تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

يقولون ، واكشفهم عمّا يعتقدون في خلق الله وإحداثه. ولعلمهم أنّي غير مستعين في عمل ولا واثق بمن لا يوثق. فإذا أقرّوا بذلك ووافقوا فمرهم بنصّ من بحضرتهم من الشهود ، ومسألتهم عن علمهم في القرآن ، وترك شهادة من لم يقرّ أنّه مخلوق. واكتب إلينا بما يأتيك عن قضاة أهل عملك في مسألتهم ، والأمر لهم بمثل ذلك» (١).

وكتب المأمون إليه أيضا في إشخاص سبعة أنفس ، وهم : محمد بن سعد كاتب الواقديّ ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وأبو مسلم مستملي يزيد بن هارون ، وإسماعيل بن داود ، وإسماعيل بن أبي مسعود ، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ. فأشخصوا إليه ، فامتحنهم بخلق القرآن فأجابوه ، فردّهم من الرّقّة إلى بغداد (٢).

وسبب طلبهم أنّهم توقّفوا أولا ، ثم أجابوه تقيّة. وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يحضر الفقهاء ومشايخ الحديث ويخبرهم بما أجاب به هؤلاء السبعة ، ففعل ذلك ، فأجابه طائفة وامتنع آخرون (٣). فكان يحيى بن معين وغيره يقولون : أجبنا خوفا من السيف (٤).

ثم كتب المأمون كتابا آخر من جنس الأول إلى إسحاق ، وأمره بإحضار من امتنع ، فأحضر جماعة منهم : أحمد بن حنبل ، وبشر بن الوليد الكنديّ ، وأبو حسّان الزّياديّ ، وعليّ بن أبي مقاتل ، والفضل بن غانم ، وعبيد الله بن عمر

__________________

(١) راجع نصّ الكتاب بكاملة في :

بغداد لابن طيفور ١٨٥ ـ ١٨٧ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٣١ ـ ٦٣٤ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ٣٠٨ ، ٣٠٩.

(٢) بغداد لابن طيفور ١٨٧ ، وقد أخطأ ناشره فقال : «وزهير بن حرب ، وأبو خيثمة» فجعلهما اثنين ، وهما واحد إذ أن زهير بن حرب هو أبو خيثمة ، وهذه كنيته ، وانظر : تاريخ الطبري ٨ / ٦٣٤ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤٢٣ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٧٦ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٣٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٧٢ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢١٩ ، ٢٢٠ ، وتاريخ الخلفاء ٣٠٩.

(٣) بغداد لابن طيفور ١٨٧ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٦٧ ، تاريخ الطبري ٨ / ٦٣٤ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٧٦ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٣٣ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٧٢.

(٤) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٢٠ ، تاريخ الخلفاء ٣١٠.

٢١

القواريريّ ، وعليّ بن الجعد ، وسجّادة ، والذّيّال بن الهيثم ، وقتيبة بن سعيد وكان حينئذ ببغداد ، وسعدويه الواسطيّ ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وابن الهرش (١) ، وابن عليّة الأكبر ، ومحمد بن نوح العجليّ ، ويحيى بن عبد الرحمن العمريّ ، وأبو نصر التّمّار ، وأبو معمر القطيعيّ ، ومحمد بن حاتم بن ميمون ، وغيرهم. وعرض عليهم كتاب المأمون فعرّضوا وورّوا ولم يجيبوا ولم ينكروا.

فقال لبشر بن الوليد : ما تقول؟

قال ، قد عرّفت أمير المؤمنين غير مرّة.

قال : وإن ، فقد تجدّد من أمير المؤمنين كتاب.

قال : أقول : كلام الله.

قال : لم أسألك عن هذا. أمخلوق هو؟

قال : ما أحسن غير ما قلت لك. وقد استعهدت أمير المؤمنين أن لا أتكلّم فيه.

ثم قال لعليّ بن أبي مقاتل : ما تقول؟

قال : القرآن كلام الله ، وإن أمرنا أمير المؤمنين بشيء سمعنا وأطعنا.

وأجاب أبو حسان الزّياديّ بنحو من ذلك.

ثم قال لأحمد بن حنبل : ما تقول؟

قال : كلام الله.

قال : أمخلوق هو؟

قال : هو كلام الله لا أزيد على هذا.

ثم امتحن الباقين وكتب بجواباتهم.

وقال ابن البكّاء الأكبر : أقول القرآن مجعول ومحدث لورود النّصّ بذلك.

فقال له إسحاق بن إبراهيم : والمجعول مخلوق؟

قال : نعم.

قال : فالقرآن مخلوق؟

__________________

(١) في تاريخ الخلفاء ٣١٠ «ابن الهرس» بالسين المهملة ، وهو تحريف.

٢٢

قال : لا أقول مخلوق (١).

ثم وجّه بجواباتهم إلى المأمون ، فورد عليه كتاب المأمون : بلغنا ما أجاب به متصنعة أهل القبلة ، وملتمسوا الرئاسة ، فيما ليسوا له بأهل. فمن لم يجب أنّه مخلوق فامنعه من الفتوى والرواية.

ويقول في الكتاب : فأمّا ما قال بشر فقد كذب. لم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه في ذلك عهد أكثر من إخبار أمير المؤمنين من اعتقاده كلمة الإخلاص ، والقول بأنّ القرآن مخلوق. فادع به إليك ، فإن تاب فأشهر أمره ، وإن أصرّ على شركه ، ودفع أن يكون القرآن مخلوقا بكفره وإلحاده ، فاضرب عنقه ، وابعث إلينا برأسه.

وكذلك إبراهيم بن المهدي فامتحنه ، فإن أجاب ، وإلّا فاضرب عنقه.

