استقصاء النّظر في القضاء والقدر

الحسن بن يوسف بن علي المطّهر [ العلامة الحلّي ]

استقصاء النّظر في القضاء والقدر

المؤلف:

الحسن بن يوسف بن علي المطّهر [ العلامة الحلّي ]


المحقق: السيّد محمّد الحسيني النيسابوري
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار أنباء الغيب
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٩

العلم إمّا تصوّر ، وهو عبارة عن حصول صورة الشيء في العقل مطلقا من غير حكم بنفي أو إثبات ، وذلك لا يدخله اليقين ومقابله ، ولا الصواب ومقابله.

وإمّا تصديق ، وهو الحكم بمتصوّر على آخر إمّا بالنفي أو الإثبات ؛ وهذا الحكم اعتقاد تفعله النّفس عند وجود سببه ، وهو إمّا تصوّر الطرفين لا غير ، وهذا النوع أقوى أنواع اليقين ، وهي «الأوّليّات» (١) كالحكم بأنّ النفي والإثبات لا يجتمعان ، وأنّ الكلّ أعظم من الجزء ، وأنّ الأشياء المساوية لشيء واحد (٢) متساوية.

وإمّا الاستعانة بالحواس ، إمّا الظاهرة وهي «المحسوسات» كالحكم بأنّ النّار حارّة ، والشمس مضيئة ، والعسل حلو ؛ أو (٣) الباطنة ، وهي «الوجدانيات» ، كالحكم بالجوع ، والشبع ، واللذّة ، وغيرها من قوى الحسّ الباطن.

وإمّا الاستعانة بتكرّر الإحساس بوقوع (٤) أمر عند غيره إلى أن يحصل الجزم بكونه سببا ، إمّا مع جهل السبب (٥) بل تعتقد النّفس أنّه لو لا اشتمال المقارن على علّيّة ما (٦) لم يكن دائما ، ولا أكثريّا ، وهي «المجرّبات» ، كالحكم بأنّ السّقمونيا مسهل للصفراء.

أو مع علم السبب ، وهي «الحدسيّات» ، كالحكم بأنّ نور القمر مستفاد من الشمس ، حيث أدركت النّفس اختلاف التشكّلات بحسب اختلاف هيئات

__________________

(١) وتسمّى أيضا البديهيّات.

(٢) في «ش» زيادة : بعينه.

(٣) في «م» : وامّا.

(٤) في الأصل : لوقوع.

(٥) أي جهل السبب ماهيّة ، وإلّا فهو معلوم السببيّة ، بخلاف الحدسيّات فإنّ السبب فيها معلوم بالاعتبارين.

(٦) في النسختين الآخرتين : علّته ، تصحيف.

٨١

الأوضاع على مناهج مضبوطة.

وإمّا الاستعانة بكثرة الإخبارات الواردة إلى النّفس بحيث تحصل طمأنينة النّفس بوقوع المخبر به ، وهي «المتواترات» ، كحكمنا بوجود مكّة ، ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وليس للإخبارات عدد محصور ، خلافا لقوم غير محقّقين ، بل الضابط حصول اليقين عند الإخبارات وعدمه ، فاليقين هو القاضي بتواتر (١) الشهادات ، لا عدد الشهادات.

وهذه القضايا الستّ هي «الضروريّات».

والنافع منها الاولى لا غير ، لأنّ البواقي لا يجب الاشتراك في أسبابها ، فلا يصحّ أن تقع حجّة على الخصم ، وهذه لا تقبل التشكيك ولا التردّد ، بل متى أخطر الذهن الحكم حكمت النّفس بنسبة أحد طرفي القضيّة إلى الآخر إيجابا أو سلبا.

وإمّا الاستعانة بوسط يقع بين طرفي المطلوب يقتضي نسبة أحدهما إلى الآخر ، وهي «العلوم النظريّة» وفي هذا القسم يقع التفاوت بالشدّة والضعف ، والوثاقة وعدمها ، فإنّ حكم النّفس كما يكون قطعيّا يكون ظنّيا ، ولهذا الظنّ مراتب متعدّدة متفاوتة بحيث (٢) توجب كثرة الظنّ وقلّته ، وله طرفان : الجزم المطابق الثابت (٣) وهو العلم ، والجهل ؛ وهذا النوع من الاعتقاد يقبل التفاوت والزيادة والنقصان ؛ واليقين يطلق على العلم الشامل للضروري والكسبي.

