فضل الأذكار للقرطبي ٨٤ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧٥ رقم ٦٢ ، والكاشف ١ / ٢١ رقم ٥٠ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٨٥ ـ ٩٤ رقم ٢٦ ، والعبر ١ / ٤٤٦ ، وطبقات الحنابلة ١ / ٧٨ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٥٣ ، ١٥٤ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٩ ، رقم ٧٨٤ وتقريب التهذيب ١ / ١٨ رقم ٧٢ ، وطبقات الأولياء لابن الملقّن ٣١ ـ ٣٦ رقم ٨ ، ومختصر طبقات الحنابلة ٤٣ ، والطبقات الكبرى للشعراني ١ / ٩٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٨ ، وشذرات الذهب ٢ / ١١٠ ، وتاج العروس ٨ / ٤٢ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ١ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ رقم ٨٥ ، والمغني في ضبط أسماء الرجال ٨٣.

(١) هما : أبو زرعة الدمشقيّ ، وأبو زرعة الرازيّ.

٥٢

رواها ابن أبي حاتم (١) ، عن محمد بن يحيى بن مندة ، عنه.

وقال محمود بن خالد ، وذكر أحمد بن أبي الحواري ، فقال : ما أظنّ بقي على وجه الأرض مثله (٢).

وعن الجنيد قال : أحمد بن أبي الحواري ريحانة الشّام (٣).

وقال أبو زرعة : حدّثني أحمد بن أبي الحواري قال : قلت لشيخ دخل مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : دلّني على مجلس إبراهيم بن أبي يحيى. فما كلّمني. فإذا هو عبد العزيز الدّراورديّ.

وقال أحمد بن عطاء الرّوذباريّ : سمعت عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري قال : كنّا نسمع بكاء أبي باللّيل حتّى نقول : قد مات. ثمّ نسمع ضحكه حتّى نقول : قد جنّ.

وقال محمد بن عوف الحمصيّ : رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بطرسوس ، فلمّا صلّى العتمة قام يصلّي ، فاستفتح بالحمد إلى قوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (٤) فطفت الحائط كلّه ثمّ رجعت ، فإذا هو لا يجاوز (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). ثمّ نمت ، ومررت به سحرا (٥) وهو يقرأ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) فلم يزل يردّدها إلى الصّبح.

وقال سعيد بن عبد العزيز : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : من عمل بلا اتّباع سنّة فعمله باطل (٦).

وقال : من نظر إلى الدّنيا نظر إرادة وحبّ ، أخرج الله نور اليقين والزّهد من قلبه (٧).

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٢ / ٤٧.

(٢) حلية الأولياء ١٠ / ٢٢ ، صفة الصفوة ٤ / ٢٣٧.

(٣) صفة الصفوة.

(٤) سورة الفاتحة ، الآية ٤.

(٥) في المخطوط : «سحر».

(٦) طبقات الصوفية للسلمي ١٠١ رقم (٤).

(٧) طبقات الصوفية للسلمي ١٠٠ رقم (٢) ، وحلية الأولياء ١٠ / ٦ ، والزهد الكبير للبيهقي ١٣٤ ، ١٣٥ رقم ٢٥٠ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٣ / ١٤٦ ، وطبقات الأولياء ٣٢.

٥٣

قلت : ولأحمد قدم ثابت في العلم والحديث والزّهد والمواظبة.

ومن مناقبه : قال أبو الدّحداح الدّمشقيّ : نا الحسين بن حامد أنّ كتاب المأمون ورد على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق ، أن أحضر المحدّثين بدمشق فامتحنهم. فأحضر هشام بن عمّار ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وعبد الله بن ذكوان ، وأحمد بن أبي الحواري ، فامتحنهم امتحانا ليس بالشّديد ، فأجابوا ، خلا أحمد بن أبي الحواري ، فجعل يرفق به ويقول : أليس السّماوات مخلوقة؟ أليست الأرض مخلوقة؟

وأحمد يأبى أن يطيعه. فسجنه في دار الحجارة ، ثمّ أجاب بعد ، فأطلقه.

وقال أحمد بن أبي الحواري : قال لي أحمد بن حنبل : متى مولدك؟

قلت : سنة أربع وستّين (١) ومائة.

قال : هي مولدي.

