تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سنة ستّ ومائتين

[المدّ يغرق سواد العراق]

* * *

فيها كان المدّ الّذي غرق فيه السّواد ، وذهبت الغلّات.

وغرقت قطيعة أمّ جعفر ، وقطيعة العبّاس (١).

* * *

[تغلّب بابك على عيسى بن محمد]

وفيها غلب (٢) بابك عيسى بن محمد بن أبي خالد وبيّته.

* * *

[تعيين ابن طاهر لمحاربة نصر بن شبث]

وفيها ، ويقال في التي قبلها ، دعا المأمون عبد الله بن طاهر وقال : أستخير الله منذ شهر ، وقد رأيت أنّ الرجل يصف ابنه ليطريه ويرفعه. وقد رأيتك فوق ما وضعك أبوك. وقد مات يحيى بن معاذ واستخلف ابنه أحمد وليس بشيء.

وقد رأيت توليتك مضر ، ومحاربة نصر بن شبث. فقال : السّمع والطاعة ، وأرجو أن يجعل الله الخيرة لأمير المؤمنين. فعقد له لواء مكتوبا عليه [بصفرة] (٣) وزاد فيه المأمون : «يا منصور».

وركب الفضل بن الربيع إلى داره مكرمة له (٤).

[استعمال إسحاق بن إبراهيم على بغداد]

وفيها استعمل المأمون على بغداد إسحاق بن إبراهيم (٥).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٥٨١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٧٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٥٩ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٠.

(٢) هكذا في الأصل ، أمّا في تاريخ الطبري ٨ / ٥٨١ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٣٧٩ : «نكب».

(٣) زيادة من الطبري ٨ / ٥٨٢.

(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٥٨١ ، ٥٨٢.

(٥) الطبري ٨ / ٥٩٢ ، ابن الأثير ٦ / ٣٦٣.

٢١

سنة سبع ومائتين

[الدعوة للرضى في اليمن]

فيها ، وقيل قبلها ، خرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ببلاد عكّ من اليمن يدعو إلى الرّضى من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لأنّ عامل اليمن أساء السّيرة. فبايع عبد الرحمن خلق. فوجّه المأمون لحربه دينار بن عبد الله ، وكتب معه بأمانه. وحجّ دينار ، ثمّ سار إلى اليمن حتّى قرب من عبد الرحمن ، فبعث إليه بأمانه فقبله ، وجاء مع دينار إلى المأمون. وعند ظهوره منع المأمون الطّالبيّين من الدخول عليه ، وأمرهم بلبس السّواد (١).

* * *

[موت طاهر بن الحسين]

وفيها أصابت طاهر بن الحسين حمّى وحرارة فوجد على فراشه ميتا (٢).

وذكر أنّ عمر بن عليّ بن مصعب ، وحميد بن مصعب عاداه [وهو] يغلّس (٣) ، فقال الخادم : هو نائم.

فانتظروا ساعة ، فلمّا انبسط الفجر قالا للخادم : أيقظه.

قال : لا أجسر.

فدخلا فوجداه ميتا (٤).

وقيل : إنّه قطع الدّعاء يوم الجمعة للمأمون ولم يزد على : اللهمّ أصلح أمّة محمد بما أصلحت به أولياءك ، واكفها مئونة من بغى عليها. وطرح عنه

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٣ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨١ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٣.

(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٣ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨١ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٣.

(٣) يغلّس : أي يصلّي في الغلس وهو آخر الظلمة.

(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٣ ، ٥٩٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٤.

٢٢

السّواد. فعرض له عارض فمات لليلته. وأتى الخبر إلى المأمون أوّل النّهار من النّصحاء ، ووافى الخبر بموته ليلا. وقام بعده ابنه طلحة بن طاهر ، فأقرّه المأمون ، فبقي على خراسان سبع سنين ، ثمّ توفّي ، فتولّى بعده أخوه عبد الله بن طاهر وهو يحارب بابك ، فسار إلى خراسان ، وولي حرب بابك عليّ بن هشام (١).

وقيل : لما جاء نعي طاهر بن الحسين قال المأمون : لليدين وللفم ، الحمد لله الّذي قدّمه وأخّرنا (٢).

وقد كان في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لمّا ظفر به ، ولم يبعث به إلى المأمون ليرى رأيه فيه.

ومات طاهر في جمادى الأولى (٣).

* * *

[ولاية موسى بن حفص]

وفيها ولّي موسى بن حفص طبرستان ، والرّويان ، ودنباوند (٤).

[الحجّ هذا الموسم]

وحجّ بالنّاس أبو عيسى أخو المأمون (٥).

* * *

[ظهور الصناديقي باليمن وهلاكه]

وفيها ظهر الصناديقيّ باليمن واستولى عليها وقتل النساء والولدان وادّعى النّبوّة ، وتبعه خلق وارتدّوا عن الإسلام. ثمّ أهلكه الله بالطّاعون.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٤ ، ٥٩٥.

(٢) في الأصل : «قدّمه وأخّره» والتصويب من تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٥ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٢ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢١٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٦٠ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٦٥.

