تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٧

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

٤٩٢ ـ يحيى بن عبد الله بن بكير المخزوميّ (١) ـ خ. م. ق. ـ

مولاهم المصريّ الحافظ أبو زكريّا.

ولد سنة أربع وخمسين ومائة.

وأخذ عن : مالك ، واللّيث ، وابن لهيعة ، وحمّاد بن زيد ، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزاميّ ، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري ، وبكر بن مضر ، ومفضّل بن فضالة ، وابن وهب ، وخلق سواهم.

وعنه : خ. ، وم. ق. ، عن رجل ، عنه ، وبقيّ بن مخلد ، وحرملة بن يحيى ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ ، وأبو زرعة ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجيّ ، ويحيى بن أيّوب العلّاف ، ويحيى بن عثمان بن صالح السّهميّ ، وأحمد بن محمد بن الحجّاج بن رشدين ، وخير بن موفّق ، وأبو الزّنباع روح بن الفرج ، وأبو عليّ الحسن بن الفرج الغزّيّ ، وآخرون كثيرون.

قال أبو حاتم (٢) : كان يفهم هذا الشّأن ، يكتب حديثه ، ولا يحتجّ به.

قلت : قد احتجّ به صاحبا الصّحيحين. وكان غزير العلم عارفا بالحديث وأيّام النّاس ، بصيرا بالفتوى.

قال عبيد بن رجال : سمعت يحيى بن بكير يقول لأبي زرعة : ليس ذا ليس ذا زغرغة عن زوبعة ، إنّما ترفع السّتر ، تنظر إلى بنيك وأصحابه بين يديه ،

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن عبد الله بن بكير) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٨ / ٢٨٥ رقم ٣٠١٩ ، والمعرفة والتاريخ للبسوي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٨٢٤ ، ٨٢٥ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١٣٢ ، ٣٥٦ و ٢ / ٣٧ ، ٥٨ ، ١٦٢ و ٣ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٧٩ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٤٢٩ ، ٤٣١ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٦٥ رقم ٦٨٢ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٦٢ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٧٩٥ ، ٧٩٦ رقم ١٣٣٠ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ٢ / ٣٤٤ رقم ١٨٤٧ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢١٠ ب ، والسابق واللاحق ٩٣ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥٦٣ رقم ٢١٨٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٢٠ رقم ١١٥١ ، والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ٣ / ١٩٨ رقم ٣٧٣٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥٠٦ ، والكاشف ٣ / ٢٢٨ رقم ٦٣٠٣ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٧٣٩ رقم ٧٠٠٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٩٢ رقم ١٠٢٩ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ رقم ٣٨٧ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٥١ رقم ١٠٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٢٥.

(٢) الجرح والتعديل ٩ / ١٦٥.

٤٠١

مالك ، عن ابن عمر ، عن نافع.

وقد قال فيه النّسائيّ : ضعيف (١).

وقال في موضع آخر : ليس بثقة (٢).

ولم يقبل الناس من النّسائي إطلاق هذه العبارة في هذا ، ما في الجعفيّ المتقدّم فيما قبله ، كما لم يقبلوا منه ذلك في أحمد بن صالح المصريّ.

قال أسلم بن عبد العزيز الأندلسيّ : حدّثنا بقيّ بن مخلد أنّ يحيى بن بكير سمع «الموطّأ» من مالك سبع عشرة مرّة.

قلت : ومن جلالته عند البخاريّ (٣) روى عن محمد بن عبد الله ، وهو الذّهليّ ، عن يحيى بن بكير.

أخبرنا محمد بن عبد السّلام العصرونيّ ، وغير واحد ، عن المؤيّد الطّوسيّ ، وغيره قال المؤيّد : أنا محمد بن الفضل الفزاريّ ، أنا عمر بن مسرور ، أنا إسماعيل بن نمير ، ثنا محمد بن إبراهيم البوسنجيّ ، نا يحيى بن عبد الله بن بكير : حدّثني اللّيث ، عن حيّوة بن شريح ، عن عقبة بن مسلم ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النّار» (٤).

توفّي في النّصف من صفر سنة إحدى وثلاثين (٥).

٤٩٣ ـ يحيى بن عبد الله بن زياد الأسلميّ الخراسانيّ خاقان (٦) ـ خ. ـ

__________________

(١) تهذيب الكمال ٣ / ١٥٠٦.

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ١٥٠٦.

(٣) رجال صحيح البخاري ٢ / ٧٩٦.

(٤) أخرجه الترمذي في الطهارة (٤١) باب : ما جاء «ويل للأعقاب من النار» ، وأحمد في المسند ٤ / ١٩١ ، وقال الترمذيّ : وفي الباب عن عبد الله بن عمرو ، وعائشة ، وجابر ، وعبد الله بن الحارث هو ابن جزء الزبيدي ، ومعيقيب ، وخالد بن الوليد ، وشرحبيل بن حسنة ، وعمرو بن العاص ، ويزيد بن أبي سفيان.

وفقه هذا الحديث : أنه لا يجوز المسح على القدمين إذا لم يكن عليهما خفّان أو جوربان.

(٥) المعجم المشتمل ٣٢٠.

(٦) انظر عن (يحيى بن عبد الله) في :

رجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٧٩٦ رقم ١٣٣١ ، وفيه (السلمي) ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥٦٧ ، ٥٦٨ رقم ٢٢٠٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٢٠ رقم ١١٥٢ ، =

٤٠٢

المروزيّ ، ويقال البلخيّ. أخو جمعة وزنجويه.

ويكنّى أبا سهل ، وقيل : أبو اللّيث (١).

روى عن : ابن المبارك ، ونوح بن أبي مريم ، وحفص بن غياث ، والوليد بن مسلم ، وجماعة.

وعنه : خ. ، وحاشد بن إسماعيل ، وعبيد الله بن شريح ، وجماعة آخرهم أبو العبّاس محمد بن إسحاق السّرّاج.

وكانت أمّه جارية من أهل تبّت (٢).

٤٩٤ ـ يحيى بن عثمان (٣).

أبو زكريّا الحربيّ.

عن : أبي المليح الرّقّيّ ، وإسماعيل بن عيّاش ، والهقل بن زياد ، وبقيّة ، وطائفة.

وأصله من سجستان. وكان عابدا صالحا قانتا لله.

روى عنه : ابن أبي الدّنيا ، وعليّ بن الحسين بن حبّان ، ومحمد بن عبدوس بن كامل ، وأبو زرعة الرازيّ ، والبغويّ ، والسّرّاج.

