تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٨

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

تذاكرنا الكبر ، فأخذ يذمّه ويتبرّأ منه. ثمّ سجد وعفّر وجهه بالتّراب ، ونثر من التّراب على رأسه ولحيته وقال : إنّما أنا عبد.

فتطيّرت له من التّراب. ثمّ جلس للشّرب ، وعمل فيه النّبيذ ، وغنّي صوتا أعجبه فبكى ، فتطيّرت من بكائه. فإنّا في ذلك إذ بعثت إليه قبيحة بخلعة استعملتها له درّاعة حمراء خزّ ، ومطرف خزّ ، فلبسها ، ثم [جذب المطرف فخرقه من طرفه إلى طرفه و] (١) قلعه وقال : اذهبوا به ليكون كفني.

فقلت : إنّا لله ، انقضت [والله المدّة ، وسكر المتوكّل] (٢) سكرا شديدا ، ومضى من اللّيل ثلاث ساعات ، إذ أقبل [باغر ومعه عشرة نفر من الأتراك] (٣) تبرق أسيافهم فهجموا علينا ، وقصدوا المتوكّل. وصعد منهم واحد إلى السّرير ، فصاح الفتح : ويلكم مولاكم. وتهارب الغلمان والجلساء والنّدماء على وجوههم ، وبقي الفتح وحده ، فما رأيت أقوى نفسا منه ، بقي يمانعهم ، فسمعت صيحة المتوكّل وقد ضربه باغر بالسّيف المذكور على عاتقه ، فقدّه إلى خاصرته ، وضربه آخر بالسّيف ، فأخرجه من ظهره ، وهو صابر لا يزول ، ثمّ طرح نفسه على المتوكّل ، فماتا ، فلفّا في بساط ، [وطرحا ناحية ، فلم يزالا في ليلتهما (٤)] وعامّة النهار ، ثمّ دفنا معا.

وكان بغا الصّغير قد استوحش من المتوكّل لكلام لحقه منه. وكان المنتصر يتآلف الأتراك لا سيّما من يبعده أبوه (٥).

قال المسعوديّ (٦) : ونقل في قتلته غير ما ذكرنا.

قال (٧) : وأنفق المتوكّل على الهارونيّ والجوسق والجعفريّ (٨) أكثر من مائتي ألف ألف درهم.

__________________

(١) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته معتمدا على : مروج الذهب ٤ / ١٢٠ بتصرّف.

(٢) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : مروج الذهب.

(٣) في الأصل بياض ، والمستدرك من : مروج الذهب.

(٤) في الأصل بياض ، والمستدرك من : مروج الذهب ٤ / ١٢١.

(٥) الخبر في : مروج الذهب ٤ / ١١٨ ـ ١٢١.

(٦) في المروج ٤ / ١٢١.

(٧) في المروج ٤ / ١٢٢.

(٨) أسماء قصوره.

٢٠١

ويقال : إنّه كان له أربعة آلاف سريّة وطئ الجميع ، ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار ، وسبعة آلاف ألف درهم. ولا يعلم أحد متقدّم في جدّ أو هزل إلا وقد حظي بدولته ، ووصل إليه نصيب وافر من المال (١).

ذكر محمد بن أبي عون قال : حضرت مجلس المتوكّل وعنده محمد بن عبد الله بن طاهر ، فغمز المتوكّل مملوكا مليحا أن يسقي الحسين بن الضّحّاك الخليع كأسا ويحييه بتفّاحة عنبر. ففعل ، فأنشأ الخليع يقول :

وكالدّرّة البيضاء حيّا بعنبر

من الورد يسعى في قرائط (٢) كالورد

له عبثات عند كلّ تحيّة

بعينيه تستدعي الخليّ إلى الوجد

تمنّيت أن أسقى بكفّيه شربة

تذكّرني ما قد نسيت من العهد

سقى الله دهرا لم أبت فيه ساعة

من الدّهر إلّا من حبيب على وعد

فقال المتوكّل : أحسنت والله ، يعطى لكلّ بيت ألف دينار (٣).

ولمّا قتل رثته الشّعراء ، فمن ذلك قول يزيد المهلّبيّ :

جاءت منيّته والعين هاجعة

هلّا أتته المنايا والقنا قصد

خليفة لم ينل ما ناله أحد

ولم يصغ مثله روح ولا جسد (٤).

قال عليّ بن الجهم : أهدى ابن طاهر إلى المتوكّل وصائف عدّة فيها «محبوبة» ، وكانت عالمة بصنوف من العلم عوّادة ، فحلّت من المتوكّل محلّا يفوق الوصف. فلما قتل ضمّت إلى بغا الكبير ، فدخلت عليه يوما للمنادمة ، فأمر بهتك السّتر ، وأمر القيان ، فأقبلن يرفلن في الحلي والحلل. وأقبلت «محبوبة» في ثياب بيض ، فجلست منكسرة ، فقال : غنّ. فاعتلّت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع في حجرها ، فغنّت ارتجالا على العود :

أيّ [عيش] (٥) عيلذّ لي

لا أرى فيه جعفرا

__________________

(١) مروج الذهب ٤ / ١٢٢ ، ١٢٣.

(٢) في المروج : «قراطق».

(٣) مروج الذهب ٤ / ١٢٣.

(٤) مروج الذهب ٤ / ١٢٤.

(٥) في الأصل بياض استدركته من : مروج الذهب.

٢٠٢

ملك قد [رأيته] (١)

في نجيع معفّرا

كل من كان ذا خبال

وسقم فقد برا

غير مح [بوبة الّتي

لو ترى] (٢) الموت يشترا

لاشترته بما حوته [يداها لتقبرا] (٣)

فغضب وأمر بها فسحبت ، فكان آخر العهد بها (٤).

وبويع المنتصر بالله ابن المتوكّل صبيحتئذ بالقصر الجعفريّ ، وسنّه ثلاث وعشرون سنة.

١١٩ ـ الجمّاز (٥).

اسمه محمد بن عمرو الشّاعر النّديم. من أهل البصرة.

