تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وإني لأرجو أن ترى من مغيبها

مطالع شمس قد يغص بها الشرب

وهمّك تركيّ عليه غلالة

وهمّ سواك الطعن في الروع والضرب (١)

وهجا ابن أبي دؤاد بعد كثرة إنعامه عليه ، حتّى قيل إنّه هجا خزاعة قبيلته ، فقال :

أخزاع غيركم الكرام فأقصروا

وضعوا أكفّكم على الأفواه (٢)

الرّاتقين ولات حين مراتق

والفاتقين شرائع الأستاه (٣)

وله يهجو الحسن بن رجاء ، وبني هشام ، ودينار بن أكثم جملة :

[لا] (٤) تشتروا منّي ملوك المخرّم

أبع حسنا وبني هشام بدرهم (٥)

[وأعط] (٦) رجاء بعد ذلك (٧) زيادة

وأغلط (٨) بدينار بغير تندّم

فإن ردّ من عيب عليّ جميعهم

فليس يردّ العيب يحيى بن أكثم (٩)

وله يهجو أخاه ويهجو نفسه :

مهّدت له ودّي صغيرا ونصرتي

وقاسمته مالي وبوّأته حجري

وقد كان يكفيه من العيش كلّه

رجاء ويأس يرجعان إلى فقر

وفيه عيوب ليس يحصى عدادها

فأصغرها عيب يجلّ عن الفكر

ولو أنّني أبديت للنّاس بعضها

لأصبح من بصق الأحبّة في بحر

__________________

(١) الأبيات في : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٣٩ ، والبيت الأخير فيه هكذا :

وهمّك أن تدلى عليه مهانة

فأنت له أم وأنت له أب

(٢) البيت في تهذيب تاريخ دمشق هكذا :

أخزاعة غير الكرام فاقصروا

وضعوا القلم على الأفواه

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤٠ وفيه زيادة بيت :

فدعوا الفخار فلستم من أهله

يوم الفخار ففخركم سياه

(٤) في الأصل بياض ، استدركته من : تهذيب تاريخ دمشق.

(٥) في : الأغاني ، ورد الشطر الثاني هكذا : أبع حسنا وابني رجاء بدرهم.

(٦) في الأصل بياض.

(٧) في الأغاني : «فوق ذاك».

(٨) في التهذيب : «وأعط» ، وفي الأغاني : «وأسمح».

(٩) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤١ ، الأغاني ٢٠ / ١٥٦.

٢٦١

فدونك عرضي فاهج حيّا وإن أمت

فبالله إلّا ما خريت على قبري (١)

وله يهجو امرأته :

يا من أشبهها بحمّى نافض

قطّاعة للظّهر ذات زئير

يا ركبتي جمل (٢) وساق نعامة

وزنبيل كناس ، ورأس بعير

صدغاك قد شمطا ، ونحرك يابس

والصّدر منك كجؤجؤ الطّنبور

قبّلتها فوجدت طعم لثاتها

فوق اللّثام كلسعة الزّنبور (٣)

وله الأبيات الشهيرة الّتي منها قوله :

أين الشّباب وأية سلكا

لا ، أين يطلب ، ضلّ ، بل هلكا

لا تعجبي يا سلم من رجل

ضحك المشيب برأسه فبكى

لا تأخذ [ي بظلامتي] (٤) أحدا

طرفي (٥) وقلبي في دمي اشتركا

يا ليت شعري كيف نومكما

يا صاحبيّ إذا دمي سفكا (٦)

وله :

علم تحكيم وشيب مفارق

طلّسن (٧) ريعان الشّباب الرّائق

وإمارة من (٨) دولة ميمونة

كانت على اللّذّات أشغب عائق

والآن لا أغدو ولست برائح

في كبر معشوق وذلّة عاشق

أنّي يكون وليس ذاك بكائن

يرث الخلافة فاسق عن فاسق

نعر ابن شكلة بالعراق وأهله (٩)

فهفا إليه كلّ أطلس مائق

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤٢.

(٢) في تهذيب تاريخ دمشق : «جزر».

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤٢.

(٤) في الأصل بياض ، استدركته من : تهذيب تاريخ دمشق ، وتاريخ بغداد ، وفي الأغاني : «لا تأخذي».

(٥) في التهذيب : «عيني» ، وفي الأغاني «قلبي».

(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، وفي تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٤ ثلاثة أبيات مع تقديم وتأخير ، وهي في الأغاني ٢٠ / ١٢٧ بتقديم وتأخير أيضا.

(٧) في الأغاني : «طمّسن».

(٨) في الأغاني : «في».

(٩) في تهذيب تاريخ دمشق : «وأهلها».

٢٦٢

إن كان إبراهيم مضطلعا بها

فلتصلحنّ من بعده لمخارق (١)

فلمّا بلغت هذه الأبيات للمأمون ضحك وقال : قد غفرنا لدعبل كلّ ما هجانا به. وآمنه ، فسار دعبل إليه ومدحه لكون المأمون كان يتشيّع ، فإنّه عهد إلى الرّضا ، وكتب اسمه على السّكّة. وأقبل يجمع ما جاء في فضائل أهل البيت.

وكان دعبل أوّل داخل إليه وآخر خارج من عنده. فلم ينشب أن هجا المأمون ، وبعث إليه بهذه الأبيات :

ويسومني المأمون خطّة ظالم (٢)

أو ما رأى بالأمس رأي (٣) محمد

إنّي من القوم الّذين سيوفهم

قتلت أخاك ، وشرّ فتك بمقعد

شادوا بذكرك بعد طول خموله

واستنقذوك من الحضيض الأوهد

ثم إنّه مدح المعتصم ونفق عليه وأجزل له الصّلات ، فما لبث أن هجاه وهرب.

