تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٧

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

عبيد الله بن غالب بن وارث بن عبيد الله بن مرّة بن كعب بن همّام بن أسد بن مرّة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ـ ع. إلا ق. ـ

أنبأني بنسبه هذا أبو الغنائم القيسيّ : أنا أبو اليمن الكنديّ ، أنا أبو منصور ، أنا الخطيب أبو بكر : حدّثني أبو الخطّاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد ، عن ابن عمّه أبي محمد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم قال : إسحاق بن راهويه هو إسحاق بن إبراهيم ، فذكره.

قلت : هو أحد الأئمّة الأعلام المتبوعين ، أبو يعقوب التميميّ الحنظليّ المروزيّ الإمام ، نزيل نيسابور وعالمها.

ولد سنة إحدى وستّين ومائة (١).

وسمع من : عبد الله بن المبارك سنة بضع وسبعين ، فترك الرواية عنه

__________________

= ٥١٧ ، ٥٤٠ ، ٥٥٥ ، ٥٧٩ ، ٧٣٨ ، ٨١٣ ، ٨٧١ ، ٩٣٠ ، ٩٨٨ ، ١٢٠١. والمعارف لابن قتيبة ٢٨٧ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٥٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٠٩ رقم ٧١٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١١٥ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٧٢ رقم ٦٨ ، وحلية الأولياء ٩ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، ١٧١ ، ٢٣٨ ، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي ، تخريج الصوري (بتحقيقنا) ١٠٢ ، ١١٤ ، ١١٦ ، وذكر أسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ (٤١٨) رقم ٤٦ ، والفهرست لابن النديم ٢٨٦ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٣٤٥ ـ ٣٥٥ رقم ٣٣٨١ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٢٢٩ ، ٣١١ ، ٣٧٨ ، ٣٩٢ ، ٤٣١ ، ٥١٨ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ١ / ٤٢٨ ، والسابق واللاحق ، له ١٣٥ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٣٤٥ رقم ٣٣٨١ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٨ رقم ١٠٧ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٧٤ رقم ١٤٣ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ١٠٩ رقم ١٢٢ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٧٠ ، ومروج الذهب ٢٩٧٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٢ ـ ٤١٧ ، وطبقات الشافعية للسبكي ١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٨ ، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي ٩٩ ، وأدب القاضي للماوردي ١ / ٢٠٦ و ٢ / ٩٧ ، ٢٤١ ، ٢٦٤ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٣٧٣ ـ ٣٨٨ رقم ٣٣٢ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٣ رقم ٨٩٦ ، والكاشف ١ / ٥٩ رقم ٢٧٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٨٢ ، ١٨٣ رقم ٧٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٣٥٨ ـ ٣٨٣ رقم ٧٩ ، وتذكرة الحفّاظ ٢ / ٤٣٣ ، والعبر ١ / ٤٢٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٢١ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٧ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٨٦ ـ ٣٨٨ رقم ٣٨٢٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٨٣ ـ ٨٩. وتهذيب التهذيب ١ / ٢١٦ ـ ٢١٩ رقم ٤٠٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥٤ رقم ٣٧٤ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٩٠ ، وطبقات الحفّاظ ١٨٨ ، ١٨٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٧ ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ١ / ١٠٢ ، وشذرات الذهب ٢ / ٨٩ ، والرسالة المستطرفة للكتّاني ٦٥ ، والأعلام ١ / ٢٨٤ ، ومعجم المؤلفين ٢ / ٢٨٨ ، وتاريخ التراث العربيّ ١ / ١٦٣ ، ١٦٤ رقم ٥٤.

(١) في المعجم المشتمل لابن عساكر ٧٤ رقم ١٤٣ : ولد سنة ست وستين ومائة.

٨١

لكونه لم يتقن الأخذ عنه كما يحبّ.

وارتحل في طلب العلم سنة أربع وثمانين (١).

قال عليّ بن إسحاق بن راهويه ، فيما رواه عنه عثمان بن جعفر اللّبّان ، : ولد أبي من بطن أمّه مثقوب الأذنين ، فمضى جدّي راهويه إلى الفضل بن موسى ، فسأله عن ذلك ، فقال : يكون ابنك رأسا إمّا في الخير ، وإمّا في الشّرّ (٢).

وقال أحمد بن سلمة : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : قال لي عبد الله بن طاهر : لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قلت : إنّ أبي ولد في طريق مكّة ، فقالت المراوزة : راهويه ، بأنّه ولد في الطريق. وكان أبي يكره هذا ، وأمّا أنا فلست أكرهه (٣).

سمع إسحاق قبل الرحلة من : ابن المبارك ، والفضل السّينانيّ ، وأبي تميلة ، ويحيى بن واضح (٤) ، وعمر بن هارون ، والنّضر بن شميل.

وفي الرحلة من : جرير بن عبد المجيد ، وسفيان بن عيينة ، وعبد العزيز الدّار الدّارقطنيّ ، وفضيل بن عياض ، ومعتمر بن سليمان ، وعيسى بن يونس ، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ ، وابن عليّة ، وأسباط بن محمد ، وبقيّة بن الوليد ، وحاتم بن إسماعيل ، وحفص بن غياث ، وأبي خالد الأحمر سليمان بن حيّان ، وشعيب بن إسحاق ، وعبد الله بن إدريس ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وعبد الرحمن بن مهديّ ، وعبد الرزّاق ، وعبد الوهاب الثّقفيّ ، وعتّاب بن بشير الجنديّ ، وأبي معاوية ، وغندر ، وابن فضيل ، والوليد بن مسلم ، وأبي بكر بن عيّاش ، وخلق سواهم.

وعنه : الجماعة سوى ق. ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين قريناه ، ويحيى بن آدم شيخه ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ ، وإسحاق الكوسج ، وأحمد بن

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٧.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٧.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٨.

(٤) في الأصل : «وأبي تميلة ونجيح يحيى بن واضح» ، وليس في شيوخه من اسمه «نجيح». انظر :

تهذيب الكمال ٢ / ٣٧٣ ـ ٣٧٦.

٨٢

سلمة ، وإبراهيم بن أبي طالب ، وموسى بن هارون ، وعبد الله بن محارب شيرويه ، ومحمد بن رافع ، والحسن بن سفيان ، ومحمد بن نصر المروزيّ ، وابنه محمد بن إسحاق ، وجعفر الفريابيّ ، وإسحاق بن إبراهيم النّيسابوريّ البستيّ ، وخلق آخرهم أبو العبّاس السّرّاج.

