تفسير القرآن العظيم - ج ٤

أبي الفداء اسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي

تفسير القرآن العظيم - ج ٤

المؤلف:

أبي الفداء اسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2221-5

الصفحات: ٥٤١

وقال الإمام أحمد (١) أيضا : حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر عن أيوب عن حميد بن هلال العدوي ، عن أبي بردة قال : قدم على أبي موسى معاذ بن جبل باليمن ، فإذا رجل عنده ، قال : ما هذا؟ قال : رجل كان يهوديا فأسلم ، ثم تهود ونحن نريده على الإسلام منذ قال أحسبه شهرين ، فقال : والله لا أقعد حتى تضربوا عنقه ، فضربت عنقه ، فقال : قضى الله ورسوله أن من رجع عن دينه فاقتلوه أو قال : «من بدل دينه فاقتلوه» وهذه القصة في الصحيحين بلفظ آخر.

والأفضل والأولى أن يثبت المسلم على دينه ولو أفضى إلى قتله ، كما ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن حذافة السهمي أحد الصحابة أنه أسرته الروم ، فجاؤوا به إلى ملكهم فقال له : تنصر وأنا أشركك في ملكي وأزوجك ابنتي ، فقال له : لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرفة عين ما فعلت ، فقال : إذا أقتلك ، فقال : أنت وذاك ، قال : فأمر به فصلب ، وأمر الرماة فرموه قريبا من يديه ورجليه وهو يعرض عليه دين النصرانية فيأبى ، ثم أمر به فأنزل ، ثم أمر بقدر ، وفي رواية ببقرة من نحاس فأحميت.

وجاء بأسير من المسلمين فألقاه وهو ينظر ، فإذا هو عظام تلوح ، وعرض عليه فأبى ، فأمر به أن يلقى فيها ، فرفع في البكرة ليلقى فيها ، فبكى فطمع فيه ودعاه ، فقال : إني إنما بكيت لأن نفسي إنما هي نفس واحدة تلقى في هذه القدر الساعة في الله ، فأحببت أن يكون لي بعدد كل شعرة في جسدي نفس تعذب هذا العذاب في الله. وفي بعض الروايات أنه سجنه ومنع منه الطعام والشراب أياما ، ثم أرسل إليه بخمر ولحم خنزير فلم يقربه ، ثم استدعاه فقال : ما منعك أن تأكل؟ فقال : أما إنه قد حل لي ، ولكن لم أكن لأشمتك بي ، فقال له الملك : فقبل رأسي وأنا أطلقك ، فقال : وتطلق معي جميع أسارى المسلمين؟ قال : نعم ، فقبل رأسه فأطلقه وأطلق معه جميع أسارى المسلمين عنده ، فلما رجع قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة ، وأنا أبدأ ، فقام فقبل رأسه رضي الله عنهما.

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠) يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١١١)

هؤلاء صنف آخر كانوا مستضعفين بمكة مهانين في قومهم فوافقوهم على الفتنة ، ثم إنهم أمكنهم الخلاص بالهجرة فتركوا بلادهم وأهليهم وأموالهم ابتغاء رضوان الله وغفرانه ، وانتظموا في سلك المؤمنين ، وجاهدوا معهم الكافرين ، وصبروا ، فأخبر تعالى أنه من بعدها ، أي تلك الفعلة وهي الإجابة إلى الفتنة لغفور لهم رحيم بهم يوم معادهم (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ

__________________

(١) المسند ٥ / ٢٣١.

٥٢١

تُجادِلُ) أي تحاج (عَنْ نَفْسِها) ليس أحد يحاج عنها لا أب ولا ابن ولا أخ ولا زوجة (وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) أي من خير وشر (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) أي لا ينقص من ثواب الخير ، ولا يزاد على ثواب الشر ، ولا يظلمون نقيرا.

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١١٢) وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ) (١١٣)

هذا مثل أريد به أهل مكة ، فإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة يتخطف الناس من حولها ، ومن دخلها كان آمنا لا يخاف ، كما قال تعالى : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا) [القصص : ٥٧] ، وهكذا قال هاهنا : (يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً) أي هنيئا سهلا (مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ) أي جحدت آلاء الله عليها وأعظمها بعثة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليهم ، كما قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) [إبراهيم : ٢٨ ـ ٢٩] ولهذا بدلهم الله بحاليهم الأولين خلافهما ، فقال : (فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) أي ألبسها وأذاقها الجوع بعد أن كان يجبى إليهم ثمرات كل شيء ، ويأتيها رزقها رغدا من كل مكان ، وذلك لمّا استعصوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبوا إلا خلافه فدعا عليهم بسبع كسبع يوسف ، فأصابتهم سنة أذهبت كل شيء لهم ، فأكلوا العلهز وهو وبر البعير يخلط بدمه إذا نحروه.