وثّقه أبو زرعة (٤) ، وقال ابن معين : ليس به بأس (٥) ،

__________________

= وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥٠٦ ، والكاشف ٣ / ٢٢٨ رقم ٦٣٠٥ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٣٩ رقم ٣٨٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٥١ رقم ١٠٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٢٥.

(١) وقال الكلاباذي : «لا يصح». (ورجال صحيح البخاري ٢ / ٧٩٦).

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ١٥٠٦.

(٣) انظر عن (يحيى بن عثمان) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٥١ ، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / رقم ٢٨٢ و ٢ / رقم ٥١٦ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٧٤ رقم ٧١٨ ، وفيه : «السجزيّ» ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٦٣ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢١١ أ ، ب ، والفوائد والعوالي المؤرّخة للتنوخي ، بتخريج الصوري ١٥٧ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ١٨٩ رقم ٧٤٨٨ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥١١ ، والكاشف ٣ / ٢٣١ رقم ٦٣٢٧ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٩٦ رقم ٩٥٨٥ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٧٤٠ رقم ٧٠١٦ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٥٦ ، ٢٥٧ رقم ٤١٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٥٤ رقم ١٣٣.

(٤) الجرح والتعديل ٩ / ١٧٤.

(٥) معرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / ٨٤ رقم ٢٨٢ و ٢ / ١٦٣ رقم ٥١٦ ، تاريخ بغداد ١٤ / ١٩١ ، =

٤٠٣

وقال البغويّ : توفّي سنة ثمان وثلاثين (١).

٤٩٥ ـ يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام (٢) ـ ع. ـ

__________________

= وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «ربّما وهم». (٩ / ٢٦٣).

(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٣٥١.

(٢) انظر عن (يحيى بن معين) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٥٤ ، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / رقم ٨٠٨ و ٨٤٩ و ٨٥١ و ٨٦٢ و ٨٨٦ و ٨٨٧ و ٨٨٨ و ٩٠٦ و ٩٣٨ و ٢ / رقم ٧٥٥ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله ١ / رقم ٦٩٦ و ٢ / رقم ٢٥٣٣ و ٢٦٥١ و ٣٨٠٨ و ٣ / رقم ٣٩٤٠ و ٥٢٢١ و ٥٣٢٦ و ٥٥٧٢ ، والزهد لأحمد ٤٠ ، ٦٦ ، ١٦٠ ، ٣٦٦ ، ٤٣٨ ، والورع له ، ٨٧ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٨ / ٣٠٧ رقم ٣١١٦ ، وتاريخه الصغير ٢٣١ ، والأدب المفرد ، له ، رقم ١١٦١ و ١١٦٥ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٤٠ ، والمعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٢٠٠ ، ٤٢٧ ، ٤٩٧ ، ٧١٦ ـ ٧١٨ ، ٧٢٢ ، ٧٢٨ و ٢ / ٢٠٠ ، ١٧١ ، ١٩٨ ، ٢٨٦ ، ٢٩٩ ، ٣٠١ ، ٣٠٣ ، ٤٠٩ ، ٤٦٦ ـ ٤٦٨ ، ٤٧٠ ، ٤٧٢ ، ٤٧٣ ، ٤٧٥ ـ ٤٧٧ ، ٥٠٢ ، ٦٥٤ ، ٦٦٩ ، ٦٨٠ ، ٧٩٩ و ٣ / ٥٦ ، ٨١ ، ١٣١ ، ١٧٩ ، ٤٧٢ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٧٥ رقم ١٨٢٦ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١٤٥ ، ١٦٠ ، ٢٥١ ، ٢٥٢ ، ٢٩٥ ، ٣٢٢ ، ٣٢٣ و ٢ / ٤ ، ١٩٣ ، ٢٢٨ ، ٤٠٨ ، ٤١٢ ، ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، و ٣ / ٦٦ ، ١٠٩ ، ١٢٤ ، ١٣١ ، ١٣٣ ، ١٤٨ ـ ١٥٠ ، ١٥٤ ، ١٨٢ ، ١٨٩ ، ١٩٧ ، ٢٥٣ ـ ٢٥٥ ، ٢٦٥ ، ٢٨٦ ، ٣٠٥ ، ٣١٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٧٩ ، وتاريخ الطبري ٢ / ١٥٥ و ٤ / ٢٢٥ ، ٤٥٣ ، ٤٧٦ و ٨ / ٦٣٤ و ٨ / ١٣٥ ، والجرح والتعديل ٩ / ٢٩٢ رقم ٨٠٠ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٦٢ ، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) ١٣٠ ، ١٣١ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٧٩٩ ، ٨٠٠ رقم ١٣٤٠ ، والفهرست لابن النديم ١ / ٢٣١ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ٢ / ٣٥٠ ، ٣٥١ رقم ١٨٧٥٥ ، وحلية الأولياء ٤ / ١٦١ و ٨ / ٣٧١ و ٩ / ٩٧ ، ١٦٩ ، ١٧٠ ، ١٨١ و ١٠ / ١٤ ، والأسامي والكنى للحاكم ج ١ ورقة ٢١١ أ ، والفوائد المنتقاة للعلوي ، تخريج الصوري (بتحقيقنا) ١٠٩ ، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) ٨٣ ، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) ١٠١ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٧١ ، ٢١٧ ، ٢٧٩ ، ٤٠٨. ٤٣١ ، ٤٦٥ ، ٥٤٧ ، ٥٥١ ـ ٥٦٠ ،

والسابق واللاحق ٣٧١ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ١٧٧ رقم ٧٤٨٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥٦٤ رقم ٢١٩١ ، والأنساب لابن السمعاني ٣ / ٢٦٨ ـ ٢٧٠ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٢٢ رقم ١١٦٢ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٤٠٢ ـ ٤٠٧ رقم ٥٣٠ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٤٠ ، وآداب القاضي للماوردي ١ / ٤٤٢ ، ٤٥٢ ، ٥٨٢ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ٤ / ٣٨٧ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٤٩ ، ونزهة الألبّاء ٢٢ ، ٣٧ ، ١٠٠ ، ١٠١ ، ١١٣ ، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد ١٥٩ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ١٨٨ ، ٢٦٦ ، ٢٨٩ ، ٣٥٠ ، ٣٦٠ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٥٩ ، وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٥٦ ـ ١٥٩ رقم ٢٤٦ ، ووفيات الأعيان ٦ / ١٣٩ ـ ٢١٤٣ رقم ٧٩١ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥١٩ ـ ٥١٢٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٧١ ـ ٩٦ رقم ٢٨ ، والكاشف ٣ / ٢٣٥ رقم ٦٣٦٢ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٤١٠ رقم ٩٦٣٦ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٢ ، والمعين في الطبقات المحدّثين ٩٢ رقم ١٠٣١ ، وتذكرة الحفّاظ =

٤٠٤

وقيل : غياث بدل عون.