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهيّ ، أنا الفتح بن عبد الله الكاتب ، أنا محمد بن عمر ، [و] (١) محمد بن أحمد الطّرائفيّ ، ومحمد بن عليّ ابن الدّاية قالوا : أنا أبو جعفر محمد ابن المسلمة ، أنا أبو الفضل عبيد الله الزّهريّ ، أنا جعفر بن محمد : ثنا إسحاق بن راهويه : أنا عيسى بن يونس ، نا الأوزاعيّ ، عن [هارون] (٢) بن رياب أنّ عبد الله بن عمرو لمّا حضرته الوفاة خطب إليه رجل ابنته قالت : إنّي قد قلت فيه قولا شبيها بالعدة ، وإنّي أكره أن ألقى الله بثلث النّفاق (٣).

أنبأنا عبد الله بن يحيى ، وجماعة إجازة ، قالوا : أنا إبراهيم بن بركات ، أنا أبو القاسم الحافظ أنا القاسم النّسيب أنا أبو بكر الخطيب ، أنا عليّ بن أحمد الرّزّاز ، أنبا جعفر بن محمد بن الحكم ، أنا أحمد بن عليّ الأبّار (ح) وأنبأنا ابن علّان ، أنا الكنديّ ، نا القزّاز ، نا الخطيب ، أنا الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذيّ القاضي (٤) ، أنا أحمد بن محمد بن بندار الأستراباذيّ ، نا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ قالا : ثنا الوليد بن شجاع : حدّثني بقيّة ، عن إسحاق بن راهويه : نا المعتمر بن سليمان ، عن ابن فضالة عن أبيه ، عن علقمة بن عبد الله (٥) ، قال : «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن كسر سكّة المسلمين الجائزة إلّا من بأس» (٦).

وقد روى عن إسحاق : أبو العبّاس السّرّاج كما قدّمنا ، وعاش بعد بقيّة مائة وستّ عشرة سنة (٧).

__________________

(١) في الأصل بياض ، وزيادة «و» من تذكرة الحفّاظ.

(٢) في الأصل بياض ، والاستدراك من تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٣٤.

(٣) تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٣٤.

(٤) تكرّرت «القاضي» في الأصل.

(٥) في الأصل : «عن علقمة ، عن عبد الله ، عن أبيه» ، والتصحيح من «تاريخ بغداد».

(٦) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٦.

(٧) السابق واللاحق ١٣٥.

٨٣

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ثنا أبي : سمعت إسحاق بن راهويه يروي عن عيسى بن يونس قال : لو أردت أبا بكر بن أبي مريم على أن يجمع لي فلانا وفلانا لفعل ، يعني : يقول عن راشد بن سعد ، وضمرة ، وحبيب بن عتبة.

قال عبد الله : لم يرو أبي عن إسحاق غير هذا.

وقال موسى بن هارون : قلت لإسحاق : من أكبر ، أنت أو أحمد؟

فقال : هو أكبر منّي في السّنّ وغيره (١).

وكان مولد إسحاق في سنة ستّ وستّين ومائة فيما يروي موسى.

وقال محمد بن رافع : قال [إسحاق بن راهويه] (٢) : كتب عنّي يحيى بن آدم ألفي حديث.

وقال حاشد بن مالك : سمعت وهب بن جرير يقول : جزى الله إسحاق بن راهويه ، وصدقة ، يعني ابن الفضيل ، ومعمر عن الإسلام خيرا ، أحيوا السّنّة بالمشرق. معمر هو ابن بشر (٣).

وقال نعيم بن حمّاد : إذا رأيت الخراسانيّ يتكلّم في إسحاق بن راهويه فاتّهمه في دينه (٤).

وقال أحمد بن حفص السّعديّ : قال أحمد وأنا حاضر : لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق ، وإن كان يخالفنا في أشياء ، فإنّ النّاس لم تزل يخالف بعضهم بعضا (٥).

وقال محمد بن أسلم الطّوسيّ حين مات إسحاق : ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق ، يقول الله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (٦). وكان أعلم النّاس. ولو كان سفيان الثّوريّ في الحياة لاحتاج إلى إسحاق (٧).

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٧.

(٢) في الأصل بياض ، والإستدراك يقتضيه السياق.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٨.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٨.

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٨.

(٦) سورة فاطر ، الآية ٢٨.

(٧) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٩.

٨٤

وقال أحمد بن سعيد الرّباطيّ : لو كان الثّوريّ ، والحمّادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. [قال محمد : فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصفّار ، فقال : والله لو كان الحسن البصريّ في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء] (١) كثيرة.

وقال الدّارميّ : ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقة (٢).

وعن أحمد بن حنبل ، وسئل عن إسحاق فقال : لا أعرف له بالعراق نظيرا (٣).

وقال حنبل : سمعت أحمد بن حنبل ، وسئل عن إسحاق ، فقال : مثل إسحاق يسأل عنه؟ إسحاق عندنا إمام (٤).

وقال النّسائيّ : إسحاق بن راهويه أحد الأئمّة ، ثقة مأمون. سمعت سعيد ابن ذؤيب يقول : ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق (٥).

وقال ابن خزيمة : والله لو كان إسحاق في التّابعين لأقرّوا له بحفظه وعلمه وفقهه (٦).

وقال عليّ بن خشرم : نا ابن فضيل ، عن ابن شبرمة ، عن الشّعبيّ قال : ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ، ولا حدّثني رجل بحديث قطّ إلّا حفظته.

فحدّثت بهذا إسحاق بن راهويه فقال : تعجب من هذا؟

قلت : نعم.

قال : ما كنت أسمع شيئا إلّا حفظته وكأنّي انظر في سبعين ألف حديث ، أو قال أكثر من سبعين ألف حديث في كتبي (٧).

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل ، ومكانه بياض ، استدركته من تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٩.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٩.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ٣٤٩.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٠ وفيه : «إمام من أئمة المسلمين».

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٠.

(٦) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٠.

(٧) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥١ ، ٣٥٢.

٨٥

وقال أبو داود الخفّاف : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : لكأنّي انظر إلى مائة ألف حديث في كتبي ، وثلاثين ألفا أسردها (١).

قال : وأملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها علينا ، فما زاد حرفا ، ولا نقص حرفا. رواها ابن عديّ ، عن يحيى بن زكريّا بن حسون ، سمع أبا داود فذكرها (٢).

وعن إسحاق قال : ما سمعت شيئا إلّا وحفظته ، ولا حفظت شيئا قطّ فنسيته (٣).

وقال أبو يزيد محمد بن يحيى : سمعت إسحاق يقول : أحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب (٤).

