تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

الإمام أبو الوليد السّلميّ ، ويقال : الظّفريّ الدّمشقيّ ، خطيب دمشق ومفتيها ومقرئها ومحدّثها.

قال الباغنديّ : سمعته يقول : ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة.

روى عن : مالك ، وعبد الرحمن بن أبي الرّجال ، ومسلم بن خالد الزّنجيّ ، والحكم بن هشام الثّقفيّ ، وإسماعيل بن عيّاش ، ومعروف الخيّاط الّذي رأى واثلة ، ويحيى بن حمزة ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وعيسى بن يونس ، والهيثم بن حميد ، والوليد بن مسلم ، وصدقة بن خالد ، والهقل بن زياد ، وخلق كثير.

وعنه : خ. د. ن. ق. وت. ، عن رجل ، عنه ، وبقيّ بن مخلد ، ومحمد بن

__________________

= ٧٨ ، ٨٥ ، ٢٨٨ و ٤ ق ١ / ١٥ ـ ١٧ ، ٢٥ ، ٢٦ ، ٣٠ ، ٣٢ ، ٤٠ ، ٤٥ ، ٥٩ ، ٧٤ ، ٧٦ ، ٧٩ ، ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١١٨ ، ١٢٦ ، ١٣١ ، ١٤٥ ـ ١٤٧ ، ١٥٠ ، ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٥ ، ١٥٨ ، ٢٦١ ، ٢٦٢ ، ٢٧٨ ، ٣٥٧ ـ ٣٥٩ ، ٤٤٥ ، ٤٤٦ ، ٥٠٢ ، ٥١٢ ، ٥٢٣ ، ٥٥٦ ، وفتوح البلدان للبلاذري ٢٠ ، ٩٩ ، ١٤٩ ، ١٦٥ ، ١٦٧ ، ١٧٢ ، ١٧٩ ، ١٨٣ ، ١٨٧ ، ١٨٨ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٠١ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٥٩ رقم ١٧٤١ ، والجرح والتعديل ٩ / ٦٧٧٦٦ رقم ٢٥٥ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٣٣ ، ومروج الذهب للمسعوديّ ٢٩٧٦ ، والبدء والتاريخ للمقدسي ١ / ٦٣ ، والفهرست لابن النديم ٥٥ ، وسنن الدار الدّارقطنيّ ١ / ٥٥ رقم ٦ ، والعيون والحدائق لمجهول ٣ / ١٤٣ ، والمستدرك على الصحيحين ١ / ٢٢٩ وفيه «هشام بن عمارة» ، وتاريخ جرجان للسهمي ٢٣٥ ، ٢٨١ ، ٣٨٠ ، ٤١٣ ، ٤٨٤ ، ٥١٨ ، والسابق واللاحق للخطيب ٣٦٣ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ٢ / ٥٤٨ ، ٥٤٩ رقم ٢١٣٦ ، وذمّ الهوى لابن الجوزي ٦٥ ، ١٥٥ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣١٢ رقم ١١٢٠ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيموريّة) ٤٢ / ٥٥٦ ، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) ٢ / ٣٧ ـ ٤٠ ، ٥٦ ، ومعجم البلدان ١ / ٢٦٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٤٤٣ ـ ١٤٤٥ ، والكاشف ٣ / ١٥٩ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٧٣ رقم ٦٧٥٥ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٠٢ ـ ٣٠٤ رقم ٩٢٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٢٠ ـ ٤٣٥ رقم ٩٨ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٨ ، والعبر ١ / ٤٤٥ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٥١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٩١ رقم ١٠٢٣ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ١٩٥ ـ ١٩٨ رقم ٦٠٧٨ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٥ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٥٤ ـ ٣٥٦ رقم ٣٧٨٧ ، والإغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط ١٠٥ رقم ١١٩ ، ومشارع الأشواق للدمياطي ٢ / ٧٥٢ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٥١ ـ ٥٤ رقم ٩٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٢٠ رقم ٩٣ ، ولسان الميزان ٧ / ٤١٩ رقم ٥١٠٤ ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ٢ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ رقم ٦٦٧ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ١٩٧ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٢ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٩ ، ١١٠ ، والأعلام ٩ / ٥٦٧ ، وتاريخ التراث العربيّ ١ / ١٦٦ ، ١٦٧ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ١٤٥ ، ١٤٦ رقم ١٧٧٠.

٥٢١

سعد كاتب الواقديّ ، وأبو عبيد القاسم بن سلّام وهما أقدم منه موتا ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، وجعفر الفريابيّ ، وعبد الله بن مسلم المقدسيّ ، وعبدان الأهوازيّ ، وابن قتيبة العسقلانيّ ، ومحمد بن محمد الباغنديّ ، ومحمد بن خريم العقيليّ ، وعبد الله بن عتّاب الزّفتيّ ، وخلق كثير من سائر الآفاق.

وقد قرأ القرآن على : عراك بن خالد ، وأيّوب بن تميم.

وتصدّر للإقراء ، فعرض عليه : أبو عبيد مع تقدّمه ، وأحمد بن يزيد الحلوانيّ ، وهارون بن موسى الأخفش ، وأبو عليّ إسماعيل بن الحويرس ، وأحمد بن محمد بن مامويه ، وطائفة.

وقد روى عنه لجلالته شيخان من شيوخه : الوليد بن مسلم ، ومحمد بن شعيب بن شابور.

قال معاوية الأشعريّ ، وإبراهيم بن الجنيد ، فيما روياه عن يحيى بن معين : ثقة.

وقال أبو حاتم ، عن ابن معين : كيّس كيّس (١).

وقال النّسائيّ (٢) ، وغيره : لا بأس به.

وقال الدّار الدّارقطنيّ : صدوق كبير المحلّ (٣).

قال هشام : كتب إلينا ابن لهيعة ، عن أبي عشّانة ، عن عقبة بن عامر قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله ليعجب إلى الشّابّ ليست له صبوة» (٤).

رواه ابن عديّ (٥) ، عن الحسني بن عبد الله القطّان : ثنا هشام [بن عمّار ، ثنا كامل بن] (٦) طلحة ، عن ابن لهيعة : ثنا أبو عشّانة ، سمع عقبة مثله.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٩ / ٦٦.

(٢) المعجم المشتمل ٣١٢ ، وفي موضع آخر قال : صدوق.