__________________

(١) في الأصل : بقوافي ، في الآخرتين : بقوام ، والصحيح ما أثبتناه.

(٢) في النسختين الآخرتين : بحسب ما.

(٣) فخرج بالجزم الظن ، وبالمطابق الجهل المركّب ، وبالثابت التقليد.

٨٢

المقدّمة الرابعة

في أنّ المانع من التعقّل هو المادّة

الّذي استقرّ عليه رأي الفلاسفة أنّ المادّة مانعة من التعقّل ، أمّا أوّلا ، فلأنّ المادّة ذات وضع ، والتعقّل إنّما هو للصور الكلّيّة ، ولا حلول للكلّي غير (١) ذي الوضع في الجزئي ذي الوضع ، وإلّا لكان له وضع مع فرض تجرّده ، وهذا خلف.

وأمّا ثانيا ، فلأنّ التعقّل هو الحصول ، والحاصل في المادّة ليس حاصلا لنفسه بل لغيره فلا يكون عاقلا لنفسه ،. إنّما يحصل التعقّل للامور المتعالية عن الموادّ والأوضاع ، وتلك هي «المجرّدات» كالعقول والنّفوس الفلكيّة والإنسانيّة.

المقدّمة الخامسة

في اختلاف النّفوس البشريّة في الذكاء

التجربة والزمان (٢) متطابقان عليه ، فإنّا نجد في أشخاص النّوع الإنساني من بلغ في البلادة وجمود الذهن إلى حدّ يعجز عن إدراك أظهر الأشياء وأوضحها ، ونجد فيهم من بلغ في الذكاء والفطنة إلى استخراج المطالب بالحدس الصائب ، فليس ببعيد حصول مرتبة ـ هي أشرف المراتب في جميع المطالب وهي مرتبة النّفس القدسيّة المسمّاة بالعقل المستفاد ـ لبعض أشخاص البشر ، وهم المؤيّدون من الله تعالى بجودة الذهن ولطف القريحة بحيث يقع

__________________

(١) في الأصل : عن ، تصحيف.

(٢) في النسختين الآخرتين : والبرهان.

٨٣

حدسهم في جميع المطالب على الحقّ والصواب ، فإنّ النّفوس البشريّة تأخذ من النقصان في الترقّي إلى الكمال على التدريج مرتبة بعد اخرى ، فإذا بلغت أقصى مراتب الكمال الممكن لنوع البشر صارت نفسا قدسيّة ، المعبّر (١) عنها في القرآن العزيز بقوله تعالى : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) (٢).

المقدّمة السادسة

في انقسام أثر النّفس إلى الإدراك والتحريك

اعلم أنّ للنّفس الناطقة قوّتي إدراك وتحريك ، أمّا الإدراك فهو تحصيل الصور المعقولة في القوّة العاقلة ، وانتقاش النّفس بها بواسطة انتزاع القوّة العاقلة للامور الكلّيّة من الأشياء الجزئيّة المحسوسة ، أو المتخيّلة ، وذلك يستدعي التفات النّفس إلى جهة التعقّل ، وانصرافها عن الموادّ الجسمانية.

وأمّا التحريك ، فلأنّ النّفس لمّا طلبت الاستكمال في المعقولات بواسطة الإحساس المستند إلى الحواسّ الجسمانيّة الحاصلة في البدن ، وجب أن يكون للنّفس تعلّق تامّ شديد بالبدن ، واتّصال ما لها به ، والاعتناء بتدبيره ، وتحريك الآلات الجزئيّة في الامور النّافعة للبدن ، إمّا لجلب (٣) نفع ، أو دفع ضرر ، ولهذا وجب لكلّ ذي قوّة إدراك أن تكون له قوّة تحريك ، خصوصا والبدن مركّب من الامور المتضادّة المتداعية إلى الانفكاك ، فلو لا الحافظ لها عن الانفكاك لبطل المزاج ، فالواجب إثبات هاتين القوّتين للنّفوس البشريّة ، وإذا (٤) كان التفات النّفس إلى أحد الجانبين يشغلها عن الالتفات إلى الآخر لا جرم حصل التفاوت

__________________

(١) في «ش» و «ل» : يعبر.