عمّر دهرا ، وكان يقول : أنا أسنّ من أبي نواس (٦).

طلبه المتوكّل ، فلمّا حضر قال : إنّي أريد أن أستبرئك.

فقال : بحيضة يا أمير المؤمنين أم بحيضتين؟

ثمّ عبث به ابن خاقان ، فقال : إنّ أمير المؤمنين قد عزم على أن يولّيك جزيرة القرود.

قال : أفعليك سمع وطاعة؟ (٧).

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) في الأصل بياض.

(٣) في الأصل بياض ، والإستدراك من : مروج الذهب ٤ / ١٢٦.

(٤) مروج الذهب ٤ / ١٢٧.

(٥) انظر عن (الجمّاز) في :

تاريخ الطبري ٩ / ١٨٩ وفيه «محمد بن سلام المكاري» ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة ٩ ب ، رقم (١٨١) حسب ترقيمي لنسختي المصوّرة ، وفيه :

«محمد بن عبد الله الجمّاز» ، ونشوار المحاضرة للتنوخي ٥ / ٢٧٢ و ٦ / ١٠٢ ، وتاريخ بغداد ٣ / ١٢٥ ، ١٢٦ رقم ١١٤٣ ، وخاص الخاص للثعالبي ٣١ ، ٣٢ ، ٣٩ ، ٥٨ ، وثمار القلوب ١٠٧ ، ٢٠٢ ، ٤٠٤ ، ٥٨٢ ، والأنساب لابن السمعاني ٣ / ٢٩١ ، ٢٩٢ ، والأذكياء لابن الجوزي ١٣٤ ، ١٤١ ، ١٥٢ ، واللباب ١ / ٢٩٠ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٠ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٣٥١ و ٤ / ١٢٤ و ٧ / ٧٠.

(٦) تاريخ بغداد ٣ / ١٢٥.

(٧) تاريخ بغداد ٣ / ١٢٦.

٢٠٣

ومرّ مع رفيق له المغرب ، فرآهما إمام فشرع يقيم الصّلاة ، فقال : اصبر ، أما نهى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن تلقّي الجلب (١).

وحضر عند أمير سماطا ، فبقي يحوّل إليه زبادي فارغة وناقصة فقال : أيّها الأمير نحن اليوم عصبة ربّما فضل لنا شيء ، وربّما حوّله أهل السّهام (٢).

__________________

(١) تاريخ بغداد ٣ / ١٢٦.

(٢) تاريخ بغداد ٣ / ١٢٥ ، ١٢٦.

٢٠٤

 ـ حرف الحاء ـ

١٢٠ ـ الحارث بن أسد المحاسبيّ (١).

أبو عبد الله البغداديّ الصّوفيّ الزّاهد ، العارف ، صاحب المصنّفات في أحوال القوم.

روى عن : يزيد بن هارون ، وغيره.

وعنه : أبو العبّاس بن مسروق ، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللّيث ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، والجنيد رحمه‌الله ، وإسماعيل بن إسحاق السّرّاج ، وأبو عليّ بن خيران الفقيه واسمه حسين.

__________________

(١) انظر عن (الحارث بن أسد المحاسبي) في :

أدب القاضي للماوردي ١ / ٤٨٣ ، ٤٨٤ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٢١١ ـ ٢١٦ رقم ٤٣٣٠ ، والزهد الكبير للبيهقي ١٤٩ رقم ٣١٢ ، وذمّ الهوى لابن الجوزي ٥٤ ، والأنساب لابن السمعاني ١١ / ١٥١ ، واللباب لابن الأثير ٣ / ١٧١ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٨٤ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٧٣ و ٢ / ٥٧ ، ٥٨ و ٧ / ٣١٣ ، وحلية الأولياء ١٠ / ٧٣ ـ ١١٠ ، والوفيات لابن قنفذ ١٧٨ رقم ٢٤٣ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٢٠٨ ـ ٢١٢ رقم ١٠٠٧ وذكره للتمييز ، والفهرست لابن النديم ٢٣٦ ، وطبقات الصوفية للسلمي ٥٦ ـ ٦٠ ، والرسالة القشيرية ١٢ ، وصفة الصفوة لابن الجوزي ٢ / ٣٦٧ ـ ٣٦٩ ، رقم ٢٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١١٠ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٧ ، والعبر ١ / ٤٤٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٣٠ ، ٤٣١ ، رقم ١٦٠٦ ، والوافي بالوفيات رقم ٣٧٧ ، ١١ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، ومرآة الجنان لليافعي ٢ / ١٤٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٧ ـ ٤١ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٦ ، وتهذيب التهذيب رقم ٢٢٦ ، ٢ / ١٣٤ ـ ١٣٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣٩ رقم ١٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣١٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦٧ ، والطبقات الكبرى للشعراني ١ / ٦٤ ، وشذرات الذهب ١ / ١٠٣ ، والكواكب الدرّية ١ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٤٢ ، ١٤٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٥ ، وطبقات الأولياء لابن الملقّن ١٧٥ ـ ١٧٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٠ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، والإشارات للهروي ٧٤ ، وآثار البلاد وأخبار العباد ٣٢٢ ، والأعلام ٢ / ١٥٣ ، ومعجم المؤلفين ٣ / ١٧٤.

٢٠٥

قال الخطيب (١) : وله كتب كثيرة في الزّهد ، وأصول الدّيانة ، والرّدّ على المعتزلة والرّافضة.

قال الجنيد : مات والد الحارث يوم مات ، وإنّ الحارث لمحتاج إلى دانق ، وخلّف مالا كثيرا ، فما أخذ منه الحارث حبّة وقال : أهل ملّتين لا يتوارثان. وكان أبوه واقفيّا (٢) ، يعني يقف في القرآن لا يقول : مخلوق ، ولا غير مخلوق.

وقال أبو الحسن بن مقسم : سمعت أبا عليّ بن خيران الفقيه يقول : رأيت الحارث بن أسد بباب الطّاق متعلّقا بأبيه ، والنّاس قد اجتمعوا عليه يقول له : طلّق أمّي ، فإنّك على دين وهي على غيره (٣).