(٣) الطبري ٨ / ٥٩٥.

(٤) الطبري ٨ / ٥٩٦ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٥.

(٥) تاريخ خليفة ٤٧٢ ، المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٦ ، تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٦ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٤ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٤٤ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٥ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢١٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦١ وفيه «أبو علي بن الرشيد» ، تاريخ أمراء الحج ١٨٣.

٢٣

سنة ثمان ومائتين

[امتناع الحسن بن الحسين على المأمون]

فيها سار الحسن بن الحسين أخو طاهر بن الحسين من خراسان إلى كرمان ممتنعا بها ، فسار خلفه أحمد بن أبي خالد حتى أخذه وقدم به على المأمون ، فعفا عنه (١).

* * *

[ولاية قضاء عسكر المهديّ]

وفيها ولّى المأمون محمد بن عبد الرحمن المخزوميّ قضاء عسكر المهديّ (٢).

* * *

[ولاية القضاء]

وفيها استعفى محمد بن سماعة من القضاء فأعفي ، وولّي مكانه إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ، ثمّ عزل المخزوميّ عن القضاء ، وولّي بشر بن الوليد الكنديّ (٣).

[الحجّ هذا الموسم]

وفيها حجّ بالنّاس صالح بن هارون الرشيد (٤).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٧ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٦ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢١٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦١ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٥.

(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٥.

(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٧ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦١ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٥.

(٤) تاريخ خليفة ٤٧٣ ، المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٦ ، تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٧ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٤ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٦ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٤٥ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢١٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦٢ ، تاريخ أمراء الحج ١٨٣.

٢٤

سنة تسع ومائتين

[تقريب المأمون أهل الكلام]

فيها كان المأمون يقرّب أهل الكلام ، ويأمرهم بالمناظرة بحضرته ، وينظر ما دلّ عليه العقل. ومجانسة بشر بن غياث المريسيّ ، وثمامة بن أشرس (١) ، وهؤلاء الجنوس النّحوس (٢).

* * *

[طلب نصر بن شبث الأمان]

وكان قد طال القتال بين عبد الله بن طاهر ، ونصر بن شبث العقيليّ. ثمّ إنّ عبد الله استظهر عليه وحصره في حصن له ، وضيّق له حتّى طلب الأمان. فقال المأمون لثمامة بن أشرس : ألا تدلّني على رجل من أهل الجزيرة له عقل وبيان يؤدّي عنّي رسالة إلى نصر بن شبث.

فقال : بلى يا أمير المؤمنين : جعفر بن محمد من بني عامر.

قال جعفر : فأحضرني ثمامة ، فكلّمني المأمون بكلام كثير لأبلّغه نصرا.

قال : فأتيته وهو بسروج وأبلغته ، فأذعن ، وشرط أن لا يطأ له بساطا.

فأتيت المأمون وأخبرته. فقال : لا أجيبه والله حتّى يطأ بساطي. وما باله ينفر منّي؟

قلت : لجرمه.

قال : أتراه أعظم جرما عندي من الفضل بن الربيع ، ومن عيسى بن أبي خالد؟ أتدري ما صنع الفضل؟ أخذ قوّادي وأموالي وجنودي وذهب بذلك إلى

__________________

(١) ستأتي ترجمتهما في وفيات الجزء التالي من هذا الكتاب ، باب : الباء ، والثاء.

(٢) النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٧.

٢٥

أخي وتركني وحيدا ، وأفسد عليّ أخي حتّى جرى ما جرى. وعيسى طرد خليفتي عن بغداد ، وذهب بخراجي وفيئي ، وأقعد إبراهيم في الخلافة.

قلت : الفضل وعيسى لهم سوابق ، ولسلفهم وهم مواليكم. وهذا رجل لم يكن له يد قطّ يحتمل عليها ولا لسلفه. وإنّما كانوا جند بني أميّة.

قال : إن كان ذلك كما تقول فكيف بالحنق والغيظ؟

فأتيت نصرا وأخبرته بأنّه لا بدّ أن يطأ بساطه. فصاح بالخيل صيحة فجالت وقال : ويلي عليه! هو لم يقو على أربعمائة ضفدع تحت جناحه يعني الزّطّ يقوى على حلبة العرب (١)!

ثمّ إنّ عبد الله بن طاهر حصره ونال منه فطلب الأمان ، وخرج إلى عبد الله بن طاهر ، وكتب له المأمون كتابا أمانا. فهدم عبد الله كيسوم (٢) وخرّبها (٣).

* * *

[ولاية أرمينية وآذربيجان وحرب بابك]

وفيها ولى المأمون صدقة على أرمينية وآذربيجان ومحاربة بابك ، وأعانه بأحمد بن الجنيد الإسكافيّ ، فأسره بابك. فولّى إبراهيم بن ليث آذربيجان (٤).

* * *

[الحجّ هذا الموسم]

وحجّ بالناس أمير مكّة صالح بن العبّاس بن محمد بن عليّ (٥).

* * *

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٨ ، ٥٩٩ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٨ ، ٣٨٩ وفيه : «يقوى عليّ بحلبة العرب».

