تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

أقتلهم؟ فو الله ما تفي دماؤهم كلّهم بدم بعضكما.

فأكبّا عليه فقبّلا يده وضمّهما إليه وانصرفا (١).

[مقتل محمد الخارجي]

وفيها حكم محمد بن عمر الخارجيّ بناحية الموصل ، ومال إليه خلق.

وسار لحربه إسحاق بن ثابت الفرغانيّ ، فالتقوا ، فقتل جماعة من الفريقين ، ثمّ أسر محمد وجماعة ، فقتلوا وصلبوا إلى جانب خشبة بابك (٢).

[استيلاء الصفّار على خراسان]

وفيها قويت شوكة يعقوب بن اللّيث الصّفّار ، واستولى على معظم إقليم خراسان ، وسار من سجستان ونزل هراة ، وفرّق في هذه الأموال (٣).

[مقتل المنتصر بالله]

وفيها قتل المنتصر بالله بالذّبحة ، وهي الخوانيق ، وقيل : إنه سمّ (٤).

__________________

(١) انظر هذا الخبر في :

تاريخ الطبري ٩ / ٢٤٤ ـ ٢٤٦ بالتفصيل ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٣ بإيجاز ، ومروج الذهب ٤ / ١٣٦ ، وتجارب الأمم ٦ / ٥٥٨ ـ ٥٦٠ ، والبدء والتاريخ للمقدسي ٦ / ١٢٣ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٥٩ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١١٢ ـ ١١٤ ، وتاريخ مختصر الدول ١٤٦ ، وتاريخ الزمان ٤٠ ، ٤١ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٢٣ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٥٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٦ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢٣٨.

(٢) انظر عن الخارجيّ في :

النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٦.

(٣) تجارب الأمم ٦ / ٥٦٢ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١٢٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٦ ، ٣٢٧.

(٤) انظر عن مقتل المنتصر بالله في :

تاريخ الطبري ٩ / ٢٥١ ، ٢٥٢ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٢٢ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١١٤ ، تاريخ مختصر الدول ١٤٦ ، تاريخ الزمان ٤١ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٢ ، ودول الإسلام ١ / ١٥٠ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٥٤ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٨ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢٣٧.

٢١

[بيعة المستعين بالله]

وبويع بعده المستعين بالله أبو العبّاس أحمد بن المعتصم. وأمّه أمّ ولد ، اسمها مخارق (١).

وكان مليحا أبيض ، بوجهه أثر جدريّ ، وكان ألثغ.

ولمّا هلك المنتصر اجتمع القوّاد وتشاوروا ، وذلك برأي ابن الخصيب ، فقال لهم أو تامش : متى وليتم أحدا من ولد المتوكّل لا يبقى منّا باقية.

فقالوا : ما لها إلّا أحمد بن المعتصم ولد أستاذنا.

فقال محمد بن موسى المنجّم سرّا : أتولّون رجلا عنده أنّه أحقّ بالخلافة من المتوكّل وأنتم دفعتموه عنها؟ ولكن اصطنعوا إنسانا يعرف ذلك لكم.

فلم يقبلوا منه ، وبايعوا أحمد المستعين وله ثمان وعشرون سنة.

فاستكتب أحمد بن الخصيب ، واستوزر أوتامش. فبينا هو قد دخل دار العامّة في دست الخلافة ، إذا جماعة من الشّاكريّة والغوغاء وبعض الجند ، وهم نحو ألف ، قد شهروا السّلاح وصاحوا : المعتزّ يا منصور (٢).

[فتنة الغوغاء]

ونشبت الحرب بين الفريقين ، وقتل جماعة. فخرج المستعين عن دار العامّة وأتى إلى القصر الهارونيّ ، فبات به. ودخل الغوغاء دار العامّة ، فنهبوا خزائن السّلاح ، ونهبوا دورا عديدة. وكثرت الأسلحة واللّامة (٣) عليهم ، فأجلاهم بغا الصّغير عن دار العامّة ، وكثرت القتلى بينهم. فوضع المستعين العطاء

__________________

(١) انظر عن بيعة المستعين في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٤ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٢٥٥ و ٢٥٦ ، ومروج الذهب ٤ / ١٤٤ ، والتنبيه والإشراف ٣١٥ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٥٩ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٢٣ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٣٠١ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٩ ، وتاريخ الخلفاء ٣٥٨.

(٢) في تاريخ الطبري ٩ / ٢٥٧ : «وصاحوا : يا معتزّ يا منصور» ، وفي الكامل في التاريخ ٧ / ١١٧ :

«نفير ، يا منصور» ، والبداية والنهاية ١١ / ٢.

(٣) في تاريخ الطبري ٩ / ٢٥٧ : السلاح والدروع والجواشن واللجم المغربية.

و «اللامة» أو «اللأمة» : هي الخوذة التي تقي رأس الفارس.

٢٢

فسكنوا. وبعث بكتاب البيعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر إلى بغداد ، فبايع النّاس. وأعطى المستعين أحمد بن الخصيب أموالا عظيمة (١).

[نفي ابن الخصيب إلى أقريطش]

ثمّ في هذه السّنة ، في رجب أو قبله ، نفاه إلى أقريطش ، ونهب أمواله بعد المحبّة الزائدة (٢).

