تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٧

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سنة سبع وثلاثين ومائتين

فيها توفّي : إبراهيم بن محمد بن عمّ الشّافعيّ ،

وحاتم الأصمّ الزّاهد ،

وسعيد بن حفص النّفيليّ ،

والعبّاس بن الوليد النّرسيّ ،

وعبد الله بن عامر بن زرارة ،

وعبد الله بن مطيع ،

وعبد الأعلى بن حمّاد النّرسيّ ،

وعبيد الله بن معاذ العنبريّ ،

وأبو كامل الفضيل بن الحسن الجحدريّ ،

ومحمد بن قدامة الجوهريّ ،

ووثيمة بن موسى نزيل مصر ،

وكان إخباريّا.

* * *

[ذكر وثوب أهل أرمينية بعاملهم يوسف بن محمد]

وفيها وثبت بطارقة أرمينية بعاملها يوسف بن محمد فقتلوه (١) ، فجهّز المتوكّل لحربهم بغا الكبير ، فالتقاهم على دبيل (٢) ، فنصر عليهم ، وقتل منهم

__________________

(١) تاريخ الزمان لابن العبري ٣٨ ، تاريخ مختصر الدول ، له ١٤٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٣ ، البداية والنهاية» ١ / ٣١٥ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٩٠.

(٢) دبيل : بفتح أوله وكسر ثانيه. مدينة بأرمينية تتاخم أرّان. (معجم البلدان ٢ / ٤٣٨ ، ٤٣٩).

٢١

خلقا عظيما ، وسبى خلقا ، حتّى قيل إنّ المقتلة بلغت ثلاثين ألفا ، وسار إلى تفليس (١).

[المتوكل يأمر بحلق لحية قاضي القضاة بمصر]

وفيها بعث المتوكّل إلى نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة بمصر أبي بكر محمد بن أبي اللّيث ، وأن يضربه ، ويطوف به على حمار. ففعل ذلك به في شهر رمضان ، وسجن (٢) ، ف (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ). اللهم لا تأجره في مصيبته ، فإنّه كان ظالما من رءوس الجهميّة (٣).

[ولاية الحارث بن مسكين القضاء]

ثمّ ولي القضاء الحارث بن مسكين بعد تمنّع ، وأمر بإخراج أصحاب أبي حنيفة والشّافعيّ من المسجد ، ورفعت حصرهم ، ومنع عامّة المؤذّنين من الأذان. وكان قد أقعد ، فكان يحمل في محفّة إلى الجامع. وكان يركب حمارا متربّعا. وضرب الذين يقرءون بالألحان. وحمله أصحابه على النّظر في أمر القاضي الّذي قتله محمد بن أبي اللّيث ، وكانوا قد لعنوه لما عزل ، ورفعوا حصره ، وغسّلوا موضعه من المسجد. فكان الحارث بن مسكين يوقف القاضي محمد بن أبي اللّيث ، ويضرب كلّ يوم عشرين سوطا ، لكي يؤدّي ما وجب عليه من الأموال. وبقي على هذا أيّاما (٤).

وعزل الحارث بعد ثمان سنين ببكّار بن قتيبة (٥).

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٩ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٨٧ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٤٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٥٨ ، تاريخ الزمان لابن العبري ٣٨ ، تاريخ مختصر الدول ١٤٣ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٥ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٩٠ و «تفليس» بفتح أوله وكسره ، بلد بأرمينية الأولى ، وبعض يقول بأرّان ، وهي قصبة ناحية جرزان قرب باب الأبواب. (معجم البلدان ٢ / ٣٥).

(٢) الولاة والقضاة للكندي ٤٦٥ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٧.

(٣) تاريخ الخلفاء ٣٤٧.

(٤) الولاة والقضاة للكندي ٤٦٣ و ٤٦٨ ، ٤٦٩ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٧.

(٥) الولاة والقضاة ٤٧٥ و ٤٧٦ و ٤٧٧ (ذيل أحمد بن عبد الرحمن بن برد) ، مآثر الإنافة ١ / ٢٣٤.

٢٢

[قدوم ابن طاهر على المتوكّل]

وفيها قدم محمد بن عبد الله بن طاهر وافدا على المتوكّل من خراسان ، فولّاه العراق (١).

[مصادرة المتوكّل لابن أبي دؤاد]

وفيها غضب المتوكّل على أحمد بن أبي دؤاد وصادره ، وسجن ابنه وإخوته وصادرهم ، ثمّ صولح بعد ذلك على ستّة عشر ألف ألف درهم ، وأشهد بيع كلّ ضيعة لهم وافتقروا (٢).

[ولاية ابن أكثم القضاء]

ورضي المتوكّل عن يحيى بن أكثم ، وولّاه القضاء والمظالم (٣).

[إطلاق المتوكّل للمساجين]

وفيها أطلق المتوكّل جميع من في السّجون ممّن امتنع عن القول بخلق القرآن في أيّام أبيه ، وأمر بإنزال جثّة أحمد بن نصر الخزاعيّ ، فدفعت إلى أقاربه فدفنت (٤).