(٢) كيسوم : بالسين المهملة ، وهو الكثير من الحشيش. يقال : روضة أكسوم ويكسوم ، وكيسوم فيعول منه. وهي قرية مستطيلة من أعمال سميساط. (معجم البلدان ٤ / ٤٩٧).

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٩ ، الطبري ٨ / ٦٠١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٠ ، أخبار الزمان لابن العبري ٢٥.

(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٦٠١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٠.

(٥) تاريخ خليفة ٤٧٣ ، المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٧ ، تاريخ الطبري ٨ / ٦٠١ ، مروج الذهب

٢٦

[موت ملك الروم]

وفيها مات طاغية الروم ميخائيل بن جورجس ، وكان ملكه تسع سنين ، وملك بعده ابنه توفيل (١).

__________________

= ٤ / ٤٠٤ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٠ ، تاريخ حلب ٢٤٥ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢١٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦٣ ، تاريخ أمراء الحج ١٨٣.

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٦٠١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٩ ، تاريخ الزمان لابن العبري ٢٦ ، ٢٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٨٩.

٢٧

سنة عشر ومائتين

[دخول نصر بغداد]

فيها في صفر دخل نصر بن شبث بغداد ، فأنزله المأمون بمدينة أبي جعفر وعليه الحرس (١).

* * *

[ظهور المأمون بابن عائشة ورفاقه]

وفيها ظهر المأمون على إبراهيم بن عائشة ، وهو إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام ، ومحمد بن إبراهيم الإفريقيّ ، وملك بن شاهي ، وفرج البغواريّ ، ومن كان معهم ممّن كان يسعى في البيعة لإبراهيم بن المهديّ ثانيا. فأطلعه عمران القطربّليّ ، وأرسل إليهم المأمون في صفر ، وأمر بابن عائشة أن يقام ثلاثة أيّام في الشمس على باب المأمون ، ثمّ ضربه بالسّياط وحبسه في المطبق. وضرب الباقين (٢).

[الظفر بإبراهيم بن المهديّ]

وفي ربيع الآخر أخذ إبراهيم بن المهديّ وهو منتقب بين امرأتين. أخذه حارس الليل ، وقال : أنتنّ وأين تردن؟

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٩ ، تاريخ الطبري ٨ / ٦٠٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩١.

(٢) بغداد لابن طيفور ٩٦ وما بعدها ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٩ ، تاريخ الطبري ٨ / ٦٠٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩١ ، مروج الذهب ٤ / ٣٥ ، ٣٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦٤ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢١٤ ، ٢١٥ ، تاريخ الزمان ٢٦.

٢٨

فأعطاه إبراهيم فيما قيل خاتم ياقوت له قيمة. فلما رأى الخاتم استراب وقال : هذا خاتم من له شأن ، فرفعهنّ إلى صاحب الجسر ، فبدت لحية إبراهيم فعرفه ، وذهب به إلى المأمون. فلما كان في الغد ، وحضر الأمراء أقعده والمقنعة في رقبته والملحفة على جسده يوهنه بذلك.

ثمّ إنّ الحسن بن سهل كلّمه فيه ، فرضي عنه (١).

وقيل إنّ المأمون استشار الملأ في إبراهيم ، فقال بعضهم : اقطع أطرافه ، وقال بعضهم : اصلبه.

وقال أحمد بن أبي خالد : إن قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيرا (٢) ، وإن عفوت لم تجد مثلك عفا عن مثله. وإنّما أحب إليك (٣). وكان سنّة ثمانية (٤) وستّين ، فصيّره عند أحمد بن أبي خالد في سعة ، وعنده أمّه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يحيطانه.

* * *

وأمّا إبراهيم بن عائشة ومن معه في الحبس فإنّهم همّوا بنقب السّجن ، وسدّوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه ، فدعا بإبراهيم وسأله (٥) فأقرّ ، وقتلهم صبرا وصلبوا على الجسر (٦).

* * *

[زواج المأمون ببوران]

وفيها في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط ، (٧) ودخل ببوران بنت

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٦٠٣ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٦٥ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢١٥ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦٤ ، وفي تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٨ إن الظفر بإبراهيم بن المهديّ كان في أول سنة ٢٠٨ ه‍ ، وانظر : البدء والتاريخ ٦ / ١١٣ ، وتاريخ مختصر الدول ١٣٥.

(٢) في الأصل «كثير».

(٣) انظر تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، وبغداد لابن طيفور ١٠٥.

(٤) في الأصل «ثمان».

(٥) في الأصل «وسئلته».

(٦) في الأصل «فقرّ».

(٧) تاريخ الطبري ٨ / ٦٠٣ ، ٦٠٤.

٢٩

الحسن بن سهل (١). وأقام عنده سبعة عشر يوما. وخلع الحسن على القوّاد على مراتبهم. وتكلّف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون ، فكان مبلغ النّفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. ووصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم ، وأعطاه مدينة فم الصّلح (٢).