وقال أبو نعيم (٤) : أنبأنا الخلديّ : سمعت الجنيد يقول : كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول : أخرج معنا نصحر (٥).

فأقول : تخرجني من عزلتي وأمني على نفسي إلى الطّرقات والآفات ورؤية الشّهوات؟

فيقول : أخرج معي ولا خوف عليك.

فأخرج معه. فكأنّ الطّريق فارغ من كلّ شيء ، لا نرى شيئا نكرهه. فإذا حصلت معه في المكان الّذي يجلس فيه يقول : سلني.

فأقول : ما عندي سؤال.

__________________

(١) في : تاريخ بغداد ٨ / ٢١١ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٧.

(٢) حلية الأولياء ٨ / ٧٥ ، الرسالة القشيرية ١٢ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٤ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٥٧ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢٠٩ ، صفة الصفوة ٢ / ٣٦٨ ، ٣٦٩ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٨ وفيه : كان أبوه رافضيا.

(٣) حلية الأولياء ١٠ / ٧٥ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٤ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٨ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢٠٩.

(٤) في حلية الأولياء ١٠ / ٧٤.

(٥) نصحر : أي نخرج إلى الصحراء.

٢٠٦

ثمّ تنثال عليّ السّؤالات ، فأسأله فيجيبني للوقت ، ثمّ يمضي فيعملها كتبا (١).

وكان يقول لي : كم تقول عزلتي أنسي ، لو أنّ نصف الخلق تقرّبوا منّي ما وجدت بهم أنسا ، ولو أنّ النّصف الآخر نأى عنّي ما استوحشت لبعدهم (٢).

واجتاز بي الحارث يوما ، وكان كثير الضّرّ ، فرأيت على وجهه زيادة الضّرّ من الجوع. فقلت : يا عمّ ، لو دخلت إلينا؟

قال : أو تفعل؟

قلت : نعم ، وتسرّني بذلك.

فدخلت بين يديه ، وعمدت إلى بيت عمّي ، وكان لا يخلو من أطعمة فاخرة ، فجئت بأنواع من الطّعام ، فأخذ لقمة ، فرأيته يلوكها ولا يزدردها. فوثب وخرج وما كلّمني. فلمّا كان من الغد لقيته فقلت : يا عمّ ، سررتني ، ثمّ نغّصت عليّ. قال : يا بنيّ أمّا الفاقة فكانت شديدة ، وقد اجتهدت أن أنال من الطّعام ، ولكن بيني وبين الله علامة ، إذا لم يكن الطّعام رضيّا ارتفع إلى أنفي منه زفرة (٣) ، فلم تقبله نفسي ، فقد رميت بتلك اللّقمة في دهليزكم (٤).

وقال ابن مسروق : قال حارث المحاسبيّ : لكلّ شيء جوهر ، وجوهر الإنسان العقل ، وجوهر العقل التّوفيق (٥).

قال : وسمعت الحارث يقول : ثلاثة أشياء عزيزة : حسن الوجه مع الصّيانة ، وحسن الخلق مع الدّيانة ، وحسن الإخاء مع الأمانة (٦).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٥ / ٢١٠.

(٢) حلية الأولياء ١٠ / ٧٤ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٣ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٧ ، ٣٨ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢١٠ ، صفوة الصفوة ٢ / ٣٦٨.

(٣) في تهذيب الكمال ٥ / ٢١١ : «زفورة».

(٤) حلية الأولياء ١٠ / ٧٤ ، ٧٥ ، طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٣٨ ، صفة الصفوة ٢ / ٣٦٨.

(٥) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٣ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢١١ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٤١ وفيه :

«الوجوه العقل الصبر والعمل بحركات القلوب في مطالعات الغيوب أشرف من العمل بحركات الجوارح» ، وفي وفيات الأعيان ٢ / ٥٨ : «وحسن القول مع الأمانة ، وحسن الإخاء الوفاء» ، واللمع للطوسي ٢٤٦ ، وانظر : طبقات الصوفية للسلمي ٥٩ رقم ١٤.

(٦) حلية الأولياء ١٠ / ٧٥ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٢ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢١٢ ، صفة الصفوة ٢ / ٣٦٧ ، =

٢٠٧

ومن كلامه : ترك الدّنيا مع ذكرها صفة الزّاهدين. وتركها مع نسيانها صفة العارفين (١).

وقد كان الحارث كبير الشّأن قليل المثل ، لكنّه دخل في شيء يسير من الكلام ، فنقموه عليه.

قال أحمد بن إسحاق الصبغيّ الفقيه : سمعت إسماعيل بن إسحاق السّرّاج يقول : قال لي أحمد بن حنبل : يبلغني أنّ الحارث هذا يكثر الكون عندك ، فلو أحضرته منزلك وأجلستني من حيث لا يراني ، فأسمع كلامه.

فقصدت الحارث ، وسألته أن يحضرنا تلك اللّيلة ، وأن يحضر أصحابه.

فقال : فيهم كثرة ، فلا تزدهم على الكسب والتّمر.

فأتيت أبا عبد الله فأعلمته ، فحضر إلى غرفة واجتهد في ورده ، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا ، ثمّ صلّوا العتمة ، ولم يصلّوا بعدها ، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قرب نصف اللّيل. ثمّ ابتدأ رجل منهم ، فسأل عن مسألة ، فأخذ الحارث في الكلام ، وأصحابه يستمعون وكأنّ على رءوسهم الطّير ، فمنهم من يبكي ، ومنهم من يحنّ ، ومنهم من يزعق ، وهو في كلامه.

فصعدت الغرفة لأتعرّف حال أبي عبد الله ، فوجدته قد بكى حتّى غشي عليه ، فانصرفت إليهم. ولم تزل تلك حالهم حتّى أصبحوا [فقاموا وتفرّقوا] (٢) ، فصعدت [إلى أبي عبد الله وهو متغيّر الحال ، فقلت : كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله؟ فقال : ما أعلم] (٣) أنّي رأيت مثل هؤلاء القوم ، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل ، ومع هذا فلا أرى لك صحبتهم. ثمّ قام وخرج.