وذلك بتدبير أوتامش ، وحطّه عليه عند المستعين.

[تولية ابن طاهر العراق]

وفيها عقد المستعين لمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق والحرمين والشّرطة (٣).

[وفاة طاهر بن عبد الله]

وتوفّي أخوه طاهر بن عبد الله بخراسان ، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان (٤).

__________________

(١) انظر عن فتنة الغوغاء في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٤ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ، وتجارب الأمم ٦ / ٥٦٤ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١١٨ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٢٣ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٢ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٣ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢.

(٢) انظر عن نفي ابن الخصيب في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٤ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٢٥٩ ، ومروج الذهب ٤ / ١٤٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١١٩ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٨.

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٤ ، تاريخ الطبري ٩ / ٢٥٨ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٦٣ ، تاريخ سنّي ملوك الأرض ١٤٦ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢٣ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٢٤ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١١٨ ، والتاجي في أخبار الدولة الديلمية للصابي (مخطوطة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء ، رقم ١٤٤) ورقة ٥ ب ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٧ ، شذرات الذهب ٢ / ١١٧ ، ١١٨.

(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٤ ، ٤٩٥ ، تاريخ الطبري ٩ / ٢٥٨ ، تاريخ سنّي ملوك الأرض ١٦٩ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٦٣ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٢٣ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١١٨ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٢ ، دول الإسلام ٢ / ١٤٩ ، مرآة الجنان ٢ / ١٥٥ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٨.

٢٣

[موت بغا الكبير]

ومات بغا الكبير في جمادى الآخرة ، فعقد المستعين لابنه موسى بن بغا على أعمال أبيه (١).

[حبس المعتزّ والمؤيّد]

وفيها حبس المستعين المعتزّ والمؤيّد ، وضيّق عليهما ، واشترى أكثر أملاكهما كرها. وجعل لهما في السنّة نحو ثلاثة وعشرين ألف دينار (٢).

[الفتنة بين أهل حمص وعاملهم]

وفيها أخرج أهل حمص عاملهم ، فراسلهم وخدعهم حتّى دخلها ، فقتل منهم طائفة ، وحمل من أعيانهم مائة إلى العراق ، وهدم سور حمص (٣).

[العقد لأوتامش على مصر والمغرب]

وفيها عقد المستعين لأوتامش على مصر والمغرب مع الوزارة ، ففرّق في الجند ألفي ألف دينار (٤).

[غزوة الصائفة]

وفيها غزا وصيف الصّائفة (٥).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٢٥٨ ، مروج الذهب ٤ / ١٦٠ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٦٣ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٦٠ (سنة ٢٤٨ وسنة ٢٤٩ ه‍.) ، الكامل في التاريخ ٧ / ١١٨ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٢ ، دول الإسلام ١ / ١٤٩ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٧ ، شذرات الذهب ٢ / ١١٧.

(٢) تاريخ الطبري ٩ / ٢٥٨ ، ٢٥٩ ، مروج الذهب ٤ / ١٦٢ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٦٣ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١١٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٧.

(٣) انظر عن فتنة حمص في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٥ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٢٥٩ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١١٩ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٢ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٣ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٧.

(٤) تاريخ الطبري ٩ / ٢٦٠ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١١٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٣.

(٥) تاريخ الطبري ٩ / ٢٥٩ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٥٧ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١١١ و ١١٩ ، تاريخ =

٢٤

[نفي ابن خاقان]

وفيها نفى المستعين عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى برقة (١) ، والله أعلم.

__________________

= ابن خلدون ٣ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، الأعلاق الخطيرة ١ / ٧٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٧.

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٥ ، تاريخ الطبري ٩ / ٢٥٨ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١١٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٧.

٢٥

سنة تسع وأربعين ومائتين

فيها توفّي : عبد بن حميد ، وأبو حفص الفلّاس.

* * *

[شغب الجند ببغداد]

وفي صفر ، شغب الجند ببغداد عند مقتل عمر بن عبيد الله الأقطع ، وعليّ بن يحيى الأرمني أمير الغزاة ببلاد الروم مجاهدين ، وعند استيلاء التّرك على بغداد ، وقتلهم المتوكّل وغيره ، وتمكّنهم من الخلفاء وأذيّتهم للنّاس. ففتح الجند والشّاكريّة السّجون ، وأحرقوا الجسر ، وانتهبوا الدّواوين ، ثمّ خرج نحو ذلك بسرّ من رأى. فركب بغا وأوتامش ، وقتلوا من العامّة جماعة. فحمل عليهم العامّة ، ففتكت من الأتراك جماعة. وشجّ وصيف بحجر ، فأمر بإحراق الأسواق (١).

[مقتل أوتامش]

وفي ربيع الآخر قتل أوتامش وكاتبه شجاع (٢) ، فاستوزر المستعين (٣) أبا

__________________

(١) انظر عن خبر الشغب في :

تاريخ الطبري ٩ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٦٢ ، ٥٦٣ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١٢١ ، ١٢٢ ، تاريخ مختصر الدول ١٤٦ ، تاريخ الزمان ٤١ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٢ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٤ ، البداية والنهاية ١١ / ٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٩ ، ٣٣٠ ، مآثر الإنافة ١ / ٢٤١.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٦ ، تاريخ الطبري ٩ / ٢٦٣ ، مروج الذهب ٤ / ١٤٥ ، التنبيه والإشراف ٣١٥ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٦٥ ، ٥٦٦ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٦٠ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١٢٣ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٢ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٤ ، البداية والنهاية ١١ / ٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٣٠.