وقوله : (وَالْخَوْفِ) وذلك أنهم بدلوا بأمنهم خوفا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه حين هاجروا إلى المدينة من سطوته وسراياه وجيوشه ، وجعل كل ما لهم في دمار وسفال حتى فتحها الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذلك بسبب صنيعهم وبغيهم وتكذيبهم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي بعثه الله فيهم منهم ، وامتن به عليهم في قوله : (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [آل عمران : ١٦٤] الآية. وقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً) [الطلاق : ١] الآية ، وقوله : (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ـ إلى قوله ـ وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة : ١٥١ ـ ١٥٢] وكما أنه انعكس على الكافرين حالهم فخافوا بعد الأمن ، وجاعوا بعد الرغد ، فبدل الله المؤمنين من بعد خوفهم أمنا ، ورزقهم بعد العيلة ، وجعلهم أمراء الناس وحكامهم وسادتهم وقادتهم وأئمتهم ، وهذا الذي قلناه من أن هذا المثل ضرب لأهل مكة قاله العوفي عن ابن عباس ، وإليه ذهب مجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وحكاه مالك عن الزهري رحمهم‌الله.

٥٢٢

وقال ابن جرير (١) : حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا نافع بن يزيد ، حدثنا عبد الرحمن بن شريح أن عبد الكريم بن الحارث الحضرمي حدثه أنه سمع مشرح بن هاعان يقول : سمعت سليم بن عتر يقول : صدرنا من الحج مع حفصة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعثمان رضي الله عنه محصور بالمدينة ، فكانت تسأل عنه ما فعل؟ حتى رأت راكبين فأرسلت إليهما تسألهما فقالا : قتل ، فقالت حفصة : والذي نفسي بيده إنها القرية ـ تعني المدينة ـ التي قال الله تعالى : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ) قال ابن شريح : وأخبرني عبيد الله بن المغيرة عمن حدثه أنه كان يقول إنها المدينة.

(فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (١١٤) إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٥) وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١١٧)

يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بأكل رزقه الحلال الطيب وبشكره على ذلك فإنه المنعم المتفضل به ابتداء الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له ، ثم ذكر تعالى ما حرمه عليهم مما فيه مضرة لهم في دينهم ودنياهم من الميتة والدم ولحم الخنزير (وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) أي ذبح على غير اسم الله ، ومع هذا (فَمَنِ اضْطُرَّ) إليه أي احتاج من غير بغي ولا عدوان (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). وقد تقدم الكلام على مثل هذه الآية في سورة البقرة بما فيه كفاية عن إعادته ، ولله الحمد.

ثم نهى تعالى عن سلوك سبيل المشركين الذين حللوا وحرموا بمجرد ما وصفوه واصطلحوا عليه من الأسماء بآرائهم من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وغير ذلك ، مما كان شرعا لهم ابتدعوه في جاهليتهم ، فقال : (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) ويدخل في هذا كل من ابتدع بدعة ليس له فيها مستند شرعي ، أو حلل شيئا مما حرم الله ، أو حرم شيئا مما أباح الله بمجرد رأيه وتشهيه ، وما في قوله : (لِما تَصِفُ) مصدرية ، أي ولا تقولوا الكذب لوصف ألسنتكم ، ثم توعد على ذلك فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) أي في الدنيا ولا في الآخرة ، أما في الدنيا فمتاع قليل ، وأما في الآخرة فلهم عذاب أليم ، كما قال : (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) [لقمان : ٢٤] وقال (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) [يونس : ٦٩ ـ ٧٠].

__________________

(١) تفسير الطبري ٧ / ٦٥٥.

٥٢٣

(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٨) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١٩)

لما ذكر تعالى أنه إنما حرم علينا الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به وإنما أرخص فيه عند الضرورة ـ وفي ذلك توسعة لهذه الأمة التي يريد الله بها اليسرى ولا يريد بها العسرى ـ ذكر سبحانه وتعالى ما كان حرمه على اليهود في شريعتهم قبل أن ينسخها ، وما كانوا فيه من الآصار والتضييق والأغلال والحرج ، فقال : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) أي في سورة الأنعام في قوله : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما ـ إلى قوله ـ لَصادِقُونَ) [الأنعام : ١٤٦].

ولهذا قال هاهنا : (وَما ظَلَمْناهُمْ) أي فيما ضيقنا عليهم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) أي فاستحقوا ذلك ، كقوله : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً) [النساء : ١٦٠] ثم أخبر تعالى تكرما وامتنانا في حق العصاة المؤمنين أن من تاب منهم إليه تاب عليه ، فقال : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) قال بعض السلف : كل من عصى الله فهو جاهل (ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا) أي أقلعوا عما كانوا فيه من المعاصي وأقبلوا على فعل الطاعات (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها) أي تلك الفعلة والزلة (لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).

(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠) شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٢١) وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢) ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٢٣)

يمدح تعالى عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام الحنفاء ووالد الأنبياء ، ويبرئه من المشركين ومن اليهودية والنصرانية ، فقال : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً) فأما الأمة : فهو الإمام الذي يقتدى به ، والقانت : هو الخاشع المطيع ، والحنيف : المنحرف قصدا عن الشرك إلى التوحيد ، ولهذا قال : (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين عن أبي العبيدين : أنه سأل عبد الله بن مسعود عن الأمة القانت ، فقال : الأمة معلم الخير ، والقانت : المطيع لله ورسوله ، وعن مالك قال : قال ابن عمر : الأمة الذي يعلم الناس دينهم ، وقال الأعمش عن يحيى بن الجزار عن أبي العبيدين أنه جاء إلى عبد الله فقال : من نسأل إذا لم نسألك؟ فكأن ابن مسعود رق له ، فقال : أخبرني عن الأمة ، فقال : الذي يعلم الناس الخير.

