أسباب النّزول القرآني

المؤلف:

الدكتور غازي عناية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٧

بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ).

روى الواحدي من رواية أبي صالح عن ابن عباس قال : «إنّ أبا سفيان بن حرب ، والوليد بن المغيرة ، والنضر بن الحارث ، وعتبة ، وشيبة ابني ربيعة ، وأميّة ، وأبيّ بن خلف استمعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا للنضر : يا أبا قتيلة ، ما يقول محمد؟! قال : والذي جعلها بيته ، ما أدري ما يقول ، إلا أني أرى يحرك شفتيه يتكلم بشيء ، وما يقول إلّا أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية ، وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأولى ، وكان يحدّث قريشا فيستملحون حديثه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية».

الآية : ٢٦. قوله تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ).

روى الواحدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ). قال : «انزلت في أبي طالب ، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعد عما جاء به ، وهو قول عمرو بن دينار ، والقاسم بن مخيمر ، قال مقاتل : وذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش عند أبي طالب يردون سؤال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أبو طالب :

والله ما وصلوا إليك بجمعهم

حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة

وابشر وقر بذلك منك عيونا

وعرضت دينا لا محالة أنه

من خير أديان البرية دينا

لو لا الملامة أو حذاري سبّة

لوجدتني سمحا بذلك مبينا

فأنزل الله تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ).

٢٠١

وروى الواحدي عن محمد بن الحنفية ، والسدي ، والضحاك : «نزلت في كفار مكة كانوا ينهون الناس عن اتباع محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعدون بأنفسهم عنه ، وهو قول ابن عباس».

الآية : ٣٣. قوله تعالى : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ).

روى الترمذي ، والحاكم عن عليّ : «أن أبا جهل قال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّا لا نكذبك ، ولكن نكذّب بما جئت به ، فأنزل الله : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ).

الآيتان : ٥٢ ـ ٥٣. قوله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ، وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ).

روى ابن حبّان ، والحاكم عن سعد بن أبي وقّاص قال : لقد نزلت هذه الآية في ستة : أنا ، وعبد الله بن مسعود ، وأربعة ، قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أطردهم ، فإنا نستحيي أن نكون تبعا لك كهؤلاء ، فوقع في نفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما شاء الله ، فأنزل الله : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) إلى قوله : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)

وروى الواحدي عن خباب بن الأرت قال : فينا نزلت ، كنا ضعفاء عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغداة ، والعشيّ فعلّمنا القرآن ، والخير ، وكان يخوفنا بالجنّة ، والنّار ، وما ينفعنا ، والموت ، والبعث ، فجاء الأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن الفزاري ، فقالا : إنّا من أشراف قومنا ، وإنّا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك. قال : نعم. قالوا : لا نرضى حتى نكتب بيننا كتابا ، فأتى بأديم ، ودواة ، فنزلت

٢٠٢

هؤلاء الآيات : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ، وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ).

الآية : ٥٤. قوله تعالى : (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

أخرج الفريابي ، وابن أبي حاتم عن ماهان قال : «جاء ناس إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إنّا أصبنا ذنوبا عظاما فما ردّ عليهم شيئا ، فأنزل الله : (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا). الآية.

وأخرج الواحدي عن عكرمة قال : نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن طردهم ، فكان إذا رآهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بدأهم بالسلام ، وقال : الحمد لله الذي جعل في أمّتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام».

الآية : ٩١. قوله تعالى : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ).

أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : «جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف ، فخاصم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له النبي : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين ـ وكان حبرا سمينا ـ فغضب ، وقال : ما أنزل الله على بشر من شيء ، فقال له أصحابه : ويحك!! ولا على موسى ، فأنزل الله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ).

وأخرج الواحدي من رواية الوالبي عن ابن عباس قال : «قالت اليهود : يا محمد ، أنزل الله عليك كتابا؟ قال : نعم. قالوا : والله ، ما

٢٠٣

أنزل الله من السماء كتابا ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ)

الآية : ٩٣. قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ).

أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ).

قال : «نزلت في مسيلمة ، ومن قال : (سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ) قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي السرح ، كان يكتب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيملي عليه : (عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فيكتب (غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، ثم يقرأ عليه ، فيقول : نعم سواء ، فرجع عن الإسلام ، ولحق بقريش».

الآية : ٩٤. قوله تعالى : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ).

أخرج ابن جرير وغيره عن عكرمة قال : قال النضر بن الحارث : سوف تشفع لي اللّات ، والعزّى ، فنزلت هذه الآية : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى) إلى قوله : (شُرَكاءُ).