وقال أحمد بن سلمة : سمعت أبا حاتم الرازيّ يقول : ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن راهويه وحفظه ، فقال أبو زرعة : ما رئي ، أحفظ من إسحاق (٥).

قال أبو حاتم : والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط ، مع ما رزق من الحفظ.

قال : فقلت لأبي حاتم إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه.

فقال أبو حاتم : وهذا أعجب ، فإنّ ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التّفسير وألفاظها (٦).

وقال إبراهيم بن أبي طالب : فاتني عن إسحاق مجلس من مسندة ، وكان يمليه حفظا ، فوددت إليه مرارا ليعيده ، فيعتذر. فقصدته يوما لا سأله إعادته ، وقد حمل إليه حنطة من الرّستاق ، فقال لي : تقوم عندهم : وتكتب وزن هذه الحنطة ، فإذا فرغت أعدت لك. ففعلت ذلك ، فسألني عن أول حديث من المجلس ، ثم

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٢.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٤.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٤.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٢.

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٣.

(٦) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٣.

٨٦

اتّكأ على عضادة الباب ، فأعاد المجلس حفظا. وكان قد أملى «المسند» كلّه حفظا (١).

قال البرقانيّ : قرأنا على أبي أحمد بن إبراهيم الخوارزميّ بها : حدّثني أبو محمد عبد الله بن أبيّ القاضي : سمعت إسحاق ـ يعني ابن راهويه ـ يقول : تاب رجل من الزّندقة ، وكان يبكي ويقول : كيف تقبل توبتي ، وقد زوّرت أربعة آلاف حديث تدور في أيدي النّاس (٢).

وقال أبو عبد الله بن الأثرم : سمعت محمد بن إسحاق بن راهويه يقول : دخلت على أحمد بن حنبل فقال : أنت ابن أبي يعقوب؟

قلت : بلى.

قال : أما إنّك لو لزمته كان أكثر لفائدتك ، فإنّك لم تر مثله (٣).

وقال أبو داود : تغير إسحاق قبل موته بخمسة أشهر ، وسمعت منه في تلك الأيّام فرميت به (٤).

وقال قتيبة : الحفّاظ بخراسان : إسحاق بن راهويه ، ثم عبد الله الدّارميّ ، ثم محمد بن إسماعيل.

وقال أحمد بن يوسف السّلميّ : سمعت يحيى بن يحيى يقول : قالت لي امرأتي : كيف تقدّم إسحاق بين يديك ، وأنت أكبر منه؟

قلت : إسحاق أكثر منّي علما ، وأنا أحسن منه (٥).

وقال عبد الله بن أحمد بن شبّويه : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إسحاق لم يلق مثله.

وعن فضل بن عبدان الحميريّ : سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان ، فقال : إسحاق فلم تر مثله. وأمّا الحسين بن عليّ البسطاميّ ففقيه ،

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٤.

(٢) انظر : تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٢.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٤.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٥.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٣.

٨٧

وأمّا إسماعيل بن سعيد الشالنجيّ ففقيه عالم. وأمّا أبو عبد الله العطّار ، فبصير بالعربيّة والنّحو. وأمّا محمد بن أسلم ، فلو أمكنتني زيارته لزرته (١).

وقال أحمد بن سلمة : قلت لأبي حاتم : أقبلت على قول أحمد بن حنبل ، وإسحاق؟

فقال : لا أعلم في دهر ولا بمصر مثل هذين الرجلين.

وقال داود بن الحسين البيهقيّ : سمعت إسحاق الحنظليّ يقول : دخلت على عبد الله بن طاهر الأمير ، وفي كمّي تمر آكله. فنظر إليّ وقال : يا أبا يعقوب إن لم يكن تركك للرّياء من الرياء ، فما في الدّنيا أقلّ رياء منك (٢).

وقال أحمد بن سعيد الرّباطيّ في إسحاق بن راهويه رحمه‌الله :

قربي إلى الله دعاني إلى

حبّ أبي يعقوب إسحاق

لم يجعل القرآن خلقا كما

قد قاله زنديق فسّاق

يا حجّة الله على خلقه

في سنّة الماضين للباقي

أبوك إبراهيم محض التّقى

سبّاق مجد وابن سبّاق (٣)

وقال أحمد بن كامل : [أخبرني أبو يحيى] (٤) الشّعرانيّ أنّ إسحاق توفّي سنة ثمان وثلاثين ومائتين (٥) ، وأنّه كان يخضب بالحنّاء.

وقال [لي : ما رأيت] (٦) بيده كتابا قطّ ، وما كان يحدّث إلّا حفظا.

وقال : كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم وجدته فردا ، فإذا جئت إلى أمر الدّنيا رأيته لا رأي له (٧).

وقال أحمد بن سلمة : سمعت إسحاق الحنظليّ ، رضي‌الله‌عنه ، يقول :

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥١ ، تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٤.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٧.

(٣) الأبيات في : حلية الأولياء ٩ / ٢٣٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٨٧ ، ٨٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٥ ، وفيه بيت زائد بعد الثاني :

جماعة السّنة ادابه

يقيم من شدّ على ساق

(٤) في الأصل بياض. والّذي بين الحاصرتين استدركته من تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٥.

(٥) وقيل : سنة سبع وثلاثين. (المعجم المشتمل لابن عساكر ٧٤ رقم ١٤٣).

(٦) ما بين الحاصرتين استدركته من تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٤ ، ومكانه بياض في الأصل.

(٧) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٤.

٨٨

ليس بين أهل العلم اختلاف أنّ القرآن كلام الله وليس بمخلوق. وكيف يكون [كلام] (١) الربّ عزوجل مخلوقا؟.

وقال السّرّاج : سمعت إسحاق الحنظليّ يقول : دخلت على طاهر بن عبد الله وعنده منصور بن طلحة ، فقال لي منصور : يا أبا يعقوب ، تقول إنّ الله ينزل كلّ ليلة.

قلت : نؤمن به ، إذا أنت لا تؤمن أنّ لك في السّماء ربّا لا تحتاج أن تسألني عن هذا.

فقال له طاهر : ألم أنهك عن هذا الشيخ؟.

وقال أبو داود : سمعت ابن راهويه يقول : من قال : لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق ، فهو جهميّ.

وعن إسحاق بن راهويه قال : إذا قال لك الجهميّ : كيف ينزل ربّنا إلى سماء الدّنيا؟ فقل : كيف صعد؟.

وقال الدّولابيّ : قال محمد بن إسحاق بن راهويه : ولد أبي سنة ثلاث وستّين ومائة ، وتوفّي ليلة النّصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين (٢).