(٣) في الأصل : «المعين» ، والتصحيح من السياق ، وتاريخ الطبري ، والكامل لابن الأثير ، وغيره.

٢٦

صالح عبد الله بن محمد بن يزداد (١).

[عزل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء]

وفيها عزل عن القضاء جعفر بن عبد الواحد وولّاه جعفر بن محمد بن عمّار البرجميّ الكوفيّ (٢).

[خبر الزلزلة في الرّيّ]

وجاءت زلزلة هلك فيها خلق تحت الهدم [في الريّ] (٣).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ٢٦٤ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٦٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١٢٣ ، الفخري ٢٤٢ ، تحفة الوزراء للثعالبي ١٢٢ ، مختصر التاريخ لابن الكازروني ١٥٣ ، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي ٢٢٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٥ ، البداية والنهاية ١١ / ٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٣٠.

(٢) تاريخ الطبري ٩ / ٢٦٥ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١٢٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٣٠.

(٣) ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل ، اعتمادا على تاريخ الطبري ٩ / ٢٦٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٢٤ ، والبداية والنهاية ١١ / ٤ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٣٠ وفيه كما هنا من غير ذكر مكان الزلزلة.

٢٧

[سنة خمسين ومائتين]

فيها توفّي : أبو الطّاهر أحمد بن السّرح ،

 وأبو الحسين البزّيّ مقريء مكّة ،

 والحارث بن مسكين ،

 وأبو حاتم السّجستانيّ ،

 وعبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ شيعيّ ،

 وعمرو بن عثمان الحمصيّ ،

 والجاحظ ،

 وكثيّر بن عبيد الحمصيّ ،

 ونصر بن عليّ الجهضميّ.

* * *

[مقتل يحيى بن عمر في المصافّ بالكوفة]

وفيها ظهر يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بالكوفة. وقتل في المصافّ بينه وبين جيش محمد بن عبد الله بن طاهر بناحية الكوفة ، ومحمود بن خالد ، وهشام بن خالد الأزرق (١).

__________________

(١) انظر هذا الخبر في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٧ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٢٦٦ ـ ٢٧١ ، ومروج الذهب ٤ / ١٤٧ ، وتجارب الأمم ٦ / ٥٦٦ ـ ٥٧٠ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٦٠ (سنة ٢٤٨ ه‍.) ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٢٦ ـ ١٣٠ ، والفخري لابن طباطبا ٢٤٠ ، ٢٤١ ، والتاجي في أخبار الدولة الديلمية للصابي (مخطوطة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء) ورقة ٥ أ ، ٥ ب ، ومقاتل الطالبين ٦٣٩ ـ ٦٤٦ ، وشرح شافية أبي فراس ١٧٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٥ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٥ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٥ ، والبداية والنهاية ١١ / ٥ ، ٦ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢٤١.

٢٨

[استيلاء الحسن بن زيد على آمل]

ثمّ في رمضان ، خرج الحسن بن زيد بن محمد الحسنيّ بطبرستان واستولى على آمل ، وجبى الخراج ، وامتدّ سلطانه إلى الرّيّ ، وهمذان ، والتجأ إليه كلّ من يريد الفتنة والنّهب. وانهزم عسكر ابن طاهر بين يديه مرّتين. فبعث المستعين جيشا إلى همدان (١).

[العقد للعباس على العراق]

وفيها عقد المستعين لابنه العبّاس على العراق والحرمين (٢).

[نفي جعفر بن عبد الواحد]

وفيها نفي جعفر بن عبد الواحد إلى البصرة لأنّه عزل عن القضاء ، وبعث إلى الشّاكريّة ، فأفسدهم. (٣)

[وثوب أهل حمص بعاملهم]

وفيها وثب أهل حمص بعاملها الفضل بن قارن ، فقتلوه في رجب ، فسار إليهم موسى بن بغا ، فالتقوا عند الرّستن ، فهزمهم ، وافتتح حمص ، وقتل فيها مقتلة عظيمة. وأحرق فيها وأسر من رءوسها (٤).

__________________

(١) انظر هذا الخبر في :

تاريخ الطبري ٩ / ٢٧١ ـ ٢٧٦ ، ومروج الذهب ٤ / ١٥٣ ، وتجارب الأمم ٦ / ٥٧٠ ـ ٥٧٤ ، وسنيّ ملوك الأرض ١٧٠ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٢٣ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٣٠ ـ ١٣٢ ، مقاتل الطالبيين ٦١٥ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٨٦ ، البداية والنهاية ١١ / ٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٣١.

(٢) في مروج الذهب ٤ / ١٥٤ : «وفي سنة تسع وأربعين ومائتين عقد المستعين لابنه العباس على مكة والمدينة والبصرة والكوفة ، وعزم على البيعة له ، فأخّرها لصغر سنّه». والخبر في : النجوم الزاهرة ٢ / ٣٣١.

