الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل - ج ٣

الشيخ حسن محمد مكي العاملي

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل - ج ٣

المؤلف:

الشيخ حسن محمد مكي العاملي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
المطبعة: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
الطبعة: ٧
ISBN: 978-964-357-386-7
ISBN الدورة:
978-964-357-388-1

الصفحات: ٦١٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

إطاعة الأوامر الإضطرارية أو الأوامر الظاهرية ، وغير ذلك . ولعلّ الكلّ يرجع إلى مبدءٍ واحد ، وهو استقلاله بالتحسين والتقبيح الذاتيين ، وهذا هو المنتج لهذه الملازمات والأحكام .

وقد فتح هذا الإعتراف ، للإسلام ، باب البقاء والخلود ، وغدا التشريع الإسلامي في ضوئه ذا سعة وشمول لكثير من الموضوعات المستجدة أو غيرها مما لم يذكر حكمه في الكتاب والسنّة .

نعم ، مَنْ أعدم العقل وعزله عن الحكم في مجالاته الخاصة به ، أَعطى للإسلام ولقوانينه سمة الجمود ، وعدم الشمول كما أنّ مَنْ فَسَح المجال للعقل ، للحكم في كل مورد ليس له طريق إليه ، جعل التشريع الإسلامي لعبة تتلاعب بها الأهواء .

وبما أنّ هذا البحث ، بحث يرجع إلى علم أُصول الفقه ، نقتصر على هذا القدر ، ونختم الكلام بحديث عن الإمام الطاهر ، موسى بن جعفر الكاظم ، وهو يخاطب تلميذه هشام بن الحكم ، بقوله :

« إنّ لله على الناس حجتين ، حجةً ظاهرة ، وحجةً باطنة ، فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء ، والأئمة ، وأمّا الباطنة فالعقول » (١) .

٢ ـ الإعتراف بتبعية الأحكام للمصالح والمفاسد

الأحكام الشرعية ـ حسب ما ينصّ عليه الكتاب ـ تابعة للمصالح والمفاسد ، فلا حرام إلّا لمفسدة في اقترافه ، ولا فريضة إلّا لمصلحة في الإتيان بها . ولا يراد من المصالح والمفاسد خصوص الدنيوية ، بل الأعمّ مما يرجع إلى سعادة البشر في دنياه ، وفي أُخراه .

يقول سبحانه : ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ، وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ، فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) (٢) .

__________________

(١) الكافي ، ج ١ ، ص ١٦ .

(٢) سورة المائدة : الآية ٩١ .

٥٢١
 &

فإذا كانت الأحكام تابعة للمصالح والمفاسد ، وكانت الغاية المتوخاة من تشريعها هي الوصول إلى المصالح والتحرز عن المفاسد ، وبما أنّ المصالح والمفاسد ليست على وزانٍ واحد ، بل لها درجات ومراتب ، عَقَدَ الفقهاءُ باباً لتزاحم الأحكام وتصادمها ، فيقدمون الأهمّ على المهم ، والأكثر مصلحة على الأقل منه ، والأعظم مفسدة على الأحقر منه . وقد أعان فتح هذا الباب على حلّ كثيرٍ من المشاكل الإجتماعية ، التي ربما يتوهّم الجاهل أنّها تعرقل خطى المسلمين في معترك الحياة .

ومن أمثلته : إنّ تشريح بدن الإنسان في المختبرات ، من الأُمور الضرورية الحيوية التي يتوقف عليها نظام الطب اليوم . غير أنّ هذه المصلحة تصادمها حرمة التمثيل بالميِّت ، مسلماً كان أو كافراً ، ولكن عناية الشارع بالصحّة العامة تجعل إحراز هذه المصلحة مقدّمة على المصلحة الأُخرى ، وهي حرمة الميت ، ولكن يقدم في هذا المجال بدن الكافر على المسلم ، والمسلم غير المعروف على المعروف ، وهكذا . وفي ضوء هذا المثال نقدر على طرح أمثلة كثيرة .

٣ ـ الكتاب والسنّة مادة خصبة للتشريع

إنّ الكتاب والسُّنّة مشتملان على أصول وقواعد ، تفي باستنباط آلاف من الفروع التي يحتاج إليها المجتمع البشري على امتداد القرون والأجيال .

