تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

الإمام أبو بكر الحميريّ مولاهم الصّنعانيّ ، أحد الأعلام.

عن : أبيه ، ومعمر ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، وعبيد الله بن عمر ، وابن جريج ، والمثنّى بن الصّبّاح ، وثور بن يزيد ، وحجّاج بن أرطاة ، وزكريّا بن إسحاق ، والأوزاعيّ ، وعكرمة بن عمّار ، والسّفيانين ، ومالك ، وخلق. ورحل إلى الشام بتجارة فسمع الكثير من جماعة. ومولده سنة ستّ وعشرين ومائة.

وعنه : شيخاه معتمر بن سليمان ، وسفيان بن عيينة ، وأبو أسامة وهو أكبر منه ، وأحمد ، وابن معين ، وإسحاق ، ومحمد بن رافع ، ومحمد بن يحيى ، ومحمود بن غيلان ، وأحمد بن صالح ، وأحمد بن الأزهر ، وأحمد بن الفرات ، والرّماديّ ، وإسحاق الكوسج ، والحسن بن عليّ الحلال ، وسلمة بن شبيب ، وعبد بن حميد ، وإسحاق الدّبريّ ، وإبراهيم بن سويد الشّاميّ ، وخلق كثير.

قال عبد الرّزّاق : جالسنا معمرا سبع سنين (١).

وقال أحمد بن صالح : قلت لأحمد بن حنبل : رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرّزّاق؟ قال : لا (٢).

وقال عبد الوهّاب بن همّام : كنت عند معمر فذكر أخي عبد الرّزّاق.

وقال : خليق إن عاش أن تضرب إليه أكباد الإبل (٣).

قال ابن أبي السّريّ العسقلانيّ : فو الله لقد أتعبها ، يعني الإبل ، ولما

__________________

= / ٥٠٥ رقم ١١٨٣ ، وطبقات المدلّسين ٢٣ ، ٢٤ ، ولسان الميزان ٧ / ٢٨٧ رقم ٣٨٢٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٠٦ ، وطبقات الحفّاظ ١٥٤ ، وتدريب الراويّ ٢ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، وفتح المغيث ٣ / ٣٤١ ، ٣٤٢ ، وطبقات المفسّرين ١ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ رقم ٢٧٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣٨ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٧ ، والرسالة المستطرفة ٣١ ، ومعجم المؤلّفين ٥ / ٢١٨ ، وتاريخ التراث العربيّ ١ / ٢٧٨ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ١٢٥ رقم ٧٩٧ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٢٩٥ و ٤٠٨ و ٤١٢ و ٤١٣ و ٤١٧ و ٤٥٥ و ٤٥٧ و ٤٦٣ و ٤٧٢ و ٥٨٧ و ٦١٣ و ٦١٤ و ٦٣٦ و ٦٤٢ ، وأدب القاضي ١ / ١٢٠ و ١٨٤ و ١٨٦ و ٣٥٦ و ٤٣٥ و ٤٥٩ و ٤٦١ و ٤٦٢ و ٤٧٠ و ٤٧٢ و ٥٢٩ و ٥٣٠ و ٥٧٠ و ٥٩١ و ٦٢٧ و ٦٦٨ و ٦٧٢ و ٦٧٣ و ٢ / ٩١ و ٩٢ و ١٨٨ و ٢٥٧ و ٢٦٤ و ٢٩٥.

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٣٨.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ٨٢٩.

(٣) تهذيب الكمال ٢ / ٨٢٩.

٢٦١

ودّعت عبد الرزّاق قال : أمّا في الدنيا فلا أظن أنّا نلتقي فيها ، ولكنّا نسأل الله أن يجمع بيننا في الآخرة (١).

وقال أبو زرعة الدّمشقيّ : قلت لأحمد بن حنبل : كان عبد الرّزّاق يحفظ حديث معمر؟ قال : نعم.

قيل له : فمن أثبت في ابن جريج : عبد الرّزاق ، أو محمد بن بكر البرسانيّ؟

قال : عبد الرّزّاق (٢).

وقال لي : أتينا عبد الرّزّاق قبل المائتين ، وهو صحيح البصر. ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف السّماع (٣).

وقال هشام بن يوسف : كان لعبد الرّزّاق حين قدم ابن جريج اليمن ثمان عشرة سنة (٤).

قال ابن معين (٥) : هشام بن يوسف أثبت في ابن جريج من عبد الرّزّاق.

وقال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث «النّار جبار» (٦).

فقال : هذا باطل ، وليس من هذا شيء. ثم قال : ومن يحدّث به عن عبد الرّزّاق؟ قلت : حدّثني أحمد بن شبّويه.

قال : هؤلاء سمعوا بعد ما عمي. كان يلقّن فلقّنه ، وليس هو في كتبه. وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه ، كان يلقّنها بعد ما عمي (٧).

قلت : عبد الرّزّاق راوية الإسلام ، وهو صدوق في نفسه. وحديثه محتجّ به في الصّحاح. ولكن ما هو ممّن إذا تفرّد بشيء عدّ صحيحا غريبا. بل إذا تفرّد بشيء عدّ منكرا.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ٨٢٩.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ٨٢٩.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٤٥٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٣٠.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ٨٣٠.

(٥) في تاريخه ٢ / ٣٦٤ ، والجرح والتعديل ٦ / ٣٨.

(٦) أخرجه أبو داود في الديات (٤٥٩٤) باب في النار تعدى ، وابن ماجة في الديات (٢٦٧٦) باب الجبار ، أمن طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همّام ، عن أبي هريرة.

(٧) تهذيب الكمال ٢ / ٨٢٩ ، شرح العلل لابن رجب ٢ / ٥٧٩ ، ٥٨٠.

٢٦٢

وكان من مذهبه أن يقول : أخبرنا ، ولا يقول : حدّثنا. وهي عادة جماع من أقرانه ، وممّن قبله كحمّاد بن سلمة ، وهشيم.

قال الحافظ ابن أبي الفوارس : يزيد بن هارون ، وهشيم ، وعبد الرّزّاق لا يقولون إلّا أخبرنا ، فإذا رأيت حديثا فهو من خطأ الكاتب.

قال محمود بن رافع : قدم أحمد ، وإسحاق على عبد الرّزّاق ، وكان من عادته أن يقول أخبرنا. فقالا له : قل حدّثنا. فقالها (١).

وقال نعيم بن حمّاد : ما رأيت ابن المبارك قطّ يقول : حدّثنا.

كان يرى أنّ أخبرنا أوسع.

وقال يحيى القطّان ، وأحمد بن حنبل ، والبخاريّ ، وطائفة : حدّثنا ، وأنا (٢) ، واحد.

فصل

قال جعفر بن أبي عثمان الطّيالسيّ : سمعت ابن معين يقول : سمعت من عبد الرّزّاق كلاما يوما استدللت به على ما ذكر عنه من المذهب ، يعني التشيّع. فقلت له : إنّ أستاذيك اللّذين أخذت عنهم ثقات كلّهم أصحاب سنّة : معمر ، ومالك ، وابن جريج ، وسفيان ، والأوزاعيّ. فعمّن أخذت هذا المذهب؟

فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان الضّبعيّ ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت هذا عنه (٣).