وأمّا عليّ بن أبي مقاتل ، فقل له : ألست القائل لأمير المؤمنين : إنّك تحلّل وتحرّم.

وأمّا الذّيّال ، فأعلمه أنّه كان في الطّعام الّذي سرقه من الأنبار ما يشغله.

وأمّا أحمد بن يزيد أبو العوّام وقوله إنّه لا يحسن الجواب في القرآن ، فأعلمه أنّه صبيّ ، في عقله لا في سنّه ، جاهل سيحسن الجواب إذا أدّب. ثم إن لم يفعل كان السيف من وراء ذلك.

وأمّا أحمد بن حنبل ، فأعلمه أنّ أمير المؤمنين قد عرف فحوى مقالته ، واستدلّ على جهله وآفته بها.

وأمّا الفضل بن غانم ، فأعلمه أنّه لم يخف على أمير المؤمنين ما كان منه بمصر ، وما اكتسب من الأموال في أقل من سنة ، يعني في ولايته القضاء.

وأمّا الزّياديّ ، فأعلمه أنّه كان منتحلا ولا كأوّل دعيّ. فأنكر أبو حسّان أن يكون مولى لزياد بن أبيه ، وإنّما قيل له الزّياديّ لأمر من الأمور.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٦٣٧ ـ ٦٣٩ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٢٣ ـ ٤٢٥ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٣٣ ـ ٢٣٥ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٧٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٢٠ ، ٢٢١ ، تاريخ الخلفاء ٣١٠ ، ٣١١.

٢٣

قال : وأمّا أبو نصر التّمّار ، فإنّ أمير المؤمنين شبّه خساسة عقله بخساسة متجره.

وأمّا ابن نوح ، وابن حاتم ، فأعلمهم أنّهم مشاغيل بأكل الرّبا عن الوقوف على التوحيد ، وإنّ أمير المؤمنين لو لم يستحلّ محاربتهم في الله إلّا لإربائهم ، وما نزل به كتاب الله في أمثالهم لاستحلّ ذلك. فكيف بهم وقد جمعوا مع الإرباء شركا ، وصاروا (١) للنّصارى شبها؟

وأمّا ابن شجاع ، فأعلمه أنّك صاحبه بالأمس ، والمستخرج منه ما استخرجه من المال الّذي كان استحلّه من مال الأمير عليّ بن هشام.

وأمّا سعدويه الواسطيّ ، فقل له : قبّح الله رجلا بلغ به التصنّع للحديث والحرص على الرئاسة فيه ، أن تمنّى وقت المحنة.

وأمّا المعروف بسجّادة ، وإنكاره أن يكون سمع ممّن كان يجالس من الفقهاء القول بأنّ القرآن مخلوق ، فأعلمه أنّ في شغله بإعداد النّوى ، وحكمه لإصلاح سجّادته ، وبالودائع الّتي دفعها إليه عليّ بن يحيى وغيره ما أذهله عن التوحيد.

وأمّا القواريريّ ففيما انكشف من أحواله ، وقبوله الرّشا والمصانعات ، ما أبان عن مذهبه وسوء طريقته وسخافة عقله ودينه.

وأمّا يحيى العمريّ ، فإن كان من ولد عمر بن الخطّاب فجوابه معروف.

وأمّا محمد بن الحسن بن عليّ بن عاصم ، فإنّه لو كان مقتديا بمن مضى من سلفه لم ينتحل النّحلة التي حكيت عنه ، وأنّه بعد صبيّ يحتاج إلى أن يعلّم.

وقد كان أمير المؤمنين وجّه إليك المعروف بأبي مسهر ، بعد أن نصّه أمير المؤمنين عن محنته في القرآن ، فجمجم عنها ولجلج فيها ، حتّى دعا له أمير المؤمنين بالسيف ، فأقرّ ذميما ؛ فأنصصه عن إقراره ، فإن كان مقيما عليه فأشهر ذلك وأظهره. ومن لم يرجع عن شركه ممّن سمّيت بعد بشر ، وابن المهديّ ،

__________________

(١) في تاريخ الطبري ٨ / ٦٤٢ «وصار للنصارى مثلا».

٢٤

فاحملهم موثّقين إلى عسكر أمير المؤمنين ليسألهم. فإن لم يرجعوا حملهم على السيف (١).

قال : فأجابوا كلّهم عند ذلك ، إلّا أحمد بن حنبل ، وسجّادة ، ومحمد بن نوح ، والقواريريّ. فأمر بهم إسحاق فقيّدوا ، ثم سألهم من الغد وهم في القيود فأجاب سجّادة. ثم عاودهم ثالثا فأجاب القواريريّ ؛ ووجّه بأحمد بن حنبل ، ومحمد بن نوح المضروب إلى طرسوس. ثم بلغ المأمون أنّهم إنّما أجابوا مكرهين ، فغضب وأمر بإحضارهم إليه. فلما صاروا إلى الرّقّة بلغتهم وفاة المأمون. وكذا جاء الخبر بموت المأمون إلى أحمد (٢). ولطف الله تعالى وفرج.

وأمّا محمد بن نوح فكان عديلا لأحمد بن حنبل في المحمل ، فمات.

فوليه أحمد بالرّحبة وصلّى عليه ودفنه ، رحمه‌الله تعالى.

[وفاة المأمون]

وأمّا المأمون فمرض بالروم ، فلما اشتدّ مرضه طلب ابنه العبّاس ليقدم عليه ، وهو يظنّ أنّه لا يدركه ، فأتاه وهو مجهود ، وقد نفذت الكتب إلى البلدان ، فيها : من عبد الله المأمون وأخيه أبي إسحاق الخليفة من بعده ، بهذا النّصّ.

