مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزه - ج ١

المنصور بالله عبدالله بن حمزة

مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزه - ج ١

المؤلف:

المنصور بالله عبدالله بن حمزة


المحقق: عبدالسلام بن عباس الوجيه
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٥
الجزء ١ الجزء ٢

[إمامة الحسن والحسين]

فهذا ما أمكن على وجه الاختصار من إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام وتقديمه باستحقاق الخلافة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل ، فإذا قد فرغنا من ذلك فلنتكلم في إمامة الحسن والحسين عليهما‌السلام ، والدليل في ذلك قوله تعالى في إبراهيم عليه‌السلام : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة : ١٢٤] ، وقد وقع الإجماع من علماء الأمة على إجابة دعوة إبراهيم عليه‌السلام ، فإن قوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) استثناء لإخراج الظالمين بعد إجابة الدعوة ، فقد جعل الله الإمامة لمن لم يدخل في زمرة الظالمين من ولد إبراهيم ، ولم تقع العصمة فيمن علمنا من ولد إسماعيل إلا لمحمد وعلي وفاطمة وابنيها سلام الله عليهم أجمعين.

فإذا قد صحت الإمامة لهم بدعوة إبراهيم على القطع عليه‌السلام شفعنا ذلك بقوله تعالى : (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور : ٢١] ، وهما سلام الله عليهما ممن آمن أهلها واتباعهم بإيمان فلحقا بهم ، وقد استحق أبواهما محمد وعلي سلام الله عليهما الإمامة ، فلما شركهما هذان في شروط الإمامة استحقاقها لحقا بهما في استحقاقها والقيام بها ، فقد قاما سلام الله عليهما ؛ ومما يدل على ذلك قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما» وهذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول وبلغ حد التواتر فصح الاحتجاج به ، وهذا نص صريح في إمامتهما عليهما‌السلام ، وإشارة قوية إلى إمامة أبيهما ؛ إذ لا أحد خير من الإمام إلا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٤٤١

وقد ثبت أن عليا عليه‌السلام لا يستحق النبوة فبقيت الإمامة بطريقة الأولى.

وقد روينا عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال في كل واحد منهما : «إن ابني هذا سيد» والسيد إذا أطلق أفاد الإمامة ، فإذا أضيف أفاد ما أضيف إليه ، ولهذا يقال : هذا سيد هذا العبد ، وهذه الأمة وهؤلاء القوم تفيد المالك للتصرف فيهم ، فإذا أطلق أفاد التصرف في الكافة وهو معنى الإمامة ، ولأن الأمة أطبقت على إمامتهما إلا من لا يعتد به (الحشوية) الذين لم يفصلوا بين الخلافة والملك ، فهم ساقطون عند المحصلين من الأمة ، إذ المعلوم من رجال العلماء في الطبقات الأولى ، والعصور المتوسطة والمتأخرين ، إخراج المتغلبين من الظلمة عن استحقاق الإمامة بمجرد الغلبة.

هذا أبو حنيفة رحمة الله عليه كتب إلى محمد بن عبد الله عليه‌السلام أما بعد .. فإذا أظهرك الله على آل عيسى بن موسى فسر فيهم سيرة أبيك في أهل صفين فإنه قتل المدبر ، وأجهز على الجريح ، ولا تسر فيهم سيرته في أهل الجمل ، فإنه لم يقتل المدبر ، ولا يجهز على الجريح ، فوجد الكتاب فكتمه أبو جعفر حتى انقضت حرب إبراهيم وسكن الناس فأشخصه إلى بغداد فسقي شربة بسمّ فمات منها فهو شهيد في حياة أهل البيت ، وقام عليه رجل فقال : يا أبا حنيفة ما ابتغيت الله في فتواك أخي بالخروج مع إبراهيم بن عبد الله فقتل؟ فقال : قتل أخيك مع إبراهيم خير له من الحياة. قال : فما منعك أنت من الخروج؟ قال : ودائع للناس عندي.

وسأله رجل في تلك الأيام عن الحج والخروج إلى إبراهيم عليه‌السلام فقال : غزوة خير من خمسين حجة.

وممن خرج مع إبراهيم عليه‌السلام ، طبقات أهل الحديث في عصره : شعبة بن

٤٤٢

الحجاج (١) ، وهشام بن سيرة (٢) ، وعباد بن العوام (٣) ، ويزيد بن هارون (٤) في آخرين وميلنا إلى الاختصار.

وقيل لمالك بن أنس (٥) رحمه‌الله تعالى : إن في أعناقنا لأبي جعفر يمينا ، وقد دعا

__________________

(١) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي ، الواسطي البصري [٨٢ ـ ١٦٠ ه‍] أبو بسطام ، محدث ، مفسر ، حافظ ، ولد ونشأ بواسط ، وسكن البصرة ، وأخباره وآثاره معروفة مشهورة. ذكره ابن عساكر في (تأريخ دمشق) ، والمزني في (تهذيب الكمال) ، وابن العماد الحنبلي في (الشذرات) فيمن روى عن الإمام زيد بن علي عليه‌السلام ، وكان إذا حدث عن الإمام زيد يقول : سمعت سيد الهاشميين ، وكان من الموالين لآل البيت عليهم‌السلام خرج مع الإمام إبراهيم بن عبد الله ، وكان إذا سئل عن الخروج مع إبراهيم قال : أتسألوني عن الخروج مع ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهي بدر الصغرى ، وعدّه في (الجداول) و (الطبقات) من ثقات محدثي الشيعة ، وعدّه ابن قتيبة في رجال الشيعة ، توفي بالبصرة لثلاث بقين من جمادى الآخرة. ومن مؤلفاته : (تفسير القرآن الكريم) ، كتاب (الغرائب في الحديث).

