تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٦

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

البخاريّ البصريّ (١).

نزيل الموصل.

روى عن : الحمّادين ، ومالك بن أنس ، وشريك.

وعنه : بكر بن سهل الدّمياطيّ ، ومحمد بن سنان بن سرح الشيزريّ ، وأبو حاتم الرّازيّان ، والحسن بن سعيد بن مهران.

توفّي سنة أربع أو خمس وعشرين.

وهو متّهم بالكذب.

٣٦ ـ إبراهيم بن الحسن الثعلبيّ الكوفيّ (٢).

عن : شريك ، ويحيى بن أبي زائدة.

وعنه : أبو أسامة عبد الله الكلبيّ ، وأحمد بن يحيى الصّوفيّ.

قال أبو حاتم : شيخ.

٣٧ ـ إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزّبير (٣) ـ خ. د. ـ

أبو إسحاق القرشيّ الزّبيريّ المدنيّ.

عن : إبراهيم بن سعد ، ويوسف بن الماجشون ، ووهب بن عثمان

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن حبّان) في :

الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٣١٢.

(٢) انظر عن (إبراهيم بن الحسن الثعلبي) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٩٢ رقم ٢٤١.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن حمزة) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٤٤١ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٨ ، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / رقم ٤٣٠ و ٤٣٢ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٨٣ رقم ٩١٢ ، وتاريخه الصغير ٢٣١ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٩٥ رقم ٢٥٩ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٧٢ ، والأسامي والكنى للحاكم ج ١ ورقة ١٦ ب ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٢٠ رقم ٦٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٦٥ رقم ١٠٥ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٧٦ ـ ٧٨ رقم ١٦٦ ، والكاشف ١ / ٣٥ رقم ١٣٠ ، ومرآة الجنان ٢ / ٩٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١١٦ ، ١١٧ رقم ٢٠٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٤ رقم ١٩٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧.

٦١

المخزوميّ ، وعبد العزيز الدّراورديّ ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وحاتم بن إسماعيل ، وجماعة.

وعنه : (خ) ، و (د) ، وإسماعيل القاضي ، وأخوه حمّاد ، والعبّاس بن الفضل الأسفاطيّ ، ومحمد بن نصر الصّائغ ، وآخرون.

قال أبو حاتم (١) : صدوق.

وقال محمد بن سعد (٢) : ثقة ، صدوق في الحديث. يأتي الرّبذة كثيرا للتّجارة ويقيم بها ، ويشهد العيدين بالمدينة.

وقال البخاريّ (٣) : مات سنة ثلاثين ومائتين (٤).

٣٨ ـ إبراهيم بن زياد البغداديّ سبلان (٥) ـ م. د. ن. ـ

أبو إسحاق.

عن : إسماعيل بن مخلد ، وحمّاد بن زيد ، وعبّاد بن عبّاد ، ومفرّج بن فضالة ، وهشيم.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ٩٥ رقم ٢٥٩ ، وكما سئل أبو حاتم عن إبراهيم بن حمزة وإبراهيم بن المنذر فقال : كانا متقاربين ، ولم تكن لهما تلك المعرفة بالحديث.

(٢) في الطبقات ٥ / ٤٤١.

(٣) في تاريخه الكبير ١ / ٢٨٣ رقم ٩١٢ ، وكذا ورّخه ابن حبّان في (الثقات ٨ / ٧٢) ، والبغوي ٥٤.

(٤) قال ابن محرز : وسألت يحيى عن إبراهيم بن حمزة المديني الزبيري ، فقال : ثقة. وسمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول : ما بالمدينة أحد إلّا ذاك الفتى إبراهيم بن حمزة. (معرفة الرجال ١ / ١٠٠ رقم ٤٣٠ و ٤٣٢).

(٥) انظر عن (إبراهيم بن زياد سبلان) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٥١ ، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز ١ / رقم ٣٣٣ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٨٦ رقم ٩٢٢ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٠٠ رقم ٢٧٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٧٧ ، والأسامي والكنى للحاكم ج ١ ورقة ١٥ ب ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٣٧ ، ٣٨ ، رقم ٢٦ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٤٦٨ ، وتاريخ بغداد للخطيب ٦ / ٧٧ ـ ٧٩ رقم ٣١١٤ ، والإكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٥٠ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٢١ ، رقم ٧٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٦٦ رقم ١٠٨ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٢ / ٨٥ ـ ٨٧ رقم ١٧٢ ، والكاشف ١ / ٣٦ رقم ١٣٥ ، والمشتبه في أسماء الرجال ١ / ٣٥١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٢٠ رقم ٢١٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٥ رقم ٢٠٠ ، وخلاصة تهذيب التهذيب ١٧.

٦٢

وعنه : (م). (د) و (ن). بواسطة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ومحمد بن نصر المروزيّ ، وأبو يعلى الموصليّ ، وخلق.

قال أبو بكر أحمد بن عثمان كريب : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إذا مات سبلان ذهب علم عبّاد بن عبّاد (١).

وقال مهنّا : سألت أحمد بن حنبل عن سبلان فقال : لا بأس به ، كان معنا عند هشيم. وقد سمع من عبّاد بن عبّاد المهلّبيّ (٢).

وقال أبو زرعة : ثقة (٣).

وقال موسى بن هارون : كان قد ضبّب أسنانه بالذّهب (٤).

وتوفّي في ذي الحجّة سنة ثمان وعشرين (٥).

* ـ إبراهيم بن سيّار النّظّام.

في الآخر ، يأتي بكنيته.

٣٩ ـ إبراهيم بن شمّاس (٦).

أبو إسحاق السّمرقنديّ الغازي ، نزيل بغداد.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٧٨.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٧٨.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ١٠٠ رقم ٢٧٧.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٧٩.

(٥) أرّخه ابن سعد في (الطبقات ٧ / ٣٥١) والخطيب في (تاريخ بغداد ٦ / ٧٩) وابن عساكر في (المعجم المشتمل ٦٦ رقم ١٠٨) ، والبغوي في (تاريخ وفاة الشيوخ ٤٨ رقم ١٤).

أما ابن حبّان فقال : «مات سنة ثنتين وثلاثين ومائتين». (الثقات ٨ / ٧٧) وقد وثّقه ابن معين ، وابن جزرة. وقال ابن محرز : سمعت يحيى بن معين يقول : سبلان إبراهيم يعني ابن زياد ما كان به بأس ، المسكين. (معرفة الرجال ١ / ٩٠ رقم ٣٣٣).