* * *

[ظهور النار بعسقلان]

وفيها ظهرت نار بعسقلان ، أحرقت البيوت والبيادر ، وهرب النّاس ، ولم تزل تحرق إلى ثلث اللّيل ثم كفّت (٥) ، بإذن الله.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ١٨٨.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٩ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٨٩ ، مروج الذهب ٤ / ٩٦ ، تاريخ العظيمي ٢٥٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٥٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٤ ، مرآة الجنان ٢ / ١١٧ و ١٢٨ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٥.

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٩ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٨٨ ، مروج الذهب ٤ / ٩٦ ، تاريخ العظيمي ٢٥٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٥٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٤ ، مرآة الجنان ٢ / ١١٧ و ١٢٨ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٥.

(٤) تاريخ الطبري ٩ / ١٩٠ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٥ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٦ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٩٠.

(٥) تاريخ الخلفاء ٣٤٧.

٢٣

[بناء قصر العروس بسامرّاء]

وفيها كان بناء قصر العروس (١). بسامرّاء ، وتكمّل في هذه السنة ، فبلغت النّفقة عليه ثلاثين ألف ألف درهم (٢).

[طلب المتوكّل لأحمد بن حنبل]

وفيها طلب المتوكّل من أحمد بن حنبل المجيء إليه بسامرّاء ، فسار إليه ، ولم يجتمع به ، بل دخل على ولده المعتزّ (٣).

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩١.

(٢) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٩٠.

(٣) البدء والتاريخ ٦ / ١٢١ ، البداية والنهاية ١٠٠ / ٣١٦.

٢٤

[ومن سنة ثمان وثلاثين ومائتين]

فيها توفّي : أحمد بن جوّاس الحنفيّ ،

وأحمد بن محمد المروزيّ مردويه ،

وإبراهيم بن أيّوب الحورانيّ الزّاهد ،

وإبراهيم بن هشام الغسّانيّ ،

وإسحاق بن إبراهيم بن زبريق ،

وإسحاق بن راهويه ،

وبشر بن الحكم العبديّ ،

وبشر بن الوليد الكنديّ ،

والربيع بن ثعلب ،

وزهير بن عبّاد الرّؤاسيّ ،

وحكيم بن سيف الرّقّيّ ،

وطالوت بن عبّاد ،

وعبد الرحمن بن الحكم بن هشام صاحب الأندلس الأمويّ.

وعبد الملك بن حبيب فقيه الأندلس ،

وعمرو بن زرارة ،

ومحمد بن بكّار بن الرّيّان ،

ومحمد بن الحسين البرجلانيّ ،

ومحمد بن عبيد بن حسّاب ،

ومحمد بن المتوكّل اللّؤلؤيّ المقرئ ،

ومحمد بن أبي السّريّ العسقلانيّ ،

٢٥

ويحيى بن سليمان الجعفيّ نزيل مصر ،

* * *

[حصار بغا تفليس]

وفيها حاصر بغا تفليس ، وبها إسحاق بن إسماعيل مولى بني أميّة ، فخرج للمحاربة ، فأسر وضربت عنقه ، وأحرقت تفليس ، واحترق فيها خلق. وفتحت عدّة حصون بنواحي تفليس (١).

[غزوة الروم دمياط بالمراكب]

وفيها قصدت الروم ، لعنهم الله ، دمياط في ثلاثمائة مركب (٢) ، فكبسوا البلد ، وسبوا ستّمائة امرأة (٣) ، ونهبوا ، وأحرقوا (٤) ، وبدّعوا ، وخرجوا مسرعين في البحر (٥).

فلا قوّة إلّا بالله.

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ١ / ٤٨٩ ، ٤٩٠ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٩٢ ، تجارب الأمم ٦ / ٥٤٨ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢١ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٦٧ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٩١.

(٢) في تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٨ «أناخت الروم على دمياط في خمسة وثمانين مركبا».

(٣) في تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٨ ، «وسبوا من المسلمات ألفا وثمانمائة وعشرين امرأة ، ومن نساء القبط ألف امرأة ، ومن اليهود مائة امرأة» ،

(٤) في تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٨ : «أحرقوا ألفا وأربعمائة منزل».

(٥) تاريخ الطبري ٩ / ١٩٣ ـ ١٩٥ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٦٨ ، ٦٩ ، تاريخ مختصر الدول ١٤٣ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٥ ، مرآة الجنان ٢ / ١٢١ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٧ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٧ ، ٣٤٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٩٢ و ٢٩٤ ، ٢٩٥.

٢٦

سنة تسع وثلاثين ومائتين

فيها توفّي : إبراهيم بن يوسف البلخيّ الفقيه ،

وداود بن رشيد ،

وصفوان بن صالح الدّمشقيّ المؤذّن ،

والصّلت بن مسعود الجحدريّ ،

وعبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة ،

وعثمان بن أبي شيبة ،

ومحمد بن مهران الجمّال الرازيّ ،

ومحمد بن نصر المروزيّ ،

ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة ،

ومحمود بن غيلان ،

ووهب بن بقيّة ،

ويحيى بن موسى ختّ.