فقيل إنّ ذلك وقّع بأمر المأمون.

وقيل : بل كتبوا ذلك وقت غشي أصابه ، فأقام العبّاس عنده أيّاما حتّى مات (٣).

[ذكر وصيّة المأمون]

«هذا ما أشهد عليه عبد الله بن هارون أمير المؤمنين أنّ الله وحده لا شريك له في ملكه ، وأنّه خالق وما سواه مخلوق. ولا يخلو القرآن من أن يكون

__________________

(١) انظر نصّ الكتاب كاملا في : تاريخ الطبري ٨ / ٦٤٠ ـ ٦٤٤.

(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٦٤٤ ، ٦٤٥ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٧٧ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٣٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٢٢ ، تاريخ الخلفاء ٣١١ ، ٣١٢.

(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٦٤٥ ـ ٦٤٧ ، تاريخ الخلفاء ٣١٣.

٢٥

شيئا له مثل ، والله لا مثل له» إلى أن قال : «والبعث حقّ ، وإنّي مذنب أرجو وأخاف ، فإذا متّ فوجّهوني وليصلّ عليّ أقربكم منّي نسبا ، وليكبّر خمسا».

وذكر وصايا من هذا النّوع ، إلى أن قال : «فرحم الله عبدا اتّعظ وفكّر فيما حتّم الله على جميع خلقه من الفناء ، وقضى عليهم من الموت الّذي لا بدّ منه. فالحمد لله الّذي توحّد بالبقاء. ثم لينظر المرء ما كنت فيه من عزّ الخلاقة ، هل أغنى عنّي شيئا إذا جاء أمر الله؟ لا والله. ولكن أضعف به عليّ الحسنات. فيا ليت عبد الله بن هارون لم يكن بشرا ، بل ليته لم يكن شيئا.

يا أبا إسحاق ادن منّي واتّعظ بما ترى ، وخذ بسيرة أخيك في القرآن ، واعمل في الخلافة إذ طوّقكها الله تعالى عمل المريد لله ، الخائف من عقابه ، ولا تغترّ بالله وتمهيله ، فكأن قد نزل بك الموت. ولا تغفل عن أمر الرعيّة ، الرعيّة الرعيّة ، العوامّ العوامّ ، فإنّ الملك بهم ، الله الله فيهم وفي غيرهم.

يا أبا إسحاق عليك عهد الله ، لتقومنّ بحقّ الله في عباده ، ولتؤثرنّ طاعة الله على معصيته.

قال : اللهمّ نعم.

قال : فانظر من كنت تسمعني أقدّمه فأضعف له في التقدمة. وعبد الله بن طاهر أقرّه على عمله ، وقد عرفت بلاءه وغناءه.

وأبو عبد الله بن أبي دؤاد لا يفارقك ، وأشركه في المشورة في كل أمرك ، ولا تتّخذنّ بعدي وزيرا ، فقد علمت ما نكبني به يحيى بن أكثم في معاملة الناس ، وخبث سريرته حتّى أبعدته. هؤلاء بنو عمّك من ذريّة أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه أحسن صحبتهم ، وتجاوز عن مسيئهم ، وأعطهم الصّلات (١).

ثم توفّي في رجب ، ودفن بطرسوس (٢).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٦٤٧ ـ ٦٥٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٢٩ ـ ٤٣١ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٤٣٧ ، ٤٣٨.

(٢) انظر عن وفاة المأمون ، في :

تاريخ خليفة ٤٧٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٠٢ ، وبغداد لابن طيفور ١٩١ ، وتاريخ اليعقوبي =

٢٦

[خلافة المعتصم]

وكان أول من بايع المعتصم : العبّاس بن المأمون.

[ما ذكره المسبّحي عن المحنة في مصر]

قال محمد بن عبيد الله المسبّحي في «تاريخ مصر» : كتب المعتصم إلى نائبة على مصر كندر (١) ، وإلى قاضي مصر هارون بن عبد الله الزّهريّ كتابا بخطّ الفضل بن مروان يمتحن فيه الناس بخلق القرآن. فأحضرهم القاضي هارون ، فأجاب عامّة الشهود وأكثر الفقهاء ، إلّا من هرب منهم. وكان هارون إذا شهد عنده عدلان سألهما عن القرآن ، فإن أقرّا أنّه مخلوق قبلهما ؛ وأخذ بذلك المؤذّنون والمحدّثون. وأقرّ المعلّمون أنّ تعلّمه الصّبيان كتعليم القرآن ، يعني القول بخلق القرآن. وبقيت المحنة إلى أن ولى الخلافة المتوكّل سنة اثنتين وثلاثين (٢).

[الوباء والغلاء بمصر]

وفيها وقع الوباء العظيم بمصر ، فمات أكثرهم ، وغلا السّعر هذه السنة وبعض سنة تسع عشرة.

قال : ولم تبق دار ولا قرية إلّا مات أكثر أهلها. ولم يبق بمصر رئيس ولا شريف مشهور. وولّت الدنيا عمّن بقي من أولادهم ، وركبهم الذّلّ ، وجفاهم

__________________

= ٢ / ٤٦٩ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٥٠ ، ومروج الذهب ٤ / ٤٥ ، والتنبيه والإشراف ٣٠٤ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٧٧ ، وولاة مصر للكندي ٢١٧ ، والولاة والقضاة له ١٩٣ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٠٣ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٤٩ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١١٣ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤٣١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٢١ ، وتاريخ مختصر الدول ١٣٥ ، وتاريخ الزمان ٢٨ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٣٦ ، والعقد الفريد ٥ / ١١٩ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٣٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣١ ، ٣٢ ، والفخري ٢٢٠ ، والبداية والنهاية ١٠ ، ٢٧٤ ، ودول الإسلام ١ / ١٣٢ ، ومرآة الجنان ٢ / ٧٧ ، و ٧٨ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢١٠ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٢٧ ، وتاريخ الخلفاء ٣١٣.