وهذه الثروة العلمية التي اختصّت بها الأُمّة الإسلامية من بين سائر الأُمم ، أغنت المسلمين عن التمسّك بكل تشريع سواه .

وتتجلى تلك الحقيقة إذا وقفنا على مرمى حديث الثقلين ، وأنّ العِتْرة الطاهرة ، قرناء القرآن وأعداله ، لا يفترقان أبداً ، ففي ضوء الأحاديث الواردة عن الأئمة الإثني عشر من أهل بيت الرسول الأعظم ، قَدِرَ التشريع الإسلامي ـ على مذهب الإمامية ـ على استنباط أحكام الموضوعات المستجدة الكثيرة ، بوضوح وانطلاق ، ولم يُرَ هناك قُصور فيه .

نعم ، إنّ من اقتصر في مجال السنّة على خصوص ما روته الصحابة عن

٥٢٢
 &

النبي الأكرم ، لم يَرَ بدّاً من اللجوء إلى مقاييس وقواعد ظنية ما أنزل الله بها من سلطان ، كالقول بالقياس والإستحسان والإستقراء ، وغيرها من الظَّنِّيات التي نَهَى الشارع المقدس عن التعبد بها في مجال العبودية ، بقوله : ( قُلْ آللَّـهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّـهِ تَفْتَرُونَ ) ؟ (١)

هذا ، وإنّ الأحاديث الإسلامية في مجال الأحكام الفرعية ، الواردة عن طريق الصحابة ، المنتهية إلى النبي الأكرم ، لا تتجاوز خمسمائة حديث ، تَمُدّها أربعة آلاف (٢) .

ومن المعلوم أنّ هذا المقدار من الأحاديث لا يفي بحاجات المجتمع البشري إلى يوم القيامة ، وهذا يعرب عن أنّ الرسول لم يترك الأُمّة سدىً ، ولم يدفعهم إلى العمل بمقاييس ظنية لا دليل عليها ، وإنّما عالج هذه الناحية الحيوية بالأمر بالرجوع إلى عترته الطاهرة .

إنّ من المؤسف جداً ، رفض الروايات المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، الذين اعترف القريب والبعيد بطهارتهم ووثاقتهم وعُلُوّ شأنهم ، والأخذ بمقاييس ظنية ، وإدارة رحى التشريع بها .

« وَدَعَ عَنْكَ نَهَباً صيح في حجراتِهِ » .

٤ ـ تشريع الإجتهاد

المراد من الإجتهاد هو بذل الوسع في استنباط الأحكام الشرعية عن مصادرها المعيّنة ، وهو رمز خلود الدين وبقاء قوانينه ، لأنّه به تحفظ غضاضة الدين وطراوته ، ويصان عن الإندراس ، وبالتالي يستغني المسلمون عن موائد الأجانب .

أمّا لزوم فتح هذا الباب ، ولا سيما في العصر الحاضر فليس شيئاً يحتاج إلى

__________________

(١) سورة يونس : الآية ٥٩ .

(٢) لاحظ الوحي المحمدي ، لمحمد رشيد رضا ، الطبعة السادسة ، ص ٢١٢ .

٥٢٣
 &

البرهنة ، إذ لم تزل الأُمّة الإسلامية ، في أعصارها الغابرة والحاضرة ، أمام موضوعات مستجدة وطارئة ، فيجب عليها عند ذلك أن تختار سلوك أحد السبل التالية :

ـ إمّا بذل الوُسْع في استنباط أحكامها من الكتاب والسُّنّة والعقل .

ـ أو اتّباع القوانين الوضعية البشرية من غير نظر إلى مقاصد الشريعة .

ـ أو الوقوف والسكوت من غير إفتاء .

ولا شك أن المتعين هو الأول .

وقد كان الإجتهاد مفتوحاً بصورته البسيطة بين الصحابة فالتابعين ، كما أنّه لم يزل مفتوحاً على مصراعيه بين أصحاب الأئمة الإثني عشر ، وهم الذين قالوا لشيعتهم : « إنّما علينا إلقاء الأُصول وعليكم التفريع » (١) .