* * *

[نفي المتوكل لابن الجهم]

وفيها نفى المتوكّل عليّ بن الجهم إلى خراسان (١) ،

[غزوة علي بن يحيى بلاد الروم]

وفيها غزا الأمير عليّ بن يحيى الأرمنيّ بلاد الروم (٢) ، فأوغل فيها ، فيقال

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ١٩٦.

(٢) تاريخ الطبري ٩ / ١٩٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٧١ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٧.

٢٧

إنّه شارف القسطنطينية فأحرق ألف قرية ، وقتل عشرة آلاف علج ، وسبى عشرين ألف رأس (١) ، وعاد غانما سالما.

[عزل ابن أكثم عن القضاء]

وفيها عزل يحيى بن أكثم عن القضاء (٢) وصودر ، وأخذ من داره مائة ألف دينار (٣) ، وأخذ له من البصرة أربعة آلاف جريب.

__________________

(١) في نهاية الأرب (المطبوع) ٢٢ / ٣٨٦ : «وسبى سبعة عشر ألف رأس. وأخذ سبعة آلاف دابّة ، وحرّق أكثر من ألف قرية». وفي نسخة خطّية أخرى : «سبى عشرة آلاف» ، مرآة الجنان ٢ / ١٢٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٩.

(٢) تاريخ العظيمي ٢٥٧.

(٥) وفي مرآة الجنان ٢ / ١٢٢ : «وأخذ منه ألف دينار».

٢٨

سنة أربعين ومائتين

فيها توفّي : أحمد بن خضرويه البلخيّ الزّاهد ،

وأحمد بن أبي دؤاد القاضي ،

وأبو ثور الفقيه إبراهيم بن خالد ،

وإسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحرّانيّ ،

وجعفر بن حميد الكوفيّ ،

والحسن بن عيسى بن ماسرجس ،

وخليفة العصفريّ شباب ،

وسويد بن سعيد الحدثانيّ ،

وسويد بن نصر المروزيّ ،

وعبد السّلام بن سعيد سحنون الفقيه ،

وعبد الواحد بن غياث ،

وقتيبة بن سعيد ،

ومحمد بن خالد بن عبد الله الطّحّان ،

ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ ،

ومحمد بن عمرو زنيج الرازيّ ،

ومحمد بن أبي عتّاب الأعين ،

واللّيث بن خالد المقرئ صاحب الكسائيّ.

* * *

٢٩

[وثوب أهل حمص على أبي المغيث]

وفيها وثب أهل حمص على أبي المغيث الرافقيّ (١) متولّي البلد ، وأخرجوه منها ، وقتلوا جماعة من أصحابه ، فسار إليهم الأمير محمد بن عبدويه ، ففتك بهم ، وفعل بهم العجائب (٢).

[الصّيحة في خلاط]

وفيها سمع أهل خلاط صيحة عظيمة من جوّ السّماء ، فمات منها خلق (٣).

[وقوع البرد بالعراق]

وفيها وقع برد بالعراق كبيض الدّجاج (٤).

[وقوع خسف بالمغرب]

ويقال ـ والله أعلم ـ إنّ فيها خسف بالمغرب بثلاث عشرة قرية ، ولم ينج من أهلها ، إلّا نيّف وأربعون رجلا ، فأتوا القيروان ، فمنعوهم من الدخول ، وقالوا : أنتم مسخوط عليكم ، فبنوا لهم خارج البلد (٥).

__________________

(١) هو : موسى بن إبراهيم. (تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٠).

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٠ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٩٧ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٧٣ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣١٩ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٠١.

(٣) نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٧ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٠١.

(٤) المنتظم (مخطوطة دار الكتب المصرية) ، قسم ٢ ، ورقة ١٥٢ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٨.

(٥) المنتظم ، قسم ٢ ، ورقة ١٥٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٠١.

٣٠

رجال هذه الطبقة على المعجم

ـ حرف الألف ـ

١ ـ أحمد بن إبراهيم بن خالد (١) ـ د. ـ

أبو عليّ الموصليّ نزيل بغداد.

عن : إبراهيم بن سعد ، وأبي إسماعيل المؤدّب ، وإبراهيم بن سليمان ، وجعفر بن سليمان الضّبعيّ ، وحمّاد بن زيد ، وأبي الأحوص ، وشريك ، ومحمد بن ثابت العبديّ ، وأبي عوانة ، وطائفة.

وعنه : (د) (٢). فرد حديث ، وابن أبي الدّنيا ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ ، وأبو يعلى ، ومطيّن ، والبغويّ ، وموسى بن هارون ، وطائفة.

وثّقه ابن معين ، فقال في رواية عبد الله بن أحمد : ليس به بأس (٣).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن خالد) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٦٠ ، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / رقم ٣٣٩ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله ٢ / رقم ٣٨٦٧ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٨ ، ٣٠٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٩ رقم ١ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٥ ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين و ٧١ رقم ٩٣ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٥ رقم ١٥٨٤ والمعجم المشتمل لابن عساكر ٣٧ رقم ١ ، وتهذيب الكمال ١ / ٢٤٥ ـ ٢٤٧ رقم ١ ، والكاشف ١ / ١١ رقم ١ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٣٥ ، ٣٦ رقم ١٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٩ رقم ١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٩ رقم ١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣.