الإمام العالم أبو زكريّا المرّيّ ، مرّة بن غطفان ، مولاهم البغداديّ.

أصله من الأنبار ، ونشأ ببغداد ، وسمع بها ، وبالحجاز ، والشّام ، ومصر ، والنّواحي. وكان مولده في سنة ثمان وخمسين ومائة (١) ، فهو أسنّ من عليّ بن المدينيّ ، وأحمد بن حنبل ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن راهويه. وكانوا يتأدّبون معه ويعرفون له فضله.

وكان أبوه كاتبا لعبد الله بن مالك ، فخلّف ليحيى ألف ألف درهم (٢) فيما قيل.

سمع : عبد الله بن المبارك ، وهشيم بن بشير ، ومعتمر بن سليمان ، وجرير بن عبد الحميد ، وإسماعيل بن مجالد ، ويحيى بن أبي زائدة ، ويحيى بن عبد الله الأنيسي المدنيّ ، وسفيان بن عيينة ، وأبا حفص الأبّار ، وحفص بن غياث ، وعبّاد بن العوّام ، وعمر بن عبيد الطّنافسيّ ، وعيسى بن يونس ، ويحيى بن سعيد القطّان ، ووكيعا ، وعبد الرحمن بن مهديّ ، وخلقا من طبقتهم ومن بعدهم.

ورحل إلى اليمن إلى عبد الرّزّاق.

وعنه : خ. ، م. ، د. ، وخ. ت. ن. ق. ، عن رجل ، عنه ، وأحمد بن حنبل ، ومحمد بن سعد ، وأبو خيثمة ، وهنّاد ، وطائفة من أقرانه.

وعبّاس الدّوريّ ، وأبو بكر الصّاغانيّ ، وأحمد بن أبي خيثمة ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، وإسحاق الكوسج ، وحنبل بن إسحاق ، وصالح

__________________

= ٢ / ٤٢٩ ، والعبر ١ / ٤١٥ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٠٨ ، والبداية والنهاية ١١ / ٣١٢ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٨٠ ـ ٢٨٨ رقم ٥٦١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٥٨ رقم ١٨١ ، ولسان الميزان ٦ / ٧٦٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٣ ، وطبقات الحفّاظ ١٨٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٢٨ ، والرسالة المستطرفة ١٢٩ ، وتاريخ التراث العربيّ ١ / ١٥٨ رقم ١٤٨ ، ومقدّمة تاريخه برواية الدوري ، تحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف ، طبعة مكة المكرّمة ، وترجمته في مقدّمة الجرح والتعديل ١ / ٣١٤.

(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٧٧.

(٢) وخمسين ألف درهم ، (تاريخ بغداد ١٤ / ١٧٧).

٤٠٥

جزرة ، وخلق من هذه الطبقة.

وموسى بن هارون ، وأبو يعلى الموصليّ ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وجعفر الفريابيّ ، ومحمد بن إبراهيم البغداديّ مربّع ، ومحمد بن صالح كيلجة ، وعليّ بن الحسن بن عبد الصّمد ماغمّة ، والحسين بن محمد عبيد العجل ، الحفّاظ ـ ويقال إنّهم من تلامذة يحيى بن معين ، وإنّه هو لقّبهم ـ وآخرون.

ووقع لنا حديثه عاليا.

أخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر ، أنا أحمد بن يوسف ، والفتح بن عبد الله ، قالا : أنا أبو الفضل [محمود بن عمر الأرموي] (١) (ح) ، وأنا أحمد بن هبة الله ، عن عبد المعزّ الهرويّ : أنبا يوسف بن أيّوب ال [الزاهد] (٢) قالا : أنا أحمد بن محمد بن النّقّور ، أنا عليّ بن عمر الحربيّ ، ثنا أحمد بن الحسن الصّوفيّ ، ثنا يحيى بن معين سنة سبع وعشرين ومائتين : ثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان النّوفليّ ، عن محمد بن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي». رواه التّرمذيّ في كتاب المناقب (٣) ، عن أبي داود السّجستانيّ ، عن يحيى بن معين.

وبالإسناد إلى ابن معين : ابن عيينة ، عن حميد الأعرج ، عن سليمان بن عتيق ، عن جابر بن عبد الله ، «أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر بوضع الجوائح ، ونهى عن بيع السّنين» (٤) ،

وبالإسناد : ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أقال مسلما عثرته ، أقاله الله يوم القيامة» (٥).

أخرجهما أبو داود ، عن يحيى بن معين.

وهذا الحديث رواه عبد الله بن أحمد في مسند والده (٦) ، عن ابن معين ،

__________________

(١) ما بين الحاصرتين استدركته من : سير أعلام النبلاء ١١ / ٧٣ ، وفي الأصل بياض.

(٢) من : سير أعلام النبلاء ، وهو بياض في الأصل.

(٣) (٣٨٧٨) ، وقال : هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه.

(٤) أخرجه أبو داود في البيوع (٣٣٧٤) باب في بيع السنين.

(٥) أخرجه أبو داود في البيوع (٣٤٦٠) باب في فضل الإقالة.

(٦) ٢ / ٢٥٢.

٤٠٦

وهو ممّا قيل إنّ ابن معين تفرّد به.

وقال ابن عديّ (١) : سمعت عبدان الأهوازيّ : سمعت حسين بن حميد بن الربيع : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلّم في ابن معين ويقول : من أين له حديث حفص بن غياث : «من أقال مسلما»؟ هو ذا كتب حفص عندنا. وهو هذا كتب ابنه عمر بن حفص عندنا ، وليس فيه من هذا شيء.

قال ابن عديّ : يحيى أوثق وأجلّ من أن ينسب إليه شيء كذلك.

والحسين بن حميد متّهم في هذه الحكاية. وقد حدّث بهذا الحديث أبو عوف البزوريّ ، عن زكريّا بن عديّ ، عن حفص بن غياث (٢).

قال أحمد بن زهير : ولد يحيى سنة ثمان وخمسين ومائة.

وقال أبو حاتم (٣) : يحيى بن معين إمام.

وقال النّسائيّ : هو أبو زكريّا الثّقة المأمون ، أحد الأئمّة في الحديث (٤).

وقال عليّ بن المدينيّ : لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين (٥).

وقال عبّاس الدّوريّ : سمعت ابن معين يقول : لو لم نسمع الحديث خمسين مرّة ما عرفناه.

