مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزه - ج ١

المنصور بالله عبدالله بن حمزة

مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزه - ج ١

المؤلف:

المنصور بالله عبدالله بن حمزة


المحقق: عبدالسلام بن عباس الوجيه
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٥
الجزء ١ الجزء ٢

رابعا : كتابات معاصرة

لم أقرأ الكثير من الكتابات والأبحاث المعاصرة ، ولا أدعي الإلمام بالموضوع ، إلا أنه يمكن الإشارة إلى كتابات محددة منها :

١ ـ المذاهب الإسلامية في اليمن حتى نهاية القرن السادس الهجري. د. أيمن فؤاد السيد ، وهو دراسة مختصرة موجزة عن المذاهب الإسلامية ، يتكون من ثلاثة أبواب وعدة فصول ، الباب الأول خصصه لمذاهب السنة ، والثاني للفاطميين ، والثالث للزيدية ، وفي هذا الباب تعرض إلى افتراق زيدية اليمن إلى مخترعة ومطرفية ، وحاول استعراض عقائد المطرفية ومواقفهم من خلال مصادر اعتمد عليها ، كمطلع البدور والمستطاب للسيد يحيى بن الحسين وتأريخ مسلّم اللحجي الذي بعنوان كتاب فيه من أخبار الزيدية في اليمن ، وتأريخ بني الوزير للسيد أحمد بن عبد الله ، والمنية والأمل ، كما ذكر بعض من كتب عن المطرفية من المستشرقين ، ومنهم : فان أرو نرونك ، الذي كتب بحثا عن المطرفية كفرقة يمنية سنة ١٩٢٧ م ، وتريشون الذي نشر أول بحث علمي في عقائد المطرفية اعتمادا على كتاب (الهاشمة لأنف الضلال) سنة ١٩٥٠ م ، ثم المستشرق فليفرد ماديلونغ ، درس عقائد المطرفية في أحد كتبه ، وفي مقال عن مخطوط مطرفي هو (البرهان الرائق المخلص من ورط المضائق) ، والدكتور أيمن السيد لم يأت بجديد على ما في هذه الكتب إلا محاولة تلخيص نبذة شافية عن المطرفية وآرائها ومحاولة دراسة نشأتها ، وكان إلى حد كبير متجردا ، حاول أن يخدم الحقيقة في حين أعوزته وتعوز الباحثين إلى اليوم معظم المصادر ، ومنها تلك التي سردها في قائمة ملحقة ، وهنالك ملاحظات على كتابه ككل ، وعلى بحثه عن الزيدية والمطرفية في

٢١

حاجة إلى بيان وتوضيح لا تسعه مثل هذه العجالة.

٢ ـ (تأريخ اليمن الفكري في العصر العباسي) ، تأليف السيد العلامة أحمد بن محمد الشامي ، وقد كتبه بقلم المؤرخ ، الأديب ، المرهف الحس إلا أنه للأسف الشديد لم يجد المصادر الكاملة لتغطية الموضوع ، وكان أكثر اعتماده على تحليل بعض ما ورد في تراجم مطلع البدور لابن أبي الرجال ، والمستطاب ليحيى بن الحسين ، وكان من الإنصاف أن يعود الأستاذ أحمد الشامي في عرضه لقضية المطرفية إلى شيء من كتب الإمام ورسائله بدلا من أن يتساءل في كثير من المواقف عن رأي الإمام ، وأن يخبط في بعض الآراء خبط عشواء ، فهو تارة يقول : (ولكنه ـ أي الإمام عبد الله بن حمزة ـ بعد وفاة العفيف قد شدد وطأته على المطرفية وعمل على إبادتهم مما سبب خروج السيد محمد بن منصور بن المفضل صنو العفيف على الإمام مع المطرفية سنة ٦١٠ ه‍) (تأريخ اليمن الفكري ٣ / ٦٠) ، ثم يعود فيتساءل ويقول : (وهل بدأ هو بحربهم بعد موت وزيره ونصيره والذي كان يدافع عن المطرفية السيد العفيف ، أم هم الذين شهروا السيف عليه مع المشرقي كما سبق ... إلخ).

كم كنت أتمنى لو توفرت جميع المصادر بين يدي السيد أحمد الشامي خلال تأليفه لكتاب تأريخ اليمن الفكري في العصر العباسي.