(٢) رمز لأبي داود صاحب السنن.

(٣) العلل ومعرفة الرجال ٢ / ٦٠٣ رقم ٣٨٦٧ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٩ ، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٧١ رقم ٩٣ ، تاريخ بغداد ٤ / ٥ ، وقال ابن محرز : «وسمعت يحيى بن معين وسألته عن أحمد بن إبراهيم الموصلي ، قلت له : تعرفه؟ قال : نعم. قلت : كيف هو؟ قال : ليس به بأس.

قلت : عنده عن حمّاد بن زيد كتاب صلح؟ قال : كان أخوه الكاتب وليس به بأس». (معرفة =

٣١

أبو يعلى : ثنا أحمد بن إبراهيم الموصليّ ثنا صالح بن عمر ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن البراء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال للمدينة يثرب ، فليستغفر الله» (١).

تفرّد به يزيد (٢) ، وهو ليّن ، وصالح ثقة.

وقال موسى بن هارون : مات في ثامن ربيع الأول سنة ستّ وثلاثين (٣).

* ـ أحمد بن أبي أحمد الجرجرائيّ.

أبو محمد.

سيأتي (٤).

٢ ـ أحمد بن أسد بن عاصم (٥).

__________________

= الرجال ١ / ٩١ رقم ٣٣٩).

(١) أخرجه أحمد في «المسند» ٤ / ٢٨٥ ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٣ / ٣٠٠ وقال : رواه أحمد ، وأبو يعلى ، ورجاله ثقات.

(٢) «سير أعلام النبلاء» ١١ / ٣٦ للمؤلّف : «تفرّد به صالح».

(٣) أما أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي فقد أرّخ وفاته بسنة خمس وثلاثين ومائتين ، وذلك في كتاب «طبقات العلماء من أهل الموصل» ، وقال : كان سكن ببغداد ، ظاهر الصلاح والفضل ، كثير الحديث.

وذكر ابن عساكر القولين في وفاته. (المعجم المشتمل ٣٧ رقم ١) ، وقال الخطيب البغداديّ : «وهم أبو زكريّا في ذكر وفاته ، وقد أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، أخبرنا محمد بن المظفّر. قال : قال عبد الله بن محمد البغوي : مات أحمد بن إبراهيم الموصلي في ربيع الآخر سنة ستّ وثلاثين وكتبت عنه ، وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب ، حدّثنا موسى بن هارون قال : مات أحمد بن إبراهيم الموصلي ببغداد ليلة السبت لثمان مضين من ربيع الأول سنة ستّ وثلاثين ، وشهدت جنازته ، وكان أبيض الرأس واللحية» (تاريخ بغداد ٤ / ٦).

وقد جاء في «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٧ / ٣٦٠) أنه توفي سنة ٢٣٦ ه‍. أيضا. ومن المعروف أن «ابن سعد» توفي سنة ٢٣٠ ه‍. أي قبل صاحب هذه الترجمة بنحو ستّ سنوات ، فيكون الّذي ورّخه هو ناسخ «الطبقات» الّذي زاد على تراجم ابن سعد ، وعلى هذا ، فكل التراجم التي ستأتي في هذا الجزء ، وفيها إشارة إلى «طبقات ابن سعد» فهي من زوائد الناسخ ، وليس من وضع ابن سعد ، فاقتضى التنويه.

(٤) في هذا الجزء ، برقم (٢٨).

(٥) انظر عن (أحمد بن أسد) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٤١٣ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٥ رقم ١٥٠١ ، والكنى =

٣٢

أبو عاصم البجليّ الكوفيّ. سبط مالك بن مغول.

سمع : أبا الأحوص سلّام بن سليم.

وعنه : محمد بن صالح بن ذريح ، وغيره.

وثّقه ابن حبّان (١).

٣ ـ أحمد بن أيّوب بن راشد (٢).

أبو الحسن الضّبّيّ البصريّ.

عن : مسلمة بن علقمة ، وعبد الوارث بن سعيد ، ومحمد بن أبي عديّ.

وكان ثقة (٣).

روى عنه : البخاريّ في كتاب «الأدب» (٤) له ، وأبو زرعة ، وأبو يعلى ، وغيرهم.

٤ ـ أحمد بن بحر العسكريّ (٥).

عسكر مكرم.

عن : عبثر بن القاسم ، وعمر بن عبيد ، وعليّ بن مسهر.

__________________

= والأسماء لمسلم ، ورقة ٨١ ، والمعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٣٦٨ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٨٥ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٢١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤١ ، ٤٢ رقم ١٢ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٩ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق ١ / ٤٣١ ، ٤٣٢.

(١) لمجرّد ذكره في كتابه «الثقات» ٨ / ١٩ ، ٢٠ ، وقال : «وكان قديم الموت». وفي «طبقات ابن سعد» ٦ / ٤١٣ : «مات بالكوفة في صفر سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة هارون الواثق بالله» ، وبها أرّخه الخطيب البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق» ١ / ٤٣٢.