(٦) انظر عن (إبراهيم بن شمّاس) في :

العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله ٣ / رقم ٥١٣٣ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٩٣ ، رقم ٩٤٠ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٠٥ رقم ٢٩٩ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦٩ ، والمجروحين لابن حبّان ٣ / ٧١ ، ١٥٧ ، وحلية الأولياء ١٠ / ١٢٨ رقم ٤٧٠ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٦ ب ، وتاريخ بغداد ٦ / ٩٩ ـ ١٠٢ رقم ٣١٣٦ ، وطبقات الصوفية للسلمي ٨ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٢ / ١٠٥ ـ ١٠٧ رقم ١٨٢ ، ومشارع الأشواق للدمياطي ٢ / ١٠٠٧ ، ١٠٠٨ ، وذيل الكاشف للعراقي ٣٤ ، ٣٥ رقم ٢٢ ، =

٦٣

عن : مسلم الزّنجيّ ، وابن المبارك ، وإسماعيل بن عيّاش ، وبقيّة ، وطبقتهم.

وعنه : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن ملاعب ، وأبو زرعة ، وأحمد بن عليّ البربهاريّ ، وعبّاس الدّوريّ ، وآخرون.

قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يحسن الثناء عليه (١).

وقال : كتب إليّ بعض أصحابنا أنّه أوصى بمائة ألف يستفكّ بها أسرى من التّرك.

قال : فاشترينا مائتي نفس (٢).

قال أبو عبد الله : وقتلته التّرك أيضا (٣) ، فانظر بما ختم له (٤).

وكان صاحب سنّة ، له نكاية في التّرك.

وقال أحمد بن سيّار : كان صاحب سنّة وجماعة ، كتب العلم وجالس النّاس. رأيت إسحاق بن راهويه يعظّم من أمره ، ويحرّضنا على الكتابة عنه.

وكان ضخما عظيم الهامة ، حسن الصّبغة ، أحمر الرأس واللّحية ، حسن المجالسة يفد على الملوك ، وله حظّ في الغزو. وكان فارسا شجاعا قتله التّرك وهو جاء من ضيعته وهو غارّ لم يشعر بهم ، وذلك خارج سمرقند ، ولم يعرفوه.

وقيل يوم الإثنين في المحرّم سنة إحدى وعشرين (٥).

وقال أبو سعد الإدريسيّ : كان شجاعا بطلا مبارزا ، وعالما عاملا ، ثقة (٦) ، متعصّبا لأهل السّنّة ، كثير الغزو (٧). رحمه‌الله.

__________________

= وتهذيب التهذيب ١ / ١٢٧ رقم ٢٢٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٦ رقم ٢١١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨.

(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٠١.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ١٠١.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ١٠١.

(٤) هذه عبارة المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ.

(٥) الخبر مقتبس عن تاريخ بغداد ٦ / ١٠١.

(٦) وزاد : «ثبتا في الرواية».

(٧) تاريخ بغداد ٦ / ١٠١ ، ١٠٢.

٦٤

٤٠ ـ إبراهيم بن صبيح الطّلحيّ (١).

روى عن : ابن جريج ، وتأخّر. لكنّه ليس بثقة.

روى مطيّن عنه ، عن ابن جريج خبرا باطلا.

وأول سماع مطيّن سنة خمس وعشرين. قاله الخطيب (٢).

٤١ ـ إبراهيم بن العبّاس بن عيسى بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأمويّ المروانيّ.

القاضي أبو العبّاس. ولي قضاء قرطبة بمشورة يحيى بن يحيى ، فحمدت سيرته ، وزانه تواضعه.

توفّي سنة بضع وعشرين ومائتين.

٤٢ ـ إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الدّمشقيّ (٣).

أبو إسحاق.

روى عن : أبيه ، وعن سعيد بن عبد العزيز ، ويحيى بن حمزة.

روى عنه : البخاريّ خارج «الصّحيح» ، ويعقوب الفسويّ ، وأبو إسحاق الجوزجانيّ ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ ، وأبو زرعة الدّمشقيّ ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسريّ ، وآخرون.

قال النّسائيّ في الكنى : ليس بثقة.

ولد سنة سبع وأربعين ومائة ، وتوفّي في حدود الثلاثين ومائتين أو بعدها.

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن صبيح) في :

السابق واللاحق للخطيب ٢٦٩ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٧ رقم ١٠٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٧ ، والكشف الحثيث ٤٠ رقم ١٠.

(٢) في السابق واللاحق ٢٦٩.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن العلاء) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٣٠٤ رقم ٩٦٢ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٣ ، والمعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ١٥٣ و ٢ / ٣٦٢ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٠٩ رقم ٣١٩ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٩ رقم ١٢٠ وفيه (الزبير) ، ولسان الميزان ١ / ٧٠ رقم ١٨٩.

٦٥

٤٣ ـ إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهديّ البصريّ (١).

أخو موسى.

روى عن : أبيه ، وجعفر بن سليمان ، وبريه بن عمر بن سفينة ، وابن عيينة ، وأبي بكر بن عيّاش ، وجماعة.

وعنه : أحمد الدّوراقيّ ، وأبو أميّة ، وهارون الجمّال ، ويعقوب الفسويّ ، والكديميّ ، وجماعة.

وله مناكير (٢).

٤٤ ـ إبراهيم بن مهديّ المصّيصيّ (٣) ـ د. ـ

عن : شريك القاضي ، وأبي عوانة ، وإبراهيم بن سعد ، وحمّاد بن زيد ،

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٩٦ رقم ٩٤٩ (دون ترجمة) ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ١١٢ رقم ٣٣٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦٧ ، والمجروحين ، له ١ / ١١١ و ٢١٥ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ٢٦٣ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٣٨ رقم ٧٥ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٢ / ١٣٦ ، ١٣٧ رقم ٢٠٤ ، والكاشف ١ / ٤١ رقم ١٦٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٣٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٤٠ رقم ٢٤٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٨ رقم ٢٣٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١

(٢) قال ابن عديّ في (الكامل ١ / ٢٦٣) : «روى عن الثقات أحاديث مناكير» ، ثم قال (١ / ٢٦٤) : «ولم أر لإبراهيم بن عبد الرحمن حديثا منكرا يحكم من أجله على ضعفه».

وقال ابن حبّان : «يتّقى حديثه من رواية جعفر (بن عبد الواحد) عنه». (الثقات ٨ / ٦٧) وقد وقع في المطبوع «يبقى» بدل «يتّقى» فليصحّح.

