أبكار الأفكار في أصول الدّين - ج ١

أبي الحسن علي بن محمد بن سالم الثعلبي [ سيف الدين الآمدي ]

أبكار الأفكار في أصول الدّين - ج ١

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمد بن سالم الثعلبي [ سيف الدين الآمدي ]


المحقق: د. أحمد محمد المهدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الكتب والوثائق القوميّة
المطبعة: مطبعة دار الكتب والوثائق القوميّة
الطبعة: ٢
ISBN: 977-18-0315-8
الصفحات: ٥٥٢

ويقول عنه شيخ الإسلام ابن تيمية «لم يكن أحد في وقته أكثر تبحرا في العلوم الكلامية ، والفلسفية منه ، وكان من أحسنهم إسلاما ، وأمثلهم اعتقادا» (١)

ولكنهم مع ذلك حاولوا النيل منه من جانب آخر ؛ ووجهوا إليه الكثير من التهم.

مما سبق يتضح لنا المكانة العلمية المرموقة التى بلغها الإمام الآمدي. والتى اعترف بها معاصروه من أصدقائه ، وخصومه على حد سواء.

وأقول : لقد كان الإمام الآمدي ـ رحمه‌الله ـ فقيها ، محدثا ، وقد بلغ مكانة مرموقة في كلا الفنين ؛ فقد كان مدرسا للفقه في أكبر مدرسة في العالم الإسلامى ، كما كان محدثا ؛ ولكنه لم يترك مؤلفات فيهما كما سبق. ثم اشتغل بالخلاف والجدل ، وصنف فيهما سبعة كتب ، ثم بأصول الفقه الّذي صنف فيه أربعة كتب ، ثم ألف في المنطق ، والفلسفة ثمانية كتب ، ثم كانت مؤلفاته الكلامية التى بلغت الغاية.

فهو اذن قد بدأ بالتقليد ، والحفظ شيمة الفقهاء والمحدثين في هذا العصر ، ثم عند ما ارتقى تفكيره بحث في المسائل الخلافية ، واجتهد في بعض الأمور الجزئية. ثم عند ما تثبتت أقدامه ، وأصبح أهلا لمرتبة أعلا اشتغل بالأصلين أصول الفقه الّذي يبحث في أصول المسائل الفرعية ، وقبل أن يتهجم على أصول العقيدة أعد نفسه بالتعمق في العلوم العقلية. وبعد أن تسلّح بكل هذه الأسلحة ، وتدرّع بكل تلك الدروع ؛ أصبح أهلا للبحث في المسائل الاعتقادية التى بلغت مؤلفاته فيها الغاية ؛ بل إن منها ما اعتبر بحق أهم مؤلف في أصول الدين : وهو كتاب (أبكار الأفكار).

فهو اذن لم يقف عند المرحلة الأولى كما وقف خصومه ؛ وإنما تعداها إلى مراحل أعلا تحتاج إلى مؤهلات خاصة كانت متوفرة لديه ، وأوصلته إلى المكانة المرموقة التى بلغها ، فقد وصفه معاصروه ، وتلاميذه ، والمنصفون من المؤرخين بصفات يتضح منها ذكاؤه المفرط ، وفصاحته ، وتواضعه الجم ، وحسن خلقه ، ورقة شمائله ، وحسن اعتقاده ، وسماحته حتى مع خصومه ، وقد أهله كل ذلك لإمامة عصره ، والعصور التالية.

__________________

(١) نقض المنطق لابن تيمية تحقيق ـ محمد عبد الرزاق وآخرين. طبع السنة المحمدية بالقاهرة ـ الطبعة الأولى سنة ١٩٥١ م.

٤١

كتاب أبكار الأفكار

«قيمته ـ نسخه ـ منهج التحقيق»

أولا : قيمته العلمية :

يعتبر كتاب الأبكار أهم كتب الآمدي الكلامية ؛ بل من أهم كتب علم الكلام على الإطلاق. حوى آراء السابقين ، واعتمد عليه معظم من أتى بعده من المتكلمين ؛ فقد لخصه الإيجى في كتابه (المواقف) ، وتابعه صاحب المقاصد الّذي تأثر به إلى حد بعيد.