وقد ذكر السّلميّ في «محن الصّوفيّة» أحمد بن أبي الحواري فقال : شهد عليه قوم أنّه يفضّل الأولياء على الأنبياء ، وبذلوا الخطوط عليه. فهرب من دمشق إلى مكّة ، وجاور حتّى كتب إليه السّلطان يسأله الرجوع ، فرجع.

قلت : هذا من الكذب على أحمد ، رحمه‌الله ، فإنّه كان أعلم بالله من أن يقع في ذلك ، وما يقع في هذا إلّا ضالّ جاهل.

وقال السّلميّ في «تاريخ الصّوفيّة» : سمعت محمد بن جعفر بن مطر :

سمعت إبراهيم بن يوسف الهسنجانيّ يقول : رمى أحمد بن أبي الحواري بكتبه في البحر وقال : نعم الدّليل كنت. والاشتغال بالدّليل بعد الوصول محال (٢).

ثم قال السّلميّ : سمعت محمد بن عبد الله الطّبريّ : سمعت يوسف بن الحسين يقول : طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة ، ثمّ حمل كتبه كلّها إلى البحر فغرّقها ، وقال : يا علم لم أفعل هذا بك استخفافا ، ولكن لمّا

__________________

(١) في أصل المخطوط : «أربع وتسعين» وهو غلط ، والصواب ما أثبتناه. (تهذيب الكمال ١ / ٣٧٤).

(٢) حلية الأولياء ١٠ / ٦ و ٧.

٥٤

اهتديت بك استغنيت عنك (١).

ثمّ روى السّلميّ (٢) وفاة ابن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين (٣) ، وهذا غلط.

حكاية عجيبة لا أعلم صحّتها

روى السّلميّ ، عن محمد بن عبد الله ، وأبي عبد الله بن بالويه ، عن أبي بكر الغارميّ : سمعا أبا بكر السّبّاك ، سمعت يوسف بن الحسين يقول : كان بين أبي سليمان الدّارانيّ ، وأحمد بن أبي الحواري عقد لا يخالفه في أمر.

فجاءه يوما وهو يتكلّم في مجلسه فقال : إنّ التّنّور قد سجر. فلم يجبه.

فقال : إنّ التّنّور قد سجر ، فما تأمر؟

فلم يجبه. فأعاد الثّالثة فقال : اذهب فاقعد فيه. كأنّه ضاق به. وتغافل أبو سليمان ساعة ، ثمّ ذكر فقال : اطلبوا أحمد ، فإنّه في التّنّور ، لأنه على عقد أن لا يخالفني.

فنظروا فإذا هو في التّنّور لم يحترق منه شعرة (٤).

قال عمرو بن دحيم : توفّي لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ستّ وأربعين (٥).

٢٧ ـ أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى (٦).

__________________

(١) حلية الأولياء ١٠ / ٦.

(٢) في طبقات الصوفية ٩٩ ، وبها أرّخه ابن الجوزي في : صفة الصفوة ٤ / ٢٣٨.

(٣) والصحيح وفاته سنة ست وأربعين ومائتين.

(٤) تاريخ دمشق (مخطوطة التيموريّة) ١٩ / ٥٨٧.

(٥) ويقال : سنة خمس. (المعجم المشتمل).

(٦) انظر عن (أحمد بن عبد الله الجويباري) في :

أحوال الرجال للجوزجانيّ ٢٠٦ رقم ٣٨٠ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٦٧ ، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان ١ / ١٤٢ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ١٨١ ، ١٨٢ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ٥٠ رقم ٣٧ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٧٨ ، ٧٩ رقم ٢٠٩ ، ومعجم البلدان ٢ / ١٧٦ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٤٣ رقم ٣٢٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٠٦ ـ ١٠٨ رقم ٤٢١ ، والكشف الحثيث ٥٨ ، ٥٩ رقم ٤٧ ، ولسان الميزان ١ / ١٩٣ رقم ٦١١.

٥٥

أبو عليّ الشّيبانيّ الجوباريّ ويقال الجويباريّ الهرويّ ، المعروف بستوّق.

وجوبار : من أعمال هراة.

روى عن : جرير ، وابن عيينة ، والفضل بن موسى السّينانيّ ، ووكيع ، وغيرهم أحاديث وضعها عليهم.

وعنه : محمد بن كرّام السّجستانيّ شيخ الكرّاميّة ، وأحمد بن بهرام ، وآحاد النّاس.

قال ابن عديّ (١) : له أحاديث كثيرة وضعها.

وقال الدّارقطنيّ (٢) : كذّاب.