٥٢٤

وقال الشعبي : حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال : قال ابن مسعود : إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ، فقلت في نفسي : غلط أبو عبد الرحمن ، وقال إنما قال الله : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) فقال : أتدري ما الأمة وما القانت؟ قلت : الله أعلم ، فقال : الأمة الذي يعلم الخير ، والقانت المطيع لله ورسوله ، وكذلك كان معاذ. وقد روي من غير وجه عن ابن مسعود ، أخرجه ابن جرير (١).

وقال مجاهد : أمة أي أمة وحده ، والقانت المطيع وقال مجاهد أيضا : كان إبراهيم أمة أي مؤمنا وحده والناس كلهم إذ ذاك كفار. وقال قتادة : كان إمام هدى ، والقانت المطيع لله. وقوله : (شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) أي قائما بشكر نعم الله عليه ، كقوله تعالى : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) [النجم : ٣٧] أي قام بجميع ما أمره الله تعالى به.

وقوله : (اجْتَباهُ) أي اختاره واصطفاه كقوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ) [الأنبياء : ٥١] ، ثم قال : (وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وهو عبادة الله وحده لا شريك له على شرع مرضي. وقوله : (وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) أي جمعنا له خير الدنيا من جميع ما يحتاج المؤمن إليه في إكمال حياته الطيبة (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ). وقال مجاهد في قوله : (وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) أي لسان صدق.

وقوله : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) أي ومن كماله وعظمته وصحة توحيده وطريقه ، أنا أوحينا إليك يا خاتم الرسل وسيد الأنبياء (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) كقوله في الأنعام : (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام : ١٦١] ثم قال تعالى منكرا على اليهود.

(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (١٢٤)

لا شك أن الله تعالى شرع في كل ملة يوما من الأسبوع يجتمع الناس فيه للعبادة فشرع تعالى لهذه الأمة يوم الجمعة لأنه اليوم السادس الذي أكمل الله فيه الخليقة واجتمعت فيه وتمت النعمة على عباده ، ويقال : إن الله تعالى شرع ذلك لبني إسرائيل على لسان موسى فعدلوا عنه ، واختاروا السبت لأنه اليوم الذي لم يخلق فيه الرب شيئا من المخلوقات الذي كمل خلقها يوم الجمعة فألزمهم تعالى به في شريعة التوراة ، ووصاهم أن يتمسكوا به وأن يحافظوا عليه مع أمره إياهم بمتابعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا بعثه وأخذه مواثيقهم وعهودهم على ذلك ، ولهذا قال تعالى : (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) قال مجاهد : اتبعوه وتركوا الجمعة (٢).

__________________

(١) تفسير الطبري ٧ / ٦٦٠.

(٢) انظر تفسير الطبري ٧ / ٦٦٢.

٥٢٥

ثم إنهم لم يزالوا متمسكين به حتى بعث الله عيسى ابن مريم ، فيقال : إنه حولهم إلى يوم الأحد ، ويقال إنه لم يترك شريعة التوراة إلا ما نسخ من بعض أحكامها ، وإنه لم يزل محافظا على السبت حتى رفع ، وإن النصارى بعده في زمن قسطنطين هم الذين تحولوا إلى يوم الأحد مخالفة لليهود ، وتحولوا إلى الصلاة شرقا عن الصخرة ، والله أعلم.

وقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فالناس لنا فيه تبع : اليهود غدا والنصارى بعد غد» (١) لفظ البخاري.

وعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا ، فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد ، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة ، فجعل الجمعة والسبت والأحد ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة ، والمقضى بينهم قبل الخلائق» (٢) رواه مسلم.

(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (١٢٥)

يقول تعالى آمرا رسوله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يدعو الخلق إلى الله بالحكمة. قال ابن جرير (٣) : وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة (وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) ، أي بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ، ذكرهم بها ليحذروا بأس الله تعالى ، وقوله : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب ، كقوله تعالى : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) [العنكبوت : ٤٦] الآية ، فأمره تعالى بلين الجانب كما أمر به موسى وهارون عليهما‌السلام حين بعثهما إلى فرعون في قوله : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) [طه : ٤٤].

وقوله : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) الآية ، أي قد علم الشقي منهم والسعيد ، وكتب ذلك عنده وفرغ منه ، فادعهم إلى الله ولا تذهب نفسك على من ضل منهم حسرات ، فإنه ليس عليك هداهم إنما أنت نذير عليك البلاغ وعلينا الحساب (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) [القصص : ٥٦] ، (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) [البقرة : ٢٧٢].

__________________

(١) أخرجه البخاري في الأيمان باب ١ ، ومسلم في الجمعة حديث ١٩ ، ٢١.

(٢) أخرجه مسلم في الجمعة حديث ٢٢.

(٣) تفسير الطبري ٧ / ٦٦٣.