رواها أبو عبد الله الحاكم ، عن الصبغيّ. (٤).

وقال سعيد بن عمرو البردعيّ : شهدت أبا زرعة ، وسئل عن الحارث

__________________

= طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٤١.

(١) الزهد الكبير للبيهقي ١٤٩ رقم ٣١٢ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٣ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢١١.

(٢) في الأصل بياض ، والإستدراك من : تاريخ بغداد ٨ / ٢١٥.

(٣) في الأصل بياض ، والإستدراك من تاريخ بغداد.

(٤) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٤ ، ٢١٥ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٩ ، ٤٠.

٢٠٨

المحاسبيّ وكتبه ، فقال : إيّاك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات. عليك بالأثر ، فإنّك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب.

قيل له : هذه الكتب عبرة.

قال : من لم يكن له في كتاب الله عبرة ، فليس له في هذه الكتب عبرة.

بلغكم أنّ مالكا ، والثّوريّ ، والأوزاعيّ ، صنّفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس؟ ما أسرع النّاس للبدع (١).

وقال أبو سعيد بن الأعرابيّ في «طبقات النّسّاك» : كان الحارث قد كتب الحديث وتفقّه ، وعرف مذاهب النّسّاك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع ، لو لا أنّه تكلّم في مسألة اللّفظ ومسألة الإيمان ، صحبه جماعة ، وكان الحسن المسوحيّ من أسنّهم (٢).

وقال أبو القاسم النّصراباذيّ : بلغني أنّ الحارث تكلّم في شيء من الكلام ، فهجره أحمد بن حنبل ، فاختفى في دار ببغداد ومات فيها. ولم يصلّ عليه إلّا أربعة نفر. ومات سنة ثلاث وأربعين (٣).

قال الحسين بن عبد الله الخرقيّ : سألت المرّوذيّ عن ما أنكر أبو عبد الله على المحاسبيّ فقال : قلت لأبي عبد الله : قد خرج المحاسبيّ إلى الكوفة فكتب الحديث وقال : أنا أتوب من جميع ما أنكر عليّ أبو عبد الله.

فقال : ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشّيء ويجحد ، إنّما التّوبة لمن اعترف. فأمّا من شهد عليه وجحد فليس له توبة.

ثم قال : احذروا عن حارث بالآفة الأ (...) (٤).

فقلت : إنّ أبا بكر بن حمّاد قال لي إنّ الحارث مرّ به ومعه أبو حفص الخصّاف.

قال : فقلت له : يا أبا عبد الله ، تقول إنّ كلام الله بصوت.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٥ وفيه زيادة.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٥ ، ٢١٦ ، وفيات الأعيان ٢ / ٥٨.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٥ ، ٢١٦ ، وانظر : وفيات الأعيان ٢ / ٥٨.

(٤) بياض في الأصل مقدار كلمة لم أتبيّنها.

٢٠٩

فقال لأبي حفص : أجبه.

فقال أبو حفص : متى قلت بصوت احتجت أن تقول بكذا وكذا.

فقلت للحارث : أيش تقول أنت؟

قال : قد أجابك أبو حفص.

فقال : أبو عبد الله أحمد بن حنبل : أنا من اليوم أحذّر عن حارث.

حدّثني المحاربيّ ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : إذا تكلّم الله بالوحي سمع صوته أهل السّماء.

قلت : وبعد هذا فرحم الله الحارث ، وأين مثل الحارث؟

* ـ الحارث بن أسد الهمدانيّ المصريّ.

يأتي في الطّبقة الآتية.

١٢١ ـ الحارث بن أسد بن عبد الله (١).

قاضي سنجار.

روى عن : مروان بن محمد.

وعنه : إبراهيم بن رحمون ، وطلحة بن بكر السّنجاريّان.

ذكره شيخنا المزّي للتمييز (٢) ، ولا أعلم متى كان.

* * *

وقد مرّ :

* ـ الحارث بن أسد العتكيّ في عشر ومائتين.

* ـ والحارث بن أسد الإفريقيّ الفقيه صاحب مالك ، سنة ثمان ومائتين.

١٢٢ ـ الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف (٣) ـ د. ن. ـ

__________________

(١) انظر عن (الحارث بن أسد السنجاري) في :

تهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ١٠٠٨ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٣٦ ، رقم ٢٢٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣٩ رقم ١٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦٧.

(٢) في : تهذيب الكمال ٥ / ٢١٢.

(٣) انظر عن (الحارث بن مسكين) في :

٢١٠

قاضي الدّيار المصريّة أبو عمرو الفقيه ، مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان الأمويّ.

سأل اللّيث بن سعد عن مسألة ، وتفقّه بابن وهب ، وابن القاسم ، وروى عنهما.

وعن : سفيان بن عيينة ، وأشهب ، ويوسف بن [عمرو] (١) الفارسيّ ، وبشر بن عمر الزّهرانيّ ، وجماعة.

وعنه : د. ن. ، وابنه أحمد بن الحارث ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو يعلى الموصليّ ، وعليّ بن الحسن بن قديد ، ومحمد بن زبّان بن حبيب ، وأبو بكر بن أبي داود ، وعبد الله بن محمد بن يونس السّمنانيّ ، وآخرون.

سئل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا (٢).

وقال ابن معين : لا بأس به (٣).