وعن يحيى بن معين ، قال : كتبت بيدي ألف ألف حديث (٦).

وقال صالح بن محمد جزرة : ذكر لي أنّ يحيى بن معين خلّف من الكتب ثلاثين ، قمطرا وعشرين جعبا (٧). طلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي دينار ، فلم يدع أبو خيثمة أن تباع (٨).

وقال عبّاس الدّوريّ ، فيما رواه عنه الأصمّ : سمعت يحيى بن معين

__________________

(١) في الكامل ٢ / ٧٧٧ في ترجمة : «حسين بن حميد بن الربيع الخزّاز».

(٢) الكامل ٢ / ٧٧٨.

(٣) الجرح والتعديل ٩ / ١٩٢.

(٤) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٤.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٢.

(٦) في تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٢ : «ستمائة ألف حديث».

(٧) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٣ وفيه : «عشرين حبا».

(٨) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٣.

٤٠٧

يقول : كنّا في قرية بمصر ، ولم يكن معنا شيء ، ولا ثمّ شيئا نشتريه. فلمّا أصبحنا ، إذا نحن بزنبيل مليء سمك مشويّ ، وليس عنده أحد. فسألوني عنه ، فقلت : اقتسموه فكلوه.

قال يحيى : أظنّ أنّه رزق رزقهم الله.

وسمعت يحيى مرارا يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، والإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص (١).

عبّاس الدّوريّ : سمعت ابن معين يقول : كنت إذا دخلت منزلي باللّيل قرأت آية الكرسيّ على داري وعيالي خمس مرّات ، فبينا أنا أقرأ ، إذا شيء يكلّمني : كم تقرأ هذا ، كأن ليس إنسان يحسن يقرأ غيرك.

فقلت : فأرى هذا يسوءك ، والله لأزيدنّك.

فصرت أقرأها في اللّيلة خمسين ستّين مرّة (٢).

قال عبّاس الدّوريّ : قيل ليحيى بن معين : ما تقول في الرجل يقوّم للرجل حديثه ، يعني ينزع منه اللّحن ،؟

فقال : لا بأس به (٣).

وقال عبّاس : سمعت يحيى يقول : لو لم أكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه (٤).

وقال مجاهد بن موسى : سمعت ابن معين يقول : كتبنا عن الكذّابين وسجرنا به التّنّور ، وأخرجنا خبزا نضيجا (٥).

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سمعت يحيى بن معين يقول : ما الدّنيا إلّا كحلم. والله ما ضرّ رجلا اتّقى الله على ما أصبح وأمسى. لقد حججت وأنا ابن أربع وعشرين سنة ، خرجت راجلا من بغداد إلى مكّة ، هذا منذ خمسين سنة كأنّما كان أمس.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١١ / ٨٥.

(٢) سير أعلام النبلاء ١١ / ٨٧.

(٣) سير أعلام النبلاء ١١ / ٨٧ ، ٨٨.

(٤) سير أعلام النبلاء ١١ / ٨٨.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٤.

٤٠٨

فقلت ليحيى بن معين : ترى أن ينظر الرجل في الرأي ، رأي الشافعيّ وأبي حنيفة؟

قال : ما أرى لمسلم أن ينظر في رأي الشافعيّ. ينظر في رأي أبي حنيفة أحبّ إليّ.

قلت : إنّما يقول هذا يحيى لأنّه كان حنفيّا ، وفيه انحراف معروف عن الشافعيّ والإنصاف عزيز.

قال ابن الجنيد : سمعت يحيى يقول : تحريم النّبيذ صحيح ، وأقف عنده لا أحرّمه. قد شربه قوم صالحون بأحاديث ، صحاح. وحرّمه قوم صالحون بأحاديث صحاح. أنا سمعت يحيى بن سعيد يقول : حديث الطّلاء (١) ، وحديث عتبة بن فرقد جميعا صحيحان.

وقال عليّ بن المدينيّ : انتهى علم النّاس إلى يحيى بن معين.

وقال القواريريّ : قال لي يحيى القطّان : ما قدم علينا مثل هذين الرجلين أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين.

وقال أحمد بن حنبل : كان يحيى بن معين أعلمنا بالرجال.

وعن أبي سعيد الحدّاد قال : النّاس عيال في الحديث على يحيى بن معين.

وقال محمد بن هارون الفلّاس : إذا رأيت الرجال يبغض يحيى بن معين فاعلم أنّه كذّاب (٢).

وعن أحمد بن حنبل قال : كلّ حديث لا [يعرفه] (٣) يحيى بن معين فهو كذّاب ، أو ليس هو بحديث (٤).

وقال جعفر بن أبي عثمان الطّيالسيّ : كنّا عند يحيى بن معين ، فجاء رجل مستعجل وقال : يا أبا زكريّا حدّثني بشيء أذكرك به.

فقال يحيى : أذكر أنّك سألتني أن أحدّثك ، فلم أفعل.

فقال يحيى : أذكرك أنّك سألتني أن أحدّثك ، فلم أفعل.

__________________

(١) انظر حديث الطلاء في المؤطّإ للإمام مالك ـ رقم ١٥٤٣.

(٢) تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل ١ / ٢١٦ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ١٨٤.

(٣) في الأصل بياض ، استدركته من (وفيات الأعيان).

(٤) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٠ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٤٠.

٤٠٩

وقال أبو داود : سمعت ابن معين يقول : أكلت عجنة خبز وأنا ناقة من علّة (١).

وقال الحسين بن فهم : سمعت ابن معين يقول : كنت بمصر فرأيت جارية بيعت بألف دينار ما رأيت أحسن منها صلى الله عليها.

فقلت : يا أبا زكريّا مثلك يقول هذا؟

قال : نعم ، صلّى الله عليها وعلى كلّ مليح.

وقال عبّاس الدّوريّ : رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة يسأل يحيى بن معين عن أشياء ، يقول : يا أبا زكريّا ، كيف حديث كذا ، وكيف حديث كذا؟ يستثبته في أحاديث سمعوها. وأحمد يكتب ما يقول. وقلّ ما سمعت أحمد يسمّيه ، إنّما كان يقول : قال أبو زكريّا (٢).

وقال أبو عبيد الآجرّيّ : سألت أبا داود أيّما أعلم بالرجال : عليّ بن المدينيّ ، أو ابن معين؟

قال : يحيى عالم بالرجال ، وليس عند عليّ من خبر أهل الشّام شيء (٣).

وقال عبّاس الدّوريّ : نا ابن معين قال : حضرت نعيم بن حمّاد بمصر ، فجعل يقرأ كتابا صنّفه فقال : نا ابن المبارك ، عن ابن عون ، وذكر أحاديث.