وله القصيدة الطّنّانة في أهل البيت تدلّ على رفضه :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحيّ مقفر العرصات

لآل رسول الله بالخيف من منى

وبالرّكن والتّعريف والجمرات

ألم تر أنّي مذ ثلاثين حجّة

أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسّما

وأيديهم من فيئهم صفرات

وآل رسول الله نحف جسومهم

وآل زياد غلّظ الرّقبات (٤)

بنات زياد في القصور (٥) مصونة

وبنت رسول الله في الفلوات

ولو لا الّذي أرجوه في اليوم أو غد

تقطّع قلبي إثرهم حسرات (٦)

__________________

(١) الأبيات في : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٣٧ ، ومنها أربعة أبيات في : الأغاني ٢٠ / ١٨١.

(٢) في الأغاني : «خطة عاجز».

(٣) في الأغاني : ٢٠ / ١٧٤ «رأس».

(٤) في تهذيب تاريخ دمشق : «غلظ القصرات».

(٥) في تهذيب التاريخ : «في الخدور».

(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٣٧.

٢٦٣

وهي قصيدة طويلة.

توفّي سنة ستّ وأربعين ، عن بضع وتسعين سنة.

ويقال إنّه هجا مالك بن طوق ، فجهّز عليه من ضربه بعكّاز مسموم في قدمه ، فمات من ذلك بعد يوم (١).

ومات بالطّيب من ناحية واسط (٢).

وما أحلى قول عبد الله بن طاهر الأمير : دعبل قد حمل جذعه على عنقه ولا يجد من يصلبه عليه.

ولام رجل هاشميّ دعبلا في هجائه الخلفاء فقال : دعني من فضولك أنا والله استصلب منذ سبعين سنة ، وما وجدت أحدا يجود لي بخشبة.

١٧٩ ـ دهثم بن خلف (٣).

أبو سعيد الرّمليّ.

حدّث ببغداد عن : ضمرة بن ربيعة ، وأيّوب بن سويد ، وجماعة.

وعنه : ابن أبي الدّنيا ، وعبد الله بن ناجية ، ونصر بن القاسم الفرضيّ ، وآخرون.

__________________

(١) الأغاني ٢٠ / ١٨٦ ، تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤٥.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٥.

(٣) انظر عن (دهثم بن خلف) في :

تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٦ ، ٣٨٧ رقم ٤٤٩٢.

٢٦٤

 ـ حرف الذال ـ

١٨٠ ـ ذو النّون المصريّ الزّاهد (١) ، رحمة الله عليه.

اسمه ثوبان بن إبراهيم ، ويقال أبو الفيض بن أحمد ، ويقال ابن إبراهيم أبو الفيض ، ويقال أبو الفيّاض الإخميميّ. وأبوه نوبيّ.

روى عن : مالك ، واللّيث ، وابن لهيعة ، وفضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة ، وسلم الخوّاص ، وجماعة.

__________________

(١) انظر عن (ذي النون المصري) في :

طبقات الصوفية للسلمي ١٥ ـ ٢٦ رقم ٢ ، وحلية الأولياء لأبي نعيم ٩ / ٣٣١ ـ ٣٩٥ رقم ٤٥٦ و ١٠ / ٣ ، ٤ ، وانظر فهرس أعلام الحلية ـ ص ٥٧٠ ، والرسالة القشيرية ١٠ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٣٩٣ ـ ٣٩٧ رقم ٤٤٩٧ ، والزهد الكبير للبيهقي ، رقم ٥ و ٣٧ و ٥٦ و ٦٤ و ٦٦ و ٦٧ و ٦٨ و ٦٩ و ٧٠ و ٧١ و ٧٢ و ٨٤ و ٩٤ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١ و ١٤٢ و ١٤٣ و ١٨١ و ١٨٢ و ١٩٣ و ١٩٦ و ٢٩٤ و ٣٤١ و ٥٨٥ و ٦١٦ و ٦٨٤ و ٧٠١ و ٧٤٤ و ٧٥٩ و ٧٩٥ و ٨٣٥ و ٨٥٣ و ٩٦٧ و ٩٨٠ و ٩٨١ و ٩٨٢ ، والإكمال لابن ماكولا ٣ / ٣٨٩ ، والأنساب لابن السمعاني ١ / ١٥٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٤ ـ ٢٩١ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٧٤ ، ١٢٩ ، ومروج الذهب ٨١٢ ، والإشارات إلى معرفة الزيارات ٤٣ ، والإستبصار ٥٨ ، ٥٩ ، والأذكياء لابن الجوزي ٨٤ ، ٨٥ ، والمرصّع لابن الأثير ٣٣٤ ، واللباب ١ / ٣٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٩٢ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣١٥ ـ ٣١٨ و ٤٢٨ ، ٤٢٩ و ٢ / ٤٢٩ و ٦ / ٥٩ ، وأخبار الحكماء للقفطي ١٨٥ ، والروض المعطار للحميري ١٧ ، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني ١٤٠ ، ٣٢٦ ، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) ٢ / ١٢ ، ١٣ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٣٣ رقم ٢٧٠١ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٨ / ٦٦٩ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٨ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٣٢ ـ ٥٣٦ رقم ١٥٣ ، والعبر ١ / ٤٤٤ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤١ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٨ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٤٩ ـ ١٥١ ، وآثار البلاد وأخبار العباد ١٤٠ ، وصفة الصفوة ٤ / ٣١٥ ـ ٣٢١ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٠ ، ٣٢١ ، الطبقات الكبرى للشعراني ١ / ٨١ ـ ٨٤ ، ولسان الميزان ٣ / ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، رقم ١٧٩١ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٧ ، وبدائع الزهور لابن إياس ج ١ ق ١ / ١٥٣ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ٤٥ ـ ٥٠ رقم ٣٦٥ ، ودرر الأبكار ١٢٢ ، ١٢٣ ، وطبقات الأولياء ٢١٨ ـ ٢٢٧ رقم ٤١ ، ونتائج الأفكار القدسية ١ / ٧٣ ـ ٧٦.

