أسباب النّزول القرآني

المؤلف:

الدكتور غازي عناية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٧

أخرج الواحدي من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه : «إن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا ، وكان يهجو النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويحرّض عليه كفار قريش فى شعره ، وكان المشركون ، واليهود من المدينة حين قدمها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يؤذون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه أشد الأذى ، فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك ، والعفو عنهم ، وفيهم أنزلت (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) إلى قوله (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا).

الآية ١١٣ : قوله تعالى :

(وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)

أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد ، أو عكرمة عن ابن عباس قال : «لمّا قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أتتهم أحبار يهود ، فتنازعوا ، فقال رافع بن خزيمة : ما أنتم على شيء ، وكفر بعيسى ، والانجيل ، فقال رجل من أهل نجران لليهود : ما أنتم على شىء ، وجحد نبوة موسى ، وكفر بالتوراة ، فانزل الله فى ذلك (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ) الآية.

الآية ١١٤ : قوله تعالى :

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ)

أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد ، أو عكرمة عن ابن عباس قال : «أن قريشا منعوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام.

١٠١

فأنزل الله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ).

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : «نزلت في المشركين حين صدوا رسول الله عن مكة يوم الحديبية».

وأخرج الواحدي من رواية الكلبي عن ابن عباس قال : «نزلت فى طيطلوس الرومي ، وأصحابه من النصارى ، وذلك أنهم غزوا بني إسرائيل ، فقتلوا مقاتليهم ، وسبوا ذراريهم ، وحرقوا التوراة ، وخرّبوا بيت المقدس ، وقذفوا فيه الجيف».

الآية ١١٥ : قوله تعالى :

(وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ)

أخرج الواحدي من رواية عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال : «بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية كنت فيها ، فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة ، فقالت طائفة منا : قد عرفنا القبلة ، هي هاهنا ، قبل الشمال ، فصلّوا ، وخطّوا خطوطا. وقال بعضنا : القبلة هاهنا قبل الجنوب ، وخطّوا خطوطا ، فلما أصبحوا ، وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة ، فلما قفلنا من سفرنا ، سألنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ، فسكت ، فأنزل الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).

وأخرج مسلم ، والترمذي ، والنسائي عن ابن عمر قال : «كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي على راحلته تطوعا أينما توجهت به ، وهو جاء من مكة الى المدينة ، ثم قرأ ابن عمر (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) وقال : في هذا نزلت هذه الآية».

وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال : «نزلت : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك فى التطوع ، وقال : صحيح على شرط مسلم».

١٠٢

واخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس : «ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا هاجر الى المدينة أمره الله أن يستقبل بين المقدس ، ففرحت اليهود ، فاستقبلها بضعة عشر شهرا ، وكان يحب قبلة إبراهيم ، وكان يدعو الله ، وينظر الى السماء ، فأنزل الله تعالى : (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) فارتاب فى ذلك اليهود ، وقالوا : ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله : (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) وقال : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).

الآية ١١٩ : قوله تعالى :

(إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ)

أخرج الواحدي عن ابن عباس قال : «إن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ذات يوم : ليت شعري ما فعل أبواي؟؟ فنزلت هذه الآية».

وأخرج السيوطي : «قال عبد الرزاق : أنبأنا الثوري عن موسى بن عبيده عن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ليت شعري ما فعل أبواي؟؟ فنزلت : إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم» فما ذكرهما حتى توفاه الله».

الآية ١٢٠ : قوله تعالى :

(وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)

أخرج الثعلبي عن ابن عباس قال : «إن يهود المدينة ، ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى قبلتهم ، فلما صرف الله القبلة الى الكعبة شق ذلك عليهم ، وأحبوا أن يوافقهم على دينهم ، فأنزل الله : (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى) الآية.

١٠٣

الآية ١٢٥ : قوله تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)

روى البخاري ، وغيره عن عمر قال : وافقت ربّي في ثلاث. قلت :

يا رسول الله ، لو أخذت من مقام إبراهيم مصلّى؟ فنزلت «واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى» وقلت : يا رسول الله ، إن نساءك يدخل عليهن البر ، والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن ، فنزلت آية الحجاب.

واجتمع على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نساؤه في الغيرة ، فقلت لهنّ : عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجا خيرا منكنّ ، فنزلت».