الآية : ١٠٠. قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ).

روى الواحدي عن الكلبي ، قال : «نزلت هذه الآية في الزنادقة ، قالوا : إنّ الله تعالى ، وإبليس أخوان ، والله خالق النّاس ، والدواب ، وإبليس خالق الحيات ، والسباع ، والعقارب ، فذلك قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ).

٢٠٤

الآية : ١٠٨. قوله تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ).

أخرج الواحدي من رواية الوالبي عن ابن عباس قال : قالوا : يا محمد ، لتنتهينّ عن سبك آلهتنا ، أو لنهجونّ ربك ، فنهى الله أن يسبوا أوثانهم ، فيسبوا الله عدوا بغير علم».

أخرج السيوطي : «قال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن قتادة قال : كان المسلمون يسبون أصنام الكفار ، فيسب الكفار الله ، فأنزل الله : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الآية.

الآية : ١٠٩ ـ ١١١. قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ ، وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ، وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ).

أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : «كلّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قريشا ، فقالوا : يا محمد ، تخبرنا أن موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر ، وأن عيسى كان يحيي الموتى ، وأن ثمود لهم الناقة ، فأتنا من الآيات حتى نصدّقك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أي شيء تحبون أن آتيكم به؟ قالوا : تجعل لنا الصفا ذهبا. قال : فإن فعلت تصدّقوني؟ قالوا : نعم ، والله ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو فجاءه جبريل ، فقال له : إن شئت أصبح ذهبا ، فإن لم يصدّقوا عند ذلك لنعذبنهم ، وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم ، فأنزل الله : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) إلى قوله : (يَجْهَلُونَ).

٢٠٥

الآية : ١٢١. قوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ).

روى الواحدي : «قال المشركون : يا محمد ، أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها ، قال : الله قتلها. قالوا : فتزعم أن ما قتلت أنت ، وأصحابك حلال ، وما قتل الكلب ، والصقر حلال ، وما قتله الله حرام ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

الآية : ١٢١. قوله تعالى : (وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ).

أخرج أبو داود ، والحاكم ، وغيرهما ، عن ابن عباس قال في قوله : (وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ) قال : قالوا : ما ذبح الله لا تأكلون ، وما ذبحتم أنتم تأكلون ، فأنزل الله تعالى الآية».

وأخرج الطبراني ، وغيره عن ابن عباس قال : «لما نزلت : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) أرسلت فارس إلى قريش : أن خاصموا محمدا ، فقولوا له : ما تذبح أنت بيدك بسكين ، فهو حلال ، وما ذبح الله بشمشار من ذهب ـ يعني الميتة ـ فهو حرام! ، فنزلت هذه الآية : (إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ) قال : الشياطين : فارس ، وأولياؤهم ، قريش».

الآية : ١٢٢. قوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).

روى الواحدي عن ابن عباس قال : «يريد حمزة عن عبد المطلب ، وأبا جهل ، وذلك أنا أبا جهل رمى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بفرث ، وحمزة لم يؤمن بعد ، فأخبر حمزة بما فعل أبو جهل ، وهو راجع من قنصه ،

٢٠٦

وبيده قوس ، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس ، وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا يعلى ، أما ترى ما جاء به : سفّه عقولنا ، وسبّ آلهتنا ، وخالف آباءنا!! قال حمزة : ومن أسفه منكم ، تعبدون الحجارة من دون الله ، أشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية».

الآية : ١٤١. قوله تعالى : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا).

أخرج ابن جريج : «أنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس جدّ نخلة فأطعم حتى أمسى ، وليست له ثمرة».

٢٠٧

ـ سورة الأعراف ـ

الآية : ٣١ ـ ٣٢. قوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ، قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).

روى الواحدي عن عكرمة عن ابن عباس قال : «كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة حتى أن كانت المرأة لتطوف بالبيت ، وهي عريانة ، فتعلق على سفلاها سيورا مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحمر من الذباب ، وهي تقول :

اليوم يبدو بعضه أو كله

وما بدا منه فلا أحلّه.

فأنزل الله تعالى على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) فأمروا بلبس الثياب.

وروى مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة عن سلمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : «كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية ، وهي عريانة ، وعلى فرجها خرقة ، وهي تقول :

اليوم يبدو كله أو بعضه

وما بدا منه فلا أحله

فنزلت : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) ونزلت : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) الآيتان.

