أبكار الأفكار في أصول الدّين - ج ٢

أبي الحسن علي بن محمد بن سالم الثعلبي [ سيف الدين الآمدي ]

أبكار الأفكار في أصول الدّين - ج ٢

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمد بن سالم الثعلبي [ سيف الدين الآمدي ]


المحقق: د. أحمد محمد المهدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الكتب والوثائق القوميّة
المطبعة: مطبعة دار الكتب والوثائق القوميّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٣١

الفصل الثانى

فى مأخذ جواز تسميات الأسماء الحسنى (١)

وليس مأخذ الجواز فى ذلك دليلا عقليا ولا قياسا لفظيا ، وإلا كان تسمية الرب ـ تعالى ـ بكونه (٢) فقيها ، وعاقلا (٢) مع صحة معانى هذه التسميات فى حقه ؛ وهى العلم ، (والعقل (٣)) ، والفقه ؛ أولى من تسميته : بالمكر ، والخديعة ، والكيد ، والوكيل مع إشكالها فى ظواهرها ؛ بل مأخذ ذلك : إنما هو : الإطلاق ، والإذن من الشارع. فكل ما ورد الإذن من الشارع به ؛ جوزناه ، وما ورد المنع منه ؛ منعناه ، وما لم يرد فيه إطلاق ، ولا منع :

فقد قال بعض أصحابنا ؛ بالمنع منه ؛ وليس القول بالمنع مع عدم ورود المنع منه ؛ أولى من القول بالجواز ؛ مع عدم ورود التجويز ؛ إذ المنع والتجويز ، حكمان ، وليس إثبات أحدهما مع عدم دليله ؛ أولى من الآخر ؛ بل الحق فى ذلك الوقف. وهو أنا لا نحكم بجواز ، ولا منع. والمتبع فى ذلك من الظواهر الشرعية ما هو المتبع فى سائر الأحكام ، وهو أن يكون ظاهرا فى دلالته ، وفى صحته.

ولا يشترط فيه القطع ، كما ذهب إليه بعض الأصحاب ، لكون التجويز والمنع ، من الأحكام الشرعية ، وأن التفرقة بين حكم ، وحكم فى اشتراط القطع فى أحدهما دون الآخر ؛ تحكم لا دليل عليه.

فإن قيل : تسميات أسماء الصفات ، وإن كان مفيدا. إلا أن ما ورد من تسميات الذات فغير مفيد ؛ لأن المقصود من التسمية : إنما هو التعريف ، والتعريف بها لنفس الذات ؛ غير ممكن.

أما بالنسبة إلى الله ـ تعالى ـ : فلأن علمه بذاته ، وبغيرها ؛ غير متوقف على تسمية ، ولا غيرها من التعريفات ، وإلا كان بتقدير عدم ذلك المعرف جاهلا ؛ وهو محال.

__________________

(١) انظر أصول الدين للبغدادى ص ١١٥ ـ ١١٦ والمواقف ص ٣٣٣ وشرح المقاصد ٢ / ١٢٦ ، ١٢٧.

(٢) فى ب (فقيها عاقلا).

(٣) ساقط من أ.

٥٠١

وأما بالنسبة إلى الواحد منا ؛ فلأن معرفة حقيقة ذات (١) الإله (١) غير ممكنة له على ما سبق (٢) فى مسائل الصفات.

قلنا : ما ذكرتموه ، فمبنى (٣) على وجوب رعاية الغرض ، والمصلحة (٤) / فى أفعال الله ـ تعالى ـ وقد سبق بطلانه (٥).

وإن سلمنا ذلك : ولكن لا نسلم أن معرفة حقيقة ذات الإله غير ممكن على ما سبق فى مسائل الصفات.

__________________

(١) فى ب (الله تعالى).

(٢) فى ب (ما سلف).

(٣) فى ب (مبنى).

(٤) فى ب (والمقصود).

(٥) انظر ل ١٨٦ / أوما بعدها.

٥٠٢

الفصل الثالث

فى معانى أسماء الله (١) ـ تعالى (٢) ـ

والأسماء الحسنى تسعة وتسعون اسما (٣).

١ ـ أولها : الله : وهو من الأسماء الخاصة بذاته لا يوصف به غيره ـ تعالى ـ وقد اختلف فيه.

فذهب ذاهبون : إلى أنه اسم علم للذات ، لا اشتقاق له (٤).

وذهب ذاهبون : إلى أنه مشتق ؛ إذ الأصل فيه : إله ، غير أنه دخلت عليه اللام للتفخيم والتعظيم ، فقالوا : الإله.

ولما كان استعمال ذلك غالبا ، والهمزة مستقلة ، حذفوا الهمزة ، وأدغموا لام التعظيم فى اللام الأخرى فقالوا : الله.

ومنهم من قال : الأصل فيه لاه. غير أنهم أدخلوا عليه لام التعظيم فقالوا : الله.