(٣) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٥١ ، وابن عديّ في الكامل ٤ / ١٤٦٦.

(٥) في الكامل ٤ / ١٤٦٥.

(٦) في الأصل بياض ، والمستدرك من : الكامل. (في ترجمة : عبد الله بن لهيعة).

٥٢٢

تفرّد به ابن [لهيعة] (١).

وعن هشام قال : [ما أعدت خطبة] (٢) منذ عشرين سنة.

قال عبدان : ما كان في الدّنيا مثله.

وقال محمد بن الفيض : سمعت [هشام بن عمّار] (٣) قال : باع أبي بيتا بعشرين دينارا ، وجهّزني للحجّ ، فلمّا صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك ، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها. فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك ، وغلمان قيام ، والنّاس يسألونه ، وهو يجيبهم. فلمّا انقضى المجلس قلت : يا أبا عبد الله ، ما تقول في كذا وكذا؟ فقال : حصلنا على الصّبيان. يا غلام احمله. فحملني كما يحمل الصّبيّ ، وأنا يومئذ مدرك ، فضربني بدرّة مثل درّة المعلّمين ، سبعة عشرة درّة ، فوقفت أبكي ، فقال : ما يبكيك ، أو جعتك هذه؟

قلت : إنّ أبي باع منزله ووجّه بي أتشرّف بك بالسّماع منك ، فضربتني.

فقال : أكتب. فحدّثني سبعة عشر حديثا. وسألته عمّا كان معي من المسائل ، فأجابني (٤).

وقال صالح جزرة : سمعته يقول : دخلت على مالك ، فقلت : حدّثني.

فقال : اقرأ.

فقلت : لا ، بل حدّثني.

فقال : اقرأ.

فلمّا أكثرت عليه ، قال : يا غلام تعال اذهب بهذا فاضربه. فذهب بي ، فضربني خمس عشرة درّة بغير جرم ، ثمّ جاء بي إليه ، فقلت : قد ظلمتني ، لا أجعلك في حلّ.

فقال : ما كفّارته؟

__________________

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من : الكامل ٤ / ١٤٦٦.

(٢) في الأصل بياض ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٣٠.

(٣) في الأصل بياض ، والمستدرك من : تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٢٨.

(٤) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، وانظر الحكاية في : الإرشاد للخليلي ٢ / ٣٨ ، ٣٩.

٥٢٣

قلت : كفّارته أن تحدّثني بخمسة عشر حديثا. فحدّثني فقلت له : زد من الضّرب ، وزد في الحديث. فضحك وقال : اذهب (١).

وقال محمد بن خريم : سمعت هشام بن عمّار يقول في خطبته : قولوا الحقّ ، ينزلكم الحقّ منازل أهل الحقّ ، يوم لا يقضى إلّا بالحقّ (٢). وكان هشام فصيحا مفوّها بليغا.

قال الفسويّ : سمعته يقول : سمعت من سعيد بن بشير مجلسا مع أصحابنا ، فلم أكتبه. ورأيت بكير بن معروف ، وسمعت منه الكثير ، فلم أكتب عنه (٣).

وقال محمد بن الفيض : كان هشام ممّن يربّع بعليّ (٤).

وقال أبو زرعة الرّازيّ : من فاته هشام بن عمّار يحتاج إلى أن ينزل في عشرة آلاف حديث.

وقال أحمد بن عليّ الحواري : إذا حدّثت في بلد فيه مثل أبي الوليد هشام بن عمّار فيجب للحيتي أن تحلق (٥).

وقال محمد بن عوف ، أتينا هشام بن عمّار في مزرعة له ، وهو قاعد ، وقد انكشفت سوأته ، فقلنا : يا شيخ غطّ سوأتك. فقال : رأيتموه ، لن ترمدوا أبدا (٦).

وقال أبو عبد الله الحميديّ الحافظ : أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أنّ

__________________

(١) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٢٩.

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٢٩.

(٣) سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٣١.

(٤) أي يذكر الأئمة الراشدين الأربعة بخير.

(٥) سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٣٢.

(٦) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٢٧.

٥٢٤

هشام بن عمّار قال : سألت الله سبع حوائج : سألته أن يغفر لي ولوالديّ ، فما أدري ما صنع في هذه ، وقضى لي السّتّة ، وهي أن يرزقني الحجّ ، وأن يعمّرني مائة ، وأن يجعلني مصدّقا على حديث نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأن يجعل النّاس يغدون إليّ في طلب العلم ، وأن أخطب على منبر دمشق ، وأن يرزقني ألف دينار حلالا.

فقيل له : من أين لك الألف دينار؟

قال : وجّه المتوكّل ببعض ولده ليكتب عنّي لمّا خرج إلينا ، ونحن نلبس الأزر ، ولا نلبس السّراويلات ، فجلست ، فانكشفت ذكري ، فرآه الغلام فقال : يا عمّ استتر.

فقلت : رأيته؟

قال : نعم.

قلت : أما إنّك لا ترمد إن شاء الله.

فلمّا دخل على المتوكّل ضحك ، فسأله فأخبره ، فقال : فال حسن تفاءل به رجل من أهل العلم. احملوا إليه ألف دينار (١).

فحملت إليّ من غير مسألة ، ولا استشراف نفس (٢).

قلت : كان فيه دعابة.

قال المرّوذيّ : ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمّار فقال : طيّاش خفيف.

وقال المرورّوذيّ : ورد عليّ كتاب من دمشق فيه : سل لنا أبا عبد الله فإنّ هشام بن عمّار قال : لفظ جبريل ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالقرآن مخلوق.

فسألت أبا عبد الله فقال : أعرفه طيّاش ، قاتله الله ، الكرابيسيّ لم يجتر أن يذكر جبريل ولا محمّدا صلى الله عليهما. هذا قد تجهّم (٣).

وكان في كتابهم : سل لنا أبا عبد الله عن الصّلاة أنّه قال في خطبته على المنبر : الحمد لله الّذي تجلّى لخلقه بخلقه.

__________________

(١) في هامش الأصل وردت هذه العبارة : «قال كاتبه : وكان في المتوكل حسن ظن العلماء وفتوّة وكرم ، رحمه‌الله تعالى».