الآية ١٣٠ : قوله تعالى :

(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)

قال ابن عيينة : «روي أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه ، سلمه ، ومهاجرا الى الإسلام ، فقال لهما : قد علمتما ان الله تعالى قال في التوراة :

إني باعث من ولد إسماعيل نبيا اسمه أحمد ، فمن آمن به ، فقد اهتدى ، ورشد ، ومن لم يؤمن به ، فهو ملعون ، فأسلم سلمه ، وأبى مهاجر ، فنزلت فيه الآية»

الآية ١٣٥ : قوله تعالى :

(وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

أخرج ابن أبى حاتم من طريق سعيد ، أو عكرمة عن ابن عباس قال : «قال ابن صوريا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما الهدى إلّا ما نحن عليه ، فاتبعنا يا محمد ، تهتد. وقالت النصارى مثل ذلك ، فأنزل الله فيهم : «وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا»

وأخرج الواحدي عن ابن عباس قال : «نزلت في رءوس يهود

١٠٤

المدينة : كعب بن الأشرف ، ومالك بن الصيف ، وأبي ياسر بن أخطب ، وفي نصارى أهل نجران ، وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين ، كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها ، فقالت اليهود : نبينا موسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا التوراة أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان ، وكفرت بعيسى ، والانجيل ، ومحمد ، والقرآن. وقالت النصارى : نبينا عيسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا الانجيل أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان ، وكفرت بمحمد ، والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين : كونوا على ديننا ، فلا دين إلّا ذلك ، ودعوهم الى دينهم».

الآية ١٣٨ : قوله تعالى :

(صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ)

أخرج الواحدي عن ابن عباس قال : «ان النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد ، فأتى عليه سبعة أيام صبغوه في ماء لهم يقال له المعمودي ، ليطهّروه بذلك ، ويقولون هذا طهور مكان الختان ، فإذا فعلوا ذلك صار نصرانيا حقا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية».

الآيات : ١٤٢ ـ ١٥٠. قوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)

روى البخارى عن عبد الله بن رجاء قال : «حدثنا اسرائيل بن أبي إسحاق عن البراء قال : لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلّى نحو بيت المقدس ستة عشرا شهرا ، أو سبعة عشر شهرا ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحب أن يتوجه نحو الكعبة ، فأنزل الله تعالى : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) إلى آخر الآية ، فقال السفهاء من الناس ، وهم اليهود : ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ، فقال الله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ)

١٠٥

إلى آخر الآية.

وقال ابن إسحاق : حدثني اسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلى نحو بيت المقدس ، ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله ، فأنزل الله (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) الآية.

فقال رجل من المسلمين : وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن نصرف الى القبلة ، وكيف بصلاتنا قبل بيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى :

(وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) الآية.

وقال السفهاء من الناس : ما ولّاهم من قبلتهم التي كانوا عليها ، فأنزل الله : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) الآية.

الآية : ١٤٦. قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)

أخرج الواحدي : «أنها نزلت في مؤمني أهل الكتاب : عبد الله بن سلام ، وأصحابه ، كانوا يعرفون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنعته ، وصفته ، وبعثه في كتابهم كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان. قال عبد الله بن سلام : لأنا أشد معرفة برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مني بابني ، فقال له عمر بن الخطاب : وكيف ذاك يا ابن سلام؟! قال : إني أشهد أن محمدا رسول الله حقا يقينا ، وأنا لا أشهد بذلك على ابني ، لأني لا أدرى ما أحدث النساء. فقال عمر : وفقك الله يا ابن سلام».

الآية : ١٥٤. قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)

أخرج ابن منده في «الصّحابة» من طريق السدّي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال : «قتل تميم بن الحمام ببدر ، وفيه ، وفي

١٠٦

غيره نزلت : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ) الآية.

وروى الواحدي : «الآية نزلت في قتلى بدر ، وكانوا بضعة عشر رجلا : ثمانية من الأنصار ، وستة من المهاجرين ، وذلك أنّ النّاس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله : مات فلان ، وذهب عنه نعيم الدّنيا ، ولذّتها ، فأنزل الله هذه الآية».

الآية : ١٥٩. قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)

أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق سعيد ، أو عكرمة عن ابن عبّاس قال : «سأل معاذ بن جبل ، وسعد بن معاذ ، وخارجة بن زيد نفرا من أحبار يهود عن بعض ما في التوراة ، فكتموهم إيّاه ، وأبوا أن يخبروهم ، فأنزل الله فيهم : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى) الآية.