وذكر أحمد بن الحسن بن سهل قال : كان أهلنا يتحدّثون أنّ الحسن كتب رقاعا فيها أسماء ضياع له ونثرها على القوّاد والعبّاسيّين ، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضيعة تسلّمها. ونثر صينيّة ملأى جواهر بين يدي المأمون عند ما زفّت إليه (٣).

* * *

[شخوص عبد الله بن طاهر إلى مصر]

وفيها كتب المأمون إلى عبد الله بن طاهر بن الحسين أن يسير إلى مصر. فلما قرب منها ، وكان بها ابن السّريّ (٤) ، خندق عليها وتهيّأ للحرب. ثمّ التقوا فانهزم ابن السّريّ ، وتساقط عامّة جنده في خندقه. ودخل هو الفسطاط وتحصّن. ثمّ خرج إلى ابن طاهر بالأمان ، وبذل له أموالا (٥).

__________________

(١) انظر خبر زواج المأمون ببوران ، في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٩ ، وبغداد لابن طيفور ١١٣ وما بعدها ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٠٦ وما بعدها ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، ومروج الذهب ٤ / ٣٠ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٠١ ، ١٠٢ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٥ وما بعدها ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٢٠ وما بعدها ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ٤٧ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٦٥ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢١٢ ، وتاريخ الخلفاء ٣٠٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٩٠.

(٢) فم الصّلح : بكسر الصاد المهملة. هو نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبّل عليه عدّة قرى. (معجم البلدان ٤ / ٢٧٦).

(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٦٠٧ ، بغداد لابن طيفور ١١٥.

(٤) هو : «عبيد الله بن السّريّ».

(٥) ولاة مصر للكندي ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، والولاة والقضاة له ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٦٠ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦١٠ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٦٧ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٦ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٢٥ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٦٥ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ٢٦.

٣٠

[فتح ابن طاهر للإسكندرية]

ثمّ فتح عبد الله بن طاهر الإسكندريّة ، وكان قد تغلّب عليها طائفة أتوا من الأندلس في المراكب ، وعليهم رجل يكنّى أبا حفص. ثمّ إنّهم نزحوا عنها خوفا من ابن طاهر ، ونزلوا جزيرة أقريطش فسكنوها ، وبها بقايا من أولادهم (١).

* * *

[ظفر عليّ بن هشام بأهل قمّ]

وفيها امتنع أهل قمّ ، فوجّه المأمون إليهم عليّ بن هشام فحاربهم وظفر بهم ، وهدم سورها ، واستخرج منهم سبعة آلاف ألف درهم (٢).

والله أعلم.

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٦١ ، وولاة مصر للكندي ٢٠٧ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦١٣ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٦٩ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٢٦ ، وتاريخ مختصر الدول ٢٦ ، وخطط المقريزي ١ / ٣١١ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٩٢ و ٢٠٤ ، وحسن المحاضرة ٢ / ١١.

(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٦١٤ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٢٨.

٣١
٣٢

تراجم رجال هذه الطبقة

[حرف الألف]

١ ـ أحمد بن عطاء الهجيميّ البصريّ العابد (١).

تلميذ عبد الواحد بن زيد.

قال ابن الأعرابيّ : برّز في العبادة والاجتهاد ، وأخذ المعلوم من القوت.

وذكر أنّ الطّريق إلى الله تعالى لا تكون إلّا من هذه الأبواب : الصّوم ، والصّلاة ، والجوع. وكان يميل إلى اكتساب القوت نهاره.

ولزم طريق شيخه في اللّطف ، فكان قدريّا غير معتزليّ. وكتب شيئا من الحديث.

قال عبد الرحمن بن عمر رستة : مرّ بي عبد الرحمن بن مهديّ يوم جمعة ، فرآني جالسا إلى جنب أحمد بن عطاء ، وكان من أهل البدع يتكلّم في القدر ، وكان أزهد من رأيت. فأتيت عبد الرحمن أعتذر ، فقال : لا تجالسه ، فإنّ أهون ما ينزل بك أن تسمع منه شيئا يجب لله عليك أن تقول له كذبت. ولعلّك لم تفعل.

وكان أحمد بن عطاء قد نصب نفسه للأستاذيّة ، ووقف دارا في بلهجيم (٢)

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عطاء الهجيمي) في :

المغني في الضعفاء للذهبي ١ / ٤٧ رقم ٣٦٠ ، وميزان الاعتدال له ١ / ١١٩ رقم ٤٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ٩ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، رقم ١٣٢ ، ولسان الميزان لابن حجر ١ / ٢٢١ رقم ٦٨٨.

(٢) بلهجيم : كلمة مركّبة في الأصل من «بني الهجيم» ، والهجيم : بضمّ الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة آخر الحروف ، وفي آخرها الميم. نسبة إلى محلّة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلّة إليهم. (الأنساب ١٢ / ٣٠٩).

٣٣

للمتعبّدين والمريدين والمنقطعين يقصّ عليهم في العشيّات. وأحسبها أوّل دار وقف بالبصرة للعبادة.