__________________

= التاريخ الصغير للبخاريّ ٥٣٧ ، وعمل اليوم والليلة للنسائي ٣٠٧ رقم ٣٩٤ ، والمراسيل لأبي داود ، رقم ٤٤١ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، ٢٣٨ ، ٢٤٠ ، ٢٤٤ ، ٣٢٦ ، والجرح والتعديل ٣ / ٩٠ رقم ٤١٩ ، والولاة والقضاة للكندي ٨ ، ٣٣٤ ، ٣٧٩ ، ٣٨٢ ، ٣٩١ ، ٤٥٠ ، ٤٦٣ ، ٤٦٧ ، ٤٧٥ ، ٥٠٢ ، ٥٠٤ ، ٥٠٦ ، ٥٠٧ ، ٥٣٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٨٢ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٢١٦ ـ ٢١٨ رقم ٤٣٣١ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٥٤ ، وترتيب المدارك للقاضي عياض ٣ / ٥٦٩ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٣ رقم ٢٢٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٣٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٥٦ ، ٥٧ و ٤ / ١٣١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٢٨١ ـ ٢٨٥ رقم ١٠٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٤ ـ ٥٨ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٤ ، والعبر ١ / ٤٥٥ ، والكاشف ١ / ١٤٠ ، ١٤١ رقم ٨٨٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٤ رقم ٩٠٩ ، ودول الإسلام ١ / ١٥٠ ، والبداية والنهاية ١١ / ٧ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٢٥٧ رقم ٣٧٦ ، وقضاة قرطبة ٢ / ٣٣١ ، وتاريخ قضاة الأندلس ٢٤ ، والديباج المذهب ١٠٦ ، ورفع الإصر ١٦٧ ـ ١٨٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ١ / ٢٤٩ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٥٦ ـ ١٥٨ رقم ٢٧٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٤٤ رقم ٦٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٩ ، وطبقات الحفاظ ٢٢٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٨ ، ٣٤٧ و ٢ / ١٤٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٢١ ، وبدائع الزهور لابن إياس ج ١ ق ١ / ١٧١ ، والأعلام ٢ / ١٦٠ ، ومعجم المؤلّفين ٣ / ١٧٦.

(١) في الأصل بياض ، والإستدراك من : تهذيب الكمال ٥ / ٢٨٢.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٦ ، ٢١٧.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٧.

٢١١

ونقل عليّ بن الحسين بن حبّان ، عن أبيه قال : قال أبو زكريّا : الحارث بن مسكين خير من أصبغ بن الفرج وأفضل (١).

وقال النّسائيّ : ثقة مأمون (٢).

وقال أبو بكر الخطيب (٣) : كان فقيها ثبتا ، حمله المأمون إلى بغداد وسجنه في المحنة ، فلم يجب. فلم يزل محبوسا ببغداد إلى أن ولي المتوكّل فأطلقه ، فحدّث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكّل بقضاء مصر. فلم يزل يتولّاه من سنة سبع وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء ، فصرف عنه سنة خمس وأربعين ومائتين.

قال بحر بن نصر : عرفت الحارث أيّام ابن وهب على طريقة زهادة وورع وصدق حتّى مات.

قلت : كان مع تبحّره في العلم ، قوّالا بالحقّ ، عديم النّظير.

قال يوسف بن يزيد القراطيسيّ : قدم المأمون مصر وبها من يتظلّم من إبراهيم بن تميم ، وأحمد بن أسباط عاملي مصر ، فجلس الفضل بن مروان في الجامع ، واجتمع الأعيان : فأحضر الحارث بن مسكين ليولّى القضاء ، فبينا الفضل يكلّمه إذ قال المتظلّم : سله أصلحك الله عن ابن تميم وابن أسباط.

فقال : ليس لذا حضر.

قال : أصلحك الله سله.

فقال له الفضل : ما تقول فيهما؟

قال : ظالمين غاشمين.

فاضطرب المسجد ، فقام الفضل فأعلم المأمون وقال : خفت على نفسي من ثورة النّاس مع الحارث.

فطلبه المأمون ، فابتدأه بالأمثال ، ثمّ قال : ما تقول في هذين الرجلين.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٧ وفيه تتمة : «وأفضل من عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وكان أصبغ من أعلم خلق الله كلّهم برأي مالك ، يعرفها مسألة مسألة ، متى قالها مالك ، ومن خالفه فيها».

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٧.

(٣) في تاريخه ٨ / ٢١٦.

٢١٢

قال : ظالمين غاشمين.

قال : [هل ظلماك] (١) بشيء؟

قال : لا.

[قال : فعاملتهما؟

قال : لا.

قال : فكيف] (٢) شهدت عليهما؟

قال : كما شهدت [أنّك أمير المؤمنين] (٣) ، ولم أرك إلّا السّاعة.

قال : أخرج من هذه البلاد ، وبع قليلك وكثيرك.

وحبسه في خيمة ، ثمّ انحدر إلى البشرود (٤) فأحدره معه ، فلمّا فتح البشرود أحضر الحارث ، ثمّ سأله عن المسألة الّتي سأله عنها بمصر ، فردّ الجواب بعينه.

قال : فما تقول في خروجنا هذا؟

قال : أخبرني ابن القاسم ، عن مالك أنّ الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم.

فقال : إن كانوا خرجوا عن ظلم من السّلطان فلا يحلّ قتالهم ، وإن كانوا إنّما شقّوا العصا فقتالهم حلال.

فقال له : أنت تيس ، ومالك أتيس منك. ارحل عن مصر.

فقال : يا أمير المؤمنين إلى الثّغور؟

قال : الحق بمدينة السّلام (٥).

وروى داود بن أبي صالح الحرّانيّ ، عن أبيه قال : لما أحضر الحارث

__________________

(١) في الأصل بياض ، استدركته من : سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٦.

(٢) في الأصل بياض ، والإستدراك من : سير أعلام النبلاء.

(٣) في الأصل بياض. والإستدراك من : سير أعلام النبلاء.

(٤) البشرود : بفتح الباء والشين المعجمة ، وضم الراء المهملة ، وسكون الواو والدال المهملة : كورة من كور بطن الريف بمصر.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٦.

٢١٣

مجلس المأمون جعل المأمون يقول : يا ساعي. يردّدها.

قال : يا أمير المؤمنين إن أذنت لي في الكلام تكلّمت.

قال : تكلّم.

قال : والله ما أنا بساعي ، ولكنّي أحضرت فسمعت ، وأطعت حين دعيت ، ثم سئلت عن أمر فاستعفيت ، فلم أعف ثلاثا ، فكان الحقّ آثر عندي من غيره.

