الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٥

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٥

المؤلف:

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٢٣

أو من الرضاعة. وقد ذكر المرزباني في معجم الشعراء أن الفرزدق قارب المائة ، وأنه مات سنة عشر ومائة ، وأنّ الرياشي روى عن سعيد بن عامر أن الفرزدق بلغ مائة وثلاثين سنة ، قال : والأول أثبت قال : روى الفرزدق أنه قال : خضت الهجاء في زمن عثمان.

قلت : فهذا يدل على أنه قارب المائة ، لأنه بين وفاته ووفاة عثمان خمس وسبعون سنة : قتل عثمان في آخر خمس وثلاثين ، وأقلّ ما يبلغ من يخوض الهجاء من يقارب العشرين.

وقال المرزبانيّ : صحّ أنه قال الشعر أربعا وسبعين سنة ، لأن أباه أتى إلى عليّ فقال : إن ابني شاعر ، وذلك في سنة ست وثلاثين.

وقال المرزبانيّ : كان الفرزدق منشدا جوادا فاضلا وجيها عند الخفاء والأمراء ، وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير ، ومن تشبيهات الفرزدق قوله :

والشّيب ينهض في الشّباب كأنّه

ليل يصيح بجانبيه نهار

[الكامل]

وهو القائل :

تصرّم عنّي ودّ بكر بن وائل

وما خلت دهري ودّهم يتصرّم

قوارص تأتيني ويحتقرونها

وقد يملأ القطر الإناء فيعمم

[الكامل]

وقال المرزبانيّ : وفد غالب على عليّ ، ومعه ابنه الفرزدق ، فقال له : من أنت؟ قال أنا غالب بن صعصعة المجاشعي ، قال : ذو الإبل الكثيرة؟ قال : نعم قال : فما فعلت إبلك؟ قال : دعدعتها الحقوق والنوائب. قال : ذاك خير سبيلها. فقال : من هذا الفتى معك؟ قال : ابني الفرزدق ، وهو شاعر ، فقال : علّمه القرآن ، فإنه خير له من الشعر. قال : فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى أن لا يحلّ نفسه حتى يحفظ القرآن.

٧٠٥١ ـ فروة بن مجالد (١) :

تابعي ، روى عنه حسان بن عطية ، وكان مستجاب الدعوة ، يعدّ في الأبدال ، كذا

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٢٣) ، الاستيعاب ت (٢١٠٠) ، تقريب التهذيب ٢ / ١٠٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ٤٦٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٤ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٢٧ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٣٣ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧ ، الكاشف ٢ / ٣٨٠ ، جامع التحصيل ٣٠٨ ، ثقات ٧ / ٣٢١ ، البداية والنهاية ٩ / ٩٣ ، دائرة معارف الأعلمي ٢٣ / ٢٢٠.

٣٠١

أورده ابن عبد البر ، وقال ابن مندة مثله ، وزاد فقال : حديثه مرسل ، وهو مجهول. وقال البخاري : فروة روى عنه حسان بن عطية ، لم يزد البخاري على هذا.

وقال ابن أبي حاتم : فروة بن مجالد مولى لخم من فلسطين روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرسلا. وقال أبو نعيم : الّذي روى عنه حسان هو ابن نوفل ، كذا قال : وليس بجيد ، بل هو ابن مجالد ، وهو تابعي ، وقد فرق البخاري بينهما ، فقال : فروة بن مجالد مولى لخم كان يكن كفرا بالشام ، وكانوا لا يشكّون أنه من الأبدال ، نسبه حجر بن الحارث ، وعاب عليه ابن أبي حاتم ، فقال : نقل بعض الناس هذا الاسم اسمين ، فقال أبي : هما واحد. وأورد حديثه ابن شاهين من طريق الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، عن فروة بن مجالد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. «أيّما سريّة رجعت وقد أخفقت فلها أجرها مرّتين» (١).

قال ابن شاهين : لا أعلم له غيره إن صحّ أن له صحبة ، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه عن عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي.

٧٠٥٢ ـ فروة بن مسيكة (٢) :

ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ ، وفرّق بينه وبين فروة بن مسيك الغطيفي الماضي في الأول ، والحديث الّذي أورده معروف بابن مسيك. وقد قدمنا أنه يقال فيه فروة بن مسيك ، وفروة بن مسيكة.

٧٠٥٣ ز ـ فروة بن نفيل :

ذكره البغويّ ، وأورد له من طريق أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير ، عن شريك بن طارق ، عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحيّة فاسقة ، والفأرة فاسقة ...» الحديث (٣).

قال ابن شاهين : رواه الناس عن عبد الملك بن شريك بن طارق ، عن فروة بن نوفل ، عن عائشة.

__________________

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٥ / ٢٩٧.

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٢٥) ، الاستيعاب ت (٢١٠١) ، وفي الاستيعاب : فروة بن مسيك. ويقال فروة بن مسيكة ..

(٣) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٢٠٩ ، ٢٣٨ أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٩٩٩٢ وعزاه لابن ماجة والبيهقي عن عائشة وأخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٠٨٢ كتاب الصيد باب (١٩) الغراب حديث رقم ٣٢٤٩ قال البوصيري في زوائد ابن ماجة ٢ / ١٠٨٢ رجال إسناده ثقات إلا أن المسعودي اختلط بآخره ولم نعلم هل روى الأنصاري هذا عن المسعودي قبل الاختلاط أو بعده فيجب التوقف من حديثه واسم الأنصاري محمد بن عبد الله المثنى.

٣٠٢

قلت : وهو الصواب.

٧٠٥٤ ـ فروة بن نوفل الأشجعي (١) :

ذكره ابن حبّان في الصحابة ، ثم توقف فيه ، وقال : يقال إن له صحبة.

وقال أبو حاتم : ليست له صحبة ، وإنما الصحبة لأبيه نوفل ، وقال المرزباني في معجم الشعراء : كان رئيس السراة ، وأنشد له شعرا في ذلك ، واتفق الحفاظ على أن عبد العزيز بن مسلم وهم في روايته عن أبي إسحاق حيث قال : عنه ، عن فروة بن نوفل ، قال : أتيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي .. الحديث والمعروف عن فروة بن نوفل عن أبيه ، كذا رواه أبو داود ، وابن حبّان ، والحاكم ، وغيرهم. وذكر النسائي الاختلاف فيه. وقد بينته في فروة بن مالك في الأول.

وقد أخرج أبو أحمد العسكري ، من طريق بندار عن غندر ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن فروة بن نوفل ـ أنه كفل صبيا لبني هاشم فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قلت : وهذا الخبر إنما هو لنوفل الدئلي الماضي في القسم الأول.