الآية : ١٦٤. قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)

أخرج سعيد بن منصور في (سننه) ، والفريابي في (تفسيره) ، والبيهقي في (شعب الإيمان) عن أبي الضحى قال : «لما نزلت : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ)» تعجب المشركون ، وقالوا : الها واحدا؟!! لئن كان صادقا ، فليأتنا بآية ، فأنزل الله : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلى قوله : (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)

الآية : ١٦٨. قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ)

١٠٧

حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)

أخرج الواحدي عن الكلبي : «نزلت في ثقيف ، وخزاعة ، وعامر بن صعصعة ، حرّموا على أنفسهم من الحرث ، والأنعام ، وحرموا البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحامي».

الآية : ١٧٤. قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)

أخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : «نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود ، وعلمائهم ، كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا ، والفضل ، وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم ، فلما بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم ، وزوال رياستهم فعمدوا إلى صفة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فغيّروها ثم أخرجوها إليهم ، وقالوا : هذا نعت النبي الذي يخرج آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي ، فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ)

الآية : ١٧٧. قوله تعالى : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال :

١٠٨

سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن البرّ فأنزل الله هذه الآية : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا) فدعا الرجل ، فتلاها عليه ، وكان قبل الفرائض إذا شهد ان لا إله الا الله ، وأن محمدا عبده ، ورسوله ثم مات على ذلك يرجى له ، ويطمع له في خير ، فأنزل الله : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) فكانت اليهود توجهت قبل المغرب ، والنصارى قبل المشرق.

الآية : ١٧٨. قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ)

أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : «إن حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل ، وكان بينهم قتل ، وجراحات حتى قتلوا العبيد ، والنساء ، فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى أسلموا ، فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدد ، والأموال ، فحلفوا : أن لا يرضوا حتى يقتل العبد منّا الحر منهم ، وبالمرأة منا الرجل منهم ، فنزل فيهم : (الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى)

الآية : ١٨٤. قوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) أخرج ابن سعيد في (طبقاته) عن مجاهد قال : «هذه الآية نزلت في مولى قيس بن السائب : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) فأفطر ، وأطعم بكل يوم مسكينا.

الآية : ١٨٦. قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)

١٠٩

أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردوية ، وأبو الشيخ ، وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن عبدة السجستاني عن الصلت بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده قال : «جاء أعرابي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه؟؟ فسكت عنه ، فأنزل الله : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) الآية.

الآية : ١٨٧ : قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)

أخرج البخاري عن البراء بن عازب قال : «كان أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا كان الرجل صائما ، فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ، ولا يومه حتى يمسي ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته ، فقال : هل عندك طعام؟ فقالت : لا ، ولكني أنطلق ، فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عينه ، وجاءته امرأته ، فلما رأته قالت : خيبة لك ، فلما انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزلت هذه الآية : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) ففرحوا بها فرحا شديدا ، فنزلت : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)

وأخرج البخاري عن البراء بن عازب قال : «لما نزل صوم شهر رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله ، فكان رجال يختانون أنفسهم ، فأنزل الله : (عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ) الآية.

١١٠

الآية : ١٨٨ ، قوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

أخرج الواحدي عن مقاتل قال : «نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي ، وفي عبدان بن أشوع الحضرمي ، وذلك أنهما اختصما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أرض ، وكان امرئ القيس المطلوب ، وعبدان الطالب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فحكم عبدان في أرضه ، ولم يخاصمه».

الآية : ١٨٩ ، قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ).

أخرج الواحدي عن الكلبي قال : «نزلت في معاذ بن جبل ، وثعلبة بن غنمة ـ وهما رجلان من الأنصار ـ قالا : يا رسول الله ، ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ، ويستوي ويستدير ، ثم لا يزال ينقص ، ويدق حتى يكون كما كان ، لا يكون على حال واحدة؟! ، فنزلت هذه الآية».