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٢٧ ، ٤٢٨.

(٣) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٣٢.

٥٢٥

فسألت أبا عبد الله فقال : قاتله الله ، أو دمّر الله عليه ، هذا جهميّ ، الله تعالى تجلّى للجبل ، يقول هو : الله تجلّى لخلقه بخلقه. إن صلّوا خلفه فليعيدوا الصّلاة.

وتكلّم أبو عبد الله بكلام غليظ (١).

قال محمد بن الفيض : سمعت هشام بن عمّار يقول : في جوسية (٢) رجل شرعبيّ كان له بغل ، فكان يدلج على بغله من جوسية ، وهي من قرى حمص ، يوم الجمعة ، فيصلّي الجمعة في مسجد دمشق ، ثمّ يروح فيبيت في أهله ، فكان النّاس يعجبون منه. ثمّ إنّ بغله مات ، فنظروا إلى جنبيه ، فإذا ليس له أضلاع ، إنّما له صفحتان عظم مصمت.

قال ابن الفيض : وسمعت جدّي ، وبكّار بن محمد يذكران حديث الشّرعبيّ ، كما ثنا هشام. رواها تمّام ، عن محمد بن سليمان الرّبعيّ ، عنه (٣).

وقال أبو حاتم : لمّا كبر هشام تغيّر ، فكان كلّما لقّن تلقّن ، وهو صدوق (٤).

وقال أبو داود : حدّث هشام بأرجح من أربعمائة حديث ، ليس لها أصل ، مسندة كلّها. كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر ، وغيره [يلقّنها] (٥) هشام بن عمّار ، وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا.

وقال ابن عديّ سمعت [قسطنطين] (٦) مولى المعتمد على الله يقول :

حضرت إلى مجلس هشام بن عمّار ، فقال له المستمليّ : من ذكرت؟ قال : ثنا

__________________

(١) وقد علّق الذهبي ـ رحمه‌الله ـ على قول الإمام أحمد فيه : طيّاش ، فقال : لأنه بلغه عنه أنه قال في خطبته : الحمد لله الّذي تجلّى لخلقه بخلقه. فهذه الكلمة لا ينبغي إطلاقها ، وإن كان لها معنى صحيح ، لكن يحتجّ بها الحلوليّ والاتحادي. وما بلغنا أنه سبحانه وتعالى تجلّى لشيء إلّا بجبل الطور ، فصيّره دكّا. وفي تجلّيه لنبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم اختلاف أنكرته عائشة ، وأثبته ابن عباس.

(سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٣١ ، ٤٣٢).

(٢) جوسية : بالضم ، ثم السكون ، وكسر السين المهملة ، وياء خفيفة مفتوحة ، وهي قرية من قرى حمص ، تقع إلى الجنوب منها.

(٣) سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٣٣ ، ٤٣٤.

(٤) الجرح والتعديل ٩ / ٦٦ ، ٦٧ وزاد : وكان قديما أصحّ ، كان يقرأ من كتابه.

(٥) في الأصل بياض ، والمستدرك من : تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤.

(٦) في الأصل بياض ، والمستدرك من : تهذيب ٣ / ١٤٤٤ ، وهو «قسطنطين بن عبد الله الرومي».

٥٢٦

بعض مشايخنا ، ثمّ نعس. ثمّ قال له : من ذكرت؟ فنعس فقال : لا تنتفعوا به.

فجمعوا له شيئا فأعطوه ، فكان بعد ذلك تحدّث إليهم حتّى يملّوا.

وقال محمد بن مسلم بن وارة : عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام ، لأنّه كان يبيع الحديث.

وقال صالح جزرة : كان هشام يأخذ على الحديث ، فقال لي مرّة : حدّثني. فقلت : ثنا عليّ بن الجعد ، نا أبو جعفر الرّازيّ ، عن الربيع ، عن أبي العالية قال : علّم مجّانا كما علّمت مجانا.

قال : تعرّضت بي يا با علي.

قلت : بل قصدتك (١).

وروى الإسماعيليّ ، عن عبد الله بن محمد بن سيّار قال : كان هشام بن عمّار يلقّن. وكان يلقّن كلّ شيء ما كان من حديثه. وكان يقول : أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا.

وقال الله : (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) (٢). وكان يأخذ على كلّ ورقتين درهما ، ويشارط ويقول : إن كان الخطّ دقيقا فليس بيني وبين الدّقيق عمل.

فقلت له : إن كنت تحفظ فحدّث ، وإن كنت لا تحفظ فلا تلقّن ما تلقّن.

فاختلط من ذلك وقال : أنا أعرف هذه الأحاديث. ثمّ قال لي بعد ساعة : إن كنت تشتهي أن تعلم فأدخل إسنادا في شيء.

فتفقّدت الأسانيد الّتي فيها قليل اضطراب ، فجعلت أسأله عنها ، فكان يمرّ فيها يعرفها (٣).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤.

(٢) سورة البقرة ، الآية ١٨١.

(٣) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٤٤.

٥٢٧

قال البخاريّ (١) ، وغيره : مات في آخر المحرّم سنة خمس وأربعين (٢).

قلت : وكان ابنه أحمد بن هشام ممّن قرأ عليه وروى عنه ، وبقي إلى سنة ستّ عشرة وثلاثمائة.

ووقع لنا حديث هشام عاليا (٣).

٥٧٦ ـ هلال بن بشر (٤) ـ د. ن. ـ

أبو الحسن المزنيّ البصريّ الأحدب.

عن : حمّاد بن زيد ، وعبد العزيز العمّيّ ، وجماعة.

وعنه : د. ن. (٥) ، وابن خزيمة ، وأبو عروبة ، ويحيى بن محمد بن صاعد (٦).

توفّي سنة ستّ وأربعين ومائتين (٧).

٥٧٧ ـ هلال بن يحيى البصريّ (٨).

__________________

(١) في تاريخه الكبير ٨ / ١٩٩ ، والصغير ٢٣٥.

(٢) وبها أرّخه ابن حبّان في «الثقات» ٩ / ٢٣٣ ، وفيه : ولد سنة ١٥٣ ه‍. وقال : كان يخضب بالحنّاء يحنأ ، وكانت أذناه لاصقتين برأسه.