وقد صحبه جماعة منهم : أحمد بن غسّان ، وجلس بعده ، ووقف دارا لنفسه أيضا ، وأبو بكر العطشيّ ، وأبو عبد الله الحمّال.

قال الدّار الدّارقطنيّ : أحمد بن عطاء الهجيميّ يروي عن : خالد العبد وعن الضعفاء ، وهو متروك.

قال السّاجيّ : وهو صاحب المضمار ، وكان مجتهدا ، يعني في العبادة.

وكان مغفّلا يحدّث بما لم يسمع.

قال ابن المدينيّ : أتيته يوما فوجدت معه درجا (١) يحدّث به.

فقلت له : أسمعت هذا؟

قال : لا ، ولكن اشتريته وفيه أحاديث حسان أحدّث بها هؤلاء.

قلت : أما تخاف الله! تقرّب العباد إلى الله بالكذب على رسول الله.

٢ ـ أحمد بن أبي طيبة (٢) عيسى بن سليمان الدارميّ الجرجانيّ.

عن : أبيه أبي طيبة ، وحمزة الزّيّات ، ومالك بن مغول ، وعمر بن ذرّ الهمدانيّ ، وإبراهيم بن طهمان ، ومالك بن أنس.

وعنه : الحسين بن عيسى البسطاميّ ، ومحمد بن يزيد النّيسابوريّ ، وعمّار بن رجاء الأستراباذيّ.

__________________

(١) الدّرج : بفتح الدال المهملة وسكون الراء ، وهو الورق الموصول.

(٢) انظر عن (أحمد بن أبي طيبة) في :

التاريخ الصغير للبخاريّ ٢١٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ٦٤ رقم ١٠٨ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٣ ، والإرشاد في معرفة علماء الحديث لأبي يعلى الخليلي ٥٨ ، وتهذيب الكمال ١ / ٣٥٩ ـ ٣٦٢ رقم ٥٣ ، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي ٢ / ٤٢٢ ، والكاشف ١ / ٢٠ رقم ٤٣ وفيه (أحمد بن طيبة) ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٥ رقم ٧٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٧ رقم ٦٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧. وفي التقريب ، والخلاصة : «ابن أبي ظبية» بالظاء المعجمة ، وتقديم الباء على الياء ، وهو وهم ، والتصويب من المصادر الأخرى المذكورة ، وخاصّة كتاب «المشتبه» للمؤلّف ، الّذي أكّد أنه بالطاء المهملة وتقديم الياء على الباء.

٣٤

كان عالما زاهدا نبيلا. ولّاه المأمون قضاء جرجان ، ووثّقه ابن حبّان (١).

وقال أبو حاتم (٢) ، يكتب حديثه.

توفّي سنة ثلاث ومائتين (٣) بقومس (٤) على قضائها (٥).

٣ ـ إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم (٦).

أبو إسحاق القاريّ ، حليف بني زهرة. قاضي مصر.

كان رجلا صالحا.

توفّي في جمادى الآخرة سنة [خمس ومائتين] (٧).

٤ ـ إبراهيم بن أيّوب العنبريّ الفرسانيّ (٨).

عن : الثّوريّ ، ومبارك بن فضالة.

وعنه : هذيل بن معاوية ، والنّضر بن معاوية ، وأهل أصبهان.

وكان صاحب عبادة وليل.

قيل : لم يعرف له فراش أربعين سنة (٩).

٥ ـ إبراهيم بن بكر (١٠).

__________________

(١) في الثقات ٨ / ٣.

(٢) في الجرح والتعديل ٢ / ٦٤.

(٣) التاريخ الصغير للبخاريّ ٢١٨ ، الثقات لابن حبّان ٨ / ٣.

(٤) قومس : بالضم ثم السكون ، وكسر الميم. تعريب كومس. وهي كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبال طبرستان وأكبر ما يكون في ولاية ملكها ، وقصبتها المشهورة دامغان. (معجم البلدان ٤ / ٤١٤).

(٥) قال أبو يعلى الخليلي في الإرشاد ٥٨ : «ثقة .. يتفرّد بأحاديث».

(٦) انظر عن (إبراهيم بن إسحاق القاري) في : الولاة والقضاة للكندي ٤٢٧.

(٧) ما بين الحاصرتين عن كتاب : الولاة والقضاة ، وفي الأصل بياض.

(٨) انظر عن (إبراهيم بن أيوب العنبري) في :

الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ٨٩ رقم ٢٢٠ ، وذكر أخبار أصبهان ١ / ١٧٢ ، ١٧٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢١ رقم ٤٦ وفيه. «البرساني» ، وهو و «الفرساني» سواء ، حيث تقلب الباء فاء في الفارسية ، فيقال : أصبهان وأصفهان.

(٩) ذكر أخبار أصبهان ١ / ١٧٢ ، ١٧٣.

وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٢ / ٨٩ : «سألت أبي عنه فقال : لا أعرفه».

(١٠) ذكره ابن حجر في لسان الميزان ١ / ٤٠ ، نقلا عن : المتّفق والمفترق للخطيب البغداديّ ، =

٣٥

أبو الأصبغ البجليّ الدّمشقيّ. أخو بشر بن بكر.