فقلت : ليس هذا عن ابن المبارك.

فغضب وقال : تردّ عليّ.

قلت : أي والله أريد دينك. فأبى أن يرجع. فلمّا رأيته لا يرجع قلت : لا والله ما سمعت هذه من ابن المبارك ، ولا سمعها هو من ابن عون قطّ.

فغضب وغضب من عنده ، وقام فدخل البيت ، فأخرج صحائف وجعل يقول وهي بيده : أين الّذين يزعمون أنّ يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث. نعم يا أبا زكريّا غلطت ، وإنّما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك (٤).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٤.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٠.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨١.

(٤) سير أعلام النبلاء ١١ / ٨٩ ، ٩٠.

٤١٠

قال الحسين بن حبّان : قال ابن معين : دفع إليّ ابن وهب كتابا عن معاوية بن صالح خمسمائة حديث أو أكثر ، فانتقيت منها شرارها. لم يكن لي يومئذ معرفة. قلت : أسمعتها من أحد قبل ابن وهب؟ قال : لا.

قلت : يعني أنّه كان مبتدئا [لا يحسن الانتخاب ، فعلنا نحو هذا وندمنا بعد] (١).

قال أبو زرعة : لم ينتفع بيحيى لأنّه كان يتكلّم في النّاس. وكان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التّمّار ، ولا عن يحيى بن معين ، ولا عن أحد ممّن امتحن فأجاب.

قلت : كان يحيى بن معين له أبّهة وجلالة. وله بزّة حسنة. وكان يركب البغلة ويتجمّل. فأجاب في المحنة خوفا على نفسه.

قال حبيش بن مبشّر الفقيه : كان يحيى بن معين يحجّ ، فآخر حجّة حجّها ورجع ووصل إلى المدينة ، أقام بها يومين ثلاثة. ثم خرج حتّى نزل المنزل مع رفقائه ، فباتوا. فرأى في النّوم هاتفا يهتف به : يا أبا زكريّا أترغب عن جواري ، مرّتين؟.

فلمّا أصبح قال لرفقائه : امضوا. ورجع فأقام بها ثلاثا ، ثمّ مات ، فحمل على أعواد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) ، وصلّى عليه النّاس ، وجعلوا يقولون : هذا الذّاب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكذب (٣).

قال الخطيب (٤) : الصّحيح أنّه مات في ذهابه قبل أن يحجّ (٥).

__________________

(١) ما بين الحاصرتين بياض في الأصل ، استدركته من : سير أعلام النبلاء ١١ / ٩٠.

(٢) وفيات الأعيان ٦ / ١٤١.

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٥ ، ١٨٦.

(٤) في تاريخه ١٤ / ١٨٦ ، وفي طبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٤ : توفي بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو متوجّه إلى الحج.

(٥) وقد تعقّب ابن خلكان قول الخطيب ، فقال : هو غلط قطعا ، لما تقدّم ذكره ، وهو أنه خرج إلى مكة للحج ، ثم رجع إلى المدينة ومات بها ، ومن يكون قد حجّ كيف يتصوّر أن يموت بذي القعدة من تلك السنة؟ فلو ذكر أنه توفي في ذي الحجة لأمكن. وكان يحتمل أن يكون هذا غلطا من الناسخ ، لكني وجدته في نسختين على هذه الصورة ، فيبعد أن يكون من الناسخ ، والله أعلم. ثم ذكر بعد ذلك أن الصحيح أنه مات قبل أن يحجّ ، وعلى هذا يستقيم ما قاله من تاريخ الوفاة. (وفيات الأعيان ٦ / ١٤١ ، ١٤٢).

٤١١

وقال محمد بن جرير الطّبريّ : خرج يحيى حاجّا وكان أكولا. فحدّثني أبو العبّاس أحمد بن شاه أنّه كان في الرّفقة الّتي فيها يحيى بن معين. فلمّا صاروا بفيد أهدي إلى يحيى بن معين فالوذج ولم ينضج ، فقلنا : يا أبا زكريّا لا تأكله ، فإنّا نخافه عليك.

فلم يعبأ بكلامنا وأكله. فما استقرّ في معدته حتّى شكا وجع بطنه ، واستطلق بطنه ، إلى أن وصلنا إلى المدينة ولا نهوض به. وتفاوضنا في أمره ، ولم يكن لنا سبيل إلى المقام عليه لأجل الحجّ. ولم ندر ما نعمل في أمره.

فعزم بعضنا على القيام عليه وترك الحجّ. وبتنا ليلتنا فلم نصبح حتّى مضى ومات ، فغسّلناه ودفنّاه (١).

وقال مهيب بن سليم البخاريّ : ثنا محمد بن يوسف البخاريّ قال : كنّا في الحجّ مع يحيى بن معين ، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة ، ومات من ليلته. فلمّا أصبحنا تسامع النّاس بقدوم يحيى وبموته ، فاجتمع العامّة ، وجاءت بنو هاشم فقالوا : نخرج له. الأعواد التي غسّل عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فكره العامّة ذلك ، وكثر الكلام. فقالت بنو هاشم : نحن أولى بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم منكم ، وهو أهل أن يغسل عليها.

ودفن يوم الجمعة في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين.

قال مهيب بن سليم : وفيها ولدت (٢).

قال عبّاس الدّوريّ : مات قبل أن يحجّ ، وصلّى عليه والي المدينة. وكلّم الحزاميّ الوالي ، فأخرجوا له سرير النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحمل عليه (٣).

وقال أحمد بن أبي خيثمة : مات لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين (٤). وقد استوفى خمسا وسبعين سنة ودخل في السّتّ. ودفن بالبقيع.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١١ / ٩٠.

(٢) سير أعلام النبلاء ١١ / ٩٠ ، ٩١.

(٣) سير أعلام النبلاء ١١ / ٩١.

(٤) التاريخ الكبير للبخاريّ ٨ / ٣٠٧ ، والتاريخ الصغير ٢٣١ ، والثقات لابن معين ٩ / ٢٦٣ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ١٨٧ ، والمعجم المشتمل. ٣٢٢.

٤١٢

وقال حبيش بن مبشّر ، وهو ثقة : رأيت يحيى بن معين في النّوم فقلت : ما فعل الله بك؟.

قال : أعطاني وحباني وزوّجني ثلاثمائة حوراء ، ومهّد لي بين البابين (١).

رأيت غريبة ، وهي أنّ أبا عبد الرحمن السّلميّ روى عن الدّار الدّارقطنيّ قال :

مات يحيى بن معين قبل أبيه بعشرة أشهر.