الآية : ١٨٩ ، قوله تعالى : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

أخرج ابن أبي حاتم والحاكم ، وصححه عن جابر قال : «كانت قريش تدعى الحمس ، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام ، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام ، وبينما رسول الله في بستان إذ خرج من بابه ، وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري ، فقالوا : يا رسول الله ، إنّ قطبة بن عامر رجل فاجر ، وانه خرج معك من الباب ، فقال له : ما حملك على ما فعلت؟ قال : رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت ، قال : إني رجل أحمسي. قال له : فإن ديني دينك ،

١١١

فأنزل الله : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) الآية.

وأخرج الطيالسي في مسنده عن البراء بن عازب قال : «كانت الأنصار إذا قدموا من سفر لم يدخل الرجل من قبل بابه ، فنزلت هذه الآية».

الآية : ١٩٠ ـ ١٩٤ ، قوله تعالى : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).

أخرج الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : «نزلت هذه الآية في صلح الحديبية ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما صدّ عن البيت ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه المقبل ، فلما كان العام القابل تجهز ، وأصحابه لعمرة القضاء ، وخافوا ألا تفي قريش بذلك ، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ، ويقاتلوهم ، وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام ، فأنزل الله ذلك».

وأخرج بن جرير عن قتادة قال : «أقبل نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه معتمرين في ذي القعدة ، ومعهم الهدي حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون ، وصالحهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أن يرجع من عامه ذلك ثم يرجع من العام المقبل ، فلما كان العام المقبل أقبل ، وأصحابه حتى دخلوا مكة ، معتمرين في ذي القعدة ، فأقام بها ثلاث ليال ، وكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه ، فأقصّه الله منهم ، فأدخله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردوه فيه ، فأنزل الله : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ).

الآية : ١٩٥ ، قوله تعالى : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

أخرج البخاري عن حذيفة قال : «نزلت هذه الآية في النفقة».

وأخرج الواحدي عن عكرمة ، قال : «نزلت في النفقات في سبيل

١١٢

الله».

وأخرج أبو داود ، والترمذي ، وصححه ، وابن حبان ، والحاكم ، وغيرهم عن أبي أيوب الأنصاري قال : «نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار ، لما أعز الله الإسلام ، وكثر ناصروه ، قال بعضنا لبعض سرا : إنّ أموالنا قد ضاعت ، وإن الله قد أعز الإسلام ، فلو أقمنا في أموالنا ، فأصلحنا ما ضاع منها ، فأنزل الله يرد علينا ما قلنا : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ، فكانت التهلكة ، الإقامة على الأموال ، وإصلاحها ، وتركنا الغزو».

الآية : ١٩٦ ، قوله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ).

أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية قال : «جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم متمضخا بالزعفران عليه جبة ، فقال : كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي ، فأنزل الله : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ). فقال : أين السائل عن العمرة؟ قال : ها أنا ذا ، فقال له : الق عنك ثيابك ثم اغتسل ، واستنشق ما استطعت ثم ما كنت صانعا في حجك ، فاصنعه في عمرتك».

الآية : ١٩٦. قوله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).

روى البخاري عن كعب ابن عجرة أنه سئل عن قوله تعالى : (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ) قال : حملت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والقمل يتناثر على وجهي فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا! أما تجد شاه؟ قلت : لا ، قال : صم ثلاثة أيام ، واطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام ، واحلق رأسك ، فنزلت فيّ خاصة ، وهي لكم عامة».

١١٣

الآية : ١٩٧ ، قوله تعالى : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ).

روى البخاري ، وغيره عن ابن عباس قال : «كان أهل اليمن يحجّون ، ولا يتزودون ، ويقولون نحن متوكلون ، فأنزل الله : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى)

وأخرج الواحدي عن عطاء بن ابي رباح قال : «كان الرجل يخرج فيحمل كلّه على غيره ، فأنزل الله تعالى : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى).

الآية : ١٩٨ ، قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).

روى البخاري عن ابن عباس قال : «كانت عكاظ ، ومجنة ، وذو المجاز أسواقا في الجاهلية ، فتأثموا أن يتجروا في الموسم ، فسألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ، فنزلت : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ).

الآية : ١٩٩ ، قوله تعالى : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

أخرج الواحدي من طريق يحيى بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : «كانت العرب تفيض من عرفات ، وقريش ، ومن دان بدينها تفيض من جمع من المشعر الحرام ، فأنزل الله تعالى : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ).