(١) هكذا في الأصل ، وفي ولاة مصر للكندي ٢١٧ ، والولاة والقضاة له ١٩٣ : «كيدر» بالياء المثنّاة من تحت.

(٢) ولاة مصر ٢١٧ ، الولاة والقضاة ١٩٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢١٨.

٢٧

السلطان لأنّهم خرجوا غير مرّة وأثاروا الفتنة.

ثم سرد من مات من أشرافهم من أول دولة المأمون إلى آخرها ، فسمّى من كبارهم أبا نصر الوليد بن يعفر بن الصّبّاح بن أبرهة ، توفّي سنة سبع وتسعين ومائة ، وإبراهيم بن حوّى توفّي فيها ، وإبراهيم بن نافع الطّائيّ ، توفّي سنة ثمان وتسعين ، وعثمان بن بلادة فيها ، وهاشم بن خديج ، ومحمد بن حسّان بن عتاهية سنة تسع وتسعين ، وهبيرة بن هاشم بن خديج ، وزرعة بن معاوية سنة مائتين.

ثم سمّى عددا كثيرا لا نعرفهم كان لهم جاه وحشمة في عصرهم بمصرهم ، انمحت آثارهم وانطوت أخبارهم.

[هدم الطوانة]

وفيها أمر المعتصم بهدم طوانة الّتي قدمنا أنّ المأمون أمر ببنائها ، ثم حمل ما بها من الآلات والسلاح ، وتفرّق ما تعب عليه المأمون. وسافر الناس الذين أسكنوا بها إلى بلادهم ، ثم انصرف المعتصم إلى بغداد ، فدخلها في أول رمضان من السنة (١).

[اشتداد أمر الخرّميّة]

وفيها عظم الخطب واشتدّ الأمر بالخرّميّة ، لعنهم الله ، ودخل في دينهم خلق من أهل بلاد همذان وبلاد أصبهان ، وجيّشوا بأرض همذان ، فسار لحربهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب في ذي القعدة ، فظفر بهم وقتل منهم ملحمة عظمي. فيقال إنّه قتل منهم ببلاد همذان ستّين ألفا ، وهرب باقيهم إلى بلاد الروم (٢). وكان المصافّ بأرض همذان مما يلي الرّيّ.

وبعضهم يقول : قتل منهم فوق المائة ألف ، وكانت ملحمة هائلة.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٦٦٧ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٣٩.

(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٦٦٧ ، ٦٦٨ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٨٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٤١ ، البدء والتاريخ ٦ / ١١٤ ، تاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٣٨ ، ١٣٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٨١.

٢٨

سنة تسع عشرة ومائتين

فيها توفّي :

عليّ بن عيّاش الألهاني ، بحمص.

وأبو بكر عبد الله بن الزبير الحميديّ ، بمكة.

وأبو نعيم الفضل بن دكين.

وأبو غسّان مالك بن إسماعيل النّهديّ ، بالكوفة.

وعمرو بن حكّام.

وإبراهيم بن حميد الطويل.

وسعد بن شعبة بن الحجّاج ، بالبصرة.

وأبو الأسود النّضر بن عبد الجبّار ، بمصر.

وسليمان بن داود الهاشميّ.

وغسّان بن الفضل الغلابيّ ، ببغداد.

[ظهور محمد بن القاسم بالطالقان]

وفيها ظهر محمد بن القاسم العلويّ الحسينيّ بالطّالقان (١) يدعوا إلى الرّضا من آل محمد. فاجتمع عليه خلق ، فسار لقتاله جيش من قبل عبد الله بن طاهر ، فجرت بينهم وقعات عديدة ، ثم انهزم محمد بن القاسم فقصد بعض كور خراسان ، فظفر به متولّي نسا (٢) ، فقيّده وبعث به إلى ابن طاهر ، فحبسه

__________________

(١) الطّالقان : بلدتان إحداهما بخراسان بين مروالروذ وبلخ ، بينها وبين مروالروذ ثلاث مراحل ، وقال الإصطخري : أكبر مدينة بطخارستان طالقان. (معجم البلدان ٤ / ٦).

(٢) نسا : بفتح أوله ، مقصور ، بلفظ عرق النّسا. مدينة بخراسان ، بينها وبين سرخس يومان ، وبينها

٢٩

المعتصم. ثم إنّه هرب من السجن ليلة عيد الفطر ، ونزل في حبل دلّي له. فنودي عليه : من أحضره فله مائة ألف درهم ، فلم يقعوا به (١).

[قدوم السبي من الخرّميّة]

وفي جمادى الأولى قدم بغداد ، إسحاق بن إبراهيم بسبي عظيم من الخرّميّة الذين أوقع بهم بهمذان (٢).

[إفساد الزّطّ بالبصرة]

وفيها عاثت الزّطّ بنواحي البصرة ، فانتدب لحربهم عجيف بن عنبسة ، فظفر بهم وقتل منهم نحو الثمانمائة. ثم جرت له معهم حروب. وكان عدّتهم خمسة عشر ألفا (٣).

__________________

= وبين مرو خمسة أيام ، وبين أبيورد يوم ، وبين نيسابور ستة أو سبعة ، (معجم البلدان ٥ / ٢٨٢).