عن : ثور بن يزيد ، وزرعة بن إبراهيم.

وعنه : أبو بكر الرّقيّ ، وجامع بن سوّار.

توفّي قريبا من سنة عشر ومائتين.

٦ ـ إبراهيم بن بكر (١) الشّيبانيّ (٢).

عن : شعبة.

وعنه : محمد بن الحسين البرجلانيّ ، ويحيى بن أبي طالب ، وغيرهما.

وهو متّهم ، ساقط الحديث.

قال أحمد بن حنبل : أحاديثه موضوعة (٣).

وقال الدّار الدّارقطنيّ (٤) : متروك (٥).

__________________

= والموضوعات لابن الجوزيّ ، وقد تحرّفت كنيته وغيرها. (انظر في ذلك تعليقنا على الترجمة التالية رقم ٦).

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :

إن في (تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٠٣ ، ٢٠٤) ما يحتمل أنه صاحب الترجمة «البجلي» هذا ، ففيه : «إبراهيم بن بكير (كذا) أبو الأصبع (كذا) البجلي من أهل دمشق ، أخذ الحديث عن أهل مصر ...».

والأرجح أن «بكير» تحريف عن «بكر» ، و «أبو الأصبع» تحريف لأبي «الأصبغ».

ولكن الّذي يلفت هو أن ابن عساكر يؤرّخ لصاحب الترجمة عنده بوفاته في سنة «ستّ وسبعين ومائة»! فلعلّ من حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم على هذه الطبقة ، خصوصا وأن المؤلّف الذهبي لم يؤكّد تاريخ وفاته ، بل قال : (توفي «قريبا» من سنة عشر ومائتين) ، ولم يجزم بذلك ، والله أعلم.

(١) في الأصل : «إبراهيم بن أبي الشيبانيّ» والتصحيح من مصادره.

(٢) انظر عن (إبراهيم بن بكر الشيبانيّ) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٩٠ رقم ٢٢٨ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٤٥ ، ٤٦ رقم ٣٢ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦٤ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ٢٥٦ ، وفيه هو : «إبراهيم بن بكر أبو إسحاق الكوفي الأعور» ، وتاريخ بغداد ٦ / ٤٦ ، ٤٧ رقم ٣٠٦٩ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١١ رقم ٥١ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٤ رقم ٥٦ ، ولسان الميزان ١ / ٤٠ ، ٤١ رقم ٨١.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٤٧.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٤٧.

(٥) وقال العقيلي في الضعفاء الكبير ١ / ٤٥ : «كثير الوهم».

وقال ابن عديّ في الكامل ١ / ٢٥٦ : «كان ببغداد يسرق الحديث». وقال أيضا : «وإبراهيم بن بكر هذا هو الشيبانيّ يسرق هذا الحديث من الهذيل ولا أعلم له كبير رواية ، وأحاديثه إذا روى ، =

٣٦

٧ ـ إبراهيم بن حبيب بن الشهيد.

أبو إسحاق البصريّ (١).

عن : أبيه.

وعنه : ابنه إسحاق ، ومحمود بن غيلان ، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان.

__________________

= إمّا أن تكون منكرة بإسناده ، أو مسروقا ممّن تقدّمه». وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ : «منكر الحديث». (تاريخ بغداد ٦ / ٤٧) وقال الأزدي : «تركوه».

وقال الذهبيّ : قال ابن الجوزيّ : «وإبراهيم بن بكر ستّة لا نعلم فيهم ضعفا سوى هذا. قلت : لو سمّاهم لأفادنا ، فما ذكر ابن أبي حاتم منهم أحدا». (ميزان الاعتدال ١ / ٢٤).

وقد ذكرهم الخطيب في (المتّفق والمفترق) ، ومنه نقل ابن الجوزي ، فأحدهم : إبراهيم بن بكر أبو الأخنع (كذا) أخو بشر بن بكر. عن أبي زرعة بن إبراهيم. وعنه ابن العرفي (كذا).

ثانيهم : عن مؤمّل بن سليمان. وعنه محمد بن مروان ، وهو إبراهيم بن بكر بن خنيس.

ثالثهم : إبراهيم بن بكر المروزي. عن عبد الله بن بكر السهمي ، وغيره. وعنه الأصمّ ، وابن حسنويه.

رابعهم : إبراهيم بن بكر بن خلف المكيّ. عن أحمد بن أحمد بن عبد الله الصنعاني. وعنه أبو الحسن المادري.

وخامسهم : إبراهيم بن بكر بن الزبرقان الجوزجاني. عن الفضل بن محمد الجندي : وعنه الإسماعيلي.

سادسهم : صاحب الترجمة.

قال الحافظ ابن حجر : «ولهم سابع لم يذكراه جميعا». وأمّا قول المؤلّف عن ابن عديّ قال :كان يسرق الحديث ففيه نظر ، فإنّ لفظ ابن عديّ : حديثه إمّا مسروق وإمّا منكر وليس له كبير رواية ، وهكذا الأزدي إنما قال فيه منكر الحديث ، ولكن المصنّف تبع صاحب الحافل». (لسان الميزان ١ / ٤٠ ، ٤١).