وقال ابن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين ، وقيل له إنّ أحمد بن حنبل. قال : إنّ عبيد الله بن موسى يردّ حديثه للتشيّع. فقال : كان والله الّذي لا

__________________

(١) قال ابن معين في تاريخه : قال لي أبو جعفر السويدي : جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث كتبوها ليس هي من حديثه ، فقالوا : اقرأها علينا. فقال : لا أعرفها ، فقالوا : اقرأها علينا ، ولا تقل فيها حدّثنا ، فقرأها عليهم. (٢ / ٣٦٣) و (الجرح والتعديل ٦ / ٣٩) وانظر : الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ١٠٨).

(٢) أنا : اختصار لكلمة «أخبرنا».

(٣) تهذيب الكمال ٢ / ٨٣٠.

٢٦٣

إله إلّا هو عبد الرّزّاق أغلى (١) في ذلك منه مائة ضعف. ولقد سمعت من عبد الرّزّاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله (٢).

وقال عبد الله بن أحمد (٣) : سألت أبي : أكان عبد الرّزّاق يفرط في التّشيّع؟ فقال : أمّا أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا (٤).

وقال سلمة بن شبيب (٥) ، سمعت عبد الرّزّاق يقول : والله ما انشرح صدري قطّ أن أفضّل عليّا على أبي بكر وعمر (٦).

وقال أحمد بن الأزهر : سمعت عبد الرّزّاق يقول : أفضّل الشيخين بتفضيل عليّ إيّاهما على نفسه ، ولو لم يفضّلهما لم أفضّلهما. كفى بي إزراء أن أحبّ عليّا ثم أخالف قوله (٧).

وقال محمد بن أبي السّريّ : قلت لعبد الرّزّاق : ما رأيك في التفضيل؟

فأبى أن يخبرني.

وقال : كان سفيان يقول : أبو بكر ، وعمر ، ويسكت.

وكان مالك يقول : أبو بكر ، وعمر ، ويسكت (٨).

قال ابن عديّ (٩) : قد رحل إلى عبد الرّزّاق ثقات المسلمين وأئمّتهم ، وكتبوا عنه ، ولم يروا بحديثه بأسا ، إلّا أنّهم نسبوه إلى التّشيّع. وقد روى أحاديث في الفضائل ممّا لا يوافقه عليه أحد من الثّقات ، فهذا أعظم ما ذمّوه من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم.

__________________

(١) في الأصل «أغلا».

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ٨٣٠.

(٣) في العلل ومعرفة الرجال ٢ / ٥٩ رقم ١٥٤٥.

(٤) وزاد : «ولكن كان رجلا تعجبه أخبار الناس أو الأخبار». وهو في «الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ١١٠).

(٥) العلل ومعرفة الرجال ٢ / ٥٩ رقم ١٥٤٦.

(٦) وزاد : «ورحم الله أبا بكر ، ورحم الله عمر ، ورحم الله عثمان ، ورحم الله عليّا ، ومن لم يحبّهم فما هو بمؤمن ، وإنّ أوثق عملي حبّي إيّاهم».

(٧) تهذيب الكمال ٢ / ٨٣٠.

(٨) راجع الخبر بأطول مما هنا في : المعرفة والتاريخ للفسوي ٢ / ٨٠٦.

(٩) في : الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ١٩٥٢.

٢٦٤

وقال أبو صالح محمد بن إسماعيل : بلغنا ونحن عند عبد الرّزّاق ، أو كرهوه ، فدخلنا من ذلك غمّ شديد. فلمّا كان وقت الحجّ وافيت بمكّة يحيى بن معين ، فسألته ، فقال : يا أبا صالح ، لو ارتدّ عبد الرّزّاق عن الإسلام ما تركنا حديثه. رواها ابن عديّ ، عن ابن حمّاد ، عن أبي صالح هذا (١).

وقال أحمد بن الأزهر : سمعت عبد الرّزّاق يقول : صار معمر هليلجة في فمي.

وقال فيّاض بن زهير النسائيّ : تشفّعنا بامرأة عبد الرّزّاق عليه ، فدخلنا ، فقال : هاتوا ، تشفّعتم إليّ بمن ينقلب معي على الفراش.

ثم قال :

ليس الشفيع الّذي يأتيك مؤتزرا

مثل الشّفيع الّذي يأتيك عريانا

وقال ابن معين (٢) : قال بشر بن السّريّ : قال عبد الرّزّاق : قدمت مكّة مرّة ، فأتاني أصحاب الحديث يومين ، ثم انقطعوا يومين أو ثلاثة.

فقلت : يا ربّ ما شأني؟ كذّاب أنا؟ أيّ شيء أنا؟

فجاءوني بعد ذلك.

وقال المفضّل الجنديّ : سمعت سلمة بن شبيب يقول : سمعت عبد الرّزّاق يقول : أخزى الله سلعة لا تنفق إلّا بعد الكبر والضّعف. حتّى إذا بلغ أحدهم مائة سنة كتب عنه. فإمّا أن يقال كذّاب فيبطلون علمه ، وإمّا أن يقال مبتدع فيبطلون علمه. فما أقلّ من ينجو من ذلك.

وقال محمود بن غيلان ، عن عبد الرّزاق ، قال : قال لي وكيع : أنت رجل عندك حديث وحفظك ليس بذاك. فإذا سئلت عن حديث فلا تقل ليس هو عندي ، ولكن قل : لا أحفظه.

وقال ابن معين : قال لي عبد الرّزّاق : أكتب عنّي حديثا واحدا من غير

__________________

(١) الكامل في الضعفاء ٥ / ١٩٤٨.

(٢) في تاريخ ٢ / ٣٦٢ ، ٣٦٣.

٢٦٥

كتاب. فقلت : لا ، ولا حرف.

قلت : وقد صنّف عبد الرّزّاق «التّفسير» و «السّنن» وغير ذلك. و «مصنّف عبد الرّزّاق» بضعة وخمسون جزءا ، يجيء ثلاث مجلّدات (١). وسمع منه كتبه :

إسحاق الدّبريّ ، وعمّر دهرا ، فأكثر عنه الطّبرانيّ.

قال محمد بن سعد (٢) : مات في النّصف من شوّال سنة إحدى عشرة.

* ـ عبد الصّمد بن حسّان.

مرّ.

٢٣٦ ـ عبد الصّمد بن عبد العزيز الرازيّ (٣).

أبو عليّ العطّار المقرئ.

عن : أبي جعفر الرازيّ ، وبشير بن سليمان ، وعنبسة قاضي الرّيّ ، وجسر بن فرقد ، وعمرو بن أبي قيس ، وأبي الأحوص ، وفضيل بن عياض ، وخلق كثير.

وعنه : حفص بن عمر المهرقانيّ ، ويحيى بن عبدك ، وإسماعيل بن يزيد خال أبي حاتم ، ومحمد بن عمّار ، وآخرون.

توفّي في حدود نيّف ومائتين.

وقيل : إنّ أبا زرعة الرازيّ روى عنه ، وهو بعيد.