(٢) سورة النور (٢٤) : ٣٥.

(٣) في الأصل : بجلب.

(٤) في «ش» و «ل» : لمّا.

٨٤

بين النّفوس البشريّة في الاعتناء بالامور المعقولة والإدراكات المكمّلة للنّفس ، أو الاعتناء بالامور البدنيّة المشغلة لها (١) عن تلك الرتبة.

المقدّمة السابعة

في اختلاف النّفوس البشريّة في هاتين القوّتين

لمّا كانت النّفس مشغولة بهذين العملين (٢) بحيث لا تنفكّ عنهما وهما الإدراك للمعقولات والالتفات إليها ، والتحريك للبدن إمّا بالقوى الباطنة ، كما في حال التغذية والتنمية والتوليد ، أو بالقوى الظاهرة ، كالإحساس بالمحسوسات الخمسة ، أو بالقوى الباطنة ، كالإحساس بالحس المشترك ، والتخيّل ، والتوهّم ، والحفظ لهما ، ولا شكّ في أنّ أحد الشاغلين يمنع النّفس عن الاستكمال في الفعل الآخر ، إلّا أصحاب النّفوس القويّة كأنفس الأنبياء والأولياء الّتي تكون نفس أحدهم رابطة الجأش (٣) لا يمنعها أحد الشغلين عن الآخر ، بل يحصل لها كمال الإدراك حالة الاشتغال بكمال التحريك ، فإنّ مراتب القوى مختلفة غير منحصرة ، وكلّ من كان قادرا على الاشتغال بهذين الفعلين على الوجه (٤) الأكمل كانت نفسه أشرف ومرتبته أعلى.

المقدّمة الثامنة

في حقيقة الزيادة في العلم

__________________

(١) في «ش» و «ل» : المشتغلة.

(٢) في الأصل : العلمين ، تصحيف.

(٣) رابط الجأش : أي شديد القلب كأنّه يربط نفسه عن الفرار ويكفّها بجرأته وشجاعته.

(٤) في الأصل : الأوجه.

٨٥

قد عرفت أنّ العلم إمّا تصوّر وإمّا (١) تصديق ، وكلّ واحد منهما إمّا ضروري وإمّا كسبي. فالضروري من التصوّرات ما لا يتوقّف على طلب وكسب ، كتصوّر الحرارة والبرودة وغيرهما. والكسبي ما يتوقّف ، كتصوّر الملك والجنّ وغيرهما.

والضروري من التصديقات ما يكفي في حصوله تصوّر الطرفين. والكسبي ما يفتقر معهما إلى وسط.

والعلم التصديقي يطلق بالحقيقة على الجامع لامور ثلاثة : الجزم ، والمطابقة ، والثبات ؛ وبالمجاز على مطلق الاعتقاد الشامل للعلم ، والتقليد (٢) والجهل المركّب ، والظنّ.

والزيادة في العلم بالمعنى الحقيقي إنّما تتحقّق باعتبار المتعلّقات ، أمّا بمعنى التعلّقات فلا ، لأنّ الزيادة إنّما تتحقّق مع تحقّق التفاوت ، ولا يتحقّق التفاوت في الأطراف ، لأنّ طرف الشيء نهايته ، والنهاية لا تقبل القسمة ، وإلّا لكان الآخر (٣) من القسمين هو الطرف ، لا الأوّل ، وإنّما يتحقّق في الأوساط لتعدّد المراتب فيها.

نعم قد يمكن بوجه من الاعتبار حصول الزيادة فيها باعتبار الخفاء والجلاء في التصوّرات الّتي تضمّنتها التصديقات ، ولكن ذلك في الحقيقة راجع إلى زيادة المتعلّقات ، لأنّ التصوّرات متعلّقة بالمتصوّرات ، فزيادتها ونقصانها ممكن لقبولها الشدّة والضعف ؛ فالتصوّر بالحدّ الحقيقي أشدّ (من التصوّر بالحدّ الناقص ، والتصوّر بالحدّ الناقص أشدّ) (٤) من التصوّر بالرسوم ، والتصوّرات

__________________

(١) في «ش» و «ل» : أو.