٣ ـ (تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري) لعلي محمد زيد. الكتاب هو امتداد لكتابه الأول (معتزلة اليمن دولة الهادي وفكره) ، وقد حاول في الأول أن ينسب الزيدية إلى المعتزلة ، ويبعدهم عن آل البيت ، أما في الثاني فقد خاض كثيرا وحاول أن يثبت أن هنالك زيدية من طراز خاص مفصلة

٢٢

على مقاسات معينة ، وحاول أن يسقط القضايا المعاصرة على التأريخ ، وأن يسخر التأريخ لصالح تيار سياسي معين ، يريد من الزيدية أن تكون :

ـ فرعا للمعتزلة لا لفكر أئمة الآل وشيعتهم.

ـ زيدية بلا إمامة ولا أشراف ولا حتى مشايخ أو قضاة أو فقهاء.

ـ زيدية خاضعة ، مستكينة ، مروضة لا تقول بالخروج ولا تشهر السيف ، ولا تقف ضد ظالم ، ولا يحمل فكرها أحد من بني هاشم.

وللأسف الشديد أن علي محمد زيد لو كان متجردا ومنصفا لكانت دراسته عن المطرفية وخصومهم من أوفى الدراسات ؛ نظرا للمصادر التي اطلع عليها ، وأهمها الكتاب المطرفي الوحيد المسمى (البرهان الرائق المخلص من ورط المضائق). لكن للأسف فقد عرض هذا المصدر عرضا مشوها ، ممسوخا ، وسخّر النص لما يريد أن يقول ، لا لما يريده المؤلف المجهول ، وكان حريا به أن ينشر نص المخطوط كاملا ثم يتبعه أو يقدمه بدراسة ، ولنا على كتابه ملاحظات كثيرة ، ووقفات ليس هذا محلها.

٤ ـ مقال (الجامعات ـ المساجد) في شمال اليمن ، صور من الجدل الفكري لزيد الوزير ـ العدد الأول من مجلة المسار ، شتاء ١٤٢٠ ه‍.

وفي هذا المقال وقف الكاتب مع المطرفية ، وجعل الصراع صراع بين مدرستين ، وكان متعاطفا مع المطرفية ، منكرا على خصومها ، وهو مقال مختصر ، ونوه الكاتب أن الموضوع بحاجة إلى نقاش وقد يثور هذا النقاش عبر المجلة نفسها في أعداد قادمة.

٢٣

عملي في التحقيق

١ ـ مقابلة المصفوف بالكمبيوتر على النسخة (أ) وهي الأصل التي طبع عليها ، وهي مخطوطة المجموع المنصوري الموجودة في مكتبة آل الوزير بالسر ، ثم صورة المخطوطة النسخة (ب) وهي النصف الأول من المجموع المنصوري الموجود في المتحف البريطاني وأثبت الاختلافات الموجودة بينهما ما عدا [الرسالة النافعة التي ليست في المخطوطة (ب)] ولم أجد لها نسخة ثانية ، لكني حاولت الرجوع في مقابلتها إلى الأصول التي اعتمد عليها الإمام في تأليفها ، خاصة (العمدة) لابن البطريق.

٢ ـ تقطيع النص إلى فقرات ووضع الفواصل والنقاط وعلامات الترقيم وبعض العناوين بين معقوفين.

٣ ـ تخريج الآيات القرآنية جميعها والتأكد من ضبطها قدر الإمكان.

٤ ـ تخريج ما أمكنني من الأحاديث النبوية الموجودة في الكتاب تخريجا موسعا ومقتضبا بقدر الإمكان وتوفر المصادر.

٥ ـ ترجمة الأعلام الذين وردوا في نصوص الرسائل بما يكفي للتعريف بهم.

٦ ـ التعريف ببعض الأماكن التي وردت في النص بحسب الحاجة.

٧ ـ تفسير بعض الكلمات الغريبة التي تحتاج إلى تفسير وإيضاح.

٨ ـ محاولة الرجوع إلى بعض المصادر التي اعتمد عليها المؤلف للتأكد من النص ومن صحة بعض النقول والأسماء والأماكن.