المصادر : انظر أعلام المؤلفين الزيدية وفهرست مؤلفاتهم بترجمة رقم (٤٧٦).

(٢) هشام بن سيرة : لم أجد له ترجمة.

(٣) عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر بن مصعب بن جندل الكلابي ، أبو سهل الواسطي مولى أسلم بن زرعة الكلابي. اتفق على جلالته وصدقه ، وروى عن إسماعيل بن أبي خالد ، وحجاج بن أرطاة ، وأشعث بن سوّار ، وغيرهم. وعنه : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع ، والحسن بن عرفة ، وغيرهم.

قال السيد صارم الدين في (الفلك الدوار) : كان من الأعلام ، حبسه الرشيد على التشيع زمانا ثم خلى عنه ، روى عنه الجماعة. وقال ابن سعد : كان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا ، ثم خلى عنه فأقام ببغداد ، وقال الذهبي : أظنه خرج مع إبراهيم فلذلك سجنه ، قال محقق (الفلك) : نعم خرج مع إبراهيم وكان أحد قواده. كما في (مقاتل الطالبيين) ص ٣٦٣ ـ ٣٦٤. وروى أبو الفرج في (المقاتل) ص ٣٦٢ عن رحمويه قال : قال المهدي لابن علاثة : أبغي قاضيا لمدينة الوضّاح قال : قد أصبته عباد بن العوام. فقال له : وكيف مع ما في قلوبنا عليه. وقال رحمويه : هدم الرشيد دار عباد بن العوام ومنعه الحديث ، ثم أذن له بعد. توفي سنة ١٨٥ ه‍ ، انظر : (الفلك الدوار) ص ٩٥ طبعة أولى ، و (تهذيب الكمال) ١٤ / ١٤٠ ـ ١٤٤ وبقية المصادر فيهما.

(٤) يزيد بن هارون بن زاذان بن ثابت السلمي ، أبو خالد الواسطي ، محدث شهير ، روى عن أبان بن أبي عياش ، وإسماعيل بن خالد ، وبقية بن الوليد ، وهشيم بن بشير ، وجماعة كبيرة. وعنه : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع ، والحسن بن علي بن راشد الواسطي ، وابن المديني ، وأمة. أجمعوا على توثيقه ، وصدقه ، وعبادته. هو وهشيم بن بشير. قيل : مات سنة ٢٠٦ ه‍ ، وولد سنة ١١٧ ه‍.

انظر : (تهذيب الكمال) ٣٢ / ٢٦١ ـ ٢٧٠.

(٥) مالك بن أنس : تقدمت ترجمته.

٤٤٣

محمد بن عبد الله فما ترى؟ فقال : ففروا إليه إنكم حلفتم مكرهين وليس على مكره يمين.

وللشافعي محمد بن إدريس (١) رضي الله عنه مشهور القيام والدعاء إلى يحيى بن عبد الله عليه‌السلام في أربعة عشر فقيها منهم : مخول بن إبراهيم (٢) ، وعبد ربه بن علقمة ، وسعيد بن حبيبي (٣) ، وفليت بن إسماعيل ومرادنا الاختصار.

فهؤلاء فقهاء الأمصار كما ترى لا يرون إمامة لظالم لنفسه ولا لغيره ، ولا بإطلاق الاسم عليه في الدعوة المجابة ، وإنما يذهب إلى إمامة من لا يستحقها من أخذ الدنيا بالدين ولا خلاق له في الآخرة ، فلا يعد خلافهم خلافا وإن كبرت جماعتهم ، فهذا هو الكلام في إمامتهما عليهما‌السلام على وجه الاختصار.

[الإمامة مقصورة في ذرية الحسنين]

وإذا قد فرغنا من الكلام في إمامتهما فلنتكلم في أن الإمامة مقصورة في ذريتهما من سار سيرتهما ، وهدى وسلك منهاجهما ، وجمع خصال الفضل التي يصلح معها لتقويم أمر الأمة وسياستهما.

الدليل على ذلك قوله تعالى : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما

__________________

(١) محمد بن إدريس : تقدمت ترجمته.

(٢) مخول بن إبراهيم بن راشد بن مخول بن راشد النهدي ، الكوفي ، ذكره السيد صارم الدين الوزير في (الفلك الدوار) فقال : إنهم قالوا : إنه رافضي بغيض ، صدوق في نفسه. وقال ابن حجر : ثقة ، نسب إليه التشيع ، وقال أبو داود : شيعي ، ونقل ابن حجر عن العجلي أنه قال : من غلاة الكوفيين ، والذي في (تأريخ الثقات) للعجلي : من علية شيوخ الكوفيين ، انظر : الفلك الدوار ١٤٧ ، ثقات العجلي ٤٢٢ ، (تهذيب التهذيب) ١٠ / ٧١.

(٣) لعله سعيد بن جبير.

٤٤٤

جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) [الحج : ٧٨] ، ووجه الاستدلال لهذه الآية أن هذا أمر والأمر يقتضي الوجوب.