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧١ ، ٤٧٢ ، تاريخ الطبري ٩ / ٧ ، ٨ ، مروج الذهب ٤ / ٥٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٤٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٣٠ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٨٢.

(٢) تاريخ الطبري ٩ / ٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٣٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٨٢.

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٢ ، تاريخ الطبري ٩ / ٨ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٤٣ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٨٢.

٣٠

ثم دخلت سنة عشرين ومائتين

فيها توفّي : عفّان ببغداد.

وقالون بن عيسى بن مينا.

ومطرّف بن عبد الله ، بالمدينة.

وأبو حذيفة المروزيّ.

وعاصم بن يوسف اليربوعيّ.

وخلّاد بن خالد القارئ ، بالكوفة.

وعثمان بن الهيثم المؤذّن.

والخليل بن عمر بن إبراهيم العبديّ.

وعبد الله بن رجاء ، بالبصرة.

وآدم بن أبي إياس ، بعسقلان.

وعبد الله بن جعفر الرّقّي ، بالرّقّة.

وقرعوس بن العبّاس الثقفيّ صاحب مالك ، بالأندلس.

ومحمد الجواد ولد عليّ بن موسى الرّضا ، ببغداد.

* * *

[دخول الزّطّ بغداد]

ويوم عاشوراء دخل عجيف بغداد بسبي الزّط وأسراهم ، فعبّأهم على هيئتهم في الحرب ، وكان يوما مشهودا. ثم نفدوا إلى عين زربة ، فأغارت عليهم الروم ، فاجتاحوهم حتّى لم ينج منهم أحد (١).

* * *

__________________

(١) تاريخ الطبري ٩ / ١٠ ، تاريخ خليفة ٤٧٦ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٤٦ ، تاريخ الزمان لابن

٣١

[مسير الأفشين لحرب بابك]

وفيها عقد المعتصم على حرب بابك وعلى بلاد الجبل للأفشين ، واسمه حيد بن كاوس. ثم وجّه أبا سعيد محمد بن يوسف إلى أردبيل لعمارة الحصون الّتي خرّبها بابك ففعل ذلك. وكان محمد بن البعيث صديق بابك في قلعة شاهي وحصن تبريز من بلاد أذربيجان ، فبعث بابك قائده عصمة ، فنزل بابن البعيث (١) فأكرمه وأنزل إليه الإقامات وأضافه وسقاه خمرا وأسره ، وقتل جماعة من مقدّميه ، فهرب عسكره.

وجعل ابن البعيث يناصح المعتصم ، ودلّه على عورة بلاد بابك ، ثم كانت وقعة كبيرة بين بابك والأفشين انهزم فيها بابك ، وقتل من أصحابه نحو الألف ، وهرب إلى موقان (٢) ، ومنها إلى مدينته التي تسمى البذّ. وبعث الأفشين بالرءوس والأسارى إلى بغداد (٣).

[محنة الإمام أحمد]

وفي رمضانها كانت محنة الإمام أحمد ، وضرب بالسّياط ، ولم يجب (٤). وسيأتي ذلك في ترجمته.

* * *

[إنشاء المعتصم لمدينة سرّ من رأى]

وفي ذي القعدة نزل المعتصم بالقاطول (٥) وأمر بإنشاء مدينة سرّ من رأى ،

__________________

= العبري ٢٩ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٣٣ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٨٢.

(١) في تاريخ الطبري ٩ / ١٢ : «فأنزل إليه ابن البعيث».

(٢) موقان : بالضم ثم السكون ، والقاف وآخره نون ، ولاية فيها قرى ومروج كثيرة تحتلّها التركمان للرعي فأكثر أهلها منهم ، وهي بأذربيجان يمرّ القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال. (معجم البلدان ٥ / ٢٢٥).

(٣) تاريخ الطبري ٩ / ١٢ ، ١٣.

(٤) الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٠٥ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٢ ، مروج الذهب ٤ / ٥٢ ، مآثر الإنافة ١ / ٢٢٠.

(٥) القاطول : اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة وهو نهر كان في موضع سامرّاء قبل أن تعمّر ، وكان

٣٢

فاشترى أرضها من رهبان لهم دير هناك. وقد كان الرشيد ينزل بالقاطول لطيبه. واستخلف المعتصم على بغداد ولده الواثق (١).

[غضب المعتصم على وزيره الفضل]

وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وصادره ، وأخذ منه أموالا عظيمة تفوق الوصف ، حتّى قيل إنّه أخذ منه عشرة آلاف ألف دينار ، واستأصله وأهل بيته ونفاه إلى السّنّ (٢) ، قرية بطريق الموصل (٣).

ووليّ بعده الوزارة محمد بن عبد الملك الزّيّات.

[عناية المعتصم باقتناء التّرك]

واعتنى المعتصم باقتناء التّرك ، فبعث إلى سمرقند وفرغانة والنّواحي في شرائهم ، وبذل فيهم الأموال ، وألبسهم أنواع الدّيباج ومناطق الذهب. فكانوا يطردون خيلهم ببغداد ويؤذون النّاس. فربّما ثار أهل البلد بالتركيّ فقتلوه عند صدمه للمرأة والشيخ (٤). فعزم المعتصم على التحوّل من بغداد وتنقل على دجلة ، والقاطول هو نهر منها ، فانتهى إلى موضع سامرّاء ، وفي مكانها دير عال لرهبان. فرأى فضاء واسعا جدّا وهواء طيّبا فاستمرأه ، وتصيّد ثلاثا فوجد نفسه تطلب أكثر من أكله ، فعلم أنّ ذلك لتأثير الهواء والتّربة والماء. فاشترى من أهل الدّير أرضهم بأربعة آلاف دينار ، وأسّس قصره بالوزيريّة التي ينسب إليها التّين الوزيريّ العديم النظير في الحسن. وجمع عليها الفعلة والصّنّاع من الممالك. ونقل إليها أنواع الأشجار والغروس ، واختطّت الخطط والدّروب ، وجدّوا في

__________________

= الرشيد أول من حفر هذا النهر ... وفوق هذا القاطول القاطول الكسروي حفره كسرى أنوشروان العادل يأخذ من جانب دجلة في الجانب الشرقي أيضا. (معجم البلدان ٤ / ٢٩٧).