وكان صدوقا.

٢٣٧ ـ عبد الصّمد بن النّعمان البغداديّ البزّاز (٤).

__________________

(١) هو مطبوع ومتداول.

(٢) في طبقاته الكبرى ٥ / ٥٤٨.

(٣) انظر عن (عبد الصمد بن عبد العزيز) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٦ / ١٠٥ رقم ١٨٥٠ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤١٥ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٣١٤.

(٤) انظر عن (عبد الصمد بن النعمان) في :

التاريخ لابن معين برواية الدوري ٢ / ٣٦٤ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٠٣ رقم ١٠٠٥ ، والجرح والتعديل ٦ / ٥١ ، ٥٢ رقم ٢٧٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤١٥ ، وتاريخ أسماء الثقات =

٢٦٦

حدّث عن : عيسى بن طهمان صاحب أنس ، وحمزة الزّيّات ، وابن أبي ذئب ، وشعبة ، وطائفة.

وعنه : عبّاس الدّوريّ ، وأحمد بن ملاعب ، ومحمد بن غالب تمتام ، وجماعة كثيرة.

وثّقه ابن معين (١) ، وغيره (٢) ، ولم يقع له شيء في الكتب السّتّة (٣).

توفّي سنة ستّ عشرة ببغداد.

وعن الدّارقطنيّ قال : ليس بالقويّ (٤).

٢٣٨ ـ عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح القرشيّ العامريّ (٥) ـ خ. د. ت. ق. ـ

أبو القاسم المدنيّ المعروف بالأويسيّ.

روى عن : عبد العزيز بن عبد الله الماجشون ، ونافع بن عمر الجمحيّ ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ، وسليمان بن بلال ، ومالك بن أنس ، وعبد الله بن

__________________

= لابن شاهين ٢٤٢ رقم ٩٣٤ ، وتاريخ جرجان للسهمي ١٦٤ ، وتاريخ بغداد ١١ / ٣٩ ، ٤٠ رقم ٥٧١٤ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٣٩٦ رقم ٣٧١٧ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٢١ رقم ٥٠٧٩ ، ولسان الميزان ٢٤ / ٢٣ رقم ٦٢.

(١) في تاريخه ٢ / ٣٦٤ ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٢٤٢ رقم ٩٣٤ ، (تاريخ بغداد ١١ / ٣٩).

(٢) ووثّقه العجليّ ، وابن حبّان ، وقال ابن الجنيد : «سألت يحيى بن معين ، عن عبد الصمد بن النعمان ـ جار معاوية بن عمرو ـ فقال : ذاك الّذي كان يعين؟ قلت : كتبت عنه شيئا؟ قال : لا ، قلت : كيف حديثه؟ قال : لا أراه كان ممّن يكذب». (تاريخ بغداد ١١ / ٣٩).

(٣) لسان الميزان ٤ / ٢٣.

(٤) وفي المغني في الضعفاء ٢ / ٣٩٦ نسب المؤلّف هذا القول للنسائي.

(٥) انظر عن (عبد العزيز بن عبد الله) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٦ / ١٣ رقم ١٥٣١ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٩١ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٨٤ ، والجرح والتعديل ٥ / ٣٨٧ رقم ١٨٠٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٣٩٦ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٤٧٤ رقم ٧٢٠ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣١١ رقم ١١٨٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٧٢ رقم ٥٥٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٣٩ ، والكاشف ٢ / ١٧٦ رقم ٣٤٤٥ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٣٠ رقم ٥١٠٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٨٩ رقم ١٠٦ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ رقم ٦٦٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥١٠ رقم ١٢٣٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٤٠.

٢٦٧

يحيى بن أبي كثير ، وابن أميّة ، وعبد الله بن جعفر المخرميّ ، وإبراهيم بن سعد ، وطائفة.

وعنه : خ. ، ود. ، ت. عن رجل عنه ، وهارون الحمّال ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ ، وعبد الله بن أبي زياد القطوانيّ ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ ، وعبد الله بن شبيب المدنيّ ، وجماعة.

وثّقه أبو داود (١) ، وغيره (٢).

٢٣٩ ـ عبد العزيز بن عمير (٣).

أبو الفقير الخراسانيّ الزّاهد أحد العارفين.

نزل دمشق وجالس أبا سليمان الدّارانيّ.

وروى عن : زيد بن أبي الزّرقاء ، وحجّاج الأعور ، وجماعة.

وروى عنه : أحمد بن أبي الحواري ، وإبراهيم بن أيّوب الجوزجانيّ ، وغيرهما.

وكانت رابعة الشاميّة تسمّيه سيّد العابدين.

ومن قوله : إنّ من القلوب قلوبا مرتصدة ، فإذا وجدت بغيتها طارت إليه.

وعنه قال : إنّما يفتح على المؤدّب بقدر المتأدّبين.

وقد تكلم أبو الفقير مرّة بحضرة أبي سليمان ، فجعل أبو سليمان يخور كما يخور الثور.

وقال : ذكر النّعم يورث الحبّ لله تعالى.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ٨٣٩.

(٢) قال أبو حاتم : هو أحبّ إليّ من يحيى بن عبد الله بن بكير ، ويذكر أنه سمع الكثير من الموطّأ من مالك يعني وسمع بقيّة الموطّأ قراءة على مالك. وسئل عنه ، فقال : مدينيّ صدوق. (الجرح والتعديل ٥ / ٣٨٧) ، وذكره ابن حبّان في «الثقات».

وقال المؤلّف في (سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٨٩) : لم أظفر له بوفاة ، وبقي إلى حدود العشرين ومائتين ، لم يلحقه مسلم.

(٣) انظر عن (عبد العزيز بن عمير) في :

صفة الصفوة ٤ / ٢٣٤ رقم ٧٥٨.

٢٦٨

٢٤٠ ـ عبد العزيز بن المغيرة بن أميّ أو ابن أميّة (١) ـ ق. ـ

أبو عبد الرحمن المنقريّ البصريّ الصّفّار.

نزيل الرّيّ.

عن : مبارك بن فضالة ، ويزيد بن إبراهيم التّستريّ ، وجرير بن حازم ، والحمّادين.

وعنه : يوسف بن موسى القطّان ، ويحيى بن عبدك القزوينيّ ، وابن وارة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيّ.

قال أبو حاتم (٢) : صدوق لا بأس به (٣).

٢٤١ ـ عبد العزيز بن منصور (٤).

أبو الأصبغ اليحصبيّ المصريّ.

عن : حيّوة بن شريح ، واللّيث بن مالك ، ونافع المقرئ ، وغيرهم.

وعنه : قاسم بن الفرج الردفيّ ، وغيره.

توفّي سنة ستّ عشرة ومائتين.

٢٤٢ ـ عبد الغفّار بن الحكم (٥).

__________________

(١) انظر عن (عبد العزيز بن المغيرة) في :

الجرح والتعديل ٥ / ٣٩٧ رقم ١٨٣٧ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٤٤ ، والكاشف ٢ / ١٧٩ رقم ٣٤٦٠ ، وتهذيب التهذيب ٦٠ / ٣٥٩ رقم ٦٨٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥١٣ رقم ١٢٥٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٤١.