٩ ـ تخريج ما أورده المؤلف من أشعار بحسب الإمكان ونسبتها إلى قائلها.

٢٤

١٠ ـ التعليق في النادر على بعض الفقرات غالبا للتوضيح.

١١ ـ تعريف بعض الفرق التي ذكرها المؤلف.

وقد اختلف التحقيق من رسالة إلى أخرى بحسب النص ، أما كتاب الرسالة النافعة فقد اقتصرت في تخريج أحاديثها على المصدر المنقول عنه والكتب التي أشار إليها.

١٢ ـ فهرس الآيات والأحاديث والمواضيع.

النسخ المعتمدة في التحقيق

١ ـ النسخة (أ) وهي نسخة المجموع المنصوري التي سبق وصفها في مقدمة الجزء الأول من المجموع وهي نسخة آل الوزير بالسر.

٢ ـ النسخة (ب) وهي نسخة المتحف البريطاني ، انظر وصفها في كتاب مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني.

٢٥

٢٦

٢٧

٢٨

٢٩

كلمة شكر

أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل الأخوة الذين أسهموا معي في تصحيح ومراجعة هذا العمل ، وعلى رأسهم الأخوة في مؤسسة الإمام زيد بن علي ـ عليه‌السلام ـ التي تقوم بتمويل وطباعة هذا الكتاب وغيره.

وأخص بالشكر عبد الله ومحمد عبد السلام عباس الوجيه والأخ خالد قاسم المتوكل والأستاذ الفاضل أحمد بن محمد عباس إسحاق لما بذلوه من جهود في المقابلة والتصحيح والإشراف على طباعة هذا الكتاب.

عبد السلام عباس الوجيه

٣٠

الرسالة الهادية بالأدلة البادية

في

تبيين أحكام أهل الردة

تأليف

الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين

عبد الله بن حمزة بن سليمان بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٣١
٣٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وبه أستعين.

الحمد لله الذي جعل الحمد إلى مزيد إحسانه سلّما ، ونصب على كل نوع من أنواعه علما (١) ، [استودع معالم دينه الذرية العلماء] (٢) وسخر بحار شرعه بعلوم السلالة الحكماء ، وجعلهم في الأرض بمنزلة الكواكب في السماء ، يستضاء بأنوار علومهم في ظلمات الخطوب الحوادث ، ويدفع بسورات حلومهم سطوات النوب الكوارث ، وصلى الله على محمد المستخرج من صفو خلاصة زيت الشجرة الإبراهيمية ، المصطفى من أغصان سامي فروع الدوحة الإسماعيلية ، المفضل على جميع البرية ، المؤيد بالبراهين الجلية ، وعلى ذريته الطاهرة الزكية ، والسلالة المرضية ـ الذين جعلهم الحكيم سبحانه بين الحق والباطل فرقانا ، وأنزل بوجوب مودتهم على جميع العباد قرآنا ؛ فقال تبارك وتعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [الشورى : ٢٣] ؛ فروينا من طرق كثيرة بالأسانيد الصحيحة ، منها ما يتصل إلى عبد الله بن العباس رحمه‌الله وإلى غيره ، يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه سئل : من قرابتك الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال : «فاطمة وولداها» (٣) ، وروينا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

(١) في النسخة (ب) : من أنواع دينه علما.

(٢) سقط من (أ) وهو في (ب).

(٣) الحديث له طرق وشواهد كثيرة تصعب متابعتها ، انظر (الأمالي الخميسية) ١ / ١٤٨ ، (شواهد التنزيل) ١٣٧ ، و (فرائد السمطين) ٢ / ١٣ ، و (معجم الطبراني) ، (مسند ابن عباس) ، و (مناقب ابن المغازلي) ص ١٩١ ، وترجمة الإمام علي من تأريخ دمشق ١ / ١٤٨ ، و (الغدير) ٢ / ٣٠٧ ، وكتب التفسير المتعددة.

٣٣

أنه قال : «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك» (١) فكما أن أمة نوح كلها هلكت إلا من ركب السفينة ـ كذلك هذه الأمة ـ إلا من تمسك بالعترة وإلا بطل التمثيل النبوي ، المأخوذ عن الملك العلي ، وميز (حديث الكساء) من المقصود بذلك من قرابته ، من الرجال والنساء ، رويناه بأسانيد كثيرة إلى رجال ونساء من الصحابة عدة ، يختلف بعض الألفاظ ويتفق الكل على المعنى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهما‌السلام ولفهم تحت الكساء وقال : «اللهم هؤلاء عترتي أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» (٢).