أما أنه أمر فظاهر لأن فيه صيغته وشرطه ، وأما أن الأمر يقتضي الوجوب لقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) [النور : ٦٣] ، والوعيد لا يقع إلا في ترك الواجب ، فإن قيل : هذا عام في ولد إبراهيم عليه وعليهم‌السلام. قلنا : المعلوم ضرورة أن اليهود والنصارى لا يرادون بذلك ؛ لأنهم أعداء الإسلام فهم ممن أمر الصالح بجهادهم ، وبقي المسلمون من قريش وغيرهم من ولد إبراهيم داخلون تحته ، فإن قيل : الجهاد يلزم والمسلمون من ولد إبراهيم جميعا. قلنا : الجهاد لا يقع بالناس فرضا لأن الإجماع قد انعقد أن لا بد من رئيس لكل جيش محارب ، فيتضمن وجوب المجاهدة ووجوب نصب الإمام ، فإذا قد وجب نصب الإمام منهم ، وقد قال قائل : هي في قريش وخالفهم العترة بالمنع من ذلك ، وأجمعوا معهم في جواز الإمامة فيهم ، فقد وقع التسليم فيهم والنزاع في غيرهم ، وكانت الإمامة فيهم بالإجماع الذي أكد الدلالة ؛ لأن الناس في الأمة على ثلاثة أقوال : منهم من جعلها في الناس كلهم وهم الخوارج ، فمن أجازها في الناس كلهم فقد أجازها في ولد الحسن والحسين ؛ إذ هم من الناس بل من خيرهم.

ومن الناس من جعلها في قريش وهم المعتزلة ومن قال بقولهم ، ومن أجازها في قريش فقد أجازها في ولد الحسن والحسين ؛ إذ هم من قريش بل من خيرهم.

ومن أجازها في ولد الحسن والحسين أخذ بالإجماع ، وتنكب سبيل أهل الخلاف وذلك بعد بطلان قول أصحاب النص ، والدليل على بطلان قولهم أن التعبد بالإمامة عام ودعواهم في النص خاص ، والتكليف بما لا يعلم أقبح من التكليف بما لا يطاق ، والتكليف بما لا يطاق قبيح ، والله تعالى لا يفعل القبيح ، أما أنه لا يفعله فلعلمه

٤٤٥

بقبحه وغناه عنه وعلمه باستغنائه عنه ، وأما أن التكليف بما لا يطاق قبيح فمعلوم ضرورة ، فلو كان النص صحيحا لوجب ظهوره بحيث يعلمه الكافة ولا سبيل إلى ادعاء علمه فضلا عن وقوعه إذ يستحيل على وجود ما لم يوجد.

ومن (تفسير الثعلبي) بإسناده عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : نحن حبل الله الذي قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران : ١٠٣] وروايته مقبولة (١).

ومن (مناقب الفقيه ابن المغازلي) رفعه إلى أبي ذر الغفاري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» (٢) وهذا الخبر أيضا مما تلقته الأمة بالقبول فصح أن يحتج به ، وإذا قد علمنا أن أمة نوح كلها هلكت إلا من ركب السفينة ، فكذلك هذه الأمة إلا من تمسك بالعترة ، وجب على الأمة الرجوع إليهم ، وإذا لم يكن الرجوع إليهم عموما

__________________

(١) الحديث في (شواهد التنزيل) للحافظ الحسكاني ج ١ / ص ١٣١ برقم (١٨٠) بسنده عن حسن بن حسين ، عن أبي حفص الصائغ ، عن جعفر بن محمد في قوله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) قال : نحن حبل الله ، وهو في مصادر أخرى منها تفسير الثعلبي.

(٢) الحديث أشار إليه السيد صارم الدين الوزير في كتاب (الفلك الدوار) وقال محققه : أخرجه الإمام الهادي في (الأحكام) ٢ / ٥٥٥ بلاغا. وأخرجه الإمام أبو طالب في (الأمالي ١٠٥) ، والإمام المرشد بالله في (الأمالي الخميسية) ١ / ١٥١ ، ١٥٦ ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ١٣٣ ، والحموي في فرائد السمطين ٢ / ٢٤٦ ، برقم (٥١٩) ، والطبراني في الكبير ٣ / ٤٥ ، برقم (٢٦٣٦) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٥١ ، ٢ / ٣٤٣ ، عن أبي ذر الغفاري ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٤ / ٣٠٦ ، والطبراني في الكبير ١٢ / ٣٤ ، برقم (١٢٣٨٨) ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ١٣٢ ، والطبراني في (ذخائر العقبى) ٢٠ ، وقال : أخرجه الملا عن ابن عباس ، وأخرجه الإمام المرشد بالله في (الأمالي الخميسية) ١ / ١٥٤ ، والطبراني في الصغير ٢ / ٨٥ برقم (٨٥٢) عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه الإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة المطبوعة من المجموع ٤٦٤ ، والطبري في (ذخائر العقبى) ٢٠ ، عن علي ، وقال : أخرجه ابن السري. وأخرجه الخطيب البغدادي في (تأريخ بغداد) ١٢ / ٩١ ، عن أنس بن مالك. وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) ٢٣٣ ، عن سلمة بن الأكوع بألفاظ مختلفة.

٤٤٦

فليقع إلى الصالح ، ولا بد للصالحين من إمام يكون هو والمفزع إليه والمرجع والكل كالمضاف إليه.

ومما يزيد ذلك وضوحا ما رويناه من حديث الثقلين ، وقد ورد ذلك من طرق شتى وصح تواتره ، وقد روي في الصحاح وغيرها من الكتب المأثورة والنقل المقبولة عند الأمة.

وقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : اعلموا أيها الناس أن العلم الذي أنزل الله تعالى على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيكم فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة هؤلاء مثلها فيكم ، وهم كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة ، وهم باب حطة من دخله غفر له ، خذوا عني عن خاتم المرسلين ، حجة من ذي حجة ، قالها في حجة الوداع : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (١).