٧٠٥٥ ـ فروة الجهنيّ (٢) :

قال ابن مندة : مجهول وقال أبو عمر : فروة الجهنيّ له صحبة ، روى عنه بشير مولى معاوية أنه سمعه في عشرة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقولون ـ إذا تراؤوا الهلال : اللهمّ اجعله شهر خير وعافية ، كذا قال ابن أبي حاتم ، لكن قال فروة السامي ، ولم يقل الجهنيّ : ولم يسق المتن. وقد ردّ أبو عمر على نفسه في الكنى ، فقال : أبو فروة الجهنيّ روى عنه بشير مولى معاوية ، ومن قال فيه فروة فقد أخطأ ، وهو كما قال في الكنى ، واسمه حدير.

قلت : مضى في حرف الحاء المهملة.

٧٠٥٦ ـ فروة ، غير منسوب :

__________________

(١) الثقات ٣ / ٣٣٠ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ١٣٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٣ ، الجرح والتعدي

ل ٧ / ٨٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٦ ، الكاشف ٢ / ٣٨٠ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٤٦ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٤ ، الأعلام ٥ / ١٤٣ ، تحفة الأشراف ٨ / ٢٥٧ ، بقي بن مخلد ٦٢٨ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٠٩ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٠٨ ، الأخبار الطوال ٢١٠ ، رجال مسلم ٢ / ١٣٧ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٥٠٩.

(٢) أسد الغابة ت (٤٢١٦) ، الاستيعاب ت (٢١٠٣).

٣٠٣

ذكره البخاريّ في الصحابة ، وروى حديثه معاوية بن صالح ، عن أبي عمرو ، عن بشير مولى معاوية عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كذا ذكره ابن مندة ، وأفرده ابن الأثير فوهم ، فإنه فروة الجهنيّ المذكور قبل هذا ، كرره بلا فائدة.

٧٠٥٧ ز ـ فروة ، آخر (١) :

أفرده ابن مندة بالذكر ، وقال : فروة مجهول ، وروى عنه حسان بن عطية مرسلا ، وكذا ذكره أبو نعيم ، وهو وهم ، فإنه ابن مجالد الماضي ، وأغفله ابن الأثير والذهبي.

الفاء بعدها الضاد

٧٠٥٨ ـ الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي (٢) :

ذكره أبو موسى في «الذّيل». وقال : روى أبو مسعود الأصبهاني ، من طريق السري بن يحيى ، عن حرملة بن أسير ، عن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعتزي في الحرب ، ويقول : «أنا ابن العواتك» (٣) قال أبو موسى : يتأمّل فيه.

قلت : الفضل بن عبد الرحمن تابعي أو من أتباع التابعين ليست له ولأبيه صحبة ، واسم جده العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب : وهذا السند مرسل أو معضل.

ومات الفضل هذا سنة تسع وعشرين ومائة.

٧٠٥٩ ـ الفضل بن يحيى بن قيوم الأزدي (٤) :

أورده ابن مندة : فقال مختلف في صحبته ، وذكر عن موسى بن سهل الرمليّ ، قال : الفضل الأزدي أبو يحيى هو ابن قيوم ، روى عن أبيه عن جدّه ، كذا قال وهو وهم فاحش ، فإن قيوما هو الّذي قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فاعل «روى» هو قيوم ، لا الفضل ، وكأن ابن مندة توهم أنه الفضل ، وليس كذلك ، وقد تعقبه أبو نعيم فأصاب.

٧٠٦٠ ز ـ فضيل بن فضالة :

تابعي ، ذكره ابن قانع في الصحابة : فوهم ، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش ، عن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٢٧).

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٣٨).

(٣) أخرجه الطبراني في الكبير ٧ / ٢٠١ قال الهيثمي في الزوائد ٨ / ٢٢٢ ، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣١٨٧٤.

(٤) أسد الغابة ت (٤٢٣٩).

٣٠٤

صفوان بن عمرو ، عن خالد بن معدان ، عن فضل بن فضالة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ أحبّ ما زرتم الله به في مساجدكم وفي قبوركم البياض» (١).

قلت : وفضل هذا هوزني شامي تابعي صغير ، والسند الّذي ذكره ابن قانع مقلوب ، وإنما هو من رواية صفوان عن فضيل بن فضالة ، عن خالد بن معدان ، مرسل.

وقد أخرج أبو داود في المراسيل ، من طريق صفوان ، عن فضيل هذا ، عن خالد بن معدان ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديثا غير هذا.

الفاء بعدها اللام

٧٠٦١ ز ـ فلاح : مولى بعض التجار.

ذكر في قصة مكذوبة سلّت (٢) عن نسخة تشتمل على أحاديث موضوعة : منها أن أعرابيا سأل فأعطاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قميصه ، فذهب إلى السوق فطلب فيه ثمانية دراهم ، فعرفه أبو بكر فاشتراه منه بثمانمائة ، فتعجّب منه الدلّال ، فقال له : إنه قميص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فسمعه عبد لبعض التجار يقال له فلاح ، فذهب إلى سيده ، فأخبره ، فذهب إلى السوق فدفع في القميص ألف دينار.

وهذا من وضع القصّاص ، وكذلك سائر النسخة. والله المستعان.

الفاء بعدها الهاء

٧٠٦٢ ـ فهم بن عمرو بن قيس غيلان ، أبو ثور الفهميّ (٣).

استدركه أبو موسى في الذّيل ، ونقل عن أبي بكر بن أبي علي ـ أن ابن أبي عاصم ذكر في الوحدان ، وهو غلط لم يتعقبه أبو موسى ، وإنما أراد ابن أبي عاصم أن أبا ثور الفهميّ من ذرية فهم بن عمرو بن قيس غيلان جد القبيلة ، ولم يرد أن فهما اسم أبي ثور ، فإن فهم بن عمرو كان قبل الإسلام بدهر طويل يكون بين من صحب من ذريته وبينه عدة آباء يبلغون السبعة إلى العشرة ، وممن ينسب إليه في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المشهورين في الجاهلية تأَبَّط شرّا الشاعر المشهور ، وبينه وبين فهم بن قيس سبعة آباء ، وأبو ثور صحابي معروف ، لا يعرف اسمه ، وسيأتي في الكنى.

__________________

(١) أورده المتقي الهندي في كنز العمال (٤١١١٥).

(٢) في أنسلت.

(٣) أسد الغابة ت (٤٢٤٥).

الإصابة/ج٥/م٢٠

٣٠٥

حرف القاف

القسم الأول

القاف بعدها الألف

٧٠٦٣ ـ قارب بن الأسود (١) بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف ، ابن أخي عروة بن مسعود.

قال البخاريّ : ويقال مارب. ثم تبين الاختلاف في اسمه ، وفي سنده من ابن عيينة.

وقال ابن أبي حاتم : قارب ، ونسبه ، يقال : إن له صحبة.

وقال ابن السّكن : قارب الثقفي ، ويقال مارب ، كان عيينة يشكّ في اسمه.

وقال أبو عمر : قارب بن الأسود ، وهو قارب بن عبد الله بن الأسود بن مسعود الثقفي جدّ وهب بن عبد الله بن قارب ، له صحبة.