__________________

(١) الحديث أخرجه الإمام الهادي في (الأحكام) ٢ / ٥٥٥ بلاغا ، وأخرجه الإمام أبو طالب في أماليه ١٠٥ ، والإمام المرشد بالله في (الأمالي الخميسية) ١ / ١٥١ ، ١٥٤ ، والإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة المطبوعة مع المجموع ٤٦٤ ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ١٣٣ ، والحموئي في فرائد (السمطين) ٢ / ٢٤٦ برقم ٥١٩ ، والطبراني في الكبير ٣ / ٤٥ ، والحاكم في (المستدرك) ٣ / ١٥١ ، ٢ / ٣٤٣ ، وأبو نعيم في (الحلية) ٤ / ٣٠٦ ، والطبراني في (الكبير) ١٢ / ٣٤ ، و (الصغير) ٢ / ٨٥ ، والطبري في (ذخائر العقبى) ص ٢٠ ، وقال : أخرجه الملا ، عن ابن عباس. قلت : وهو في هذه المصادر عن أبي ذر الغفاري ، وابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وانظر (الفلك الدوار) ص ١٠ وحاشية المحقق.

(٢) حديث الكساء : حديث شهير وذكر المصادر التي خرجته لا يسعه المقام. انظر كتب التفاسير في تفسير آية التطهير ، وانظر (شواهد التنزيل) ج ٢ / ص ١٠ وما بعدها ، وانظر تخريجات المحمودي لهذا الحديث فيه ، وفي (مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) لمحمد بن سليمان الكوفي ، وفي ترجمة الإمام علي من تأريخ ابن عساكر ، وكلها من تحقيق المحمودي.

انظر (مناقب أمير المؤمنين) بأرقام ٩٢ ، ٦١٧ ، ٦٣٥ ، ورواه الطبراني في (المعجم الكبير) تحت الرقم (٨٢٩٥) ج ٩ طبعة بغداد ، ورواه الترمذي في الحديث (٣٢٥٨ ، ٣٨٧٥) من سننه ، وابن جرير في تفسيره ٢٢ / ٨ ، والحسكاني في (شواهد التنزيل) ٢ / من ٥٥ إلى ٧٩ طبعة أولى ، كما أخرجه محمد بن سليمان الكوفي في (مناقب أمير المؤمنين) برقم (٦١٧) عن عائشة ، والحاكم الحسكاني ٢ / ٣٧ ، والحمويّ في (فرائد السمطين) ١ / ٣٦٧ طبعة بيروت ، وابن عساكر برقم (٦٥٠) ترجمة أمير المؤمنين من تأريخ دمشق ٢ / ١٦٣ ، وهو في المناقب لمحمد سليمان الكوفي برقم (٦٣٥) عن الإمام جعفر الصادق ، وله شواهد أخرى في تخصيص آية التطهير كثيرة.

٣٤

وروينا بالإسناد الموثوق به إلى أبينا علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه قال : أيها الناس ، اعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيكم فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة هؤلاء مثلها فيكم ، وهم كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة ، وهم باب حطة من دخله غفر له ، خذوا عني عن خاتم النبيين حجة من ذي حجة ، قالها في حجة الوداع : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (١) ؛ فقرنهم بالكتاب ، وجعلهم حجة مثله على جميع المكلفين ، وحكمه