٥٢٦

(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (١٢٨)

يأمر تعالى بالعدل في القصاص والمماثلة في استيفاء الحق ، كما قال عبد الرزاق عن الثوري عن خالد ، عن ابن سيرين أنه قال في قوله تعالى : (فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) إن أخذ منكم رجل شيئا فخذوا مثله ، وكذا قال مجاهد وإبراهيم والحسن البصري وغيرهم واختاره ابن جرير. وقال ابن زيد : كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين فأسلم رجال ذوو منعة فقالوا : يا رسول الله لو أذن الله لنا لا تنصرنا من هؤلاء الكلاب. فنزلت هذه الآية ، ثم نسخ ذلك بالجهاد.

وقال محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال : نزلت سورة النحل كلها بمكة ، وهي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أحد حين قتل حمزة رضي الله عنه ومثل به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لئن أظهرني الله عليهم لأمثلن بثلاثين رجلا منهم» فلما سمع المسلمون ذلك قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ، فأنزل الله (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) إلى آخر السورة ، وهذا مرسل وفيه رجل مبهم لم يسم.

وقد روي هذا من وجه آخر متصل ، فقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا الحسن بن يحيى ، حدثنا عمرو بن عاصم ، حدثنا صالح المري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حين استشهد ، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه ، أو قال لقلبه ، فنظر إليه وقد مثل به ، فقال :

«رحمة الله عليك إن كنت ما علمتك إلا وصولا للرحم ، فعولا للخيرات ، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع ـ أو كلمة نحوها ـ أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كمثلتك».

فنزل جبريل عليه‌السلام على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذه السورة وقرأ (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) إلى آخر الآية ، فكفر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعني عن يمينه وأمسك عن ذلك ، وهذا إسناد فيه ضعف ، لأن صالحا هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة ، وقال البخاري : هو منكر الحديث ، وقال الشعبي وابن جريج : نزلت في قول المسلمين يوم أحد فيمن مثل بهم لنمثلن بهم فأنزل الله فيهم ذلك.

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد في مسند أبيه : حدثنا هدية بن عبد الوهاب المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى ، حدثنا عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب

٥٢٧

قال : لما كان يوم أحد قتل من الأنصار ستون رجلا ، ومن المهاجرين ستة ، فقال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربينّ عليهم ، فلما كان يوم الفتح قال رجل : لا تعرف قريش بعد اليوم ، فنادى مناد : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أمن الأسود والأبيض إلا فلانا وفلانا ـ ناسا سماهم ـ فأنزل الله تبارك وتعالى (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) إلى آخر السورة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نصبر ولا نعاقب» (١).

وهذه الآية الكريمة لها أمثال في القرآن ، فإنها مشتملة على مشروعية العدل والندب إلى الفضل كما في قوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) ثم قال : (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) [الشورى : ٤٠] الآية. وقال : (وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ) ثم قال (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) [المائدة : ٤٥] وقال في هذه الآية : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) ثم قال (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ).

وقوله تعالى : (وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ) تأكيد للأمر بالصبر وإخبار بأن ذلك لا ينال إلا بمشيئة الله وإعانته ، وحوله وقوته ، ثم قال تعالى : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) أي على من خالفك فإن الله قدر ذلك (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ) أي غم (مِمَّا يَمْكُرُونَ) أي مما يجهدون أنفسهم في عداوتك وإيصال الشر إليك ، فإن الله كافيك وناصرك ومؤيدك ومظهرك ومظفرك بهم.

وقوله : (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) أي معهم بتأييده ونصره ومعونته وهديه وسعيه وهذه معية خاصة كقوله : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) [الأنفال : ١٢] وقوله لموسى وهارون : (لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) [طه : ٤٦] وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للصديق وهما في الغار : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة : ٤٠] وأما المعية العامة فبالسمع والبصر والعلم ، كقوله تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الحديد : ٤] وكقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا) [المجادلة : ٧] وكما قال تعالى : (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً) [يونس : ٦١] الآية ، ومعنى (الَّذِينَ اتَّقَوْا) أي تركوا المحرمات ، (وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) أي فعلوا الطاعات ، فهؤلاء الله يحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ويؤيدهم ويظفرهم على أعدائهم ومخالفيهم ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا مسعر عن عون عن محمد بن حاطب : كان عثمان رضي الله عنه من الذين اتقوا والذين هم محسنون.

آخر تفسير سورة النحل ، ولله الحمد والمنة وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ١٣٥.