٢٦٥

وعنه : أحمد بن صبيح الفيّوميّ ، وربيعة بن محمد الطّائيّ ، ورضوان بن محيميد ، ومقدام بن داود الرّعينيّ ، والحسن بن مصعب النّخعيّ ، والجنيد بن محمد ، وغيرهم.

روى سليمان بن أحمد الملطيّ ـ وهو ضعيف ـ ثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد ، ثنا ثوبان بن إبراهيم ، نا اللّيث بن سعد ، فذكر حديثا.

وقال محمد بن يوسف الكنديّ في كتاب «الموالي من أهل مصر» : ومنهم ذو النّون بن إبراهيم الإخميميّ مولى لقريش. وكان أبوه نوبيّا.

وقال الدّار الدّارقطنيّ : روى عن مالك أحاديث فيها نظر (١) ، وكان واعظا (٢).

وقال ابن يونس : كان عالما فصيحا حكيما ، أصله من النّوبة.

توفّي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين.

وقال السّلميّ (٣) : حمل ذو النّون إلى المتوكّل على البريد من مصر ليعظه سنة أربع وأربعين. وكان إذا ذكر بين يدي المتوكّل أهل الورع بكى.

وقال يوسف بن أحمد البغداديّ : كان أهل ناحيته يسمّونه الزّنديق ، فلمّا مات أظلّت الطّير جنازته ، فاحترموا بعد ذلك قبره.

وقال أبو القاسم القشيريّ : كان رجلا نحيفا تعلوه حمرة (٤) ، ليس بأبيض اللّحية.

وقيل كانت تعلوه صفرة (٥).

وعن أيّوب مؤذّن ذي النّون قال : أتى أصحاب المطالب ذا النّون ، فخرج معهم إلى قوص وهو شابّ ، فحفروا قبرا ، فوجدوا فيه لوحا فيه اسم الله الأعظم ، فأخذه ذو النّون ، وسلّم إليهم ما وجدوا.

__________________

(١) هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد : «في أسانيدها نظر».

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٣٩٣.

(٣) قول السلمي ليس في «طبقات الصوفية» ، وهو في : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٤.

(٤) في تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٥ : «تعلوه صفرة».

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٥.

٢٦٦

وقال يوسف بن الحسين الرازيّ : حضرت مجلس ذي النّون فقيل : يا أبا الفيض ما كان سبب توبتك؟

قال : أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت في الصحراء ففتحت عيني فإذا أنا بقبّرة عمياء معلّقة بمكان ، فسقطت من وكرها ، فانشقّت الأرض ، فخرج منها سكرّجتان ذهب وفضّة ، في إحداهما : سمسم ، وفي الأخرى ماء ، فأكلت وشربت. فقلت : حسبي ، قد تبت. ولزمت الباب إلى أن قبلني (١).

وفي كتاب «المحن» للسّلميّ أنّ ذا النّون أول من تكلّم ببلدته في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم ، وكان رئيس مصر ، وكان يذهب مذهب مالك ، ولذلك هجره علماء مصر ، حتّى شاع خبره ، وأنّه أحدث علما لم يتكلّم فيه السّلف. وهجروه حتّى رموه بالزّندقة.

قال : فدخل عليه أخوه فقال : إنّ أهل مصر يقولون أنت زنديق.

فأنشأ يقول :

وما لي سوى الإطراق والصّمت حيلة

ووضعي كفّي تحت خدّي وتذكاري (٢)

قال : وقال محمد بن يعقوب بن الفرجيّ : كنت مع ذي النّون في الزّورق ، فمرّ بنا زورق آخر ، فقيل لذي النّون : إنّ هؤلاء يمرّون إلى السلطان يشهدون عليك بالكفر.

فقال : اللهمّ إن كانوا كاذبين فغرّقهم. فانقلب الزّورق وغرقوا.

فقلت له : احسب أنّ هؤلاء قد مضوا يكذبون ، فما بال الملّاح؟

قال : لم حملهم وهو يعلم قصدهم. ولأن يقفوا بين يدي الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور. ثمّ انتفض وتغيّر وقال : وعزّتك لا أدعو على خلقك بعد هذا.

ثم دعاه أمير مصر وسأله عن اعتقاده ، فتكلّم ، فرضي أمره ، وكتب به إلى

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٥.

(٢) البيت في جملة أبيات في : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٩١.

٢٦٧

المتوكّل ، فأمر بإحضاره ، فحمل على البريد. فلمّا سمع كلامه ولع به ، وأحبّه وأكرمه ، حتّى أنّه لو كان إذا ذكر العلماء يقول : إذا ذكر الصّالحون فحي هلا بذي النّون (١).

وقال عليّ بن حاتم : سمعت ذا النّون يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق.