وقال الحاكم أبو عبد الله : لا يحلّ كتب حديثه بوجه.

قلت : ومن موضوعاته : روي عن أبي يحيى المعلّم ، عن حميد ، عن أنس يرفعه قال : «يكون في أمّتي رجل يقال له النّعمان بن ثابت يكنّى أبا حنيفة ، يجدّد الله سنّتي على يديه» (٣).

توفّي في رجب سنة سبع وأربعين (٤).

__________________

(١) في الكامل ١ / ١٨١ ، وقال : وكان يضع الحديث لابن كرّام على ما يريده ، وكان ابن كرّام يضعها في كتبه عنه ويسمّيه أحمد بن عبد الله الشيبانيّ.

(٢) في الضعفاء والمتروكين ، رقم ٣٧.

(٣) الكامل لابن عديّ ١ / ١٨٢.

(٤) وضعّفه النسائي.

وقال ابن حبّان : دجّال من الدجاجلة كذّاب ، يروي عن ابن عيينة ، ووكيع ، وأبي ضمرة ، وغيرهم من ثقات أصحاب الحديث ، ويضع عليهم ما لم يحدّثوا ، وقد روى عن هؤلاء الأئمة ألوف حديث ما حدّثوا بشيء منها ، كان يضعها عليهم ، لا يحلّ ذكره في الكتب إلا على سبيل الجرح فيه ، ولو أنّ أحداث أصحاب الرأي بهذه الناحية خفي عليهم شأنه ، لم أذكره في هذا الكتاب لشهرته عند أصحاب الحديث قاطبة بالوضع على الثقات ما لم يحدّثوا. (المجروحون ١ / ١٤٢).

وقال محمد بن أحمد بن حمّاد : أحمد بن عبد الله الهروي ستّوق ، كان يضع الحديث ما أدري حسن إيمانه. (الكامل ١ / ١٨١).

وقال الجوزجاني : أحمد بن عبد الله ستّوق الهروي ، كان يضع الحديث ، ما أدري حسن إيمانه.

(أحوال الرجال ٢٠٦) وقد تحرّفت «حسن» إلى «حسب» ، فلتصحّح.

٥٦

٢٨ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن بكّار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطاة (١). ـ ت. ن. ق. ـ

أبو الوليد القرشيّ العامري البسريّ الدّمشقيّ ، نزيل بغداد.

سمع : الوليد بن مسلم ، وعراك بن خالد ، ومروان بن معاوية.

وعنه : ت. ن. ق. ، وأبو محمد الدّارميّ ، وعبد الله بن ناجية ، وأبو القاسم البغويّ ، وأبو حامد الحضرميّ ، وحاجب الفرغانيّ ، وآخرون.

قال أبو حاتم : صدوق (٢).

وقال النّسائيّ : صالح (٣). مات في رمضان سنة ثمان وأربعين (٤).

وقال الباغنديّ : نا إسماعيل بن عبد الله اليشكريّ قال : لم يسمع أبو الوليد من الوليد بن مسلم شيئا. وكنت أعرفه شبه قاصّ. وكان يحلّل النّساء للرّجال ، ويعطى السّبي ، سامحه الله (٥).

٢٩ ـ أحمد بن عبدة بن موسى الضّبّيّ (٦) ـ م. ع. ـ

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن بكار) في :

أخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢١١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٩ رقم ٨٩ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٣ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٢٤١ ـ ٢٤٣ رقم ١٩٦٧ ، والأنساب ٢ / ٢١٢ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٥١ رقم ٥٤ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٣٨٣ ـ ٣٨٥ رقم ٦٦ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٤٥ رقم ٣٤٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ١١٥ رقم ٤٤٥ ، والكاشف ١ / ٢٢ رقم ٥٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١١٤ رقم ٣٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٥٢ ، ٥٣ رقم ٨٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٩ رقم ٧٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٨ ، ٩.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ٥٩.

(٣) المعجم المشتمل ٥١.

(٤) المعجم المشتمل. وقال البغوي : مات سنة ست وأربعين ومائتين ، قال الخطيب : وهذا القول وهم.

(٥) تاريخ بغداد ٤ / ٢٤٢ بأطول مما هنا. ثم قال : وأبو الوليد ليس حاله عندنا ما ذكر الباغنديّ عن هذا الشيخ ، بل كان من أهل الصدق ، وقد حدّث عنه من الأئمة : أبو عبد الرحمن النسائي وحسبك به ، وذكره أيضا في جملة شيوخه الّذين بيّن أحوالهم.