(٢) في الأصل : التقييد ، تصحيف.

(٣) في «ش» و «ل» : الأخير.

(٤) ما بين القوسين سقط من الأصل.

٨٦

بالرسوم متفاوتة باعتبار ظهور اللزوم والاختصاص في الأوصاف المعرفة ، وعدمه.

المقدّمة التاسعة في

إمكان سؤال الزيادة

إنّ المعارف العقليّة لمّا كانت غير متناهية ، وكانت القوّة البشريّة قاصرة عن إدراكها ووجب التناهي في مدركاتها ـ قال الله تعالى : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (١) ـ وأنّ كلّ مرتبة من المراتب المفروضة أقلّ ممّا لا يتناهى تكون متناهية ، وأنّه يمكن اتّصاف النّفس بها ، أمكن طلب الزيادة.

المقدّمة العاشرة

قد ظهر ممّا تقدّم أنّ المانع من التعقّل هو المادّة لا غير ، ولمّا كان نور التعقّل (٢) ممنوعا بالمادّة كان نسبة المادّة إليه نسبة الغطاء الظلماني الساتر لنور الأجسام المضيئة بحيث لا يدرك تنوّرها (٣) ولا يحسّ بها ، فلهذا الستر شبّه مفارقة النّفس للبدن الّذي هو المادّة الجسمانية المانعة عن التعقّل بالكشف للغطاء.

وإذا تقرّرت هذه المقدّمات فنقول : ظهر الجمع بين كلام النبي وكلام الوصي عليهما أفضل الصلوات (٤) وكان لكلّ منهما أن يقول مقال الآخر ، إذ لا تنافي بينهما ، فإنّ نفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أكمل من نفس الوصي عليه‌السلام ولمّا كانت نفس

__________________

(١) سورة الأنبياء (٢١) : ٢٢.

(٢) في «ل» : العقل ، في «ش» : التصوّر.

(٣) في «ل» : نورها.

(٤) في «ل» زيادة : وأكمل التحيّات.

٨٧

الوصي عليه‌السلام قادرة على الجمع بين قوّتي الإدراك والتحريك كان نفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أولى بذلك ولم تحصل له زيادة يقين على ما أدركه حالة المفارقة (١) في الامور الّتي تعلّق بها اليقين ، ولمّا كان علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قليلا بالنسبة إلى علم الباري تعالى وتقدّس ، وكان له أن يقول : (رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) كان أمير المؤمنين عليه‌السلام أولى بهذه المقالة ، لأنّ علمه أقلّ من علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ مادّته منه ، واستناد علمه إليه.

وفي التفسير (٢) : إنّ قوله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (٣) أي بالقرآن ، لأنّه كان ينزل عليه شيئا فشيئا.

__________________

(١) في الأصل : المقاومة.

(٢) مجمع البيان ٤ : ٣٢.

(٣) سورة طه (٢٠) ١١٤.

٨٨

المسألة الثانية

في وجه الجمع بين قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (١) وقوله تعالى : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (٢) وبين قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) (٣).

ووجه الجمع من وجوه :

الأوّل :

إنّ التناقض يشترط فيه امور ثمانية : وحدة الموضوع ، والمحمول ، والزمان ، والمكان ، والشرط ، والإضافة ، والقوّة أو الفعل ، والكلّ أو الجزء ، وغير معلوم وجود هذه الشرائط في الآيتين الأوّلتين ، وفي الثالثة ، وغير مستبعد اختلاف الأزمنة هنا ، فجاز أن يكون زمان إثبات السؤال غير زمان نفيه.

الثاني :

__________________

(١) سورة الصافات (٣٧) : ٢٤.

(٢) سورة الحجر (١٥) : ٩٢.

(٣) سورة الرحمن (٥٥) : ٣٩.

٨٩

إنّ المحمولات هنا (١) متعلّقة بالامور الخارجة ، فإنّ السؤال لا بدّ له من مسئول ومسئول عنه.