وروى الواحدي عن الكلبي قال : «كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام إلّا قوتا ، ولا يأكلون دسما في أيام حجهم ، يعظمون بذلك حجهم ، فقال المسلمون : يا رسول الله ، نحن أحق بذلك ، فأنزل الله تعالى : (كُلُوا) ـ أي اللحم والدسم ـ (وَاشْرَبُوا).

الآية : ١٧٥. قوله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا

٢٠٨

فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ).

روى الواحدي عن ابن مسعود قال : «نزلت في بلعم بن باعورا رجل من بني اسرائيل.

وقال ابن عباس ، وغيره من المفسرين : «هو بلعم بن باعورا. وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين ، يقال له بلعم ، وكان يعلم اسم الله الأعظم ، فلما نزل بهم موسى عليه‌السلام أتاه بنو عمه ، وقومه ، وقالوا : إن موسى رجل حديد ، ومعه جنود كثيرة ، وإنه إن يظهر علينا يهلكنا ، فادع الله أن يرد عنا موسى ، ومن معه. قال : إني إن دعوت الله أن يرد موسى ، ومن معه ذهبت دنياي ، وآخرتي ، فلم يزالوا به حتى دعا عليهم ، فسلخه مما كان فيه ، فذلك قوله : (فَانْسَلَخَ مِنْها).

وروى الواحدي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وزيد بن أسلم قالا : «نزلت في أميّة بن أبي الصلت الثقفي ، وكان قد قرأ الكتب ، وعلم أن الله مرسل رسولا في ذلك الوقت ، ورجا أن يكون هو ذلك الرسول ، فلما أرسل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم حسده ، وكفر به».

وروى الواحدي عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال : «هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيها ، كانت له امرأة يقال لها البسوس ، وكان له منها ولد ، وكانت له محبة ، فقالت : اجعل لي منها دعوة واحدة؟ قال : لك واحدة ، فما ذا تأمرين؟ قالت : أدع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني اسرائيل ، فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه ، وأرادت شيئا آخر ، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نبّاحة ، فذهبت فيها دعوتان ، وجاء بنوها ، فقالوا : ليس لنا على هذا قرار ، قد صارت أمّنا كلبة نباحة يعيرنا بها الناس ، فادع الله أن يردها الى الحال التي كانت عليها ، فدعا الله ، فعادت كما كانت. وذهبت الدعوات الثلاث ، وهي البسوس ، وبها يضرب المثل في الشؤم ، فيقال :

٢٠٩

أشأم من البسوس».

الآية : ١٨٧. قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).

أخرج ابن جرير ، وغيره عن ابن عباس قال : «قال جبل بن أبي قشير ، وسموأل بن زيد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا كما تقول؟ فإنّا نعلم متى هي ، فأنزل الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) الآية.

وروى الواحدي عن قتادة : «قالت قريش لمحمد : إن بيننا ، وبينك قرابة فأسر إلينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ).

الآية : ١٨٨. قوله تعالى : (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

روى الواحدي عن الكلبي قال : «إنّ أهل مكة قالوا : يا محمد ، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو ، فتشترى ، فتربح ، وبالأرض التي يريد أن تجدب ، فترحل عنها الى ما قد أخصب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

الآيات ١٨٩ ، ١٩٠ ، ١٩١. قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ

٢١٠

يُخْلَقُونَ).

روى الواحدي عن مجاهد قال : «كان لا يعيش لآدم ، وامرأته ولد ، فقال لهما الشيطان : إذا ولد لكما ولد ، فسمّياه عبد الحرث ، وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحرث ـ ففعلا ، فذلك قوله تعالى : (فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) الآية».

الآية : ٢٠٤. قوله تعالى : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي هريرة قال : «نزلت : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). في رفع الأصوات في الصلاة خلف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

وروى الواحدي عن قتادة : «كانوا يتكلمون في صلاتهم في أول ما فرضت ، وكان الرجل يجيء ، فيقول لصاحبه : كم صليتم؟ فيقول : كذا ، وكذا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية».

وروى الواحدي عن الزهري : «نزلت في فتى من الأنصار ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلّما قرأ شيئا قرأ هو ، فنزلت هذه الآية».

وروى الواحدي عن ابن عباس : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ في الصلاة المكتوبة ، وقرأ أصحابه وراءه رافعين أصواتهم ، فخلطوا عليه ، فنزلت هذه الآية».

وروى الواحدي عن سعيد بن جبير ، ومجاهد وعطاء ، وعمرو بن دينار ، وجماعة قالوا : «نزلت في الإنصات للإمام في الخطبة يوم الجمعة».