(٦) انظر عن (أحمد بن عبدة) في :

التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٦ ، وتاريخ الطبري ١ / ٢٩٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٦٢ رقم ١٠٠ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٣ ، ٢٤ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٢١ ، ٣٢ رقم ٤ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٣٨٧ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٥٣ رقم ٦٠ ، وتهذيب الكمال =

٥٧

أبو عبد الله البصريّ.

سمع : حمّاد بن زيد ، وعبد الواحد بن زياد ، وحفص بن جميع ، وطائفة.

وعنه : م. ع. ، وزكريّا السّاجيّ ، وأبو بكر بن خزيمة ، وخلق كثير.

وكان ثقة نبيلا.

توفّي في شوّال (١) سنة خمس وأربعين.

٣٠ ـ أحمد بن عثمان بن عبد النّور (٢) ـ م. ت. ن. ـ

أبو عثمان النّوفليّ البصريّ ، المعروف بأبي الجوزاء عن : أبي داود الطّيالسيّ ، وقريش بن أنس ، وأزهر السّمّان ، وغيرهم.

وعنه : م. ت (٣). ن (٤). وأبو بكر بن أبي عاصم ، وآخرون.

وكان من نسّاك أهل البصرة وثقاتهم.

توفّي سنة ستّ وأربعين ومائتين (٥).

٣١ ـ أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السّرح (٦) ـ م. د. ن. ق. ـ

__________________

= للمزّي ١ / ٣٩٧ ـ ٣٩٩ رقم ٧٥ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٤٧ رقم ٣٥٤ ، والكاشف ١ / ٢٣ ، رقم ٥٩ ، والوافي بالوفيات ٧ / ١٦٦ رقم ٣٠٩٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٥٩ رقم ٩٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٠ رقم ٨٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٨.

(١) في التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٦ ، والمعجم المشتمل : في رمضان ، وكذا في ثقات ابن حبّان ٨ / ٢٣.

(٢) انظر عن (أحمد بن عثمان النوفلي) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٦٣ رقم ١٠٤ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٣٤ رقم ١٥ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٤ رقم ٤٣ ، والمعجم المشتمل ٥٤ رقم ٦٥ ، وتهذيب الكمال ١ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ رقم ٨١ ، والكاشف ١ / ٢٤ رقم ٦٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٦١ رقم ١٠٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٢ رقم ٩١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٠.

(٣) وهو كنّاه أبا عثمان.

(٤) وقال : لا بأس به. (المعجم المشتمل).

(٥) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : مات في رمضان سنة خمس وأربعين.

(٦) انظر عن (أحمد بن عمرو) في :

عمل اليوم والليلة للنسائي ٣٨٥ رقم ٥٧٨ ورقم ٥٨٩ ، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٥٥ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٥٠ ، ١٦٤ ، ٢٦٢ ، ٣٥٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٥ رقم ١١٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٩ ، والولاة =

٥٨

أبو الطّاهر الأمويّ ، مولاهم المصريّ الفقيه.

عن : سفيان بن عيينة ، وابن وهب ، وسعيد الآدم.

وعنه : م. د. ن (١). ق. ، وطائفة آخرهم أبو بكر بن أبي داود.

وكان من جلّة العلماء ، شرح «موطّأ ابن وهب».

وتوفّي لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين (٢).

وتفرّد عن ابن وهب بحديث.

قال ابن عديّ : ثناه أبو العلاء الكوفيّ ، والقاسم بن مهديّ ، والعبّاس بن محمد ، ومحمد بن زياد بن حبيب ، وغيرهم قالوا : ثنا أبو طاهر بن السّرح ، نا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن أبي يونس ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ بني آدم سيّد ، الرجل سيّد أهله ، والمرأة سيّدة بيتها».

هذا حديث صحيح غريب (٣).