(٢) الجرح والتعديل ٥ / ٣٩٧.

(٣) وقال محمد بن مسلم : سمعت المقرئ يعني أبا عبد الرحمن عبد الله بن يزيد يثني على عبد العزيز بن المغيرة وقال : كان يقرأ معنا بالبصرة. وقال محمد بن مسلم : سمعت أبا الوليد ، وذكر عبد العزيز بن المغيرة فأثنى عليه خيرا. (الجرح والتعديل ٥ / ٣٩٧).

(٤) انظر عن (عبد العزيز بن منصور) في :

الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١١٠.

(٥) انظر عن (عبد الغفّار بن الحكم) في :

الثقات لابن حبّان ٨ / ٤٢٠ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢٢٨ أ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٤٥ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٦٥ رقم ٦٩٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥١٤ رقم ١٢٦٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٤١.

٢٦٩

أبو سعيد الحرّانيّ ، مولى بني أميّة.

عن : فضيل بن مرزوق ، وزهير بن معاوية ، ومبارك بن فضالة ، واللّيث بن سعد ، وجماعة.

وعنه : عمرو النّاقد ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ ، ومحمد بن يحيى الحرّانيّ ، وأبو فروة ، ويزيد بن محمد الرّهاويّ ، وآخرون.

توفّي في آخر شعبان سنة سبع عشرة (١).

وقد وثّق.

روى له النّسائيّ حديثا في «مسند عليّ» رضي‌الله‌عنه (٢).

٢٤٣ ـ عبد الغفّار بن عبيد الله القرشيّ الكريزيّ البصريّ (٣).

عن : شعبة ، وصالح بن أبي الأخضر ، وأبي المقدام هشام بن زياد.

وعنه : ابن وارة ، وأبو حاتم.

ما رأيت أحدا ضعّفه إلّا البخاريّ فقال : ليس بقائم الحديث (٤).

وقال : عبد الغفّار بن عبيد الله بن عبد الأعلى ابن الأمير عبد الله بن عامر بن كريز القرشيّ حديثه في البصريّين (٥).

٢٤٤ ـ عبد القدّوس بن الحجّاج (٦) ـ ع. ـ

__________________

(١) أرّخه ابن حبّان في «الثقات» ٨ / ٤٢١.

(٢) رواه المزي في «تهذيب الكمال» ٢ / ٨٤٥.

(٣) انظر عن (عبد الغفّار بن عبيد الله) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ٦ / ١٢٢ رقم ١٩٠٦ ، والجرح والتعديل ٦ / ٥٤ رقم ٢٩١ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٣٧ رقم ١٣٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٠ رقم ٥١٤٦ وفيه (الكوثري) ، ولسان الميزان ٤ / ٤١ رقم ١٢٢.

(٤) هذا القول ليس في تاريخه.

(٥) التاريخ الكبير ٦ / ١٢٢ ، وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٣٧) : وهو متوسط الحال.

توفي سنة بضع عشرة ومائتين.

(٦) انظر عن (عبد القدّوس بن الحجاج) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٤٧٢ (دون ترجمة) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله ١ / رقم ١٢٢٧ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٦ / ١٢٠ رقم ١٩٠١ ، والتاريخ الصغير له ٢٢٣ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٠٢ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ١٩٨ و ٥٣٤ ، =

٢٧٠

أبو المغيرة الخولانيّ الحمصيّ.

عن : صفوان بن عمرو السّكسكيّ ، وحريز بن عثمان الرّحبيّ ، وأرطاة بن المنذر ، وأبي بكر بن عبيد الله بن أبي مريم ، وعبدة بنت خالد بن معدان ، وعفير بن معدان الحمصيّين ، وأبي عمرو الأوزاعيّ ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، ويزيد بن عطاء اليشكريّ ، وعبد الرحمن المسعوديّ ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وطائفة من صغار التّابعين.

وعنه : خ. ، وع. عن رجل عنه ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، والذّهليّ ، وإسحاق الكوسج ، وسلمة بن شبيب ، وأبو محمد الدّارميّ ، وأحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطيّ ، ومحمد بن عوف الطّائيّ ، وخلق كثير.

وكان من ثقات الشّاميّين ومسنديهم.

قال البخاريّ (١) : مات سنة اثنتي عشرة وصلّى عليه أحمد بن حنبل.

قال محمد بن عبد الملك زنجويه : ما رأيت أخوف لله من إسحاق بن سليمان الرازيّ ، وما رأيت أخشع من أبي المغيرة ، ولا أحفظ من يزيد ابن هارون ، ولا أعقل من أبي مسهر ، ولا أورع من الفريابيّ ، ولا أشدّ تقشّفا من بشر الحافيّ (٢).

__________________

= وتاريخ الثقات للعجلي ٣٠٧ رقم ١٠٢٢ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٢٧ و ٧٦ و ٢٨١ و ٢ / ٧٠٦ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٢٥ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٢٠٢ ، والجرح والتعديل ٦ / ٥٦ رقم ٢٩٩ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤١٩ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٤٨٩ رقم ٧٥٠ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٧ ، ٨ رقم ١٠١٢ ، والسابق واللاحق ٣٦٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٢٣ رقم ١٢٢٦ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٧٤ رقم ٥٦٠ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٢٤ / ٣١٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٤٦ ، ٨٤٧ ، والكاشف ٢ / ١٨٠ رقم ٣٤٦٩ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٣ رقم ٥١٥٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٨٦ ، والعبر ١ / ٣٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٢٣ ـ ٢٢٥ رقم ٥٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٧٦ رقم ٨٠٥ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٦٧ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٦٩ ، ٣٧٠ رقم ٧٠٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥١٥ رقم ١٢٧٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٤٢ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم ٨٣٠.

(١) في التاريخ الكبير ٦ / ١٢٠ ، والتاريخ الصغير ٢٢٣.

(٢) تاريخ دمشق ٢٤ / ٣١٤ ، وقد وثّقه العجليّ ، وابن حبّان ، وروى له البخاري ، ومسلم.

وقال ابن أبي حاتم : «سألت أبي عنه فقال : صدوق كدنا أن ندركه. قلت له : فاتك من طول =

٢٧١

٢٤٥ ـ عبد الكريم بن روح بن عنبسة (١) ـ ق. ـ

أبو سعيد البصريّ ، مولى عثمان رضي‌الله‌عنه.

عن : أبيه ، وسفيان الثّوريّ ، وشعبة ، وحمّاد بن سلمة.

وعنه : خلف بن محمد كردوس ، وأبو أميّة الطّرسوسيّ ، ومحمد بن شدّاد المسمعيّ ، ويحيى بن أبي طالب ، والكديميّ ، وجماعة.

ذكره ابن حبّان في «الثّقات» (٢).

وقال ابن أبي عاصم (٣) : توفّي سنة خمس عشرة ومائتين (٤).

٢٤٦ ـ عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (٥) ـ ن. ق. ـ

__________________

= مقامك بدمشق؟ قال : لا ، كان قد توفي قبل ذلك. قلت : فما قولك فيه؟ قال : يكتب حديثه».(الجرح والتعديل ٦ / ٥٦).