وإنّ من مواهب الله تعالى ، العظيمة ، على الأُمّة الإسلامية ، تشريع الإجتهاد ، وفسح المجال لعلماء الأمّة لأن يناقشوا أفكارهم ، فلم تقم للإسلام دعامة ، ولا حفظ كيانه ونظامه إلّا على ضوء هذه البحوث والمناقشات العلمية وردّ صاحب فكر على ذي فكر آخر ، وقد حكى شيخنا العلامة المتضلع ، شيخ الشريعة الأصفهاني ـ رحمه الله ـ عن بعض الأعلام ، قوله : « إنّ عدم محاباة العلماء ، بعضهم لبعض ، من أعظم مزايا هذه الأُمّة ، التي أَعْظَمَ الله بها عليهم النعمة ، حيث حفظهم عن وصمة محاباة أهل الكتابين ، المؤدية إلى تحريف ما فيهما ، واندراس تينك الملتين ، فلم يتركوا لقائل قولاً فيه أدنى دخل إلّا بيّنوه ، ولفاعل فيه اعوجاج إلّا قوّموه ، حيث اتّضحت الآراء وانعدمت الأهواء ، ودامت الشريعة البيضاء ، على مِلىء الآفاق بأضوائها ، مأمونة عن التحريف ، ومصونة عن التصحيف » (٢) .

وقد جَنَت بعض الحكومات الإسلامية ، حيث أقفلت باب الإجتهاد ، في

__________________

(١) الوسائل ، ج ١٨ ، كتاب القضاء ، الباب السادس من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٥٢ .

(٢) إبانة المختار ، ص ١ .

٥٢٤
 &

أواسط القرن السابع ، وحرمت الأُمّة الإسلامية من هذه الموهبة العظيمة ، يقول المقريزي :

« استمرت ولاية القُضاة الأربعة ، من سنة ٦٦٥ ، حتى لم يبق في مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف من مذاهب الإسلام ، غير هذه الأربعة وعودي من تمذهب بغيرها ، وأُنكر عليه ، ولم يُوَلَّ قاضٍ ، ولا قُبلت شهادة أَحد ، ما لم يكن مقلداً لأحد هذه المذاهب ، وأفتى فقهاؤهم في هذه الأمصار ، في طول هذه المدة ، بوجوب اتّباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها ، والعمل على هذا إلى اليوم » (١) .

ومن بوادر الخير أَنْ وَقَفَ غيرُ واحدٍ من أهل النظر من علماءِ أهل السنة ، وقفة موضوعية ، وأحسّوا بلزوم فتح هذا الباب بعد قفله قُرُوناً (٢) .

٥ ـ حقوقُ الحاكِم الإسلامي

من الأسباب الباعثة على كون التشريع الإسلامي ، صالحاً لحلّ المشاكل ، أنّه منح للحاكم الإسلامي كافة الصلاحيات المؤدية إلى حقّ التصرّف المطلق في كل ما يراه ذا صلاحية للأُمّة ، ويتمتع بمثل ما يتمتع به النبي والإمام من النفوذ المطلق ، إلّا ما يعد من خصائصهما .

مثلاً : إذا رأى الحاكم أنّ المصلحة تقتضي فتح طريق أو شارع في أملاك الناس ، فَلَهُ أَنْ يُقَرِّرَ وينفِّذَ ما يحقّق هذه الغاية في ضوء العدل والإنصاف : فله أن يُجْبِرَ أصحابَ الأراضي التي يمرّ بها الطريق ، على بيع أراضيهم أو يشتريها بثمن مناسب .

أو إذا أراد رفع المعيشة العامة إلى مستوى خاص ، فله وضع الضريبة على صنف خاص من أبناء الشعب ، أو كلّهم لتأمين هذه الغاية .

__________________

(١) الخطَطُ المقريزية ، ج ٢ ، ص ٣٤٤ .

(٢) لاحظ تاريخ حصر الإجتهاد ، لشيخنا العلامة الطهراني ، ودائرة المعارف لفريد وجدي ، مادة « جهد » و « ذهب » . وغير ذلك ممّا أُلف في هذا المضمار .

٥٢٥
 &

كما أنّ له أن يقرر ما يراه مناسباً لتنظيم السير في الشوارع ، متوخياً في ذلك سلامة النفوس ، وسهولة الذهاب والإياب ، كلّ ذلك في إطار العدل والإنصاف والقوانين العامة الإسلامية .

قال المحقق النائيني رحمه الله : « فُوّضَ إلى الحاكم الإسلامي وضع ما يَراهُ لازماً من المقررات ، لمصلحة الجماعة وسدّ حاجاتها في إطار القوانين الإسلامية » (١) .