وقال الخليلي في (الإرشاد) : مات وهو شاب ، لا يعرف له إلا أحاديث دون العشرة ، يروي عنه الهاشمي ـ يعني جعفر بن عبد الواحد ـ أحاديث أنكروها على الهاشمي ، وهو من الضعفاء.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن مهديّ المصّيصي) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٣٣١ رقم ١٠٤٤ ، وتاريخ الطبري ١ / ٣٢٦ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٦٨ رقم ٦٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٣٨ ، ١٣٩ رقم ٤٤٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٧١ ، وتاريخ بغداد للخطيب ٦ / ١٧٨ رقم ٣٢٣٢ ، والأنساب لابن السمعاني ١١ / ٣٥٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٧١ رقم ١٢٩ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٢ / ٢١٤ ـ ٢١٦ رقم ٢٥١ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٥٦ ، ٥٥٧ رقم ١٩١ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٧ رقم ١٨٥ ، والكاشف ١ / ٤٩ رقم ٢٠٩ ، والكشف الحثيث ٤٩ رقم ٢٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٦٩ ، رقم ٣٠٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٤ رقم ٢٨٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢.

٦٦

وأبي المليح الحسن بن عمر الرّقّيّ ، وعليّ بن مسهر ، وشبيب بن سليم البصريّ ، وطبقتهم.

وعنه : د. ، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ ، وأحمد بن إبراهيم بن فيل ، وإسحاق بن سيّار النّصيبيّ ، والحسن بن عليّ بن الوليد الفارسيّ ، وعبد الله بن أحمد الدّورقيّ ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ ، وطائفة كبيرة.

وثّقه أبو حاتم (١).

وقال ابن قانع : مات سنة خمس وعشرين (٢).

وقال آخر : سنة أربع (٣).

* * *

* ـ أمّا ـ إبراهيم بن مهديّ الأيليّ ،

فسيأتي سنة ثمانين.

٤٥ ـ إبراهيم بن المهديّ (٤) محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن

__________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ١٣٩ ، وقال محمد بن عليّ : سمعت يحيى بن معين يقول : إبراهيم بن مهدي جاء بمناكير. (الضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٦٨ رقم ٦٨) وقال العقيلي أيضا : «حدّث بمناكير».

وسئل يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهديّ الطرسوسي فقال : كان رجلا مسلما ، فقيل له : أهو ثقة؟ فقال : ما أراه يكذب. (تاريخ بغداد ٦ / ١٧٨).

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ١٧٨.

(٣) المعجم المشتمل ٧١ رقم ١٢٩.

(٤) انظر عن (إبراهيم بن المهديّ بن المنصور) في :

تاريخ خليفة ٤٥٧ ، و ٤٧٠ ، و ٤٧٣ ، والمعارف ٣٨٠ و ٣٨٨ و ٣٨٩ و ٣٩٠ ، وعيون الأخبار ١ / ١٠٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٠٢ ، ٤٣ ، ٤٤١ ، ٤٥٠ ، ٤٥٤ ، ٤٥٨ ، وأنساب الأشراف للبلاذري ق ٣ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٢١١ ، ٣٥٩ ، ٤٧٦ ، ٤٨٠ ، ٤٨٩ ، ٤٩٥ ، ٥٢٠ ، ٥٢٤ ، ٥٥٥ ، ٥٥٧ ، ٥٦٦ ، ٥٦٩ ـ ٥٧٣ ، ٦٠٢ ـ ٦٠٤ ، ٦٤١ ، ٦٤٤ ، ٦٦١ و ٩ / ١٥٢ ، والعقد الفريد ٢ / ٢٧٣ و ٤٢٥ و ٤ / ٢١٦ و ٢٢٥ و ٢٣٧ و ٢٤١ و ٥ / ٧٢ و ٦ / ٢٠٨ و ٢١١ و ٢٨٤ ، والزاهر للأنباري ٢ / ٢٦١ ، والفتوح لابن أعثم الكوفي ٨ / ٣٢٢ ـ ٣٣٠ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٨ ، ٢٢٤٣ ، ٢٢٧٦ ، =

٦٧

محمد بن عليّ أبو إسحاق العبّاسيّ الهاشميّ الأسود ، الملقّب بالمبارك.