__________________

(١) حديث الثقلين : حديث مشهور ، معروف ، انظر تخريجه بلفظ العترة في هامش (الفلك الدوار) ص ٩ ، وفي هامش تثبيت الوصية من مجموع رسائل الإمام زيد بتحقيق محمد يحيى سالم عزان ، ومصادر هذا الحديث كثيرة لا يتسع لها المقام ، ولكنا نثبت هنا ما سبق وأن خرجناه في كتاب (المصابيح في تفسير أهل البيت عليهم‌السلام) ج ١ / ٥٠ ، ٥١ ، ٥٢ ولفظ التخريج هناك : [حديث الثقلين حديث ثابت صحيح مشهور متواتر ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أخرجه الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والمسانيد والسنن ، بطرق كثيرة صحيحة عن بضعة وعشرين صحابيا ، منهم : الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام وزيد بن أرقم ، وأبو سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله ، وجبير بن مطعم ، وحذيفة بن أسيد ، وخزيمة بن ثابت ، وزيد بن ثابت ، وسهل بن سعد ، وضمرة الأسلمي ، وعامر بن ليلى الغفاري ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن حنطب ، وعدي بن حاتم ، وقصير بن عامر ، وأبو ذر ، وأبو رافع ، وأبو شريح الخزاعي ، وأبو قدامة الأنصاري ، وأبو هريرة ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وأم سلمة ، وابن امرأة زيد بن أرقم ، وأم هانئ ، ورجال من قريش.

وقد قاله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مواقف مشهورة ، وفي ملأ من الناس ، أربع مرات في أربعة مواقف هي : موقف يوم عرفة ، موقف يوم غدير خم ، موقف في المسجد بالمدينة عند ما استند إلى الفضل وأمير المؤمنين وخرج إلى المسجد في مرضه ، موقف في مرضه ، في الحجرة عند ما رآها امتلأت بالناس.

والحديث يوم عرفة : أخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٦٦٢ رقم (٣٧٨٦) ، عن جابر بن عبد الله وقال : وفي الباب عن أبي ذر ، وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد ، وأخرجه ابن أبي شيبة ، وعنه من (كنز العمال) ١ / ٤٨ ط ١ ، وأخرجه العقيلي في (الضعفاء الكبير) ٢ / ٢٥٠ ، والحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) ٦٨ (الأصل الخمسون) ، والطبراني في الكبير ٣ / ٦٣ رقم (٢٦٧٩) والخطيب في (المتفق والمفترق) ، وعنه في (كنز العمال) ١ / ٤٨ ط ١ ، وفي (مجمع الزوائد) ٥ / ١٩٥ ، ٩ / ١٦٣ ، ١٠ / ٣٦٣ ، ٢٦٨ ، وأخرجه البغوي في (المصابيح) ٢ / ٢٠٦ ، وابن الأثير في ـ

٣٥

يدور في النفي والإثبات على ثلاثة أنواع ، وإن كانت فصوله كثيرة شرفه الله تعالى وعظمه : محكم ، ومتشابه ، ومنسوخ ، لأن الناسخ من نوع المحكم ؛ فالواجب الرجوع إلى المحكم ، واطراح معنى المنسوخ ، وكذلك الذرية تنقسم إلى ثلاثة أقسام : أئمة سابقون يجب الرجوع إليهم ، وتابعهم منهم ، يقول (١) الله تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه‌السلام : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) [إبراهيم : ٣٦] ، ومجاهرون بالمعاصي

__________________

(جامع الأصول) ١٠ / ٢٧٧ رقم (٦٥) ، واليافعي في (التدوين) ٢ / ٢٦٤ ، وفي ترجمة أحمد بن مهران ، وأخرجه الحافظ المزي في (تهذيب الكمال) ١٠ / ٥ ، وفي (فقه الأشراف) ٢ / ٢٧٨ ، والخوارزمي في كتاب (مقتل الحسين) ١ / ١١٥ ، والزرندي في (نظم درر السمطين) ٢٣٢ ، والمقريزي في (معرفة ما يجب لآل البيت النبوي).

ـ أما في موقف يوم غدير خم ، فأخرجه النسائي في (خصائص علي) ص ٩٦ ، رقم (٧٩) ، والبخاري باختلاف في اللفظ في (التأريخ الكبير) ٣ / ٩٦ ، ومسلم رقم (٢٤٠٨) ، وأحمد ١٥ / ١٧ ، ٤ / ٣٦٦ ، وعبد بن حميد في مسنده رقم (٢٥٦) ، وابن حجر في (المطالب العالية) ٤ / ٦٥ رقم (١٨٧٣) ، وقال : هذا إسناد صحيح ، والدارمي في سننه ٢ / ٣١٠ ، ٢٣١٩ ، والطبراني في (المعجم الكبير) ٣ / ٢٦٧٩ ، ٢٦٨١ ، ٢٦٨٣ ، وفي ٥ / ٤٩٦٩ ، وانظر فهرس المعجم ، والحاكم في (المستدرك) ٣ / ١٠٩ ، بثلاث طرق ، وصححه وأقره الذهبي ، وأبو نعيم في (حلية الأولياء) ١ / ٣٥٥ ، ٩ / ٦٤ ، والبيهقي في (السنن الكبرى) ٢ / ١٤٨ ، ٧ / ٣٠ ، ١٠ / ١١٤ ، وعشرات غيرهم بألفاظ متقاربة.