(٣) ذكره العجليّ في ثقاته ، وقال : صدوق. (تاريخ أسماء الثقات ٤٥٩ رقم ١٧٤١).

وقال الخليلي : ثقة كبير ، روى عنه : البخاري في الصحيح ، وسمع منه الأئمّة والقدماء ، ورضيه الحفّاظ وعمّر .. أدركه المتأخّرون ، وآخر من روى عنه ببغداد : الباغندي ، وبالري : إبراهيم بن يوسف السنجاني ، وبقزوين : علي بن أبي طاهر ، وربّما تقع في حديثه غرائب عن شيوخ الشام ، فالضعف يقع من شيوخه لا منه.

(٤) انظر عن (هلال بن بشر) في :

التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٩ ، والمراسيل لأبي داود رقم ٣٩٤ ، وعمل اليوم والليلة للنسائي ٢٩٤ رقم ٣٥٦ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٤٨ ، والمعجم المشتمل ٣١٣ رقم ١١٢٢ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٤٥١ ، والكاشف ٣ / ٢٠٠ رقم ٦٠٩٨ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٧٥ ، ٧٦ رقم ١١٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٢٢ رقم ١٢٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١١ ، وفيه «أبو الحسن المدني» وهو تحريف.

(٥) وهو قال : ثقة.

(٦) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «مستقيم الحديث».

(٧) وفي تاريخ البخاري الصغير ، توفي سنة ٢٥٣ ه‍.

(٨) انظر عن (هلال بن يحيى) في :

أخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٨١ و ٢ / ١٢٠ ، ١٧٢ ، ١٧٤ ، ١٧٧ ، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان ٣ / ٨٧ ، ٨٨ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ٣ / ٣١٤ رقم ٣٦١٥ ، ونشوار المحاضرة =

٥٢٨

المتكلّم المعروف بهلال الرأي.

مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين.

وكان عالما بالفقه. من كبار علماء الحنفيّة ببلده. ومن أبصر النّاس بالشّروط.

روى عن : عبد الواحد بن زياد ، وروى عن : أبي عوانة ، وغيرهما.

وقلّ ما روى من الحديث. وهو ضعيف عندهم لأنّ له غلطات على قلّة ما عنده.

وروى أيضا عن : عبد الرحمن بن مهديّ.

حدّث عنه : عبد الله بن قحطبة شيخ لابن حبّان ، والحسين بن أحمد بن بسطام ، وغيرهما.

وذكره ابن حبّان في كتاب «الضّعفاء» (١) فقال : ثنا عبد الله بن قحطبة ، ثنا هلال بن يحيى الرأي ، ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس قال : «كانت قبضة سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من فضّة ، وكان نعله له قبالان».

وروى عن : عبد الواحد بن زياد.

أدرك السّماع عنه : أبو بكر البزّار.

٥٧٨ ـ هنّاد بن السريّ بن مصعب بن أبي بكر بن شبر بن صعفوق بن عمرو بن [حاجب بن] زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم (٢) ـ م. ع. ـ

__________________

= للتنوخي ٦ / ١٧١ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٨٨ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٨٠ و ٦ / ٣٨٢. وميزان الاعتدال ٤ / ٣١٧ رقم ٩٢٨٤ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ رقم ٧٢١.

(١) ج ٣ / ٨٨.

(٢) انظر عن (هنّاد بن السريّ) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٨ / ٢٤٨ رقم ٢٨٨٩ (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير ، له ٢٣٥ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٥١ ، وعمل اليوم والليلة للنسائي ١٨٨ رقم ١١٠ ، ورقم ٣٩٣ و ٣٩٧ ورقم ٦٧٨ ، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، وأخبار القضاة ٢ / ٣٠٩ ، وتاريخ الطبري ١ / ١٢ ، ٢٢ ، ٤٥ ، ٥٦ ، ٦٣ ، ١٤٤ ، ٢٥١ و ٢ / ١٥٨ و ٤ / ١٩٦ ، والجرح والتعديل ٩ / ١١٩ ، ١٢٠ رقم ٥٠١ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٤٦ والزيادة بين الحاصرتين منه ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ٢ / ٣٢٨ رقم ١٨٠٦ ، والمستدرك على الصحيحين ١ / ١٧١ ، =

٥٢٩

أبو السّريّ التّميميّ الدّارميّ الكوفيّ الحافظ ، أحد العبّاد.

روى عن : أبي الأحوص سلّام بن سليم ، وشريك ، وعبثر بن القاسم ، وهشيم ، وإسماعيل بن عيّاش ، وابن المبارك ، وعبد الرحمن ابن أبي الزّناد ، وعبد السّلام بن حرب ، وفضيل بن عياض ، وخلق.

وعنه : م. ع. ، والبخاريّ في غير «الصّحيح» ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ومحمد بن صالح بن ذريح ، وعبدان الأهوازيّ ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج ، وآخرون.

وسئل أحمد بن حنبل : عمّن نكتب بالكوفة؟

فقال : عليكم بهنّاد (١).

وقال قتيبة : ما رأيت وكيعا يعظّم أحدا تعظيمه لهنّاد. ثمّ يسأله عن الأهل (١) (٢).

وقال النّسائيّ : ثقة (٣).

وقال أحمد بن سلمة النّيسابوريّ : سمعت هنّاد بن السّريّ غير مرّة إذا ذكر قبيصة بن عقبة قال : الرجل الصّالح. وتدمع عيناه.

قال : وكان هنّاد كثير البكاء. كنت عنده ذات يوم في مسجده ، فلمّا فرغ

__________________

= والسابق واللاحق للخطيب ٣٧١ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٣٠٢ ، ٤٣٥ ، ٤٩٥ ، ٥٣٤ ، ٥٤٤ ، ٥٤٦ ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ٢٢١ ومنه الزيادة ، والإكمال لابن ماكولا ٧ / ٤٠٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ٢ / ٥٥٧ رقم ٢١٦٧ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣١٣ رقم ١١٢٢ ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) ٣ / ١٤٥٠ ، والكاشف ٣ / ١٩٩ رقم ٦٠٩٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٩١ رقم ١٠٢٤ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٦٥ ، ٤٦٦ رقم ١١٨ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٠٧ ، ٥٠٨ ، والعبر ١ / ٤٤١ ، ومشارع الأشواق ٢ / ٧٤٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٥ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٨ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٧٠ ، ٧١ رقم ١٠٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٢١ رقم ١١٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣١٦ ، وطبقات الحفاظ ٢٢٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٤ ، والرسالة المستطرفة ٣٩ ، والأعلام ٩ / ١٠١ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ١٥٤ ، وتاريخ التراث العربيّ ١ / ١٦٥ ، ١٦٦.