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٢ ، ٤٧٣ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٧ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٨١ ، مروج الذهب ٤ / ٥٣ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٥١ ، خلاصة الذهب ٢٢١ ، مآثر الإنافة ١ / ٢٢٠ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٣٤ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٤٥ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٨٣.

(٢) السّنّ : بكسر أوله ، وتشديد نونه ، يقال لها سنّ بارما. مدينة على دجلة فوق تكريت لها سور وجامع كبير وفي أهلها علماء وفيها كنائس وبيع للنصارى ، وعند السّنّ مصبّ الزّاب الأسفل. (معجم البلدان ٣ / ٢٦٨ ، ٢٦٩).

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٢ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٨ ـ ٢٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٥٣.

(٤) العيون والحدائق ٣ / ٣٨١.

٣٣

بنائها ، وشيّدت القصور ، واستنبطت المياه من دجلة وغيرها ؛ وتسامع النّاس وقصدوها ، وكثرت بها المعايش (١).

__________________

(١) العيون والحدائق ٣ / ٣٨١ ، ٣٨٢ ، مروج الذهب ٤ / ٥٣ ، ٥٤ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٥٢ ، الفخري ٢٣١ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٤٥ ، ٢٤٦.

٣٤

ذكر أهل هذه الطبقة على الحروف

[حرف الألف]

١ ـ أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق (١) ـ م. د. ت. ن. ـ

أبو إسحاق الحضرميّ ، مولاهم البصريّ ، أخو المقرئ يعقوب.

كان أسنّ من يعقوب.

روى عن : عكرمة بن عمّار ، وحمّاد بن سلمة ، وهمّام ، ووهيب ، وأبي عوانة ، وجماعة.

وعنه : إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وإبراهيم الجوزجانيّ ، وإسحاق الحربيّ ، وأبو خيثمة ، وولده أحمد بن أبي خيثمة ، والحارث بن أبي أسامة ، وعبد بن حميد ، وطائفة.

وثّقه أبو حاتم (٢) ، والنّسائيّ (٣).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن إسحاق بن زيد) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٠٤ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ٣ / رقم ٥٢٥٢ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ١ رقم ١٤٨٠ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٠٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٠ رقم ٨ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٣ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه / ٣٦ رقم ٢٠ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٢٦ ، ٢٧ رقم ١٦٢٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٥ رقم ٤٦ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٥ ب ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤٠٦ ، وتهذيب الكمال ١ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ رقم ٨ ، والكاشف ١ / ١٢ رقم ٦ ، وميزان الاعتدال ١ / ٨٢ رقم ٢٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٧٤ ، ١٧٥ رقم ٣١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٤ رقم ٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٠ رقم ٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣.

(٢) في الجرح والتعديل ٢ / ٤٠ ، ووثّقه أبو زرعة.

(٣) تهذيب الكمال ١ / ٢٦٤ ، وقال أيضا : ليس به بأس.

٣٥

ومات سنة إحدى عشرة (١) ، وكان يحفظ حديثه (٢).

٢ ـ أحمد بن إشكاب الصّفّار (٣) ـ خ ـ

أبو عبد الله ؛ كوفيّ نزل مصر.

قيل : اسمه أحمد بن معمر بن إشكاب ، وقيل : أحمد بن عبد الله بن إشكاب.

سمع : شريكا ، وعبد السّلام بن حرب ، ورفاعة بن إياس الضّبّيّ ، ومحمد بن فضيل ، وأبا بكر بن عيّاش ، وجماعة.

وعنه : خ (٤) ، ويعقوب الفسويّ ، وأحمد بن عيسى اللّخميّ الخشّاب ، وبكر بن سهل الدّمياطيّ ، وعبّاس الدّوريّ ، وأبو حاتم الرّازيّ ، وجماعة.

__________________

(١) أرّخه ابن سعد في طبقاته ٧ / ٣٠٤ ، ووثّقه.

(٢) العبارة لابن حبّان في الثقات ٨ / ٤ ، وابن منجويه في (رجال صحيح مسلم ١ / ٣٦) ، ووثّقه مسلم في (الكنى والأسماء ، ورقة ٣).

وقال أحمد : لم أكتب عنه. قيل له : لم؟ قال : لأنه كان مع يحيى ، يعني ابن أكثم. (العلل ومعرفة الرجال ٣ / ٢٨٢ رقم ٥٢٥٢).

وقال أبو بكر المرّوذيّ : قيل لأحمد : كتبت عنه؟ قال : لا ، تركته على عهد. قيل له : أيش أنكرت عليه؟ قال : كان عندي إن شاء الله صدوقا ، ولكنّي تركته من أجل ابن أكثم دخل له في شيء. (تهذيب الكمال ١ / ٢٦٤).