ـ أما موقف مسجد المدينة ، فأخرجه ابن عطية في مقدمة تفسيره (المحرر الوجيز ١ / ٣٤) ، وأبو حيان في تفسير (البحر المحيط) ١ / ١٢ ، وابن حجر في (الصواعق المحرقة) ص ٧٥ ، ١٣٦ ، ويحيى بن الحسن في كتابه (أخبار المدينة) بإسناده عن جابر ، وعنه في (ينابيع المودة) ص ٤٠ ، وغيرهم.

ـ وأخيرا في موقفه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه في الحجرة ، أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة ، وأورده عنه الوصابي في (سمط النجوم العوالي) ٢ / ٥٠٢ رقم (١٣٦) ، والبزار في مسنده بلفظ أوجز ، كما في (كشف الأستار) ٣ / ٢٢١ رقم (٢٦١٢) ، والخطيب الخوارزمي في (فضل الحسين) عن ابن عباس ١ / ١٦٤ ، ورواه ابن حجر في (الصواعق المحرقة) ٨٩ عن أم سلمة في مرضه قالت : وقد امتلأت الحجرة بأصحابه.

انتهى ملخصا في مجلة تراثنا العدد ١٤ السنة ١٤٠٩ ه‍ ص ٨٤ ـ ٩٣ ، تحت موضوع أهل البيت في المكتبة العربية للسيد عبد العزيز الطباطبائي ، وفي طرق حديث الثقلين عدة كتب منها : طرق حديث : «إني تارك فيكم الثقلين» تأليف أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي ، ابن القيسراني (٤٤٨ ـ ٥٠٧ ه‍).

(١) في (ب) : لقول.

٣٦

بمنزلة المنسوخ من كتاب الله تعالى يجب اطراح معناه ، ومتمسكون بأديان أهل الضلالة مع ثبوت انتسابهم إلى الذرية الزكية فهم بمنزلة المتشابه من كتاب الله تعالى لا يتبعه إلا الذين في قلوبهم زيغ [كما قال تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ]) (١) فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران : ٧] [والرّاسخون في العلم] (٢) هم المستحفظون من ذرية محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[بدء الكلام عن المطرفية]

ولما نجم ناجم الفرقة الملعونة ، المرتدة المفتونة ، الضالة الغوية ، المسماة بالمطرفية ، وجعلت شعارها إنكار دينها لترحض (٣) درن الكفر برجس ماء الكذب ، وحاكمناهم إلى الله تعالى فحكم لنا عليهم ، أنفذنا فيهم أحكام الله تعالى في أمثالهم من الكفرة ، (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) [الأحزاب : ٦٢] (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) [فاطر : ٤٣] ، من قتل المقاتلة ، وسبي الذرية ، قال تعالى : (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) [القمر : ٤٣] فلما كان ذلك كذلك انتشروا في الآفاق مكذبين ، وبخيل محالهم ورجل ضلالهم مجلبين ، فساروا بين ذلك مذبذبين ، وحكوا حكايات مستحيلة ، جرت بها عادتهم على مرور الدهور الطويلة ، فإنهم قد ناظرونا مرارا كثيرة على وجوب الكذب لدفع الضرر ، وقالوا لنا : ما ترون في رجل يمر به رجل مسلم ثم يتبعه عدوه فيسأله

__________________

(١) سقط من (أ) وهو في النسخة (ب).

(٢) سقط من (أ).

(٣) الرحض : الغسل ، رحض يده والإناء والثوب وغيرها يرحضها ويرحضها رحضا : غسلها. انظر (لسان العرب) ١ / ١١٤٠ ترتيب يوسف خياط.