__________________

= ٢٤٧٠ ، ٢٥١٤ ، ٢٥١٦ ، ٢٥٤٨ ، ٢٥٥٠ ، ٢٦٣١ ـ ٢٦٣٤ ، ٢٦٣٦ ، ٢٦٩٧ ، ٢٧٠٨ ـ ٢٧١٣ ، ٢٧٤٦ ، ٢٧٤٨ ، ٢٧٥٠ ، ٢٧٥١ ، ٢٧٥٤ ـ ٢٧٥٧ ، ٢٨١٤ ، ٢٨١٦ ، ٢٨٧٩ ، ٣٦٤٧ ، وأولاد الخلفاء للصولي ١٧ ـ ٤٩ ، والفهرست لابن النديم ١٦٨ ، وثمار القلوب للثعالبي ١٢١ ، والهفوات النادرة للصابي ١٠ ، ١٦ ، ١٢٤ ، ١٢٦ ، ١٢٧ ، ١٩٦ ، ٢٥٥ ، ٣٧٩ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، ولطف التدبير للإسكافي ٢٠٢ ، والعيون والحدائق لمجهول ٣ / ٢٨١ ، ٣٣٥ ـ ٣٣٧ ، ٣٥٠ ، ٣٥٤ ـ ٣٥٨ ، ٣٦٥ ـ ٣٦٧ ، ٣٧٧ ، ٤٠٤ ، ٤١٦ ، ٤٣٦ ـ ٤٤١ ، ٤٤٤ ـ ٤٤٧ ، ٤٥٦ ـ ٤٥٩ ، ٤٦٥ ، ٤٧٢ ، وبغداد لابن طيفور ١ ، ٣ ، ٤ ، ٥٥ ، ١٠٠ ، ١٠١ ، ١٠٣ ـ ١٠٧ ، ١٠٩ ـ ١١٤ ، ١٢٨ ، وتحفة الوزراء للثعالبي ٩٧ ، ١٤٩ ، ١٥٥ ، وخاص الخاص ، له ٦٣ ، ٨٨ ، وثمار القلوب أيضا ١٥ ـ ١٧ ، ١٢٤ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ، ٣٢٣ ، ٦٢٠ ، ٦٧١ ، والولاة والقضاة للكندي ١٦٨ ، ١٧٠ ، وولاة مصر ، له ١٩٢ ـ ١٩٤ ، والأغاني لأبي الفرج ١٧ / ٧٨ و ١٨ / ٦٩ ، ٧١ ، ٣٠٠ ، ٣٠١ ، ٣٤١ ، ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، ٣٥٩ ، ٣٦٠ ، ٣٦٤ ، و ١٩ / ١٣٥ ، ١٦٢ ، ١٦٣ ، ٢٨٩ و ٢٠ / ١٢١ ، ١٤٥ ، ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥٥ ، ١٨١ ، ٢٧٤ و ٢١ / ٥٧ ، ٦٦ و ٢٣ / ٤٨ ـ ٥١ ، ٧٥ ، ٨١ ـ ٨٣ ، ١٣٤ ، ١٧٧ و ٢٤ / ٩٧ ، والورقة لابن الجراح ١٩ ـ ٢٢ ، والفرج بعد الشّدة للتنوخي ١ / ٣٦٦ ، ٣٧١ ، ٣٧٢ و ٢ / ١٥٤ ، ١٥٥ ، ١٩١ ، ٣٢١ ، ٣٤٨ و ٣ / ١٥٢ ، ٣٢٩ ـ ٣٣١ ، ٣٣٣ ـ ٣٤٠ ، ٣٤٢ ، ٣٤٧ ، ٣٥١ ، ٣٦٤ و ٤ / ٦٢ و ٥ / ٤٣ ، ٨٢ ، ٩٤ ، ونشوار المحاضرة له ٣ / ١٥٦ ، وأمالي المرتضى ٢ / ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، وربيع الأبرار للزمخشري ٤ / ٢٠ ، ١٦٣ ، ٢٦٥ ، ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، ٣٨٠ ، وأمالي القالي ١ / ٥٣ ، ١٩٩ ، ٢١٧ ، ٢١٨ ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ٢٢ ، وتاريخ بغداد ٦ / ١٤٢ ـ ١٤٨ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٧٩ ، ٩٢ ، ٩٣ ، ٩٨ ـ ١٠٠ ، ١٠٧ ، ١١٩ ، ١٢٠ ، والفخري لابن طباطبا ٢١٧ ـ ٢١٩ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٣٤ ، ٢٤١ ، ٢٤٢ ، ٢٤٥ ، ٢٥١ ، والمنازل والديار لابن منقذ ٢ / ٢٢٠ ، ولباب الآداب ، له ٣٣٧ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٥٠٨ ، وأنموذج القتال للتلمساني ٢٥٥ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ٢٢ ، ٢٣ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٦٦ ـ ٢٨٨ ، وذم الهوى لابن الجوزي ٤٦٨ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٩ ـ ٤٢ ، ١٧٤ ، ٢٨٩ ، ٣٣٠ ، ٣٣١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، ٣٨٥ ـ ٣٩٠ و ٢ / ١٢١ ، ٢٣٤ ، ٢٦٦ ، ٢٦٧ و ٣ / ١٧٠ ، ٣٢٩ و ٤ / ٣٩ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٣٤ ، ١٣٧ ، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ١٨٤ ، ٢٠٤ ، ٢٠٧ ، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزية ٢٤٩ ، وثمرات الأوراق لابن حجّة ٦٥ ـ ٦٧ ، ١٥٨ ، ١٥٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٥٧ ـ ٥٦١ رقم ١٩٢ ، والعبر ١ / ٣٨٩ ، ودول الإسلام ١ / ١٣٥ ، ومرآة الجنان ٢ / ٨٣ ، واللباب ١ / ٢٢٦ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٤٧ ـ ٢٥٠ ، ٢٩٠ ، ٢٩١ ، والوافي بالوفيات ٦ / ١١٠ ـ ١١٣ رقم ٢٥٤٣ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٤ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٢ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩ و ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، والروض المعطار ١٨٨ ، ٢٨٥ ، ٣٤٦ ، ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، ٤٠٠ ، ومآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ٢٢٢ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٥ ، ٣٧٦ ، ولسان الميزان ١ / ٩٨ ، ٩٩ رقم ٢٩٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٤٠ ، ٢٤١ ، وشذرات الذهب ٢ / ٥٣ ، وأمراء دمشق ٤ رقم ٥.

٦٨

ويلقّب أيضا بالتّيس لسمنه وضخامته.

كان فصيحا مفوّها بارعا في الأدب والشّعر. بارعا إلى الغاية في الغناء ومعرفة الموسيقى. ويقال له ابن شكلة ، وهي أمّه (١).

روى عن : المبارك بن فضالة ، وحمّاد بن يحيى الأبحّ.

وعنه : ابنه هبة الله ، وحميد بن فروة ، وأحمد بن الهيثم ، وغيرهم.

قال عليّ بن المغيرة الأثرم (٢) : حدّثني إبراهيم بن المهديّ أنّه ولي إمرة دمشق سنتين ، ثمّ أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق. وأخبرت أنّ الآفة كانت في قطع الطّريق من دعامة والنّعمان موليان لبني أميّة ، ويحيى بن أرميا من يهود البلقاء. وأنّهم لم يضعوا يدهم في يد عامل. فلمّا ولّيت كاتبتهم.

قال : فكتب إليه النّعمان بالأيمان المحرجة أنّه لا يفسد في عمله ما دام واليا.

قال : ودخل إليّ دعامة سامعا مطيعا ، وأعلمني أنّ النّعمان قد صدق وأنّه يفي. وأعلمني أنّ اليهوديّ كتب إليه إنّي خارج إلى مناظرتك فاكتب لي أمانا تحلف لي فيه أنك لا تحدث في حدثنا حتّى تردّني إلى مأمني. فأجبته.

قال : فقدم عليّ شابّ أشعر أمعر ، عليه أقبية ديباج ومنطقة وسيف محلّى.

فدخل إلى دار معاوية ، وكنت في صحنها. فسلّم من دون البساط. فقلت : ارتفع.

فقال : أيّها الأمير إنّ للبساط ذماما ، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه ، ولست أدري ما ذا تسومني.

فقلت له : أسلم وأسمع وأطع.

فقال : أما الطاعة فأرجو. وأمّا الإسلام فلا سبيل إليه. فأعلمني بما لي عندك إذا لم أدخل في دينك.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٤٢ ، ويقال : سمّي المرضيّ.

(٢) روايته في (تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٦٩ وما بعدها) ، والمؤلّف الذهبي رحمه‌الله ـ ينقل عنه بتصرّف.

٦٩

قال : فقلت لا بدّ من أداء الجزية.

فقال : يعفيني الأمير.

قال : فقلت : لا سبيل إلى ذلك.

قال : فأنا منصرف على أماني.

فأذنت له ، وأمرتهم بأن يسقوا فرسه عند خروجه إليه. فلمّا رأى ذلك دعا بدابّة شاكريّة ، فركبها وترك دابّته ، وقال : ما كنت لآخذ معي شيئا قد أرتفق منكم بمرفق فأحاربكم عليه.

قال : فاستحسنت منه ذلك وطلبته ، فلمّا دخل قلت : الحمد لله الّذي أظفرني بك بلا عقد ولا عهد.