وقال ابن إسحاق في المغازي : لما قتل عروة بن مسعود قدم أبو المليح بن عروة وقارب بن الأسود على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل أن يقدم وفد ثقيف ، وأسلما ، فقال لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تولّيا من شئتما فقالا : نتولّى الله ورسوله ، فلما أسلمت ثقيف ووجّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان لهدم العزى الطاغية سأله أبو المليح بن عروة أن يقضي عن أبيه عروة دينا كان عليه ، فقال : نعم ، فقال له قارب : وعن الأسود فاقض. فقال : إن الأسود مات وهو مشرك فقال قارب : لكن تصل مسلما ـ يعني نفسه ، إنما الدّين عليّ وأنا الّذي أطلب به ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقضى دينهما من مال الطاغية.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٤٨) ، الاستيعاب ت (٢١٨٨) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٩ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٣ ، العقد الثمين ٧ / ٢٢ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٩٦ ، ذيل الكاشف ١٢٣٨.

٣٠٦

وقال أبو عمر : كانت مع قارب راية الأحلاف لما حاصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الطائف ، ثم قدم في وفد ثقيف فأسلم.

قلت : وهذه القصة ذكرها أبو الحسن المدائني محررة ، فقال في قصة حنين : كانت راية الأحلاف من ثقيف يوم حنين مع قارب بن الأسود ، فقال لقومه : اعصبوا رايتكم بشجرة ليحسب من رآها أنكم لم تبرحوا ، وانجوا على خيلكم ، ففعلوا فنظر بنو مالك إلى الراية لا تبرح ، فصبروا فقتل منهم اثنان وسبعون ، واستقبل سفيان بن عبد الله بن ربيعة ، لأن أخاه كان قتل ، فذكر القصة ، وسبقت في ترجمة سفيان بن عبد الله.

وروى ابن شاهين هذه القصة بمعناها من طريق المدائني ، عن أبي معشر ، عن يزيد ابن رومان.

وقد تقدم ذكر قارب في حديث ولده عبد الله بن قارب.

وروى الحميدي في مسندة عن سفيان : حدثنا إبراهيم بن ميسرة ، أخبرني وهب بن عبد الله بن قارب ، أو مارب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع يقول : «يرحم الله المحلّقين» (١) وأشار بيده.

قال سفيان : وجدت في كتابي عن إبراهيم بن ميسرة ، عن وهب بن عبد الله بن مارب ، وحفظي قارب ، والناس يقولون قارب كما حفظت ، فأنا أقول مارب وقارب.

وقال البخاريّ في «تاريخه» : قال علي بن أبي عيينة ، عن وهب بن عبد الله بن قارب ، عن أبيه ، عن جده ، فذكره ، قال سفيان : وجدت عندي مارب ، فقالوا لي هو قارب ، قال علي : قلت لسفيان : هو عن أبيه عن جده؟ قال : نعم. قال علي : وحدثنا به مرة عن ابن إبراهيم ، عن وهب ، عن أبيه ـ سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحدثنا به مرة عن وهب ، عن أبيه ، قال : كنت مع أبي فرأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قلت : وهذه الطريق الأخيرة قد قدمتها في ترجمة عبد الله ، وفيه اختلاف آخر أورده ابن مندة عن ابن الأعرابي ، عن الحسن بن محمد بن الصباح ، عن ابن قتيبة ، عن إبراهيم ، عن وهب بن عبد الله بن قارب ، قال : حججت مع أبي ... فذكره.

وأورده في ترجمة وهب ، وهكذا رواه أبو الحسن بن سفيان في مسندة عن

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٥٣ عن ابن عباس ٢ / ١٦ ، ٤ / ٧٠ ، ٦ / ٤٠٢ والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ١٣٤ ، والحميدي في المسند ٩٣١ والبيهقي في دلائل النبوة ٤ / ١٥١ ، وابن عساكر في التاريخ ٢ / ١٠١ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٢٧٣٨ ، ١٢٧٣٩.

٣٠٧

إسماعيل بن عبيد الحرّاني ، عن ابن عيينة ، قال أبو نعيم : رواه الكبار من أصحاب ابن عيينة ، عن إبراهيم ، عن وهب ، عن أبيه ، وهو الصواب.

وذكر الذّهبيّ في التجريد أنّ الحميدي صحّف هذا الاسم ، فقال : مارب بالميم ، قال : وإنما هو قارب بالقاف ولم يصب في جزمه بأن الحميدي صحّفه وقد بينا أنه حكى ذلك عن ابن عيينة ، وجزم الترمذي في كتاب الحج بأنّ الحديث عن مارب بالميم ، والحق أنه قارب بالقاف. والله أعلم.

٧٠٦٤ ز ـ قارظ بن عتبة بن خالد : حليف بني زهرة.

تزوّج عبد الرحمن بن عوف ابنته ، علّق ذلك البخاري في كتاب النكاح ، ونسبها إلى ابن سعد في ترجمة عبد الرحمن ولم يسمّها. وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق في حجة الوداع قرشي ولا ثقفي إلا أسلم وشهدها.

٧٠٦٥ ز ـ القاسم بن أمية بن [أبي] (١) الصّلت الثقفي.

وكان أبوه يذكر النبوة والبعث ، فأدرك البعثة ، فغلب عليه الشقاء فلم يسلم ، بل رثى أهل بدر بالأبيات المشهورة ، واستمر على كفره إلى أن مات ، وكان يعتذر عن الدخول في دين الإسلام بأنه كان يقول لقومه : أنا النبيّ المبعوث ، قال : فخشي أن يعيّره بسيئات ثقيف بكونه صار يتبع غلاما من بني عبد مناف ، حكى ذلك عنه أبو سفيان بن حرب في قصة طويلة ذكرها أبو نعيم في دلائل النبوة وغيره ، ومات أمية فيما يقال سنة تسع.

أما ولده القاسم فذكره المرزباني في معجم الشعراء ، وهو على شرطهم في الصحابة ، لأنا قدمنا غير مرة أنه لم يبق بمكة والطائف في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها ، حكاه ابن عبد البرّ وغيره ، وأورد له ثعلب من شعره :

قوم إذا نزل الغريب بدارهم

ردّوه ربّ صواهل وقيان

لا ينكتون (٢) الأرض عند سؤالهم

كمطلب (٣) العلّات بالعيدان

[الكامل]

ورأيت له مرثية في عثمان بن عفان منها :

لعمري لبئس الذّبح ضحّيتم به

خلاف رسول الله يوم الأضاحي

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) في ب : إلى الأرض ، وفي المرزباني : لا ينقرون.

(٣) في المرزباني : كتلمس.

٣٠٨

فطيبوا نفوسا بالقصاص فإنّه

سيسعى به الرّحمن سعي نجاح

[الطويل]

٧٠٦٦ ـ القاسم بن الربيع بن عبد شمس (١).