__________________

(١) انظر الأسماء والصفات للبيهقى ، والاعتقاد له أيضا من ١٣ ـ ٢١ والإرشاد لإمام الحرمين ص ١٤٣ ـ ١٥٥ والمقصد الأسنى للغزالى من ص ٤٨ إلى آخر الكتاب وشرح المواقف للإيجي ٢ / ٤٠٤ ـ ٤٠٧ فما فيه اختصار لما ورد هنا مفصلا. ومن الكتب الحديثة : كتاب الأسماء الحسنى للدكتور حسن عز الدين الجمل وكتاب الأسماء الحسنى ـ لابى الوفاء محمد درويش ـ واشتقاق الأسماء الحسنى للزجاجى رسالة دكتوراه بجامعة عين شمس أعدها عبد الحسين المبارك.

(٢) فى ب (الحسنى).

(٣) ما ذكره الآمدي هنا يتفق مع ما جاء فى صحيح الترمذي الجزء الثالث عشر ص ٣٤ (حدثنا الوليد بن مسلم.

حدثنا شعيب ... عن أبى هريرة ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة وهى ...» ثم شرع فى عدها كما نقلها الآمدي هنا.

كما جاء فى صحيح البخارى الجزء الثامن ص ١٠٩ ما يتفق مع هذه الرواية.

وجاء فى الجزء الحادى عشر من كتاب فتح البارى بشرح صحيح البخارى للعسقلانى ص ١٨٠ أن رواية الوليد عن شعيب هى أقرب الطرق الى الصحة ، وعليها عول غالب (من شرح الأسماء الحسنى). كما جاء فى كتاب الاعتقاد على مذهب السلف للحافظ البيهقى ص ١٣ ، ١٤ برواية الوليد. ثم ذكر رواية أخرى سأذكرها فى آخر الفصل وأوضح ما بينهما من فروق. وقد ورد فى سنن ابن ماجة الجزء الثانى ص ٢٢٨ باب أسماء الله عزوجل.

برواية أخرى عن زهير بن محمد التميمى عن أبى هريرة : ما يخالف رواية الوليد فى خمسة وعشرين اسما على ما سأوضحه فى نهاية هذا الفصل. مع العلم بأن الأرقام التى ذكرتها ليست فى الأصل.

(٤) وهو أحد قولى الخليل ، وسيبويه ، والمروى عن أبى حنيفة ، والشافعى ، وأبى سليمان الخطابى ، والغزالى رحمهم‌الله.

(انظر شرح المواقف ٢ / ٤٠٤).

٥٠٣

ثم أختلف هؤلاء فى جهة اشتقاقه :

فمنهم من قال : إنه (١) مأخوذ من التأله ؛ وهو التعبد.

ومنهم من قال : إنه (٢) مأخوذ من الوله ؛ وهو الحب (٣).

وقيل معنى الإله : هو القادر على الخلق ؛ فيرجع حاصله إلى صفة القدرة.

وقيل : هو الّذي لا يكون إلا ما يريد.

وقيل : هو الغالب الّذي لا يغلب.

وقيل : هو الّذي لا يصح التكليف إلا منه.

وحاصل هذه الوجوه يرجع إلى صفة فعلية ، وسلبية.

٢ ـ ٣ ـ الرّحمن. الرّحيم

معناهما مريد الإنعام على الخلق ؛ فيرجع حاصلهما إلى صفة الإرادة ؛ وهما بمنزلة الندمان ، والنديم.

والرحمن : من الأسامى المختصة بالله ـ تعالى ـ دون غيره ؛ بخلاف الرحيم.

وقال ابن عباس : الرّحمن لخلقه جميعا ، والرّحيم للمؤمنين خاصة.

وقيل : الرّحيم لأهل الدنيا. والرّحمن لأهل الآخرة.

وقيل : الرّحمن يرحم خلقه. والرّحيم هو العطوف بالرزق على عباده.

٤ ـ الملك

قيل معناه : أنه يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، ويستحيل عليه الإذلال ؛ وحاصله راجع (٤) إلى صفة فعلية ؛ وسلبية.

وقيل : هو الملك السالب ؛ فيرجع حاصله إلى صفة فعلية.

__________________

(١) فى ب (هو).

(٢) فى ب (هو).

(٣) فى ب (الحيرة).

(٤) فى ب (يرجع).

٥٠٤

وقيل : هو الّذي يولى ، ويعزل ؛ ولا يتصور عليه تولية ، ولا عزل ؛ وهو أيضا راجع إلى صفة فعلية ، وسلبية.

وقيل : هو المنفرد بالعز ، والسلطان : أى متصف (بهما) (١) دون غيره.

والعز : هو القدرة على ما يأتى ؛ فيرجع حاصله إلى صفة القدرة ، وصفة سلبية.

وقيل : هو ذو الملك / والملك خلقه.

وعلى هذا : فتسميته بالملك إنما يصح فيما لا يزال ، لا فى الأزل.

وقال القاضى أبو بكر : هو القادر.

وعلى هذا : فيعود إلى صفة القدرة ، ويكون مسمى بالملك فى الأزل ؛ لكونه قادرا أزلا ، والجواهر فى حال بقائها ، وإن لم تكن مقدورة الإيجاد ؛ فلا تخرج عن كونها مملوكة باعتبار القدرة على إبقائها ، إما بخلق البقاء لها ، أو بخلق الأعراض التى لا يتم بقاء الجواهر إلا بها.

٥ ـ القدّوس

قيل معناه : إنه البريء من المعايب ؛ فيكون صفة نفى.

