تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

الإمام أبو نعيم. واسم أبيه عمرو بن حمّاد بن زهير بن درهم التّيميّ الطّلحيّ. مولاهم الكوفيّ الملائيّ الأحوال.

شريك عبد السّلام بن حرب ، وكانا في دكّان واحد يبيعان الملاء (١).

سمع : الأعمش ، وزكريّا بن أبي زائدة ، وإسماعيل بن مسلم العبديّ ، وجعفر بن برقان ، وأبا خلدة خالد بن دينار ، وسيف بن سليمان المكّيّ ، وعمر بن ذرّ ، وفطر بن خليفة ، ومالك بن مغول ، ومسعر بن كدام ، وموسى بن عليّ بن رباح ، ويونس بن أبي إسحاق ، وشعبة ، والثّوريّ ، وخلقا كثيرا.

وعنه : خ. ، وع. عن رجل عنه ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، ومحمد بن يحيى بن الذّهليّ ، والدّارميّ ، وعبد ، وعبّاس الدّوريّ ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الدّمشقيّ ، ومحمد بن سنجر الجرجانيّ ، ومحمد بن جعفر القتّات ، ومحمد بن الحسن بن سماعة ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ ، وخلق كثير.

وقد روى عنه : عبد الله بن المبارك مع تقدّمه.

__________________

= للسهمي ٦٣ و ٦٩ و ٨٧ و ١٠٣ و ١٧٤ و ٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٥٨ و ٣٩٥ و ٣٩٦ و ٤٦٣ و ٤٧٠ و ٤٨٨ و ٤٩٧ و ٥١٩ و ٥٢٣ و ٥٢٦ و ٥٣٥ و ٥٣٦ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ٢ / ٣٢٣ ، والسابق واللاحق له ١٠٣ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٦ ـ ٣٥٧ رقم ٦٧٨٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤١٢ رقم ١٥٧٧ ، والزهد الكبير للبيهقي ١٢٤ رقم ٢٢٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٢١٣ رقم ٧٢٠ ، والفهرست لابن النديم ٢٨٣ ، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ١٠٩ و ١١٠ و ٤٨١ و ٤٨٢ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤٤٥ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ٣٦٢ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٩٦ ـ ١٠٩٨ ، والعبر ١ / ٣٧٧ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ٣٧٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٧٧ رقم ٨٢٧ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥١١ رقم ٤٩١٥ ، والكاشف ٢ / ٣٢٨ رقم ٤٥٣٢ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٥٠ ، ٣٥١ رقم ٦٧٢٠ ، ودول الإسلام ١ / ١٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٤٢ ـ ١٥٧ رقم ٢١ ، ومرآة الجنان ٢ / ٧٩ ، ومناقب أبي حنيفة للكردري ٢٥٧ و ٢٩٣ و ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٤٥٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٨٢ ، وطبقات الحفّاظ ١٥٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٧٠ ـ ٢٧٦ رقم ٥٠٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٠ رقم ٣٤ ، ومقدّمة فتح الباري ٤٣٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ٤٦.

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٦.

٣٤١

قال أبو حاتم : قال أبو نعيم : شاركت الثّوريّ في أربعين أو خمسين شيخا (١).

وأمّا حنبل بن إسحاق فقال : قال أبو نعيم : كتبت عن نيّف ومائة شيخ ممّن كتب عنهم سفيان (٢).

وقال محمد بن عبدة بن سليمان : كنت مع أبي نعيم ، فقال له أصحاب الحديث : يا أبا نعيم ، إنّما حملت عن الأعمش هذه الأحاديث.

فقال : ومن كنت أنا عند الأعمش؟ كنت قردا بلا ذنب (٣).

وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : وكيع ، وعبد الرحمن بن مهديّ ، ويزيد بن هارون ، أين يقع أبو نعيم من هؤلاء؟

قال : يجيء حديثه على النّصف من هؤلاء إلّا أنّه كيّس يتحرّى الصّدق.

قلت : فأبو نعيم أثبت أو وكيع؟

قال : أبو نعيم أقل خطأ (٤).

وقال حنبل : سئل أبو عبد الله فقال : أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم ، وبالرجال ، ووكيع أفقه (٥).

وقال يعقوب بن شيبة : سمعت أحمد بن حنبل يقول : هو أثبت من وكيع (٦).

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه قال : أخطأ وكيع في خمسمائة حديث (٧).

وقال أحمد بن الحسن التّرمذيّ : سمعت أبا عبد الله يقول : إذا مات

__________________

(١) وفي رواية للحافظ محمد بن علي الصّوري ، عن عبد الرحمن بن عمر التجيبي ، عن أحمد بن محمد بن زياد ، عن الفضل بن زياد الجعفي قال : حدّثنا أبو نعيم قال : شاركت الثوريّ في ثلاثة عشر ومائة شيخ : (تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٨).

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٨.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٨.

(٤) الجرح والتعديل ٧ / ٦١ ، ٦٢.

(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٣.

(٦) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٢.

(٧) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٢.

٣٤٢

أبو نعيم صار كتابه إماما. إذا اختلف النّاس في شيء فزعوا إليه (١)

وقال أبو زرعة الدّمشقيّ : سمعت يحيى بن معين يقول : ما رأيت أثبت من رجلين : أبو نعيم ، وعفّان (٢).

وسمعت أحمد بن صالح يقول : ما رأيت محدّثا أصدق من أبيّ نعيم (٣).

وقال يعقوب الفسويّ : أجمع أصحابنا أنّ أبا نعيم كان غاية في الإتقان (٤).

وقال أبو حاتم (٥) : كان حافظا متقنا ، لم أر من المحدّثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيّره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثّوريّ.