وهذه الحقوق ثابتة للنبي الأكرم ، لقوله سبحانه : ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) (٢) .

كما أنّها ثابتة لخلفائه المعصومين ، وبعدهم لعلماء الأمّة وفقهاء الدين الذين أُلقيت على كواهلهم أُمور تدبير حياة الأُمّة ، وصيانة الشريعة .

وهناك كلمة قيمة للإمام الخميني ـ قدّس سرّه ـ نأتي بنصّها :

« إنّ الحاكم الإسلامي إذا نجح في تأسيس حكومة إسلامية في قطر من أقطار الإسلام ، أو في مناطقه كلّها ، وتوفرت فيه الشرائط والصلاحيات اللازمة ، وأخصّ بالذكر : العلم الوسيع ، والعدل ، يجب على المسلمين إطاعته ، وله من الحقوق والمناصب والولاية ، ما للنبيّ الأكرم من إعداد القوات العسكرية ، ودعمها بالتجنيد ، وتعيين الوُلاة وأخذ الضرائب ، وصرفها في محالّها ، إلى غير ذلك . . .

وليس معنى ذلك أنّ الفقهاء والحُكّام الإسلاميين ، مثل النبي والأئمة في جميع الشؤون والمقامات ، حتى الفضائل النفسانية ، والدرجات المعنوية ، فإنّ ذلك رأي تافِهٌ لا يُركنُ إليه ، إذ إنّ البحث إنّما هو في الوظائف المحولة إلى الحاكم الإسلامي ، والموضوعة على عاتقه ، لا في المقامات المعنوية والفضائل النفسانية ،

__________________

(١) تنبيه الأمّة وتنزيه المِلّة ، ص ٩٧ .

(٢) سورة الأحزاب : الآية ٦ .

٥٢٦
 &

فإنّهم صلوات الله عليهم ، في هذا المضمار ، في درجة لا يدرك شأوهم ، ولا يشق لهم غُبار ، حسب روائع نصوصهم وكلماتهم .

وليست السلطة مفخرة للحاكم يعلو بها على سائر المحكومين ، بل هي من وجهة النظر الإسلامية مسؤولية إجتماعية كبرى أمام الله سبحانه أوّلاً ، وأمام المسلمين ثانياً . والجهة الجامعة ما بين الحاكم والإمام في إدارة دفة الحكم وسياسة العباد ، ليس لها أي ارتباط بالمُثُل الخلقية والصفات النفسانية » (١) .

ثم إنّ البحث حول حقوق الحاكم الإسلامي ، الذي يمهّد الطريق لسيادة الأحكام الإسلامية طويل الذيل يرجع فيه إلى مفاهيم القرآن (٢) .

وأمّا الأمر الثاني ، وهو أنّ التشريع الإسلامي ينظر إلى الكون والمجتمع بسعة ورحابة ، مع مرونة خاصة تساير الحضارات الإنسانية المتعاقبة ، فقد أحرز ذلك بتحقيق أُمور ثلاثة :

١ ـ النظر إلى المعاني دون الظواهر

الإسلام يهتم بالمعنى دون الظاهر ، وهذه إحدى العِلَل لبقاء أحكامه وخلودها ، وقد أوضحنا حال ذلك عند البحث عن إتّقان التشريع والتقنين الإسلامي .

__________________

(١) ولاية الفقيه ، للإمام السيد الخميني ، ص ٦٣ ـ ٦٦ . وقد كان سماحته حيّاً يرزق ونحن نجري القلم على هذه المواضع ، لكنه لبّى دعوة ربّه والتحق بالرفيق الأعلى ليلة الأحد التاسع والعشرين من شهر شوال عام ١٤٠٩ للهجرة . وقد كان ـ قدّس الله سرّه ـ رجلاً مثالياً في التقوى ، وبطلاً في العلم ، ومجاهداً مناضلاً في سبيل إعلاء كلمة الحق . وبالحق كان مصداقاً لقول الشاعر :

ليس من الله بِمُسْتَنْكر

أَنْ يَجْمَعَ العالَم في واحدٍ

أعلى الله مقامه ، ورفع في الجنان درجته .