__________________

(١) الحديث كذلك في (الفلك الدوار) قال محققه ص ٩ ما لفظه : حديث : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي» روي بألفاظ مختلفة ، فممن أخرجه ، وفيه لفظ العترة : الإمام زيد بن علي عليهما‌السلام في (المجموع) ٤٠٤ ، والإمام علي بن موسى الرضا في (الصحيفة) ٤٦٤ ، والدولابي في (الذرية الطاهرة) ١٦٦ رقم (٢٨٨) ، والبزار ٣ / ٨٩ رقم ٨٦٤ ، عن علي عليه‌السلام ، وأخرجه مسلم ١٥ / ١٧٩ ، والترمذي ٥ / ٦٢٢ رقم (٣٧٨٨) ، وابن خزيمة ٤ / ٦٢ رقم (٢٣٥٧) ، والطحاوي في مشكل الآثار ٤ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ، وابن أبي شيبة في (المصنف) ٧ / ٤١٨ ، وابن عساكر في (تأريخ دمشق) ٥ / ٣٦٩ «تهذيبه» ، والطبري في (ذخائر العقبى) ١٦ ، والبيهقي في (السنن الكبرى) ٧ / ٣٠ ، والطبراني في الكبير ٥ / ١٦٦ رقم (٤٩٦٩) ، والنسائي في (الخصائص) ١٥٠ رقم (٢٧٦) ، والدارمي ٢ / ٤٣١ ، وابن المغازلي الشافعي في (المناقب) ٢٣٤ ، ٢٣٦ ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٦٧ ، وابن الأثير في ـ

٤٤٧

فقد رأيت أيدك الله ما تضمن هذا الخبر من وجوب المبايعة لهم ، والانقياد لأمرهم ، والتمسك بهم ، فإذا كان هذا في عمومهم ، فهو في خصوصهم وأعيانهم ، وأئمتهم أولى بطريقة الأولى وهي أقوى معتمد في الشرعيات ، والإمامة شرعية فتفهم ذلك موفقا إن شاء الله تعالى.

[اختلاف الناس في الإمامة وحكم من تقدم]

وقد جاءنا سؤال فيما تقدم عن بعض ما نحن بصدده فأجبنا على وجه الاختصار ، ورأينا أن نورد إليك المسألة مجردة لعل الله ينفع بها وهي هذه :

سألت أيدك الله عن اختلاف الناس في الإمامة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتقدم من تقدم على علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

اعلم أن الأمة مختلفة في الإمامة ، فمنهم من أثبتها في أعيان مخصوصة في النص في أهل بيت النبوة عليهم‌السلام وهم الإمامية ومن حذا حذوهم ، وهم مختلفون في أصل

__________________

(أسد الغابة) ٢ / ١٢ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٨ وصححه وأقره الذهبي ، عن زيد بن أرقم. وأخرجه عبد بن حميد ١٠٧ ـ ١٠٨ «المنتخب» ، وأحمد ٥ / ١٨٢ ، ١٨٩ ، والطبراني في الكبير ٥ / ١٦٦ ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير ١٥٧ رقم (٢٦٣١) ، ورمز له بالتحسين ، وهو في كنز العمال ١ / ١٨٦ برقم (٩٤٥) وعزاه إلى ابن حميد وابن الأنباري عن زيد بن ثابت. وأخرجه أبو يعلى في المسند ٢ / ١٩٧ ، ٣٧٦ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ١٧٧ ، والطبراني في الصغير ١ / ١٣١ ، ١٣٥ ، ٢٢٦ ، وأحمد في المسند ٣ / ١٧ ، ٦ / ٢٦ ، وهو في كنز العمال ١ / ١٨٥ برقم (٩٤٣) ، وعزاه إلى البارودي ، ورقم (٩٤٤) وعزاه إلى ابن أبي شيبة وابن سعد ، وأبي يعلى ، عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد ٨ / ٤٤٢ ، وهو في الكنز ١ / ١٨٩ ، وعزاه إلى الطبراني في الكبير ، عن حذيفة بن أسيد. وأخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٦٢١ برقم (٣٧٨٦) ، وذكره في كنز العمال ١ / ١١٧ برقم (٩٥١) ، وعزاه إلى ابن أبي شيبة ، والخطيب في المتفق والمفترق ، عن جابر بن عبد الله.

٤٤٨

النص ، وفي صورته ، وكيفيته اختلافا كثيرا ، ومنهم من اعتبر منصبا مخصوصا وهم الزيدية والمعتزلة.

فقالت الزيدية : هي في ولد الحسن والحسين عليهما لسلام بشرائط ، واختلفوا في طريقها ، فقالت الزيدية : طريقها الدعوة ، وقالت المعتزلة : طريقها العقد ولم يختلفوا في الشرائط.

وذهبت الخوارج إلى أن الإمامة في الناس كلهم ما صلحوا لذلك ، عربهم وعجمهم في ذلك سواء وطابقهم النظام في طوائف.

فهذا أصل الاختلاف في الإمامة وله فروع يطول شرحها ولا يمكن في الحال ذكرها.

ومذهبنا أنها في ولد الحسن والحسين عليهما‌السلام محصورة ، والدليل على ذلك أنها شرعية فدليلها شرعي وهو الإجماع على جوازها فيهم ، وعدم الإجماع على جوازها فيمن سواهم فوجب حصرها فيهم.