وقيل : هو الّذي له الكمال فى كل وصف اختص به.

وقيل : هو الّذي لا تحدّده الأوهام ، ولا تصوّره الأبصار ؛ فيكون صفة سلبية.

٦ ـ السّلام

قيل معناه : ذو السلامة عما يستحيل عليه من النقائص ؛ فيكون صفة سلبية.

وقيل : هو ذو السلم : أى أن السلامة به ، ومنه ؛ فيكون صفة فعلية.

وقيل : بل معناه إنه يسلم على خلقه. ومنه قوله ـ تعالى ـ : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) (٢) ؛ فيكون صفة كلامية.

__________________

(١) فى أ (به).

(٢) سورة يس ٣٦ / ٥٨.

٥٠٥

٧ ـ المؤمن

قيل معناه : المصدّق لنفسه ورسله ، فيما أتوا (١) عنه (١) فى تبليغهم : إما بالقول ؛ فيكون صفة كلامية ، أو بخلق المعجزة ؛ فيكون صفة فعلية.

وقيل معناه : أنه يؤمّن عباده من الفزع الأكبر : إما بأن يخلق لهم الطمأنينة من ذلك ؛ فيرجع إلى صفة فعلية ، أو بأن (يخبرهم) (٢) بالأمن من ذلك ؛ فيرجع إلى صفة كلامية.

وقيل معناه : إن الحقائق منكشفة (٣) له ؛ فيرجع إلى صفة العلم.

وقيل معناه : إن القول قوله ، لا خلاف عليه (٤) ؛ فيرجع إلى صفة كلامية ، وسلبية.

وقيل معناه : استحالة الزوال عليه ؛ فيكون (٥) صفة سلبية.

٨ ـ المهيمن

قيل معناه : الشاهد. ومنه قوله ـ تعالى ـ : (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (٦) : أى شاهدا عليه. ومنه قول الشاعر :

إنّ الكتاب مهيمن لنبيّنا

والحقّ يعرفه ذوو الألباب

لكن من الأئمة من فسر كونه شهيدا بمعنى كونه عالما ؛ فيرجع إلى صفة العلم.

ومنهم من فسره بالقول المصدق ؛ فيرجع إلى صفة الكلام.

وقيل معنى المهيمن : الأمين : أى الصادق فى قوله :

وقيل معناه : الحفيظ ؛ وسيأتى شرحه (٧).

__________________

(١) فى ب (اخبروا به).

(٢) فى أ (يخرجهم).

(٣) فى ب (منتسبة).

(٤) فى ب (عليه فيه).

(٥) فى ب (فيرجع الى).

(٦) سورة المائدة ٥ / ٤٨.

(٧) انظر ل ٢٩٦ / أ.

٥٠٦

٩ ـ العزيز

هو الّذي لا يرام (١).

وقيل : هو الّذي لا يخالف فى مراده.

وقيل : هو الّذي لا يخوف / بالتهديد.

وقيل : هو الّذي لا يحط عن منزلته.

وقيل : هو الّذي لا مثل له.

وقيل : هو الّذي لا يحد بحد.

وقيل : هو الّذي لا يصح عليه نقص ؛ وحاصل الكل (٢) يرجع إلى صفات سلبية.

وقيل : هو الّذي يعذب من أراد.

وقيل : هو الّذي عليه ثواب العاملين ؛ فيكون صفة فعلية.

وقيل : هو القادر ، والعزة هى القدرة. ومنه المثل (٣) قولهم : من (٤) عز بز (٤).

وقال ـ تعالى ـ : (فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) (٥) : أى قومنا ، وأيدنا ؛ فيرجع إلى صفة القدرة.

١٠ ـ الجبّار

قيل هو مأخوذ من الجبر ، وهو الإصلاح. ومنه يقال : جبرت العظم ، فانجبر.

وقيل : هو الحامل لخلقه على ما يريد.

وقيل : هو المنيع الّذي لا ينال. ومنه يقال للنخلة إذا طالت وقصرت عنها الأيدى جبارة.

وقيل : هو الّذي لا يخبو عند التقدير ، ولا يشفق عند البذل.

__________________

(١) فى ب (لا يسأم).

(٢) فى ب (الكلام).

(٣) فى ب (المثل فى).

(٤) فى ب (من عز بز أى من قدر سلب).

(٥) سورة يس ٣٦ / ١٤.

٥٠٧

وقيل : هو الّذي لا يتمنى ما لا يكون ، ولا يتلهف على ما لم يكن.

وقيل : هو الّذي لا يناقش فى فعله ، ولا يطالب بعلة ؛ ولا يحجر عليه فى مقدور.

وقيل : هو الّذي لا يجب عليه شيء.

وقال ابن عباس : هو العظيم ، والعظيم : هو ما (١) انتفت عنه (١) جميع صفات النقص.

وحاصل الجميع يرجع إلى صفات (٢) سلبية.

وقيل : معنى العظيم : هو (٣) ما ثبت (٣) له جميع صفات الكمال ، وانتفت عنه جميع صفات النقص ؛ وذلك مشتمل على الصفات النفسانية ، والفعلية ، والسلبية.