وكان أبو نعيم يحفظ حديث الثّوريّ حفظا جيّدا ، وهو ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث ، ويحفظ حديث مسعر وهو خمسمائة حديث. وكان لا يلقّن.

وقال الرّماديّ : خرجت مع أحمد وابن معين إلى عبد الرّزّاق خادما لهما إلى الكوفة. قال يحيى : أريد أن أختبر أبا نعيم.

فقال أحمد : لا تريد ، الرجل ثقة.

فقال يحيى : لا بدّ لي.

فأخذ ورقة فكتب فيها ثلاثين حديثا ، وجعل على رأس كلّ عشرة منها حديثا ليس من حديثه. ثم جاءوا إلى أبي نعيم ، فخرج وجلس على دكّان طين ، وأخذ أحمد فأجلسه عن يمينه ، وأخذ يحيى فأجلسه عن يساره. ثم جلست أسفل الدّكّان. ثم أخرج يحيى الطّبق ، فقرأ عليه عشرة أحاديث ، فلمّا قرأ الحادي عشر قال أبو نعيم : ليس هذا من حديثي ، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر الثاني ، وأبو نعيم ساكت ، فقرأ الحديث الثاني ، فقال أبو نعيم : ليس هذا من حديثي ، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر ، الثالث ، وقرأ الحديث الثالث ، فتغيّر أبو نعيم وانقلبت عيناه ، ثم أقبل على يحيى ، فقال : أمّا هذا ، وذراع أحمد بيده ، فأورع من أن يعمل مثل هذا.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.

(٥) في الجرح والتعديل ٧ / ٦٢.

٣٤٣

وأمّا هذا ، يريدني ، فأقلّ من أن يفعل ذلك. ولكن هذا من فعلك يا فاعل. ثم أخرج رجله فرفس يحيى بن معين ، فرمى به من الدّكّان ، وقام فدخل داره. فقال أحمد ليحيى : ألم أمنعك من الرجل وأقل لك أنّه ثبت؟

قال : والله لرفسته لي أحبّ إليّ من سفرتي (١).

وقال محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء : كنّا نهاب أبا نعيم أشدّ من هيبة الأمير (٢).

وقال أحمد بن ملاعب : حدّثني ثقة ؛ قال : قال أبو نعيم : ما كتبت عليّ الحفظة أنّي سببت معاوية.

وقال محمد بن أبان : سمعت يحيى القطّان يقول : إذا وافقني هذا الرجل ما باليت من خالفني (٣).

وقال يعقوب بن شيبة : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أبو نعيم نزاحم به ابن عيينة (٤).

وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : شيخان كان النّاس يتكلّمون فيهما ويذكرونهما ، وكنّا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم. قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحد : عفّان وأبو نعيم (٥).

وقال أبو العبّاس محمد بن إسحاق الثّقفيّ ، عن الكديميّ : لما أدخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه ، وثمّ أحمد بن يونس ، وأبو غسّان ، وغيرهما. فأوّل من امتحن فلان فأجاب ، ثم عطف على أبي نعيم فقال : قد أجاب هذا. ما تقول؟

فقال : والله ما زلت أتّهم جدّه بالزّندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنّه سمع جدّ هذا يقول : لا بأس أن ترمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ٧٩ ، ٨٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٨.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٢.

(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٢.

(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.

٣٤٤

من سبعمائة شيخ ، الأعمش فمن دونه يقولون القرآن كلام الله. وعنقي أهون عليّ من زرّي هذا.

فقام إليه أحمد بن يونس فقبّل رأسه ، وكان بينهما شحناء ، وقال : جزاك الله من شيخ خيرا (١).

روى أحمد بن الحسن التّرمذيّ ، وغيره ، عن أبي نعيم قال : القرآن كلام الله ليس بمخلوق (٢).

وقال صاحب «مرآة الزّمان» (٣) : قال عبد الصّمد بن المهتدي : لما دخل المأمون بغداد ، نادى بترك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، وذلك لأنّ الشيوخ بقوا يضربون ويحبسون ، فنهاهم المأمون.

وقال : قد اجتمع النّاس على إمام ، فمرّ أبو نعيم فرأى جنديّا وقد أدخل يده بين فخذي امرأة ، فنهاه بعنف ، فحمله إلى الوالي ، فحمله الوالي إلى المأمون.

قال : فأدخلت عليه بكرة وهو يسبّح ، فقال : توضّأ. فتوضّأت ثلاثا ثلاثا ، على ما روى عبد خير ، عن عليّ (٤). فقال : ما تقول في رجل مات عن أبوين؟

فقلت : للأمّ الثّلث والباقي للأب.

قال : فإن خلّف أبويه وأخاه؟

قلت : المسألة بحالها ، وسقط الأخ.

قال : فإن خلّف أبوين وأخوين؟

قلت : للأمّ السّدس ، وما بقي للأب.

فقال : في قول النّاس كلّهم؟

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٩ ، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ٤٨١ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٨.

(٣) هو سبط ابن الجوزي أبو المظفّر يوسف قز أوغلي ، المتوفّى سنة ٦٥٤ ه‍ ـ. وكتابه لم يطبع إلّا بعضه.

(٤) الحديث أخرجه أبو داود (١١١) و (١١٢) و (١١٣) ، والنسائي ١ / ٦٧ و ٧٠ ، والترمذي (٤٩) وقال : حديث حسن صحيح.

٣٤٥

قلت : لا ، إنّ جدّك ابن عبّاس ما حجب الأمّ عن الثلث إلّا بثلاثة إخوة.