(٢) قد أشبع شيخنا الأستاذ ـ دام ظله ـ الكلام في هذا المضمار ، فلاحظ « مفاهيم القرآن » ، ج ٢ ، ص ٢٦٥ ـ ٢٩٦ .

٥٢٧
 &

٢ ـ الأحكام التي لها دور التحديد

من الأسباب الموجبة لمرونة هذا الدين وصلاحيته للبقاء ، وجود قوانين حاكمة على القوانين العامة ، مثل قاعدة ، « لا حرج » ، و « لا ضَرَرَ » ، وغير ذلك مما أوضحنا حاله عند البحث عن إتقان التشريع والتقنين الإسلامي .

٣ ـ الإسلام شريعة وُسْطى والأُمّة الإسلامية أُمّة وَسَط

من الأسباب الدافعة إلى صلوح الإسلام للبقاء والخلود ، كونه ديناً جامعاً بين الدعوة إلى المادة ، والدعوة إلى الروح ، وديناً وسطاً بين المادية البحتة ، والروحيّة المحضة ، وبذلك جاء شريعة تامّة لم تعطّل الفطرة في تشريعاتها ، ولم تلقي حبلها على عاتقها لتخرج عن حدودها ، فأخذت من الدنيا ما هو لصالح العباد ، ومن الآخرة مثله .

فكما أنّ الإسلام ندب إلى العبادة ، ندب إلى طلب الرزق أيضاً ، بل ندب إلى ترويح النفس ، والتخلية بينها وبين لذاتها .

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : « للمؤمن ثلاثُ ساعات ، ساعةٌ يُناجي فيها ربَّه ، وساعة يَرُمّ فيها معاشه ، وساعةٌ يُخلّي بين نفسه ولذّاتها » (١) .

فقد قرن بين عبادة الله ، وطلب الرزق ، وترفيه النفس ، بحيث جعل الجميع في مستوى واحد .

فكما أنّ أداء الصلاة والصوم ، والحج ، وظائف دينية ، فكذلك إنّ شقَّ الطريق لطلب الرزق والمعاش ، والقيام بنزهة بين الرياض ، أو سباحة في الأحواض ، والأعمال الرياضية البدنية ، وظيفة دينية للمؤمن ، ولأجل هذا ينسجم الإسلام مع الحضارات المتواصلة .

*       *      *

__________________

(١) نهج البلاغة ، باب الحِكم ، رقم ٣٩٠ .

٥٢٨
 &

هذه هي الخاتمية ، ودلائلها المشرقة ، وشبهاتها الضئيلة ، وأسئلتها المهمة ، وأجوبتها الرصينة ، طرحناها معرض البحث والتنقيب ، ولم يكن رائدنا إلّا تبنّي الحقيقة ، متجرّدين عن كل رأي مسبق لا دليل عليه .

تمّ الكلام بحمده تعالى في النُّبُوّة الخاصة .

*       *      *

٥٢٩
 &

ملحق (١)

(١)

تعليق للمؤلف

أما ما يرجع إلى آدم عليه السلام من النسيان ـ بل غيره من الصفات ، كالعصيان ـ فمفتاح حلّه وفك عقدته أن يُعلم أنّ الدار التي كان فيها آدم لم تكن دار تكليف ، فلم تكن الأوامر التي تلقاها آدم ، مولوية يترتب على فعلها الثواب ومخالفتها العقاب ، بل كانت إرشادية إلى ما فيه المنفعة لا غير .

فإذا لم تكن تلك دار تكليف ، ولا يترتب على نسيان آدم أي محذور عقلي من المحاذير المتقدمة ، كأدائه إلى انتفاء الغرض من بعثه بتطرق احتمال النسيان إلى ما يحمله من شرع ويبلغه من مبادىء ، فلا مانع من تجويز السهو والنسيان عليه .

وأمّا ما وقع من موسى عليه السلام في الموردين ، أعني قوله : « نسيا حوتهما » ، وقوله « لا تؤاخذني بما نسيت » ، فقد قيل إنّه بمعنى الترك ، وليس كذلك ، لإباء السياق عنه أولاً ، ولأنّ الترك الذي يطلق عليه النسيان منشؤه إمّا ضعف القلب ، أو الغفلة ، أو القصد حتى ينحذف من القلب ذكره ، والأوّلان خلاف المطلوب والثالث خلاف المورد والسياق .