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد جاء في (لسان الميزان ١ / ٤٠) : «إبراهيم بن بكر أبو الأخنع». وهذه الكنية لا أصل لها ، والصحيح «أبو الأصبغ» أو «أبو الإصبع» كما جاء في الترجمة السابقة مباشرة رقم (٥) من هذا الكتاب.

وجاء في (لسان الميزان ١ / ٤٠) أيضا : «وعنه ابن العرفي» ، وأشار ناشره في الحاشية رقم (١) : «لعله ابن العربيّ». وأقول : هو أبو بكر الرقيّ ، كما جاء في ترجمة البجلي السابقة أيضا.

(١) انظر عن (إبراهيم بن حبيب بن الشهيد) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٠٣ (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٨١ رقم ٩٠٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٩٥ رقم ٢٥٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦٣ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٥ أ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٦٧ ـ ٦٩ رقم ١٦٠ ، والكاشف ١ / ٣٤ رقم ١٢٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١١٣ رقم ١٩٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٣ رقم ١٨٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٦.

٣٧

وثّقه النّسائيّ (١).

توفّي سنة ثلاث ومائتين (٢).

٨ ـ إبراهيم بن الحكم بن أبان العدنيّ (٣).

أبو إسحاق.

عن : أبيه.

وعنه : أحمد بن الأزهر ، وأحمد بن راهويه ، وسلمة بن شبيب.

قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يقول : في سبيل الله دراهم أنفقناها في الذّهاب إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم (٤).

وقال ابن معين (٥) : ليس بشيء (٦).

وقال النّسائيّ (٧) : لا يكتب حديثه.

وقال ابن عديّ (٨) : عامّة ما يرويه لا يتابع عليه (٩).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ٦٧.

(٢) أرّخ وفاته البخاري في التاريخ الكبير ١ / ٢٨١ ، وابن حبّان في الثقات ٨ / ٦٣.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن الحكم بن أبان) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٥٤٨ (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين (برواية الدّوري) ٢ / ٨ رقم (٣٠٤) ، ومعرفة الرجال له ١ / ٥٤ رقم ٣٥ ، والعلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد ٣ / رقم ٣٩١٧ و ٣٩١٨ ، وطبقات خليفة ٢٨٩ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٨٤ رقم ٩١٥ ، وأحوال الرجال للجوزجانيّ ١٤٧ رقم ٢٥٧ والضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٨٣ رقم ١٢ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٣ / ٤١ و ٥٤ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٥٠ رقم ٣٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٩٤ رقم ٢٥٢ ، والمجروحين لابن حبّان ١ / ١١٤ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ٢٤١ ، ٢٤٢ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ٤٤ رقم ٢ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٦ أ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٥٢٥ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٢ / ٧٤ ـ ٧٦ رقم ١٦٤ ، والمغني في الضعفاء للذهبي ١ / ١٢ رقم ٦٤ ، وميزان الاعتدال له ١ / ٢٧ رقم ٧٢ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ١ / ١١٥ ، ١١٦ رقم ٢٠٥ وتقريب التهذيب له ١ / ٣٤ رقم ١٩٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٦.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ٩٤ ، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ ٤٤ رقم ٢.

(٥) في معرفة الرجال ١ / ٥٤ رقم ٣٥.

(٦) وقال ابن معين في تاريخه ٢ / ٨ رقم (٣٠٤) : «ضعيف».

(٧) في الضعفاء والمتروكين ٢٨٣ رقم ١٢ وزاد : ليس بثقة.

(٨) في الكامل في ضعفاء الرجال ١ / ٢٤٢.

(٩) وقال البخاريّ في تاريخه الكبير : «سكتوا عنه».

٣٨

٩ ـ إبراهيم بن خالد بن عبيد الصّنعانيّ المؤذّن (١).

عن : معمر ، ورباح بن زيد ، وسفيان الثّوريّ ، وأبي وائل القاصّ عبد الله بن بحير ، وأميّة بن شبل.

وعنه : أحمد بن صالح المصريّ ، وأحمد بن حنبل ، وبكر بن خلف ، وسلمة بن شبيب ، والرماديّ.

وثّقه ابن معين (٢) ، وأحمد (٣).

وقال ابن حبّان (٤) : كان مؤذّن مسجد صنعاء سبعين سنة.

١٠ ـ إبراهيم بن رستم (٥).

__________________

= ونقل الإمام أحمد عن ابن معين قوله : «ليس بشيء ، ليس بثقة» (العلل ومعرفة الرجال ٣ / ١٠ رقم ٣٩١٧) ، وقال أحمد : وقت ما رأيناه لم يكن به بأس ، ثم قال : كان حديثه يزيد بعدنا. ولم يحمده. (العلل ٣ / ١٠ ، ١١ رقم ٣٩١٨).