قال : وفيه يقول الشاعر :

يا هدّة ما هددنا (٣) ليلة الأحد

بنصف شعبان لا تنسى بد الدّهر (٤)

قال الخطيب (٥) : فهذا يدلّ على أنّ مولده كان في سنة إحدى وستّين.

وقال أبو عمرو المستملي النّيسابوريّ : توفّي ليلة نصف شعبان ، وله سبع (٦) وسبعون سنة.

__________________

(١) زيادة يقتضيها السياق ، ومكانها بياض في الأصل.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٣٥٥ ، وبها أرّخه البخاري في تاريخه الكبير ١ / ٣٧٩ ، والصغير ٢٣٣.

(٣) في تهذيب تاريخ دمشق : «ما هددتنا».

(٤) هكذا في الأصل ، وفي تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٣ ، وطبقات الشافعية للسبكي ٢ / ٨٨ : «في نصف شعبان لا تنسى مدى الأبد». وفي سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٧٧ : «لا تنسى بد الأبد».

(٥) في تاريخ بغداد ٦ / ٣٠٥.

(٦) التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٣٨٠ ، وفي تاريخه الصغير ٢٣٣ : «خمس وسبعون».

٨٩

أخبرني عليّ بن [سلمة] (١) الكرابيسيّ ، وهو من الصّالحين ، قال : رأيت ليلة مات إسحاق [الحنظليّ] (٢) ارتفع [من الأرض] (٣) السماء من سكّة إسحاق ، ثم نزل فسقط في الموضع الّذي دفن فيه [إسحاق] (٤) ولم أشعر بموته ، فلمّا غدوت إذا بحفّار يحفر قبر إسحاق في الموضع الّذي رأيت القمر وقع فيه (٥).

وقال الحاكم : إسحاق بن راهويه ، وابن المبارك ، ومحمد بن يحيى ، هؤلاء دفنوا كتبهم.

٥٢ ـ إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضّحّاك بن المهاجر (٦).

أبو يعقوب الزّبيديّ الحمصيّ ، ابن زبريق.

عن : بقيّة ، وزيد بن يحيى بن عبيد ، وأبي مسهر ، وأبي المغيرة عبد القدّوس ، وغيرهم.

وعنه : إبراهيم الجوزجانيّ ، وعثمان الدّارميّ ، ويحيى بن عثمان المصريّ ، ويعقوب الفسويّ ، وآخر من حدّث عنه يحيى بن محمد بن عمروس المصريّ.

قال أبو حاتم (٧) : لا بأس به ، سمعت ابن معين أثنى عليه خيرا (٨).

__________________

(١) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٠.

(٢) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٠.

(٣) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٠.

(٤) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٠.

(٥) سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٠.

(٦) انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الزبيدي) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٣٨٠ رقم ١٢١٣ ، والمعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٢٦٩ ، ٣٠٩ ، ٣١٥ ، ٣٦٠ ، ٤١٦ ، و ٢ / ٢٢٠ ، ٣٤٨ ، ٤٨٠ و ٣ / ٢٧٨ ، ٢٨٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٠٩ رقم ٧١١ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١١٣ ، والإكمال لابن ماكولا ٤ / ٦١ (بالحاشية) ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٠ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٣٦٩ ـ ٣٧١ رقم ٣٣٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٨١ رقم ٧٣٠ ، وذيل الكاشف ٣٨ ، ٣٩ رقم ٤٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢١٥ ، ٢١٦ رقم ٤٠٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥٤ رقم! ٣٧.

(٧) الجرح والتعديل ٢ / ٢٠٩ رقم ٧١١.

(٨) ولقول أبي حاتم تتمّة ستأتي في آخر الترجمة.

٩٠

وقال النسائيّ في «الكنى» : روى عن عمرو بن الحارث الحمصيّ ، ليس بثقة (١).

وقال أبو داود : ليس بشيء.

وكذّبه محمد بن عوف.

قلت : وقد روى عنه البخاريّ في كتاب «الأدب» (٢) ، ومات بمصر في رمضان سنة ثمان وثلاثين (٣).

وهو أخو محمد بن إبراهيم (٤) ، وقد مرّ أبوهما آنفا (٥).

قال أبو حاتم (٦) بعد قوله : لا بأس به : لكنّهم يحسدونه.

٥٣ ـ إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعيّ الأمير (٧).

ابن عمّ طاهر بن الحسين الأمير. وكان يعرف بصاحب الجسر.

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٢٧٠.

(٢) برقم ٢٤٨ و ٤٩١ و ١٠٩٣ و ١١٥٥.

(٣) قاله ابن يونس في : تاريخ الغرباء الذين حدّثوا بمصر. (تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٠) وقال ابن حبّان : «مات بعد سنة ثلاثين ومائتين». (الثقات ٨ / ١١٣).

(٤) ستأتي ترجمته في هذه الطبقة.

(٥) برقم (٣٦) من هذه الطبقة.

(٦) الجرح والتعديل ٢ / ٢٠٩.

(٧) انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن مصعب) في :

المحبّر لابن حبيب ٢٩٦ ، ٣٧٦ ، والمعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٢٠٨ ، وبغداد لابن طيفور ١٨ ، ١٩ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ٩٠ ، ٩١ ، ١٤٥ ، ١٤٩ ، ١٨٤ ، ١٨٧ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٥٩٢ ، ٥٩٥ ، ٦٠٢ ، ٦٢٢ ، ٦٢٦ ، ٦٣١ ، ٦٣٤ ، ٦٣٧ ـ ٦٤٠ ، ٦٤٥ ، ٦٤٩ ، ٦٦٨ و ٩ / ٨ ، ٢٨ ، ٥٣ ، ٥٦ ، ٧٩ ، ١٠٠ ، ١٠٣ ، ١٠٧ ، ١٠٩ ، ١١٠ ، ١٢١ ، ١٢٢ ، ١٢٥ ، ١٣١ ، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٣٨ ، ١٣٩ ، ١٦١ ، ١٦٤ ، ١٦٦ ، ١٦٨ ، ١٦٩ ، ١٨١ ، ١٨٣ ، ٢٧٠ ، ٣٧٦ ، ٤٥١ ، وثمار القلوب للثعالبي ٢٢٦ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ١٩٧ ، ١٩٨ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٥٢ ، والهفوات النادرة للصابي ١٩٦ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١١١ ، ١١٢ ، ١١٤ ، وفتوح البلدان للبلاذري ٩٥ ، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة ٣٦٩ ، ومروج الذهب ٢٨١٣ ، ٢٨٩٥ ـ ٢٨٩٧ ، ٢٩٢٣ ، ٢٩٢٤ ، ٣٠٧٧ ، والتنبيه والإشراف ١٤٤ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٣٧ ، وزهر الآداب ٥٩٤ ، ٦١٥ ، ٦١٦ ، والأغاني ٥ / ٣٦٧ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٦٣ ، ٣٧٤ ، ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، ٣٨٠ ، ٤٠٠ ، ٤٠٣ ، وتجارب الأمم ٦ / ٤٥٢ ، ٤٦٣ ، ٤٦٤ ، ٤٦٥ ، ٤٦٦ ، ٤٦٨ ، ٤٧٠ ، ٥١٤ ، ٥٢٠ ، ٥٢٢ ، ٥٢٣ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٥٦ ، ٥٧ ، ٢٤٦ ، ٢٤٨ ، ٢٥٠ ، ٢٥٩ ، ٢٦٤ ، ٢٧٤ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٢٥ و ٦ / ٨٥ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٤ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٩٦ ، ٣٩٧ رقم ٣٨٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٧١ رقم ٧٢ ، وشذرات الذهب ٢ / ٨٤.