فقال : يا هذا من نهى مثلك عن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟

إنّما نهينا أقواما يجعلون المعروف منكرا.

ثم خرجت (١).

وقال أبو بكر المرّوذيّ ، عن أحمد بن حنبل : إنّما رفع الله عفّان وأبو نعيم بالصّدق حين نوّه بذكرهما.

وقال أبو عبيد الآجرّيّ : قلت لأبي داود : كان أبو نعيم حافظا؟

قال : جدّا (٢).

وقال هارون بن حاتم : سألت أبا نعيم : متى ولدت؟

قال : سنة تسع وعشرين ومائة (٣).

وقال أحمد بن ملاعب : سمعته يقول : ولدت في آخر سنة ثلاثين ومائة.

قلت : ومات شهيدا ، فإنّه طعن في عنقه وحصل له ورشكين (٤).

وقال يعقوب بن شيبة ، عن بعض أصحابه : إنّ أبا نعيم مات بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة (٥).

وقال غيره : مات في رمضان ؛ ولا منافاة بين القولين ، فإنّ مطيّنا رأى أبا نعيم وخاطبه ، وقال : مات يوم الشّكّ من رمضان سنة تسع عشرة. وقد غلط محمد بن المثنّى فخالف الجمهور وقال : مات سنة ثمان عشرة في آخرها (٦).

وقال بشر بن عبد الواحد : رأيت أبا نعيم في المنام فقلت : ما فعل الله بك؟ ، يعني فيما كان يأخذ على الحديث.

قال : نظر القاضي في أمري ، فوجدني ذا عيال فعفا عنّي (٧).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٠.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ١٩٨.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٥.

(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٦ وزاد : «في يده».

(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٦.

(٦) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٦.

(٧) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٨.

٣٤٦

وقال عليّ بن خشرم : سمعت أبا نعيم يقول : يلومونني على الأخذ ، وفي بيتي ثلاثة عشر ، وما في بيتي رغيف (١).

قلت : كان بين الفخر عليّ بن البخاريّ وبين أبي نعيم خمسة أنفس في عدّة أحاديث. وهو أجلّ شيخ للبخاريّ (٢).

٣٢٢ ـ الفضل بن الموفّق (٣) ـ ق. ـ

أبو الجهم الكوفيّ. ابن عمّة سفيان بن عيينة.

سمع : فضيل بن مرزوق ، ومسعر بن كدام ، وسفيان الثّوريّ.

وعنه : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن سيّار النّصيبيّ ، وأبو أميّة الطّرسوسيّ.

ضعّفه أبو حاتم (٤) ، وغيره. وليس بالمتروك (٥).

٣٢٣ ـ فهد بن عوف (٦).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٨.

(٢) وقال الجوزجاني : «كوفيّ المذهب صدوق اللسان». (أحوال الرجال ٨١ / ١٠٦) ويقصد بكوفيّ المذهب أنه كان يتشيّع.

وقال ابن شاهين ، نقلا عن الإمام أحمد : كان ثقة ، وكان يدلّس أحاديث مناكير. (تاريخ أسماء الثقات ٢٦٤ رقم ١٠٧٦).

(٣) انظر عن (الفضل بن الموفّق) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١١٨ رقم ٥٢٧ ، والجرح والتعديل ٧ / ٦٨ رقم ٣٨٧ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٠١ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥١٤ رقم ٤٩٤٥ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٠ رقم ٦٧٥٦ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٨٧ ، ٢٨٨ رقم ٥٢٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٢ رقم ٥٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٠٩.

ويقال له : «ابن أبي المتّئد».

(٤) وقال : «ضعيف الحديث ، كان شيخا صالحا قرابة لابن عيينة ، وكان يروي أحاديث موضوعة».

(الجرح والتعديل ٧ / ٦٨).

(٥) ذكره ابن حبّان في «الثقات».

(٦) انظر عن (فهد بن عوف) في :

التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٢٨ ، والتاريخ الكبير له ٣ / ٤٠٤ رقم ١٣٤٥ باسم (زيد بن عوف) ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٣٨ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٧٧ وفيه (فهر) بالراء ، وهو تحريف ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٤٦٣ رقم ١٥٢٠ ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٧٠ ، ٥٧١ رقم ٢٥٨٧ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٣ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ٩٣ و ١٤٢ رقم ٢٣٣ و ٤٣٧ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥١٦ رقم ٤٩٧١ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٦ رقم ٦٧٨٤ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٥٥ رقم ١٤٠٥.

٣٤٧

أبو ربيعة القطعيّ ، واسمه زيد ، ولقبه فهد.

روى عن : حمّاد بن سلمة ، ووهيب ، وأبي عوانة ، وشريك ، وطائفة.

وعنه : أبو حاتم الرازيّ ، ومحمد بن الجنيد ، وآخرون.

تركه الفلّاس (١) ، ومسلم (٢).

وقال أبو حاتم (٣) : ما رأيت بالبصرة أكيس ولا أحلى من أبي ربيعة.

قيل له : فما تقول فيه؟

قال : يعرف وينكر.

وقال أبو زرعة : اتّهم بسرقة حديثين (٤).

قلت : توفّي في المحرّم سنة تسع عشرة ومائتين (٥).

__________________

(١) الجرح والتعديل ٣ / ٥٧٠.

(٢) فقال في الكنى والأسماء : «متروك الحديث».

(٣) في الجرح والتعديل ٣ / ٥٧٠ ، وقد طوّل في ترجمته ابنه أبي حاتم فقال : «سمعت أبي يقول : ما رأيت بالبصرة أكيس ولا أحلى من أبي ربيعة فهد بن عوف ، وكان عليّ بن المديني يتكلّم فيه ... قيل لأبي : ما تقول فيه؟ فقال : تعرف وتنكر ، وحرّك يده».