وقول أهل النص باطل لأنه غير معلوم ، والتعبد بالإمامة عام فلو صح لعلم ، ولا تجوز الإمامة في الناس كلهم ؛ لأنه لا دليل عليه وما لا دليل عليه لا يكون مذهبا صحيحا لأن المذهب دعوى فلا يصح بغير دليل.

وأما الإمامة في علي عليه‌السلام فهي ثابتة بالنص فيه وفي ولديه عليهم‌السلام ، والنص عليهم معلوم ، والأمة بين محتج به ومتأول له ، وتقدم من تقدم على علي عليه‌السلام من جملة الأحداث بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التي أخطأ راكبها ، ولسنا نعلم قدر عقوبة ذلك الخطأ عند الله سبحانه ؛ لأن الخطيئة الكبيرة قد تصغر بقدر عظم صاحبها وتقدم إحسانه ، كما نعلم من إقالة أهل الكرامة الهفوات والعثرات ، والتجاوز عنهم من

٤٤٩

فارط السيئات ، بخلاف من لا حق له ولا مكان.

وقد كان المتقدم على علي عليه‌السلام من أعظم الناس على الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أهل بيته حقا ، وأقفاهم لآثاره ، وهم خلة أصحابه وخيارهم ومنهم صاحبه وناصره ، ومنهم ظهره ولهم حرمة ، وقد أقدموا على ما لم يوسع لهم في ارتكابه ولا قام لهم دليل بجوازه ، فإن عفا الله عنهم فأهل العفو وهم أقمن الناس به ، وإن عاقبهم فما ربك بظلام للعبيد.

فهذا ما عندنا في هذه المسألة مجملا فتفهمها موفقا ، فقد رأينا أن نجعل لك هذه المسألة كالأصل لما بعده ، ولا يمكن أحد أن تصح دعواه على أحد من سلفنا الصالح عليهم‌السلام أنهم نالوا من الصحابة رضي الله عنهم أو سبوهم ، بل يعتقدون فيهم أنهم قبل الإحداث أنهم خير خلق الله بعد محمد وعلي وولديهما صلوات الله عليهم وعلى الطيبين من آلهم ، ويقولون قد أخطئوا بالتقدم على علي عليه‌السلام وعصوا بذلك معصية قدرها إلى الله سبحانه والخطأ لا يبرأ منه إلا الله تعالى ، وقد عصى آدم ربه فغوى ؛ فإن حاسبهم فبذنب قدموه ، وإن عفا عنهم فهو أهل العفو وهم يستحقون بحميد سوابقهم ، ولا يعدلون بعلي عليه‌السلام أحدا لأدلة تواترت عندهم لم نحب إيراد شيء منها ؛ لأنا ألزمنا نفوسنا أن لا نحتج على الأمة إلا بنقلها وما هو موجود بين ظهرانيها ، ثم ذكرنا من الموجود عندها القليل من الكثير ، وضوء البارق يشير بالنوء المطير.

من ذلك حديث البساط رواه ابن المغازلي الفقيه الشافعي الواسطي في مناقبه ، رويناه عنه ورفعه بإسناده إلى أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بساط من خزف فقال لي : «يا أنس ابسطه فبسطته ، ثم قال : ادع العشرة. فدعوتهم ، فلما دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثم دعا عليا فناجاه طويلا ، ثم

٤٥٠

رجع ، ثم جلس على البساط ، ثم قال : يا ريح احملنا. فحملنا الريح قال : فإذا البساط يدف بنا دفا ، ثم قال : يا ريح ضعينا ، ثم قال : تدرون في أي مكان أنتم؟ قلنا : لا. قال: هذا موضع أصحاب الكهف والرقيم قوموا فسلموا على إخوانكم. قال : فقمنا رجلا رجلا فسلمنا عليهم ، فلم يردوا علينا السلام ، فقام علي بن أبي طالب فقال : السلام عليكم معاشر الصديقين والشهداء. فقالوا : عليك السلام ورحمة الله وبركاته قال : فقلت : ما لهم ردوا عليك ولم يردوا علينا فقال لهم علي : ما بالكم لا تردوا على أصحابي؟ فقالوا : إنا معاشر الصديقين والشهداء لا نكلم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا. قال : يا ريح احملينا فحملتنا تدف بنا دفا. قال : يا ريح ضعينا. فإذا نحن بالحرة ، قال : فقال علي : ندرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ في آخر ركعة ، فطوينا وأتينا وإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ في آخر ركعة : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) [الكهف : ٩] ، فتأمل معنى هذا الحديث ما أعجبه وأغربه (١).

ومنها حديث السطل روينا عنه رفعه بإسناده إلى أنس أيضا ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي بكر وعمر : «امضيا إلى علي حتى يحدثكما ما كان في ليلته ، وأنا على إثر كما ، قال أنس : فمضيا ومضيت معهما فاستأذن أبو بكر وعمر على علي. فخرج عليهما فقال أبو بكر : حدث أمر؟ قال : لا وما حدث إلا خير قال لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولعمر : امضيا إلى علي يحدثكما ما كان منه في ليلته ، وجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا علي حدثهما ما كان منك في ليلتك. قال : أستحي يا رسول الله. فقال : حدثهما إن الله لا يستحي من الحق ، فقال علي : أردت الماء للطهارة وأصبحت وخفت أن تفوتني الصلاة فوجهت الحسن طريق والحسين في طريق في طلب الماء فأبطئا علي فأحزنني ذلك ، فرأيت السقف قد انشق ، ونزل علي منه سطل مغطى

__________________

(١) أخرجه ابن البطريق في كتابه (عمدة عيون صحاح الأخبار) بعنوان (حديث البساط) صفحة ٣٧٢ برقم (٧٣٢) بإسناده إلى أنس ، قال محققه : وهو في مناقب ابن المغازلي ص ٢٣٢.