(١) انظر عن (عبد الكريم بن روح) في :

الجرح والتعديل ٦ / ٦١ رقم ٣٢٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤٢٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٤ / ٨٤٧ ، ٨٤٨ ، والكاشف ٢ / ١٨١ رقم ٣٤٧٤ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٤ رقم ٥١٦١ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٤٠١ رقم ٣٧٧٧ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٧٢ ، ٣٧٣ رقم ٧١٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥١٥ رقم ١٢٧٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٤٢.

(٢) ج ٨ / ٤٢٣ وقال : «يخطئ ويخالف».

(٣) تهذيب الكمال ٢ / ٨٤٨.

(٤) وقال ابن أبي حاتم : «رآه عمرو بن رافع وقال : دخلت بالبصرة ولم أسمع منه وهو مجهول ويقال إنه متروك الحديث فلم أسمع منه ، سمعت أبي يقول ذلك». (الجرح والتعديل ٦ / ٦١).

(٥) انظر عن (عبد الملك بن عبد العزيز) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٢ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٤٢٤ رقم ١٣٧٦ ، والتاريخ الصغير له ٢٢٤ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٠٠٥ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٣٦٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٠٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ٣٥٨ رقم ١٦٨٨ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٣٨٩ ، والانتقاء لابن عبد البرّ ٥٧ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٧٠ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٤٨ و ١٥٣ و ١٥٤ و ١٦٢ و ١٦٤ ، وترتيب المدارك للقاضي عياض ١ / ٣٦٠ ، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي ١٤٧ ، والإرشاد للخليلي (طبعة فوتوستات) ١ / ٩ ، ووفيات الأعيان ٣ / ١٦٦ ، ١٦٧ و ٦ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٥٧ ، والكاشف ٢ / ١٨٦ رقم ٣٥١٠ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٥٨ ، ٦٥٩ رقم ٥٢٢٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٧٦ رقم ٨٠٧ ، والعبر ١ / ٣٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٥٩ ، ٣٦٠ رقم ٩٢ ، ونكت الهميان للصفدي ٢ / ١٩٧ ، ومرآة الجنان لليافعي ٢ / ٥٣ ، والديباج المذهّب ٢ / ٨٦٦ ، وتهذيب التهذيب =

٢٧٢

أبو مروان التّيميّ ، مولاهم المدنيّ الفقيه صاحب مالك.

روى عن : أبيه ، ومالك بن أنس ، وإبراهيم بن سعد ، وخاله يوسف بن يعقوب الماجشون ، ومسلم بن خالد الزّنجيّ ، وغيرهم.

وعنه : أبو حفص الفلّاس ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ ، وعبد الملك بن حبيب الفقيه ، والزّبير بن بكّار ، ويعقوب الفسويّ ، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وجماعة.

قال مصعب بن عبد الله : كان مفتي أهل المدينة في زمانه (١).

وقال ابن عبد البرّ (٢) : كان فقيها فصيحا ، دارت عليه الفتيا في زمانه ، وعلى أبيه قبله. وكان ضريرا ، قيل إنّه عمي في آخر عمره ؛ وكان مولعا بسماع الغناء.

وقال أحمد بن المعذّل : كلّما تذكّرت أنّ التّراب يأكل لسان عبد الملك بن الماجشون صغرت الدّنيا في عيني (٣).

وكان ابن المعذّل من الفصحاء المذكورين ، فقيل له : أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك؟

فقال : لسانه إذا تعايى أحيى (٤) من لساني إذا تحايى (٥).

وقال أبو داود : كان لا يعقل الحديث (٦).

قيل : توفّي سنة اثنتي عشرة ، وقيل سنة ثلاث عشرة ، وقيل سنة أربع عشرة.

__________________

= ٦ / ٤٠٧ ـ ٤٠٩ رقم ٨٥٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥٢٠ رقم ١٣٢٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٨ ، وشجرة النور الزكيّة ١ / ٥٦.

(١) الانتقاء ٥٨ ، ترتيب المدارك ٢ / ٣٦٠ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٨٥٧.

(٢) في الانتقاء ٥٧.

(٣) الانتقاء ٥٧ ، طبقات الفقهاء ١٤٨ ، ترتيب المدارك ٢ / ٣٦١ ، وفيات الأعيان ٣ / ٣٧٧.

(٤) في الأصل : «تعايا» و «أحيا».

(٥) في الأصل : «تحايا». والقول في : طبقات الفقهاء ١٤٨ ، وترتيب المدارك ٢ / ٣٦١ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣٧٧.

(٦) وفيات الأعيان ٣ / ٣٧٨ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٥٧.

٢٧٣

وقد قال فيه يحيى بن أكثم : كان عبد الملك بحرا لا تكدّره الدّلاء (١).

٢٤٧ ـ عبد الملك بن قريب (٢) بن عبد الملك بن عليّ بن أصبغ بن

__________________

(١) طبقات الفقهاء ١٤٨ ، الديباج المذهب ٢ / ٧.

(٢) عبد الملك بن قريب الأصمعيّ ، الأديب الكبير ، أشهر من أن يعرّف ، وأخباره مبثوثة بكثرة في كتب الأدب والتواريخ وغيرها ، نشير إلى بعضها :