(٤) قال ابن أبي حاتم : «سمعت أبا زرعة يقول : قدم أبو إسحاق الطالقانيّ البصرة فحدّث بحديثين عن ابن المبارك أحدهما عن وهيب ، عن عمر بن محمد بن المنكدر ، عن سميّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مات ولم يغز» فلم يلبث إلّا يسيرا حتى أخرج فهد بن عوف هذا الحديث عن وهيب بن خالد فافتضح فيه لأن وهيب الّذي روى عنه ابن المبارك هو : وهيب بن الورد ، فأخرج هو عن وهيب بن خالد ، وظنّ أن ذاك هو وهيب بن خالد فافتضح. والحديث الآخر حديث تفرّد به ابن المبارك ولا يعلم أن أحدا شارك ابن المبارك في هذا الحديث ، عن حمّاد بن سلمة ، وليس ذلك في كتب حمّاد بن سلمة ، وتجده كتب ابن المبارك ، عن حمّاد من أجله ، فلما حدّث الطالقانيّ بهذا الحديث لم يلبث إلّا قليلا حتى أخرج أبو ربيعة ، عن حمّاد بن سلمة ، فتكلّم الناس فيه».

وقال ابن أبي حاتم : قلت لأبي زرعة : يكتب حديثه؟ فقال : أصحاب الحديث ربّما أراهم يكتبونه». (الجرح والتعديل ٧ / ٥٧٠ ، ٥٧١).

وقال عثمان بن سعيد الدارميّ : قلت ليحيى بن معين : أبو ربيعة؟ قال : ليس لي به علم ، لا أعرفه ولم أكتب عنه ـ يعني زيد بن عوف البصري. (الجرح والتعديل ٧ / ٥٧١).

وقال البخاريّ : «سكتوا عنه».

وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» (٣ / ٤٦٣) ، ونقل عن ابن المديني أنه يقول : «فهد بن عوف أبو ربيعة صاحب أبي عوانة ، كذّاب».

(٥) أرّخه ابن حبّان في «الثقات» ٩ / ١٣.

٣٤٨

٣٢٤ ـ فيض بن الفضل (١).

أبو محمد البجليّ الكوفيّ.

عن : مسعر ، ومالك بن مغول ، وعمر بن ذرّ.

وعنه : أبو حاتم الرازيّ ، وإبراهيم بن ديزيل ، والفضل بن يوسف القصبانيّ ، وغيرهم (٢).

٣٢٥ ـ الفيض بن إسحاق (٣).

أبو يزيد الرّقّي ، خادم الفضيل بن عياض.

سمع : الفضيل ، ومحمد بن عبد الله بن عبيد المحرم.

وعنه : محمد بن غالب بن سعيد الأنطاكيّ ، وعبد الله بن الربيع الرّقّي ، وهلال بن العلاء (٤).

__________________

(١) انظر عن (فيض بن الفضل) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٤٠ رقم ٦٢٩ (دون ترجمة) ، وتاريخ الطبري ١ / ٣٥٤ ، والجرح والتعديل ٧ / ٨٨ رقم ٥٠٠ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٢ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٤٨٦.

(٢) قال أبو حاتم : «كتبت عنه سنة مائتين وأربع عشرة». (الجرح والتعديل ٧ / ٨٨).

وذكره ابن حبّان في «الثقات».

(٣) انظر عن (الفيض بن إسحاق) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٤٨٦ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٣٩ ، ١٤٠ رقم ٦٢٨ ، والجرح والتعديل ٧ / ٨٨ رقم ٤٩٩ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٢.

(٤) قال ابن سعد : «من أهل الرقة ، وكان صاحب حديث وخير وغزو. مات بالرقّة سنة ست عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون». (الطبقات الكبرى ٧ / ٤٨٦).

وقال أبو حاتم : «أدركته ولم يقض لي السماع منه». (الجرح والتعديل ٧ / ٨٨).

وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «كان ممّن يخطئ». (٩ / ١٢).

٣٤٩

[حرف القاف]

٣٢٦ ـ القاسم بن كثير القرشيّ (١) ـ ت. ن. ـ

مولاهم المصريّ ، قاضي الإسكندريّة.

روى عن : أبي غسّان محمد بن مطرّف ، واللّيث بن سعد.

وعنه : أبو محمد الدّارميّ ، ومحمد بن سهل بن عسكر ، ويزيد بن سنان البصريّ ، وآخرون.

قال النّسائيّ : ثقة (٢).

وقال أبو حاتم (٣) : صالح الحديث.

وقال ابن يونس : يقال إنّه من أهل العراق ، وهو عندي مصريّ.

وكان رجلا صالحا (٤).

توفّي قريبا من سنة عشرين ومائتين (٥).

٣٢٧ ـ قالون المقرئ (٦).

__________________

(١) انظر عن (القاسم بن كثير) في :

الجرح والتعديل ٧ / ١١٨ رقم ٦٧٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١١٤ ، والكاشف ٢ / ٣٣٨ رقم ٤٥٩٥ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٣٠ ، ٣٣١ رقم ٥٩٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٩ رقم ٤٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٣.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ١١١٤.

(٣) الجرح والتعديل ٧ / ١١٨.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ١١١٤.

(٥) تهذيب الكمال ٢ / ١١١٤.

(٦) انظر عن (قالون المقرئ) في :

الجرح والتعديل ٦ / ٢٩٠ ، ومعجم الأدباء ١٦ / ١٥١ ، ١٥٢ رقم ٢٤ ، والعبر ١ / ٣٨٠ ، ومعرفة =

٣٥٠

صاحب نافع بن أبي نعيم.

