قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل [ ج ٣ ]

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل [ ج ٣ ]

252/616
*

وشهد الشهادتين ، ثم قام وأخذ بيد مُصعب وقال : « أَظْهِر أَمرَكَ ولا تهابَنَّ أَحداً » .

*       *      *

ولما كان للقرآن تأثيره العجيب في نفوس الشباب ، إحتالت قريش في اللَّبس على الناس باللجوء إلى جملة من الأعمال الوقائية ، لِتَصُدَّ تأثير القرآن في النفوس المتهيئة لقبول الحق ، تعرّض لها التاريخ والسير النبوية ، أهمها :

١ ـ منع الناس ، وخاصةً الشخصيات والوجهاء ، من سماع القرآن ومقابلة الرسول .

٢ ـ عزو القرآن إلى السحر .

٣ ـ دعوة القصاصين لسرد أخبار الأُمم .

وكلُّ ذلك يدلّ على أنّ القرآن كان كلاماً ممتازاً فائقاً كلام البشر ، له تأثير فريد في النفوس بحيث يجذب إليه الناس بمجرّد سماعهم ، بلا اختيار . وفيما يلي بيان هذه الأعمال :

١ ـ منع سماع القرآن

يحكي لنا القرآن أنّ المشركين تواصوا بترك سماع القرآن والإلغاء عند قراءته في قوله : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (١) . أي عارضوه باللّغو بما لا يُعْتَدُّ به من الكلام ، حتى لا يصل كلامه إلى أسماع الآخرين .

ومع ذلك كله فأولئك الذين كانوا مبدءاً لردع الشباب عن سماع القرآن ، قد نقضوا عهدهم ، لشدّة التذاذهم من سماعه .

__________________

(١) سورة فصلت : الآية ٢٦ .

left