التاريخ لابن معين برواية الدوري ٢ / ٣٧٤ ، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز ١ / رقم ٧٠٩ و ٢ / رقم ٦٢ و ١٤٨ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٤٢٨ رقم ١٣٩٣ ، والتاريخ الصغير له ٢٢٦ ، وتاريخ خليفة ٤٧٥ ، والمعارف ٥٤٣ و ٥٤٤ و ٦٥٢ ، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) ٤ / ١٩٠ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٦٨٢ و ٢ / ٥١ و ١٣٩ و ٣٦٨ ، وأنساب الأشراف ٣ / ٢٠٩ ، والبيان والتبيين ١ / ٣٢ و ٧٢ و ٧٧ و ١٦٥ و ٢٣٢ و ٢ / ١٣٦ و ٢٣٠ و ٣ / ٨٤ و ١١٢ و ٢١٢ و ٢١٣ و ٤ / ١٣٩ و ١٤٠ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٤ ، ١٨٤ و ١٨٦ و ١٨٧ و ١٩٦ و ٢٣٠ و ٢٣٢ و ٢٥١ و ٢٦٩ و ٢٧٠ و ٢٧٤ و ٢٨٢ و ٢٨٨ و ٢٩٦ و ٣١٧ و ٣٣٤ و ٣٤٨ و ٣٥١ و ٣١٦ و ٣٧٤ و ٢ / انظر فهرس الأعلام ٤٦٧ و ٣ / ٧٣ و ١٢٠ و ١٥٨ و ١٧٣ و ١٨١ و ٢١٢ و ٣١٧ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٧ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٢٨٩ و ٦ / ١٨٦ و ٢٠٥ و ٢٠٦ و ٧ / ٥٩٦ و ٨ / ١٨٤ و ٢٠٣ و ٩ / ١٤٥ ، والجرح والتعديل ٥ / ٣٦٣ رقم ١٧١٠ ، ومراتب النحويين ٤٦ ـ ٦٥. وطبقات النحويين للزبيدي ١٦٧ ـ ١٧٤ ، وأخبار النحويين البصريين ٥٨ ـ ٦٧ ، والكامل في الأدب للمبرّد ١ / ٣ و ٣٣ و ٩٥ و ٩٦ و ١٣٨ و ١٤٤ و ١٤٩ و ١٥١ و ٢٠٦ و ٣٦٢ و ٢ / ٧ و ٣٨ و ١١٣ و ١٤٢ و ٢٢٤ و ٣٤١ و ٣٥٦ ، والبرصان والعرجان ١٥ و ٢٥ و ٥٨ و ٦٩ و ١٥٠ و ١٥٦ و ١٨٠ و ١٨٨ و ١٩٣ و ٢٢٩ و ٢٣١ و ٣٢١ و ٣٢٣ و ٣٣٨ و ٣٤٢ ، والأخبار الموفقيات ٧٤ و ٨٥ ، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٥٩٩ ، وطبقات الشعراء لابن المعتز ٢٠ و ١٠٩ و ١١٠ و ١٤٨ و ٢١٣ ـ ٢١٧ و ٢٧٤ ، وذكر أخبار أصبهان ٢ / ١٣٠ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٢١٥٥ و ٢١٦١ و ٢٢٥١ و ٢٤٤٧ و ٢٥٠٩ و ٢٥٥٧ و ٢٥٦٣ و ٢٦٠٠ و ٣٥٢١ ، والفهرست لابن النديم ٦٠ ، ٦١ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٢٨٦ و ٣٧٥ و ٢ / ١٢٢ و ٣ / ١٥٥ و ١٥٧ و ١٦١ و ١٦٤ و ١٦٦ و ١٦٧ و ٣٠٢ و ٤ / ٧١ و ١٢٣ و ٥ / ٩ و ١٠ و ٨٧ ، والفوائد المنتقاة (بتحقيقنا) ٤٧ ، ٤٨ ، ولطف التدبير للإسكافي ٧٤ و ١٢٠ ، والعيون والحدائق ٣ / ٢١١ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢٢٦ أ ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٢٣١ رقم ٨٥٩ ، وشرح أدب الكاتب للجواليقي (انظر فهرس الأعلام) ٣٠٧ ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ٩٨ ، ٩٩ ، وخاصّ الخاص ٩٩ ، والمثلّث لابن السيد البطليوسي (انظر فهرس الأعلام) ٥٠٥ ، والزهد الكبير للبيهقي ، رقم ٤٧٦ ، والجليس الصالح للجريري ١ / ٢٤٩ و ٢٨٨ و ٣٢٥ و ٣٢٦ و ٣٦٢ و ٣٦٩ و ٤٣٩ و ٤٧٦ و ٥٢٥ ، ومقاتل الطالبيين ٣٦٥ ، ومعجم ما استعجم (انظر فهرس الأعلام) ٤ / ١٥٢١ ، ١٥٢٢ ، وربيع الأبرار ٤ / ١١ و ١١٦ و ١٦٩ و ١٧٠ و ١٨٤ و ١٩٠ و ٢٨٢ و ٣١٠ و ٣١٢ و ٣١٥ ، والمحاسن والمساوئ ٣٠٨ و ٣١٦ و ٣٦٥ و ٥٥٢ و ٥٨٥ ، وتاريخ بغداد ١٠ / ٤١٠ ـ ٤٢٠ رقم ٥٥٧٦ ، والأنساب لابن السمعاني ١ / ٢٩٣ ، والإرشاد للخليلي (طبعة فوتوستات) =

٢٧٤

مظهّر بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ـ د. ت. ـ

أبو سعيد الباهليّ الأصمعيّ البصريّ ، صاحب اللّغة.

قيل : اسم أبيه عاصم ، ولقبه قريب.

كان إمام زمانه في علم اللّسان.

روى عن : أبي عمرو بن العلاء ، وقرّة بن خالد ، ومسعر بن كدام ،

__________________

= ١ / ٣٢ ، ونزهة الألبّاء ١١٢ ـ ١٢٤ ، وإنباه الرواة ٢ / ١٩٧ ـ ٢٠٥ ، والأذكياء ٢١٧ ، وأخبار الحمقى ١٩ و ٣٤ و ١١٣ و ١١٥ و ١٢٣ و ١٦٩ ، وأخبار النساء ١٢ و ٤٣ و ٤٨ و ٥١ و ١٢٦ و ١٣٩ و ١٤١ و ٢٠٦ ، ولباب الآداب ٨٠ و ١٤٥ و ٣٢٩ و ٣٥٢ و ٣٦٠ و ٤١٠ ، والمرصّع ١١٥ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤١٨ ، وبدائع البدائه ١٨ و ١١٠ و ١٩١ و ٢١٩ و ٢٢٠ و ٣٣٥ ، والجامع الكبير لابن الأثير ١٠ و ١٣١ و ١٤١ و ١٤٣ و ١٩٥ ، والشوارد في اللغة ٨١ و ٢٢٦ ، والتذكرة الفخرية ٥ و ٣٣٢ ، والتذكرة السعدية ٢٢١ و ٢٤٧ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢٥٠ و ٣٤٧ ، و ٢ / ٩٨ و ٩٩ و ١٥٩ و ١٩٢ و ٢٢٥ و ٢٧٩ و ٣٢٨ و ٣٣١ و ٤٦٩ ، وبهجة المجالس ١ / ٦٨٧ ، وأدب الدنيا والدين ٩١ ، ونثر الدرّ ١ / ٤٥٠ و ٣ / ٣٧ ، وسراج الملوك ١٥٨ ، والمستجاد من فعلات الأجواد ٣٠٨ ، ومحاضرات الأدباء ١ / ٣٣٦ و ٤٦٩ ، والأغاني ١٢ / ٥٤ ، والمستطرف ١ / ١٨٢ ، ومجموعة المعاني ٣٤ ، وأمالي القالي ١ / ٥ و ٩ ـ ١١ و ١٥ و ٤٢ ، وذيله ٤٢ و ٤٤ و ٦٠ و ٦٣ و ٧٣ ، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) ٤ / ٥٦٥ ، ومعاهد التنصيص ١ / ١٠٢ ، وثمار القلوب ١٩ و ٢٠ و ٢٨ و ٥٨ و ٩٣ و ١٢٨ و ١٥٥ و ١٨٩ و ٢٣٩ و ٢٦٠ و ٣١٠ و ٣١١ و ٣٣٦ و ٣٤٥ و ٣٤٩ و ٣٥٨ و ٣٧٣ و ٣٨١ و ٤١٧ و ٤٢٥ و ٥٣٢ و ٥٣٥ و ٦٣٤ و ٦٦٥ و ٦٦٧ و ٦٦٩ ، والمقامات الزينية ٤٣٩ ، والشعر والشعراء (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٧٧٩ ، ووفيات الأعيان ٣ / ١٧٠ ـ ١٧٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٠ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٥٩ ، ٨٦٠ ، وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٣٧٣ ، وتخليص الشواهد ١٢١ و ١٦٩ و ٢١٦ و ٢٣٢ و ٣١١ و ٣٤٠ و ٤٠٠ و ٤٦٥ و ٤٨٤ ، وآثار البلاد ٣٨ و ٦٥ و ٦٧ و ١٣١ و ٣٠٩ ، والعبر ١ / ٣٧٠ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢ / ٦٦٢ رقم ٥٢٤٠ ، والكاشف ٢ / ١٨٧ رقم ٣٥٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٧٥ ـ ١٨١ رقم ٣٢ ، ودول الإسلام ١ / ١٣١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٧٦ رقم ٨٠٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ٦٤ ـ ٧٧ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٧٠ ، وغاية النهاية ١ / ٤٧٠ رقم ١٩٦٥ ، وطبقات المفسّرين ١ / ٣٥٤ ـ ٣٥٦ ، ومناقب أبي حنيفة للكردري ١١٠ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٤١٥ ـ ٤١٧ رقم ٨٦٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥٢١ ، ٥٢٢ رقم ١٣٣٧ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٩٠ ، وروضات الجنات ٤٥٨ ـ ٤٦٢ ، والمزهر ٢ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، وبغية الوعاة ٢ / ١١٢ ، ١١٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٤٥ ، وشذرات الذهب ٢ / ٣٦ ـ ٣٨ ، وشرح الشريشي ٢ / ٢٥٦.