قال : وكيف ذاك؟

قلت : لأنّك قد انصرفت من عندي ثم عدت إليّ.

قال : شرطك أن تصيّرني إلى مأمني. فإن كان دارك مأمني فلست بخائف ، وإن كان مأمني داري فردّني إلى البلقاء.

فجهدت به إلى أداء الجزية ، على أن أهبه في السنّة ألفي دينار ، فلم يفعل. فأذنت له في الرجوع إلى مأمنه. فرجع ثم أسعر الدّنيا شرّا.

ثم حمل إلى عبيد الله بن المهديّ مال من مصر فخرج اليهوديّ متعرّضا له ، فكتب إليّ النعمان بذلك ، فكتبت إليه آمره بمحاربة اليهوديّ إن عرض للمال. فخرج النّعمان ملتقيا للمال ، ووافاه اليهوديّ ، ومع كلّ واحد منهما جماعته. فسأل النعمان اليهوديّ الانصراف ، فأبى وقال : إن شئت خرجت إليك وحدي وأنت في جماعتك ، وإن شئت تبارزنا ، فإن ظفرت بك انصرف أصحابك إليّ وكانوا شركائي في الغنيمة ، وإن ظفرت بي صار أصحابي إليك. فقال له النّعمان : يا يحيى ، ويحك أنت حدث ، وقد بليت بالعجب. ولو كنت من قريش لما أمكنك معارّة السلطان. وهذا الأمير هو أخو الخليفة. وإنّا وإن فرّقنا الدّين أحبّ أن لا يجري على يديّ قتل فارس من الفرسان ، فإن كنت تحب ما أحبّ من السّلامة فاخرج إليّ ، ولا يبتلى بك وبي من يسوءنا قتله.

٧٠

قال : فخرجا جميعا وقت العصر ، فلم يزالا في مبارزة إلى الظّلام ، فوقف كلّ منهما على فرسه ، واتّكأ على رمحه ، إلى أن غلبت النّعمان عيناه ، فطعنه اليهوديّ ، فوقع سنان رمحه في منطقة النّعمان ، فدارت المنطقة وصار السّنان يدرو بدوران المنطقة إلى الظّهر ، فاعتنقه النّعمان وقال له : أغدرا يا ابن اليهوديّة؟

فقال له : أو محارب ينام يا ابن الأمة.

واتّكى عليه النّعمان عند معانقته إيّاه ، فسقط فوقه ، وكان النّعمان ضخما ، فصار فوق اليهوديّ ، فذبحه وبعث إليّ برأسه. فلم يختلف عليّ بعدها أحد. ثمّ ولي بعدي دمشق سليمان بن المنصور ، فانتهبه أهل دمشق وسبوا حرمه ، ثم ولي بعده أخوه منصور ، فكانت على رأسه الفتنة العظمى. ثم لم يعط القوم طاعة بعد ذلك ، إلى أن افتتح دمشق عبد الله بن طاهر سنة عشر ومائتين.

وكان السّبب في صرفي عن دمشق للمرة الأولى أنّني اشتهيت الاصطباح فأغلقت الأبواب.

قال : فحضر الكاتب ، فصار إليه بعض الحشم ، فسأله أن يكتب له إلى صاحب المنزل ، فلم يمكن إخراج الدّواة ، واستعجله ذلك الغلام ، فأخذ فحمة ، وكتب في خزفة لحاجته ، فأخذ سليم حاجبي تلك الفحمة فكتب على الحائط :كاتب يكتب بفحمة في الخزف ، وحاجب لا يصل. فوافى صاحب البريد ، فقرأ ما كتب سليم ، فكتب بذلك إلى الرشيد ، فوافى كتابه الرّقّة يوم الرابع ، فساعة وقع بصره على الكتاب عزلني ، وحبسني مائة يوم ، ثم رضي عنّي بعد سنة. ثم قال لي بعد سنتين : بحقّي عليك لما تخيّرت ولاية أولّيكها. فقلت : دمشق. فسألني عن سبب اختياري لها ، فأخبرته باستطابتي هواءها ، واستمرائي ماءها ، واستحساني مسجدها وغوطتها.

فقال : قدرك اليوم عندي يتجاوز ولاية دمشق ، ولكن أجمع لك مع ولاية الصّلاة والمعادن ولاية الخراج ، فعقد لي عليها (١).

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧٣.

٧١

وقال الخطيب (١) : بويع إبراهيم بن المهديّ بالخلافة زمن المأمون ، وقاتل الحسن بن سهل ، فهزمه إبراهيم ، فتوجّه نحو حميد الطّوسيّ فقاتله ، فهزمه حميد ، واستخفى إبراهيم زمانا حتّى ظفر به المأمون ، فعفا عنه.

وكان أسود حالك ، عظيم الجثّة. لم يرد في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجود شعرا. وكان وافر الأدب ، جوادا حاذقا بالغناء ، معروفا به.

وفيه يقول دعبل بن عليّ الخزاعيّ :

نفر (٢) ابن شكلة بالعراق وأهلها

وهفا إليه كلّ أطلس مائق

إن كان إبراهيم مضطلعا بها

فلتصلحن من بعده لمخارق (٣)

وقال ابن ماكولا (٤) : ولد سنة اثنتين وستين ومائة.

وقال الخطيب (٥) : بايع أهل بغداد لإبراهيم في داره ، ولقّبوه بالمبارك ، وقيل : المرضيّ ، في أول سنة اثنتين ومائتين. فغلب على الكوفة وبغداد والسّواد.

فلمّا أشرف المأمون على العراق ضعف إبراهيم. قال : وركب إبراهيم بأبّهة الخلافة إلى المصلّى يوم النّحر ، فصلّى بالنّاس وهو ينظر إلى عسكر المأمون.

ثم انصرف من الصّلاة وأطعم النّاس بقصر الخلافة بالرّصافة ، ثم استتر وانقضى أمره.

قال : وظفر به المأمون في سنة عشر ، فعفا عنه وبقي مكرما إلى أن توفّي في رمضان سنة أربع وعشرين.

روى المبرّد عن أبي محلّم قال : قال إبراهيم بن المهديّ حين أدخل على

__________________

(١) في تاريخ بغداد ٦ / ١٤٢ ، وانظر : الفرج بعد الشدّة للتنوخي ٢ / ٣٢١ ، ٣٢٢.

(٢) في تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٧٣ «لعب» ، وفي وفيات الأعيان «نعر» بالعين المهملة.

(٣) البيتان في : تاريخ بغداد ٦ / ١٤٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٧٣ ، ووفيات الأعيان ١ / ٤٠.