(٢) انظر عن (أحمد بن أيوب) في :

الأدب المفرد للبخاريّ ، رقم ٥١٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٠ رقم ٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٩ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٢٦٠ ، ٧٠ ، رقم ١٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٧ رقم ١٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ١١ رقم ١٢.

(٣) ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «ربّما أغرب».

(٤) روى البخاري عنه قال : حدّثنا أحمد بن أيوب قال : حدّثنا شبابة قال : حدّثني المغيرة بن مسلم ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : دخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أمّ السائب وهي تزفزف ، فقال : «ما لك»؟ قالت : الحمّى ، أخزاها الله ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مه ، لا تسبّيها ، فإنّها تذهب خطايا المؤمن ، كما يذهب الكير خبث الحديد».

(٥) انظر عن (أحمد بن بحر العسكري) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٤٢ رقم ١٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ٨٤ رقم ٣٠٤.

٣٣

وعنه : إسماعيل بن إسحاق الكوفيّ ، وعليّ بن الحسن الهسنجانيّ.

قال أبو حاتم (١) : حديثه صحيح ولا أعرفه.

٥ ـ أحمد بن جعفر بن ميسرة (٢).

أبو معشر الهرويّ الفقيه.

عن : هشيم ، وحفص بن غياث.

توفّي سنة إحدى وثلاثين.

٦ ـ أحمد بن جوّاس (٣) ـ م. د. ـ

أبو عاصم الحنفيّ الكوفيّ.

عن : جرير بن عبد الحميد ، وأبي الأحوص سلّام بن سليم ، وعبيد الله الأشجعيّ ، وابن المبارك ، وابن عيينة ، وأبي هريرة ـ المكتّب (٤) ـ حباب.

وعنه : م. د. ، وإبراهيم بن أبي بكر بن شيبة ، والحسن بن سفيان ، والحسن بن عليّ المعمريّ ، ومحمد بن صالح بن ذريح ، ومطيّن ، وغيرهم.

مات في ثالث المحرّم سنة ثمان وثلاثين (٥).

* * *

ولهم شيخ آخر :

__________________

(١) عبارة ابن أبي حاتم : «سألت أبي عنه وعرضت عليه حديثه ، فقال : حديث صحيح ، وهو لا يعرفه». (الجرح والتعديل).

(٢) لم أجد لأحمد بن جعفر بن ميسرة ترجمة في المصادر المتوفّرة تحت يدي.

(٣) انظر عن (أحمد بن جوّاس) في :

الكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٨١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٤ ، ٤٥ رقم ٢٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٠ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٣٢ رقم ٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٤ رقم ٣٧ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٤١ رقم ١٦ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ٢٨٥ ، ٢٨٦ رقم ٢١ ، والكاشف ١ / ١٤ ، ١٥ رقم ١٧ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٣٧ ، ٣٨ رقم ١٧ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٩٤ رقم ٢٧٩٣ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٢ رقم ٢٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤ ، ٥.

(٤) في الأصل : «وأبي هرير الكتب» والتحرير من «تهذيب الكمال» ١ / ٢٨٥.

(٥) ورّخه ابن عساكر في «المعجم المشتمل» ٤١ رقم ١٦ ، وقال ابن أبي حاتم : روى عنه محمد بن مسلم وأحسن الثناء عليه. (الجرح والتعديل ٢ / ٤٥) وذكره ابن حبّان في «الثقات».

٣٤

* ـ أحمد بن جوّاس الأستوائيّ (١) ،

نيسابوريّ من طبقة مسلم.

٧ ـ أحمد بن حاتم (٢).

أبو نصر النّحويّ ، صاحب الأصمعيّ.

أخذ عنه : ثعلب ، وإبراهيم الحربيّ.

وصنّف في اللّغة كتاب «الشّجر» ، وكتاب «الخيل» ، وغير ذلك.

وكان موثّقا مصدّقا.

توفّي سنة إحدى وثلاثين (٣).

٨ ـ أحمد بن حاتم البغداديّ (٤).

عن : شعيب بن حرب ، ويحيى بن يمان.

وعنه : محمد بن عوف الحمصيّ ، ومحمد بن أيّوب البجليّ (٥).

أورده ابن أبي حاتم.

٩ ـ أحمد بن حاجّ بن قاسم بن قطبة (٦).

أبو عبد الله العامري النّيسابوريّ الفقيه صاحب محمد بن الحسن.

سمع : ابن المبارك ، وابن عيينة ، ووكيعا.

__________________

(١) انظر عن (الأستوائي) في : تهذيب الكمال ١ / ٢٨٦ رقم ٢٢.

(٢) انظر عن (أحمد بن حاتم) في :

تاريخ الطبري ٩ / ١٤٥ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١١٤ رقم ١٧٧٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٢٦ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٠٧ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٩٥ رقم ٢٧٩٥ ، والفهرست لابن النديم ٨٣ ، وطبقات الزبيدي ١٩٧ ، وإنباه الرواة ١ / ٣٦ ، ومعجم الأدباء ٢ / ٢٨٣ ، وبغية الوعاة ١ / ٣٠١ رقم ٥٥٤.