٣٧

عنه أليس يجب الكذب لإنكاره ليسلم من سطوة عدوه؟ قلنا : بل يتأوّل ويصدق ويسلم الرجل فيقول : ما رأيته وينوي مذ رأيتكم ، ويقسم على ذلك وهو صادق ، ولو لا ذلك لما قال النبي عليه‌السلام : «إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب» (١).

ولما وضع أهل العلم في ذلك أوضاعا كثيرة سموها (الملاحن) كابن دريد (٢) وغيره قال : يقول : والله ما شكوت فلانا. معناه : حملته شكوة (٣) ويقول : والله ما رأيته ـ معناه ما ضربت ريته ـ والله ما كلمته ـ معناه ما جرحته لأن المكلم المجروح ، والكلم هو الجرح ـ والله ما رأيت عليّا وأنت تريد الفرس ، والله ما رأيت جعفرا وأنت تريد النهر ، إلى غير ذلك.

__________________

(١) أخرجه البيهقي في (السنن الكبرى) ١٠ / ١٩٩ ، وهو في (إتحاف السادة المتقين) ٧ / ٥٢٨ ، وفي (الدر المنثور) ٣ / ٢٩١ ، وهو في (الكامل في الضعفاء) لابن عدي ٣ / ٩٦٣ ، و (تذكرة الموضوعات) ١٧٠ ، وفي (مسند الشهاب) رقم (١٠١١) ، وهو بلفظ : «إن في المعاريض لمندوحة للرجل المسلم عن الكذب» ، في (إتحاف السادة المتقين) ١٠ / ٧٢ ، وهو بلفظ : «إن في المعاريض ما يعف الرجل العاقل عن الكذب» في (الكامل في الضعفاء) لابن عدي ١ / ٤٩ ، وبلفظ : «إن في المعاريض ما يقي الرجل العاقل من الكذب» في (جمع الجوامع) رقم (٦٧٧٢) ، وانظر (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ٣ / ٣٦٥.

(٢) محمد بن الحسن بن دريد الأزدي : أبو بكر [٢٢٣ ـ ٣٢١ ه‍] من أئمة اللغة والأدب ، كانوا يقولون : ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء ، وهو صاحب المقصورة الدريدية ، ولد في البصرة ، وقرأ على علمائها ، وانتقل إلى عمان ، وأقام بها مدة ، ثم رحل إلى فارس ، ورجع إلى بغداد ، وأقام بها إلى أن توفي. ومن أشهر مؤلفاته : الجمهرة في اللغة ـ أدب الكاتب ـ المقصور والممدود وشرحه ـ المجتنى ـ الملاحن ـ غريب القرآن. انظر : (الأعلام) ٦ / ٨٠ ، (معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين) برقم (٧٣٧) ، (طبقات الزيدية) ـ خ ـ ، (أعيان الشيعة) ٩ / ١٥٣ ، (معجم المفسرين) ٢ / ٥١٢.

(٣) الشكوة : جلد الرضيع وهو للبن فإذا كان جلد الجذع فما فوقه سمي وطبا. وفي حديث عبد الله بن عمر : كان له شكوة ينقع فيها زبيبا ، قال : هي وعاء كالدلو أو القربة الصغيرة وجمعها شكى ، وقال ابن سيده : الشكوة مسك السخلة ما دام يرضع ، فإذا فطم فمسكه البدرة ، فإذا أجذع فمسكه السقاء ، وقيل : هو وعاء من أدم يبرد فيه الماء ويحبس فيه اللبن والجمع شكوان وشكاء.

انظر (لسان العرب) ٢ / ٣٥٠ ترتيب يوسف خياط.

٣٨

فلو اعتمدوا ما ذهبت إليه الفرقة الملعونة لم يفتقروا إلى هذا التطويل. والرواية عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام : أن رجلا طلبه في داره وكان عليه‌السلام يكره لقاءه فقال لجاريته : انزلي حتى تقفي إزاء الباب ، ثم خطي خطا مستديرا ثم ضعي إصبعك فيه ثم قولي : ليس سيدي هاهنا.