واسم قالون عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزّرقيّ ، مولى الزّهريّين.

أبو موسى المدنيّ النّحويّ ، معلّم العربيّة. يقال إنّه ربيب نافع ، وهو الّذي لقّبه قالون بجودة قراءته.

وقالون معناه جيّد ، وهي لفظة روميّة (١).

حدّث عن شيخه نافع ، وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير ، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد ، وغيرهم.

وعنه : أبو زرعة الرازيّ ، وإبراهيم بن ديزيل ، وإسماعيل القاضي ، وموسى بن إسحاق القاضي ، وجماعة.

وقرأ عليه القرآن طائفة كبيرة ، منهم : ابنه أحمد ، وأحمد بن يزيد الحلوانيّ ، وأبو نشيط محمد بن هارون ، وأحمد بن صالح المصريّ الحافظ.

وانتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز. ورحل إليه النّاس ، وطال عمره ، وبعد صيته.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم (٢) : سمعت عليّ بن الحسن الهسنجانيّ يقول : كان قالون شديد الصّمم. فلو رفعت صوتك حتّى لا غاية ، لا يسمع ، فكان ينظر إلى شفتي القارئ فيردّ عليه اللّحن والخطأ (٣).

وقال عثمان بن خرّزاذ الحافظ : ثنا قالون قال : قال لي نافع : كم تقرأ [عليّ] (٤) ، اجلس إلى أسطوانة حتّى أرسل إليك.

وقال أبو عمرو الدّانيّ : عرض أيضا على عيسى بن وردان الحذّاء.

__________________

= القراء الكبار ١ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم ٦٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٢٦ ، ٣٢٧ رقم ٧٩ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٢٧ رقم ٦٦٢١ ، ودول الإسلام ١ / ١٣٣ ، ومرآة الجنان ٢ / ٨٠ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٨٣ ، والوفيات لابن قنفذ ١٦٦ ، وغاية النهاية ١ / ٦١٥ ، ٦١٦ رقم ٢٥٠٩ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٣٥ ، وشذرات الذهب ٢ / ٤٨.

(١) معجم الأدباء ١٦ / ١٥٢.

(٢) في الجرح والتعديل ٦ / ٢٩٠.

(٣) وقال ياقوت : «كان قالون أصمّ لا يسمع البوق ، وكان إذا قرأ عليه قارئ ألقم أذنه فاه ليسمع قراءته». (معجم الأدباء ١٦ / ١٥٢).

(٤) إضافة من «معرفة القرّاء الكبار ١ / ١٥٦ ، وغاية النهاية ١ / ٦١٥».

٣٥١

روى القراءة عنه : ابناه أحمد وإبراهيم ، والحلوانيّ ، وأحمد بن صالح ، ومحمد بن عبد الحكم القطريّ ، وعثمان بن خرّزاد ، ثم سمّى جماعة.

قلت : توفّي قالون سنة عشرين ومائتين ، ورّخه غير واحد ، وعاش نيّفا وثمانين سنة.

وغلط من قال : توفّي سنة خمس ومائتين غلطا بيّنا (١).

٣٢٨ ـ قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة (٢) ـ ع. ـ

أبو عامر السّوائيّ الكوفيّ.

عن : شعبة ، وسفيان ، وإسرائيل ، وورقاء ، وطبقتهم.

وعن أكبر منهم كعيسى بن طهمان ، وفطر بن خليفة ، ومالك بن مغول ،

__________________

(١) أرّخه فيها ياقوت في «معجم الأدباء ١٦ / ١٥١».

(٢) انظر عن (قبيصة بن عقبة) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٤٠٣ ، والتاريخ لابن معين برواية الدوري ٢ / ٤٨٤ رقم ١٧٧ و ٢١٦٩ و ٤٣٢٩ ، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز ١ / رقم ٥٠٤ و ٥٤٩ و ٥٥٣ ، وطبقات خليفة ١٧٢ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله ١ / رقم ٧٥٨ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٧٧ رقم ٧٩٢ ، والتاريخ الصغير له ٢٢٥ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٧٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٨٨ رقم ١٣٧٨ ، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٧٢٣ ، ٧٢٤ ، والمعارف لابن قتيبة ٥٢٦ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٥٨٠ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٢١ و ٣٤٣ و ٢ / ١٨٥ و ١٨٩ و ٢١٢ و ٣٠٩ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٢٣ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٢٦ ، ١٢٧ رقم ٧٢٢ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢١ ، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٦٢٠ ، ٦٢١ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٢٧٧٧ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٦٢١ ، ٦٢٢ رقم ٩٨٦ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ٢ / ١٤٧ رقم ١٣٧٢ ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٢٧٢ رقم ١١٢٢ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٦٥ و ٤٦٣ و ٥٢٦ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٤٧٣ ـ ٤٧٦ رقم ٦٩٤٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٢٢ رقم ١٦٢٠ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٢١٧ رقم ٧٣٥ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤١٨ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١١٩ ، ١١٢٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٧٧ رقم ٨٢٨ ، ودول الإسلام ١ / ١٣١ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ٣٧٣ ـ ٣٧٥ ، والعبر ١ / ٣٦٨ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٨٣ ، ٣٨٤ رقم ٦٨٦١ ، والكاشف ٢ / ٣٤٠ ، ٣٤١ رقم ٤٦١٦ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٢٢ رقم ٥٠٢٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٣٠ ـ ١٣٥ رقم ١٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ٦٢ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١٦٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٤٧ ـ ٣٤٩ رقم ٦٢٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٢٢ رقم ٧٥ ، ومقدّمة فتح الباري ٤٣٦ ، وطبقات الحفّاظ ١٦١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٤ ، ٣١٥ ، وشذرات الذهب ٢ / ٣٥.