(٣) انظر عن (أحمد بن إشكاب الصفّار) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٤ رقم ١٤٩٤ ، والتاريخ الصغير له ٢٢٦ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٦٥ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٥٠ رقم ١٠ (أحمد بن معمر) ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٨٠ و ٢ / ٧٦١ و ٣ / ١٩٧ ، والجرح والتعديل ٢ / ٧٧ رقم ١٦٥ (أحمد بن معمر بن إشكيب) ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٢٦ ، ٢٧ رقم ٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٨ ، ٩ رقم ١١ ، والمعجم المشتمل على الشيوخ النبل لابن عساكر ٣٩ رقم ٩ ، وتهذيب الكمال ١ / ٢٦٧ ، ٢٦٩ رقم ١١ ، والكاشف ١ / ١٣ رقم ٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٧٦ رقم ٢٠٢ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٥٦ رقم ٢٧٣٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٦ رقم ١٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ١١ رقم ١١ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٨٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤.

واسم «إشكاب» : مجمّع. (المعجم المشتمل لابن عساكر ٣٩).

(٤) أي البخاري.

٣٦

قال أبو حاتم : (١) : ثقة مأمون (٢).

وقال ابن يونس في تاريخه : توفّي سنة سبع أو ثمان عشرة (٣).

٣ ـ أحمد بن أوفى الأهوازيّ (٤).

عن : عبّاد بن منصور (٥) ، وشعبة.

وعنه : معمر بن سهل ، وغيره (٦).

٤ ـ أحمد بن أيّوب السّمرقنديّ (٧).

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٢ / ٧٧ وزاد : صدوق.

وقال ابن أبي حاتم : وسمعت أبا زرعة يقول : أدركته ولم أكتب عنه ، وسمعت أبي يقول : كتبت عنه بمصر. قال : وسئل أبو زرعة عنه فقال : روى عنه سعيد بن أسد بن موسى وكان صاحب حديث.

(٢) وذكره ابن حبّان في الثقات ٨ / ٦ ، ٧ وقال : ربّما أخطأ.

وقال الدّوريّ : كتب عنه يحيى بن معين كثيرا.

وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : كوفيّ ثقة. (تهذيب الكمال ١ / ٢٦٩).

وقال البخاري : آخر ما لقيته بمصر سنة سبع عشرة ومائتين. (التاريخ الكبير ٢ / ٤ ، والتاريخ الصغير ٢٢٦).

(٣) وهكذا في (المعجم المشتمل لابن عسكر ٣٩) ، وقد جزم ابن حبّان في (الثقات ٨ / ٧) بوفاته سنة ٢١٧ ه‍ ـ.

(٤) انظر عن (أحمد بن أوفى) في :

الثقات لابن حبّان ٨ / ٤ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ١٧٤ ، ١٧٥ ، والمغني في الضعفاء للذهبي ١ / ٣٤ رقم ٢٤٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ٨٤ رقم ٣٠٠ وفيه (أحمد بن أبي أوفى) ، وعنه نقل ابن حجر في لسان الميزان ١ / ١٣٨ ، ١٣٩ رقم ٤٣٤.

(٥) هكذا في الأصل ، والميزان ، واللسان. أما في (الثقات) لابن حبّان : «عبّاد بن مسعود» وهو غلط.

(٦) ذكره ابن حبّان في الثقات ٨ / ٤ ، وأورد حديثا من طريقه ، عن شعبة ، عن عمرو بن دينار وعبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته. وقال : عمرو بن دينار غريب في هذا الحديث ، قال ابن حجر في (لسان الميزان ١ / ١٣٩) : والحديث في المعجم الكبير للطبراني.

وقال ابن عديّ في (الكامل ١ / ١٧٤) : «أظنّه بصريّ ، يحدّث عنه أهل الأهواز ، يخالف الثقات في روايته عن شعبة ، وقد حدّث عن غير شعبة بأحاديث مستقيمة».

وذكر له بعض حديثه ، وقال : وقد حدّث بغير هذا بأحاديث مستقيمة ، ولم أر في حديثه شيئا منكرا إلّا ما ذكرته من مخالفته على شعبة وأصحابه (١ / ١٧٥).

(٧) انظر عن (أحمد بن أيوب السمرقندي) في :

٣٧

نزيل مرو.

عن : أبي حمزة السّكّريّ.

وعنه : إسحاق بن راهويه ، والنّضر بن سلمة ، وغيرهما (١).

٥ ـ أحمد بن توبة السّلميّ المروزيّ المطّوّعيّ.

الغازي الأمير المجاهد البطل الزّاهد.

سمع : ابن المبارك ، وإبراهيم بن المغيرة ، وسفيان بن عيينة ، وحرملة بن عبد العزيز.

وعنه : إسحاق الكوسج ، وعبد الله بن أحمد بن شبويه ، ويحيى بن المثنّى.

ذكره ابن ماكولا فقال : لم يتهدّف للتحديث.

قال : وكان يقال إنّه مستجاب الدّعوة. فتح استيجاب في أربعين رجلا.

وبها أولادهم تعرف بأولاد الأربعين ، يشار إليهم في استيجاب.

قال غنجار : سكن أحمد بن توبة بيكند ، وبها توفّي.

٦ ـ أحمد بن جعفر (٢).

أبو عبد الرحمن الوكيعيّ الكوفيّ الضّرير الحافظ.

عن : حفص بن غياث ، ووكيع ، وغيرهما.

__________________

= التاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٢ رقم ١٤٨٢ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٠ رقم ٦ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤.

(١) قال ابن حبّان في ثقاته : «مستقيم الحديث ، يعتبر حديثه من غير رواية النضر بن سلمة عنه».