٤٥١

بمنديل ، فلما صار في الأرض نحيت المنديل عنه ، فإذا فيه ماء فتطهرت للصلاة ، واغتسلت ، وصليت ، ثم ارتفع السطل والمنديل ، والتأم السقف. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي : أما السطل فمن الجنة ، وأما الماء فمن نهر الكوثر ، وأما المنديل فمن إستبرق الجنة من مثلك يا علي في ليلته وجبريل يخدمه» (١).

ومنها حديث الشمس رفعه إلى فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إن كان علي في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس» ، فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت (٢).

وقد روي هذا الحديث بطرق منها رفع إلى أبي رافع وغيره وذكر في آخره الحديث ، فقام فصلى العصر فلما قضى صلاته غابت الشمس فإذا النجوم مشتبكة (٣).

ومنها حديث القضيب رويناه عنه ، ورفعه بإسناده إلى ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أحب أن يستمسك بالقضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله في جنة عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب» (٤).

وقد روي بطريق أخرى (٥) ، وإنما ميلنا إلى الاختصار للتنبيه والهداية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

__________________

(١) المصدر السابق ص ٣٧٥ برقم (٧٣٨) ، وقال محققه : هو في مناقب ابن المغازلي ص ٩٤.

(٢) المصدر السابق ص ٣٧٤ ـ ٣٧٥ برقم (٧٣٤) ، وهو في مناقب ابن المغازلي ص ٩٦.

(٣) المصدر السابق ص ٣٧٥ برقم (٧٣٧) ، وهو في مناقب ابن المغازلي ص ٩٨.

(٤) المصدر السابق ص ٢٧٢ برقم (٤٣٠) عن زيد بن أرقم ، وهو في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٦٤ (خ) ١٠٣٢.

(٥) التخريج السابق.

٤٥٢

ومنها حديث الوصية ، رويناه عنه ، رفعه بإسناده إلى عمار ، قال : قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله عزوجل ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل» ، فانظر رحمك الله هل كان معاوية تولاه أم عاداه أم أحبه أم أبغضه؟.

ومنها مسألة الغنى ، رويناه عنه ، ورفعه بإسناده إلى يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى عن عمه قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي من بعدي ـ يعني ابن عمه ـ» (١) والمراد بذلك غنى التقوى ، وقد كان ذلك لم يفتقرا مع التقوى إلى شيء.

ومنها حديث الكوكب ، رويناه عنه ، ورواه بإسناده إلى ثابت وأنس قال : انقض كوكب على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال رسول الله : «انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي» ، فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي ، فأنزل الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ، ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ، وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) [النجم : ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤] (٢).

فهذا كما ترى مجة من لجة ، وقطرة من مطرة ، ولو أردنا الاستقصاء لطال الشرح واتسع الميدان ، ولكنا نورد ما نرجوا أن يكون نافعا لمن نظر بعين البصيرة ، ولم يملك زمامه الهوى ، ولم يستسلم للحيرة المردية.

وكما قد وقع لك الإرهاص في حق علي عليه‌السلام فلنذكر طرفا مما يتعلق

__________________

(١) أخرجه ابن المغازلي ص ١٥٨ ـ ١٥٩ برقم (٢٨٦) ، طبعة منشورات دار مكتبة الحياة.

(٢) المصدر السابق ص ٧٨ الفصل الثاني عشر في «أن عليا وصي رسول الله» برقم (٩٥) عن ابن عباس ، وهو في مناقب ابن المغازلي في تفسير قوله : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) ص ٣١٠.

٤٥٣

بالذرية الزكية ، والعترة المرضية ، إذ ذلك من مرادنا ، وأصل اعتقادنا ، تأكيدا لما تقدم مما نصبنا عليه الأدلة في أمرهم وفي أن الإمامة فيهم ، ونرجوا من الله التوفيق والإعانة على الهداية والإثابة.

فمن ذلك ما رويناه في باب تختموا بالعقيق ، رويناه عنه ، ورفعه إلى كثير بن زيد قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم ؛ فلما بصر به قال له : يا سليمان تصدر. فقال : أنا صدر حيث جلست ، ثم قال : حدثني الصادق ، قال : حدثني الباقر ، قال : حدثني السجاد ، قال : حدثني الشهيد ، قال : حدثني التقي وهو الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : حدثني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أتاني جبريل عليه‌السلام آنفا فقال : تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولعلي بالوصية ولولديه بالإمامة ولشيعته بالجنة» ، فقال : فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له : تذكر قوما فتعلم من لا يعلم فقال : الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، والباقر بن محمد بن علي بن الحسين ، والسجاد علي بن الحسين ، والشهيد الحسين بن علي ، والوصي وهو التقي علي بن أبي طالب عليهم‌السلام (١).

ورويناه عنه ، ورفعه بإسناده إلى أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم» ، ثم التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : «هم شيعتك وأنت إمامهم» (٢).

ومن مسند ابن حنبل في معنى قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ

__________________

(١) المصدر السابق ص ٣٧٧ ـ ٣٧٨ برقم (٧٤٣) ، وهو في مناقب ابن المغازلي ص ٢٨١.