٣٥٢

ومسعر ، وعاصم بن محمد العمريّ.

وعنه : خ. ، وم. ع عن رجل عنه ، وعبد بن حميد ، ومحمود بن غيلان ، ومحمد بن إسحاق الصّغانيّ ، وأبو زرعة الرّازيّ ، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ ، والحارث بن أبي أسامة ، وحفص بن عمر سنجة ، وخلق.

قال حنبل : قال أبو عبد الله : كان قبيصة كثير الغلط ، وكان رجلا صالحا ثقة ، لا بأس به. وأيّ شيء لم يكن عنده ، يعني أنّه كثير الحديث (١).

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل (٢) : سمعت أبي يذكر أبا حذيفة ، فقال : قبيصة أثبت منه جدّا ، يعني في سفيان.

وقال ابن معين : قبيصة ثقة في كلّ شيء ، إلّا في حديث سفيان ، ليس بذاك القويّ. فإنّه سمع منه وهو صغير (٣).

وقال يعقوب الفسويّ (٤) : سمعت قبيصة يقول : صلّيت بسفيان الفريضة.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير : لو حدّثنا قبيصة ، عن النّخعيّ لقبلنا منه (٥).

وقال ابن أبي حاتم (٦) : سئل أبو زرعة عن قبيصة ، وأبي نعيم فقال : كان قبيصة أفضل الرجلين ، وأبو نعيم أتقن الرجلين.

وقال أبو حاتم (٧) : لم أر من المحدّثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ

__________________

(١) تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٢٧٢ رقم ١١٢٢ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٤٧٤ ، ٤٧٥ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٩.

(٢) في العلل ومعرفة الرجال ٦ / ٣٨٦ رقم ٧٥٨ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٢٦ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٤٧٤ ، وتهذيب الكمال ٢ / ١١٩.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٧٤.

(٤) في المعرفة والتاريخ ١ / ٧١٧ ، وعبارته : «سمعت قبيصة يقول : شهدت عند شريك ، فامتحنني في شهادتي ، فذكرت ذلك لسفيان ، فأنكر على شريك ما فعل وقال : لم يكن له أن يمتحنه.

قال : وصلّيت بسفيان الفريضة ، ذكر أيّ صلاة كانت فذهب عليّ».

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٥٨٠ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٤٧٥ ، وكان أحمد بن أبي الحواري قال للفريابي : رأيت قبيصة عند سفيان؟ قال : نعم رأيته صغيرا ، فذكره لمحمد بن عبد الله بن نمير ، فقال ذلك.

(٦) في الجرح والتعديل ٧ / ١٢٧.

(٧) الجرح والتعديل ٧ / ١٢٦.

٣٥٣

واحد لا يغيّره سوى قبيصة ، وأبي نعيم في حديث الثّوريّ ، وسوى يحيى الحمّانيّ في حديث شريك ، وعليّ بن الجعد في حديثه.

وقال إسحاق بن سيّار النّصيبيّ : ما رأيت من الشيوخ أحفظ من قبيصة (١).

وكان هنّاد بن السّريّ صالحا كثير البكاء. فإذا ذكر قبيصة قال الرجل الصّالح. وتدمع عيناه (٢).

وقال جعفر بن حمدويه : كنّا على باب قبيصة ومعنا دلف بن أبي دلف ، ومعه الخادم يكتب الحديث. فصار إلى باب قبيصة ، فدقّ عليه فأبطأ ، فعاوده الخادم وقال : ابن ملك الجبل على الباب ، وأنت لا تخرج إليه؟ فخرج وفي طرف إزاره كسرة من الخبز. فقال : رجل قد رضي من الدّنيا بهذا ، ما يصنع بابن الجبل؟ والله لا حدّثته. فلم يحدّثه (٣).

وقال هارون الحمّال : سمعته يقول : جالست الثّوريّ وأنا ابن ستّ عشرة سنة ثلاث سنين (٤).

قال مطيّن ، وغيره : مات في صفر سنة خمس عشرة ، رحمه‌الله.

٣٢٩ ـ قحطبة بن غدانة (٥).

أبو معمر الجشميّ البصريّ.

عن : هشام الدّستوائيّ ، وسعيد بن أبي عروبة.

سمع منه أبو حاتم ، وقال (٦) : صدوق.

٣٣٠ ـ قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم الأشجعيّ المدنيّ (٧) ـ ن. ـ

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٧٥ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١١٩.

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٧٥ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١١٩.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٧٦.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ١١١٩.

(٥) انظر عن (قحطبة بن غدانة) في :

تاريخ الطبري ٨ / ٨٨ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٤٩ رقم ٨٣٢.

(٦) في الجرح والتعديل ٧ / ١٤٩.

(٧) انظر عن (قدامة بن محمد) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٧٩ رقم ٨٠٥ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٢٩ رقم ٧٣٥ ، وتهذيب =

٣٥٤

عن : إسماعيل بن شيبة الطّائفيّ ، وداود بن المغيرة ، ومخرمة بن بكير.

وعنه : أحمد بن صالح الحافظ ، وسلمة بن شبيب ، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء ، ومحمد بن سعد المعوقيّ ، وآخرون.

٣٣١ ـ قرعوس بن العبّاس بن قرعوس بن عبيد بن منصور الثّقفيّ الأندلسيّ (١).

الفقيه صاحب مالك.

كان إماما صالحا ديّنا كبير القدر عالي الإسناد.