(١) الجرح والتعديل ٩ / ١١٩ ، ١٢٠.

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٥٠.

(٣) المعجم المشتمل ٣١٣.

٥٣٠

من القراءة عاد إلى منزله ، فتوضّأ وانصرف إلى المسجد ، وقام على رجليه يصلّي إلى الزّوال ، وأنا معه في المسجد. ثمّ رجع إلى منزله فتوضّأ وانصرف إلى المسجد ، فصلّى بنا الظّهر ، ثمّ قام على رجليه يصلّي إلى العصر ويرفع صوته بالقرآن ، ويبكي كثيرا. ثمّ صلّى بنا العصر ، وجاء إلى المسجد فجعل يقرأ في المصحف إلى اللّيل ، فصلّيت ، معه المغرب ، وقلت لبعض جيرانه : ما أصبره على العبادة.

قال : هذه عبادته بالنّهار منذ سبعين سنة ، فكيف لو رأيت عبادته باللّيل؟

وما تزوّج قطّ ولا تسرّى قطّ ، وكان يقال له : راهب الكوفة (١).

قلت : ولهنّاد مصنّف كبير في الزّهد يرويه ابن الخير.

قال السّرّاج : سمعته يقول : ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة. ومات في آخر سنة ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين (٢) ، رحمه‌الله ورضي عنه (٣).

٥٧٩ ـ الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران العنسيّ الدّمشقيّ (٤) ـ ن. ـ

عن : خاله محمد بن عائذ ، وزيد بن يحيى ، ومحمد بن عيسى بن سميع ، ومنبّه بن عثمان.

وعنه : ن. ، وأبو بشر الدّولابيّ ، وأبو الحسن بن جوصا ، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ (٥).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٣ / ١٤٥٠.

(٢) الثقات ٩ / ٢٤٦ ، المعجم المشتمل ٣١٣.

(٣) وقال ابن ماكولا : «له مصنّفات ، وهو أحد أئمّة أهل النقل».

(٤) انظر عن (الهيثم بن مروان) في :

أخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٠٤ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣٣ / ٢١٧ و ٣٧ / ٢١٣ ، و ٣٩ / ٣٤٢ ، والمعجم المشتمل ٣١٤ رقم ١١٢٩ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٤٥٧ ، والكاشف ٣ / ٢٠٣ رقم ٦١٢٩ ، و

تهذيب التهذيب ١١ / ٩٩ رقم ١٦٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٢٧ رقم ١٧٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٣ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ١٥٦ ، ١٥٧ رقم ١٧٧٩.

(٥) قال النسائي : لا بأس به.

٥٣١

 ـ حرف الواو ـ

٥٨٠ ـ واصل بن عبد الأعلى الكوفيّ (١) ـ م. ع. ـ

عن : أبي بكر بن عيّاش ، ومحمد بن فضيل ، ووكيع ، وطائفة.

وعنه : م. ع. ، وأبو العبّاس السّرّاج ، ومحمد بن يحيى بن مندة ، وآخرون.

وثّقه النّسائيّ (٢).

وتوفّي سنة أربع وأربعين ومائتين (٣).

٥٨١ ـ الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس (٤) ـ م. د. ت. ق. ـ

__________________

(١) انظر عن (واصل بن عبد الأعلى) في :

التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٥ ، وعمل اليوم والليلة للنسائي ٣٠٥ رقم ٣٨٨ ، وتاريخ الطبري ١ / ٢٣ ، ٥٠ ، والجرح والتعديل ٩ / ٣٢ رقم ١٤٤ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٣١ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ٢ / ٣٠٤ رقم ١٧٥٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ٢ / ٥٤٣ رقم ٢١١٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٠٤ رقم ١٠٩٠ ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) ٣ / ١٤٥٨ ، والكاشف ٣ / ٢٠٤ رقم ٦١٣٥ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٠٤ رقم ١٧٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٢٨ رقم ٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٤.

(٢) المعجم المشتمل ٣٠٤.

(٣) التاريخ الصغير ، الثقات ، المعجم المشتمل.

(٤) انظر عن (الوليد بن شجاع) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٣٤ و ٣٦٢ ، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / ٩٣ رقم ٣٦٠ ، والتاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٥ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١١٧ ، وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٩٨ ، ٢٢٨ ، والجرح والتعديل ٩ / ٧ رقم ٢٨ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٢٧ ، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) ١٥٢ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ٢ / ٣٠٠ ، ٣٠١ رقم ١٧٤٣ ، والمعجم الصغير للطبراني ٢ / ١٩ ، والسابق واللاحق للخطيب ١٣٦ ، وتاريخ جرجان للسهمي ١٨٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ٢ / ٥٣٩ ، ٥٤٠ رقم ٢٠٩٩ ، وتاريخ بغداد ١٣ / ٤٤٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٠٤ رقم ١٠٩١ ، وتاريخ =

٥٣٢

أبو همّام بن أبي بدر السّكونيّ الكوفيّ الحافظ ، نزيل بغداد.

سمع : أباه ، وشريك بن عبد الله ، وإسماعيل بن جعفر ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الله بن المبارك ، والوليد بن مسلم ، وخلقا.

وعنه : م. د. ت. ق. ، وعبّاس الدّوريّ ، وموسى بن هارون ، وعبد الله بن ناجية ، وأبو القاسم البغويّ ، وابن صاعد ، وأبو يعلى ، وخلق.

قال أبو كريب : ما أخرج الشّيوخ إليّ كتابا إلّا وفيه : فرغ أبو همّام ، فرغ أبو همّام (١).

وقال ابن معين (٢) ، والنّسائيّ (٣) : لا بأس به.

وقال محمد بن زكريا الغلابيّ : سمعت يحيى بن معين يقول : عند أبي همّام مائة ألف حديث عن الثّقات (٤).