وقد كتب بهامش الأصل : ت ، مخارق شيخ أهل الغناء.

(٤) في الإكمال ١ / ٥١٨ ، وهو يسمّيه «التّنّين». وقد قيل له ذلك لأنه كان حالك السواد ، عظيم الجثة. (وفيات الأعيان ١ / ٣٩).

(٥) في تاريخ بغداد ٦ / ١٤٢ ، ١٤٣.

٧٢

المأمون : ذنبي أعظم من أن يحيط به عذر ، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب (١).

وعن حميد بن قرّة أنّ المأمون قال لعمّه إبراهيم : يا إبراهيم أنت المتوثّب علينا تدّعي الخلافة؟.

فقال : يا أمير المؤمنين أنت وليّ الثّأر ، والمحكّم في القصاص ، والعفو أقرب للتّقوى. وقد جعلك الله في كلّ ذي ذنب. فإن أخذت أخذت بحقّك ، وإن عفوت عفوت بفضل. ثم ذكر له حديثا في العفو فقال : قد قبلت الحديث وعفوت عنك. ها هنا يا عمّ ، ها هنا يا عمّ (٢).

وقال ابن الأنباريّ : ثنا أحمد بن الهيثم ، ثنا إبراهيم بن المهديّ ، ثنا جماعة ، والأصح عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من نوقش يوم الحساب عذّب». كذا أخرجه الحافظ ابن عساكر (٣) في صدر ترجمة إبراهيم ، وهو إبراهيم بن مهديّ المصّيصيّ إن شاء الله.

وقال إبراهيم الحربيّ : نودي سنة ثمان ومائتين أنّ أمير المؤمنين قد عفا عن عمّه إبراهيم.

وكان إبراهيم حسن الوجه ، حسن الغناء ، حسن المجلس ، رأيته وأنا مع القواريريّ يوما ، وكان على حمار ، فقبّل القواريريّ فخذه (٤).

وقال داود بن سليمان الأنباريّ : حدّثنا ثمامة بن أشرس ، قال : قال لي المأمون قد عزمت على تفزيع عمّي.

قال : فحضرت ، فبينا نحن على السّماط إذ سمعت صلصلة الحديد ، فإذا بإبراهيم موقوف على البساط ، ممسوك بضبعيه ، مغلولة يده إلى عنقه ، قد تبدّل

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٤٦.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ١٤٥ ، تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٦٦ ، وانظر : العقد الفريد ٤ / ٢١٦.

(٣) تهذيب تاريخ بغداد ٢ / ٢٦٦.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ١٤٦.

٧٣

شعره على عينيه ، فسلّم ، فقال المأمون : لا سلّم الله عليك ، أكفرا يا إبراهيم بالنّعمة وخروج على أمير المؤمنين!؟

فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ القدرة تذهب الحفيظة (١). ومن مدّ له في الاغترار هجمت به الأناة على التّلف. وقد رفعك الله فوق كلّ ذي ذنب ، كما وضع كلّ ذي ذنب دونك ، فإن تعاقب فبحقّك ، وإن تعف فبفضلك (٢).

فقال : إنّ هذين قد أشارا عليّ بقتلك ، وأومأ إلى المعتصم أخيه ، وإلى العبّاس ابنه.

فقال : أشارا عليك بما يشار به على مثلك ، وفي مثلي من حسن السياسة.

وإنّ الملك عقيم. ولكنّك تأبى أن تستجلب نصرا إلّا من حيث عوّدك الله (٣).

وأنا عمّك ، والعمّ صنو الأب. وبكى ، فتغرغرت عينا المأمون.

ثم قال : يا ثمامة ، إنّ الكلام كلام كالدّرّ ، يا غلمان حلّوا عن عمّي ، وغيّروا من حالته في أسرع وقت ، وجيئوني به (٤).

ففعلوا ذلك ، فأحضره مجلسه ، ونادمه ، وسأله أن يغنّي ، فأبى وقال :

نذرت لله عند خلاصي تركه ، فعزم عليه ، وأمر أن يوضع العود في حجره ، فغنّى (٥).

وعن منصور بن المهديّ قال : كان أخي إبراهيم إذا تنحنح طرب من يسمعه ، فإذا غنّى أصغت الوحوش ومدّت أعناقها إليها حتّى تضع رءوسها في حجره. فإذا سكت نفرت وهربت. وكان إذا غنّى لم يبق أحد إلّا ذهل ، ويترك ما

__________________

(١) في (خاصّ الخاص للثعالبي ٨٨) : «القدرة تذهب الحفيظة ، والندم توبة ، وبينهما عفو الله».

والقول في : تاريخ الطبري ٨ / ٦٠٤.

(٢) انظر هذا القول في : الفرج بعد الشدّة ٤ / ٣٣٥.

(٣) في (الفرج بعد الشدّة ٤ / ٣٣٣) : «يا أمير المؤمنين أبيت أن تأخذ بحقّك إلّا من حيث عوّدك الله تعالى ، وهو العفو عند قدرة».

(٤) انظر الخبر أيضا في : الفرج بعد الشدّة ٤ / ٣٤٢ ، ٣٤٣.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٧٦ ، وانظر جزءا من الخبر في (عيون الأخبار ١ / ١٠٠) و (تاريخ الطبري ٨ / ٢٠٤).

٧٤

في يده حتّى يفرغ.

وقال عبد الله بن العبّاس بن الفضل بن الربيع : ما اجتمع أخ وأخت أحسن غناء من إبراهيم بن المهديّ وعليّة. وكانت عليّة تقدّم عليه (١).

وقال عون بن محمد : استتر إبراهيم ، فكان يتنقّل في المواضع ، فنزل بقريب أخت له ، فوجّهت إليه بجارية حسناء لتخدمه ، وقالت : أنت له. ولم يدر إبراهيم ، فأعجبته ، فقال :

بأبي ومن أنا قد أصبحت

مأسورا لديه (٢)

والّذي أجللت (٣) خدّيه

فقبّلت يديه

والّذي يقتلني ظلما

ولا يعدى عليه

أنا ضيف وجزاء

الضّيف إحسان إليه (٤)

ومن شعره :

قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب

إنّ الحريص على الدّنيا لفي تعب

لو كان يصدقني ذهني بفكرته

ما اشتدّ غمّي على الدّنيا ولا نصبي

بالله ربّك كم بيت (٥) مررت به

قد كان يعمر باللّذات والطّرب

طارت عقاب المنايا في جوانبه

وصار من بعدها للويل والحرب (٦)

وقيل إنّ المأمون شاور في قتله أحمد بن خالد الوزير فقال : يا أمير

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٧٩ ، وانظر : خاص الخاص للثعالبي ٦٣.