قيل هو اسم أبي العاص ، وهو مشهور بكنيته ، وسيأتي في الكنى ، اسمه لقيط ، وقيل مهشم ، وقيل غير ذلك.

٧٠٦٧ ـ القاسم بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي (٢) ، أخو قيس والصلت.

ذكره ابن إسحاق فيمن قسم له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٧٠٦٨ ـ القاسم ، مولى أبي بكر (٣) :

ذكره البغويّ في الصّحابة ، وأخرج له من طريق مطرف عن أبي الجهم عنه حديثين ، ثم قال : لا أعرف للقاسم غير هذا. وقال ابن عبد البرّ : له صحبة ورواية ، ويقال فيه أبو القاسم ، وهو أصحّ ، وسيأتي في الكنى.

٧٠٦٩ ز ـ قاطع بن ظالم : أبو صفرة (٤) يأتي في الكنى.

٧٠٧٠ ـ القائف بن عبيس : الصباحي ، أخو إياس.

ذكره الرّشاطي وغيره ، وأن له وفادة. وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى بن القائف وإياسا ابنا عبيس بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الديل ، وكانا أقوف خلق الله تعالى ، وأنشد للقائف :

إذا جئت أرضا بعد طول اجتنابها

تفقّدت نفسي والبلاد كما هيا

فأكرم أخاك الدّهر ما دمتما معا

كفى بملمّات الفراق تنائيا

[الطويل]

قال أبو عمرو الشّيبانيّ : كان للقائف وأخيه شرف ورباط خيل.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٥١).

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٥٤) ، الاستيعاب ت (٢١٢١).

(٣) أسد الغابة ت (٤٢٥٠) ، الاستيعاب ت (٢١٢٢) الطبقات الكبرى ٩ / ١٥٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٠ ، العقد الثمين ٧ / ٣٧.

(٤) أسد الغابة ت (٤٢٥٥).

٣٠٩

القاف بعدها الباء

٧٠٧١ ز ـ قباث (١) : بتخفيف الموحدة وبعد الألف مثلثة ، والمشهور فتح أوله ، وقيل بالضم ، وبه جزم ابن ماكولا.

قال البخاريّ : له صحبة ، قال : وقال بعضهم : ابن رسيم وهو وهم ، وهو ابن أشيم بمعجمة وزن أحمر بن عامر بن الملوّح بن يعمر ـ بفتح المثناة التحتانية أوله ، وهو الشداخ ، بمعجمتين ، ابن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة الليثي. هذا هو المشهور في نسبه وقيل : هو تميمي ، وقيل كندي. وقال ابن حبان : يعمري ليثي ، من بني كنانة ، له صحبة ، وحديثه عند أهل الشام.

قلت : أخرج حديثه الترمذي ، من طريق محمد بن إسحاق ، عن المطلب بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، عن جده ، قال : ولدت أنا ورسول الله عام الفتح. قال : وسأل عثمان ـ يعني ابن عفان ـ قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث ، فقال : أنت أكبر أم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فقال : رسول الله أكبر مني وأنا أسنّ منه. قال أبو نعيم : القائل وسأل عثمان هو قيس بن مخرمة. وروى عنه أيضا أبو سعيد المقبري وأبو الحويرث ، وخالد بن دريك وغيرهم.

وقال ابن سعد : شهد بدرا مع المشركين ، وكان له فيها ذكر ثم أسلم وشهد حنينا.

وأخرجه البخاريّ من طريق عبد الرحمن بن زياد ، عن قباث بن أشيم الليثي ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «صلاة رجلين يؤمّ أحدهما الآخر أرجى عند الله من صلاة ثمانية تترى ، وصلاة ثمانية يؤمّهم أحدهم أرجى عند الله من صلاة مائة تترى» (٢).

وقال ابن حاتم : قباث بن أشيم له صحبة. وروى يونس بن سيف ، عن عبد الرحمن بن زياد الليثي ، عنه ، وسمعت محمد بن عوف يقول : كلّ من روى عن يونس بن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٥٦) ، الاستيعاب ت (٢١٨٩) ، طبقات خليفة ٣٠ ، تاريخ خليفة ٥٢ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٤٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٧٠ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤١١ ، تاريخ الطبري ٢ / ١٥٥ ، المغازي للواقدي ٩٧ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤١٢ ، فتوح الشام للأزدي ١٨٩ ، تحفة الأشراف ٨ / ٢٧٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١١٨ ، المستدرك تلخيص المستدرك ٣ / ٦٢٥ ، تاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) ٢٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣١٤ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٢٠٧ ..

(٢) أخرجه ابن سعد من الطبقات الكبرى ٧ / ١٣١ ، والبخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٩٣ والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٦١ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٢٠٢١٣ ، ٢٠٢٧٣ وعزاه للطبراني في الكبير والبيهقي عن قباب بن أشيم وأورده الهيثمي في الزوائد ٢ / ٤٢ وقال : رواه الطبراني في الكبير ورجال الطبراني موثقون.

٣١٠

سيف فإنه يقول : عن عبد الرحمن بن زياد إلا الزّبيدي فإنه يقول : عن يونس ، عن عامر بن زياد ، عن قباث.

وأخرج أبو نعيم في الدلائل قصة إسلامه بعد الخندق مطوّلة ، وفيها علم من أعلام النبوة.

وقال ابن الكلبيّ : كان صاحب المجنّبة يوم اليرموك مع أبي عبيدة بن الجراح ، والمعروف ما أسنده البغوي أنّ عبد الملك بن مروان سأل قباث بن أشيم عن المسألة المذكورة ، وقال : وصلت بي أمي على روث الفيل أعقله ، وبذلك جزم عبد الصمد وابن سميع ، وأسند سيف في الفتوح أنّ مروان هو الّذي سأله. وقال أبو نعيم : أدركه أمية بن عبد شمس. وقال ابن عساكر : شهد اليرموك ، وكان على كردوس ، ثم سكن حمص ، قاله عبد الصمد بن علي وابن سميع.

٧٠٧٢ ز ـ قبيصة بن الأسود (١) بن عامر بن جوين بن عبد رضا ، بضم الراء ومعجمة مقصور الطائي.

ذكره الطّبريّ ، وابن قانع ، وقالا : وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتقدم له ذكر في ترجمة زيد الخيل (٢) بن مهلهل الطائي.

وقال المرزبانيّ : يقال قبيصة بن الأسود.

قال أبو الفرج الأصبهانيّ : أخبرني الكوكبي إجازة ، حدثني علي بن حرب ، أنبأني هشام بن الكلبي وغيره ، قالا ، وفد زيد الخيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه وزر بن سدوس النّبهاني ، وقبيصة بن الأسود بن عامر بن جوين الجرمي ، ومالك بن جسري (٣) المعني ، وقيس بن كسفة (٤) الطريفي ، وقيس بن حليف الطريفي ، وعدة من طي ، فأناخوا ركابهم بباب المسجد ، فذكر قصة طويلة ، وقد تقدم ذلك في ترجمة زيد الخيل (٥) موصولا من الأخبار المنثورة لابن دريد.