(٣) الكامل في التاريخ ٧ / ١٣٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٣١.

(٤) انظر خبر حمص في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٦ ، ٤٩٧ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٢٧٦ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٦٠ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٣٤ ، ١٣٥ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٣٠٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٣ ، والبداية والنهاية ١١ / ٦ ، والأعلاق الخطيرة ١ / ٧٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٣١.

٢٩
٣٠

تراجم رجال هذه الطبقة

 ـ حرف الألف ـ

١ ـ أحمد بن إبراهيم بن كثير (١) ـ م. د. ت. ق. ـ

أبو عبد الله العبديّ النّكريّ البغداديّ الدّورقيّ. أخو يعقوب الدّورقيّ ، وهي نسبة إلى عمل القلانس الدّورقيّة. وكان أبوه صالحا ناسكا. فقيل إنّه كان من تنسّك في ذلك الزّمان سمّي دورقيّا.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن كثير) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٦١ (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير ٢ / ٦ ، والتاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٦ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٣ / ٣٩٥ ، وأنساب الأشراف للبلاذري ٣ / ٥ ، ٦ ، ١٣ ، ١٤ ، ٣٦ ـ ٣٩ ، ٤٦ ، ٢٣٢ ، ٢٩٣ و ٤ ق ١ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، ٢٧٠ ، ٣٠٩ ، ٣١٠ ، ٣٣٣ ـ ٣٣٥ ، ٣٥٠ ، ٣٥٧ ، ٣٧٨ ، ٣٨٠ ، ٣٨٧ ، ٤١٨ ـ ٤٢٦ ، ٤٥٠ ، ٤٥٩ ، ٤٨٥ ، ٤٨٧ ، ٤٨٨ ، ٤٩٥ ، ٤٩٨ ، ٥٤١ ، ٥٦١ ، ٥٦٣ ، ٥٦٤ ، ٥٦٧ ، ٥٧٤ ، ٥٧٩ ، ٥٨٥ ، ٥٨٨ ، ٥٨٩ ، ٥٩٤ ـ ٥٩٧ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٧٩ و ٢ / ٢٣ ، ٣٨٢ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣٦٧ و ٥ / ٩٣ و ٨ / ٦٣٤ و ٩ / ١٣٥ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٩ رقم ٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢١ ، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٧٠١ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٣١ رقم ٣ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٧٧٦ رقم ١٥٨٥ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق ١ / ٤٣٢ ، ٤٣٣ ، والسابق واللاحق ٦٤ ، والإكمال لابن ماكولا ٣ / ٣٦٥ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٣ رقم ٣٥ ، والأنساب لابن السمعاني ٥ / ٣٥٣ ، والعقد الفريد لابن عبد ربّه ١ / ٢٥٦ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٤٩ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٧ رقم ٢ ، واللباب لابن الأثير ١ / ٥١٢ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٩٤ ، وفتوح البلدان ٣٥ ، ٨٨ ، ٣٧٣ ، ٣٩٥ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٢١ رقم ٢ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٢٤١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٢٤٩ ـ ٢٥٢ رقم ٣ ، والكاشف ١ / ١١ رقم ٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٢ رقم ٨٧٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١٣٠ ـ ١٣٣ رقم ٤٦ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٠٥ ، والعبر ١ / ٤٤٦ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٠ ، ١١ رقم ٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٩ ، ١٠ رقم ٣ ، وطبقات الحفاظ ٢٢٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣ ، وشذرات الذهب ٢ / ١١٠ ، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي ١٠٤ ، ومعجم المؤلفين ١ / ١٤٢ ، وتاريخ التراث العربيّ ١ / ١٦٨.

٣١

وقيل : كانوا يلبسون القلانس الطّويلة الدّورقيّة (١).

سمع : هشيما ، وجرير بن عبد الحميد ، وحفص بن غياث ، ويزيد بن زريع ، وإسماعيل بن عليّة ، وطائفة.

وعنه : م. د. ت. ق. ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأحمد بن منصور الرّماديّ ، والهيثم بن خلف الدّوريّ ، ومحمد بن محمد بن بدر الباهليّ ، وآخرون.

قال أبو حاتم (٢) : صدوق.

وقال ابن عساكر (٣) : توفّي لسبع (٤) بقين من شعبان سنة ستّ وأربعين (٥).

قلت : كمّل ثمانين سنة ، وقد جمع وصنّف ، وكان حافظا فهما.

٢ ـ أحمد بن أبان القرشيّ (٦).

سمع : الدّراورديّ.

وعنه : أبو بكر البزّاز في مسندة (٧).

٣ ـ أحمد بن إبراهيم بن مهران (٨).

أبو الفضل البوشنجيّ.

عن : سفيان بن عيينة ، وأنس بن عياض

__________________

(١) وكان أحمد يقول : نحن من موالي عبد القيس. قال ابن السمعاني : لهذا قيل له العبدي.

(الأنساب ٥ / ٣٥٤).

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ٣٩.

(٣) في المعجم المشتمل ٣٧.

(٤) في ثقات ابن حبّان ، وطبقات الحنابلة : «لتسع».