فقال المأمون : هذا رجل أراد أن يرفع له علم ببلده ، خذه إليك (١).

وقال أحمد بن المؤدّب : خرج المأمون وأخرج بالحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امرأة الحارث فحجّت وذهبت إليه إلى العراق (٢).

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : قال لي ابن أبي دؤاد : يا أبا عبد الله لقد مكر حارثكم لله عزوجل وحلّ مقام الأنبياء.

وكان ابن أبي دؤاد إذا ذكره أعظمه جدّا (٣).

قال القراطيسيّ : فأقام الحارث ببغداد ستّة عشرة سنة ، وأطلقه الواثق في آخر أيّامه ، فنزل إلى مصر (٤).

قال ابن قديد : أتاه في سنة سبع وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندريّة فامتنع ، فلم يزل به إخوانه حتّى قبل وقدم مصر. فجلس للحكم ، وأخرج أصحاب أبي حنيفة ، والشّافعيّ من المسجد وأمر بنزع حصرهم من العمد ، وقطع عامّة المؤذّنين من الأذان ، وأصلح سقف المسجد ، وبنى السّقاية ، ولا عن بين رجل وامرأته ، ومنع النّداء على الجنائز ، وضرب الحدّ في سبّ عائشة ، رضي‌الله‌عنها ، وقتل ساحرين (٥).

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٦ ، ٥٧.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٧.

(٣) السير ١٢ / ٥٧.

(٤) السير ١٢ / ٥٧.

(٥) وقال الكندي : أمر الحارث بإخراج أصحاب أبي حنيفة من المسجد وأصحاب الشافعيّ ، وأمر بنزع حصرهم ، ومنع عامّة المؤذّنين من الأذان ، ومنع قريشا والأنصار أن يدفع إليهم من طعمة رمضان شيء ، وأمر بعمارة المسجد الجامع ، وحفر خليج الإسكندرية ، ونهى عن تفتيل =

٢١٤

روي عن الحسن بن عبد العزيز الجرويّ أنّ رجلا كان مسرفا على نفسه ، فمات ، فرئي في النّوم ، فقال : إنّ الله تعالى غفر لي بحضور الحارث بن مسكين جنازتي ، وإنّه استشفع لي عند ربّي (١).

ولد الحارث سنة أربع وخمسين ومائة ، وتوفّي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة خمسين (٢).

١٢٣ ـ حامد بن المساور (٣) الأصبهانيّ شاذة (٤).

مؤذّن الجامع.

سمع : أزهر لسّمّان ، وسليمان بن حرب.

وعنه : أحمد بن محمود بن صبيح ، وغيره.

توفّي سنة خمسين.

١٢٤ ـ حامد بن يحيى بن هاني (٥) ـ د. ـ

أبو عبد الله البلخيّ ، نزيل طرسوس.

__________________

= المصايد ، فأبيحت الناس ، ومنع من النداء على الجنائز ، وضرب فيه ، ومنع القرّاء الذين في مسجد محمود وغيره الذين يقرءون القرآن بالألحان ، وكشف أمر المصاحف التي بالمسجد الجامع وولّى عليها أمينا من قبله ، وهو أوّل القضاة فعل ذلك ، وترك تلقّي الولاة والسلام عليهم ، ولا عن بين رجل وامرأته في الجامع ، وضرب الحدّ في سبّ عائشة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها ، وتهدّد بالرجم ، وقتل نصرانيا سبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أن جلده الحدّ ، وأمر بضرب عنق رجلين نصرانيين شهد عنده أنهما ساحران. (الولاة والقضاة ٤٦٩ ، ٤٧٠).

(١) تهذيب الكمال ٥ / ٢٨٥.

(٢) الثقات ، المعجم المشتمل.

(٣) في الأصل «المسوّر» ، والتصويب من : ذكر أخبار أصبهان.

(٤) انظر عن (حامد بن المساور) في :

ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ١ / ٢٩٣ ، ٢٩٣.

(٥) انظر عن (حامد بن يحيى) في :

التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٤ ، وفيه «طرطوس» وهو تحريف ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٩٦ و ٣ / ١٧١ ، ٢٩٥ ، ٢٩٦ ، ٣٤٨ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٤ ، ٢٨ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٩١ ، ١١٨ ، والجرح والتعديل ٣ / ٣٠١ رقم ١٣٣٨ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢١٨ ، والمعجم المشتمل ١٣ رقم ٢٢٧ ، وتهذيب الكمال ٥ / ٣٢٥ ـ ٣٢٧ رقم ١٠٦٣ ، والكاشف ١ / ١٤٣ رقم ٩٠١ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٦٩ ، ١٧٠ رقم ٣٠٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٤٦ رقم ٩٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٠.

٢١٥

عن : أيّوب بن النّجّار ، وسفيان بن عيينة ، ومروان الفزاريّ ، وأبي النّضر ، ومحمد بن معن الغفاريّ ، وغيرهم.

وعنه : د. ، وأحمد بن العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتيّ ، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصريّ ، وجعفر الفريابيّ ، ومحمد بن يزيد الدّمشقيّ ، وجماعة.

قال أبو حاتم (١) : صدوق (٢).

وقال مطيّن : توفّي سنة اثنتين وأربعين (٣).

١٢٥ ـ حجّاج بن يوسف بن مروان الموصليّ المقرئ.

وليس بابن الشّاعر. ذاك يأتي في الطّبقة الأخرى.

سمع : جعفر بن عون ، ويعلى بن عبيد.

وعنه : حسين بن عبد الحميد الموصليّ.

ومات سنة خمس وأربعين.

١٢٦ ـ حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران (٤) ـ م. ق. ن. ـ

__________________

(١) الجرح والتعديل ٣ / ٣٠١.

(٢) وذكره ابن حبّان في الثقات ٨ / ٢١٨ وقال : وكان ممن أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة وكان من أعلم أهل زمانه بحديثه.

(٣) التاريخ الصغير ، الثقات ، المعجم المشتمل.