٢١١

ـ سورة الأنفال ـ

الآية : ١. قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

روى أبو داود ، والنسائي ، وابن حبان ، والحاكم ، عن ابن عباس قال : «قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من قتل قتيلا ، فله كذا ، وكذا ، ومن أسر أسيرا فله كذا ، وكذا ، فأمّا المشيخة ، فثبتوا تحت الروايات ، وأما الشبان ، فسارعوا إلى القتل ، والغنائم ، فقالت المشيخة للشبان : أشركونا معكم ، فإنّا كنا لكم ردءا ، ولو كان منكم شيئا للجأتم إلينا ، فاختصموا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ).

وروى أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال : «لما كان يوم بدر قتل أخي عمير فقتلت به سعيد بن العاص ، وأخذت سيفه ، فأتيت به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : اذهب ، فاطرحه في القبض ، فرجعت ، وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي ، وأخذ سلبي ، فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال ، فقال لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اذهب فخذ سيفك».

وروى أبو داود ، والترمذي ، والنّسائي عن سعد قال : «لما كان يوم بدر جئت بسيف ، فقلت : يا رسول الله ، إن الله قد شفى صدري من المشركين ، هب لي هذا السيف ، فقال : هذا ليس لي ، ولا لك ، فقلت : عسى أن يعطى هذا من لا يبلي بلائي ، فجاءنا الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّك سألتني ، وليس لي ، وإنه قد صار لي ، وهو لك. قال : فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) الآية».

وأخرج ابن جرير عن مجاهد : «أنهم سألوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الخمس بعد

٢١٢

الأربعة أخماس ، فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) الآية».

الآية : ٥. قوله تعالى : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ).

أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي أيوب الأنصاري قال : «قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونحن بالمدينة ـ وبلغه أن عير أبي سفيان قد أقبلت ـ فقال : ما ترون فيها لعل الله يغنمناها ، ويسلمناها ، فخرجنا فسرنا يوما ، أو يومين ، فقال : ما ترون فيهم؟ فقلنا : يا رسول الله ، ما لنا طاقة بقتال القوم إنما خرجنا للعير. فقال المقداد : لا تقولوا كما قال قوم موسى : اذهب أنت ، وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون ، فأنزل الله : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ).

الآية : ٩. قوله تعالى : (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ).

روى الترمذي عن عمر بن الخطاب قال : «نظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى المشركين ، وهم : ألف ، وأصحابه : ثلاثمائة ، وبضعة عشر رجلا ، فاستقبل القبلة ثم مدّ يديه ، وجعل يهتف بربه : اللهم انجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الأرض. فما زال يهتف بربه ما ذا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه ، فأتاه أبو بكر ، فأخذ رداءه ، وألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه ، وقال : يا نبي الله ، كفاك ، مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله تعالى : (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) فأمدهم الله بالملائكة».

الآية : ١٧. قوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) وروى الحاكم عن سعيد بن المسيّب عن أبيه قال : «أقبل أبيّ بن

٢١٣

خلف يوم أحد الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخلّوا سبيله ، فاستقبله مصعب بن عمير ، ورأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ترقوة أبيّ من فرجة بين سابغة الدرع ، والبيضة فطعنه بحربته ، فسقط عن فرسه ، ولم يخرج من طعنته دم ، فكسر ضلع من أضلاعه ، فأتاه أصحابه ، وهو يخور خوار الثّور ، فقالوا له : ما أعجزك!! إنه خدش ، فذكر لهم قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بل أنا أقتل أبيّ». ثم قال : والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين ، فمات أبيّ قبل أن يقدم مكة ، فأنزل الله (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى).

وروى صفوان بن عمرو عن عبد العزيز بن جبير ، «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم خيبر دعا بقوس طويلة ، فقال : جيئوني بقوس غيرها ، فجاءوه بقوس كبداء ، فرمى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحصن ، فأقبل السهم يهوي حتى قتل كنانة بن أبي الحقيق ، وهو على فراشه ، فأنزل الله : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى).

وروى الواحدي : «أن أكثر أهل التفسير : «أن الآية نزلت في رمي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم القبضة من حصباء الوادى يوم بدر حين قال في المشركين : شاهت الوجوه ، ورماهم بتلك القبضة فلم يبق عين مشرك إلّا دخلها منه شيء».

الآية : ١٩. قوله تعالى : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).