٧٠٧٣ ز ـ قبيصة بن البراء (٦) :

قال ابن مندة : ذكروه في الصحابة ، ولا يثبت ، وروى الطبراني من طريق نعيم بن حماد في كتاب الفتن لنعيم : حدثنا ابن عبد الوارث ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي خثيم ،

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٥٧).

(٢) في الجبليّ.

(٣) في الأغاني : جبيذ ، وفي الطبقات : بن خيبري.

(٤) في الطبقات : وقعين بن خليف.

(٥) في أالجبل.

(٦) أسد الغابة ت (٤٢٥٩).

٣١١

عن مجاهد ، عن قبيصة بن البراء ، قال : إذا خسف بأرض كذا وكذا ظهر قوم يخضبون بالسواد لا ينظر الله إليهم. قال مجاهد : وقد رأيت تلك الأرض التي خسف بها.

٧٠٧٤ ـ قبيصة بن برمة (١) : بموحدة مضمومة أوله ، وتردد فيه ابن حبان ، هل هو بالموحدة أو المثلثة ـ الأسدي.

قال البخاريّ : له صحبة ، يعدّ في الكوفيين. وروى أيضا عن ابن مسعود ، وقال ابن السّكن : يقال له صحبة ، وقد صحب عبد الله بن مسعود ، وهو معدود في الكوفيين. وأخرج حديثه في الأدب المفرد ، وله رواية أيضا عن المغيرة.

روى عنه ابنه يزيد ، وحفيده عمر بن يزيد بن قبيصة ، وابن أخيه برمة بن ليث بن برمة ، وآخرون.

وذكره ابن حبّان في الصّحابة ، وقال : يقال له صحبة ، ثم ذكره في التابعين ، فقال : روى عن المغيرة بن شعبة ، روى عنه سليمان البنائي. وقال أبو عمر : هو والد يزيد بن قبيصة. وقد قيل : إن حديثه مرسل ، لأنه يروي عن ابن مسعود والمغيرة. وكأنه تبع أبا حاتم فإن ابنه نقل عنه لا تصحّ له صحبة.

٧٠٧٥ ـ قبيصة بن الدمون الحضرميّ : أخو هميل ، يأتي مع أخيه (٢).

٧٠٧٦ ـ قبيصة بن المخارق (٣) بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة (٤) بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي ، أبو بشر.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روى عنه ولده قطن ، وكنانة بن نعيم ، وأبو عثمان النهدي ، وغيرهم.

__________________

(١) أسد الغابة (٤٢٦٠) ، الاستيعاب ت (٢١٢٣) الثقات ٣ / ٣٤٥ ، الطبقات الكبرى ٦ / ٣٨ ، ٩ / ١٥٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١١ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٢٢ ، الطبقات ١٣٨ / ٥٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٤٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١١٩ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٤٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٧٤ ، ذيل الكاشف ١٢٥٦.

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٦٢).

(٣) أسد الغابة ت (٤٢٦٥) ، الاستيعاب ت (٢١٢٥) ، الطبقات الكبرى ١ / ٣٠٩ ، ٩ / ١٥٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١١ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٥٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٢٣ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥٠ ، الكاشف ٢ / ٣٩٦ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٢٠ خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٥٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٢ ، الطبقات ٥٦ ، ١٨٤ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٧٣ ، الإكمال ٧ / ١٢٨ ، بقي بن مخلد ٢٧٧ / ٥٧٤ ، علل الحديث للمديني ٨١ ، دائرة معارف الأعلمي ٢٣ / ١٢.

(٤) في أسد الغابة : ابن ربيعة.

٣١٢

قال البخاريّ : له صحبة ، ويقال له البجلي ، وقال ابن أبي حاتم : بصري من قيس عيلان ، له صحبة.

وقال ابن حبّان : له صحبة ، سكن البصرة ، وقال خليفة كانت له دار بالبصرة. وقال ابن الكلبيّ : كان قطن بن قبيصة شريفا ، وقد ولي سجستان.

قلت : وأخرج ابن خزيمة من طريق قتادة عن أبي قلابة ، عن قبيصة البجلي ، قال : إن الشمس انخسفت ، فذكر حديث النعمان بن بشير : إن الله إذا تجلّى لشيء من خلقه خضع له ، فأيهما انخسف فصلّوا حتى ينجلي أو يحدث الله أمرا ، وقال ابن خزيمة : لا أدري ألقبيصة البجلي صحبة أم لا.

قلت : وفي الّذي وقع عنده من نسبته نظر ، فكأنه ظنّ أنه آخر ، وليس كذلك ، فقد أخرجه من هذا الوجه ، فقال : عن قبيصة بن المخارق الهلالي ، قال : كسفت الشمس ونحن إذ ذاك مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة ، فخرج فزعا يجرّ ثوبه فصلّى ركعتين أطالهما ... الحديث. وأخرجه أبو داود من طريق أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر عن قبيصة الهلالي.

٧٠٧٧ ز ـ قبيصة بن والق التّغلبي ـ بمثناة فوقانية وغين معجمة ساكنة ولام مكسورة ثم موحدة.

ذكر أبو جعفر الطّبريّ أنّ له صحبة ، وشهد له عدوّه شبيب الخارجي بذلك ، فذكر الطبري في حوادث سنة سبع وسبعين ، عن أبي مخنف ، قال : لما هزم شبيب بن يزيد الخارجي الجيوش دعا الحجاج الأشراف من أهل الكوفة منهم زهرة بن حويّة (١) ، بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد المثناة التحتانية ، فاستشارهم فيمن يبعث إليه ، فقالوا له : رأيك أفضل ، فقال : قد بعثت إلى عتاب بن ورقاء الرياحي ، فقال زهرة : رميتهم بحجرهم ، والله لا يرجع إليك حتّى يظفر أو يقتل وقال له قبيصة بن والق التغلبي : إني مشير عليك برأي ، فإن يكن خطأ فبعد اجتهادي في النصيحة لأمير المؤمنين ، وللأمير ولعامة المسلمين ، وإن يكن صوابا فالله سدّدني ... فذكر القصة ، وإن تميم بن الحارث قال : وقف علينا عتّاب بن ورقاء فقصّ علينا ، ثم جلس في القلب ومعه زهرة بن حويّة ، وقال لقبيصة بن والق ، وكان معه يومئذ على بني تغلب : اكفني الميسرة ، فقال : أنا شيخ كبير لا أستطيع القيام إلا أن أقام ، فبعث عليهم نعيم بن عليم التغلبي ، فحمل شبيب وهو على مسنّاة أمام الخندق

__________________

(١) في ب : زهير بن حيوة.