(٥) وبها ورّخه البخاري. وفي ثقات ابن حبّان : مات سنة ثنتين وأربعين ومائتين يوم السبت لتسع بقين من شعبان ، وكان مولده سنة ثمان وستين ومائة ، وكان أصغر من أخيه يعقوب بسنتين.

(٦) انظر عن (أحمد بن أبان) في :

الثقات لابن حبّان ٨ / ٣٢ وفيه قال محقّقه ، بالحاشية (٤) : «لم نظفر به».

(٧) وقع في ثقات ابن حبّان أنه مات سنة خمسين ومائة. وعلّق محقّقه في الحاشية (٥) : «لعلّ الصواب مائتين». وهو الصحيح ، لأنه ذكره في : ممن روى عن أتباع التابعين وشافههم من المحدّثين.

(٨) انظر عن (أحمد بن إبراهيم البوشنجي) في :

تاريخ بغداد ٤ / ٨ ، ٩ رقم ١٥٨٨ ، وميزان الاعتدال ١ / ٧٩ رقم ٢٧٨.

٣٢

وعنه : الحسين المحامليّ ، ومحمد بن مخلد.

ولعلّه بقي إلى بعد الخمسين (١).

٤ ـ أحمد بن إدريس (٢).

أبو حميد الجلّاب.

بغداديّ ، روى عن : هشيم.

وعنه : الحسين المحامليّ ، وغيره.

٥ ـ أحمد بن إسحاق بن الحصين (٣) ـ خ. ـ

أبو إسحاق السّلميّ البخاريّ المعروف بالسّرماريّ ، وسرماريا من قرى بخارى.

سمع : يعلى بن عبيد ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وطبقتهما.

وعنه : خ. ، وإسحاق ابنه ، وإدريس بن عبدك ، وطائفة.

وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا ، يضرب بشجاعته المثل.

قال إبراهيم بن عفّان البزّاز : كنّا عند أبي عبد الله البخاريّ ، فجرى ذكر أبي إسحاق السّرماريّ فقال : ما نعلم في الإسلام مثله.

فخرجت من عنده ، فإذا أجد رئيس المطّوّعة ، فأخبرته ، فغضب ودخل على البخاريّ فسأله ، فقال : ما كذا قلت. ولكن ما بلغنا أنّه كان في الإسلام ولا في الجاهليّة مثله.

__________________

(١) وقال الدار الدّارقطنيّ : لا بأس به.

وقال الخطيب : قرأت بخط أبي الحسن الدار الدّارقطنيّ ، وحدّثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه ، قال :

أحمد بن إبراهيم البوشنجي أبو الفضل ، بغداديّ ليس بقويّ يعتبر به. (تاريخ بغداد ٤ / ٨ ، ٩).

(٢) انظر عن (أحمد بن إدريس) في :

تاريخ بغداد ٤ / ٣٨ ، ٣٩ ، رقم ١٦٤٥.

(٣) انظر عن (أحمد بن إسحاق بن الحصين) في :

الثقات لابن حبّان ٨ / ١٢ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٢٥ ، ٢٦ رقم ١ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٨ رقم ١٠ ، والأنساب لابن السمعاني ٧ / ٧٣ ، ٧٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٨ ، ٣٩ رقم ٦ ، واللباب لابن الأثير ٢ / ١٤ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٢٦١ ـ ٢٦٣ رقم ٧ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٤١ رقم ٢٧١٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٣ ، ١٤ رقم ٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٠ رقم ٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣.

٣٣

رواها إسحاق بن أحمد بن خلف ، عن إبراهيم هذا.

وقال أبو صفوان إسحاق : دخلت على أبي يوما ، وهو في البستان يأكل وحده ، فرأيت في مائدته عصفورا يأكل معه ، فلمّا رآني العصفور طار.

وعن أحمد بن إسحاق السّرماريّ قال : ينبغي لقائد الغزاة عشر خصال : أن يكون في قلب الأسد لا يجبن ، وفي كبر النّمر لا يتواضع ، وفي شجاعة الدّبّ يقتل بجوارحه كلّها ، وفي حملة الخنزير لا يولّي دبره ، وفي إغارة الذّئب إذا آيس من وجه أغار من وجه ، وفي حمل السّلاح كالنّملة تحمل أكثر من وزنها ، وفي الثّبات كالصّخر ، وفي الصّبر كالحمار ، وفي وقاحة الكلب لو دخل صيده النّار لدخل خلفه ، وفي التماس الفرصة كالدّيك.

أخبرني أبو عليّ بن الخلّال ، أنا جعفر الهمدانيّ ، أنا أبو طاهر السّلفيّ ، أنا المبارك بن الطّيوريّ ، وأبو عليّ البردانيّ قالا : أنا هنّاد النّسفيّ ، أنا محمد بن أحمد غنجار : سمعت أبا بكر محمد بن خالد المطّوعيّ : سمعت أبا الحسن محمد بن إدريس المطّوّعيّ البخاريّ : سمعت إبراهيم بن شمّاس يقول : كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السّرماريّ ، فكتب إليّ : إذا أردت الخروج إلى بلاد الغزّية في شراء الأسرى فاكتب إليّ. فكتب إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا.