١١ ـ المتكبّر : قيل معناه ما قيل فى معنى العظيم.

١٢ ـ الخالق : وهو المختص باختراع الأشياء.

١٣ ـ البارئ : فى معنى الخالق.

١٤ ـ المصوّر : وهو المختص بابداع التركيب ، وكل ذلك من صفات الفعل.

١٥ ـ الغفّار : معناه المريد لإزالة العقوبة بعد استحقاقها ؛ وهو راجع إلى صفة الإرادة.

١٦ ـ القهّار : ومعناه الغالب الّذي لا يغلب ؛ وهو صفة سلبية ، وفعلية.

١٧ ـ الوهّاب : وهو المختص بكثرة العطاء ؛ وهو صفة فعلية.

١٨ ـ الرّزّاق : وهو المختص بعطية ما يقوت ويدفع التلف ؛ وهو صفة فعلية.

١٩ ـ الفتّاح :

قيل معناه : المختص (٤) بتيسير (٤) ما يعسر ؛ فيكون صفة فعلية.

__________________

(١) فى ب (الّذي انتفت).

(٢) فى ب (صفة).

(٣) فى ب (ما له).

(٤) فى ب (ميسر).

٥٠٨

وقيل : هو الحاكم. ومنه قوله ـ تعالى ـ : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ) (١) : أى احكم ثم الحكم قد يكون بالقول (٢) ، والإخبار (٢) ، وقد يكون بالقضاء ، والقدر.

فالأول : يرجع إلى صفة كلامية.

والثانى : / يرجع إلى القدرة ، والإرادة :

وقيل : الحاكم (٣) هو المانع. ومنه يقال : حكم (٤) اللجام لمنعها من جماح الدابة ، وهو راجع إلى صفة فعلية.

وقيل : معنى الفتاح ، خالق الفتح ؛ وهو النصر. ومنه قوله ـ تعالى ـ (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ) (٥) معناه : إن تستنصروا فقد جاءكم النصر ؛ وهو أيضا راجع إلى صفة فعلية.

٢٠ ـ العليم : ومعناه العالم بجميع المعلومات ؛ وهو صفة علمية.

٢١ ـ القابض : وهو المختص بالسلب.

٢٢ ـ الباسط : وهو المختص بالتوسعة ، والمنح ، وهما صفتان فعليتان.

٢٣ ـ (الخافض (٦)) : ومعناه دافع البلية ، وهو صفة فعلية.

٢٤ ـ الرّافع : معناه المعطى للمنازل ؛ وهو صفة فعلية.

٢٥ ـ المعزّ : ومعناه معطى القوة ؛ وهو صفة فعلية.

__________________

(١) سورة الأعراف ٧ / ٨٩.

(٢) فى ب (بالأخبار والقول).

(٣) فى ب (الحكم).

(٤) فى ب (حكمت).

(٥) سورة الأنفال ٨ / ١٩.

(٦) فى أ (الحافظ). وقد أثبتّ الخافض فى الأصل اعتمادا على ما ورد فى رواية الوليد عن أبى هريرة رضى الله عنه ، ولما ورد فى الكتب الآتية : الاعتقاد للبيهقى والأسماء والصفات له أيضا والإرشاد لإمام الحرمين ص ١٤٩ والمقصد الأسنى للإمام الغزالى ص ٧٩ ، وشرح المواقف ٢ / ٤٠٦ فقد ورد فيه : الخافض : دافع البلية من الخفض : وهو الحط والوضع ، والأسماء الحسنى للجمل ص ١٥٩.

غير أن رواية زهير قد ورد فيها الحافظ ، ومن المعلوم أن الآمدي قد اعتمد على رواية الوليد.

٥٠٩

٢٦ ـ المذلّ : ومعناه الموجب لحط المنزلة ؛ وهو صفة فعلية.

٢٧ ـ ٢٨ ـ السّميع. البصير : أى هو ذو سمع وبصر.

٢٩ ـ الحكم : معناه الحاكم. وقد سبق تفسيره.

٣٠ ـ العدل : معناه أنه (١) لا يقبح منه ما يفعل ؛ فهو صفة سلبية.

٣١ ـ اللّطيف : قيل معناه : خالق اللطف ؛ فيكون صفة فعلية.

وقيل : هو العليم بالخفيات ؛ فيرجع إلى صفة العلم.

٣٢ ـ الخبير : قيل معناه : العليم ، وقيل معناه : المخبر.

فالأول : صفة علمية (٢) ، والثانى : صفة كلامية.

٣٣ ـ الحليم : قيل (٣) معناه : أنه (٣) الّذي لا تستفزه زلات العصاة بتعجيل العقاب عليها قبل وقتها المقدر ؛ فيكون صفة سلبية.

٣٤ ـ العظيم : وقد سبق معناه (٤).

٣٥ ـ الغفور : ومعناه مريد إزالة العقوبة بعد استحقاقها.

٣٦ ـ الشّكور :

قيل معناه : المجازى على الشكر. وقيل معناه : المثيب على القليل من الطاعة بالكثير من نعمه.

وعلى التقديرين يرجع حاصله إلى صفة فعلية.

وقيل معناه : أنه المثنى على من تمسك بطاعته ؛ فيرجع إلى صفة كلامية.