وقال الجوزجاني في أحوال الرجال : «ساقط». ونقل العقيلي في الضعفاء الكبير ما قاله أحمد ، وابن معين ، والبخاري.

ونقل ابن أبي حاتم قول ابن معين : لا شيء. وقال أبو زرعة : ليس بقويّ ضعيف. وقال ابن حبّان : كان يخطئ ، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

وقال الحاكم في الأسامي والكنى : ضعيف.

(١) انظر عن (إبراهيم بن خالد الصنعاني) في :

العلل ومعرفة الرجال لأحمد ١ / رقم ١٢٢٧ و ٢ / رقم ٢٧٧٣ و ٢٧٧٧ و ٣٨٧٨ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٨٤ رقم ٩١٧ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٧٢١ و ٢ / ٦ ـ ٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ٩٧ رقم ٢٦٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٥٩ ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٥٨ ، ٥٩ رقم ٤٠ ، وتاريخ جرجان للسهمي ١١٥ و ٢٢٠ و ٣٨٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١١٧ ، ١١٨ رقم ٢١٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٥ رقم ١٩٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ٩٧ ، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٥٨ ، ٥٩.

(٣) في العلل ومعرفة الرجال له ٢ / ٣٩٨ رقم ٣٧٧٧ وفيه أثنى عليه خيرا ، و ٢ / ٦٠٥ رقم ٣٨٧٨ وقال : كان صديقا لي وكان ثقة وما كتبت عنه حديثا. وزاد أيضا : ثقة ، وأثنى عليه خيرا. (الجرح والتعديل ٢ / ٩٧).

(٤) في الثقات ٨ / ٥٩.

(٥) انظر عن (إبراهيم بن رستم) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٧٧ (دون ترجمة) وفيه (ابن رسيم) ، وطبقات خليفة ٣٢٤ وفيه :(ابن رستم) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٥٢ ، ٥٣ رقم ٤١ ، وكذلك في الجرح والتعديل =

٣٩

أبو بكر المروزيّ العقبيّ. أحد الأئمّة.

سمع : ابن أبي ذئب ، وشعبة.

وعنه : أحمد بن حنبل ، ويوسف القطّان.

وثّقه ابن معين (١).

وكان نبيلا جليلا ، قرّبه المأمون وعرض عليه القضاء فامتنع (٢).

وكان قد تفقّه على محمد بن الحسن.

توفّي سنة عشر ومائتين (٣).

١١ ـ إبراهيم بن سليمان (٤).

__________________

= ٢ / ٩٩ رقم ٢٧٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٧٠ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ٢٦١ ، ٢٦٢ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٧٢ ـ ٧٤ رقم ٣١٠٧ وفيه (المروذي) ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٤ رقم ٧٦ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٠ ، ٣١ رقم ٨٧ ، ولسان الميزان لابن حجر ١ / ٥٦ ـ ٥٨ رقم ١٤٣.

(١) الجرح والتعديل ٢ / ١٠٠.

(٢) قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : كان يرى الإرجاء ، قلت : ما حاله في الحديث؟ قال : ليس بذاك ، محلّه الصدق ، وكان آفته الرأي : وكان يذكر بستر وعبادة. وكان طاهر بن الحسين أراد أن يستقضيه على خراسان فدعا بسواد فألبسه ، وجعل إبراهيم يأبى أن يدخل في القضاء ويمتنع منه ، فلمّا ألبس السواد امتخط في كمّه ، فغضب وقال : انزعوا عنه السواد فقد أعفيناه. (الجرح والتعديل ٢ / ٩٩).

(٣) ذكره ابن حبّان في الثقات ٨ / ٧٠ وقال : يخطئ.

وقال ابن عديّ في الكامل ١ / ٢٦١ : حدّث عن يعقوب القمّي ، وفضيل بن عياض وغيرهما مناكير.

وذكره العقيلي في الضعفاء ١ / ٥٢ وقال : كثير الوهم.

وقال الخطيب : كان إبراهيم أولا من أصحاب الحديث فحفظ الحديث ، فنقم عليه من أحاديث فخرج إلى محمد بن الحسن وغيره من أهل الرأي ، فكتب كتبهم وحفظ كلامهم فاختلف الناس إليه ، وعرض عليه القضاء فلم يقبله ، فدعاه المأمون فقرّبه منه وحدّثه ، وأتاه ذو الرئاستين إلى منزله مسلّما ، فلم يتحرّك له ، ولا فرّق أصحابه عنه ، فقال له إشكاب ـ وكان رجلا متكلّما ـ : عجبا لك ، يأتيك وزير الخليفة فلا تقوم من أجل هؤلاء الدّباغين عندك؟! فقال رجل من أولئك المتفقّهة : نحن من دبّاغي الدّين الّذي رفع إبراهيم بن رستم حتى جاءه وزير الخليفة ، فسكت إشكاب. (تاريخ بغداد ٦ / ٧٣).

(٤) انظر عن (إبراهيم بن سليمان) في :

الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٩ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٦٧ ، ٦٨ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ٢٦٤ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٦ رقم ٩٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٧ رقم ١٠٥ ، =

٤٠