قال ابن خلّكان (٢) : رأيت في «الإرشاد» للخليليّ أن ابن معين مات لسبع بقين من ذي الحجّة.

قال : فعلى هذا تكون وفاته بعد أن حجّ.

قلت : بل الصّحيح أنّه في ذي القعدة كما مرّ ، وما حجّ تلك السّنة. والله أعلم.

٤٩٦ ـ يحيى بن موسى بن عبد ربه المحدّث (٣) ـ خ. د. ت. ن. ـ

أبو زكريا الحدّانيّ الكوفيّ ، ثم البلخيّ ، ولقبه ختّ.

رحّال جوّال. سمع : سفيان بن عيينة ، والوليد بن مسلم ، ومحمد بن فضيل ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرزّاق ، وطبقتهم. وأكثر وأطنب.

وعنه : خ. ، د. ، ت. ، ن. ، وعبد الله الدّارميّ ، وجعفر الفريابيّ ، وأبو العبّاس السّرّاج ، وطائفة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٧ وفيه : «بين الناس».

(٢) في وفيات الأعيان ٦ / ١٤٢.

(٣) انظر عن (يحيى بن موسى بن عبد ربّه) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٨ / ٣٠٧ رقم ٣١١٤ ، وتاريخه الصغير ٢٣٤ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٤٠ ، والجرح والتعديل ٩ / ١٨٨ رقم ٧٨١ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٦٧ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٨٠٠ رقم ١٣٤١ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢١١ أ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥٦٨ رقم ٢٢٠٧ ، والأنساب لابن السمعاني ٤ / ٧٧ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٢٣ رقم ١١٦٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥٢٢ ، ١٥٢٣ ، والكاشف ٣ / ٢٣٦ رقم ٦٣٦٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٩٢ رقم ١٠٣٢ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٨٩ ، ٢٩٠ رقم ٥٦٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٥٩ رقم ١٨٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٢٨.

٤١٣

وثّقه أبو زرعة (١) ، وغيره (٢).

ومات في رمضان سنة تسع وثلاثين (٣).

٤٩٧ ـ يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملال بن منعايا (٤).

الإمام أبو محمد البربريّ المصموديّ اللّيثيّ ، مولى بني ليث الأندلسيّ القرطبيّ الفقيه.

دخل جدّه أبو عيسى كثير بن وسلاس إلى الأندلس ، وتولّى بني ليث.

وولد يحيى بن يحيى سنة اثنتين وخمسين ومائة ، وسمع «الموطّأ» من :

زياد بن عبد الرحمن شبطون.

وسمع من : يحيى بن مضر ، وغير واحد. ثم رحل إلى المشرق وهو ابن بضع وعشرين سنة ، في آخر أيام مالك رحمه‌الله. فسمع من مالك «الموطّأ» غير أبواب من الاعتكاف ، شكّ في سماعها ، فرواها عن زياد ، عن مالك.

وسمع : اللّيث بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، وابن وهب ، وحمل عنه موطّأه ، وعن ابن القاسم مسائله.

وحمل عن ابن القاسم من رأيه عشرة كتب ، أكثرها سؤاله وسماعه من

__________________

(١) الجرح والتعديل ٩ / ١٨٨.

(٢) وذكره ابن حبّان في الثقات ٩ / ٢٦٧.

(٣) قال البخاري : مات سنة أربعين أو نحوها ، سمع ابن إدريس ووكيعا ومات بعد الأربعين.

(التاريخ الصغير ٢٣٤) وقال ابن حبّان : مات سنة أربعين ومائتين. وقال ابن عساكر : مات سنة إحدى وأربعين ، ويقال سنة أربعين ومائتين. (المعجم المشتمل ٣٢٣).

(٤) انظر عن (يحيى بن يحيى بن كثير) في :

تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ ٢ / ١٧٩ ـ ١٨١ رقم ١٥٥٦ ، والإرشاد للخليلي ١ / ٥٤ ، وجذوة المقتبس للحميدي ٣٨٢ ـ ٣٨٤ رقم ٩٠٩. وبغية الملتمس للضبّي ٥١٠ ـ ٤١٢ رقم ١٤٩٨ ، ووفيات الأعيان ٦ / ٤١٣ ، ١٤٤ رقم ٧٩٢ ، والبيان المغرب ١ / ١٦٣ ، والديباج المذهب ٣٥٠ ، ودول الإسلام ١ / ٤٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٩٢ رقم ١٠٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥١٩ ـ ٥٢٥ رقم ١٦٨ ، والعبر ١ / ٤١٩ ، والإنتقاء ٥٨ ، وترتيب المدارك ١ / ٥٣٤ ، وطبقات الفقهاء ١٥٢ ، ومرآة الجنان ٢ / ١١٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٢ ، ومرآة الجنان ٢ / ١١٣ ، ١١٤ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٠٠ ، ٣٠١ رقم ٥٨٠ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٦٠ رقم ١٩٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٢٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ٨٢ ، وشجرة النور الزكية ٦٣ ، ٦٤ ، ونفح الطيب للمقّري ٢ / ٩.

٤١٤

مالك. ثم رجع إلى المدينة يسمع ذلك من مالك ، فوجده عليلا ، فأقام بالمدينة إلى أن توفّي مالك رحمه‌الله ، وحضر جنازته.

وسمع أيضا من : القاسم بن عبد الله العمريّ ، وأنس بن عياض اللّيثيّ ، وطائفة.

وقيل : إنّه سمع من نافع بن أبي نعيم قارئ المدينة ، وما أحسبه أدركه.

روى عنه خلق من علماء الأندلس ، وانتفعوا به وبعلمه وفضله. ونال من الرئاسة والحرمة الوافرة ما لم ينله غيره.

حمل عنه : ولده أبو مروان عبيد الله ، ومحمد بن العبّاس بن الوليد ، ومحمد بن وضّاح ، وبقيّ بن مخلد ، وصبّاح بن عبد الرحمن العتقيّ ، وآخرون.

وكان أحمد بن خالد بن الحباب يقول : لم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعظم القدر وجلالة الذّكر ما أعطيه يحيى بن يحيى.

ويذكر أنّ يحيى بن يحيى كان عند مالك ، فخطر الفيل على باب مالك ، فخرج كلّ من كان في مجلسه لرؤيته سوى يحيى. فأعجب ذلك مالكا ، وسأله : من أنت وأين بلدك؟ ولم يزل مكرما عنده (١).