فلمّا علم جبغويه استقبلنا في عدّة من جيوشه ، فأقمنا عنده ، إلى أن فرغنا من شراء الأسرى. فركب يوما وعرض جيشه فجاء رجل فعظّمه وبجّله وخلع عليه ، فسألني السّرماريّ عن الرجل ، فقلت : هذا رجل مبارز يعدّ بألف فارس ، لا يولّي من ألف.

فقال : أنا أبارزه.

فلم التفت إلى قوله ، فسمع جبغويه ذلك ، فقال لي : ما يقول هذا؟

قلت : يقول كذا وكذا.

فقال : لعلّ هذا الرجل سكران لا يشعر ، ولكن غدا نركب.

فلمّا كان الغد ركب ، وركب هذا المبارز ، وركب أحمد السّرماريّ ومعه عامود في كمّه ، فقام بإزائه ، فدنا منه المبارز ، فهزم أحمد نفسه منه حتّى باعده من الجيش ، ثمّ ضربه بالعامود قتله ، وتبع إبراهيم بن شمّاس لأنّه كان سبقه

٣٤

بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحقه. وعلم جبغويه فبعث في طلبه خمسين فارسا من خيار جيشه ، فلحقوا أحمد. فوقف تحت تلّ مختفيا حتّى مرّوا كلّهم ، ثمّ خرج ، فجعل يضرب بالعامود واحدا بعد واحد ، ولا يشعر من كان بالمقدّمة حتّى قتل تسعة وأربعين نفسا ، وأخذ واحدا منهم فقطع أنفه وأذنيه وأطلقه.

فذهب إلى جبغويه فأخبره ، فلمّا كان بعد عامين وتوفّي أحمد ذهب إبراهيم بن شمّاس في الفداء ، فقال له جبغويه : من كان ذاك الّذي قتل فرساننا؟

قال : ذاك أحمد السّرماريّ.

قال : فلم لم تحمله معك؟

قلت : إنّه توفّي.

فصكّ وجهه وصكّ في وجهي وقال : لو أعلمتني أنّه هو لكنت أصرفه من عندي مع خمسمائة برذون وعشرة آلاف غنم.

وبه إلى غنجار : ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ : سمعت بكر بن منير يقول : رأيت أحمد السّرماريّ ، وكان ضخما ، أبيض الرأس واللّحية.

ومات بقريته سرمارى ، فبلغ كراء الدّابّة من المدينة إليها عشرة دراهم.

وخلّف ديونا كثيرة ، فكان غرماؤه ربّما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهما إلى مائة درهم حبّا له. فما رجعوا حتّى قضوا ديونه.

وبه : سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهليّ : سمعت أبا موسى عمران بن محمد المطّوّعيّ : سمعت أبي يقول : كان عامود السّرماريّ ثمانية عشر منّا. فلمّا شاخ جعله اثني عشر منّا. وكان يقاتل بالعامود.

وبه : سمعت محمد بن خالد ، وأحمد بن محمد قالا : سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير : سمعت عبيد بن واصل : سمعت السّرماريّ يقول ، وأخرج سيفه فقال : اعلم يقينا أنّي قتلت به ألفي تركي ، وإن عشت قتلت به ألفا أخرى. ولو لا أنّي أخاف أن تكون بدعة لأمرت أن يدفن معي.

ذكر محمود بن سهل الكاتب ، وذكر السّرماريّ ، فقال : كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانا ورئيس العدوّ قاعد على صفّة ، فأخرج السّرماريّ

٣٥

سهما فغرزه في الصّفّة فأومأ الرئيس لينتزعه ، فرماه بسهم آخر خاط يده ، فتطاول الكافر لينزع ما في يده ، فرماه بسهم في نحره قتله ، وانهزم العدوّ ، وكان الفتح.

توفّي سنة اثنتين وأربعين (١).

٦ ـ أحمد بن إسحاق الأهوازيّ البزّاز (٢) ـ د. ن. ـ

عن : أبي أحمد الزّبيديّ ، وأبي عبد الرحمن المقرئ.

وعنه : د. ن. ، وعبدان ، ومحمد بن جرير الطّبريّ ، وجماعة.

وقال النّسائيّ : صالح (٣).

توفّي سنة خمسين.

٧ ـ أحمد بن أسد بن سامان (٤).

الأمير أبو إسماعيل والد الملوك السّامانيّة أمراء ما وراء النّهر.

وهو أخو الأمير نوح بن أسد الدّين. افتتح أسبيجاب ، إحدى مدائن التّرك ، في أيّام المعتصم.

توفّي أحمد بفرغانة سنة خمسين.

٨ ـ أحمد بن بجير.

أبو عبد الله البزّاز.

شيخ عراقيّ.

__________________

(١) المعجم المشتمل. وقال ابن حبّان : «كان ممّن الغزّايين ممّن له في العدو ـ في المطبوع :

العدد ـ نكايات كثيرة محكيّة عنه ... وكان من أهل الفضل والنسك ، مع لزومه الجهاد وشديد فيه ، من جلساء أحمد بن حنبل ...».