٣٢ ـ أحمد بن عيسى بن حسّان (٤) ـ خ. م. د. ن. ق. ـ

__________________

= والقضاة للكندي ٣٠٤ ، ٣١٨ ، ٣٣٣ ، ٣٣٤ ، ٣٣٨ ، ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، ٣٥٠ ، ٣٦٤ ، ٣٧٨ ، ٣٩٨ ، ٤٧٠ ، ومروج الذهب للمسعوديّ ٣٠٦٩ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٣٣ ، رقم ٩ ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ١ / ٢١٣ وفيه «السراج» بدل «السرح» ، وهو غلط ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٤ رقم ٤٠ ، وطبقات علماء إفريقية (انظر فهرس الأعلام) ، وترتيب المدارك للقاضي عياض ٣ / ٧٨ ، والمعجم المشتمل ٥٦ رقم ٧٠ ، واللباب ٢ / ١١٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ١ / ١٩٩ ، وتهذيب الكمال ١ / ٤١٥ ـ ٤١٧ رقم ٨٦ ، والكاشف ١ / ٢٥ رقم ٦٩ ، والعبر ١ / ٤٥٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٦٢ ، ٦٣ رقم ١٤ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٠٤ ، ٥٠٥ ، والبداية والنهاية ١١ / ٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٦٤ رقم ١١٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٣ رقم ٩٧ ، وطبقات الحفاظ ٢١٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٠ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٢٠.

(١) وقال : ثقة. المعجم المشتمل.

(٢) الثقات لابن حبان ، المعجم المشتمل.

(٣) قال أبو سعيد بن يونس : قال لي علي بن الحسن بن خلف بن قديد : كان يونس جدّك يحفظ وكان أحمد بن عمرو لا يحفظ ، وكان ثقة ثبتا صالحا.

(٤) انظر عن (أحمد بن عيسى) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٦ رقم ١٥١٢ ، والتاريخ الصغير ، له ٢٣٥ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٦٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٦٤ رقم ١٠٩ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٥ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٤٠ ، ٤١ رقم ٢٢ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٣٦ رقم ٢١ ، =

٥٩

أبو عبد الله المصريّ المعروف بابن التّستريّ.

سمع : ضمام بن إسماعيل ، ومفضّل بن فضالة ، وابن وهب ، وبشر بن بكر ، وأزهر السّمّان ، وغيرهم.

وعنه : الجماعة سوى ت. ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وإبراهيم الحربيّ ، ويوسف القاضي ، وأبو القاسم البغويّ ، وأبو يعلى الموصليّ ، وآخرون.

قال : أبو داود : سألت ابن معين عنه فحلف بالله أنّه كذّاب (١).

وقال أبو زرعة لمّا نظر في «صحيح مسلم» : يروي عن أحمد بن عيسى في الصّحيح ، وما رأيت أهل مصر يشكّون في أنّه ... وأشار إلى لسانه (٢).

وأمّا النّسائيّ فقال : ليس به بأس (٣).

وقال الخطيب (٤) : ما رأيت لمن ترك الاحتجاج بحديثه حجّة.

مات بسامرّاء في صفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين (٥). وكان أبوه يتّجر إلى تستر ، فعرف بالتّستريّ ، وهي ششتر (٦).

__________________

= وتاريخ بغداد ٤ / ٢٧٢ ـ ٢٧٥ رقم ٢٠٢٣ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٧ رقم ٧ ، والأنساب لابن السمعاني ٣ / ٥٥ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٥٦ ، ٥٧ رقم ٧٢ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٤١٧ ـ ٤٢١ رقم ٨٧ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٥١ رقم ٣٩٤ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٢٥ ، ١٢٦ رقم ٥٠٧ ، والكاشف ١ / ٢٥ رقم ٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٧٠ ، ٧١ رقم ١٦ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٧٢ رقم ٣٢٤٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٦٥ رقم ١١٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٣ رقم ١٠٠ ، وهدي الساري ٣٨٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٠ ، ١١ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٢.

(١) تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٣.

(٢) كأنه يقول الكذب. (تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٤).

(٣) المعجم المشتمل ، رقم ٧٢.

(٤) في تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٥.

(٥) المعجم المشتمل. وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات قبل الأربعين ، وقيل إنه مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين ، والأول أشبه. (٨ / ١٥).

(٦) وقال ابن أبي حاتم : كتب عنه أبي وأبو زرعة بالبصرة. وسألت أبي عنه فقال : قيل لي بمصر إنه قدمها واشترى كتب ابن وهب وكتاب المفضّل بن فضالة ، ثم قدمت بغداد فسألت : هل يحدّث عن المفضّل؟ قالوا : نعم ، فأنكرت ذلك ، وذلك أن الرواية عن ابن وهب والمفضّل لا يستويان ، قال : وسئل أبي عنه فقال : تكلّم الناس فيه. (الجرح والتعديل ٢ / ٦٤).

وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : كان متقنا.

٦٠