٥٢٨

فهرس المحتويات

سورة الأنفال

الآية : ١....................................................................... ٣

الآيات : ٢ ـ ٤.................................................................. ٩

الآيات : ٥ ـ ٨................................................................ ١١

الآيتان : ٩ و ١٠.............................................................. ١٦

الآيات : ١١ ـ ١٤............................................................. ١٩

الآيتان : ١٥ و ١٦............................................................ ٢٣

الآيتان : ١٧ و ١٨............................................................ ٢٦

الآية : ١٩.................................................................... ٢٨

الآيات : ٢٠ ـ ٢٣............................................................. ٢٩

الآية : ٢٤.................................................................... ٣٠

الآية : ٢٥.................................................................... ٣٢

الآيات : ٢٦ ـ ٢٨............................................................. ٣٥

الآية : ٢٩.................................................................... ٣٧

الآية : ٣٠.................................................................... ٣٨

الآيات : ٣١ ـ ٣٣............................................................. ٤١

الآيتان : ٣٤ و ٣٥............................................................ ٤٤

الآيتان : ٣٦ و ٣٧............................................................ ٤٧

الآيات : ٣٨ ـ ٤٠............................................................. ٤٨

الآية : ٤١.................................................................... ٥٢

الآية : ٤٢.................................................................... ٥٨

٥٢٩

الآيتان : ٤٣ و ٤٤............................................................ ٦١

الآيتان : ٤٥ و ٤٦............................................................ ٦٢

الآيات : ٤٧ ـ ٤٩............................................................. ٦٣

الآيتان : ٥٠ و ٥١............................................................ ٦٧

الآية : ٥٢.................................................................... ٦٨

الآيات : ٥٣ ـ ٥٨............................................................. ٦٩

الآيتان : ٥٩ و ٦٠............................................................ ٧٠

الآيات : ٦١ و ٦٣............................................................ ٧٣

الآيات : ٦٤ ـ ٦٦............................................................. ٧٦

الآيات : ٦٧ ـ ٦٩............................................................. ٧٧

الآيتان : ٧٠ و ٧١............................................................ ٨٠

الآية : ٧٢.................................................................... ٨٤

الآية : ٧٣.................................................................... ٨٦

الآيتان : ٧٤ و ٧٥............................................................ ٨٧

سورة التوبة

الآيتان : ١ و ٢............................................................... ٨٩

الآية : ٣...................................................................... ٩١

الآيتان : ٤ و ٥............................................................... ٩٧

الآية : ٦.................................................................... ١٠٠

الآيتان : ٧ و ٨.............................................................. ١٠١

الآيات : ٩ ـ ١٢............................................................. ١٠٢

الآيات : ١٣ ـ ١٥........................................................... ١٠٣

الآية : ١٦.................................................................. ١٠٤

الآيتان : ١٧ و ١٨.......................................................... ١٠٥

الآيات : ١٩ ـ ٢٢........................................................... ١٠٦

الآيتان : ٢٣ و ٢٤.......................................................... ١٠٨

٥٣٠

الآيات : ٢٥ ـ ٢٧........................................................... ١١٠

ا لآيتان : ٢٨ و ٢٩......................................................... ١١٥

الآيتان : ٣٠ و ٣١.......................................................... ١١٨

الآيتان : ٣٢ و ٣٣.......................................................... ١١٩

الآيتان : ٣٤ و ٣٥.......................................................... ١٢١

الآية : ٣٦.................................................................. ١٢٧

الآية : ٣٧.................................................................. ١٣٢

الآيتان : ٣٨ و ٣٩.......................................................... ١٣٥

الآية : ٤٠.................................................................. ١٣٦

الآية : ٤١.................................................................. ١٣٧

الآيات : ٤٢ ـ ٤٥........................................................... ١٣٩

الآيتان : ٤٦ و ٤٧.......................................................... ١٤٠

الآيتان : ٤٨ و ٤٩.......................................................... ١٤١

الآيات : ٥٠ ـ ٥٤........................................................... ١٤٢

الآيات : ٥٥ ـ ٥٧........................................................... ١٤٣

الآيتان : ٥٨ و ٥٩.......................................................... ١٤٤

الآية : ٦٠.................................................................. ١٤٥

الآيات : ٦١ ـ ٦٣........................................................... ١٤٩

الآيات : ٦٤ ـ ٦٦........................................................... ١٥٠

الآيات : ٦٧ ـ ٦٩........................................................... ١٥٢

الآيتان : ٧٠ و ٧١.......................................................... ١٥٣

الآية : ٧٢.................................................................. ١٥٤

الآيتان : ٧٣ و ٧٤.......................................................... ١٥٦

الآيات : ٧٥ ـ ٧٨........................................................... ١٦١

الآية : ٧٩.................................................................. ١٦٣

الآية : ٨٠.................................................................. ١٦٥

٥٣١

الآيتان : ٨١ و ٨٢.......................................................... ١٦٦

الآيتان : ٨٣ و ٨٤.......................................................... ١٦٩

الآيات : ٨٥ ـ ٨٧........................................................... ١٧٢

الآيات : ٨٨ ـ ٩٠........................................................... ١٧٣

الآيات : ٩١ ـ ٩٣........................................................... ١٧٤

الآيات : ٩٤ ـ ٩٩........................................................... ١٧٦

الآية : ١٠٠................................................................. ١٧٧

الآية : ١٠١................................................................. ١٧٨

الآية : ١٠٢................................................................. ١٨٠

الآيتان : ١٠٣ و ١٠٤....................................................... ١٨١

الآية : ١٠٥................................................................. ١٨٣

الآيات : ١٠٦ ـ ١٠٨........................................................ ١٨٤

الآيتان : ١٠٩ و ١١٠....................................................... ١٩٠

الآيتان : ١١١ و ١١٢....................................................... ١٩١

الآيتان : ١١٣ و ١١٤....................................................... ١٩٣

الآيتان : ١١٥ و ١١٦....................................................... ١٩٨

الآية : ١١٧................................................................. ١٩٩

الآيتان : ١١٨ و ١١٩....................................................... ٢٠٠

الآيتان : ١٢٠ و ١٢١....................................................... ٢٠٥

الآية : ١٢٢................................................................. ٢٠٦

الآية : ١٢٣................................................................. ٢٠٨

الآيتان : ١٢٤ و ١٢٥....................................................... ٢٠٩

الآيتان : ١٢٦ و ١٢٧....................................................... ٢١٠

الآيتان : ١٢٨ و ١٢٩....................................................... ٢١١

سورة يونس

الآيتان : ١ و ٢.............................................................. ٢١٥