روى الحاكم في صحيحه عن القطيعي عن ابن حنبل عن أبيه عن يعقوب عن أبيه عن صالح عن ابن شهاب عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال : «كان المستفتح أبا جهل ، وإنه قال حين التقى بالقوم : اللهم أيّنا كان أقطع للرحم ، وأتانا بما لم نعرف ، فافتح له الغداة ، وكان

٢١٤

ذلك استفتاحه ، فأنزل الله تعالى : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ) الى قوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).

وروى الواحدي عن السدي ، والكلبي قالا : «كان المشركون حين خرجوا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة ، وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين ، وأهدى الفئتين ، وأكرم الحزبين ، وأفضل الدينين ، فأنزل الله تعالى : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) الآية».

الآية : ٢٧. قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

روى سعيد بن منصور ، وغيره عن عبد الله بن قتادة ، وروى الواحدي : «نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة ، فسألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا الى إخوانهم بأذرعات ، وأريحا من أرض الشام ، فأبى أن يعطيهم ذلك الّا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فأبوا ، وقالوا : أرسل إلينا أبا لبابة ـ وكان مناصحا لهم ـ لأن عياله ، وماله ، وولده كانت عندهم ، فبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأتاهم ، فقالوا : يا أبا لبابة ، ما ترى؟ أننزل على حكم سعد بن معاذ؟؟ فأشار أبو لبابة بيده الى حلقه : إنه الذبح ، فلا تفعلوا. قال أبو لبابة : والله ، ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ، ورسوله ، فنزلت فيه هذه الآية. فلما نزلت شدّ نفسه على سارية من سواري المسجد ، وقال : والله ، لا أذوق طعاما ، ولا شرابا حتى أموت ، أو يتوب الله عليّ ، فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما حتى خرّ مغشيا عليه ، ثم تاب الله عليه ، فقيل له : يا أبا لبابة ، قد تيب عليك ، فقال : لا والله ، لا أحلّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو الذى يحلني ، فجاءه ، فحله بيده ، ثم قال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن

٢١٥

أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب ، وأن أنخلع من مالى ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يجزيك الثلث أن تتصدق به».

الآية : ٣٠. قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ).

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس : «أن نفرا من قريش ، ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا في دار الندوة ، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل ، فلما رأوه قالوا : من أنت؟! قال : شيخ من أهل نجد سمعت بما اجتمعتم له ، فأردت أن أحضركم ، ولن يعدمكم منى رأي ، ونصح. قالوا : أجل فادخل. فدخل معهم ، فقال : انظروا في شأن هذا الرجل ، قال قائل : احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء : زهير ، والنابغة ، فإنما هو كأحدهم. فقال عدو الله الشيخ النجدي : لا والله ، ما هذا لكم برأي ، والله ليخرجن رائد من محبسه الى أصحابه فليوشكن أن يكونوا عليه ، فيأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم ، فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم ، فانظروا غير هذا الرأي.

فقال قائل : أخرجوه من بين أظهركم ، واستريحوا منه ، فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع ، فقال الشيخ النجدي ، والله ، ما هذا لكم برأي ، ألم تروا حلاوة قوله ، وطلاقة لسانه ، وأخذه للقلوب بما يستمع من ـ حديثه ، والله ، لان فعلتم ثم استعرض العرب ، ليجتمعن عليكم ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ، ويقتل أشرافكم. قالوا : صدق والله ، فانظروا رأيا غير هذا. فقال أبو جهل : والله ، لأشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد ، ما أرى غيره. قالوا : وما هذا؟! قال : تأخذوا من كل قبيلة وسيطا شابا جلدا ، ثم يعطى كل غلام منهم سيفا صارما ثم يضربونه ضربة رجل

٢١٦

واحد ، فإذا قتلتموه تفرّق دمه في القبائل كلها ، فلا أظن هذا الحي من بنى هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم ، وإنهم إذا رأوا ذلك ، قبلوا العقل ، واسترحنا ، وقطعنا عنا أذاه. فقال الشيخ النجدي : هذا والله ، هو الرأي ، القول ما قال الفتى لا أرى غيره ، فتفرقوا عى ذلك ، وهم مجمعون له. فأتى جبريل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمره ألّا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت ، وأخبره بمكر القوم ، فلم يبت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيته تلك الليلة ، وأذن الله له عند ذلك بالخروج ، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة يذكر نعمته عليه : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) الآية».

الآية : ٣١. قوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ).

أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال : «قتل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر صبرا عقبة بن أبي معيط ، وطعيمة بن عدي ، والنّضر بن الحارث ـ وكان المقداد أسر النضر ـ فلما أمر بقتله قال المقداد : يا رسول الله ، أسيري! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنه كان يقول في كتاب الله ما يقول. قال : وفيه نزلت هذه الآية : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا) الآية».

الآية : ٣٢. قوله تعالى : (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ).

روى البخاري ، ومسلم عن أنس بن مالك قال : «قال أبو جهل : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ، فامطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ، فنزل : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) الآية».

وروى الواحدي : «قال أهل التفسير : نزلت في النضر بن الحارث ، وهو الذي قال : إن كان ما يقوله محمد حقا ، فامطر علينا حجارة من السماء».

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : (وَإِذْ قالُوا

٢١٧

اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) الآية قال : نزلت في النضر بن الحارث».

الآيتان : ٣٣ ـ ٣٤. قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ).

أخرج ابن جرير عن ابن أبزي قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة ، فأنزل الله : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) ، فخرج الى المدينة ، فأنزل الله : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) وكان أولئك البقية من المسلمين الذين بقوا فيها يستغفرون ، فلما خرجوا أنزل الله : (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ) الآية ، فأذن بفتح مكة ، فهو العذاب الذي وعدهم.

الآية : ٣٥. قوله تعالى : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)

أخرج الواحدي عن ابن عمر قال : «كانوا يطوفون بالبيت ، ويصفّقون ـ ووصف الصفق بيده ـ ويصفّرون ، ووصف صفيرهم ، ويضعون خدودهم على الأرض ، فنزلت هذه الآية».

الآية : ٣٦. قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)

أخرج الواحدي عن مقاتل ، والكلبي قالا : «نزلت في المطعمين يوم بدر ، وكانوا اثني عشر رجل : أبو جهل بن هشام ، وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة ، ونبيه ، ومنبّه ، ابنا حجاج ، وأبو البحتري بن هشام ، والنضر بن الحارث وحكيم بن حزام ، وأبيّ بن خلف ، وزمعة بن الأسود ، والحرث

٢١٨

بن عامر بن نوفل ، والعباس بن عبد المطلب ، وكلهم من قريش ، وكان يطعم كل واحد منهم كل يوم عشرة جزور.»

وأخرج الواحدي عن سعيد بن جبير ، وابن أبزي : «نزلت في أبي سفيان بن حرب ، استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سوى من استجاب له من العرب ، وفيهم يقول كعب بن مالك :

فجئنا إلى موج من البحر وسطه

أحابيش منهم حاسر ، ومقنع

ثلاثة آلاف ، ونحن بقية

ثلاث مئين إن كثرنا فأربع

وأخرج الواحدي عن الحكم بن عتبة قال : «أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية ، فنزلت فيه الآية».

وأخرج الواحدي عن ابن إسحاق قال : حدثني الزهري ، ومحمد بن يحيى بن حيان ، وعاصم بن عمير بن قتادة ، والحصين بن عبد الرحمن قالوا : «لمّا أصيبت قريش يوم بدر ، ورجعوا إلى مكة مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم ، وأبناؤهم ، فكلموا أبا سفيان ، ومن كان له في ذلك العير من قريش تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إنّ محمدا قد وتركم ، وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه ، فلعلنا أن ندرك منه ثأرا ، ففعلوا ، ففيهم كما ذكر عن ابن عباس أنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ) إلى قوله : (يُحْشَرُونَ).

الآية : ٤٧. قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)

أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : «لمّا خرجت قريش من مكة إلى بدر خرجوا بالقبان ، والدفوف ، فأنزل الله :

٢١٩

(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً) الآية.

الآية : ٥٨. قوله تعالى : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ).

روى أبو الشيخ عن ابن شهاب قال : «دخل جبريل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : قد وضعت السلاح ، وما زلت في طلب القوم ، فأخرج ، فإن الله قد أذن لك في قريظة ، وأنزل فيهم : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً) الآية».

الآية : ٦٤. قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

أخرج الطبراني وغيره من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : «لما أسلم مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسعة وثلاثون رجلا ، وامرأة ، ثم إن عمر أسلم ، فكانوا أربعين ، نزل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

وأخرج بن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال : «لما أسلم مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا ، وست نسوة ، ثم أسلم عمر نزلت : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ) الآية»

وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب قال : لما أسلم عمر أنزل الله فى إسلامه : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ) الآية.

الآية : ٦٥. قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ)

أخرج السيوطي عن إسحاق بن راهويه روى في سنده عن ابن عباس قال : «لما افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرة ثقل عليهم ،

٢٢٠