قلت : مات في ربيع الأوّل سنة ثلاث وأربعين (٥) ، وقد وقع لي حديثه عاليا ، ومات في عشر التّسعين (٦).

٥٨٢ ـ الوليد بن عمرو بن السّكين الضّبعيّ البصريّ (٧) ـ ق. ـ

__________________

= دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٥ / ٣٤٩ ، والأنساب لابن السمعاني ٧ / ١٠١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٠٤ رقم ١٠٩١ ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) ٣ / ١٤٦٨ ، ١٤٦٩ ، والكاشف ٣ / ٢١٠ رقم ٦١٧٦ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٧٢٢ رقم ٦٨٥٨ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ رقم ٩٣٧٤ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٣٥ ، ١٣٦ رقم ٢٢٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٣٣ رقم ٦٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٦ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ١٧٤ ، ١٧٥ رقم ١٧٩٢.

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٤٥.

(٢) قال في : معرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / ٩٣ رقم ٣٦٠ : «ليس به بأس ليس هو ممن يكذب».

(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٤٥ ، المعجم المشتمل ٣٠٤.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٤٤ ، وزاد : وما سمعته يقول فيه سوءا قط ، وكان يقول : ليس له بخت.

(٥) التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٥ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٢٧ ، ويقال : مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل ٣٠٤).

(٦) وقال أحمد بن محمد بن صدقة : سمعت أحمد بن حنبل ، سئل عن أبي همّام ، فقال : اكتبوا عنه.

(٧) انظر عن (الوليد بن عمرو) في :

٥٣٣

عن : يعقوب الحضرميّ ، وأبي همّام محمد بن محبّب الواسطيّ.

وعنه : ق. ، وأبو عروبة الحرّانيّ ، وعبد الله بن عروة الهرويّ (١).

٥٨٣ ـ وهب بن بيان الواسطيّ (٢) ـ د. ن. ـ

سكن مصر ، وحدّث عن : سفيان بن عيينة ، وابن وهب.

وعنه : د. ن. ، وابن أبي داود ، وأحمد بن عبد الوارث العسّال ، وغيرهم.

وثّقه النّسائيّ (٣).

ومات سنة ستّ وأربعين ومائتين (٤).

٥٨٤ ـ وهب الله بن رزق.

أبو هريرة المصريّ.

لم يذكره ابن يونس في تاريخه.

سمع : بشر بن بكر التّنّيسيّ ، ويحيى بن بكير ، وعبد الله بن يحيى المعافريّ ، وغيرهم.

وعنه : أبو بكر بن أبي داود ، ومحمد بن عبد الله بن عرس شيخ الطّبرانيّ (٥).

٥٨٥ ـ وهب بن حفص (٦).

__________________

= الثقات لابن حبّان ٩ / ٢٢٨ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٠٥ رقم ١٠٩٤ ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) ٣ / ١٤٧٢ ، والكاشف ٣ / ٢١٢ رقم ٦١٩١ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٤٤ ، ١٤٥ رقم ٢٤٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٣٤ رقم ٧٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٧.

(١) قال ابن حبّان : «ربّما أخطأ». (الثقات ٩ / ٢٢٨).

(٢) انظر عن (وهب بن بيان) في :

عمل اليوم والليلة للنسائي ٥٢٤ رقم ٩٤٣ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٢٨ ، والمعجم المشتمل ٣٠٩ رقم ١٠٩٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٤٧٨ ، والكاشف ٣ / ٢١٤ رقم ٦٢١١ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٦٠ رقم ٢٧١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٣٧ رقم ١٠٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١٨.

(٣) المعجم المشتمل ٣٠٩.

(٤) المعجم المشتمل.

(٥) المعجم الصغير ، له ٢ / ٤٠.

(٦) انظر عن (وهب بن حفص) في :

٥٣٤

أبو الوليد البجليّ الحرّانيّ.

عن : محمد بن يوسف الفريابيّ ، وغيره.

وعنه : أبو عبد الله المحامليّ. (١)

قال الدّار الدّارقطنيّ : كان يضع الحديث (٢).

قلت : وهو وهب بن يحيى بن حفص بن عمرو البجليّ. كان ينسب إلى جدّه تخفيفا.

روى أيضا عن : أبي قتادة الحرّانيّ ، ومحمد بن سليمان البومة ، وعبد الملك الجدّيّ.

روى عنه : ابن خزيمة ، ومحمد بن محمد الباغنديّ.

اتّهمه أبو عروبة بالكذب (٢).

وقد روى عنه من المصريّين : عليّ بن أحمد بن علّان ، وغيره (٣).

مات سنة خمسين ومائتين (٤).

__________________

= المجروحين والضعفاء لابن حبّان ٣ / ٧٦ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ٢٥٣٢ ، ٢٥٣٣ ، وتاريخ بغداد ١٣ / ٤٥٨ ٤٥٩ رقم ٧٣٢٥ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ٣ / ١٨٨ رقم ٣٦٧٩ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٧٢٦ رقم ٦٩٠٢ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٥١ رقم ٩٤٢٥ ، والكشف الحثيث ٤٥٣ رقم ٨٢٧ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ رقم ٨١٩.

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، وفيه أيضا : كان ضعيفا.

(٢) قال ابن عديّ : وسمعت أبا عروبة يقول : أبو الوليد بن المحتسب كذّاب يضع الحديث ، فسألته مرة أخرى عنه فقال : «يكذب كذبا فاحشا». (الكامل ٧ / ٢٥٣٢).

(٣) قال ابن حبّان : «كان شيخا مغفّلا يقلب الأخبار ولا يعلم ويخطئ فيها ولا يفهم ، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد». (المجروحون ٣ / ٧٦).

وقال أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح : حدّثنا وهب بن حفص وكان من الصالحين مكث عشرين سنة لا يكلّم أحدا.

وقال ابن عديّ : وكل أحاديثه مناكير غير محفوظة. (الكامل ٧ / ٢٥٣٣).

(٤) وقال أبو سعيد بن نفيس : توفي بعد الخمسين ومائتين بيسير. (تاريخ بغداد ١٣ / ٤٥٩).