(٤) انظر عن (حرملة بن يحيى) في :

التاريخ لابن معين برواية الدوري ٢ / ١٠٥ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٦٩ رقم ٢٤٥ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٢٣٦ ، ٦٤٥ ، ٦٥١ ، ٦٥٩ ، و ٢ / ٢١٧ ، ٢١٨ و ٣ / ١٣٨ ، ٣٢٠ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١٤٣ و ٢ / ٢٠٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٢٧٤ رقم ١٣٢٤ ، والولاة والقضاة للكندي ٣٠ ، ١٢٣ ، ٤٢٩ ، وولاة مصر ، له ٥٤ ، ١٤٥ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ٢ / ٨٦٣ ـ ٨٦٦ ، والفهرست لابن النديم ٢٦٥ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ١٧٧ رقم ٣٦٢ ، وأدب القاضي للماوردي ١ / ٥٧٨ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٨٦ ، ٨٩ ، والسابق واللاحق للخطيب ٢٦٥ رقم ١٢٠ ، والإنتقاء لابن عبد البرّ ١٠٩ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٨٩ ، ١٤٣ ، ٥١٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١١٢ رقم ٤٣٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٥ رقم ٢٢٤ ، واللباب لابن الأثير ١ / ٢٠٧ ، وفيه : «حرملة بن عمرو». ومعجم البلدان ٣ / ٨٨٨ و ٤ / ٤٨ ، ٧٨٢ ، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) ٢ / ٩ ، ١٠ ، والأنساب لابن السمعاني ٣ / ٢٥ ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ١ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم

٢١٦

أبو حفص التّجيبيّ ، مولى بني رميلة المصريّ الحافظ ، صاحب الشّافعيّ.

كان من أروى النّاس عن ابن وهب.

وروى عن : الشّافعيّ ، وأيّوب بن سويد الرمليّ ، وبشر بن بكر التّنّيسيّ ، وسعيد بن أبي مريم ، وجماعة.

وعنه : م. ق. ون. ، عن أحمد بن الهيثم ، عنه ، وحفيده أحمد بن طاهر ، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النّسائيّ. وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النّيسابوريّ ، وبقي بن مخلد ، والحسن بن سفيان ، ومحمد بن أحمد بن عثمان المدينيّ ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلانيّ ، وخلق.

قال أبو حاتم : لا يحتجّ به (١).

وقال عبّاس ، عن يحيى بن معين (٢) : قال : شيخ بمصر يقال له حرملة ، كان أعلم النّاس بابن وهب.

وقال ابن عديّ (٣) : سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاذاني فقال :

حرملة ضعيف.

وقال أبو عمر الكنديّ (٤) : كان فقيها ، لم يكن بمصر أحد أكتب عن

__________________

= ١١٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٦٤ ، ٦٥ رقم ٧٩ ، و ٥ / ٤٠٩ و ٧ / ٣١٣ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ٢٨١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٥٤٨ ـ ٥٥٢ رقم ١١٦٦ ، والعبر ١ / ٤٤٠ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٨٦ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٧٢ ، ٤٧٣ رقم ١٧٨٣ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٥٣ رقم ١٣٥١ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٩ ، ٣٩١ رقم ٨٤ ، والكاشف ١ / ١٥٤ رقم ٩٨٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٤٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٤ رقم ٩١١ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٣٣٤ ، والمستدرك على الصحيحين ١ / ١٥٩ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ١ / ٥٧ ـ ٥٩ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٥ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٨ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٢٩ ـ ٢٣١ رقم ٤٢٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٥٨ رقم ٢٠٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٧ ، وطبقات الحفاظ ٢١٠ ، ٢١١ ، والوفيات لابن قنفذ ١٧٨ رقم ٢٤٣ ، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي ١٧ ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ٢٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٣ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٢٦.

(١) الجرح والتعديل ٣ / ٢٧٤ وفيه : «يكتب حديثه ولا يحتجّ به».

(٢) في تاريخه برواية الدوري ٢ / ١٠٥ ، وذكر عنه يحيى أشياء سمجة ، وقال : وكان حرملة هذا بمصر حين دخلتها.

(٣) في الكامل ٢ / ٨٦٣.

(٤) لم أجد قوله في : الولاة والقضاة.

٢١٧

ابن وهب منه.

وذلك لأنّ ابن وهب أقام في منزلهم سنة وأشهر مستخفيا من عبّاد ، إذ طلبه ليولّيه القضاء بمصر.

أخبرني بذلك يحيى بن أبي معاوية.

وأخبرني أبو سلمة ، وأبو دجانة قالا : سمعنا حرملة يقول : عادني ابن وهب من الرّمد وقال : يا أبا حفص ، إنّه لا يعاد من الرّمد ، ولكنّك من أهلي.

وعن أحمد بن صالح المصريّ قال : صنّف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث ، عند بعض [النّاس منها النصف ـ يعني نفسه وعند] (١) ، بعض النّاس الكلّ ، يعني حرملة.

وقال محمد بن [موسى : وحديث ابن وهب كلّه عند حرملة] (٢) ، إلّا حديثين.

قال ابن عديّ (٣) : [وقد تبحّرت] حديث حرملة وفتّشته الكثير ، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعّف من أجله. ورجل توارى ابن وهب عندهم ويكون حديثه كلّه عنده ، فليس ببعيد أن يغرب على غيره (٤).

وقال هارون بن سعيد : سمعت أشهب ونظر إلى حرملة فقال : هذا خير أهل المسجد.

وقال ابن يونس : ولد سنة ستّ وستّين ومائة ، ومات لتسع بقين من شوّال

__________________

(١) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : الكامل لابن عديّ ٢ / ٨٦٤.

(٢) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : الكامل لابن عديّ ٢ / ٨٦٤.

(٣) في الكامل ٢ / ٨٦٦ والإستدراك منه.

(٤) وفي الكامل تتمة : «من أصحاب ابن وهب كتب ونسخ وإفرادات ابن وهب ، وأما حمل أحمد بن صالح عليه فإنّ أحمد سمع في كتبه من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه ومنعه النصف ، فتولّدت بينهما العداوة من هذا ، فكان من يبدأ إذا دخل مصر بحرملة ، لا يحدّثه أحمد بن صالح ، وما رأينا أحدا جمع بينهما فكتب عنهما جميعا ، ورأينا أنّ من عنده حرملة ليس عنده أحمد ، ومن عنده أحمد ليس عنده حرملة. على أن حرملة مات سنة أربع وأربعين ، ومات أحمد بن صالح سنة ثمان وأربعين».