٢٧٥

وابن عون ، ونافع بن أبي نعيم ، وسليمان التّيميّ ، وشعبة ، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، وحمّاد بن سلمة ، وسلمة بن بلال ، وعمر بن أبي زائدة ، وخلق.

وعنه : أبو عبيدة ، ويحيى بن معين ، وإسحاق الموصليّ ، وزكريّا بن يحيى المنقريّ ، وسلمة بن عاصم ، وعمر بن شبّة ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قريب ابن أخي الأصمعيّ ، وأبو حاتم السّجستانيّ ، وأبو الفضل الرّياشيّ ، ونصر بن عليّ الجهضميّ ، وأبو العيناء ، وأبو مسلم الكجّيّ ، وأحمد بن عبيد أبو عصيدة ، وبشر بن موسى ، وأبو حاتم الرازيّ ، ومحمد بن يونس الكديميّ ، وخلق.

روى عبّاس ، عن ابن معين : سمعت الأصمعيّ يقول : سمع منّي مالك بن أنس (١).

وأثنى (٢) أحمد بن حنبل على الأصمعيّ في السنّة (٣).

وقال إسحاق الموصليّ (٤) : دخلت على الأصمعيّ أعوده ، وإذا قمطر ، فقلت : هذا علمك كلّه؟

فقال : إنّ هذا من حقّ لكثير (٥).

وقال ثعلب : قيل للأصمعيّ : كيف حفظت ونسي أصحابك؟

قال : درست وتركوا (٦).

وقال عمر بن شبّة : سمعت الأصمعيّ يقول : أحفظ ستّة عشر ألف أرجوزة (٧).

وقال ابن الأعرابيّ : شهدت الأصمعيّ وقد أنشد نحو مائتي بيت ، ما فيها بيت عرفناه (٨).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ٨٥٩.

(٢) في الأصل : «اثنا».

(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٨ ، نزهة الألباء ١٠٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٥٩.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١١ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٥٩.

(٥) تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

(٦) تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

(٧) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١١ ، وإنباه الرواة ٢ / ١٩٨ ، ونزهة الألبّاء ٩٠ ، ووفيات الأعيان ٣ / ١٧١ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠ ، وبغية الوعاة ٢ / ١١٢ ، وطبقات المفسّرين ١ / ٣٥٤.

(٨) نزهة الألبّاء ١١٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

٢٧٦

وقال الربيع : سمعت الشّافعيّ يقول : ما عبّر أحد من العرب بأحسن من عبارة الأصمعيّ (١).

وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازيّ : سألت يحيى بن معين ، عن الأصمعيّ فقال : لم يكن ممّن يكذب ؛ وكان من أعلم النّاس في فنّه (٢).

وقال أبو داود : صدوق (٣).

وقال أبو داود السّنجيّ : سمعت الأصمعيّ يقول : إنّ أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النّحو أن يدخل في جملة

قول النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ فليتبوَّأ مقعده من النّار» (٤) ،

لأنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يكن يلحن ، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه (٥).

وقال نصر بن عليّ : كان الأصمعيّ يتّقي أن يفسّر حديث رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، كما يتّقي أن يفسّر القرآن (٦).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٧ ، نزهة الألبّاء ٩٨ ، ٩٩ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٧٢ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠ ، وبغية الوعاة ٢ / ١١٢ ، وطبقات المفسّرين ١ / ٣٥٤.

(٢) الجرح والتعديل ٥ / ٣٦٣ ، نزهة الألبّاء ٩٨ ، ٩٩ ، بغية الوعاة ٢ / ١١٢ ، طبقات المفسّرين ١ / ٣٥٥.

(٣) نزهة الألبّاء ١٢٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠ ، طبقات المفسّرين ١ / ٣٥٥.

(٤) حديث «من كذب عليّ فليتبوَّأ مقعده من النار» حديث متواتر ، وفي رواية : «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ ...». أخرجه البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجة ، والدارميّ ، وأحمد ، وتمّام الرازيّ ، في (الروض البسّام ١ / ١٨١ رقم ١٢٠ و ١٢١) ، وابن أبي شيبة في (المصنّف ٨ / ٧٦٣) والرامهرمزيّ في (المحدّث الفاصل) رقم ٥٨١ ، وأبو نعيم في (حلية الأولياء ٣ / ٣٣) وخيثمة الأطرابلسي في (الفوائد ـ ج ١) من حديث خيثمة بن سليمان ـ (بتحقيقنا) ـ ص ٧٦ ، وابن جميع الصيداوي في (معجم الشيوخ) ـ (بتحقيقنا) ـ ص ١١١ رقم ٦٠ ، وفيه تخريج الحديث ، والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ٩ / ١٤٩ و ١٠ / ٣٠٠ ، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) ـ مخطوطة التيمورية ٧ / ٣١٢ ، والقضاعي في (مسند الشهاب) ١ / ٣٢٤ رقم ٥٤٧ و ٥٤٨ و ٥٤٩ و ٥٥٠ ، والجريريّ في (الجليس الصالح) ١ / ١٧٠ ، وغيره.

وقال ابن الجوزي : روى هذا الحديث عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمانية وتسعون صحابيا منهم العشرة ، ولا يعرف ذلك في غيره. وذكر ابن دحية أنه خرّج من نحو أربعمائة طريق. انظر : (كشف الخفاء ٢ / ٣٧٩).

(٥) تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٨ ، ونزهة الألبّاء ١٢٢ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠ ، وبغية الوعاة ٢ / ١١٢ ، وطبقات المفسّرين ١ / ٣٥٥.

٢٧٧

وقال إسحاق الموصليّ : لم أر الأصمعيّ يدّعي شيئا من العلم ، فيكون أحد أعلم به منه (١).

وقال الرّياشيّ : سمعت الأخفش يقول : ما رأينا أحدا أعلم بالشّعر من الأصمعي (٢).