وقال يوسف بن الحسين : سمعت ذا النّون يقول : مهما تصوّر في وهمك ، فالله بخلاف ذلك.

وقال : سمعت ذا النّون يقول : الاستغفار اسم جامع لمعان كثيرة ، أوّلهنّ : النّدم على ما مضى ، والثّاني : العزم على ترك الرجوع ، والثالث : أداء كلّ فرض ضيّعته فيما بينك وبين الله ، والرابع : ردّ المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها ، والخامس : إذابة كلّ لحم ودم نبت على الحرام ، والسّادس : إذاقة البدن ألم الطّاعة كما وجدت حلاوة المعصية.

وعن عمرو السّرّاج قال : قلت لذي النّون كيف خلصت من المتوكّل وقد أمر بقتلك؟

قال : لمّا أوصلني الغلام إلى السّتر رفعه ثمّ قال لي : ادخل.

فنظرت فإذا المتوكّل في غلالة مكشوف الرأس ، وعبيد الله قائم على رأسه متّكئ على السّيف. فعرفت في وجوه القوم الشّرّ. ففتح لي باب ، فقلت في نفسي : يا من ليس في السّماوات قطرات ولا في البحار قطرات ، ولا في ديلج الرّياح دلجات ، ولا في الأرض خبيئات ، ولا في قلوب الخلائق خطرات إلّا وهي عليك دليلات ، ولك شاهدات ، وبربوبيّتك معترفات ، وفي قدرتك متحيّرات. فبالقدرة الّتي تجير بها من في الأرض والسّماوات إلّا صلّيت على محمد وآل محمد ، وأخذت قلبه منّي. فقام إليّ المتوكّل يخطو ، حتّى اعتنقني وقال : أتعبناك يا أبا الفيض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم ، وإن تشأ أن تنصرف فانصرف.

فاخترت الانصراف (٢).

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٤.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٧.

٢٦٨

وقال يوسف بن الحسين ، حضرت مع ذي النّون مجلس المتوكّل ، وكان مولعا به يفضّله على العبّاد والزّهّاد ، فقال : يا أبا الفيض صف لي أولياء الله.

قال : يا أمير المؤمنين هم قوم ألبسهم الله النّور السّاطع من محبّته ، وجلّلهم بالبهاء من أردية كرامته ، ووضع مفارقهم تيجان مسرّته ، ونشر لهم المحبّة في قلوب خليقته ، ثمّ أخرجهم وقد ودع القلوب ذخائر الغيوب ، فهي معلّمة بمواصلة المحبوب ، فقلوبهم إليه سائرة ، وأعينهم إلى عظيم جلاله ناظرة. ثمّ أجلسهم بعد أن أحسن إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدّواء ، وعرّفهم منابت الأدواء ، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتّقيّ ، وضمن لهم الإجابة عند الدّعاء ، وقال : يا أوليائي لو أتاكم عليل من فرقي فداووه ، أو مريض من إرادتي فعالجوه ، أو مجروح بتركي إيّاه فلاطفوه ، أو فارّ منّي فرغّبوه ، أو خائف منّي فأمّنوه (١) ، أو مستوصف نحوي فأرشدوه ، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم ملهوف فأغيثوه. في فصل طويل (٢).

ولذي النّون ترجمة طويلة في «تاريخ دمشق» (٣) ، وأخرى في «حلية الأولياء» (٤).

وما أحسن قوله : العارف لا يلتزم حالة واحدة ، ولكن يلتزم أمر ربّه في الحالات كلّها (٥).

قد تقدّمت وفاته في سنة خمس. وكذا ورّخه عبيد الله بن سعيد بن عفير.

وأمّا حيّان بن أحمد السّهميّ فقال : مات بالجيزة وعدّي به إلى مصر في مركب خوفا من زحمة النّاس على الجسر لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ستّ وأربعين (٦).

__________________

(١) هنا زيادة : «أو قصد نحوي فآووه ، أو جبان من متاجرتي ، فجدوه ، أو آيس من فضلي فعدوه ، أو راج لإحساني فبشّروه ، أو حسّن الظنّ بي فباسطوه ، أو محبّ لي فواصلوه ، أو معظّم لقدري فعظّموه». (تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٨).

(٢) انظر : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٨.

(٣) تهذيبه ٥ / ٢٧٤ ـ ٢٩١.

(٤) ج ٩ / ٣٣١ ـ ٣٩٥.

(٥) طبقات الصوفية للسلمي ٢٦ ، الزهد الكبير للبيهقي ٢٩٨ ، ٢٩٩ رقم ٧٩٥.

(٦) تاريخ بغداد ٨ / ٣٩٧ ، صفة الصفوة ٤ / ٣٢١.

٢٦٩

وقال آخر : سنة ثمان وأربعين (١). والأوّل أصحّ. وقد قارب السّبعين أو جازها.

__________________

(١) وقيل : سنة خمس وأربعين ومائتين. (تاريخ بغداد).

٢٧٠

 ـ حرف الراء ـ

١٨١ ـ راشد بن سعيد (١) ـ ق. ـ

أبو بكر المقدسيّ.

حدّث سنة ثلاث وأربعين عن : الوليد بن مسلم ، وضمرة بن ربيعة.

وعنه : ق. ، وأبو حاتم الرازيّ ، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسيّ.

وقال أبو حاتم (٢) : صدوق. كتبت عنه ببيت المقدس (٣).

١٨٢ ـ رباح بن جرّاح (٤).