٩١

ولي إمرة بغداد مدّة طويلة ، أكثر من ثلاثين سنة ، وعلى يده أمتحن العلماء بأمر المأمون ، وأكرهوا على القول بخلق القرآن.

وكان خبيرا صارما سائسا حازما وافر العقل ، جوادا ممدّحا ، له مشاركة في العلم.

حكى المسعوديّ (١) في ذكر وفاته قال : حدّث عنه موسى بن صالح بن شيخ ابن عميرة أنّه رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم يقول له : أطلق القاتل. فارتاع وأمر بإحضار السّنديّ وعيّاش (٢) ، فسألهما : هل عندكما من قتل؟

قال عيّاش (٢) : نعم. وأحضروا رجلا فقال : إن صدقتني أطلقتك.

فابتدأ يحدّثه بخبره ، وذكر أنّه هو وجماعة كانوا يفعلون الفواحش ، فلمّا كان أمس جاءتهم عجوز تختلف إليهم للفساد ، فجاءتهم بصبيّة بارعة الجمال. فلمّا توسّطت الدّار صرخت صرخة وغشي عليها ، فبادرت إليها فأدخلتها بيتا ، وسكّنت روعها ، فقالت : الله الله فيّ يا فتيان ، خدعتني هذه وأخذتني بزعمها إلى عرس ، فهجمت بي عليكم ، وجدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمّي فاطمة ، فاحفظوهما فيّ.

فخرجت إلى أصحابي فعرّفتهم ، فقالوا : بل قضيت أربك. وبادروا إليها ، فحلت بينهم وبينها ، إلى أن تفاقم الأمر ، ونالتني جراح ، فعمدت إلى أشدّهم في أمرها فقتلته وأخرجتها. فقالت : سترك الله كما سترتني. فدخل الجيران وأخذت. فأطلقه إسحاق.

توفّي لستّ بقيت من ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين ومائتين. وولي بعده ابنه محمد. ذكره ابن النّجّار في تاريخه.

٥٤ ـ إسحاق بن إبراهيم بن ميمون (٣).

__________________

(١) في مروج الذهب ٤ / ٩٥ ، ٩٦.

(٢) في المروج «عباس» بمفردة.

(٣) انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن ميمون) في :

بغداد لابن طيفور ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١١١ ، ١٦٨ ، ١٧٣ ، ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨٢ ، ١٨٣ ، ١٩٠ ، والكامل في الأدب للمبرّد ١ / ٣٩٠ ، ٣٩١ ، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ ١٢٦ ، ٣١٠ ، ٣١٢ ، ٣٥٩ ـ ٣٦١ ، وتاريخ الطبري ٧ / ٦٥٠ و ٨ / ١٩ ، ٨٥ ، ٨٨ ، ٨٤ ، ٧٩٦ ٩٧ ، ١٧٥ ، ٢١٠ ، =

٩٢

أبو محمد التّميميّ الموصليّ النّديم صاحب الغناء.

كان إليه المنتهى في معرفة الموسيقى. وله أدب وافر ، وشعر رائق جزل. وكان عالما بالأخبار وأيّام النّاس ، وغير ذلك من الفقه والحديث واللّغة ، وفنون العلم.

سمع من : مالك ، وهشيم ، وسفيان بن عيينة ، وبقيّة ، وأبي معاوية ، والأصمعيّ ، وجماعة.