وأخرج ابن المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت : «كانت قريش يقفون بالمزدلفة ، ويقف الناس بعرفة إلا شيبة بن ربيعة ، فأنزل الله تعالى : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ)، وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : «كانت العرب تقف بعرفة ، وكانت قريش تقف دون

١١٤

ذلك بالمزدلفة ، فأنزل الله تعالى : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ).

الآية : ٢٠٠ ، قوله تعالى : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ).

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : «كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم يقول الرجل منهم : كان أبي يطعم ، ويحمل الحمالات ، ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم ، فأنزل الله : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً).

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : «كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف ، فيقولون اللهمّ اجعله عام غيث ، وعام خصب ، وعام ولاء ، وحسن ، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا ، فأنزل الله فيهم : (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) ، ويجيء بعدهم آخرون من المؤمنين ، فيقولون : ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».

الآية : ٢٠٨ ، قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)

أخرج ابن جرير عن عكرمة قال : «قال عبد الله بن سلمان ، وثعلبة ، وابن يامين ، وأسد ، وأسيد بن كعب ، وسعيد بن عمرو ، وقيس بن زيد ، وكلهم من اليهود : يا رسول الله : يوم السبت يوم نعظمه ، فدعنا فلنسبت فيه ، وان التوراة كتاب الله ، فدعنا ، فلنقم بها الليل ، فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) الآية.

الآية : ٢١٥ ، قوله تعالى :

١١٥

(يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ).

أخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : «سأل المؤمنون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أين يضعون أموالهم؟ فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ) الآية.

وأخرج ابن المنذر عن أبي حيان أن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما ذا ننفق من أموالنا ، وأين نضعها؟؟ فنزلت».

الآيتان : ٢١٧ ، ٢١٨ ، قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) الآية.

أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في (الكبير) ، والبيهقي في (سننه) عن جندب بن عبد الله : «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث رهطا ، وبعث عليهم عبد الله بن جحش ، فلقوا ابن الحضرمي ، فقتلوه ، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب ، أو من جمادي ، فقال المشركون للمسلمين :

قتلتم في الشهر الحرام ، فأنزل الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) الآية ، فقال بعضهم : إن لم يكونوا أصابوا وزرا ، فليس لهم أجر ، فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). وأخرج الواحدي عن الزهري قال : «بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الله بن جحش ، ومعه نفر من المهاجرين ، فقتل عبد الله بن واقد الليثي عمرو بن الحضرمي في آخر يوم من رجب ، وأسروا رجلين ، واستاقوا العير ، فوقف على ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : لم آمركم بالقتال في الشهر الحرام ، فقالت قريش : استحل محمد الشهر الحرام ، فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ) الى قوله : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ)، أي كانوا يقتلونكم ، وأنتم في حرم الله بعد إيمانكم ، وهذا أكبر عند الله من أن

١١٦

تقتلوهم ، في الشهر الحرام مع كفرهم بالله ، قال الزهري : لما نزل هذا قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العير ، وفادا الأسيرين ، ولما فرج الله عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من غم طمعوا فيما عند الله من ثوابه ، فقالوا : يا نبي الله ، أنطمع أن تكون غزوة ، ولا نعطى فيها أجر المجاهدين في سبيل الله؟؟ فأنزل الله تعالى فيهم : (الَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا) الآية.

الآية : ٢١٩ ، قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما).

روى الواحدي : «نزلت في عمر بن الخطاب ، ومعاذ بن جبل ، ونفر من الأنصار ، أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : أفتنا في الخمر ، والميسر ، فإنهما مذهبة للعقل ، ومسلبة للمال ، فأنزل الله تعالى الآية».

الآية : ٢١٩ ، قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)

أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد ، أو عكرمة عن ابن عباس : «أن نفرا من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله أتوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إنا لا ندري ما هذه النفقة التي أمرنا في أموالنا ، فما ننفق منها؟! فأنزل الله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)

الآية : ٢٢٠ ، قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ).

أخرج أبو داود ، والنسائي ، والحاكم ، وغيرهم عن ابن عباس قال : «لما نزلت : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) و (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى). انطلق من كان عنده يتيم ، فعزل طعامه من طعامه ، وشرابه من شرابه ، فجعل يفصل له الشيء في طعامه فيحبس له حتى يأكله ، أو يفسد ، فاشتد ذلك عليهم ، فذكروا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأنزل الله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى) الآية.