(٢) في تاريخ بغداد ٦ / ١٤٣ :

«بأبي من أنا مأسور

بلا أسر لديه».

(٣) في تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٨٥ «والّذي أكرمت».

(٤) الأبيات في : ذمّ الهوى لابن الجوزي ٤٦٨ ، وفيه ورد البيت الأول :

يا غزالا لي إليه

شافع من مقلتيه

والثالث :

بأبي وجهك ما

أكثر حسّادي عليه

وهي في تاريخ بغداد ٦ / ١٤٣ ، ١٤٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٨٥ ، ٢٨٦.

(٥) في تاريخ بغداد : «كم بيتا».

(٦) الأبيات مع غيرها في : تاريخ بغداد ٦ / ١٤٧ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٨٦.

٧٥

المؤمنين إن قتلته فلك نظراء ، وإن عفوت فما لك نظير (١).

قلت : لا يعدّ إبراهيم من الخلفاء ، لأنّه شقّ العصا وكانت أيّامه سنتين إلّا شهرا. وله ترجمة طويلة في «تاريخ دمشق» (٢) تكون في سبع عشرة ورقة.

٤٦ ـ إبراهيم بن مهران بن رستم (٣).

أبو إسحاق المروزيّ.

حدّث ببغداد عن : اللّيث ، وابن لهيعة ، وشريك.

وعنه : عبد الله بن أحمد ، وموسى بن هارون.

٤٧ ـ إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان (٤) ـ ع. ـ

أبو إسحاق التّميميّ الرازيّ الحافظ الفرّاء ، المعروف بالصّغير. وكان الإمام أحمد ينكر هذا ويقول : هو كبير في العلم والجلالة.

سمع : أبا الأحوص سلّام بن سليم ، وخالد بن عبد الله ، وجرير بن عبد الحميد ، ويحيى بن أبي زائدة ، وعيسى بن يونس ، وبقيّة ، والوليد بن مسلم ، وطبقتهم بالشّام والعراق وغير موضع.

وعنه : خ. م. د. والباقون بواسطة ، ومحمد بن يحيى ، وأبو زرعة ، وأبو

__________________

(١) الفرج بعد الشدّة ٤ / ٣٣٦ وفيه : «إن قتلته وجدت مثلك قد قتل مثله ، وإن عفوت عنه ، لم تجد مثلك قد عفا عن مثله. فأيّ أحبّ إليك. أن تفعل فعلا تجد لك فيه شريكا ، أو أن تنفرد بالفضل». وانظر ج ٤ / ٣٤٥.

(٢) انظر تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٦٦ ـ ٢٨٨.

(٣) سيعيد ترجمته في الجزء التالي.

(٤) انظر عن (إبراهيم بن موسى) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٣٢٧ رقم ١٠٢٨ ، والأدب المفرد ، له (انظر فهرس الأعلام) ٤٩٦ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٣٧ رقم ٤٣٦ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٥٨ رقم ٤٨ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٦ أ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٤٤ رقم ٤٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٨ رقم ٥٩ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٢ / ٢١٩ ـ ٢٢١ رقم ٢٥٤ ، والكاشف ١ / ٤٩ رقم ٢١٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٧٠ رقم ٣٠٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٤ رقم ٢٨٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢.

٧٦

حاتم ، ومحمد بن إبراهيم الطّيالسيّ ، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ ، وجماعة.

وكان أحد الأئمّة الأعلام.

قال أبو زرعة : هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة ، وأصحّ حديثا ، وأتقن وأحفظ من صالح بن صالح (١).

وقال أبو حاتم : هو من الثّقات ، أتقن من محمد بن مهران الجمّال (٢).

وقال صالح بن جزرة : سمعت أبا زرعة يقول : كتبت عن إبراهيم بن موسى الرازيّ مائة ألف حديث ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، مائة ألف حديث (٣).

وقال النّسائيّ : ثقة (٤).

٤٨ ـ إبراهيم بن يحيى بن عبّاد بن هانئ المدنيّ الشّجريّ (٥) ـ ت. ـ

كان ينزل الشّجرة بذي الحليفة.

روى عن : أبيه ، وإبراهيم بن سعد.

وعنه : إسحاق بن إبراهيم شاذان ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في «جامع التّرمذيّ» ، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ ، وعبد الله بن شبيب ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ ، والعبّاس بن الفضيل الأسفاطيّ ، ومحمد بن الضّريس ، وآخرون.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ١٣٧ رقم ٤٣٦ ، وفيه زيادة : «لا يحدّث إلّا من كتابه ، لا أعلم أني كتبت خمسين حديثا من حفظه».

(٢) الجرح والتعديل ٢ رقم ٤٣٦.

(٣) تهذيب الكمال ٢ / ٢٢٠.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ٢٢٠.

(٥) انظر عن (إبراهيم بن يحيى بن عبّاد) في :

التاريخ الكبير ١ / ٣٣٦ رقم ١٠٦٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٤٧ رقم ٤٨٢ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦٦ ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة ٢٣ ب ، رقم ٥٧٥ (حسب ترقيم نسختي) ، وتاريخ جرجان للسهمي ٨٤ ، والأنساب لابن السمعاني ٧ / ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٢ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ، رقم ٢٦٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ٧٤ رقم ٢٤٧ ، والمشتبه في أسماء الرجال ١ / ٣٥٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٧٦ رقم ٣٢٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٥ رقم ٢٩٩ ، وتبصير المنتبه ٧٢٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣.

٧٧

قال أبو حاتم : ضعيف (١).

وقال محمد بن إسماعيل التّرمذيّ : لم أر أعمى قلبا من الشّجريّ. قلت له : حدّثكم إبراهيم بن سعد. فقال : حدّثكم إبراهيم بن سعد.

وقلت : حدّثك أبوك.

فقال : حدّثك أبوك.

وقال مرّة : حدّثني إبراهيم بن سعد ولم أسمعه منه (٢).

وأما ابن حبّان فذكره في «الثّقات».

وروى له التّرمذيّ.

يقع حديثه بعلوّ في الدّعاء للمحامليّ.

وقال بعضهم : توفّي قبل أيّوب بن سليمان بن بلال (٣). ومات أيّوب سنة.

أربع وعشرين ومائتين.

٤٩ ـ إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيديّ اللّغويّ (٤).

كان من أئمّة العربيّة ، ومن أعيان الشّعراء.

أخذ عن : أبيه ، وأبي يزيد الأنصاريّ ، والأصمعيّ.