٢١٨

سنة ثلاث وأربعين (١).

قال : وكان أملى النّاس بما حدّث به ابن وهب.

قلت : لم يرحل حرملة ، ولا عنده عن أحد من الحجازيّين (٢).

١٢٧ ـ الحسن بن أحمد بن أبي شعيب عبد الله بن مسلم (٣) ـ م. ت. ـ

أبو مسلم الحرّانيّ مولى بني أميّة. كان جدّه مسلم مولى عمر بن عبد العزيز.

روى عن : جدّه ، ومحمد بن سلمة ، ومسكين بن بكير.

وعنه : م. ت. ، وأبو داود في «المراسيل» ، وابنه أبو شعيب عبد الله بن الحسن ، والدّارميّ ، وأبو بكر بن أبي داود ، ويحيى بن صاعد ، وأبو العبّاس السّرّاج ، ومحمد بن الحسين بن مكرم ، وآخرون.

وثّقه ابن حبّان (٤) ، وغيره (٥).

وقال موسى بن هارون : مات بسرّ من رأى سنة خمسين ومائتين (٦).

__________________

(١) وبها أرّخه ابن عساكر في : المعجم المشتمل ، وقال أيضا : ويقال سنة أربع وأربعين. ووقع في «الإنتقاء» لابن عبد البر ١٠٩ أنه مات سنة ٢٦٦ ه‍ ، وكذلك في : طبقات الشافعية لابن هداية الله ٢٢.

(٢) وقال الخليلي : ومسلم أكثر في صحيحه عن حرملة ، عن ابن وهب ، والبخاري لم يخرج عن حرملة شيئا لما يحكى عنه من المذهب. (الإرشاد ٢ / ٩).

(٣) انظر عن (الحسن بن أحمد بن أبي شعيب) في :

الكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٠٤ ، وتاريخ واسط لبحشل ٢٩٥ ، والمراسيل لأبي داود ٣٥٨ رقم ٥٢٣ ، والجرح والتعديل ٣ / ٢ رقم ٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٧٤ ، ١٧٥ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ١٣٢ رقم ٢٥٠ ، وتاريخ بغداد ٧ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ رقم ٣٧٤٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٨٥ ، ٨٦ رقم ٣٢٩ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٦ رقم ٢٣٨ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٦ / ٤٨ ـ ٥١ رقم ١٢٠٠ ، والكاشف ١ / ١٥٨ رقم ١٠١٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٤ رقم ٤٦٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦٣ رقم ٢٤٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٦.

(٤) في «الثقات» ٨ / ١٧٤ ، ١٧٥ وقال : «كان راويا لمسكين بن بكير».

(٥) وقال أبو حاتم الرازيّ : صدوق. (الجرح والتعديل ٣ / ٢).

ووثّقه الخطيب البغدادي في تاريخه ٧ / ٢٦٦.

وقال علي بن الحسين بن علان الحرّاني الحافظ : ثقة مأمون. (تاريخ بغداد ٧ / ٢٦٦).

(٦) المعجم المشتمل ، وقيل : مات سنة ٢٥٢ أو نحوه. وقال البغوي : ومات محمود بن خداش في =

٢١٩

١٢٨ ـ الحسن بن إسحاق (١) ـ خ. ن. ـ

أبو عليّ اللّيثيّ مولاهم المروزيّ الشّاعر حسنويه.

عن : النّضر بن شميل ، وروح بن عبادة ، وأبي عاصم ، وجماعة.

وعنه : خ. ن. ، وأبو الدّرداء عبد العزيز بن منيب ، وعبدان الأهوازيّ.

قال النّسائيّ (٢) : شاعر ثقة.

وقال البخاريّ (٣) : مات يوم النّحر سنة إحدى وأربعين.

١٢٩ ـ الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد (٤) ـ ن. ـ

أبو سعيد الكلبيّ المجالديّ المصّيصيّ.

عن : إبراهيم بن سعد ، وهشيم ، وفضيل بن عياض ، وعبد الله بن إدريس ، والمطّلب بن زياد ، وجماعة.

وعنه : ن. ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، ومحمد بن هارون الحضرميّ ، وأبو يعلى الموصليّ.

__________________

= سنة ستين في شعبان ، وفيها مات أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب بسامرّاء.

قال الخطيب : وهذا القول وهم ، ولا أشكّ أنه من بعض النّقلة ، لأنّ محمودا مات في سنة خمسين ومائتين ، لا يختلف في ذلك. وقد ذكره جماعة من أهل العلم ، (تاريخ بغداد ٧ / ٢٦٧).

(١) انظر عن (الحسن بن إسحاق الليثي) في :

التاريخ الكبير ٣ / ٢٨٥ ، والتاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٧٥ ، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ ، رقم ٢٠٥ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ١٥٥ رقم ١٩٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٨٣ رقم ٣١٢ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٧ رقم ٢٣٩ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٦ / ٥٥ ، ٥٦ رقم ١٢٠٢ ، والكاشف ١ / ١٥٨ رقم ١٠١٨ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٥ رقم ٤٧٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦٣ رقم ٢٤٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩٩.

(٢) المعجم المشتمل ٩٧.

(٣) في تاريخه الصغير ٢٣٤ ، وثقات ابن حبّان ، والمعجم المشتمل.

(٤) انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في :

عمل اليوم والليلة للنسائي ٥٦٩ رقم ١٠٠٤٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٧٦ ، والمعجم المشتمل ٩٧ رقم ٢٤٠ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٥٦ ـ ٥٨ رقم ١٢٠٣ ، والكاشف ١ / ١٥٨ رقم ١٢٠٣ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٥ رقم ٤٧١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦٣ رقم ٢٤٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٦.

٢٢٠