وعنه : ابنه حمّاد الراوية ، والأصمعيّ شيخه ، والزّبير بن بكّار ، وأبو

__________________

= ٢٢٦ ، ٦٦٣ ، ٦٦٤ و ٩ / ١٢٢ ، ١٢٤ ، وثمار القلوب للثعالبي ١٢٤ ، ١٥٣ ، ٣١٣ ، ٣٦٠ ، ٤٧٣ ، والبرصان والعرجان للجاحظ ٢٩٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤١٧ ـ ٤٣٠ ، والبخلاء للخطيب ٥٨ ، ٥٩ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٣٣٨ ـ ٣٤٥ رقم ٣٣٨٠ ، والأنساب لابن السمعاني ١١ / ٢٥٣ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ١٩٧ ، ٢٧٥ ، والوزراء والكتّاب ١٩٨ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٥٣ ، والعقد الفريد ١ / ٢٦٦ ، و ٤ / ٢١٦ ، ٢٢٥ و ٦ / ٣٢ ، ٣٣ ، ٤٦ ، ٤٩ ، ٥١ ، ٦٠ ، ٦٥ ، ٧٣ ، ٨٠ ، ٢٨٤ ، ٣٨٨ ، ٤٠٣ ، ٤٠٥ ، والهفوات النادرة للصابي ١٧ ، ٣٢ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٢٦ ، ٧٧ ، ٨٠ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١١٢ ، ١١٣ ، وخاص الخاص ٧٦ ، ١٠٩ ، ومروج الذهب ٨ ، ٢١٦١ ، ٢٢٠٠ ، ٢٢٠٤ ، ٢٢٤٣ ، ٢٥٤٣ ، ٢٥٦٢ ، ٢٧١٥ ، ٢٧٥٧ ، ٣٥٥٧ ، والفخري في الآداب السلطانية ٢٧٦ ـ ٢٧٩ ، وربيع الأبرار ٤ / ١٢٧ ، ٢٧٧ ، ٣٤١ ، ٤٤٥ ، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري ١٣٢ ـ ١٣٥ ، والفهرست لابن النديم ١٤٠ ، والجامع الكبير لابن الأثير ١٨٦ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ، والمحاسن والمساوئ للبيهقي ٣٢٥ ـ ٤٣٦ ، ٤٤٧ ، وأخبار الحمقى لابن الجوزي ٦٨ ، والأذكياء ، له ١١٦ ، وبدائع البدائه لابن ظافر ١٨ ، ٦٦ ، ١١٨ ، ١٢٤ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٦٠ ، ٢٣٠ ، ٣٣١ ، ٣٦٩ ، ونشوار المحاضرة للتنوخي ٧ / ٢٧ ، ١٣٥ ، ومعجم ما استعجم للبكري ٥٩٩ ، ١٣٦٦ ، ١٣٧٤ ، وأمالي القالي ١ / ٣١ ، ٥٥ ، ٧١ ، ١٩٦ ، ٢١٨ ، ٢٤٩ و ٢ / ٦٠ ، ٦١ ، ١٢٧ ، و ٣ / ١٦ ، ٧٠ ، ٨٥ ، ٨٨ ، ١٢٣ ، ١٨٩ ، وأمالي المرتضى ١ / ١٥ ، ٣٦٠ ـ ٣٦٢ ، ٥٠٦ ـ ٥٠٨ ، ٥٩٦ ، ٦٠٥ ، والجليس الصالح ٢ / ٢٢٨ ـ ٢٣٠ ، ٢٣٣ ، وأخبار النساء لابن القيّم ١٠٨ ، ١٨٠ ، ٢١٥ ، ونزهة الظرفاء ٣٢ ، ٣٣ ، والأغاني ٥ / ٣٢٢ و ١٧ / ٤١ ، ٤٩ ، ١٧٤ ، ١٧٨ ، ٢١٤ ، ٢٢٩ ، ٢٤٠ ، ٢٤٤ ، ٢٤٤ ، ٢٧٦ ، ٣٠٢ ، ٣٥١ ، ٣٥٥ ، و ١٨ / ٣ ، ٩٣ ، ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، ٣٢٨ ، ٣٥٦ و ١٩ / ٣٠ ، ٢٢٦ و ٢٠ / ٤٦ ، ٥٥ ، ٢٥٧ ، ٢٩٥ ، ٣٠١ ٣٢٤ و ٢١ / ٥٦ ، ٥٧ ، ٦٧ و ٢٤ / ٩ ، ١٦ ، ٩٧ ، والروض المعطار ٥٦٤ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٠٢ ـ ٢٠٥ ، وإنباه الرواة ١ / ٢١٥ ، ونور القبس ٣١٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ١١٤ ـ ١١٦ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٤ ، ٣١٤ ، ونهاية الأرب ١ / ١٠١ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٨ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٨٨ ـ ٣٩٣ رقم ٣٨٢٦ ، وسمط اللآلي ١٣٧ ، ٢٠٩ ، ٥٠٩ ، ومعجم الأدباء ٦ / ٥ ، ٥٨ وسير أعلام النبلاء ١١ / ١١٨ ـ ١٢١ رقم ٤٢ ، والعبر ١ / ٤٢٠ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٦٠ ، ٢٨٠ ، ٢٨١ ، ولسان الميزان ١ / ٣٥٠ ، وشذرات الذهب ٢ / ٨٢.

٩٣

العيناء ، وميمون بن هارون ، ويزيد بن محمد المهلّبيّ ، وآخرون.

وولد سنة خمسين ومائة ، أو بعدها.

قال إبراهيم الحربيّ : كان ثقة عالما (١).

وقال الخطيب (٢) : كان حلو النّادرة ، حسن المعرفة ، جيّد الشّعر ، مذكور بالسّخاء. له كتاب «الأغاني» الّذي رواه عنه ابنه حمّاد.

وعن إسحاق الموصليّ قال : بقيت دهرا من عمري أغلّس كلّ يوم إلى هشيم ، أو غيره من المحدّثين ، ثم أصير إلى الكسائيّ ، أو الفرّاء ، أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءا من القرآن ، ثم إلى أبي منصور زلزل فيضاربني طريقتين أو ثلاثة ، ثم آتي عاتكة بنت شهدة ، فآخذ منها صوتا أو صوتين ، ثم آتى الأصمعيّ وأبا عبيدة فأناشدهما وأستفيد منهما (٣). فإذا كان العشاء ، رحت إلى أمير المؤمنين الرشيد (٤).

وكان ابن الأعرابيّ يصف إسحاق النّديم بالعلم والصّدق والحفظ ويقول :

أسمعتم بأحسن من ابتدائه :

هل إلى أن تنام عيني سبيل؟

إنّ عهدي بالنّوم عهد طويل (٥)

وقال إسحاق : لمّا خرجنا مع الرشيد إلى الرّقّة قال لي الأصمعيّ : كم حملت معك من كتبك؟.

قلت : ستّة عشر صندوقا ، فكم حملت أنت؟

قال : معي صندوق واحد.

وقال : رأيت كأنّ جريرا ناولني كبّة من شعر ، فأدخلتها في فمي ، فقال العابر : هذا رجل يقول من الشّعر ما شاء (٦).

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٣.

(٢) في تاريخ بغداد ٦ / ٣٣٨.

(٣) وزاد الخطيب في روايته هنا : «ثم أصير إلى أبي فأعلمه ما صنعت ، ومن لقيت ، وما أخذت ، وأتغدّى معه».

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٠.

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٢٠.

(٦) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٠ ، ٣٤١.

٩٤

وقيل إنّ إسحاق النّديم كان يكره أن ينسب إلى الغناء ويقول : لأن أضرب على رأسي بالمقارع ، أحبّ إليّ من أن يقال عنّي مغنّي.

وقال المأمون : لو لا شهرته بالغناء لولّيته القضاء.

وقيل : كان لإسحاق الموصليّ غلام اسمه فتح يستقي الماء لأهل داره دائما على بغل ، فقال يوما : ما في هذا البيت أشقى منّي ومنك ، أنت تطعمهم الخبز ، وأنا أسقيهم الماء. فضحك إسحاق وأعتقه ، ووهبه البغل.

الصّوليّ : نا أبو العيناء ، نا إسحاق الموصليّ قال : جئت أبا معاوية الضّرير ، معي مائة حديث ، فوجدت ضريرا يحجبه لينفعه. فوهبته مائة درهم ، فاستأذن لي. فقرأت المائة حديث ، فقال لي أبو معاوية : هذا معيل ضعيف ، وما وعدته تأخذه من أذناب النّاس ، وأنت أنت.

قلت : قد جعلتها مائة دينار.

قال : أحسن الله جزاءك (١).