وقال المبرّد : كان الأصمعيّ بحرا في اللّغة لا نعرف مثله فيها. وكان أبو زيد الأنصاريّ أكبر منه في النّحو (٣).

وقال الدّعلجيّ غلام أبي نواس : قيل لأبي نواس قد أشخص أبو عبيدة والأصمعيّ إلى الرشيد. فقال : أمّا أبو عبيدة فإنّهم إن مكّنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأوّلين والآخرين. وأمّا الأصمعيّ ، فبلبل يطربهم بنغماته (٤).

وقال أبو العيناء : قال الأصمعيّ : دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع ، فقال : يا أصمعيّ كم كتابك في الخيل؟

قلت : جلد.

فسأل أبو عبيدة عن ذلك ، فقال : خمسون جلدا.

فأمر بإحضار الكتابين ، وأحضر فرسا ، وقال لأبي عبيدة : اقرأ كتابك حرفا حرفا ، وضع يدك على موضع موضع.

فقال : لست ببيطار ، إنّما هذا شيء أخذته وسمعته من العرب.

فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ، «ثم وثبت» فأخذت بأذن (٥) الفرس ، ثم وضعت يدي على ناحيته ، فجعلت أقبض منه بشيء وأقول : هذا اسمه كذا ، وأنشد فيه ، حتّى بلغت حافزه.

فأمر لي بالفرس. فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته (٦).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٦.

(٢) نزهة الألبّاء ٩٠.

(٣) نزهة الألبّاء ٩٠ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٤ ، إنباه الرواة ٢٠٧٢ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٤ ، إنباه الرواة ٢ / ٢٠١ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

(٥) في تاريخ بغداد «بأذني».

(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٥ ، الأنساب ١ / ٢٩٤ ، نزهة الألبّاء ٩٧ ، ٩٨ ، إنباه الرواة ٢ / ٢٠٢ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٧٢ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠ ، بغية الوعاة ٢ / ١١٣ ، طبقات المفسّرين ١ / ٣٥٥.

٢٧٨

وروى ابن دريد ، عن شيخ له ، قال : كان الأصمعيّ بخيلا ، وكان يجمع أحاديث البخلاء (١).

وقال محمد بن سلّام الجمحيّ : كنّا مع أبي عبيدة في جنازة ، ونحن بقرب دار الأصمعيّ ، فارتفعت ضجّة من دار الأصمعيّ ، فبادر النّاس ليعرفوا ذلك ، فقال أبو عبيدة : إنّما يفعلون ذلك عند الخبز ، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا (٢).

وقال الأصمعيّ : بلغت ما بلغت بالعلم ، ونلت ما نلت بالملح (٣).

وقد قال له أعرابيّ رآه يكتب كلّ شيء : ما أنت إلّا الحفظة تكتب لفظ اللّفظة (٤).

قلت : ومع كثرة طلبه واجتهاده كان من أذكياء بني آدم وحفّاظهم.

قال أبو العبّاس ثعلب ، عن أحمد بن عمر النّحويّ قال : لما قدم الحسن بن سهل العراق قال : أحبّ أن أجمع قوما من أهل الأدب فيبحرون بحضرتي.

فحضر أبو عبيدة معمر بن المثنّى ، والأصمعيّ ، ونصر بن عليّ الجهضميّ ، وحضرت معهم. فابتدأ الحسن فنظر في رقاع كانت بين يديه ووقّع عليها ، وكانت خمسين رقعة. ثم أمر فدفعت إلى الخازن. ثم أقبل علينا وقال : قد فعلنا خيرا ، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور النّاس والرّعيّة ، فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه. فأفضنا في ذكر الحفّاظ ، فذكرنا للزّهريّ ، وقتادة ، ومررنا ، فالتفت أبو عبيدة وقال : ما الغرض أيّها الأمير في ذكر ما مضى؟ وإنّما تعتمد في قولنا على حكاية ، عن قوم ، وتترك من بالحضرة هاهنا من يقول إنّه ما قرأ كتابا قطّ ، فاحتاج إلى أن يعود فيه ، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه؟ فالتفت الأصمعيّ وقال : إنّما يريدني بهذا القول أيّها الأمير. والأمر في ذلك على ما حكى ، وأنا أقرّب عليه. قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرّقاع ، وأنا أعيد ما فيها ، وما وقّع به

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠ ، طبقات المفسّرين ١ / ٣٥٥.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

(٣) تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

٢٧٩

الأمير على التّوالي. فأحضرت الرّقاع ، فقال الأصمعيّ : سأل صاحب الرقعة الأولى كذا ، واسمه كذا ، فوقّع له بكذا. والرقعة الثانية والثالثة ، حتى مرّ في نيّف وأربعين رقعة ، فالتفت إليه نصر بن عليّ فقال : أيّها الرجل أبق (١) على نفسك من العين. فكفّ الأصمعيّ (٢).

وروي نحوها من وجه آخر ، وفيه فقال : حسبك السّاعة ، والله تقتلك الجماعة بالعين ، يا غلام خمسين ألف درهم واحملوها معه.

فقال : تنعّم بالحامل كما أنعمت بالمحمول.

قال : هم لك ، يعني الغلمان الذين حملوها إليه ، ثم عوّضه عنهم بعشرة آلاف.

قال عمرو بن مرزوق : رأيت الأصمعيّ وسيبويه يتناظران ، فقال يونس النّحويّ : الحقّ مع سيبويه ، وهذا يغلبه بلسانه (٣).

وعن الأصمعيّ أنّ الرشيد أجازه مرّة بمائة ألف درهم (٤).

وللأصمعيّ تصانيف كثيرة منها : كتاب «خلق الإنسان» ، و «المقصور والممدود» ، «الأجناس» ، «الأنواء» ، «الصّفات» ، «الهمز» ، «الخيل» ، «القداح» ، «الميسر» ، «خلق الفرس» ، «كتاب الإبل» ، «الشاء» ، «الوحوش» ، «الأخبية» ، «البيوت» «فعل وأفعل» ، «الأمثال» ، «الأضداد» ، «الألفاظ بالسلاح» ، «اللّغات» ، «مياه العرب» ، «النّوادر» ، «أصول الكلام» ، «القلب والإبدال» ، «معاني الشّعر» ، «المصادر» ، «الأراجيز» ، «النّخلة» ، «النّبات» ، «ما اختلف لفظه واتّفق معناه» ، «غريب الحديث» ، «السّرج واللّجام» ، «التّرس والنبال» ، «الكلام الوحشيّ» ، «المذكّر والمؤنّث» ، «نوادر الأعراب» ، وغير ذلك من الكتب (٥). وأكثر تصانيفه مختصرات.

__________________

(١) في تاريخ بغداد : «اتّق».

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٥ ، ٤١٦ ، نزهة الألبّاء ٩٨ ، إنباه الرواة ١ / ٩٠ ، ٩١ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٧٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٦٠.

(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٧ ، نزهة الألبّاء ٩٩ ، طبقات المفسّرين ١ / ٣٥٥.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٣.

(٥) انظر كتاب «الفهرست لابن النديم ٦٠ ، ٦١).

٢٨٠