٥٣٢

الآية : ٣.................................................................... ٢١٦

الآيات : ٤ ـ ٦.............................................................. ٢١٧

الآيات : ٧ ـ ١٠............................................................. ٢١٨

الآيتان : ١١ و ١٢.......................................................... ٢٢٠

الآيات : ١٣ ـ ١٦........................................................... ٢٢١

الآية : ١٧.................................................................. ٢٢٢

الآيتان : ١٨ و ١٩.......................................................... ٢٢٤

الآية : ٢٠.................................................................. ٢٢٥

الآيات : ٢١................................................................ ٢٢٦

الآيتان : ٢٤ و ٢٥.......................................................... ٢٢٧

الآية : ٢٦.................................................................. ٢٢٩

الآية : ٢٧.................................................................. ٢٣٠

الآيات : ٢٨ ـ ٣٠........................................................... ٢٣١

الآيات : ٣١ ـ ٣٣........................................................... ٢٣٢

الآيات : ٣٤ ـ ٣٦........................................................... ٢٣٣

الآيات : ٣٧ ـ ٤٠........................................................... ٢٣٤

الآيات : ٤١ ـ ٤٤........................................................... ٢٣٥

الآية : ٤٥.................................................................. ٢٣٦

الآيتان : ٤٦ و ٤٧.......................................................... ٢٣٧

الآيات : ٤٨ ـ ٥٤........................................................... ٢٣٨

الآيات : ٥٥ ـ ٦٠........................................................... ٢٣٩

الآية : ٦١.................................................................. ٢٤١

الآيات : ٦٢ ـ ٦٤........................................................... ٢٤٢

الآيات : ٦٥ ـ ٦٧........................................................... ٢٤٥

الآيات : ٦٨ ـ ٧٣........................................................... ٢٤٦

الآية : ٧٤.................................................................. ٢٤٧

٥٣٣

الآيات : ٧٦ ـ ٧٨........................................................... ٢٤٨

الآيات : ٧٩ ـ ٨٢........................................................... ٢٤٩

الآية : ٨٣.................................................................. ٢٥٠

الآيات : ٨٤ ـ ٨٧........................................................... ٢٥١

الآيتان : ٨٨ و ٨٩.......................................................... ٢٥٢

الآيات : ٩٠ ـ ٩٢........................................................... ٢٥٣

الآية : ٩٣.................................................................. ٢٥٦

الآيات : ٩٤ ـ ٩٧........................................................... ٢٥٧

الآية : ٩٨.................................................................. ٢٥٨

الآيتان : ٩٩ و ١٠٠......................................................... ٢٥٩

الآيات : ١٠١ ـ ١٠٧........................................................ ٢٦٠

الآيتان : ١٠٨ و ١٠٩....................................................... ٢٦١

سورة هود

الآيات : ١ ـ ٤.............................................................. ٢٦٢

الآية : ٥.................................................................... ٢٦٣

الآية : ٦.................................................................... ٢٦٤

الآيتان : ٧ و ٨.............................................................. ٢٦٥