(٣) ورّخه الزبيدي في طبقات اللغويين والنحاة ١٩٨ ، وغيره. وحكي عن الأصمعيّ أنه كان يقول : ليس يصدق عليّ أحد إلّا أبو نصر. (تاريخ بغداد ٤ / ١١٤).

(٤) انظر عن (أحمد بن حاتم البغدادي) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٤٨ رقم ٣٨.

(٥) وهو قال : كتبت عنه في طريق مكة. (الجرح والتعديل).

(٦) لم أجد لأحمد بن حاجّ ترجمة في المصادر التي لديّ ، والأغلب أن المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ ينقل من كتاب «تاريخ نيسابور» للحاكم النيسابورىّ ، الّذي لم يصلنا.

٣٥

وكان رئيسا جليلا.

روى عنه : أحمد بن نصر اللّبّاد ، ومحمد بن ياسين بن النّضر ، وجماعة.

توفّي سنة سبع وثلاثين.

١٠ ـ أحمد بن حرب بن فيروز (١).

الإمام أبو عبد الله النّيسابوريّ الزّاهد ، أحد الفقهاء العابدين.

رحل وسمع من : سفيان بن عيينة ، ومحمد بن عبيد ، وأبي داود الطّيالسيّ ، وأبي أسامة ، وابن أبي فديك ، وأبي عامر النّقديّ ، وحفص بن عبد الرحمن ، وعبد الوهّاب الخفّاف ، وعبد الله بن الوليد العرنيّ ، وعامر بن خداج ، وطبقتهم.

روى عنه : أبو الأزهر ، وسهل بن عمّار ، ومحمد بن شادان ، والعبّاس بن حمزة ، وإبراهيم بن محمد بن سفيان ، وإبراهيم بن إسحاق الأنماطيّ ، وأحمد بن نصر اللّبّاد ، وإسماعيل بن قتيبة ، وزكريّا بن دلّويه ، وخلق سواهم.

قال زكريّا بن دلّويه : كان أحمد بن حرب إذا جلس بين يدي الحجّام ليحفي شاربه يسبّح ، فيقول له الحجّام : اسكت ساعة. فيقول : اعمل أنت عملك. وربّما قطع شفته وهو لا يعلم.

قال الحاكم : ثنا أبو العبّاس عبد الله بن أحمد الصّوفيّ : حدّثني أبو عمرو محمد بن يحيى قال : مرّ أحمد بن حرب بصبيان يلعبون ، فقال أحدهم : أمسكوا ، فإنّ هذا أحمد بن حرب الّذي لا ينام اللّيل.

قال : فقبض على لحيته وقال : الصّبيان يهابونك بأنّك لا تنام اللّيل ، وأنت تنام.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن حرب) في :

تاريخ الطبري ٤ / ٢٠٥ ، وتاريخ بغداد ٤ / ١١٨ رقم ١٧٨٥ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ٨٩ رقم ٣٢٩ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٣٦ رقم ٢٦٠ ، والعبر ١ / ٤١٦ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٣٢ ـ ٣٥ رقم ١٤ ، ولسان الميزان ١ / ١٤٩ ، ١٥٠ ، وشذرات الذهب ٢ / ٨٠.

٣٦

قال : فأحيا اللّيل بعد ذلك حتّى مات.

وقال زكريّا بن حرب : كان أخي أحمد ابتدأ في الصّوم وهو في الكتّاب. فلمّا راهق حجّ مع أخيه الحسين ، وأقاما بالكوفة لطلب العلم ، وببغداد والبصرة ، ثم قدم ، فأقبل على العبادة لا يفتر ، وأخذ في المواعظ والذّكر ، وحثّ على العبادة ، وأقبل النّاس على مجلسه ، وألّف كتاب «الأربعين» ، وكتاب «عيال الله» ، وكتاب «الزّهد» وكتاب «الدّعاء». وكتاب «الحكمة» ، وكتاب «المناسك» ، وكتاب «التّكسّب».

ورغب النّاس في سماعها : فلمّا ماتت أمّه سنة عشرين ومائتين عاد إلى الحجّ والغزو ، وخرج إلى التّرك ، وفتح فتحا عظيما ، فحسده عليه أصحاب الرّباط ، وسعوا فيه إلى عبد الله بن طاهر. فأدخل عليه ، فلم يأذن له في الجلوس وقال : تخرج وتجمع إلى نفسك هذا الجمع ، وتخالف أعوان السلطان.

ثم علم ابن طاهر صدقه فتركه ، فخرج إلى مكّة وجاور.

وعن أحمد بن حرب قال : قال ابن المبارك : أربعة ، منها ثلاثة مجاز ، وواحد حقيقة : عمرنا في الدّنيا ، ومكثنا في القبور ، ووقوفنا في الحشر ، ومنصرفنا إلى الأبد ، فهو الحقيقة ، وما قبله مجاز.

وأحمد بن حرب تنحله الكرّاميّة وتخضع له (١) ، لأنّه شيخ ابن كرّام.