وقد ورد من عدّة طرق أنّ الآية الاولى تتعلّق بالمسئول عنه ، وهو ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

الثالث :

ورد في التفسير أنّ قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) (٢) معنى سؤال استفهام ، بل سؤال توبيخ وتعنيف ، وحينئذ يبطل التنافي.

الرابع :

جاز أن يكون المسئول في الآيتين الأوّلتين غير المسئول في الآية الثالثة ويؤيّده قوله تعالى : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ) (٣) أي بعلامات لهم ، ويكون ذلك إشارة إلى أصناف معينين (٤) من الكفّار.

والحمد لله وحده وصلّى الله على سيّد المرسلين

محمّد وآله الطاهرين

وسلّم تسليما

__________________

(١) لا يوجد في الأصل : هنا.

(٢) سورة الرحمن (٥٥) : ٣٩.

(٣) سورة الرحمن (٥٥) : ٤١.

(٤) في «ل» : أصناف معشر.

٩٠

(المسألة الثالثة)

أمّا بعد حمد من تقدّس بوجوب وجوده عن مشاركة الممكنات ، وتنزّه بقدمه وأزليّته عن مشابهة المخلوقات ، والصلاة والسلام على أشرف الأنام محمد المصطفى ، وعترته البررة الكرام.

فإنّني لمّا حضرت بين يدي المخدوم الأعظم ، الصاحب الكبير المعظّم ، مولى النعم ومفيض الجود والكرم ، مخدوم وزراء الممالك شرقا وغربا ، وبعدا وقربا ، المخصوص بالنفس القدسيّة ، المتميّز عن بني نوعه بالرئاسة الإنسيّة ، الحائز لكمالات النّفس ، الفائز بالسّهم العلى من حضيرة القدس ، ربّانيّ الزّمان ، وأوحد الأقران ، فريد عصره ، ووحيد دهره ، المترقّي بنظره الثاقب إلى ذروة العلى ، والمتعالي بفكره الصائب إلى أوج المجد والسّنا ، مربّي العلماء ، ومقتدى الفضلاء «رشيد الملّة والحقّ والدّين» أعزّ الله بدوام دولته الإسلام والمسلمين ، وأمدّه بالسعادات الأبديّة ، وأيّده بالعنايات الربّانيّة.

فوجدته بحرا زاخرا تتلاطم أمواجه ، وتبارا فائضا لا يدرك فجاجه ، قد

٩١

أحاط بالقوّة الإلهيّة على جميع ما حصّله الحكماء ، وأشرف بالعناية الأزليّة على دقائق أنظار العلماء ، تتفجّر ينابيع الحكمة على لسانه ، وتنطبع صور المعقولات كما هي في قلبه ، وجنانه موهبة من الله تعالى لديه ، وإنعاما منه فائضا عليه.

فجرى في بعض مجالسه سؤال من بعض الفضلاء على قوله تعالى : (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (١).

فقال : هاتان مقدّمتان متّصلتان اشتركتا في حدّ أوسط على هيئة الشّكل الأوّل ، جامعتان لشرائط الإنتاج ، وهما صادقتان ، فيجب صدق النّتيجة ، وإنّما يتمّ صدقها لو لم يكن بين تاليها ومقدّمها تناف ، لكنّ التالي هنا لا يجامع المقدّم ، لأنّ النتيجة حينئذ هي : ولو علم الله فيهم خيرا لتولّوا وهم معرضون ، والعلم مطابق للمعلوم ، ولا فرق بين وضع العلم ووضع المعلوم ، فالمقدّم يتضمّن ثبوت الخير وتحقّقه ، فيكون فرض علم الخير بتضمّن فرض الخير ، ولا يمكن أن يكون فرض الخير ووجوده ملزوما لتولّيهم معرضين.

فأجاب خواجه رشيد الدّين عزّت أنصاره بوجوه :

الأوّل :

المنع من اتّحاد الوسط ، لأنّ التالي اخذ في الصغرى على تقدير وضع المقدّم وهو ثبوت الاستماع على تقدير علم الخير ، والمقدّم اخذ في الكبرى على تقدير ثبوته في نفس الأمر ، لا على تقدير فرض علم الخير ووضعه ، فيصير تقدير القياس : ولو علم الله فيهم لأسمعهم على تقدير العلم بثبوت الخير

__________________

(١) سورة الأنفال (٨) : ٢٣.