أبو الوليد العبديّ الموصليّ ، صاحب الزّهد والمواعظ.

عن : المعافى بن عمران ، وعفيف بن سالم ، والقاسم بن يزيد الجرميّ ، وزيد بن أبي الزّرقاء ، وسابق الموصليّ ، وعمر بن أيّوب ، وجماعة.

وعنه : أحمد بن بشر ، وأبو يعلى الموصليّ ، وغيرهما.

__________________

(١) انظر عن (راشد بن سعيد) في :

تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ٢ / ٧١٨ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٨٨ رقم ٢٢١٠ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١١٩ رقم ٣٣٣ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٣ / ٣٣١ ، والتذكار في أفضل الأذكار للقرطبي ١٥٩ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٩ / ١٢ ، ١٣ رقم ١٨٢٧ ، والكاشف ١ / ٢٣١ رقم ١٥١٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ رقم ٤٣٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٠ رقم ٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٣ ، وفيه «راشد بن سعد» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ٢٤٩ رقم ٥٨١.

(٢) الجرح والتعديل ٣ / ٤٨٨.

(٣) قال ابن عساكر : مات بعد سنة ثلاث وأربعين ومائتين ، أو فيها. (المعجم المشتمل ١١٩).

(٤) انظر عن (رباح بن جرّاح) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٦٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٩١ رقم ٢٢٢٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٤٣ ، وحلية الأولياء ٨ / ٢٩٣ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٤٢٩ ، رقم ٢٥٣٤ ، والزهد الكبير للبيهقي ، رقم ٧٩٣.

٢٧١

وكتب عنه : يحيى بن معين مع جلالته وتقدّمه (١).

قال الأزديّ : كان صالحا خاشعا ذا قدر ومحلّ (٢).

توفّي سنة نيّف وأربعين ومائتين.

قلت : وآخر من روى عنه : يحيى بن محمد بن صاعد.

وكان ثقة.

وثّقه الخطيب وقال (٣) : حدّث ببغداد سنة ستّ وأربعين.

وممّن روى عنه : أبو بكر بن أبي الدّنيا ، والحسن بن الحسين الصّوّاف المقرئ. وكان حفظه للرّقائق ، رحمه‌الله.

١٨٣ ـ الرّبيع بن نافع (٤) ـ خ. م. د. ن. ق. ـ

أبو توبة الحلبيّ نزيل طرسوس.

عن : معاوية بن سلّام ، وشريك ، وأبي الأحوص ، وأبي المليح الرّقّيّ

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٤٢٨.

(٢) عبارته في تاريخ بغداد : «كان يحفظ الرقائق وكلام الزهّاد ، وكان شيخا خاشعا صالحا ، وكتب عنه يحيى بن معين ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وغيرهما من العراقيين ، وكان له هناك قدر ومنزلة».

(٣) في تاريخه ٨ / ٤٢٨.

(٤) انظر عن (الربيع بن نافع) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٢٧٩ رقم ٩٥٦ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٧ ، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٢٠١ ، ٢١٢ و ٢ / ٣٤٠ ، ٣٤١ و ٣ / ٣٦٥ ، ٣٩٠ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٩٠ ، وتاريخ واسط لبحشل ٦١ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٧٠ ، ٤٧١ رقم ٢١٠٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٣٩ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٢٤٦ رقم ٣٢٨ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٢٠٤ رقم ٤٣٢ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٣٠٣ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٣٤ رقم ٥٢٥ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٢٠ رقم ٣٣٧ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣١٠ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ١٥٦ رقم ٢١١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٩ / ١٠٣ ـ ١٠٦ رقم ١٨٧٢ ، ومعجم البلدان ٢ / ٨٩٠ و ٣ / ٥٠٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٥٣ ، ٦٥٤ رقم ٢٣٥ ، والكاشف ١ / ٢٣٧ رقم ١٥٥٤ ، والعبر ١ / ٤٣٦ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٧٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٥ رقم ٩٢٤ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٨ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٨٣ رقم ٧٩٩ ومشارع الأشواق للدمياطي ١ / ٤٣٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٥١ رقم ٤٨١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٦ رقم ٥٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٥ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩٦ ، والمغني في ضبط أسماء الرجال ٢٨٦.

٢٧٢

الحسن بن عمر ، وعبيد الله بن عمرو ، والهيثم بن حميد ، وإسماعيل بن عيّاش ، وإبراهيم بن سعد ، ويزيد بن المقدام ، وابن المبارك ، وطائفة.

وعنه : د. فأكثر ، وخ. م. ن. ق. عن رجل عنه ، وأحمد بن حنبل ، والحسن بن الصّبّاح ، والدّارميّ ، وأبو حاتم ، ويزيد بن جهور ، ويعقوب الفسويّ ، وأحمد بن خليد الحلبيّ ، وآخرون.

قال أبو حاتم (١) : ثقة.

وقال أبو داود : قدم أبو توبة الكوفة ولم يقدم البصرة. وكان يحفظ الطّوال يجيء بها. ورأيته يمشي حافيا وعلى رأسه طويلة.

قال : وكان يقال إنّه من الأبدال (٢) ، رحمه‌الله.

قلت : هو آخر من حدّث عن معاوية بن سلّام.

قال الفسويّ (٣) : مات سنة إحدى وأربعين ومائتين (٤).

١٨٤ ـ رجاء بن محمد (٥) ـ ق. ن. ـ

أبو الحسن العذريّ (٦) البصريّ السّقطيّ.

عن : عبد الصّمد بن عبد الوارث ، وسعيد بن عامر الضّبعيّ.