وعن يحيى بن يحيى النّيسابوريّ قال : إن لم يكن أحمد بن حرب من الأبدال فلا أدري من هم (٢).

وقال محمد بن الفضل البخاريّ : سمعت نصر بن محمود البلخيّ يقول : قال أحمد بن حرب : عبدت الله خمسين سنة ، فما وجدت حلاوة العبادة حتّى تركت ثلاثة أشياء :

تركت رضى النّاس حتّى قدرت أن أتكلّم بالحقّ.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٤ / ١١٨.

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ١١٩.

٣٧

وتركت صحبة الفاسقين حتّى وجدت صحبة الصّالحين.

وتركت حلاوة الدّنيا حتّى وجدت حلاوة الأخرى (١).

وقال محمد بن عبد الله بن موسى السّعديّ : كنّا في مجلس أحمد بن حرب لما قدم بخارى ، فاجتمع عليه العامّة من أهل المدينة والقرى ، فقالوا كلّهم : يا أبا عبد الله ، أدع لنا ، فإنّ زرعنا وأرضنا لم ينبت منذ عامين ، أو قال : عام.

فرفع يديه ودعا ، فما فرغ حتّى طلعت سحابة ، وكانت الشمس طالعة ، فمطرنا مطرا لم نر مثله ، فجئنا مشمّرين أثوابنا من شدّة المطر ، حتّى نبت الزّرع.

قلت : ساق الحاكم (٢) ترجمته في عدّة أوراق.

وقال محمد بن عليّ المروزيّ : روى أشياء كثيرة لا أصول لها (٣).

قال زكريّا بن دلّويه ، وغيره : توفّي سنة أربع وثلاثين ومائتين (٤) ، وله ثمان وخمسون سنة.

١١ ـ أحمد بن حمّاد الذّهليّ الخراسانيّ المروزيّ (٥).

الأمير.

عن : ابن المبارك ، والحسين بن واقد.

وعمّر دهرا.

روى عنه : ابنه الأمير أبو الهيثم خالد بن أحمد ، ومحمد بن عبدة المروزيّ ، وغيرهما.

توفّي أيضا سنة أربع وثلاثين.

__________________

(١) هكذا ، والصحيح «الآخرة».

(٢) هو الحاكم النيسابورىّ ، في «تاريخ نيسابور» الّذي لم يصلنا.

(٣) تاريخ بغداد ٤ / ١١٩.

(٤) تاريخ بغداد ٤ / ١١٩.

(٥) لم أجد لأحمد بن حمّاد الذهلي ترجمة في المصادر المتوفّرة لديّ.

٣٨

١٢ ـ أحمد بن حمّاد الواسطيّ الخزّاز (١).

عن : خالد الطّحّان.

وعنه : أسلم بن سهل في تاريخه وقال : مات سنة اثنتين وثلاثين.

١٣ ـ أحمد بن خضرويه البلخيّ الزّاهد (٢).

أبو حامد ، من كبار المشايخ بخراسان.

صحب : حاتما الأصمّ ، وأبا يزيد البسطاميّ.

قال السّلميّ في «تاريخ الصّوفيّة» : (٣) أحمد بن خضرويه من جلّة مشايخ خراسان ، سألته امرأته أن يحملها إلى أبي يزيد ، وتبرئه من مهرها ، ففعل. فلمّا قعدت بين يديه كشفت عن وجهها ، وكانت موسرة ، فأنفقت مالها عليهما. فلمّا أراد أن يرجع قال لأبي يزيد : أوصني.

قال : ارجع فتعلّم الفتوّة من امرأتك.

وبلغني عن أبي يزيد أنّه كان يقول : أحمد بن خضرويه أستاذنا.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن حمّاد) في :

الإكمال لابن ماكولا ٢ / ١٨٥.

(٢) انظر عن (أحمد بن خضرويه) في.

طبقات الصوفية للسلمي ٣ / ١٠٦ رقم ١٣ ، وحلية الأولياء ١٠ / ٤٢ ، ٤٣ رقم ٤٥٩ (أحمد بن الخضر) ، والرسالة القشيرية ٢١ ، والأذكياء لابن الجوزي ٣٧ ، ٣٩٨ ، وصفة الصفوة ، له ٤ / ١٦٣ ـ ١٦٥ رقم ٧٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٨٧ ـ ٤٨٩ رقم ١٢٩ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٣٧٣ رقم ٢٨٧٤ ، ونفحات الأنس ٣٩ ، وكشف المحجوب ٣٣٨ ، ونتائج الأفكار القدسية ١ / ١٢٤ ، وجامع كرامات الأولياء ٢ / ٢٩٠ ، وطبقات المناوي ١ / ١٢٤.