٣٧ ـ العلىّ : ومعناه (٥) معنى (٥) المتكبر ، وفى معناه ..

٣٨ ـ الكبير : أيضا.

__________________

(١) فى ب (الّذي).

(٢) فى ب (فعلية).

(٣) فى ب (معناه).

(٤) انظر ما ورد فى معنى الجبار ل ٢٩٥ / ب.

(٥) فى ب (معناه).

٥١٠

٣٩ ـ الحفيظ :

قيل معناه : العليم ؛ فيرجع إلى صفة العلم.

وقيل : هو الّذي لا يشغله شيء عن شيء ؛ فيرجع إلى صفة سلبية.

وقيل : هو الّذي يبقى ما يريد ابقاءه ؛ فيرجع إلى صفة فعلية.

٤٠ ـ المقيت :

قيل معناه : خالق الأقوات : وقيل هو المقدر ؛ وحاصلهما يرجع إلى صفة فعلية.

وقيل معناه : الشهيد (١) وهو العالم بالحاضر ، والغائب ؛ فيرجع إلى صفة العلم.

وقيل : / هو المقتدر ؛ فيرجع إلى صفة القدرة.

٤١ ـ الحسيب :

قيل معناه : الكافى. يخلق ما يكفى العباد فى مهماتهم ؛ فيكون صفة فعلية.

وقيل هو المحاسب بإخباره للمكلفين عما فعلوه من خير وشر ؛ فيرجع إلى صفة كلامية.

٤٢ ـ الجليل : ومعناه معنى المتكبر ، كما سبق.

٤٣ ـ الكريم :

قيل معناه : الجواد ؛ فيكون صفة فعلية ؛ إن قيل : الجواد : هو ذو الجود ، أو صفة القدرة ، إن قيل : الجواد : هو المقتدر على الجود.

وقيل : هو العلى الرتبة ، ومنه يقال : كرائم المواشى لنفائسها ؛ وقد سبق تفسير العلى. وقيل : هو الّذي يعفو عن الذنوب ، وسيأتى شرح العفو.

٤٤ ـ الرّقيب : ومعناه الحفيظ ، وقد سبق تفسيره.

٤٥ ـ المجيب : قيل معناه : الّذي يجيب الأدعية.

__________________

(١) فى ب (هو الشهيد).

٥١١

وقيل : هو الّذي يسعف الداعى بما أراد.

والأول : يرجع إلى صفة كلامية ، والثانى : إلى صفة فعلية.

٤٦ ـ الواسع : قيل معناه : العالم ، وقيل معناه : الغنى. وقيل معناه : الكافى للخلق ، والأول : صفة علم ، والثانى : صفة سلب ، والثالث : صفة فعل.

٤٧ ـ الحكيم : قيل معناه : الحاكم ، وقد سبق تفسيره. وقيل معناه : العليم ، وهو صفة علمية. وقيل : هو المحكم المتقن للأشياء ؛ فيرجع (١) إلى (١) صفة فعلية.

٤٨ ـ الودود : قيل معناه : المودود : كالحلوب ، والركوب بمعنى المحلوب ، والمركوب ؛ وهو المحبوب. وقيل هو الواد : أى المحب ، ومعنى كونه محبا ثناؤه على المطيع فى الدنيا ، وثوابه له فى الأخرى ؛ فيرجع إلى صفة فعلية ، وكلامية.

٤٩ ـ المجيد : قيل معناه : الحميد (٢) الأفعال. وقيل معناه : الكثير الأفضال. ومنه قول العرب : مجدت الإبل إذا صادفت مرعا خصيبا ؛ فيكون (٣) راجعا على التفسيرين (٣) إلى صفة فعلية. وقيل : هو الّذي لا يشارك فيما له من أوصاف المدح لغيره ؛ فيكون صفة سلبية.

٥٠ ـ الباعث : معناه المعيد.

٥١ ـ (الشّهيد) (٤) : ومعناه : العالم بالحاضر ، والغائب ؛ فهو صفة علمية.

__________________

(١) فى ب (فيكون).

(٢) فى ب (الجميل).

(٣) فى ب (فيكون على التفسيرين راجعا).

(٤) فى أ (الشاهد) وقد أثبت (الشهيد) فى الأصل اعتمادا على ما ورد فى رواية الوليد عن أبى هريرة ، وما ورد فى الكتب التالية :

(١) الاعتقاد للبيهقى ص ١٧.

(٢) الإرشاد لإمام الحرمين ص ١٥٣.

(٣) المقصد الأسنى للغزالى ص ١١٩.

(٤) المواقف للإيجي ٢ / ٤٠٧.

(٥) الأسماء الحسنى للجمل ص ٢٠٠.

٥١٢

٥٢ ـ الحقّ :

قيل معناه : الموجود الواجب لذاته : أى (١) لا يفتقر فى وجوده إلى غيره ؛ فيرجع (٢) إلى (٢) صفة سلبية.

وقيل معناه : المحق : أما الصادق فى القول.

وقيل : هو مظهر الحق ؛ فيرجع إلى صفة فعلية.

وقيل : معنى (٣) الحق (٣) العدل ؛ وهو صفة فعلية.