وعنه : ت. ن. ، وجعفر الفريابيّ ، وابن خزيمة ، وآخرون.

ولا أعلم متى توفّي. وقد سمع منه أبو حاتم والكبار (٧).

__________________

(١) الجرح والتعديل ٣ / ٤٧٠ وزاد : صدوق حجّة.

(٢) تهذيب الكمال ٩ / ١٠٦.

(٣) في المعرفة والتاريخ ١ / ٢١٢.

(٤) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : مات بعد سنة عشرين ومائتين»! وأثنى عليه الأثرم وقال : لا أعلم إلا خيرا.

وسئل عنه أبو حاتم فقال : ثقة صدوق حجّة. (الجرح والتعديل).

(٥) انظر عن (رجاء بن محمد) في :

الجرح والتعديل ٣ / ٥٠٣ رقم ٢٢٧٦ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٤٧ وفيه قال محقّقه بالحاشية (٦) : «ولم نظفر به» ، والمعجم المشتمل ١٢٠ رقم ٣٣٩ ، وتهذيب الكمال ٩ / ١٦٦ ـ ١٦٨ رقم ١٨٩٦ ، ومعجم البلدان ٤ / ٧٣٦ ، والكاشف ١ / ٢٤٠ رقم ١٥٧٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٩ رقم ٧٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٧.

(٦) في الثقات «العدوي» وهو غلط.

(٧) وقال النسائي : لا بأس به. (المعجم المشتمل).

٢٧٣

١٨٥ ـ رجاء بن مرجّي (١) ـ د. ق. ـ

أبو محمد الحافظ.

ويقال أبو أحمد المروزيّ ، ويقال السّمرقنديّ. نزيل بغداد.

سمع : النّضر بن شميل ، ويزيد بن أبي حكيم العدنيّ ، وأبا نعيم ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبا اليمان ، وعبد الله بن رجاء ، وخلقا.

وعنه : د. ق. وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزّاز ، وعمر بن محمد بن بجير ، وأبو العبّاس السّرّاج ، ويحيى بن صاعد ، والقاضي المحامليّ ، وطائفة.

قال الدّار الدّارقطنيّ : حافظ ثقة (٢).

وقال الخطيب (٣) : كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث وحفظه والمعرفة به.

وقال البخاريّ (٤) : مات ببغداد في غرّة جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين (٥).

١٨٦ ـ روح بن حاتم البغداديّ البزّاز (٦).

__________________

= وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «مستقيم الحديث».

وسمع منه أبو حاتم الرازيّ بالبصرة في رحلته الثالثة. (الجرح والتعديل).

(١) انظر عن (رجاء بن مرجّى) في :

التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٧ ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٠٣ رقم ٢٢٧٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٤٧ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٤١٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣٢١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٢٠ ، ١٢١ رقم ٣٤٠ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم ٢١٠ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٩ / ١٦٨ ـ ١٧٠ رقم ١٨٩٧ ، والعبر ١ / ٤٥٤ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٤٢ ، والكاشف ١ / ٢٤٠ رقم ١٥٧٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٩٨ ـ ١٠٠ رقم ٢٩ ، والبداية والنهاية ١١ / ٤ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ١٠٣ ، ١٠٤ رقم ١٢٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ رقم ٥٠٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٩ رقم ٧٧ ، وطبقات الحفاظ ٢٣٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٧ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٢٠.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣٢١.

(٣) في تاريخ بغداد ٨ / ٤١١.

(٤) في تاريخه الصغير ٢٣٧ ، والثقات لابن حبّان ، وتاريخ بغداد ، وتهذيب تاريخ دمشق ، والمعجم المشتمل.

(٥) وسئل عنه أبو حاتم فقال : صدوق.

وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «كان متيقّظا ، ممّن جمع وصنّف».

(٦) انظر عن (روح بن حاتم) في :

٢٧٤

عن : إسماعيل بن عيّاش ، وهشيم ، وزياد البكّائيّ ، وجماعة.

وعنه : أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأبو يعلى ، وأبو صخرة الكاتب.

وحدّث سنة إحدى وأربعين (١).

ضعّفه ابن معين (٢) ، ومشّاه غيره (٣).

١٨٧ ـ روح بن عصام بن يزيد الأصبهانيّ (٤).

المعروف بابن جبّر. وكان أبوه جبّر يخدم سفيان الثّوريّ.

عن : أبيه ، وشريك بن عبد الله ، وعبّاد بن عبّاد ، وأبي الأحوص ، وهشيم.

وكان به صمم ، وهو أسنّ من أخيه محمد بن عصام.

روى عنه : أبو غسّان محمد بن أحمد الزّاهد ، ومحمد بن يحيى بن مندة ، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ ، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.

__________________

= المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ١٢٥ ، ١٥٥ ، وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٦٥ ، ١٦٦ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٤٤ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ رقم ٤٥٠٤ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٣٣ رقم ٢١٣٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٥٨ رقم ٢٨٠٠ ، ولسان الميزان ٢ / ٤٦٥ رقم ١٨٧٥ وفيه :

«البزّار».

(١) سمعه فيها أبو صخرة الكاتب.

(٢) فقال : ليس بشيء. (تاريخ بغداد ٨ / ٤٠٧).

(٣) وذكره ابن حبّان في الثقات.

(٤) انظر عن (روح بن عصام) في :

الجرح والتعديل ٣ / ٥٠٠ رقم ٢٢٦٢ ، وذكر أخبار أصبهان ٢ / ٣١٤.