يقول خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» :

يظهر لأول وهلة أن «أحمد بن أيوب الضبيّ» هو غير «أحمد بن أيوب السمرقندي» المذكور في : تاريخ البخاري ، وثقات ابن حبّان ، ذلك لاختلاف النسبة من «الضبيّ» إلى «السمرقندي» ، ولكن بعد مراجعة الترجمة في الثقات لابن حبّان يتأكد المرء أنهم جميعا واحد ، كونه يروي عن إبراهيم بن أدهم ، وأن إبراهيم بن شمّاس روى عنه.

(٢) انظر عن (أحمد بن جعفر) في :

تاريخ بغداد ٤ / ٥٨ ، ٥٩ رقم ١٦٧٥.

٣٨

وكان أبو نعيم يقول : ما رأيت أحفظ منه (١).

وعنه : إبراهيم الحربيّ ، وقال : كان يحفظ مائة ألف حديث ، وما أحسبه سمع حديثا إلّا وحفظه (٢).

قلت : وروى عنه أحمد بن القاسم الأنماطيّ (٣).

وقال إبراهيم الحربيّ : قال أحمد بن حنبل لأحمد بن جعفر الوكيعيّ : يا أبا عبد الرحمن إنّي لأحبّك (٤). حدّثنا يحيى ، عن ثور ، عن حبيب بن عبيد ، عن المقدام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه» (٥).

وقال أبو داود : كان أبو عبد الرحمن الوكيعيّ يحفظ العلم على الوجه (٦).

وقال الدّارقطنيّ : هو ثقة ، وابنه محمد ثقة (٧).

وقال الحربيّ : مات سنة خمس عشرة (٨).

٧ ـ أحمد بن حفص (٩).

أبو حفص البخاريّ الفقيه الحنفيّ. عالم أهل بخارى في زمانه. ووالد شيخ بخارى أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حفص الفقيه. لم أظفر بأخباره ،

__________________

(١) وعبارته في (تاريخ بغداد ٤ / ٥٩) : «ما رأيت ضريرا أحفظ من أحمد بن جعفر الوكيعي».

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ٥٩.

(٣) ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٥٨.

(٤) تاريخ بغداد ٤ / ٥٩.

(٥) تاريخ بغداد ٤ / ٥٩ ، والحديث أخرجه الترمذي في الزهد (٢٥٠٢) باب : ما جاء في إعلام الحبّ ، وأراد في آخره «إيّاه» ، وقال : وفي الباب عن أبي ذرّ ، وأنس. حديث المقدام حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه أبو داود في الأدب (٥١٢٤) باب إخبار الرجل الرجل بمحبّته إيّاه ، وأحمد في المسند ٤ / ١٣٠.

(٦) تاريخ بغداد ٤ / ٥٩.

(٧) تاريخ بغداد ٤ / ٥٩.

(٨) تاريخ بغداد ٤ / ٥٩.

(٩) انظر عن (أحمد بن حفص البخاري) في :

المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٦٤٢ و ٢ / ١٢٧ ، وتاج التراجم لابن قطلوبغا ٦ ، والجواهر المضيّة في طبقات الحنفية للقرشي ١ / ١٦٦ ، ١٦٧ رقم ١٠٤ ، والفوائد البهية ١٨ ، ١٩ ، والطبقات السنيّة ، رقم ١٨٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٥٧ ـ ١٥٩ رقم ٢٢ ، وأعلام الأخيار ، رقم ٩٨.

٣٩

وقد توفّي في المحرّم سنة سبع عشرة ومائتين.

رحل وتفقّه بمحمد بن الحسن. وسمع من وكيع وطبقته.

قال محمد بن أبي رجاء البخاريّ : سمعت أبا حفص أحمد بن حفص يقول : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النّوم ، عليه قميص ، وامرأة إلى جنبه تبكي. فقال لها : لا تبكي ، فإذا متّ فابكي.

قال : فلم أجد من يعبّرها لي ، حتّى قال لي إسماعيل والد البخاريّ : إنّ السّنّة قائمة بعد (١).

وقال عبد الله بن محمد بن عمر الأديب : سمعت اللّيث بن نصر الشاعر يقول : تذاكرنا الحديث : «إنّ على رأس كلّ مائة سنة من يصلح أن يكون علم الزّمان» (٢). فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص فقلت : هو في فقهه وورعه وعمله يصلح أن يكون علم الزّمان. ثم ثنّيت بمحمد بن إسماعيل فقلت : هو في معرفة الحديث وطرقه يصلح أن يكون علما. ثم ثلّثت بأحمد بن إسحاق السّرمارائيّ (٣) فقلت : رجل يقرأ على منبر الخلافة هاهنا يقول : شهدت مرّة أنّ رجلا وحده كسر جند العدوّ ، فإنّه يصلح أن يكون علم الزّمان. قالوا : نعم (٤).

ولد أحمد بن حفص سنة خمسين ومائة ، ولقي أيضا هشيما ، وجرير بن عبد الحميد.

أنا أبو عليّ بن الخلّال ، أنا جعفر ، أنا السّلفيّ ، أنا ابن الطّيوريّ ، أنا هنّاد بن إبراهيم ، أنا محمد بن أحمد الحافظ ببخارى ، ثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه ، نا أحمد بن عمر بن داود ، ثنا أبو حفص أحمد بن حفص ،

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٥٧.

(٢) اللفظ الصحيح للحديث : «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها دينها».

أخرجه أبو داود في الملاحم (٤٢٩١) باب ما يذكر في قرن المائة ، والبيهقي في معرفة السنن والآثار ٥٢ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٥٢٢ ، والخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٦١ ، وانظر : جامع الأصول لابن الأثير ١١ / ٣٢٠ ـ ٣٢٤.

(٣) في سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٥٨ «السّرماري».

(٤) السير ١٠ / ١٥٨.

٤٠