٥٣ ـ الوكيل / :

قيل معناه : الكفيل : أى المتكفل بحاجات الخلق ؛ فيكون صفة فعلية.

وقيل : هو الموكول إليه فى أمر الخلق.

٥٤ ـ القوى : معناه : المتمكن من كل مراد (٤) القادر عليه ؛ فيرجع إلى صفة القدرة.

٥٥ ـ المتين : معناه : نفى النهاية فى القدرة ؛ وهى صفة نفسية ، وسلبية.

٥٦ ـ الولىّ : ومعناه الحافظ للولاية.

٥٧ ـ الحميد : معناه المحمود.

٥٨ ـ المحصى :

قيل معناه : العالم. وقيل : هو القادر ، ومنه قوله : (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) (٥) : أى لن تطيقوه. وقيل : هو المنبئ عن عدد كل معدود.

فالأول : يرجع إلى صفة العلم ، والثانى : إلى صفة القدرة : والثالث : إلى صفة الكلام.

٥٩ ـ المبدى : وهو المختص بإبداء الفضل ؛ فهو صفة فعلية.

__________________

(١) فى ب (إلى أنه).

(٢) فى ب (فيكون).

(٣) فى ب (معناه).

(٤) فى ب (أمر).

(٥) سورة المزمل ٧٣ / ٢٠.

٥١٣

٦٠ ـ المعيد : معناه المختص بإعادة الخلق ؛ وهو صفة فعلية.

٦١ ـ المحيى : معناه : خالق الحياة ؛ فيكون صفة فعلية.

٦٢ ـ المميت : ومعناه خالق الموت ؛ وهو صفة فعلية.

٦٣ ـ الحىّ : ظاهر ، وهو صفة نفسية.

٦٤ ـ القيّوم :

قيل معناه : الدائم الباقى. وقيل معناه : إقامة التدبير فى العالم.

فالأول : صفة ذات ، والثانى : صفة فعل.

٦٥ ـ الواجد :

قيل معناه : أنه الغنى الّذي لا يفتقر ، ومنه قوله ـ تعالى (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) (١). وقيل : هو العالم.

والأول : صفة سلبية ، والثانى : صفة ذاتية (٢).

وقيل : هو المختص بإيجاد ما يرزق (٣) ؛ فهو صفة فعلية.

٦٦ ـ الماجد :

قيل معناه : المرتفع العالى. وقيل : هو المختص بالولاية ، والتولية.

فالأول : صفة ذاتية ، والثانى ، صفة فعلية.

٦٧ ـ الأحد : سبق تفسيره فى إثبات الوحدانية (٤).

٦٨ ـ الصّمد : قيل معناه : السيد ، ومنه قول الشاعر :

ألا بكر الناعى يخبر بنى أسد

بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

ثم قيل : السيد هو المالك. وقيل : هو الحليم. وقيل : هو العالى الدرجة. وقيل : هو المدعو المسئول. وقيل معنى الصمد : هو الّذي لا جوف له ؛ فيكون صفة سلبية.

__________________

(١) سورة الطلاق ٦٥ / ٦.

(٢) فى ب (علمية).

(٣) فى ب (ما يريد).

(٤) انظر ل ١٦٦ / ب وما بعدها.

٥١٤

والأول : صفة نفسية ، وقيل : معنى الصمد أنه الّذي لم يزل.

٦٩ ـ ٧٠ ـ القادر. المقتدر : معناهما ظاهر ، وهو إثبات القدرة ؛ (فهما صفتان نفسيتان) (١).

٧١ ـ ٧٢ ـ المقدّم. المؤخّر : (معناهما) (٢) المختص بتقديم من يشاء ، وتأخير من يشاء.

٧٣ ـ ٧٤ الأوّل. الآخر : معناهما : أنه أزلى ، ولا يزال ، وأنه قبل كل شيء ، وليس قبله شيء ، وبعد كل شيء ، وليس بعده شيء ، وهما صفتان سلبيتان.

٧٥ ـ الظّاهر : قيل / معناه : القاهر ، والغالب. ومنه يقال : ظهر فلان على فلان ، إذا قهره ؛ فيكون صفة فعلية. وقيل : هو المعلوم بالأدلة القاطعة.

٧٦ ـ الباطن : قيل معناه : المحتجب عن حواس خلقه بحيث لا يدركونه فى الدنيا ؛ فيكون صفة سلبية. وقيل : هو العالم بخفيات الأمور ؛ فيكون صفة نفسية.

٧٧ ـ الوالى : معناه : المالك لكل شيء ، والقادر عليه ؛ فيعود إلى صفة نفسية.

٧٨ ـ المتعالى : ويقرب (٣) معناه من العالى ؛ وقد سبق تفسيره (٣).

٧٩ ـ البرّ : معناه : البار : أى فاعل البر : وهو الإحسان إلى الخلق ؛ وهو صفة فعلية.

٨٠ ـ التّوّاب :

معناه : أنه يرجع بفضله ، وإحسانه على عبيده ، إذا عادوا عن معاصيهم ، وتابوا إليه ؛ فإن التوبة بمعنى العود ، والرجوع. ومنه قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) (٤) : أى رجع عليهم ليرجعوا ؛ وهو صفة فعلية.