٣١٣

ففضّهم ، وثبت أصحاب راية قبيصة بن والق فقتلوا ، وانهزمت الميسرة كلّها ، وتنادى الناس : قتل قبيصة ، فقال شبيب : يا معشر المسلمين ، مثل قبيصة كما قال الله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها)(...) الآية ، [سورة الأعراف آية ١٧٥] أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم ثم جاء يقاتلكم ، ثم وقف عليه فقال له : ويحك لو ثبتّ على إسلامك الأول سعدت.

٧٠٧٨ ـ قبيصة (١) بن وقّاص السلمي : ويقال الليثي.

قال البخاريّ : له صحبة. يعدّ في البصريين. ونقل ابن أبي حاتم عن أبي الوليد الطيالسي يقال إن له صحبة ، وكذا قال أبو داود في السّنن ، عن أحمد بن عبيد ، عن أبي الوليد ، وقال محمد بن سعد ، عن أبي الوليد : له صحبة ، وقال البغوي : سكن المدينة. وقال الأزدي : تفرّد بالرواية عنه صالح بن عبيد وقال الذهبي : لا يعرف إلا بهذا الحديث. ولم يقل فيه سمعت ، فما ثبت له صحبة لجواز الإرسال. انتهى.

وهذا لا يختص بقبيصة ، بل في الكتاب جمع جمّ بهذا الوصف ، ويكفينا في هذا جزم البخاري بأن له صحبة ، فإنه ليس ممّن يطلق الكلام لغير معنى.

قال ابن أبي حاتم : أدخله أبو زرعة في مسند الصحابة الذين سكنوا البصرة ، ولا يعرف له غير هذا الحديث الواحد الّذي رواه أبو هاشم الزعفرانيّ ، وقال في روايته : عن صالح بن عبيد ، عن قبيصة بن وقاص ، وكان من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قلت : فذهب بحث الذهبي.

٧٠٧٩ ـ قبيصة المخزومي :

يقال : هو الّذي صنع المنبر ، ذكره بعض المغاربة ، كذا في التجريد. وقد ذكر ذلك ابن فتحون ، فقال : ذكر عمر بن شبّة ، عن محمد بن يحيى ، هو أبو غسان المدني ، عن سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب. وذكره ابن بشكوال في المبهمات ، قال : قرأت بخط أبي مروان بن حبان ، قال : ذكر عبد الله بن حنين الأندلسي ، عن عبد المطلب ـ يعني ابن عبد الله بن حنطب ـ أنّ الّذي عمل المنبر قبيصة المخزومي.

قلت : وكذا ذكره الزبير بن بكار في «أخبار المدينة» من روايته عن محمد بن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٦٦) ، الاستيعاب ت (٢١٢٦) ، الثقات ٣ / ٣٤٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١١٠ ، الطبقات ٥١ / ١٨٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٢٠٣ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥١ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٢٠ ، الخلاصة ٣ / ٣٥٠ ، الكاشف ٢ / ٣٩٦ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٧٣ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٥٥.

٣١٤

الحسن بن زبالة ، عن سفيان بن حمزة ، لكنه قدم الصاد على الباء ، وكذا هو في «ذيل» ابن الأثير على «الاستيعاب».

٧٠٨٠ ز ـ قبيصة السلمي (١) : أحد بني الضربان.

ذكر الواقديّ في «كتاب الردة» ، عن عبد الله بن الحارث بن فضيل ، عن أبيه ، عن سفيان بن أبي العوجاء ـ أن قبيصة وفد على أبي بكر ، فأخبره أنه هو وقومه لم يرتدّوا ، فأمره أن يقاتل بقومه من ارتدّ من بني سليم ، فرجع قبيصة وجمع جمعا وأوقع بجماعة ممن ارتدّ ، فلحقه قبيصة بن الحكم السلمي فطعنه بالرمح فدقّ صلبه فمات.

وقال أبو عمر : قبيصة السلمي روى عنه عبيد (٢) بن طلحة ، فيه نظر.

قلت : فما أدري هو هذا أو غيره أو هو ابن وقّاص الماضي قريبا.

القاف بعدها التاء

٧٠٨١ ـ قتادة (٣) بن الأعور بن ساعدة بن عوف التميمي ، والد الجون.

ذكره البغويّ في الصّحابة ، وقال لا أعلم له حديثا.

وقال ابن سعد : صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل الوفاة ، وكتب له كتابا بالشّبكة (٤). موضع بالدهناء.

٧٠٨٢ ـ قتادة بن أبي أوفى (٥) بن موءلة بن عتبة بن ملادس بن قتادة بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي ، والد إياس.

ذكره ابن سعد في الصّحابة ، وقال : لا نعلم له حديثا مسندا ، وقال البغوي : قتادة بن أبي أوفى له صحبة ، وكان لأبيه إياس بالبصرة ذكر بعد موت يزيد بن معاوية ، وهو الّذي تحمّل ديات القتلى بين الأزد وغيرهم في تلك الأيام ، وولي قضاء الري ، ولا أعرف لقتادة بن أبي أوفى حديثا ويقال : إن أم إياس هذا أخت الأحنف بن قيس. وقال ابن سعد :

__________________

(١) الاستيعاب ت (٢١٢٧).

(٢) في الاستيعاب : عقيل.

(٣) أسد الغابة ت (٤٢٧٠).

(٤) الشّبكة : واحد الّذي قبله : ماء بأجأ يعرف بشبكة ياطب ذات نخل وطلح وقيل ماء لبني أسد قريب من حبش وسميراء ، والشبكة من مياه بني نمير بالشريف ويعرف بشبكة ابن دخن وهو جبل من مياه الماشية ، ومن مياههم شبكة بني قطن وشبكة هبّود. انظر مراصد الاطلاع ٢ / ٧٨١.

(٥) أسد الغابة ت (٤٢٧٢) ، الاستيعاب ت (٢١٢٨).

٣١٥

هي الفارعة بنت حميري بن عبادة بن النزّال بن مرة من رهط الأحدب.

٧٠٨٣ ز ـ قتادة بن ربعي (١) :

ذكره ابن حبّان في الصحابة في الأسماء في حرف القاف ، وقال : له صحبة ، وكان عاملا على مكة ، وأنا أخشى أن يكون أبا قتادة ، لكن أبو قتادة ما ولي إمرة مكة.

٧٠٨٤ ـ قتادة بن عباس (٢) : بموحدة ثم مهملة ، أو مثناة تحتانية ثم معجمة ، أبو هاشم الجرشي ، هو قتادة الرهاوي. يأتي.

٧٠٨٥ ـ قتادة بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري ثم الكلابي.

وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قاله أبو علي الهجريّ في نوادره.

٧٠٨٦ ـ قتادة بن القائف الأسدي (٣) : أسد خزيمة.

ذكره أبو موسى ، وقال : مضى ذكره في ترجمة حضرمي بن عامر.

٧٠٨٧ ز ـ قتادة بن قطبة : يأتي في قطبة بن قتادة.