وعن يحيى بن يحيى قال : أخذت بركاب اللّيث ، فأراد غلامه أن يمنعني ، فقال اللّيث : دعه. ثم قال لي : قد خدمك العلم. فلم فلم تزل بي الأيّام حتّى رأيت ذلك (٢).

وقيل : إنّ عبد الرحمن بن الحكم أمير الأندلس نظر إلى جارية في رمضان ، فلم يملك نفسه أن واقعها. فندم وطلب الفقهاء. فحضروا ، فسألهم عن توبته ، فقال يحيى : صم شهرين متتابعين. فسكتوا.

فلمّا خرجوا قالوا ليحيى : ما لك لم تفته بمذهبنا عن مالك ، أنّه يخيّر بين العتق والصّوم والإطعام؟

__________________

(١) الإنتقاء ٦٠ ، تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٨٠ ، ترتيب المدارك ٢ / ٥٢٦ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٤٦.

(٢) جذوة المقتبس ٣٨٢ ، ٣٨٣ ، وترتيب المدارك ٢ / ٥٣٧ ، ووفيات الأعيان ٦ / ١٤٤ ، ونفح الطيب للمقّري ٢ / ٩.

٤١٥

فقال : لو فتحنا له هذا الباب لسهل عليه أن يطأ كلّ يوم ، ويعتق رقبة. فحملته على أصعب الأمور لئلّا يعود (١).

وقال ابن عبد البرّ : قدم يحيى بن يحيى إلى الأندلس بعلم كثير ، فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار عليه ، وانتهى السّلطان والعامّة إلى رأيه. وكان فقيها حسن الرأي ، لا يرى القنوت في الصّبح ، ولا في سائر الصّلوات.

ويقول : سمعت اللّيث بن سعد يقول : سمعت يحيى بن سعيد الأنصاريّ يقول : إنّما قنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو أربعين [يوما] (٢) يدعو على قوم ، ويدعو لآخرين.

قال : وكان اللّيث لا يقنت (٣).

قال ابن عبد البرّ (٤) : وخالف يحيى مالكا في اليمين مع الشاهد ، ولم ير القضاء به ولا الحكم ، وأخذ بقول اللّيث في ذلك.

وكان يرى كراء الأرض بجزء ممّا يؤخذ منها على مذهب اللّيث وقال : هي سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خيبر. وقضى بدار أبين (٥) إذا لم يوجد في أهل الزّوجين حكمان (٦) يصلحان لذلك.

وقال ابن عبد البرّ أيضا (٧) : كان يحيى بن يحيى إمام أهل بلده ، والمقتدى به منهم ، والمنظور إليه ، والمعوّل. وكان ثقة عاقلا حسن الرأي والسّمت ، يشبه في سمته بسمت مالك. ولم يكن له بصر بالحديث.

وقال ابن الفرضيّ (٨) : كان يفتي برأي مالك ، وكان إمام وقته وواحد بلده.

وكان رجلا عاقلا.

__________________

(١) ترتيب المدارك ٢ / ٥٤٢ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٤٥ ، نفح الطيب ٢ / ١٠ ، ١١.

(٢) في الأصل بياض ، استدركته من الإنتقاء لابن عبد البرّ.

(٣) الإنتقاء ٥٩.

(٤) في الانتقاء ٥٩.

(٥) هكذا في الأصل ، وفي أصل «سير أعلام النبلاء» : «بدار أمين».

(٦) في الأصل «حكمين» وهو غلط نحوي.

(٧) في الإنتقاء ٦٠.

(٨) في تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٧٩ ، ١٨٠.

٤١٦

قال محمد بن عمر بن لبابة : فقيه الأندلس عيسى بن دينار ، وعالمها عبد الملك بن حبيب ، وعاقلها يحيى بن يحيى (١).

قال ابن الفرضيّ (٢) : وكان يحيى ممّن اتّهم ببعض الأمر في الهيج ، فهرب إلى طليطلة ثم استأمن ، فكتب له الأمير الحكم أمانا وردّه إلى قرطبة.

وقال عبد الله بن محمد بن جعفر : رأيت يحيى بن يحيى نازلا عن دابّته ، ماشيا إلى الجامع يوم جمعة [وعليه عمامة ورداء متين ، وأنا أحبس دابّة أبي] (٣).

وقال أبو القاسم بن بشكوال : كان يحيى بن يحيى مجاب الدّعوة ، قد أخذ في نفسه وهيبته ومقعده هيئة مالك ، رحمه‌الله.

قلت : وبه ظهر مذهب الإمام مالك بالأندلس. فإنّه عرض عليه القضاء فامتنع. فكان أمير الأندلس لا يولّي القضاء بمدائن الأندلس إلّا من يشير به يحيى بن يحيى ، فكثر تلامذة يحيى لذلك ، وأقبلوا على فقه مالك ، ونبذوا ما سواه (٤).

قال غير واحد : توفّي في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين : وقيل : سنة ثلاث (٥).

٤٩٨ ـ يزداد بن موسى بن جميل (٦).

حدّث ببغداد عن : أبي جعفر الرازيّ ، وإسرائيل بن يونس.

وتفرّد بالرواية عنهما.

وعاش بضعا وتسعين سنة.

روى عنه : عمر بن أيّوب السّقطيّ ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، وعبد الله بن ناجية ، وغيرهم.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٨٠.

(٢) في تاريخه ٢ / ١٨٠.

(٣) ما بين الحاصرتين استدركته من : تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٨٠ ، ومكانه بياض في الأصل.

(٤) وفيات الأعيان ٦ / ١٤٦.

(٥) وقال عنه الخليلي : «ثقة» (الإرشاد ١ / ٥٤).

(٦) انظر عن (يزداد بن موسى) في :

تاريخ بغداد ١٤ / ٣٥٥ رقم ٧٦٧٨.

٤١٧

٤٩٩ ـ يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب (١).

أبو خالد الرمليّ الزّاهد.

شيخ الرملة ومسندها.

روى عن : اللّيث بن سعد ، ومفضّل بن فضالة ، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة ، ويحيى بن حمزة ، وعيسى بن يونس ، وبكر بن مضر ، وابن وهب ، وجماعة.

وعنه : د. ، ون. ، ق. ، عن رجل ، عنه ، وأبو حاتم ، وأحمد بن إبراهيم البسريّ ، وجعفر بن محمد الفريابيّ ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلانيّ ، والآخرون.

قال أحمد بن محمد السجزيّ : ما رأيت محدّثا أخشع لليه من يزيد الرمليّ (٢).