وقال إسحاق : أنشدت للأصمعيّ شعرا لي ، على أنّه لشاعر قديم :

هل إلى نظرة إليك سبيل

يروى منها الصّدى ويشفى الغليل

إنّ ما قلّ منك يكثر عندي

وكثير من الحبيب القليل

فقال : هذا الدّيباج الخسروانيّ.

قلت : إنّه ابن ليلته.

فقال : لا جرم فيه أثر التّوليد.

قلت : ولا جرم فيك أثر الحسد (٢).

وقال أبو عكرمة الضّبّيّ : ثنا إسحاق الموصليّ قال : دخلت على الرشيد وأنشدته :

وآمرة بالبخل قلت لها : اقصري (٣)

فذلك شيء ما إليه سبيل

أرى النّاس خلّان الجواد ، ولا أرى

بخيلا له في العالمين خليل (٤)

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٣٩.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٢.

(٣) في تهذيب تاريخ دمشق : «اقصدي» بالدال ، وهو تحريف.

(٤) البيت في الأغاني :

أرى الناس خلّان الكرام ولا أرى

بخيلا له حتى الممات خليل

٩٥

وإنّي رأيت البخل يزري بأهله

فأكرم (١) نفسي أن يقال بخيل

ومن خير حالات الفتى ـ لو علمته

إذا نال شيئا (٢) أن يكون نبيل (٣)

عطائي عطاء المكثرين تكرّما (٤)

ومالي ـ كما قد تعلمين ـ قليل

وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى

ورأي أمير المؤمنين جميل (٥)؟

فقال : لا كيف إن شاء الله. يا فضل ، أعطه مائة ألف درهم. لله درّ أبيات تأتينا بها ، ما أجود أصولها ، وأحسن فصولها.

فقلت : يا أمير المؤمنين كلامك أحسن من شعري.

فقال : يا فضل ، أعطه مائة ألف أخرى.

قال : فكان ذلك أول ما اعتقدته (٦).

وهذه الكلمة لإسحاق : رضا المتجنّي غاية ليس تدرك (٧) ، وأنشد :

ستذكرني إذا جرّبت غيري

وتعلم أنّني كنت كنزا

بذلت لك الصّفاء بكلّ جهدي

وكنت كما هويت فصرت جزّا

وهنت عليك لما كنت ممّن

يهون إذا أخوه عليه عزّا

ستندم إن هلكت وعشت بعدي

وتعلم أنّ رأيك كان عجزا (٨)

وعن إسحاق قال : جاء مروان بن أبي حفصة إليّ يوما ، فاستنشدني من شعري. فأنشدته :

إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي

ورافع ضيمي حازم وابن حازم

عطست بأنف شامخ وتناولت

يداي السّماء قاعدا غير قائم

فجعل يستحسن ذلك ، ويقول لأبي : إنّك لا تدري ما يقول هذا الغلام (٩).

__________________

(١) في الأغاني ، والتهذيب : «فأكرمت».

(٢) في الأغاني : «خيرا».

(٣) تحرّفت في تهذيب تاريخ دمشق إلى «ينبل» ، وهي في البخلاء للخطيب «ينيل».

(٤) في الأغاني : «فعالي فعال المكثرين تجمّلا».

(٥) الأغاني : ٥ / ٣٢٢ ، البخلاء للخطيب ٥٨ ، ٥٩ ، تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٢٣.

(٦) الأغاني ، البخلاء. التهذيب.

(٧) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٢٩.

(٨) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٢٩.

(٩) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤١.

٩٦

توفّي إسحاق سنة خمس وثلاثين (١) ، وقد نادم جماعة من الخلفاء ، وكان محبّبا إليهم ، رحمه‌الله.

٥٥ ـ إسحاق بن إبراهيم (٢).

أبو موسى الهرويّ ، ثمّ البغداديّ.

عن : هشيم ، وابن عيينة ، وحفص بن غياث.

وعنه : عبد الله بن أحمد ، والبغويّ.

سئل عنه الإمام أحمد فقال : ذاك صديق لي وأعرفه قديما ، يكتب. وأثنى عليه (٣).

وقال ابن معين : ثقة (٤).

توفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين (٥).

٥٦ ـ إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل الحنفيّ (٦).

أبو الفضل ، وأبو يعقوب الحافظ.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٥.

(٢) انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الهروي) في :

الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٣٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢١٠ ، ٢١١ رقم ٧١٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١١٦ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ رقم ٣٣٧٩ ، والأنساب لابن السمعاني ١١ / ٥٢٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٧٨ رقم ٧٢١ ، ولسان الميزان ١ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ رقم ١٠٧١.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٣٣٧.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ٢١١ ، وقال ابن أبي حاتم : وسألت أبي عنه فعرفه وذكره بخير : وقال عبد الله بن علي بن المديني : سمعت أبي يقول : أبو موسى الهروي ، روى عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن جابر : «لا وصيّة لوارث» حدّثنا به سفيان ، عن عمرو مرسلا ـ وغمزه.

وقال سعيد بن عمرو البرذعي : قلت لأبي زرعة : حديث هشيم عن منصور بن زاذان ، عن محمد بن أبان ، عن عائشة ، إسحاق بن إبراهيم الهروي يرفعه؟ قال : هو حدّثنا به مرفوعا.

قلت : فكان يتّهم؟ قال : أما أنا فقد كنت أظنّ ذلك ، ولكن أصحابنا البغداديين يقولون هو رجل صالح ، وذلك أنه كان يحدّثنا بأحاديث كبار عن المعافى بن عمران ، وابن عيينة ، وكان تاجرا.

(تاريخ بغداد ٦ / ٣٣٨).

(٥) تاريخ بغداد.

(٦) انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٢٠٩ رقم ٧١٢ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٣٦٢ رقم ٢٣٨٤.

٩٧

روى عن : جعفر بن عون ، ووهب بن جرير ، وعبد الرزّاق ، وخلق من طبقتهم.

وعنه : أبو زرعة الدّمشقيّ ، وأبو حاتم ، وأحمد بن عليّ الخزّاز ، والحسن بن سفيان.

قال أبو حاتم (١) : صدوق (٢).

٥٧ ـ إسحاق بن إبراهيم بن صالح العقيليّ (٣).

نزيل طرسوس.

حدّث بأصبهان عن : ابن المبارك ، وسفيان بن عيينة ، والشّافعيّ.

وعنه : أحمد بن الفرات ، وأسيد بن عاصم ، ومسلم بن سعيد ، والأصبهانيّون.

توفّي سنة أربعين ومائتين.

٥٨ ـ إسحاق بن سعيد بن إبراهيم بن عمير بن الأركون (٤).