رحل وأخذ عن : ابن جريج.

قال ابن يونس : وفي ذلك نظر.

وأخذ عن : سفيان الثّوريّ ، ومالك ، واللّيث ، ثم غلب عليه الفقه واشتهر به ؛ وكان يروي «الموطّأ» عن مالك.

حمل عنه : أصبغ بن الخليل ، وعثمان بن أيّوب ، وغير واحد.

وقال ابن الفرضيّ (٢) : كان فقيها لا علم له بالحديث.

قال : وكان ديّنا ورعا فاضلا.

مات سنة عشرين بالأندلس.

٣٣٢ ـ قطبة بن العلاء بن المنهال (٣).

__________________

= الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٢٥ ، والكاشف ٢ / ٣٤٢ رقم ٤٦٣٠ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٢٣ رقم ٥٠٣٤ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٨٦ رقم ٦٨٧١ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٦٥ رقم ٦٤٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٢٤ رقم ٩٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٥.

(١) انظر عن (قرعوس بن العباس) في :

تاريخ علماء الأندلس ٣٧٢ ، ٣٧٣ رقم ١٠٨٤ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٥٢ ، وترتيب المدارك للقاضي عياض ٢ / ٤٩٢ ، وبغية الملتمس للضبيّ ٤٥١ رقم ٣١٢ ، وجذوة المقتبس للحميدي ٣٣٣ رقم ٧٨٠ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٧٣ رقم ١٤٨٥.

(٢) في تاريخ علماء الأندلس ٣٧٢.

(٣) انظر عن (قطبة بن العلاء) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٩١ رقم ٨٥١ ، والضعفاء الصغير له ٢٧٣ رقم ٣٠٤ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٤٩ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٤٠١ رقم ٥٠١ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٩٢ رقم ١٣٨٩ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٥٤١ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٩٩. =

٣٥٥

أبو سفيان الغنويّ الكوفيّ.

روى عن : أبيه ، وسفيان الثّوريّ.

وعنه : عليّ بن حرب ، وأحمد بن يوسف السّلميّ ، ويعقوب الفسويّ ، وجماعة.

قال البخاريّ (١) : فيه نظر.

وقال النّسائيّ (٢) ، وغيره : ضعيف (٣).

٣٣٣ ـ قيس بن محمد بن عمران الكنديّ (٤).

عن : عفير بن معدان ، وغيره.

وعنه : العبّاس الرّياشيّ ، وأبو حاتم ، وجماعة.

وثّق (٥).

__________________

= والضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٤٨٦ ، ٤٨٧ رقم ١٥٤٦ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٤١ ، ١٤٢ رقم ٧٩٢ ، والمجروحين لابن حبّان ٢ / ٢٢٠ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ٦ / ٢٠٧٦ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢٥٧ ب ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٢٥ رقم ٥٠٥٢ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٩٠ رقم ٦٨٩٧ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٧٣ ، ٤٧٤ رقم ١٤٨٨.

(١) في الضعفاء الصغير ٢٧٣ وزاد : «ولا يصحّ حديثه». وقال في التاريخ الكبير : «ليس بقويّ».

(٢) في الضعفاء والمتروكين ٤٠١ رقم ٥٠١.

(٣) وقد وثّقه العجليّ ، وضعّفه العقيلي فقال : «لا يتابع على حديثه» (الضعفاء الكبير ٣ / ٤٨٦).

وقال ابن حبّان : «كان ممّن يخطئ كثيرا ويأتي بالأشياء التي لا تشبه حديث الثقات عن الأثبات ، فعدل به عن مسلك العدوي عن الاحتجاج». (المجروحون ٢ / ٢٢٠).

وقال ابن عديّ : «ولقطبة عن الثوري وعن غيره أحاديث مقاربة ، وأرجو أنه لا بأس به». (الكامل ٦ / ٢٠٧٦).

وقال الحاكم : «ليس بالقويّ عندهم» ، ونقل عن البخاري قوله : فيه نظر. (الأسامي والكنى ، ج ١ / ورقة ٢٥٧ ب).

(٤) انظر عن (قيس بن محمد) في :

الجرح والتعديل ٧ / ١٠٤ رقم ٥٨٩ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٣٨ ، والكاشف ٢ / ٣٤٩ رقم ٤٦٨٤ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٠٢ رقم ٧١٧ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣٠ رقم ١٥٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٨.

(٥) قال ابن حبّان : «يعتبر حديثه من غير روايته عن عفير بن معدان». (الثقات ٩ / ١٥).

٣٥٦

[حرف الكاف]

٣٣٤ ـ كثيّر بن إياس الدوليّ المصريّ.

عن : اللّيث ، ونافع بن يزيد ، ومفضّل بن فضالة.

ذكره ابن يونس.

توفّي سنة تسع عشرة ومائتين.

٣٣٥ ـ كعب بن خريم المرّيّ الدّمشقيّ (١).

أبو حارثة.

عن : يحيى بن حمزة ، ومحمد بن حرب ، وجماعة.

وعنه : ابنه أحمد ، ودحيم ، وأبو حاتم الرازيّ.

قال دحيم : شيخ صالح (٢).

٣٣٦ ـ كلثوم بن عمرو (٣).

__________________

(١) انظر عن (كعب بن خريم) في :

الجرح والتعديل ٧ / ١٦٣ رقم ٩٢٠ ،

(٢) وسئل عنه أبو حاتم فقال : «صدوق».