قلت : وقع لي حديثه في السّماء علوّا. أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أنا الفتح بن عبد الله ، أنا محمد بن عليّ ، والقاضي الأيوبيّ ، ومحمد بن أحمد بن الدّاية ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو الفضل الزّهريّ : ثنا جعفر الفريابيّ ، ثنا يزيد بن خالد بن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين ، ثنا اللّيث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، أنّ أبا إدريس الخولانيّ أخبره ، أنّ يزيد بن عميرة ، وكان من أصحاب معاذ بن جبل ، قال : كان معاذ لا يجلس مجلسا إلّا قال حين يجلس : الله حكم قسط ، تبارك اسمه ، هلك المرتابون. وذكر الحديث.

قال أبو القاسم بن عساكر (٣) : توفّي سنة اثنتين ، ويقال : سنة ثلاث وثلاثين ، ويقال : سنة سبع وثلاثين ومائتين.

__________________

(١) انظر عن (يزيد بن خالد) في :

المعرفة والتاريخ للبسوي ٢ / ٤٣١ ، ٥١٦ ، ٥٩٥ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٦٢ ، والجرح والتعديل ٩ / ٢٥٩ رقم ١٠٩٢ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٧٦ ، وحلية الأولياء ٦ / ١٦٨ و ٨ / ٣٣١ ، والمعجم المشتمل ٣٢٤ رقم ١١٦٨ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٦ / ٥٥٧ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥٣٢ ، والكاشف ٣ / ٢٤٢ رقم ٦٤٠٨ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ رقم ٦٢١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٦٤ رقم ٢٤٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٣١.

(٢) تهذيب الكمال ٣ / ١٥٣٢.

(٣) في المعجم المشتمل ٣٢٤ ، وتاريخ دمشق ٤٦ / ٥٥٧.

٤١٨

٥٠٠ ـ يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون بن مهران (١) ـ ق. ـ

أبو محمد اليماميّ ، نزيل مكة. شيخ معمّر ، تفرّد بالرواية عن عكرمة بن عمّار.

وعنه : ق. ، ويعقوب الفسويّ ، ومحمد بن عبد الله مطيّن ، وموسى بن هارون ، وجماعة.

توفّي سنة ثلاث أو أربع وثلاثين ومائتين (٢).

٥٠١ ـ يزيد بن مخلد (٣).

أبو خداش الواسطيّ.

عن : هشيم ، وبشر بن ميسّر.

وعنه : إبراهيم بن يوسف الهسنجانيّ ، وعليّ بن الحسين بن الجنيد.

٥٠٢ ـ يعقوب بن عيسى بن ماهان المروزيّ (٤).

ثم البغداديّ ، المؤدّب.

حدّث عن : إبراهيم بن سعد.

وعنه : أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله بن أحمد ، وأبو يعلى الموصليّ.

٥٠٣ ـ يعقوب بن القاسم (٥).

أبو يوسف الطّلحيّ التّيميّ.

عن : الدّراورديّ ، وابن المبارك ، وابن عيينة ، وجماعة.

__________________

(١) انظر عن (يزيد بن عبد الله اليمامي) في :

الثقات لابن حبّان ٧ / ٦٢٠ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٢٤ رقم ١١٧٠ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥٣٧ ، والكاشف ٣ / ٢٤٦ رقم ٦٤٤٢ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٤٣ رقم ٦٥٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٦٧ رقم ٢٨٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٣٢ ، ٤٣٣.

(٢) وفي (الكاشف ٣ / ٢٤٦) قال المؤلّف الذهبي إنه بقي حتى سنة ٢٣٣ ه‍.

(٣) انظر عن (يزيد بن مخلد) في :

الجرح والتعديل ٩ / ٢٩١ رقم ١٢٤٥.

(٤) انظر عن (يعقوب بن عيسى) في :

تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧١ رقم ٧٥٦٤.

(٥) انظر عن (يعقوب بن القاسم) في :

أخبار القضاة لوكيع ١ / ١٩٠ ، والجرح والتعديل ٩ / ٢١٣ رقم ٨٩١ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٨٣ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٢ رقم ٧٥٦٥.

٤١٩

وعنه : الحارث بن أبي أسامة ، وعبد الله بن أبي سعد الورّاق.

وهو ثقة (١).

٥٠٤ ـ يعقوب بن كعب الأنطاكيّ الحلبيّ (٢) ـ د. ـ

أبو حامد ، وأبو يوسف.

عن : عبد الله بن وهب ، وبقيّة بن الوليد ، وعيسى بن يونس ، والوليد بن مسلم ، ومحمد بن سلمة الحرّانيّ ، وأبي معاوية الضّرير ، وخلق كثير.

وعنه : د. ، وأحمد بن سيّار المروزيّ ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجيّ ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، وآخرون.

قال أبو حاتم (٣) : ثقة.

وقال أحمد العجليّ (٤) : ثقة ، رجل صالح صاحب سنّة.

٥٠٥ ـ يوسف بن عديّ (٥) ـ خ. ن. ـ

أبو يعقوب الكوفيّ ، مولى تيم الله.

أخو زكريّا بن عديّ.

__________________

(١) كتب عنه أبو حاتم ببغداد. (الجرح والتعديل).

(٢) انظر عن (يعقوب بن كعب) في :

تاريخ الثقات للعجليّ ٤٨٤ رقم ١٨٧٠ ، والجرح والتعديل ٩ / ٢١٣ ، ٢١٤ رقم ٨٩٢ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٨٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٢٧ رقم ١١٧٩ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥٥٤ ، والكاشف ٣ / ٢٥٦ رقم ٦٥١٥ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٢٤ ، ٥٣٥ رقم ١٤٧ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٩٤ رقم ٧٥٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٧٦ رقم ٣٨٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٣٧.

(٣) الجرح والتعديل ٩ / ٢١٤.

(٤) في تاريخ الثقات ٤٨٤.

(٥) انظر عن (يوسف بن عديّ) في :

الكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٢١ ، والمعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٥٢٧ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٨٦ رقم ١٨٧٨ ، والجرح والتعديل ٩ / ٢٢٧ رقم ٩٥٣ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٨٠ ، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) ٣٧٠ ، وتاريخ جرجان للسهمي ١٤٣ ، ١٤٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٢٨ رقم ١١٨٦ ، ووفيات الأعيان ٤ / ١٩٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥٦٠ ، ١٥٦١ ، والكاشف ٣ / ٢٦٢ رقم ٦٥٥٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٨٤ ـ ٤٨٧ رقم ١٦٠ ، والعبر ١ / ٤١٢ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٤١٧ ، ٤١٨ رقم ٨١٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ج ٣٨١ رقم ٤٤٢ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٦٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٣٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ٧٥.

٤٢٠