١١٧

الآية : ٢٢٢ ، قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)

روى مسلم ، والترمذي عن أنس : «أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ، ولم يجامعوها في البيوت ، فسأل أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) الآية. فقال : اصنعوا كل شيء إلا النكاح.

وأخرج البارودي في «الصحابة» من طريق ابن إسحاق عن محمود عن عكرمة ، أو سعيد عن ابن عباس : «أن ثابت بن الدحداح سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) الآية.

وأخرج ابن جرير عن السدّي نحوه.

الآية : ٢٢٣. قوله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ).

روى الشيخان ، وأبو داود ، والترمذي عن جابر قال : «كانت اليهود تقول : إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول ، فنزلت :(نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ).

وأخرج أحمد ، والترمذي عن ابن عباس قال : «جاء عمر الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، هلكت ، قال : وما أهلكك؟ قال حوّلت رحلي الليلة ، فلم يرد عليه شيئا ، فأنزل الله هذه الآية : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أقبل ، وأدبر ، واتق الدبر ، والحيضة.

وأخرج ابن جرير ، وأبو يعلى ، وابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري : «أن رجلا أصاب امرأته

١١٨

في دبرها ، فأنكر الناس عليه ذلك فأنزلت : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) الآية.

وأخرج أبو داود ، والحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم عن المحاربي عن محمد بن إسحاق عن أبان بن مسلم عن مجاهد قال : «عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته الى خاتمته ، أوقفه عند كل آية منه ، فأسأله عنها حتى انتهى الى هذه الآية : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ، فقال ابن عباس : إن هذا الحي من قريش كانوا يتزوجون النساء ، ويتلذذون بهن مقبلات ، ومدبرات ، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار ، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة ، فأنكرن ذلك ، وقلن : هذا شيء لم نكن نؤتى عليه ، فانتشر الحديث حتى انتهى الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى فى ذلك : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قال : إن شئت مقبلة ، وإن شئت مدبرة ، وإن شئت باركة ، وإنما يعنى بذلك موضع الولد للحرث : يقول : «ائت الحارث حيث شئت».

الآية : ٢٢٤. قوله تعالى : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

أخرج الواحدي عن الكلبي قال : «نزلت فى عبد الله بن رواحه ينهاه عن قطيعة ختنه بشر بن النعمان ، وذلك أن ابن رواحه حلف الّا يدخل عليه أبدا ، ولا يكلمه ، ولا يصلح بينه ، وبين امرأته ، ويقول : قد حلفت بالله أن لا أفعل ، ولا يحلّ إلّا أن أبرّ في يميني ، فأنزل الله تعالى هذه الآية

١١٩

الآية : ٢٢٦. قوله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

أخرج الواحدي عن عطاء عن ابن عباس قال : «كان إيلاء أهل الجاهلية السّنة ، والسّنتين ، وأكثر من ذلك ، فوقّت الله أربعة أشهر ، فمن كان إيلاؤه أقل من أربعة أشهر ، فليس بإيلاء».

وأخرج الواحدي عن سعيد بن المسيّب قال : «كان الإيلاء ضرار أهل الجاهلية ، كان الرجل لا يريد المرأة ، ولا يجب أن يتزوجها غيره ، فيحلف ألّا يقربها أبدا ، وكان يتركها كذلك لا أيّما ، ولا ذات بعل ، فجعل الله تعالى الأجل الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر ، وأنزل الله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) الآية».

الآية : ٢٢٨. قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)

أخرج أبو داود ، وابن أبي حاتم عن أسماء بنت زيد بن السكن الأنصاري قالت : «طلّقت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يكن للمطلقة عدّة ، فأنزل الله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) وذكر الثعلبي ، وهبة الله بن سلامة في (الناسخ) عن الكلبي ، ومقاتل : «أن اسماعيل عن عبد الله الغفاري طلّق امرأته قتيلة على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يعلم بحملها ، ثم علم فرجّعها ، فولدت فماتت ، ومات ولدها ، فنزلت : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)

الآية : ٢٢٩. قوله تعالى : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ)

أخرج الترمذي ، والحاكم ، وغيرهما عن عائشة قالت : «كان الرجل يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها ، وهي امرأته ، إذا ارتجعها ، وهي في العدة ، وإن طلّقها مائة مرة ، وأكثر حتى قال رجل لامرأته : والله ، لا

١٢٠