٩٢

فيهم وتحقّقه ، ولو أسمعهم في نفس الأمر ، لا على تقدير علم الخير فيهم لتولّوا وهم معرضون ، والتقدير أنّهم غير مؤمنين في نفس الأمر ، فيكون الاستماع في نفس الأمر مجامعا لعدم الخير فيهم ، الملزوم لعلم عدم الخير ، لأنّه تعالى يعلم الأشياء على ما هي عليه ، وحينئذ يظهر عدم اتّحاد الوسط بين المقدّمتين.

الثاني :

المنع من حصول شرائط القياسيّة هنا ، لأنّ هذا القياس من الشكل الأوّل ، وشرطه (١) كلّية الكبرى ، وهذا الشرط منتف هنا ، لأنّ «لو» يدلّ على مطلق الاتّصال مع الدّلالة على عدم المقدّم ، ولا يدلّ على حصر القضيّة ، ولا على كلّيّتها وجزئيّتها ، وإذا لم يكن هنا دليل على كلّيّة المتّصلة كانت مهملة ، وهي في قوّة الجزئيّة ، وإذا كانت الكبرى جزئيّة لم يحصل الإنتاج لفوات شرطه ؛ ولأنّ الكبرى دلّت على الملازمة بين إسماعهم وتولّيهم ، ولا يجوز أن تثبت هذه الملازمة على تقدير مقدّم الصغرى الّذي هو ملزوم لتاليها ، لأنّ فرض مقدّم الصغرى وهو علم الخير ، فرض لثبوت الخير ، فإنّ العلم تابع للمعلوم ، وإنّما يتحقّق التابع بعد تحقّق المتبوع ، وعلى تقدير ثبوت الخير وتحقّقه لا يكون الاستماع الثابت على تقديره ملزوما لتولّيهم ، لأنّه عدم الخير ، وإذا لم تثبت الملازمة على تقدير مقدّم الصغرى كانت جزئيّة ، فلا يكون شرط الإنتاج حاصلا.

الثالث :

__________________

(١) في النسخة : شرطية.

٩٣

المنع من كيف النتيجة ، فإنّ الاتّصال يصدق وإن كان المقدّم والتالي محالين ، لما ثبت من جواز استلزام المحال للمحال ، لقوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) (١) فإنّ المقدّم وهو ثبوت آلهة غير الله محال ، وكذا فسادهما محال أيضا ، مع ثبوت التلازم بينهما ، فجاز صدق النتيجة وهي : ولو علم الله فيهم خيرا لتولّوا وهم معرضون ، فإنّ المقدّم هنا محال ، لأنّ العلم مطابق للمعلوم ، وعلم الخير ممّن لا خير فيه محال ، فجاز أن يستلزم المحال ، فهذا خلاصة ما قاله أدام الله ظلاله ، وبلغه في الدّارين آماله ، وضمّ بالصالحات أعماله.

والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّد المرسلين

محمّد النّبي وآله الطيّبين الطّاهرين وسلّم

تسليما ، ولا حول ولا قوّة

إلّا بالله

بلغ عرضا وقبالا بنسخة الأصل الّتي بخط المصنّف دام ظلّه ، فصحّ إلّا ما زاغ عنه النّظر وحسر عنه البصر ، وكتبي في شوّال سنة اثني عشرة وسبع مائة ، كذا في المنتسخ. ابن محمد إبراهيم ، خليل الله الحسيني شهر شوّال سنة ١٠٧٧.

__________________

(١) سورة الأنبياء (٢١) : ٢٢.