٥٣٥

[ـ حرف الياء ـ]

٥٨٦ ـ يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن (١) ـ ت. ـ

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن أكثم) في :

التاريخ الكبير ٨ / ٢٦٣ ، والمعارف لابن قتيبة ٥٢٠ ، ٥٢١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٦٣ ، ٤٦٥ ، ٤٦٦ ، ٤٨٩ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٢ / ٢٤٤ ، ٧١٦ ، ٧٩٤ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ٢ / ٦٩٣ ، ٦٩٥ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٦٠ و ٢ / ١٦٠ ـ ١٦٧ ، ١٧٠ و ٣ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، ٢٨٠ ، ٢٨١ ، ٢٩٤ ، ٣٠٠ ، ٣٢٣ ، ٣٢٤ ، ٣٢٦ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٢٢ ، ٦٢٥ ، ٦٤٩ ، ٦٥٢ و ٩ / ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩٧ ، ٢٣٣ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٢٩ رقم ٥٤٦ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، والأغاني ٢٠ / ٢٥٥ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ١٩١ ـ ٢٠٤ رقم ٧٤٨٩ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٧١ ، ٥٤١ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٣٧ ، ١٤٨ ، والبدء والتاريخ للمقدسي ٦ / ١٢١ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٣٠ ، ٣١ ، ١٠٣ ، وبغداد لابن طيفور ٣١ ، ٤٠ ، ٥٠ ، ٦٧ ، ٧١ ، ١٢٥ ، ١٤٠ ، ١٤٢ ، ١٤٨ ، ١٦٩ ، ١٨٢ ، والعقد الفريد ١ / ٢٨ و ٢ / ١٠٠ ، ١٤٧ ، ٤٣١ و ٤ / ٣٥ و ٥ / ٩٢ ، ٩٣ ، ١٠١ ، ١٢٢ و ٦ / ١٤٦ ، ٣٤٥ ، وثمار القلوب للثعالبي ١٢٤ ، ١٥٦ ـ ١٥٨ ، ٦١١ ، ٦٩٣ ، وربيع الأبرار للزمخشري ٤ / ٧٠ ، ١٢٤ ، ٢٦٣ ، ٢٩١ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٧٤ ، ٣٧٦ ، ٤٦٣ ، ٤٦٨ ، ٤٦٩ ، والجليس الصالح للجريري ٣ / ١٤ ، ١٥ ، ٦١ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣١٥ ، ٣١٦ رقم ١١٣٣ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ٣ / ١٩١ رقم ٣٦٩٢ ، وبدائع البدائه لابن ظافر ٣٣٥ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ٢ / ٣٤٨ ، ونشوار المحاضرة ، له ٣ / ٩٤ و ٥ / ٢٣٠ و ٥ / ٤٢ ، ٤٣ ، ١٠١ ، ١٠٢ ، ١٧٤ ، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون ٢ / ١٩٣ ، ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، والشهب اللامعة ١٢ ، والمستطرف ١ / ١١٨ ، ١٦٦ ، والأخبار الموفقيات ١٣٤ ، وذم الهوى لابن الجوزي ٩٨ ، ٩٩ ، ومروج الذهب ٢٧٠٣ ، ٢٧١٤ ، ٢٧٢١ ، ٢٧٢٢ ، ٢٧٢٦ ـ ٢٧٣٤ ، ٢٨٩٨ ، ٢٩٧٦ ، والأغاني ٢٠ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٦٢١ ، ٦٢٢ ، وصبح الأعشى ٩ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، وأمالي المرتضى ٢ / ٥ ، ٦ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٨٢ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٤١٠ ـ ٤١٣ رقم ٥٣٩ ، والفخري في الآداب السلطانية ٢١٦ ، ووفيات الأعيان ١ / ٨٤ ، ٨٥ ، ٨٩ ، ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، ٢٠٥ و ٢ / ٣٩١ ، ٣٩٢ ، ٤١٩ و ٣ / ٨٤ و ٥ / ٣٠٤ و (٦ / ١٤٧ ـ ١٦٥) ، ٢٢١ و ٧ / ٣٣٦ ، والروض المعطار للحميري ٣٤٦ ، ٤١٤ ، والمحاسن والمساوئ للبيهقي ١٤٩ ، ١٧٠ ، ٤٠٥ ، ٤٩٨ ـ ٥٠٠ ، وآثار البلاد للقزويني ٣١٧ ، ٣٤٨ ، وخلاصة الذهب المسبوك ١٨٨ ، ١٨٩ ، =

٥٣٦

قاضي القضاة أبو محمد التّميميّ المروزيّ ثمّ البغداديّ.

سمع : الفضل بن موسى السّينانيّ ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن إدريس ، وابن المبارك ، وعبد العزيز الدّراورديّ ، وطائفة.

وعنه : ت. ، وأبو حاتم ، والبخاريّ ، وإسماعيل القاضي ، وأبو العبّاس السّرّاج ، وإبراهيم بن محمد بن متّويه ، وعبد الله بن محمود المروزيّ ، وجماعة.

وكان أحد الأئمّة المجتهدين أولي التّصانيف.

قال أحمد بن حنبل : ما عرفت فيه بدعة (١).

وقال الحاكم : من نظر في كتاب «التّنبيه» ليحيى بن أكثم عرف تقدّمه في العلوم (٢).

وقال طلحة الشّاهد : كان واسع العلم بالفقه ، كثير الأدب ، حسن المعارضة ، قائما لكلّ معضلة ، غلب على المأمون حتّى لم يتقدّمه أحد عنده من النّاس جميعا ، مع براعة المأمون في العلم.

وكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلّا بعد مطالعة يحيى (٣).

__________________

= ١٩٢ ، ١٩٥ ، ٢٢٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٩ ، ٤٠ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٣ ، ونزهة الظرفاء للغساني ٢٣ ، ورسوم دار الخلافة ٦٠ ، وشرح درّة الغوّاص ٤٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٤٨٧ ـ ١٤٨٩ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٧٣٠ رقم ٦٩٢٩ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٦١ ، ٣٦٢ رقم ٩٤٥٩ ، والكاشف ٣ / ٢١٩ رقم ٦٢٤٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٩١ رقم ١٠٢٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥ ـ ١٦ رقم ١ ، والعبر ١ / ٤٣٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٣٥ ـ ١٤٢ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٩ ، والجواهر المضيّة للقرشي ٢ / ٢١٠ ، وحياة الحيوان الكبرى للدميري ٢ / ٢ ، ٣ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٧٩ ـ ١٨٣ رقم ٣١١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٤٢ ، ٣٤٣ رقم ١٨ ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ٢ / ٣٦٢ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣١٦ ، ٣١٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٢١ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩١ ، ١٠١ ، ١٠٢ ، وعصر المأمون ١ / ٤٤٠ و ٢ / ٣٠٣ ، ٣٠٤.