وقد أضاف محقق «سير أعلام النبلاء» السيد صالح السمر ، بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط (١١ / ٤٨٧) (بالحاشية) كتاب «تاريخ بغداد» إلى مصادر ترجمة «أحمد بن خضرويه» ، وكذلك فعل السيد نور الدين شريبه في «طبقات الأولياء» لابن الملقّن (٣٧ بالحاشية) ، فوهما بذلك ، لأن الّذي في «تاريخ بغداد» (٤ / ١٣٧ ، ١٣٨) هو : أحمد بن الخضر بن محمد بن أبي عمرو ، أبو العباس المروزي. قدم بغداد وحدّث بها عن محمد بن عبدة المروزي ، روى عنه سعيد بن أحمد بن العراد ، وأبو بكر النقاش المقرئ ، وأبو القاسم الطبراني ، وغيرهم. روايات أحمد بن الخضر هذا عند أهل خراسان كثيرة منتشرة. مات في سنة خمس عشرة وثلاثمائة».

فبين وفاة «أحمد بن خضرويه» صاحب الترجمة ، و «أحمد بن الخضر المروزي» الّذي في تاريخ بغداد نحو ٧٥ سنة ، فليراجع ويحرّر.

(٣) القول ليس في «طبقات الصوفية» للسلمي ، والخبر قاله أبو نعيم في «حلية الأولياء» ١٠ / ٤٢.

٣٩

ويقال : إنّ أحمد بن خضرويه لقيّه إبراهيم بن أدهم ولقيه.

قلت : هذا بعيد.

ثم قال السّلميّ : سمعت منصور بن عبد الله : سمعت محمد بن حامد يقول : كنت جالسا عند ابن خضرويه وهو في النّزع ، فسأله رجل عن مسألة ، فقال : يا بنيّ ، بابا كنت أدقّه منذ خمس وتسعين سنة يفتح السّاعة ، لا أدري أيفتح بالسّعادة أم بالشّقاء ، فأنّى لي أوان الجواب (١).

وكان عليه سبعمائة دينار دينا ، فوفاها إنسان عنه (٢).

وكان أبو حفص النّيسابوريّ يقول : ما رأيت أكبر همّة ولا أصدق حالا من أحمد بن خضرويه. وكان له قدم في التّوكّل (٣).

وبلغنا عنه أنّه قال : القلوب جوّالة ، فإمّا أن تجول حول العرش ، وإمّا أنّ تجول حول الحشّ (٤).

قيل : إنّ أحمد بن خضرويه مات سنة أربعين ومائتين (٥).

١٤ ـ أحمد بن أبي دؤاد بن حريز (٦).

__________________

(١) حلية الأولياء ١٠ / ٤٢ ، صفة الصفوة ٤ / ١٦٤ ، الرسالة القشيرية ٢١ ، طبقات الأولياء ٣٨ ، نتائج الأفكار ١ / ١٢٤.

(٢) حلية الأولياء ١٠ / ٤٢ ، صفة الصفوة ٤ / ١٦٤ ، طبقات الأولياء ٣٩ ، طبقات المناوي ١ / ١٢٤ ، نتائج الأفكار ١ / ١٢٤.

(٣) طبقات الصوفية للسلمي ١٠٣ ، صفة الصفوة ٤ / ١٦٤.

(٤) طبقات الصوفية للسلمي ١٠٤ (رقم ٢) ، صفة الصفوة ٤ / ١٦٤.

(٥) بها أرّخه السلمي في «طبقات الصوفية» ١٠٣ ، وغيره.

(٦) انظر عن (أحمد بن أبي دؤاد القاضي) في :

المعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٢٠٣ ، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ ٣٣٨ ، وبغداد لابن طيفور ٣٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٦٦ ، ٤٤٧ ، ٤٧٨ ، ٤٨٣ ، ٤٨٥ ، ٤٨٩ ، وفتوح البلدان للبلاذري ١٧١ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٤٩ و ٩ / ٢١ ، ٥٣ ، ٦٩ ، ١٠٧ ، ١١٠ ، ١١١ ، ١١٣ ، ١٢٠ ، ١٢٣ ، ١٢٥ ، ١٣٥ ، ١٣٧ ـ ١٣٩ ، ١٤٢ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٥٧ ، ١٥٩ ، ١٦٣ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٧ ، ٢٣١ ، ٢٧١ ، ومروج الذهب ٢٧٣٤ ، ٢٧٨٩ ، ٢٧٩٠ ، ٢٨٣٠ ، ٢٨٣٢ ، ٢٨٨٣ ، ٢٨٣٦ ، ٢٨٧١ ، ٢٨٧٢ ، ٢٨٩٨ ـ ٢٩٠٤ ، ٣١٣٣ ـ ٦١٣٦ ، والتنبيه والإشراف ٣١٣ ، والأغاني ٢٠ / ٢٥٢ و ٢٢ / ٥٦ ، ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١٢٣ ، ٢١٠ ، ٢١٤ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٩٩ ، ٢١٧ ، ٣٦١ ، ٣٩٣ و ٢ / ٣٢ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٦٣ ، ٦٥ ، ٦٧ ، ٧٥ ، ٢٢٣ ، ٢٦١ ، ٢٩٥ و ٤ / ١٧ ، ٨٩. والعيون والحدائق ٣ / ٣٩٥ ، ٤١٠ ، وتصحيفات المحدّثين =

٤٠