(٢) أخرجه ابن المغازلي بإسناده عن أنس بن مالك برقم (٣٣٥) ص ١٨٣ ـ ١٨٤ طبعة منشورات دار مكتبة الحياة.

٤٥٤

أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] رفعه إلى واثلة بن الأسقع قال : كان عنده قوم فذكروا عليا عليه‌السلام فشتموه فشتمته معهم ، فلما قاموا قال لي : شتمت هذا الرجل. قال : رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم. قال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قلت : بلى. قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي عليه‌السلام فقالت : توجه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجلست أنتظر حتى جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجلس ومعه علي وحسن وحسين آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل ، فأتى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهما ثوبه ، أو قال : كساءه ، ثم تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] ، ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق» (١).

وبإسناده رفعه إلى أم سلمة قالت : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيتي يوما إذ قال للخادم : «إن عليا وفاطمة عليهما‌السلام في الشدة قالت قال لي : قومي فتنحي عن أهل بيتي قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا ، فدخل علي وفاطمة ، والحسن والحسين عليهما‌السلام وهما صبييان صغيران قالت : فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبّلهما ، واعتنق عليّا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى وقبل فاطمة وأردف عليهم خميصة سوداء وقال : اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، قلت : وأنا يا رسول الله ، قال : وأنت» (٢).

ومن (مسند ابن حنبل) مثله إلا أنها قالت : وأنا في الحجرة أصلي ، فأنزل

__________________

(١) المصدر السابق ص ٣١ الفصل الثامن برقم (١٠) ، وعزاه المحقق إلى فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٩٧٨ ومسند أحمد بن حنبل ج ٤ / ١٠٧ مع اختلاف يسير.

(٢) المصدر السابق ص ٣٢ برقم (١١) ، وهو في مسند أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٢٩٦.

٤٥٥

الله تعالى هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] ، قالت : فأخذ فضل الكساء فكساهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء وقال : «اللهم هؤلاء من أهل بيتي وخاصتي اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسي البيت وقلت : وأنا معكم يا رسول الله ، قال : «إنك إلى خير إنك على خير» (١).

وبإسناده روى مثله إلا أنه زاد في آخره قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من بين يدي. وقال : إنك على خير (٢).

وبإسناده رفعه مثله بالثبات مثله رفعه إلى وائلة وذكر طرفا من حديث الحسين بن علي عليه‌السلام يوم أتي برأسه إلى الشام وسرد الحديث (٣).

وبإسناده رفعه إلى ابن عباس أدرجه في حديث طويل فيه ذكر الغدير والراية ومثله رواه وسرده (٤).

ومن (صحيح البخاري) في الجزء الرابع منه ، ومن (صحيح مسلم) في الجزء الرابع منه أيضا ، وفي آخر البخاري من ثمانية في جميع المصنف ، وأخرى مسلم من ستة وهذا من المتفق عليه فيهما ، رفعه البخاري إلى الشيخ الإمام أبي بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني المقرئ صدر الجامع بواسط العراق (٥).

ورواه أيضا من طريق الشيخ العدل الثقة أبي جعفر إقبال بن المبارك بن محمد

__________________

(١) المصدر السابق ص ٣٢ ـ ٣٣ برقم (١٢) ، وهو في مسند أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٢٩٢.

(٢) المصدر السابق ص ٣٣ برقم (١٣) ، وهو في مسند أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٣٢٣.

(٣) المصدر السابق ص ٣٤ برقم (١٥) ، وهو في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج ٢ ص ٤٧٢ (خ) ١١٤٩.

(٤) المصدر السابق ص ٣٥ برقم (١٤) ، وفي مواضع متفرقة في ذكر الغدير وذكر الآية وغيرها.

(٥) المصدر السابق ص ٣٥ ـ ٣٧ برقم (١٧).

٤٥٦

السكوني رفعه إلى الشيخ مسلم بن الحجاج العنتري النيسابوري المصنف ، رفع بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت عائشة : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).

ومن (تفسير الثعلبي) رويناه عنه ، ورفعه بإسناده إلى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب [عن النبي] صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش أحدهما بيضاء والأخرى صفراء في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحد ، فالبيضاء لمحمد وأهل بيته ، والصفراء لإبراهيم وأهل بيته» (٢).

ومن تفسيره أيضا بإسناده رفعه إلى أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ ، وفي علي ، وفي حسن ، وحسين ، وفاطمة ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] (٣) فهل من بعد هذا من تصريح وإشكال.

وبإسناده رفعه إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر قال : لما نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الرحمة هابطة من السماء قال : «من يدعو أمرين؟ قالت : زينب أنا يا رسول الله. قال : ادعي عليا وفاطمة والحسن والحسين ، قال : فجعل حسنا عن يمينه وحسينا عن شماله وعليا وفاطمة تجاهه ، ثم غشاهم كساء خيبريا وقال : اللهم ، لكل نبي أهل

__________________

(١) المصدر السابق ص ٣٧ برقم (١٨) ، وهو في صحيح مسلم ج ٧ ص ١٣٠.

(٢) المصدر السابق ص ٣٧ ـ ٣٨ برقم (١٩ ، ٢٠) ، وهو في غاية المرام ص ٢٨٨.

(٣) المصدر السابق ص ٣٨ ـ ٣٩ برقم (٢١) ، وعزاه محققه إلى تفسير الثعلبي المخطوط.

٤٥٧

وهؤلاء أهل بيتي فأنزل الله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] ، قالت زينب : يا رسول الله ، ألا أدخل معكم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مكانك فإنك إلى خير» (١).