وقال الشيخ الطوسي في التبيان ، في قوله : ( نَسِيَا حُوتَهُمَا ) ؛ « إنّما نسيه يوشع بن نون ـ فتاه ـ وأضافه إليهما ، كما يقال نسي القوم زادهم وإنّما نسيه بعضهم » (٢) . ولكنه لا ينفع في المراد ، لأنّ يوشع بن نون نبي أيضاً . نعم ، لو

__________________

(١) راجع إلى ص ١٩٩ .

(٢) التبيان ، ج ٧ ، ص ٦٦ ، ط النجف ١٣٨١ .

٥٣٠
 &

لم يكن الفتى يوشع بن نون ، لاتجه ما ذكره .

وقال في الآية الثانية : « وقيل في معنى نسيت ثلاثة أقوال :

أحدها : ما حكي عن أبيّ بن كعب أنّه قال : « معناه بما غفلت ، من النسيان الذي هو ضدّ الذكر » .

والثاني : ما روي عن ابن عباس أنّه قال : « معناه بما تركت من عهدك » .

والثالث : لا تؤاخذني بما كأنّي نسيته ، ولم ينسه في الحقيقة ـ في رواية أخرى عن أبيّ بن كعب » (١) .

واختار العلّامة الطباطبائي في ميزانه وقوع النسيان من موسى في المورد الأول على حقيقته ، قال : « فمعنى نسيا حوتهما بنسبة النسيان إليهما معاً : نسيا حال حوتهما ، فموسى نسي كونه في المكتل فلم يتفقده ، والفتى نسيه إذ لم يخبر موسى بعجيب ما رأى من أمره .

ثم قال في ذيل قول فتاه : ( أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ) ، « ولا ضير في نسبة الفتى نسيانه إلى تصرف من الشيطان بناء على أنّه كان يوشع بن نون النبي ، والأنبياء في عصمة إلهية من الشيطان لأنّهم معصومون مما يرجع إلى المعصية ، وأما مطلق إيذاء الشيطان فيما لا يرجع إلى معصية فلا دليل يمنعه .

قال تعالى : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) (٢) .

وحمل النسيان في المورد الثّاني على ضرب من الاعتذار (٣) .

والذي يمكن أن يقال جمعاً بين ما أفاده العلمان ، أن كون الفتى هو يوشع بن نون النبي غير مسلّم ـ وإن جاء في رواية العياشي عن أبي حمزة البطائني عن أبي

__________________

(١) المصدر السابق ، ص ٧٤ .

(٢) سورة ص : الآية ٤١ ، الميزان ، ج ١٣ ، ص ٣٣٩ ـ ٣٤١ .

(٣) المصدر السابق ، ص ٣٤٤ .

٥٣١
 &

جعفر عليه السلام قال : « كان وصي موسى يوشع بن نون ، وهو فتاة الذي ذكره في كتابه » ـ ولكنها مرسلة ، فيقال هنا ـ حينئذٍ ـ إنّ الذي نسي هو الفتى وإنّما نسب إليهما ، كما يقال : نسي القوم زادهم ، وإنّما نسيه بعضهم ، على ما ذكره الشيخ . هذا في المورد الأول .

وأمّا في المورد الثاني ، فهو ضرب من الاعتذار .

وبذلك ينجلي الحال فيما نسب إلى موسى من النسيان .

*       *      *

٥٣٢
 &

ملحق (١)

(٢)

إنّ البحث عن الإعجاز البياني للقرآن الكريم بحث مهم لم يستوفه علماء العقائد في كتبهم الكلامية ، ولأجل ذلك رأينا من اللازم الخوض فيه على وجه مبسوط مقنع . وقد كتبت حول هذا القسم من الإعجاز ، كتب ورسائل ، بيد أئمة البلاغة ، قديماً وحديثاً ونشير هنا إلى بعض ما اعتمدنا عليه في تنظيم هذه المباحث ، واستضأنا من أنواره :

١ ـ بيان إعجاز القرآن ، لأبي سليمان ، محمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي ( ت ٣١٩ ـ م ٣٨٨ ) .

٢ ـ النكت في إعجاز القرآن ، لأبي الحسن ، علي بن عيسى الرماني ، ( ت ٢٩٦ ـ م ٣٨٦ ) .

٣ ـ الرسالة الشافية ، لأبي بكر عبد القاهر عبد الرحمن الجرجاني المتوفى عام ٤٧١ .