(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٧ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٨٧ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨.

٥٣٧

وقال الخطيب (١) : ولّاه المأمون القضاء ببغداد ، وهو من ولد أكثم بن صيفيّ التّميميّ.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : لمّا سمع يحيى بن أكثم ، من ابن المبارك ، وكان صغيرا ، صنع أبوه طعاما ودعا النّاس ثمّ قال : اشهدوا أنّ هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير (٢).

وقال أبو داود السّنجيّ : سمعت يحيى بن أكثم يقول : كنت عند سفيان فقال : بليت بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من جالس أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من أعظم منّي مصيبة؟

فقلت : يا أبا محمد ، الّذين بقوا حتّى جالسوك بعد مجالسة أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعظم مصيبة منك (٣).

وقال عليّ بن خشرم : أخبرني يحيى قال : صرت إلى حفص بن غياث ، فتعشّينا عنده ، فأتى بعس فشرب منه ، ثمّ ناوله أبا بكر بن أبي شيبة ، فشرب منه ، فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم ، فقال له : أيسكر كثيره؟

قال : أي والله ، وقليله.

فلم يشرب (٤).

وقال أبو حازم القاضي : سمعت أبي يقول : ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وله عشرون سنة ، فاستصغروه ، فقال أحدهم : كم سنّ القاضي؟

قال : أنا أكبر من عتّاب الّذي استعمله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أهل مكّة ، وأكبر من معاذ الّذي وجّه به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاضيا على اليمن ، وأكبر من كعب بن سور الّذي وجّه به عمر قاضيا على البصرة وبقي بها سنة لا يقبل بها شاهدا.

__________________

(١) في تاريخه ١٤ / ١٩١.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٨٧ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٢ ، طبقات الحنابلة ١ / ٤١١ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٨٧ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٧.

(٤) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٣ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٨٧ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٧.

٥٣٨

فتقدّم إليه أبي ، وكان من الأمناء ، فقال : أيّها القاضي قد وفّقت الأمور وبرئت.

قال : وما السّبب.

قال : في ترك القاضي قبول الشّهود.

قال : فأجاز يومئذ شهادة سبعين نفسا (١).

وقال الفضل بن محمد الشّعرانيّ : سمعت يحيى بن أكثم يقول : القرآن كلام الله ، فمن قال : مخلوق يستتاب ، فإن تاب ، وإلّا ضربت عنقه (٢).

وعن يحيى بن أكثم قال : ما سررت بشيء سروري بقول المستملي : من ذكرت رضي الله عنك.

وقد ذكر للإمام أحمد ما يرمى به يحيى بن أكثم ، فقال : سبحان الله ، من يقول هذا (٣)؟

وقال الصّوليّ : سمعت إسماعيل القاضي ـ وذكر يحيى بن أكثم ـ فعظّم أمره ، وذكر له هذا اليوم ، يعني يوم قيامه في وجه المأمون لمّا أباح متعة النّساء ، وما زال به حتّى ردّه إلى الحقّ. ونصّ له الحديث في تحريمها (٤).

فقال لإسماعيل رجل : فما كان يقال؟

قال : معاذ الله أن تزول عدالة مثله بكذب باغ أو حاسد. وكانت كتبه في الفقه أجلّ كتب تركها النّاس لطولها (٥).

وقال أبو العبّاس : سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم ، وأحمد بن أبي دؤاد أيّهما أنبل؟ فقال : كان أحمد مجدّ مع جاريته وابنته ، وكان يحيى يهزل مع

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨ ، ١٩٩ ، ووفيات الأعيان ٦ / ١٤٩ ، وطبقات الحنابلة ١ / ٤١٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٧ ، ٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣١٧.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨ ، طبقات الحنابلة ١ / ٤١٢ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٨.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨ ، طبقات الحنابلة ١ / ٤١٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٨٦ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٨.

(٤) انظر : تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٩ ، ٢٠٠.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٠ ، طبقات الحنابلة ١ / ٤١٣ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٤٩ ، ١٥٠ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٨٦ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٨ ، ٩.

٥٣٩

عدوّه وخصمه (١).

قلت : وقد ضعّفوه في الحديث.

وقال أبو حاتم : فيه نظر (٢).

وقال جعفر بن أبي عثمان ، عن ابن معين : كان يكذب (٣).

وقال إسحاق بن راهويه : ذاك الدّجّال يحدّث عن ابن المبارك (٤)؟! وقال عليّ بن الحسين بن الجنيد : كان يسرق الحديث (٥).

وقال صالح جزرة : حدّث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها (٦).

وقال أبو الفتح الأزديّ : روى عن الثّقات عجائب (٧).

وكان يحيى بن أكثم أعور. وقد وردت عنه حكايات في ميله إلى المرد.

وكان ميله إلى الملاح ونظره إليهم في حال الشّبيبة والكهولة. فلمّا شاخ أقبل على شأنه ، وبقيت الشّناعة عليه استصحابا بالحال (٨).

قال أبو العيناء : تولّى يحيى بن أكثم وقف الأضرّاء وطالبوه ، ثمّ اجتمعوا فقال : ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء.

فقالوا : لا تفعل يا أبا سعيد.

فقال : الحبس الحبس.

فحبسوا ، فلمّا كان اللّيل ضجّوا ، فقال المأمون : ما هذا؟

قيل : الأضرّاء.

فقال له : لم حبستهم أعلى أنّ كنّوك؟

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٨ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٤٨ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٩.

(٢) الجرح والتعديل ٩ / ١٢٩.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠١.

(٤) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠١.

(٥) الجرح والتعديل ٩ / ١٢٩.

(٦) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٩.

(٧) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٠٢ ، وفيه قال الأزدي : يحيى بن أكثم قاضي القضاة يتكلّمون فيه ، روى عن الثقات عجائب لا يتابع عليه.

(٨) سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٠.

٥٤٠