٩٤

فهرس الآيات الشريفة

(فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً).................................... ٨

(الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما).......................... ٢١

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ)............................................. ٣٦

(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما)........................................... ٣٦

(وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)....................................................... ٣٦

(وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ).................................................... ٣٦

(وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها).......................................... ٣٧

(وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ)..................................................... ٣٧

(ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ).......................................... ٣٨

(وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ)................................................... ٣٩

(وَقَلِيلٌ ما هُمْ)............................................................... ٣٩

(أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)................................................... ٤٠

(لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)................................................ ٤٢

٩٥

(وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)......................................... ٤٣

(وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى)......................................................... ٤٣

(إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً)........................................................ ٤٣

(إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)...................................................... ٤٣

(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)..................................................... ٤٣

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا).......................................................... ٤٣

(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ)..................................................... ٤٣

(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)............................................... ٤٤

(الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ)............................................. ٤٤

(الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)................................................. ٤٤

(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)..................................................... ٤٤

(لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى).................................................. ٤٤

(هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ)............................................. ٤٤

(هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)............................................... ٤٤

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ)................................... ٤٤

(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ)........................................................... ٤٤

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً).................................... ٤٤

(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها)...................................................... ٤٤

(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا)............................................ ٤٤

(لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ)............................................. ٤٤

(لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ).................................................. ٤٤

٩٦

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ).......................................... ٤٥

(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ)......................................................... ٤٥

(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)......... ٤٥

(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً)................................................ ٤٥

(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ)............................................ ٤٥

(مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ)...................................................... ٤٥

(كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ)................................................... ٤٥

(ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ).................................. ٤٥

(فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ)..................................... ٤٥

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا)...................................... ٤٥

(يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ)....................................................... ٤٥

(إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ)..................................... ٤٥

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)................... ٤٥

(ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ).......................................... ٤٥

(الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى)......................................... ٤٥

(إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)....................... ٤٥

(إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ)................................................... ٤٦

(وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)....................................................... ٤٦

(وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)..................................... ٤٦

(لا ظُلْمَ الْيَوْمَ)............................................................... ٤٦

(وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)........................................................... ٤٦

٩٧

(وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً)........................................................... ٤٦

(وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ).................................................... ٤٦

(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ).......................................................... ٤٦

(وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى).................................... ٤٦

(ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ)............................................... ٤٦

(وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا)...................................................... ٤٧

(ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ)........................................... ٤٧

(فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ)................................................ ٤٧

(فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ).......................................................... ٤٧

(لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ).................................................... ٤٧

(لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ).............................................................. ٤٧

(عَفَا اللهُ عَنْكَ).............................................................. ٤٧

(وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)......................................................... ٤٧

(وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ)............................................... ٤٧

(لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ).................................................... ٤٧

(لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ).................................................... ٤٧

(فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).............................................................. ٤٧

(فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ).............................................................. ٤٧

(لِمَ تَكْفُرُونَ)................................................................ ٤٧

(وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا)...................................................... ٤٧

(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)............................................................... ٤٨

٩٨

(فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ)................................................ ٤٨

(فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ)........................................... ٤٨

(اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ)............................................................ ٤٨

(لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)........................................... ٤٨

(فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ)............................................................. ٤٨

(فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً)................................................ ٤٨

(فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً)................................................. ٤٨

(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا)........................... ٤٨

(وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ)............................................ ٤٨

(وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)................................................ ٤٨

(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ).......................................................... ٤٨

(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)......................................... ٤٨

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)................................. ٤٩

(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)............................................................ ٤٩

(أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ)................................................... ٤٩

(اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ)...................................................... ٤٩

(ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ).................................. ٤٩

(فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ)............................................................ ٤٩

(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)........................................ ٤٩

(وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ)........................................................... ٤٩

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)..................................................... ٤٩

٩٩

(اسْتَعِينُوا بِاللهِ)............................................................... ٤٩

(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ)............................................. ٤٩

(أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ)............................... ٥٠

(وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)............................................ ٥٠

(وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ)................................... ٥٠

(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ).................................................. ٥٠

(إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ)....................................... ٥٠

(وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ)...................................... ٥٠

(ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)........... ٥٠

(كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا)........................ ٥٠

(أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ)............................................ ٥٠

(فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ)......................... ٥٠

(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ)............... ٥١

(رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ)........................................ ٥١

(قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ)................................ ٥١

(أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).................. ٥١

(وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)................................ ٥١

(لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)................................... ٥١

(ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)............................... ٥٢

(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً).................................................. ٧٧ ، ٨٨

(يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ)......................................... ٨٤

١٠٠