٧٠٨٨ ـ قتادة بن قيس (٤) بن حبشي الصدفي.

عداده في الصحابة ، ولا يعرف له رواية ، شهد فتح مصر ، وله ذكر وخطّة. هكذا ذكره ابن مندة ، فقال : قاله لي ابن سعد بن عبد الأعلى. انتهى.

ولم أر في تاريخ أبي سعيد قوله عداده في الصحابة ، وزاد أن محرس قتادة بالصدف يعرف به ، وجنان قتادة التي قبليّ بركة المعافر تعرف بجنان الحبش ، قال : وبه تعرف أيضا بركة الحبش ، كأنها نسبت إليه فقيل لها بركة بن حبشي ، ثم خفف.

٧٠٨٩ ـ قتادة (٥) بن ملحان القيسي :

__________________

(١) الثقات ٣ / ٣٤٥ ، العقد الثمين ٧ / ٦١.

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٧٣) ، الاستيعاب ت (٢١٢٩) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٣٣ ، ٧٥٥ ، الثقات ٣ / ٣٤٥ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٨٥.

(٣) سقط في أ.

(٤) أسد الغابة ت (٤٢٧٤).

(٥) أسد الغابة ت (٤٢٧٦) ، الاستيعاب ت (٢١٣٠) ، الثقات ٣ / ٣٤٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٣٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٥٣ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٢٢ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٥٠ ، الكاشف ٢ / ٣٩٧ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٧ ، العقد الثمين ٧ / ٦٢ ، الطبقات ٦٤ ، ١٨١ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٨٥ ، تراجم الأحبار ٣ / ٢٨٤ ، بقي بن مخلد ٤٥٩.

٣١٦

قال البخاريّ ، وابن حبّان : له صحبة ، يعد في البصريين. روى همام ، عن أنس بن سيرين ، عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان ، عن أبيه ، وقال أبو الوليد : وهم (١) فيه ابن سعد ، فقال عن عبد الملك بن المنهال ، عن أبيه.

قلت : ومتن الحديث في صوم أيام البيض أخرجه أبو داود من طريق همام أيضا ، والبغويّ ، وأخرج ابن شاهين من طريق سليمان التيمي ، عن حيان بن عمرو ، قال : مسح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجه قتادة بن ملحان ثم كبر ، فبلي منه كلّ شيء غير وجهه ، قال : فحضرته عند الوفاة ، فمرت امرأة فرأيتها في وجهه كما أراها في المرآة.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. روى عنه ابنه عبد الملك ، وأبو العلاء بن الشخّير ووقع في بعض الطرق عبد الملك بن قدامة ، بدل قتادة وفي بعضها ابن المنهال والأول أصوب.

٧٠٩٠ ـ قتادة بن موسى الجمحيّ : قال محمد بن سلام الجمحيّ أخبرني بعض أهل العلم من أهل المدينة أن قتادة هذا هجا حسان بن ثابت بأبيات ونحلها أبا سفيان بن عبد المطلب ، فذكرها.

وقال المرزبانيّ : مخضرم : يعني أدرك الجاهلية والإسلام ، وعلى هذا فهو صحابي ، لما ذكر أنه لم يبق في حجة الوداع من قريش أحد إلا أسلم وشهدها.

٧٠٩١ ـ قتادة بن النعمان (٢) بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأوسي ثم الظفري

__________________

(١) في الطبقات : بعد أن أورد الحديث بروايتين : وقال محمد بن سعد والحديث كأنه واحد ، ولكن سلمان أبو داود اضطرب في إسناده وفي الحديثين جميعا. والحديث ما رواه عفان.

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٧٧) ، الاستيعاب ت (٢١٣١) ، مسند أحمد ٤ / ١٥ ، ٦ / ٣٨٤ ، طبقات ابن سعد ١ / ١٨٧ ، ٢ / ١٩٠ ، ٣ / ٤٥٢ ، ٤٥٣ ، طبقات خليفة ٨١ ، ٩٦ ، تاريخ خليفة ١٥٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٨٤ ، ١٨٥ ، تاريخ الفسوي ١ / ٣٢٠ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٣٢ ، المستدرك ٣ / ٢٩٥ ، ٢٩٦ ، الاستبصار ٢٥٤ ، ٣٥٧ ، تاريخ ابن عساكر ١٤ / ٢٠٠ ، تهذيب الكمال ١١٢٣ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٥٠ العبر ١ / ٢٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣١٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، خلاصة تذهيب الكمال ٣١٥ ، كنز العمال ١٣ / ٥٧٤ ، شذرات الذهب ١ / ٣٤ ، نسب قريش ٢٧ ، طبقات خليفة ت ١٩٧٣ ، المحبر ١٧ ، ٤٦ / ١٠٧ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٩٤ ، التاريخ الصغير ١ / ١٤٢ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٤٥ ، أنساب الأشراف ٣ / ٦٥ ، جمهرة أنساب العرب ١٩ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٢٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢ / ٥٩ ، تهذيب الكمال ١١٢٥ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣١١ ، العبر ١ / ٦١ ، تذهيب التهذيب ٣ / ١٥٧ ، مرآة الجنان ١ / ١٣٨ ، البداية والنهاية ٨ / ٧٨ ، العقد الثمين ٧ / ٦٧ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٦١ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٧١ ، شذرات الذهب ١ / ٦١ ، الثقات ٣ / ٣٤٤ ، الطبقات الكبرى ١ / ١٧٨ ، ٢ / ١٩٠ ، ٣ / ٤١٥ ، ٩ / ١٥٧ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٣٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٢٣ ، تهذيب

٣١٧

أخو أبي سعيد الخدريّ لأمه ، أمهما أنيسة بنت قيس النجارية ، مشهور ، يكنى أبا عمرو الأنصاري يكنونه أبا عبد الله ، وقيل كنيته أبو عثمان.

قال البخاريّ : له صحبة. وقال خليفة ، وابن حبان ، وجماعة : شهد بدرا ، وحكى ابن شاهين ، عن ابن أبي داود ـ أنه أول من دخل المدينة بسورة من القرآن ، وهي سورة مريم.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحاديث. روى عنه أخوه أبو سعيد الخدريّ ، وابنه عمر بن قتادة ، ومحمود بن لبيد ، وآخرون.

وأخرج البغويّ وأبو يعلى عن يحيى الحمّاني عن ابن الغسيل ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن قتادة بن النعمان ـ أنه أصيبت عينه يوم بدر ، فسالت حدقته على وجنته ، فأرادوا أن يقطعوها ، فقالوا : لا ، حتى نستأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستأمروه ، فقال : «لا» ثم دعا به فوضع راحته على حدقته ثم غمزها فكان لا يدرى أي عينيه ذهب.

