قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل [ ج ٣ ]

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل [ ج ٣ ]

437/616
*

المقام الثاني

الإستدلال على نبوته بمعاجزه الأخَر

إنّ أوّل ما كان الأنبياء يُطالَبون به ـ كوثيقة تثبت صحّة مدعاهم ، وصحة إنتسابهم إلى الله تعالى ـ هو الإتيان بالبيّنات والمعجزات . وهذا هو القرآن يحدّثنا أنّ صالحاً عليه السلام عندما حَذّر قومه من سخط الله ، وأخبرهم بأنّه رسولُهُ إِليهم ، طالبوه بالمعجزة قائلين : ( مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ، فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) (١) .

وقد جرت سيرة الناس مع النبي الأكرم على ذلك ، حيث طالبوه بالإتيان بالمعاجز في بدء دعوته ، وكان الرسول العظيم يلبّي طلباتهم . وبالرغم من كثرة هذه المعاجز التي حفظها الحديث والتاريخ ، أبى بعض من ناوىء الإسلام ، إلّا إنكارها ، والإصرار على أنّ نبيَّ الإسلام لم يأت بمعجزة سوى القرآن .

إنّ هذه الشبهة حول معاجز الرسول الأكرم ، نجمت من الكُتَّاب المسيحيين ، تقليلاً من أهمية الدعوة المُحَمَّدية ، وحطّاً من شأن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .

فهذا هو « فندر » ـ القسيس الألماني ـ يقول في كتابه « ميزان الحق » : إنّ

__________________

(١) سورة الشعراء : الآية ١٥٤ . وقد وردت آيات بهذا المضمون في سُوَرٍ شتّى .

left