(٣) انظر عن (كلثوم بن عمرو العتّابيّ) في :

عيون الأخبار ١ / ٢٢٣ و ٣٠٠ ، والشعر والشعراء ٢ / ٧٤٠ ، ٧٤١ رقم ٢٠١ ، وطبقات الشعراء لابن المعتز ٢٤١ ـ ٢٤٤ و ٢٦١ ـ ٢٦٤ و ٣٩٧ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٣٥١ ، وبغداد لابن طيفور ٦٧ و ٦٨ و ٨٥ و ٨٨ و ١٧٣ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٦٣ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٢٥٣٣ و ٢٥٣٤ و ٢٧١٤ ـ ٢٧١٩ و ٣٣٧٤ ، والأغاني ١٣ / ١٠٧ ، والبيان والتبيين ١ / ٨٥ و ٢ / ١٢٢ و ٣ / ١٥ و ٥٧ و ٤ / ٥٣ و ٥٤ ، والكامل في الأدب للمبرّد ٢ / ٣٩٢ ، والفهرست لابن النديم ١٨١ ، ١٨٢ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٣٨٠ و ٣٨١ و ٤ / ٢٧٠ و ٢٧١ ، والجليس الصالح للجريري ١ / ٣٨٢ ، ٣٨٣ ، والمحاسن والمساوئ ٤٢٩ و ٤٣٨ ، وثمار القلوب ١٦٧ ، وخاص الخاص ١١٢ ، وأمالي القالي ٢ / ١٣٥ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٨ =

٣٥٧

أبو عمرو العتّابيّ الأديب الشاعر الأخباريّ.

كان خطيبا بليغا فصيحا مفوّها. مدح الرشيد والمأمون. وكان يتزهّد ويتصوّف ويقلّ من السلطان.

وقد قال مرّة للمأمون : يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال. وإنه لا دين إلّا بك ، ولا دنيا إلّا معك (١).

ومن شعره :

ألا قد نكّس الدّهر

فأضحى حلوه مرّا

وقد جرّبت من فيه

فلم أحمدهم طرّا

فالزم نفسك الياس

من النّاس تعش حرّا (٢)

وقال الرّياشيّ : قال مالك بن طوق للعتّابيّ : يا أبا عمرو رأيتك كلّمت فلانا فأطلت كلامك.

قال : نعم. كانت معي حيرة الدّاخل ، وفكرة صاحب الحاجة ، وذلّ المسألة ، وخوف الرّدّ مع شدّة الطّمع (٣).

__________________

= ٤٩٢ رقم ٦٩٦١ ، وربيع الأبرار للزمخشري ٣ / ١٨٦ و ٤ / ١٦ و ١٢٧ و ٢٢٨ و ٢٥٢ و ٢٦٨ و ٣٢٤ و ٤٥٤ ، وتسهيل النظر ١٤٢ ، والوزراء والكتّاب ٢٩٠ ، ولباب الآداب ٥٥ و ٣٤٠ و ٣٤٩ و ٤٣٣ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٣٠٨ و ٢ / ٢٩ و ٧٨ ، وزهر الآداب ١٢٠ ، وسراج الملوك ٥٩ ، والعقد الفريد ٢ / ١٠٠ و ٣ / ١٩٥ و ٤ / ١٧٤ ، ومعجم الأدباء ١٧ / ٢٦ ـ ٣١ رقم ١٢ ووفيات الأعيان ٢ / ٣٢٦ و ٤ / ٣٥ و (١٢٢ ـ ١٢٤) و ٣٨٩ ، ومجموعة ورّام ١ / ٦٥ ، ومختار الأغاني ٦ / ٢٤٩ ، وفوات الوفيات ، رقم ٣٥٩ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٨٦ ، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان ٢ / ٣٦ ، ٣٧.

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٩٠.

(٢) الأبيات في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٩١.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٩١.

٣٥٨

[حرف اللام]

٣٣٧ ـ اللّيث بن عاصم (١) ـ د. ت. ـ

أبو زرارة القتبانيّ المصريّ.

روى عن : ابن عجلان ، وابن جريج ، وغيرهما.

وعنه : يونس بن عبد الأعلى ، وحفيده ياسين بن عبد الأحد القتبانيّ.

وكان صالحا عابدا ، معمّرا ، نيّف على التّسعين.

ومات سنة إحدى عشرة في صفر.

وهو ليث بن عاصم بن كليب بن خيار بن خير بن أسعد بن ناشرة.

وقال ابن أبي حاتم (٢) : ليث بن عاصم أبو زرارة القتبانيّ.

روى عن : أبي قبيل ، وأبي الخير الجيشانيّ.

وعنه : ابن وهب ، وأبو شريك يحيى بن يزيد المصريّ ، وأبو الطّاهر بن السّرح.

قلت : فهذا الّذي ذكره ابن أبي حاتم آخر أكبر من صاحب التّرجمة ، وهذا عجيب.

__________________

(١) انظر عن (اللّيث بن عاصم) في :

الجرح والتعديل ٧ / ١٨١ رقم ١٠٢٣ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٩ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٥٥ ، والكاشف ٣ / ١٣ رقم ٤٧٦٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٨٨ ، ١٨٩ رقم ٣٧ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٦٨ ، ٤٦٩ رقم ٨٣٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣٩ رقم ١٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٣.

(٢) في الجرح والتعديل ٧ / ١٨١.

٣٥٩

وأمّا شيخنا المزّيّ فخلط الترجمتين (١) ، أعني الّذي ذكره ابن أبي حاتم بليث بن عاصم بن العلاء الخولانيّ الحداديّ بالضّمّ والتّخفيف. والظاهر أنّهما واحد ، وهم ابن أبي حاتم في نسبته وكنيته.

مات قبل ابن وهب.

__________________

(١) في تهذيب الكمال ٣ / ١١٥٥.

٣٦٠