الآيات : ٩ ـ ١٤............................................................. ٢٦٨

الآيتان : ١٥ و ١٦.......................................................... ٢٦٩

الآية : ١٧.................................................................. ٢٧٠

الآيات : ١٨ ـ ٢٢........................................................... ٢٧١

الآيتان : ٢٣ و ٢٤.......................................................... ٢٧٣

الآيات : ٢٥ ـ ٢٧........................................................... ٢٧٤

الآيات : ٢٨ ـ ٣١........................................................... ٢٧٥

الآيات : ٣٢ ـ ٣٩........................................................... ٢٧٦

الآية : ٤٠.................................................................. ٢٧٨

٥٣٤

الآيات : ٤١ ـ ٤٣........................................................... ٢٧٩

الآية : ٤٤.................................................................. ٢٨٠

الآيات : ٤٥ ـ ٤٧........................................................... ٢٨٢

الآية : ٤٨.................................................................. ٢٨٣

الآيات : ٤٩ ـ ٥٢........................................................... ٢٨٤

الآيات : ٥٣ ـ ٦٠........................................................... ٢٨٥

الآيات : ٦١ ـ ٦٣........................................................... ٢٨٦

الآيات : ٦٤ ـ ٧٣........................................................... ٢٨٧

الآيات : ٧٤ ـ ٧٩........................................................... ٢٨٩

الآيتان : ٨٠ و ٨١.......................................................... ٢٩١

الآيتان : ٨٢ و ٨٣.......................................................... ٢٩٣

الآية : ٨٤.................................................................. ٢٩٤

الآيات : ٨٥ ـ ٨٧........................................................... ٢٩٥

الآية : ٨٨.................................................................. ٢٩٦

الآيتان : ٨٩ و ٩٠.......................................................... ٢٩٧

الآيات : ٩١ ـ ٩٥........................................................... ٢٩٨

الآيات : ٩٦ ـ ١٠١......................................................... ٢٩٩

الآيات : ١٠٢ ـ ١٠٥........................................................ ٣٠٠

الآيتان : ١٠٦ و ١٠٧....................................................... ٣٠١

الآية : ١٠٨................................................................. ٣٠٢

الآيات : ١٠٩ ـ ١١٣........................................................ ٣٠٣

الآيتان : ١١٤ و ١١٥....................................................... ٣٠٤

الآيتان : ١١٦ و ١١٧....................................................... ٣٠٩

الآيتان : ١١٨ و ١١٩....................................................... ٣١٠

الآيتان : ١٢٠ ـ ١٢٢........................................................ ٣١١

الآية : ١٢٣................................................................. ٣١٢

٥٣٥

سورة يوسف

الآيات : ١ ـ ٣.............................................................. ٣١٣

الآية : ٤.................................................................... ٣١٦

الآية : ٥.................................................................... ٣١٧

الآيات : ٦ ـ ١٠............................................................. ٣١٨

الآيتان : ١١ و ١٢.......................................................... ٣١٩

الآيات : ١٣ ـ ١٥........................................................... ٣٢٠

الآيات : ١٦ ـ ١٨........................................................... ٣٢١

الآيتان : ١٩ و ٢٠.......................................................... ٣٢٢

الآيتان : ٢١ و ٢٢.......................................................... ٣٢٤

الآية : ٢٣.................................................................. ٣٢٥

الآية : ٢٤.................................................................. ٣٢٦

الآيات : ٢٥ ـ ٢٩........................................................... ٣٢٨

الآيات : ٣٠ ـ ٣٤........................................................... ٣٢٩

الآية : ٣٥.................................................................. ٣٣١

الآية : ٣٦.................................................................. ٣٣٢

الآيات : ٣٧ ـ ٤٠........................................................... ٣٣٣

الآية : ٤١.................................................................. ٣٣٤

الآيات : ٤٢ ـ ٤٩........................................................... ٣٣٥

الآيات : ٥٠ ـ ٥٣........................................................... ٣٣٧

الآيتان : ٥٤ و ٥٥.......................................................... ٣٣٨

الآيتان : ٥٦ و ٥٧.......................................................... ٣٣٩

الآيات : ٥٨ ـ ٦٢........................................................... ٣٤٠

الآيتان : ٦٣ و ٦٤.......................................................... ٣٤١

الآيات : ٦٥ ـ ٦٨........................................................... ٣٤٢

الآيات : ٦٩ ـ ٧٦........................................................... ٣٤٣

٥٣٦

الآية : ٧٧.................................................................. ٣٤٤

الآيتان : ٧٨ و ٧٩.......................................................... ٣٤٥

الآيات : ٨٠ ـ ٨٦........................................................... ٣٤٦

الآيتان : ٨٧ و ٨٨.......................................................... ٣٤٨

الآيات : ٨٩ ـ ٩٢........................................................... ٣٤٩

الآيات : ٩٣ ـ ٩٥........................................................... ٣٥٠

الآيات : ٩٦ ـ ٩٨........................................................... ٣٥١

الآيتان : ٩٩ و ١٠٠......................................................... ٣٥٢

الآية : ١٠١................................................................. ٣٥٤

الآيات : ١٠٢ ـ ١٠٤........................................................ ٣٥٧

الآيات : ١٠٥ ـ ١٠٧........................................................ ٣٥٨

الآية : ١٠٨................................................................. ٣٦١

الآية : ١٠٩................................................................. ٣٦٢

الآية : ١١٠................................................................. ٣٦٣

الآية : ١١١................................................................. ٣٦٥

سورة الرعد

الآيتان : ١ و ٢.............................................................. ٣٦٧

الآيتان : ٣ و ٤.............................................................. ٣٦٩

الآية : ٥.................................................................... ٣٧٠

الآية : ٦.................................................................... ٣٧١

الآية : ٧.................................................................... ٣٧٢

الآيتان : ٨ و ٩.............................................................. ٣٧٣

الآيتان : ١٠ و ١١.......................................................... ٣٧٤

الآيتان : ١٢ و ١٣.......................................................... ٣٧٨

الآية : ١٤.................................................................. ٣٨٢

الآيتان : ١٥ و ١٦.......................................................... ٣٨٣

٥٣٧

الآية : ١٧.................................................................. ٣٨٤

الآيتان : ١٨ و ١٩.......................................................... ٣٨٦

الآيات : ٢٠ ـ ٢٤........................................................... ٣٨٧

الآيتان : ٢٥ و ٢٦.......................................................... ٣٨٩

الآيات : ٢٧ ـ ٢٩........................................................... ٣٩٠

الآية : ٣٠.................................................................. ٣٩٥

الآية : ٣١.................................................................. ٣٩٦

الآيتان : ٣٢ و ٣٣.......................................................... ٣٩٨

الآيتان : ٣٤ و ٣٥.......................................................... ٣٩٩

الآيتان : ٣٦ و ٣٧.......................................................... ٤٠١

الآيتان : ٣٨ و ٣٩.......................................................... ٤٠٢

الآيتان : ٤٠ و ٤١.......................................................... ٤٠٥

الآية : ٤٢.................................................................. ٤٠٦

الآية : ٤٣.................................................................. ٤٠٧

سورة إبراهيم

الآيات : ١ ـ ٣.............................................................. ٤٠٩

الآيتان : ٤ و ٥.............................................................. ٤١٠