٨١ ـ المنتقم : معناه : المعاقب لمن عصاه ؛ وهو صفة فعلية.

٨٢ ـ العفو (٥) : معناه : الماحى (٥).

__________________

(١) فى أ (فهو صفة نفسية).

(٢) فى أ (معناه).

(٣) فى ب (يقرب معناه من العلى ؛ وقد سبق تقريره).

(٤) سورة التوبة ٩ / ١١٨.

(٥) لم يرد هذا الاسم العظيم (العفو) فى نسخ الأبكار الثلاثة التى اعتمدت عليها.

وقد أثبته هنا اعتمادا على ما ورد فى رواية الوليد عن أبى هريرة رضى الله عنه التى أرجح اعتماد الآمدي عليها. ـ

٥١٥

٨٣ ـ الرءوف : معناه : المريد للتخفيف عن العبيد.

٨٤ ـ مالك الملك : معناه : المتصرف فى المخلوقات على حسب ما يشاء ويختار ؛ فيرجع إلى صفة فعلية.

٨٥ ـ ذو الجلال والإكرام : وهو قريب من معنى الجليل.

٨٦ ـ المقسط : معناه : العادل. ومنه يقال : أقسط الرجل إذا (١) عدل ، وقسط (١) إذا جار ؛ وهو صفة فعلية.

٨٧ ـ الجامع : معناه : المختص بجمع الخصوم يوم القصاص ، وإنصاف المظلوم من الظالم ، وهو صفة فعلية.

٨٨ ـ الغنىّ : معناه : الّذي لا يفتقر إلى شيء ، وهو صفة سلبية.

٨٩ ـ المغنى : معناه : المحسن لأحوال الخلق ؛ وهو صفة فعلية.

٩٠ ـ المانع : معناه (٢) : المانع لمن يشاء (٢) من المنافع ؛ وهو صفة فعلية.

٩١ ـ ٩٢ ـ الضّارّ. النّافع : (معناهما (٣)) : خالق الضر ، والنفع ؛ وهو صفة فعلية.

٩٣ ـ النّور : سبق تفسيره فى نفى التشبيه (٤).

٩٤ ـ الهادى : معناه : المختص بخلق الهدى ؛ وهو صفة فعلية.

٩٥ ـ البديع : قيل (٥) معناه : إنه (٥) المبدع ، الخالق. وقيل هو (٦) أنه (٦) لا نظير له.

٩٦ ـ الباقى : معناه (الّذي (٧)) لا آخر له ، ولا يتصور عليه العدم ؛ وهو صفة سلبية.

٩٧ ـ الوارث : معناه : الباقى بعد فناء الخلق ، والمالك بعد زوال كل مالك سواه.

__________________

ـ وكذا بما ورد فى الكتب السابقة على الأبكار / وهى : الاعتقاد للبيهقى ص ١٩ والمقصد الأسنى للغزالى ص ١٣٣. وأيضا على الكتب التى اعتمدت على الأبكار مثل : المواقف للإيجي ص ٣٣٦ ، ومن الكتب الحديثة الأسماء الحسنى للجمل ص ٢٤٨ ، وبما ورد فى شرح الاسم العظيم (الكريم). حيث قال : وقيل : هو الّذي يعفو عن الذنوب ، وسيأتى شرح العفو ، وهذا يرجح أن تركه سهو من الآمدي ، أو من الناسخ.

(١) فى ب (وقسطه).

(٢) فى ب (فمن شاء).

(٣) فى أ (معناه).

(٤) انظر ل ١١٧ / أ.

(٥) فى ب (معناه).

(٦) فى ب (الّذي).

(٧) ساقط من أ.

٥١٦

٩٨ ـ الرّشيد : قيل (١) معناه : أنه موصوف (١) بالعدل ، وقيل معناه : أنه المرشد إلى سبل الخيرات

٩٩ ـ الصّبور : / معناه الحليم ؛ وقد سبق تفسيره.

فهذه جملة معانى الأسماء الحسنى (٢). لخصناها على غاية الإيجاز والاختصار ، مميزين لبعضها عن بعض ، تقريبا لفهمها على القاصرين.

واعلم أن الأسماء الحسنى قد تنقسم وجوها من التقسيم لا بد من الإشارة إليها مبالغة فى التفهيم لغير المتدربين.

__________________

(١) فى ب (معناه الموصوف).

(٢) ما ذكر هنا يتفق تماما مع رواية الوليد بن مسلم كما سلف. وقد ورد هذا الحديث برواية أخرى هى رواية زهير بن محمد التميمى ... عن أبى هريرة. وقد ذكره ابن ماجة فى سننه الجزء الثانى ص ٢٢٨ باب أسماء الله الحسنى. وهذه الرواية تخالف رواية الوليد السابقة فى خمسة وعشرين اسما. فليس فى رواية زهير الأسماء والصفات التالية :

«١» القدوس «٢» الغفار «٣» القهار «٤» الفتاح «٥» الحكم «٦» العدل «٧» الكبير «٨» الحفيظ «٩» المميت «١٠» الحسيب «١١» الرقيب «١٢» الواسع «١٣» الحميد «١٤» المحصى «١٥» المقتدر «١٦» المقدم «١٧» المؤخر «١٨» البر «١٩» المنتقم «٢٠» مالك الملك «٢١» ذو الجلال والاكرام «٢٢» المغنى «٢٣» البديع «٢٤» الرشيد «٢٥» الصبور وقد ذكر زهير بدلها ما يأتى :