وله كتاب «ما أتقن (٥) لفظه واختلف معناه» ، وهو نهاية في فنّه ، يكون

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٢ / ١٤٧ رقم ٤٨٢ : «ضعيف الحديث». ، واقتبسه ابن السمعاني في (الأنساب ٧ / ٢٩٣).

(٢) قال الدكتور بشّار عوّاد معروف إن الذهبي كتب في حاشية «تهذيب الكمال» للمزّي قول الترمذي هذا ، ولم يقبل ذلك ، مع أن ابن حجر نقل عن الذهبي هذا النص في (تهذيب التهذيب ١ / ١٧٦) ، وأن الذهبي قال في (ميزان الاعتدال ١ / ٧٤) : «ضعّفه ابن أبي حاتم ، ومشّاه غيره».

(٣) ستأتي ترجمته في أواخر تراجم حرف الألف من هذا الجزء.

(٤) انظر عن (إبراهيم بن يحيى بن المبارك) في :

الأغاني ٢٠ / ٢٤٩ ـ ٢٥٦ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٢٠٩ ، ٢١٠ رقم ٣٢٦٤ ، ونور القبس للمرزباني ٨٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣١١ ـ ٣١٣ والأنساب لابن السمعاني ١٢ / ٤٠٥ ، ونزهة الألبّاء ١٠٢ ، وإنباه الرواة ١ / ١٨٩ ، ومعجم الأدباء ٢ / ٩٧ ، والوافي بالوفيات ٦ / ١٦٥ ، ١٦٦ رقم ٢٦١٦ ، وغاية النهاية ١ / ٢٩ رقم ١٢٢ ، وبغية الوعاة ١ / ٤٣٤ ، ٤٣٥ رقم ٨٨٠.

(٥) في الأنساب ١٢ / ٤٠٥ : «ما اتفق لفظه».

٧٨

مجلّدين. وله كتاب «مصادر القرآن» (١) ، وكتاب «بناء الكعبة» ، وغير ذلك.

أدرك خلافة المعتصم ، وكان ينادم المأمون على الشّراب (٢).

وهو القائل يخاطب المأمون :

أنا المذنب الخطّاء والعفو الواسع

ولو لم يكن ذنب لما حسن (٣) العفو

سكرت (٤) فأبدت منّي الكأس بعض ما

كرهت وما إن يستوي السّكر والصّحو

ولا سيّما إذ كنت عند خليفة

وفي مجلس ما إن يليق به اللّغو (٥)

في أبيات ، نسأل الله العفو والسّتر.

٥٠ ـ إبراهيم بن أبي سويد الذّارع الحافظ (٦).

هو إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد البصريّ.

سمع : حمّاد بن سلمة ، وأبا عوانة ، وعبد الواحد بن زياد ، وعمارة بن زاذان ، وجماعة.

روى عنه : محمد بن بشّار ، ومحمد بن يحيى ، وأبو زرعة الرازيّ ، وأبو حاتم ، وخلق كثير.

ذكر ليحيى بن معين فقال : كثير التّصحيف (٧).

وقال أبو حاتم : ثقة رضيّ (٨).

__________________

(١) قال ابن النديم : بلغ فيه إلى سورة الحديد ، ومات. (معجم الأدباء ٢ / ٩٨).

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٢١٠.

(٣) في الأغاني ، وتاريخ بغداد وتهذيب تاريخ دمشق ، ومعجم الأدباء : «لما عرف».

(٤) في الأغاني : «ثملت».

(٥) الأبيات في : الأغاني ٢٠ / ٢٥٢ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٢١٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢١٢ ، ومعجم الأدباء ٢ / ١٠٠.

(٦) انظر عن (إبراهيم بن أبي سويد) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٠١ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٢٢ ، ١٢٣ رقم ٣٧٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦٩.

(٧) الجرح والتعديل ٢ / ١٢٣.

(٨) عبارة ابنه عنه : «من ثقات المسلمين رضا». (الجرح والتعديل).

٧٩

قلت : توفّي سنة أربع وعشرين ومائتين (١) ، ولا رواية له في كتب الأئمّة السّتّة.

٥١ ـ إبراهيم بن أبي العبّاس (٢) ـ ن. ـ

ويقال ابن العبّاس. أبو إسحاق السامريّ.

كوفيّ نزل بغداد.

وقال ابن ماكولا : السّامريّ بفتح الميم (٣) وتخفيف الراء.

عن : شريك ، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد ، وأيّوب بن جابر ، وبقيّة ، وإسماعيل بن عيّاش ، وعدّة.

وعنه : أحمد بن حنبل ، وعبّاس الدّوريّ ، ومحمد بن رافع ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ ، وأحمد بن عليّ البربهاريّ ، وجماعة.

وثّقه الدّارقطنيّ (٤).

وروى له النّسائيّ حديثا واحدا في الخمر (٥).

__________________

(١) أرّخ وفاته ابن سعد في (الطبقات ٧ / ٣٠١) وقال : «كانت عنده أصناف حمّاد بن سلمة». وأرّخه ابن حبّان في الثقات ٨ / ٦٩.

(٢) انظر عن (إبراهيم بن أبي العباس) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٤٦ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٣٠٩ رقم ٩٨١ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٢١ رقم ٣٧٢ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦٨ ، وتاريخ بغداد للخطيب ٦ / ١١٦ ، ١١٧ رقم ٣١٤٦ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٢ / ١١٦ ـ ١١٨ رقم ١٨٨ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٩ رقم ١١٨ ، والمشتبه في أسماء الرجال ١ / ٣٤٥ ، والكاشف ١ / ٣٩ ـ ١٤٩ ، والإغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط لسبط ابن العجمي ٢٩ ، ٣٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٣١ ، ١٣٢ رقم ٢٣٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٧ رقم ٢١٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨.

(٣) في الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٥٤٩ : «السامري بكسر الميم» ، والمؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ ينقل عن الحافظ المزّي في تهذيب الكمال (٢ / ١١٦) ، وانظر تعليق الدكتور عوّاد على ذلك في حاشية التهذيب ، رقم (٣) ، وقال ابن حبّان إنه من أهل سامرية. (الثقات ٨ / ٦٨).

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ١١٨.

(٥) سنن النسائي ، في الأشربة ٨ / ٣٢١ ، باب الأخبار التي اعتلّ بها من أباح شرب المسكر. ورواه الإمام أحمد في كتاب الأشربة ـ ص ٣٢ رقم ٢٣ قال : حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس قال : حدّثنا شريك ، عن عياش ـ يعني العامري عبد الله بن شدّاد ـ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : «الخمر حرام بعينها ، قليلها وكثيرها ، وما أسكر من كل شراب».

٨٠