أبو مسلمة الجمحيّ الدّمشقيّ.

عن : سعيد بن بشير ، وسعيد بن عبد العزيز الفقيه ، وخليد بن دعلج ، والوليد بن مسلم.

وعنه : أبو إسماعيل التّرمذيّ ، وأبو عبد الملك أحمد البسريّ ، وأحمد بن أنس بن مالك ، وأحمد بن عليّ الأبّار ، وأحمد بن إبراهيم بن فيل ، وآخرون.

قال أبو حاتم (٥) : ليس بثقة.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ٢٠٩.

(٢) وذكره أبو سعيد بن يونس في الغرباء الذين حدّثوا بمصر فكنّاه أبا يعقوب ، وقال : هو قديم.

(تاريخ بغداد ٦ / ٣٦٢).

(٣) انظر عن (إسحاق بن إبراهيم العقيلي) في :

ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ١ / ٢١٥ ، ٢١٦.

(٤) انظر عن (إسحاق بن سعيد) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٢٢١ رقم ٧٦٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٤٢ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٥ / ٣٠٥ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ١٠١ رقم ٣١٦ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٧١ رقم ٥٦٠ ، ولسان الميزان ١ / ٣٦٣ ، ٣٦٤ رقم ١١٢٠ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ١ / ٤٥٧ رقم ٢٨٩.

(٥) الجرح والتعديل ٢ / ٢٢١ ، وزاد : «أخرج إلينا كتابا عن محمد بن راشد ، فبقي يتفكّر ، فظننّا أنه =

٩٨

وقال الدّار الدّارقطنيّ : منكر الحديث (١).

توفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين (٢).

٥٩ ـ إسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الختّليّ (٣).

ولي نيابة إمرة دمشق في أيّام المأمون ، ثمّ وليها أيّام الواثق استقلالا (٤) ، ثم ولي إمرة مصر نيابة عن المنتصر في دولة المتوكّل (٥).

وكان شجاعا جوادا ممدّحا جليل القدر.

حكى عنه : عيسى بن لهيعة ، وأحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب «أخبار بغداد» ، و (...) (٦) بن النّضر.

وختلان (٧) بلد عند سمرقند.

ومات بمصر معزولا في مستهلّ ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين (٨).

٦٠ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام (٩) ـ ن. ـ

__________________

= يتفكّر هل يكذب أم لا ، فقلت : سمعت من الوليد بن مسلم ، عن محمد بن راشد؟ قال : نعم».

(١) تاريخ دمشق ٥ / ٣٠٥ ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ١٠١.

(٢) تاريخ دمشق ٥ / ٣٠٥.

(٣) انظر عن (إسحاق بن يحيى بن معاذ) في :

تاريخ الطبري ٨ / ٦٤٦ و ٩ / ١٠٣ ، ١٢٥ ، وولاة مصر للكندي ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، والولاة والقضاة ، له ١٩٨ ، ١٩٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، وأمراء دمشق في الإسلام ٩ رقم ٢٧ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ رقم ٣٩٠٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٣ ، وحسن المحاضرة ٢ / ٩ وفيه تحرّفت نسبة «الختّليّ» إلى «الجبليّ».

(٤) أمراء دمشق ٩ رقم ٢٧.

(٥) ولاة مصر ٢٢٣ ، الولاة والقضاة ١٩٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٥٨.

(٦) في الأصل بياض ولم أتبيّن الاسم.

(٧) ختلان : بفتح أوله وتسكين ثانيه ، وآخره نون. بلاد مجتمعة وراء النهر قرب سمرقند ، وبعضهم يقوله بضم أوله وثانيه مشدّدة ، والصواب هو الأول ، وإنما الختّل قرية في طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدّسكرة ، قاله السمعاني ، وفيه نظر. (معجم البلدان ٢ / ٣٤٦).

(٨) الولاة ٢٢٤ ، الولاة والقضاة ١٩٩.

(٩) انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٥٨ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله ٢ / رقم ٣٨٦٩ و ٣٨٧٠ ، والتاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٢ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٥ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٥ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٥٧ رقم ٥٢٦ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٩٣ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢٦ ب ، وتاريخ جرجان للسهمي ٢١٨ ، وتاريخ بغداد =

٩٩

أبو إبراهيم التّرجمانيّ البغداديّ.

سمع : إسماعيل بن عيّاش ، وأبا عوانة ، وعمرو بن جميع ، وصالحا المرّيّ ، وحديج بن معاوية ، وخلف بن خليفة ، وحبّان بن عليّ ، وشعيب بن صفوان ، وعبد الله بن وهب ، وطائفة.

وعنه : إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرّميّ ، وأحمد بن الحسن الصّوفي ، وأحمد بن الحسين الصّوفيّ الصّغير ، وأبو يعلى الموصليّ ، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو القاسم البغويّ ، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج ، وخلق.

قال ابن معين (١) ، وأبو داود : ليس به بأس (٢).

وقال أبو العبّاس السّرّاج : مات لستّ خلون من المحرّم سنة ستّ وثلاثين (٣).

وقال الحسين بن الفهم : توفّي لخمس خلون منه وكان صاحب سنّة وفضل وخير كثير (٤).

قلت : روى له (س) في السّنن (٥) ، بواسطة.

٦١ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن (٦) ـ خ. م. د. ن. ـ

__________________

(٦) / ٢٦٤ رقم ٣٢٩٧ ، والأنساب لابن السمعاني ٣ / ٣٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٥ ، ١٦ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٣ ـ ١٦ رقم ٤١٣ ، والكاشف ١ / ٦٨ رقم ٣٤٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٧١ ، ٢٧٢ رقم ٥٠٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٦٥ رقم ٤٧٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢.

(١) العلل ومعرفة الرجال لأحمد ٢ / ٣ ، ٦ رقم ٣٨٦٩ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٥٧.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٢٦٥.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٢٦٥.

(٤) الطبقات لابن سعد ٧ / ٣٥٧.

(٥) ج ٣ / ٤٣.

(٦) انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم القطيعي) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٥٩ ، والتاريخ لابن معين برواية الدوري ٢ / ٢٩ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٣٤٢ رقم ١٠٨٠ ، وتاريخه الصغير ٢٣٢ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٠٥ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١١٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٥٧ رقم ٥٢٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٠٢ ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٥٤ رقم ٢٣ ، وتاريخ أسماء الضعفاء والكذّابين ، له ٥٣ رقم ٤٤ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٦٤ ، ٦٥ رقم ٥٦ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٥٥ رقم ٦٦ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٢٦٦ رقم ٣٢٩٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين =

١٠٠