الآيات : ٦ ـ ٨.............................................................. ٤١١

الآية : ٩.................................................................... ٤١٢

الآيات : ١٠ ـ ١٢........................................................... ٤١٤

الآيات : ١٣ ـ ١٧........................................................... ٤١٥

الآيات : ١٨ ـ ٢٠........................................................... ٤١٨

الآية : ٢١.................................................................. ٤١٩

الآيتان : ٢٢ و ٢٣.......................................................... ٤٢٠

الآيات : ٢٤ ـ ٢٦........................................................... ٤٢٢

الآية : ٢٧.................................................................. ٤٢٤

٥٣٨

الآيات : ٢٨ ـ ٣٠........................................................... ٤٣٦

الآية : ٣١.................................................................. ٤٣٨

الآيات : ٣٢ ـ ٣٤........................................................... ٤٣٩

الآيتان : ٣٥ و ٣٦.......................................................... ٤٤٠

الآية : ٣٧.................................................................. ٤٤١

الآيات : ٣٨ ـ ٤٣........................................................... ٤٤٢

الآيات : ٤٤ ـ ٤٦........................................................... ٤٤٣

الآيتان : ٤٧ و ٤٨.......................................................... ٤٤٤

الآيات : ٤٩ ـ ٥١........................................................... ٤٤٧

الآية : ٥٢.................................................................. ٤٤٩

سورة الحجر

الآيات : ١ ـ ٣.............................................................. ٤٥٠

الآيات : ٤ ـ ٩.............................................................. ٤٥٢

الآيات : ١٠ ـ ١٥........................................................... ٤٥٣

الآيات : ١٦ ـ ٢٠........................................................... ٤٥٤

الآيات : ٢١ ـ ٢٥........................................................... ٤٥٥

الآيتان : ٢٦ و ٢٧.......................................................... ٤٥٧

الآيات : ٢٨ ـ ٣٣........................................................... ٤٥٨

الآيات : ٣٤ ـ ٤٤........................................................... ٤٥٩

ا لآيات : ٤٥ ـ ٥٠.......................................................... ٤٦١

الآيات : ٥١ ـ ٦٤........................................................... ٤٦٤

الآيات : ٦٥ ـ ٧٢........................................................... ٤٦٥

الآيات : ٧٣ ـ ٧٧........................................................... ٤٦٦

الآيات : ٧٨ ـ ٨٤........................................................... ٤٦٧

الآيات : ٨٥ ـ ٨٨........................................................... ٤٦٨

الآيات : ٨٩ ـ ٩٣........................................................... ٤٧٠

٥٣٩

الآيات : ٩٤ ـ ٩٩........................................................... ٤٧٣

سورة النحل

الآية : ١.................................................................... ٤٧٦

الآيات : ٢ ـ ٤.............................................................. ٤٧٧

الآيات : ٥ ـ ٨.............................................................. ٤٧٨

الآية : ٩.................................................................... ٤٨٠

الآيتان : ١٠ و ١١.......................................................... ٤٨١

الآيات : ١٢ ـ ١٨........................................................... ٤٨٢

الآيات : ١٩ ـ ٢٣........................................................... ٤٨٤

الآيتان : ٢٤ و ٢٥.......................................................... ٤٨٥

الآيتان : ٢٦ و ٢٧.......................................................... ٤٨٦

الآيات : ٢٨ ـ ٣٢........................................................... ٤٨٧

الآيتان : ٣٣ و ٣٤.......................................................... ٤٨٨

الآيات : ٣٥ ـ ٣٧........................................................... ٤٨٩

الآيات : ٣٨ ـ ٤٠........................................................... ٤٩٠

الآيتان : ٤١ و ٤٢.......................................................... ٤٩١

الآيتان : ٤٣ و ٤٤.......................................................... ٤٩٢

الآيات : ٤٥ ـ ٤٧........................................................... ٤٩٣

الآيات : ٤٨ ـ ٥٥........................................................... ٤٩٤

الآيات : ٥٦ ـ ٦٠........................................................... ٤٩٥

الآيتان : ٦١ و ٦٢.......................................................... ٤٩٦

الآيات : ٦٣ ـ ٦٥........................................................... ٤٩٧

الآيتان : ٦٦ و ٦٧.......................................................... ٤٩٨

الآيتان : ٦٨ و ٦٩.......................................................... ٤٩٩

الآيتان : ٧٠ و ٧١.......................................................... ٥٠٢

الآية : ٧٢.................................................................. ٥٠٣

٥٤٠