٢٧٥

 ـ حرف الزاي ـ

١٨٨ ـ زكريّا بن يحيى بن صالح (١) ـ م. ـ

أبو يحيى القضاعيّ المصريّ الحرسيّ. كاتب العمريّ القاضي.

واسم العمريّ : عبد الرحمن بن عبد الله بن مغفّل بن فضالة ، ورشدين بن سعد ، ونافع بن يزيد ، وغيرهم.

وعنه : م. ، وأحمد بن محمد بن الحجّاج الرشدينيّ ، والحسين بن إدريس الهرويّ ، ومحمد بن زبّان بن حبيب ، وإسماعيل بن داود بن وردان ، وجماعة.

وكان من كبار عدول مصر.

قال ابن يونس : توفّي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين (٢).

١٨٩ ـ زياد بن عبد الرحمن.

أبو محمد النّيسابوريّ ، وإليه ينسب ميدان زياد.

رحل وسمع بالكوفة : عبد الله بن نمير ، وأبا أسامة ، وجماعة.

وعنه : الحسين البنانيّ ، وإبراهيم بن أبي طالب.

__________________

(١) انظر عن (زكريا بن يحيى) في :

أخبار القضاة لوكيع ١٦٢ ، ١٦٣ ، والولاة والقضاة للكندي ١٩٩ ، ٢٠٠ ، ٣٩٤ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، ٣٩٩ ، ٤٦٢ ، ٤٦٤ ، ٤٦٥ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٢٢٧ رقم ٤٨٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٥٢ رقم ٥٩٧ ، والأنساب لابن السمعاني ٤ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٢٣ رقم ٣٤٨ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٩ / ٣٨٠ رقم ٢٠٠٠ ، ومعجم البلدان ٢ / ٢٤٠ ، والكاشف ١ / ٢٥٣ رقم ١٦٦٦ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ رقم ٢٨٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٦ رقم ٦٢٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٦٢ رقم ٦٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٢٢.

(٢) المعجم المشتمل ١٢٣.

٢٧٦

وقال محمد بن سليمان بن خالد : سمعت زيادا يقول : أتيت يونس بن بكير فسألني : من أين؟

قلت : من نيسابور.

قال : من تقدّمون من الرجلين؟ يعني عليّا ، وعثمان.

قلت : عثمان.

قال : وتمطرون؟

توفّي زياد في رجب سنة سبع وأربعين.

١٩٠ ـ زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم (١).

أبو محمد التّميميّ الأغلبيّ أمير القيروان وابن أمرائها.

ولي بعد أبيه سنة كاملة ، ومات شابّا في ذي القعدة سنة خمسين ، وولي الأمر بعده ابن أخيه محمد بن أحمد.

١٩١ ـ زيد بن بشر بن زيد (٢).

أبو البشر الأزديّ ، وقيل الحضرميّ.

رأى عبد الله بن لهيعة.

وسمع : ابن وهب ، ورشدين بن سعد ، وأشهب بن عبد العزيز.

وكان أحد فقهاء المغرب.

روى عنه : أبو زرعة الرازيّ (٣) وقال : ثقة رجل صالح عاقل ، خرج إلى المغرب فمات هناك (٤).

وروى عنه : سليمان بن سالم ، ويحيى بن عمر ، وسعيد بن أبي إسحاق المغاربة.

__________________

(١) انظر عن (زيادة الله بن محمد بن إبراهيم) في :

الكامل في التاريخ ٧ / ٩١ ، ١٢٥ ، ١٣٥ ، والروض المعطار للحميري ٣٠٤ ، ٣٦٦ ، ٦٧ ٥٢٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٣ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٣٠ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢٤٣

(٢) انظر عن (زيد بن بشر) في :

الجرح والتعديل ٣ / ٥٥٧ رقم ٢٥٢٢ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٥١ ، ولسان الميزان ٢ / ٢٥ رقم ٢٠١٥.

(٣) الجرح والتعديل ٣ / ٥٥٧.

(٤) وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال : «يغرب».

٢٧٧

وكان أحد الكرماء الأجواد.

قال أبو العرب : كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق القرآن.

وقال ابن يونس : توفّي بتونس سنة اثنتين وأربعين.

وقال أبو عمر الكنديّ : كان زيد بن بشر من صليبة الأزد ، وكانت أمّ أبيه مولاة لحضرموت ، فأعتق بشرا عبد الله بن يزيد الحضرميّ ، وربّي زيد بن بشر في حجر ابن لهيعة ، وما سمع منه شيئا.

وقال يحيى بن عثمان : كان فقيها من أكابر أصحاب ابن وهب.

١٩٢ ـ زيد بن الحريش الأهوازيّ (١).

عن : عمران بن عيينة الهلاليّ ، وعبد الوهّاب بن عطاء ، وجماعة.

وعنه : عبدان الأهوازيّ ، وإبراهيم بن يوسف الهسنجانيّ ، وغيرهما.

توفّي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث (٢).

١٩٣ ـ زيد بن سنان الأسدي.

أبو سنان القيروانيّ. كان فقيها إماما مفتيا صالحا.

سمع : ابن عيينة ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وأبا ضمرة.

وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه ، ويحمل خبزه إلى الفرن.

توفّي سنة أربع وأربعين.

١٩٤ ـ زيد بن أبي موسى المروزيّ (٣).

عن : نوح بن أبي مريم الفقيه ، وأبي غانم يونس بن رافع.

وعنه : بيان بن عمرو البخاريّ ، وحنش بن حرب البيكنديّ ، وغيرهما.