وقد روي هذا الحديث بأسانيد كثيرة وألفاظ متقاربة كلها تمت إلى معنى واحد ، وقد رفعه بإسناده على وجه آخر عن أبي داود عن أبي الحمراء قال : أقمت بالمدينة سبعة أشهر كيوم واحد ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجيء كل غداة فيقوم على باب علي وفاطمة عليهما‌السلام ، فيقول : الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] ، فهذا نهاية التأكيد لمن كان له بصيرة (٢).

ومن (الجمع بين الصحيحين) للحميدي رفعه إلى القاضي الأجل العالم أبي الفتح نصر بن علي بن منصور الباقلاني ، رفعه إلى أبي علي السلامي البغدادي عن أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي المصنف ، وروى ما رويناه عن عائشة سواء سواء ليس فيه زيادة (٣) ، وليس لمصعب بن سلمة عن صفته عن مسند عائشة من الصحيح غير هذا (٤) من الجمع بين الصحاح الستة : موطأ مالك بن أنس الأصبحي ، وصحيح مسلم والبخاري ، وسنن أبي داود السجستاني ، وصحيح الترمذي ، والفسحة الكبيرة من صحيح النسائي ، جمع الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرفسطي الأندلسي.

__________________

(١) المصدر السابق ص ٤٠ برقم (٢٤) ، وهو في غاية المرام ص ٢٨٩ ، وإحقاق الحق ج ٢ ص ٥٤٦ نقلا عن الثعلبي.

(٢) المصدر السابق ص ٤١ ـ ٤٢ برقم (٢٧) ، وفيه : أقمت بالمدينة تسعة أشهر كيوم واحد.

(٣) المصدر السابق ص ٤٢ ـ ٤٣ برقم (٢٩ ، ٣٠).

(٤) المصدر السابق ص ٤٢ ـ ٤٣ برقم (٢٩ ، ٣٠).

٤٥٨

ومن طريق أبي جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد بن زريق الحداد إليه أيضا ، وبإسناده أيضا في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة الأحزاب من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] ، قالت عائشة : خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله وجاء الحسين فأدخله ، وجاءت فاطمة فأدخلها ، [ثم جاء علي فأدخله] ، ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) [الأحزاب : ٣٣].

وعن أم سلمة أن هذه الآية نزلت في بيتها (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال : «إنك إلى خير إنك من أزواج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

وقد تكرر هذا الحديث من جهات شتى وألفاظ متقاربة ومتباعدة تمت إلى معنى واحد في تفسير هذه الآية ، ويدل على أنه قد وقع مرات متقاربة تأكيدا لأن في بعضها ثوبه ، وفي بعضها كساء ، وفي بعضها برداء ، وبعضها عن عائشة ، وبعضها عن أم سلمة ، وبعضها عن زينب رحمة الله عليهن ، وبعضها عن وائلة ، وبعضها عن مروره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على منزلهم ، كل ذلك يفيد تأكيد الأمر في ثبوت عصمتهم ؛ لأن الآية إن حملت على التطهير من رجس الأدران كما يكون في سائر الناس ، فذلك لم يكن لهم ، بل كان ينجسهم ما ينجس الناس ، ويقع منهم من الأمور ما يقع من الناس ،

__________________

(١) المصدر السابق ص ٤٤ ـ ٤٥ برقم (٣١) ، وهو في غاية المرام ص ٢٨٩ ، نقلا عن الجمع بين الصحاح ، وتفسير الدر المنثور ج ٥ ص ٧٤. والذي بين المعكوفين ليس في الأصل.

(٢) انظر التخريج السابق.

٤٥٩

فلم يبق إلا التنزه من أسباب المعاصي وأنواعها وإلا خرجت الآية عن الفائدة ولا يجوز ذلك في كلام الحكيم سبحانه فتفهم ذلك موفقا ؛ فإذا صح لهم من نص الله سبحانه ومن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما روي في الصحاح وغيرها من الكتب المبسوطة في أيدي الأمة خارجا عما روته الشيعة والأئمة السابقون من العترة عليهم‌السلام ، كل ذلك تحريا بما يكون أقرب إلى الملاءمة بين هذه الأمة لعل الله سبحانه يرأب صدعها ، ويلم شعثها ، ويرفع أسباب الفرقة عنها ، فأثبتناها بما لا يمكنها دفعه من كتاب الله سبحانه ، والصحاح التي قطعت الأمة عن إخراجها بصحتها ، وكفرت من أنكرها وردها ، فلم نر الاحتجاج عليها بشيء لا تعرفه ، ولا بما نقلها خصمها من الشيعة المحدودين على هذه العترة المجفوة المغلوبة على حقها المستأثر عليها بفيئها ، المخصوص بيتها بما قال فيه الشاعر :

بيت تقاصر عنه البيوت

طال علوا على الفرقد

فهذا مما تقرر في سورة الأحزاب. فلنذكر ما تقرر في معنى آية سورة حم وهي قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [الشورى : ٢٣].

ومن (مسند ابن حنبل) رويناه عنه ، ورفعه بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [الشورى : ٢٣] ، قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : «علي وفاطمة وابناهماعليهم‌السلام» (١).

ومن (صحيح البخاري) بإسناده من الجزء السادس من صحيح البخاري على حد كراستين ونصف من أوله في تفسير قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا

__________________

(١) المصدر السابق ص ٤٧ الفصل التاسع برقم (٣٤) ، وهو في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٦٩ (خ) ١١٤١.

٤٦٠