ومن طريق يعقوب بن محمد الزهري ، عن إبراهيم بن جعفر ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن جدّه ـ أنه سالت عينه على خدّه يوم بدر فردّها ، فكانت أصحّ عينيه ، قال عاصم : فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال :

تلك المكارم لا قعبان من لبن

شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (١)

[البسيط]

وجاء من أوجه أخر أنها أصيبت يوم أحد ، أخرجه الدار الدّارقطنيّ ، وابن شاهين ، من طريق عبد الرحمن بن يحيى العذري ، عن مالك ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن قتادة بن النعمان ـ أنه أصيبت عينه يوم أحد ، فوقعت على وجنته فردّها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكانت أصحّ عينيه.

وأخرجه الدار الدّارقطنيّ ، والبيهقي في «الدلائل» ، من طريق عياض بن عبد الله بن أبي سرح ، عن أبي سعيد الخدريّ ، عن قتادة أنّ عينه ذهبت يوم أحد ، فجاء النبيّ صلّى الله عليه

__________________

التهذيب ٨ / ٣٥٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٢٢ ، العبر ١ / ٢٧ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٥١ ، أزمنة التاريخ الإسلامي ٨٠٩ ، عنوان النجابة ١٤٤ ، الكاشف ٢ / ٣٩٧ ، شذرات الذهب ١ / ٣٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧١ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٣١ ، الاستبصار ١٢٨ ، ٢٣٨ ، ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٦ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ ، صفة الصفوة ١ / ٤٦٣ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤١٣ الطبقات ٨١ ، ٩٦ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٨٤ ، البداية والنهاية ٣ / ٢٩١ ، ٤ / ٣٤ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٠ ، بقي بن مخلد ٢٣٤ ، التعديل والتجريح ١٢٥٠.

(١) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة (٢١٣١) ، أسد الغابة ترجمة (٤٢٧٧).

٣١٨

وآله وسلم فردّها ، فاستقامت ، وساقها ابن إسحاق عن عاصم بن قتادة مطوّلة مرسلة.

وذكر الواقديّ أنه كان معه يوم حنين ، وأنه من ظفر وأخرج أحمد من طريق سعيد بن الحارث ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد في قصة ساعة الجمعة ، قال : هاجت السماء ، فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لصلاة العشاء ، فبرقت برقة ، فرأى قتادة بن النعمان ، فقال : ما السري يا قتادة؟ قال : يا رسول الله ، إن شاهد العشاء قليل ، فأحببت أن أشهدها. قال : فإذا صليت فأت ، فلما انصرف أعطاه العرجون ، قال : خذ هذا فسيضيء لك ، فإذا دخلت البيت ، ورأيت سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم ، فإنه شيطان.

وأخرج هذه القصة الطّبرانيّ من وجه آخر ، وقال : إنه كان في صورة قنفذ.

مات في خلافة عمر فصلّى عليه ونزل في قبره ، وعاش خمسا وستين سنة ، قاله ابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وغيرهما.

٧٠٩٢ ـ قتادة الرهاوي : والد هشام ، يقال إنه الجرشي ، واسم أبيه عباس ، كما تقدم.

قال البخاريّ : له صحبة ، قال : وقال أحمد بن أبي الطيب : حدثنا قتادة بن الفضل بن عبد الله الرهاوي ، أخبرني أبي ، عن عمه هشام بن قتادة ، عن قتادة ، قال : لما عقد لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذت بيده فودعته ، فقال : جعل الله التقوى زادك ، وغفر ذنبك ، ووجّهك للخير حيثما تكون.

ورواه البغوي والطبراني من طريق علي بن بحر القطان ، عن قتادة بن الفضل ، مثله. ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن علي بن بحر مثله. وقال أبو حاتم : له صحبة. وقال البغوي : لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث. انتهى.

وقد أخرجه ابن شاهين ، والطبراني ، من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد ، عن قتادة بن الفضل بهذا الإسناد في الأمر بالغسل عند الإسلام وحلق الشعر والاختنان ، وعند الطبراني بهذا الإسناد حديث آخر. وفي فوائد محمد بن أيوب بن الصموت المصري ، عن أبي أمية الطّرسوسي ، عن أحمد بن عبد الملك بالسند المذكور إلى هشام بن قتادة ، عن قتادة بن عباس الجرشي ـ رفعه : لا يزال العبد في فسحة من الله ما لم يشرب الخمر .. الحديث.

قال ابن السّكن : قتادة الرهاوي الجرشي يقال له صحبة ، مخرج حديثه عن ولده ، وليس يروى إلا من هذا الوجه.

٧٠٩٣ ـ قتادة الأسدي :

٣١٩

ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة ، روى من طريق ابن إسحاق عن أبان بن صالح الأسدي ، أسد خزيمة : قال : قلت : يا رسول الله ، عندي ناقة أهديها؟ قال : لا تجعلها والها. وفي هذا الإسناد انقطاع.

٧٠٩٤ ز ـ قتادة (١) أخو عرفطة : تقدّم ذكره في أوس بن ثابت.

٧٠٩٥ ـ قتادة ، والد يزيد (٢) :

ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في كتاب المصابيح في الصحابة ، وأخرج من طريق أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي هلال المزني ـ أن يزيد بن قتادة حدّث أنّ رجلا من أهله مات وهو على غير الإسلام ، قال : فورثته أختي دوني ، وكانت على دينه ، وإن أبي أسلم وشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حنينا ، فمات فأحرزت ميراثه وكان نخلا ، ثم إنّ أختي أسلمت فخاصمتني في الميراث إلى عثمان فحدّثه عبد الله بن الأرقم أنّ عمر قضى أنّ من أسلم على ميراث قبل أن يقسم فله نصيبه ، فشاركتني.

وأخرجه المستغفريّ من طريق يحيى. وكذا أخرجه أبو مسلم الكجي ، من طريق أيوب. وأورده الطّبرانيّ من هذا الوجه في ترجمة مرثد بن قتادة ، وسمّى أبا هلال حسان بن ثابت. وصحبة قتادة أصرح (٣) من صحبة يزيد في هذا الحديث.

القاف بعدها الثاء

٧٠٩٦ ـ قثم بن العباس (٤) بن عبد المطلب بن هاشم ، أخو عبد الله بن العباس وإخوته أمه أم الفضل.

قال ابن السّكن وغيره : كان يشبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا يصحّ سماعه منه ، قال : وقال علي : كان قثم أحدث الناس عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وأخرج البغوي من طريق سماك بن حرب ، عن قابوس بن مخارق. قال : قالت أم الفضل للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضائك قال : خيرا رأيت ، تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن ابنك قثم فولدت الحسن ... الحديث.

فهذا يدل على أن الحسن أصغر من قثم ، وأن الّذي قبله يدلّ على أن سنّه كان في آخر

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٧١).

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٧٨).

(٣) في أأخرج.

(٤) أسد الغابة ت (٤٢٧٩) ، الاستيعاب ت (٢١٩٠) ، طبقات ابن سعد ٧ / ٣٦٧.

٣٢٠