«١» البار «٢» الجميل «٣» القاهر «٤» القريب «٥» الراشد «٦» الرب «٧» المبين «٨» «البرهان» «٩» الشديد «١٠» الواقى «١١» ذو القوة «١٢» القائم «١٣» الدائم «١٤» الحافظ «١٥» الناظر «١٦» السامع «١٧» المعطى «١٨» الكافى «١٩» الأبد «٢٠» العالم «٢١» الصادق «٢٢» المنير «٢٣» التام «٢٤» القديم «٢٥» الوتر وقد ذكر البيهقى رواية ثالثة عن عبد العزيز بن الحصين ورد فيها ما يخالف هاتين الروايتين.

ثم قال : وزعم بعض أهل العلم بالحديث : أن ذكر الأسامى فى هذا الحديث من جهة بعض الرواة وأن الحديث عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فى ذكر عددها دون تفسير العدد وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «ان لله تسعة وتسعين اسما» لا ينفى غيرها وإنما أراد ـ والله أعلم ـ أن من أحصى من أسماء الله عزوجل تسعة وتسعين اسما دخل الجنة. سواء أحصاها مما نقلنا فى الحديث الأول ، أو مما ذكرنا فى الحديث الثانى. أو من سائر ما دل عليه الكتاب أو السنة ، أو الإجماع ، وبالله التوفيق.

هذا وقد أورد الدكتور حسن الجمل فى كتابه (الأسماء الحسنى) هذه الأسماء كما جاءت فى القرآن الكريم حسب ترتيبها فى المصحف ، وأوصلها الى أكثر من تسعة وتسعين اسما ، أوصلها إلى ستة ومائة اسم وقال :«تلك هى الأسماء الحسنى التى جاءت فى القرآن العظيم بصيغة الاسم ، وفى مواضع ظاهرة من آيات الكتاب العزيز ، وقد قرأت مائة وستة أسماء نزلت بلفظ الاسم فى القرآن الحكيم.

وهذا العدد الّذي ذكرته اجتهاد فيه احتمال الخطأ اسأل ربى ألا يؤاخذنى عليه».

(الاعتقاد للبيهقى ص ١٤ ، ١٥ الأسماء الحسنى للجمل ص ٣ ـ ٢٨).

٥١٧

الأول : أن (١) من الأسماء الحسنى ما هى (١) نفس ذاته ، ومنها : ما هى (٢) غير ذاته.

ومنها : ما ليس هى نفس الذات ، ولا غيرها كما سبق تعريفه.

الثانى : أن الأسماء منها ما هى صفات نفسانية : كالعلم ، والقدرة ، ومنها : ما هى صفات فعلية : كالخالق ، والرازق ، ومنها : ما هى صفات سلبية : كالغنى.

الثالث : الأسماء منها ما لا يتعدى الذات : كالإله ، ومنها : ما يتعدى كالعالم ، والقادر ؛ فإنه يتعدى إلى المعلوم ، والمقدور.

الرابع : أن الأسماء منها ما لا يسمى بها (٣) غير الله ـ تعالى ـ كالله ، والرحمن ، ومنها ما يسمى بها غيره : إما مطلقا : كالعالم ، والقادر. وإما بالإضافة : كالقابض ، والباسط ، فإنه لا يقال لغيره قابض باسط مطلقا ؛ بل قابض المال ، وباسط الخير.

الخامس : أن من الأسماء ما دل عليها فعله : كالعلم يدل عليه الإتقان. ومنها : ما يدل عليه صفة من صفاته : كالحياة يدل عليها العلم.

السادس : الأسماء منقسمة : إلى ما هى قديمة : كصفات الذات ، وإلى ما هى حادثة : كصفات الأفعال.

السابع : الأسماء منها ما هى قائمة بذاته : كالأسماء النفسانية ، ومنها : ما هى خارجة عن ذاته : كأسماء الأفعال.

الثامن : الأسماء منها ما معناه واحد : كالعالم ، والقادر. ومنها : ما هو مركب من صفة فعلية ، وسلبية ، أو نفسية ، وسلبية ، أو صفة نفسانية ، وفعلية ، أو من الصفات النفسانية ، والفعلية ، والسلبية.

التاسع : الأسماء منها ما هو متفق على معناه. ومنها ما هو مختلف فيه واعتبر كل ذلك بما أسلفناه.

والى هاهنا تم الكلام من القسم الأول فى واجب الوجود (٤).

__________________

(١) فى ب (أن الأسماء الحسنى ما هو).

(٢) فى ب (ما هو).

(٣) فى ب (به).

(٤) فى ب (ويتلوه القسم الثانى فى الموجود الممكن الوجود).

٥١٨

تم تحقيق الجزء

الثانى والحمد لله رب العالمين

ويليه إن شاء الله ـ تعالى ـ الجزء الثالث

وأوله : القسم الثانى فى الموجود الممكن الوجود

٥١٩
٥٢٠