وهذه الرسائل الثلاث طبعت في مجموعة واحدة باسم « ثلاث رسائل في إعجاز القرآن » في مصر .

٤ ـ إعجاز القرآن : لأبي بكر محمد بن الطيّب الباقلاني ، المتوفى عام ٤٠٣ .

٥ ـ سر الفصاحة ، لابن سنان الخفاجي ، المتوفى عام ٤٦٤ هـ .

٦ ـ الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ، تأليف السيد

__________________

(١) راجع إلى ص ٢٥٩ .

٥٣٣
 &

يحيى بن حمزة العلوي اليمني متوفى عام ٧٤٩ هـ ، طبع في مصر في ثلاثة أجزاء ، طبعة المقتطف ، عام ١٣٣٣ هـ . وهو كتاب قيّم ، خصوصاً الجزء الثالث منه .

٧ ـ الإتقان في علوم القرآن ، للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى عام ٩١١ ، أربع أجزاء في مجلدين .

٨ ـ إعجاز القرآن والبلاغة النبوية ، تأليف مصطفى صادق رافعي ، الطبعة الثامنة .

٩ ـ مناهل العرفان في علوم القرآن ، تأليف محمد عبد العظيم الزرقاني ، طبع في مصر في جزءين .

١٠ ـ إعجاز القرآن ، تأليف عبد الكريم الخطيب ، الطبعة الثانية ، بيروت ١٣٩٥ .

١١ ـ المعجزة الخالدة ، تأليف العلامة هِبَة الدين الشهرستاني المتوفى عام ١٣٨٦ طبعة ١٣٣٩ هـ .

١٢ ـ البيان في تفسير القرآن للعلامة المحقق السيد أبو القاسم الخوئي دام ظله .

وغير ذلك من عشرات الكتب التي رجعنا إليها في تدوين هذا القسم من الإعجاز .

٥٣٤
 &

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUEElahyyat-part03imagespage0535.png

٥٣٥
 &

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعق الجزء الثالث

٥٣٦
 &

فهرس الآيات

رقم الآية / الصفحة

فاتحة الكتاب

( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )

٧ / ١٨٠

سورة البقرة

( الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )

١ ـ ٣ / ٨٧ و ١٢٩ و ٣١٠ و ٤١٨

( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّـهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

١٦ ـ ٢٠ / ٢٩٧

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ

٥٣٧
 &

تَتَّقُونَ )

٢١ / ٤٧٤

( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )

٢٣ / ١٠٣ و ٢٢٥ و ٢٣٠

( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ * فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )

٣١ ـ ٣٧ / ٣٧٩

( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ )

٤٧ / ٤٣

( وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا )

٦٠ / ١١٠

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

٦٢ / ٤٧٨

( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ )

٦٥ / ٨٨

( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَىٰ )

٧٣ / ٨٨

٥٣٨
 &

( وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ )

٧٥ / ٣٧٨

( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً )

٨٠ / ٤٧٩

( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ )

٨٧ / ٣٩٢ و ٤٤٤

( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ )

٨٩ / ٢٢٥

( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )

٦٠ / ١١٠

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

١٠٢ ـ ١٠٣ / ٨٨ و ٣٠٣

( تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

١١١ ـ ١١٢ / ٤٨٠

( وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ )

١١٥ / ٤٢٤

( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

١٢٩ / ١٧٠ و ٢٨٨

( إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )

١٣٣ / ٣٨٨

( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا )

١٣٥ / ٤٨١

( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ )

١٣٧ / ٤٨٣

٥٣٩
 &

( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )

١٤٣ / ١٩٥ و ٤٠٧

( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ )

١٤٥ / ٥٧

( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )

١٤٦ / ١١٦ و ٢٢٤ و ٤٤٧

( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ )

١٥٩ / ٣٧٨

( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ )

١٧٣ / ٤٠٣

( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ . . . يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )

١٨٥ / ٢٢٦ و ٤٠٣ و ٤٧٤

( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

٢١٣ / ٣٦ و ١٨٥

( فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ )

٢٥١ / ٢١٧ و ٣٩٠

( اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )

٢٥٥ / ٣٠٩

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا )

٢٧٨ / ٤٦١

( فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ )

٢٧٩ / ٤٠٢

٥٤٠