[الإقرار بالسبي ونفي بعض الأكاذيب]

فأما حكاياتهم للسبي فقد صدقوا في ذلك وحده ، ولم نفعله ونأمر به ونحن نريد كتمانه ، وكيف نكتم ذلك والله عز من قائل يقول : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) [آل عمران : ١٨٧] ويقول سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ، إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا) [البقرة : ١٥٩ ، ١٦٠].

فأما حكايتهم أنه وقع الوطء قبل الاستبراء ، وأن المرأة الواحدة اتفق على وطئها جماعة ، فذلك من كذبهم الذي قدمنا ذكره ، وكيف صح لهم العلم بذلك ولم يشاهدوا لخوفهم منا وبعدهم عنا؟

أتيت كلبا خاف رميي له

ينبحني من موضع نائي

أو روى ذلك لهم عسكرنا؟ فعندهم أنهم ليسوا بثقات في الرواية ، فما مثالهم فيما ارتكبوه من هذه الشناعة إلا مثل الثعالب والظربان (١) إذا لحقتها الجوارح والسباع رامت طردها بالرائحة الخبيثة وقلما يغني ذلك عنها.

__________________

(١) الظربان ، قال في (لسان العرب) : دويبة شبه الكلب أصمّ الأذنين ، صماخاه يهويان ، طويل الخرطوم ، أسود السراة ، أبيض البطن ، كثير الفسو ، منتن الرائحة ، يفسو في جحر الضب فيسدر من خبث رائحته فيأكله ، وقيل : الظربى الواحد وجمعه ظربان : دابة شبه القرد ، وقيل : هي على قدر الهر (لسان العرب) ٢ / ٦٤٢ ، ترتيب يوسف خياط.

٣٩

أخبرونا من الذي رحض الأرض من أدرانها ، وفقأ عين شيطانها ، وأذهب الفواسد من هجرة يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق عليه‌السلام وقد جسّ خلالها (١) ، وفتن رجالها ، وكذلك من شظب (٢) وغيره من المغارب والمشارق ، بعد توالي الأعصار ، ومرور الدهور. فهل من ركب الأخطار ، في نفي هذه الأوزار ، يرضى بارتكاب ما حكوه من المنكر ، من وطء الجماعة أو الاثنين لامرأة واحدة؟ يأبى الله ذلك ، وحواجز الإسلام وموانع [حدود] (٣) الإيمان. وموالد طابت ، وحجور طهرت ، وأنوف حمية ، ونفوس أبية ؛ فأما السبي فقد حمدنا الله تعالى عليه حيث تجددت الأحكام النبوية ، والأدلة الظاهرة الجلية ، الإمامية العلوية ، فلا جواب في كذبهم إلا علم الصالحين باستحالة قولهم ؛ لأن الأمر في ذلك كما قال الشاعر :

لي حيلة فيمن ينمّ

وليس في الكذاب حيله

من كان يخلق ما يشاء

فحيلتي فيه قليله (٤)

[بيان أسباب السبي]

وأما أمر الكلام في باب السبي فقد عوّل علينا جماعة من الإخوان المتقدم

__________________

(١) هكذا في (أ) بدون نقاط ، وفي (ب) : حسن حلالها ، ولعل الصحيح ما أثبتناه والله أعلم.

(٢) شظب : بلد قرب السودة ، إليه تنسب سودة شظب ، وقد كانت هجرة شظب من مدارس العلم في اليمن ، وفيه قبور طائفة من العلماء. انظر (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) ٢ / ٤٥٢.

(٣) زيادة في (ب).

(٤) البيتان في (تأريخ بغداد) ٢ / ٣١٩ قال : حدثني محمد بن أبي الحسن ، قال : أنشدني أبو العباس أحمد بن علي النحوي الكسائي بمكة ، قال : سمعت ابن قريعة ينشد الأبيات. وفي (سير أعلام النبلاء) للذهبي ١٤ / ٢٣٨ ، نسبها إلى العلامة أبي الحسن التميمي الشافعي الضرير الشاعر ، المتوفى سنة ٣٠٦ ه‍ ، قال : قال ابن خلكان : له مصنفات في المذهب وشعر سائر ، وهذا له :

لي حيلة فيمن ينم

وليس في الكذاب حيلة

من كان يخلق ما يشاء

فحيلتي فيه طويلة

٤٠