توفّي سنة خمسين ومائتين (٤).

__________________

(١) انظر عن (زيد بن الحريش) في :

المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٤٤٣ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣١٩ وفيه «الجريش» بالجيم ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٦١ رقم ٢٥٣٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٥١ ، ولسان الميزان ٢ / ٥٠٣ ، ٥٠٤ ، رقم ٢٠٢٣ وفيه «الحرشيّ».

(٢) ذكره ابن حبّان في الثقات وقال : «ربّما أخطأ».

(٣) انظر عن (زيد بن أبي موسى) في :

الجرح والتعديل ٣ / ٥٧٣ رقم ٢٥٩٧.

(٤) قال أبو حاتم : لا أعرفه.

٢٧٨

 ـ حرف السين ـ

١٩٥ ـ سختويه بن الجنيد (١).

أبو عبد الله الجرجانيّ الدبّاغ. رحّال جوّال.

سمع : عبد الرّزّاق ، وأبا داود الطّيالسيّ ، وأبا عاصم ، وطبقتهم.

وعنه : عبد الرحمن بن عبد المؤمن ، وأبو عمران بن هانئ ، ومحمد بن إبراهيم الرّقّاق الجرجانيّون.

ولا أعلم فيه جرحا.

١٩٦ ـ سعيد بن العبّاس (٢).

أبو عثمان الرّازيّ الزّاهد. من سادة الصّوفيّة.

قال أبو نعيم الحافظ : له كلام في المبسوط في مصنّفاته ، وله من كثرة الحديث مسانيد وتفسير ما يقارب الأئمّة في الكثرة.

حدّث عن : أبي نعيم ، ومكّيّ بن إبراهيم ، والحميديّ ، وجماعة.

ثمّ روى فصلا طويلا من كلامه في الزّهد.

١٩٧ ـ سعيد بن عبد الرحمن (٣) ـ ت. ن. ـ

__________________

(١) انظر عن (سختويه) في :

تاريخ جرجان للسهمي ٢٢٤ ، ٢٢٥ رقم ٣٥٨ ، وص ٢٠٥.

(٢) انظر عن (سعيد بن العباس) في :

حلية الأولياء لأبي نعيم ١٠ / ٧٠ ـ ٧٣ رقم ٣٦٤.

(٣) انظر عن (سعيد بن عبد الرحمن المخزومي) في :

الجرح والتعديل ٤ / ٤٢ رقم ١٨٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٧٠ ، وتاريخ جرجان للسهمي ١٨٧ ، ٥٢١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٢٨ رقم ٣٦٧ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١٠ / ٥٢٦ ، ٥٢٧ رقم ٢٣١٠ ، والكاشف ١ / ٢٨٩ رقم ١٩٣٦ ، والعقد الثمين ٤ / ٥٨٤ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٥٥ رقم ٩٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٠٠ رقم ٢٠٨ وفيه كنيته «أبو عبد الله» ، =

٢٧٩

أبو عبيد الله المخزوميّ المكّيّ.

سمع : سفيان بن عيينة ، والحسن بن زيد بن عليّ بن الحسين ، وعبد الله بن الوليد العدنيّ ، وجماعة.

وعنه : ت. ن. ، ويحيى بن صاعد ، وابن خزيمة ، وطائفة.

وثّقه النّسائيّ (١).

وتوفّي سنة تسع وأربعين (٢).

١٩٨ ـ سعيد بن عثمان الكريزيّ (٣).

عن : حفص بن غياث ، وغندر ، ويحيى القطّان.

وعنه : يوسف بن محمد المؤدّب ، ومحمد بن أحمد بن مزيد الزّهريّ الأصبهانيّان.

له مناكير (٤).

١٩٩ ـ سعيد بن الفرج (٥) ـ ن. ـ

أبو النّضر البلخيّ.

عن : أبي النّضر هاشم بن القاسم ، ويحيى بن أبي بكير.

وعنه : ن. ، وعبد الله بن محمد البلخيّ ، ومحمد بن شاذان النّيسابوريّ.

__________________

= وهو غلط ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٤٠ وفيه كنيته أيضا «أبو عبد الله».

(١) المعجم المشتمل ١٢٨.

(٢) الثقات لابن حبّان ، المعجم المشتمل لابن عساكر.

(٣) انظر عن (سعيد بن عثمان) في :

تاريخ بغداد ٩ / ٩٤ رقم ٤٦٧٦ ، وفيه : «سعيد بن عيسى الكريزي» ، والأنساب لابن السمعاني ١٠ / ٤١٣ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٣٢٤ رقم ١٤٢٨ ، وفيه : «سعيد بن عيسى» ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٦٤ رقم ٢٤٣٢ و ٢٤٤٠ وهو : سعيد بن عثمان ، وسعيد بن عيسى ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٥٠ رقم ٣٢٣٧ ، ولسان الميزان ٣ / ٣٨ رقم ١٤٠.

(٤) قال الدار الدّارقطنيّ : بصريّ ضعيف. (تاريخ بغداد ٩ / ٩٤).

(٥) انظر عن (سعيد بن الفرج) في :

المعجم المشتمل ١٢٩ رقم ٣٧١ ، وتهذيب الكمال ١١ / ٣١ ، ٣٢ رقم ٢٣٤١ ، والكاشف ١ / ٢٩٤ رقم ١٩٦٤ ، والعقد الثمين ٤ / ٥٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٧٢ رقم ١٢٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٠٣ رقم ٢٤١.

٢٨٠