(٢) انظر عن (أحمد بن إسحاق الأهوازي) في :

تاريخ الطبري ١ / ٩١ ، ٩٧ ، ١٣٢ ، ٢٨٤ ، و ٢ / ٤٣٢ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٩ رقم ٧ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٢٦٥ رقم ٩ ، والكاشف ١ / ١٢ ، ١٣ رقم ٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٤ ، ١٥ رقم ١٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١١ رقم ٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤.

(٣) المعجم المشتمل.

(٤) انظر عن (أحمد بن أسد) في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٩٧ ، وتاريخ بخارى للنرشخي ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٣٨ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٢٧٩ ، ٢٨٠ ، ووفيات الأعيان ٥ / ١٦١ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٤٣ ، رقم ٢٧٢٢.

٣٦

روى عن : إسماعيل بن عليّة ، ومعاذ بن معاذ ، وإسحاق الأزرق.

وعنه : أبو بكر بن أبي الدّنيا.

٩ ـ أحمد بن بكّار بن أبي ميمونة (١) ـ ن. ـ

أبو عبد الرحمن الحرّانيّ ، مولى بني أميّة.

سمع : محمد بن سلمة ، وأبا معاوية الضّرير.

وعنه : ن. وقال : لا بأس به (٢) ، وأبو عروبة ، ومحمد بن الباغنديّ.

مات في صفر سنة أربع وأربعين بحرّان (٣).

١٠ ـ أحمد بن ثابت (٤) ـ ق. ـ

أبو بكر الجحدريّ البصريّ.

عن : سفيان بن عيينة ، وغندر ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ ، ووكيع ، ويحيى القطّان ، وخلق.

وعنه : ق. ، وابن أبي داود ، وأبو عروبة الحرّانيّ ، وعمر بن بجير ، وأبو بكر بن خزيمة ، وآخرون.

عاش إلى سنة خمسين (٥).

١١ ـ أحمد بن ثابت (٦).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن بكار) في :

الثقات لابن حبّان ٨ / ٢٣ وفيه اسم أبي ميمونة : زيد ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٠ / ١١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٢٧٧ ، ٢٧٨ رقم ١٦ ، والكاشف ١ / ١٤ رقم ١٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٩ رقم ١٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢ رقم ١٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤.

(٢) المعجم المشتمل.

(٣) الثقات ، المعجم المشتمل.

(٤) انظر عن (أحمد بن ثابت الجحدري) في :

الثقات لابن حبّان ٨ / ٤٢ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٠ رقم ١٣ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٢٨١ ، ٢٨٢ رقم ١٨ ، والكاشف ١ / ١٤ رقم ١٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢١ رقم ٢٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢ رقم ١٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤.

(٥) ذكره ابن حبّان في الثقات وقال : «مستقيم الأمر».

(٦) انظر عن (أحمد بن ثابت) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٤٤ رقم ٢١ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٦٧ رقم ١٦١ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣١٤ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٣٥ رقم ٢٥٠ ، ولسان الميزان ١ / ١٤٣ رقم ٤٥٤.

٣٧

أبو يحيى الرّازيّ الحافظ فرخويه.

سمع : عبد الرزّاق ، وعفّان ، وأقرانهما.

وعنه : محمد بن أيّوب الرازيّ ، وإبراهيم بن يوسف الهسنجانيّ.

وكان غير ثقة (١).

١٢ ـ أحمد بن الحسن بن جنيدب (٢) ـ خ. ت. ـ

أبو الحسن التّرمذيّ الحافظ.

سمع : أبا النّضر ، ويعلى بن عبيد ، وعبيد الله بن موسى ، وأبا نعيم ، وسعيد بن أبي مريم ، وأبا صالح كاتب اللّيث ، وخلقا كثيرا بالعراق ، ومصر ، وخراسان.

وعنه : خ. ت. ، وأبو بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأهل خراسان.

وسألوه عن العلل والجرح والتّعديل والفقه. وكان من تلامذة أحمد بن حنبل.

روى عنه خ. حديثا عن أحمد بن حنبل في «المغازي».

وقدم نيسابور سنة إحدى وأربعين. ولا تاريخ لموته (٣).

١٣ ـ أحمد بن الحسن بن خراش (٤) ـ م. ت. ـ

__________________

(١) قال ابن أبي حاتم : سمع منه أبي ، وقال أبو حاتم : سمعت أبا العباس بن أبي عبد الله الطهراني يقول : كانوا لا يشكون أن فرخويه كذّاب.

(٢) انظر عن (أحمد بن الحسن الترمذي) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٤٧ رقم ٣٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٧ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٢٨ ، ٢٩ رقم ٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٩ رقم ١٣ ، المعجم المشتمل ٤٢ رقم ١٩ ، وطبقات الحنابلة ١ / ٣٧ ، ٣٨ رقم ١١ ، والأنساب لابن السمعاني ٣ / ٤٥ وفيه : أبو أحمد بن الحسين ، وتهذيب الكمال ١ / ٢٩٠ ـ ٢٩٣ رقم ٢٥ ، والكاشف ١ / ١٥ رقم ٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١٥٦ ، ١٥٧ رقم ٥٦ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٦ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٣١٩ رقم ٢٨٢٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٤ رقم ٣١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣ رقم ٢٦ ، وطبقات الحفاظ ٢٣٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب (٥).

(٣) قال ابن حبّان : «كان قديم الموت».

(٤) انظر عن (أحمد بن الحسن بن خراش) في :

٣٨

أبو جعفر البغداديّ.

عن : عبد الرحمن بن مهديّ ، وشبّابة ، ووهب بن جرير.

وعنه : م. ت. ، ومحمد بن هارون المجدّر ، وأبو العبّاس السّرّاج ، وآخرون.

توفّي سنة اثنتين وأربعين.

١٤ ـ أحمد بن الحسن الكنديّ البغداديّ (١).

حدّث بالرّيّ عن أبي عبيدة اللّغويّ ، وحجّاج بن نصير.

وعنه : الفضل بن شاذان المقرئ ، والحسن بن اللّيث الرّازيّان.

ذكره ابن أبي حاتم.

١٥ ـ أحمد بن حميد (٢).

أبو زرعة الجرجانيّ الصّيدلانيّ الحافظ نزيل مكّة.

صحب يحيى القطّان. وكان عارفا بالعلل.

روى عنه : موسى بن هارون (٣).

١٦ ـ أحمد بن حميد (٤).

__________________

= الجرح والتعديل ٢ / ٤٨ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٣٣ رقم ١١ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٧٨ ـ ٨٠ رقم ١٧٠٩ وفيه «حراش» بالحاء المهملة ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٤ رقم ٤٢ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٢ رقم ٢٠ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٢٩٣ ، ٢٩٤ رقم ٢٦ ، والكاشف ١ / ١٥ ، ١٦ رقم ٢١ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١٥٧ ، ١٥٨ رقم ٥٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٤ رقم ٣٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣ رقم ٢٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥.

(١) انظر عن (أحمد الكندي) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٤٧ رقم ٣٥.

(٢) انظر عن (أحمد بن حميد الجرجاني) في :

تاريخ جرجان للسهمي ٦١ رقم ٢.

(٣) قال أبو عمران بن هانئ : كان أبو زرعة الجرجاني أحفظ من أبي زرعة الرازيّ ، وكان قد صحب يحيى بن سعيد القطان ، وسلم بن يحيى بن سعيد ابنه إليه ليفيده الحديث. (تاريخ جرجان).

(٤) انظر عن (أحمد بن حميد الفقيه) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٤٨ رقم ٣٧ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٢٣ رقم ١٧٩٢ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٣٩ ، ٤٠ رقم ١٣.

٣٩

أبو طالب الفقيه صاحب أحمد بن حنبل.

فقير صالح ، خيّر ، عالم ، له مسائل.

روى عنه : أبو محمد فوزان ، وزكريّا بن يحيى.

توفّي سنة أربع وأربعين (١).

١٧ ـ أحمد بن خالد (٢) ـ ت. ن. ـ

أبو جعفر البغداديّ الخلّال.

قاضي الثّغر.

سمع : ابن عيينة. وإسحاق الأزرق.

وعنه : ت. ن. ، وجعفر الفريابيّ ، وأحمد الأبّار ، وجماعة.

قال أبو حاتم : ثقة خيّر (٣).

وتوفّي سنة ستّ وأربعين أو سنة سبع (٤).

١٨ ـ أحمد بن الخصيب الجرجرائيّ الكاتب (٥).

__________________

(١) قال ابن أبي يعلى : أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني المتخصّص بصحبة إمامنا أحمد. روى عن أحمد مسائل كثيرة. وكان أحمد يكرمه ويعظّمه.

وقال أبو بكر الخلّال : صحب أحمد قديما إلى أن مات. وكان أحمد يكرمه ويقدّمه ، وكان رجلا صالحا ، فقيرا صبورا على الفقر ، فعلّمه أبو عبد الله مذهب القنوع والاحتراف ، ومات قديما بالقرب من موت أبي عبد الله. ولم تقع مسائله إلى الأحداث. (طبقات الحنابلة).

(٢) انظر عن (أحمد بن خالد) في :

تاريخ الثقات للعجلي ٤٧ رقم ٢ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٩ رقم ٤٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤٢ ، ٤٣ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١٢٦ ـ ١٢٨ رقم ١٨٠٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤٣ رقم ٢٤ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٤٢ رقم ١٨ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٣٠١ ـ ٣٠٣ رقم ٣١ ، والكاشف ١ / ١٧ رقم ٢٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٧ رقم ٤٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٤ رقم ٣٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥.

(٣) في الجرح والتعديل : كان خيّرا فاضلا عدلا ثقة صدوقا رضا.

وقال أبو زرعة : أدركناه ولم نكتب عنه.

(٤) ووثّقه العجليّ ، وابن حبّان.

وقال النسائي : لا بأس به.

(٥) انظر عن (أحمد بن الخصيب) في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٩ ، ٤٨١ ، ٤٨٧ ، ٤٩٣ ، ٤٩٤ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٧٥ ، ١٢٥ ، ١٢٨ ، ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٤٠ ، ٢٤٣ ، ٢٤٨ ، ٢٥١ ، ٢٥٣ ، ٢٥٦ ، ٢٥٩ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء =

٤٠