يقول السيد الشريف شارح (المواقف) عنه : «كتاب المواقف الّذي احتوى من أصوله وقواعده ، على أهمها وأولاها ، ومن شعبه وفوائده ، على ألطفها وأسناها ، ومن دلائله العقلية على أعمدها ، وأجلاها ، ومن شواهده النقلية على أفيدها ، وأجداها ، وكيف لا وقد احتوى على خلاصة أبكار الأفكار» (١)

ويقول حسن جلبى صاحب الحاشية عن شرح المواقف «كتاب اعترف بسمو منزلته الحاسدون ، وأذعن لعلو مرتبته المعاندون ، وكيف لا وقد انطوى على زبدة نتائج الأنظار ، واحتوى على خلاصة أبكار الأفكار» (٢)

ويقول عبد الحكيم السيالكوتى صاحب الحاشية شارحا لكلام السيد الشريف : «على خلاصة أبكار الأفكار ـ أشار إلى أسماء الكتب المصنفة في هذا الفن» (٣).

كما ورد في دائرة المعارف الإسلامية (المجلد الخامس ص ٢٧٨ ، ٢٧٩) عن الإيجى ما يلي : «وليس في كتب الإيجى ما يجعلها تستحق أن توصف بالأصالة ؛ فقد قصد من وراء تأليفها إلى أن تكون رسائل منهجية للتدريس في المدارس ، وتتبين شهرتها من العدد الكبير من الشروح التى كتبت عليها ... وقد قامت شهرة الإيجى حتى في حياته ، على كتاب المواقف في علم الكلام ، وهو لا يزال يستعمل إلى اليوم أساسا لتدريس الكلام في الأزهر ... ويبسط كتاب المواقف بالاسلوب الكلامى الجامع في

__________________

(١) شرح المواقف ج ١ ص ٤ ، طبع دار الطباعة العامرة سنة ١٢٩٢ ه‍.

(٢) المصدر السابق ج ١ ص ٣.

(٣) المصدر السابق ج ١ ص ٤.

٤٢

لغة محكمة الآراء السّلفيّة للقرن السادس الهجرى (الثانى عشر الميلادى) فى علم الكلام عند المسلمين. وهو يعتمد في جوهره على (المحصل) لفخر الدين الرازى المتوفى سنة ٦٠٦ ه‍ (١٢٠٩) وعلى (أبكار الأفكار) لسيف الدين الآمدي المتوفى سنة ٦٣١ ه‍ (١٢٣٣ م)» (١).

كما اعتبر (أبكار الأفكار) أساسا لما سمى فيما بعد بعلم كلام المتأخرين ، وتابعه في منهجه معظم من أتى بعده من المتكلمين (٢) ؛ فقد قسمه الآمدي إلى ثمانية قواعد : الأولى : فى العلم ، والثانية : فى النظر ، والثالثة : فيما يتوصل به إلى المطلوبات النظرية.

وهذه القواعد الثلاثة لخصها الإيجى في كتابه المواقف وسماها : الموقف الأول : وقسم هذا الموقف إلى ستة مراصد. المرصد الأول : فيما يجب تقديمه في كل علم. وقد استحدث الإيجى هذا المرصد في كتابه المواقف ؛ لأنه ـ كما بينا ـ كتاب مدرسى.

ثم تحدث في المراصد الثانى ، والثالث ، والرابع : عن العلم. وهذه المراصد الثلاثة تساوى عند الآمدي. القاعدة الأولى : فى العلم.

كما خصص المرصد الخامس للنظر. وهو يساوى عند الآمدي : القاعدة الثانية في النظر.

وتحدث في المرصد السادس : (فى الطريق) ، وهو يساوى عند الآمدي القاعدة الثالثة : فيما يتوصل به إلى المطلوبات النظرية.

وسار على منهج الآمدي في الأبكار ، واعتبر النظر في هذه المسائل من علم الكلام. يقول شارح المواقف في مقدمته لشرح المرصد الثانى : فى تعريف مطلق العلم : «من هاهنا شرع في مقاصد علم الكلام ، وما تقدم في المرصد الأول ؛ كان مقدمة للشروع فيه. ولا بد للمتكلم من تحقيق ماهية العلم أولا ، ومن بيان انقسامه إلى ضرورى ، ومكتسب ثانيا ، ومن الإشارة إلى ثبوت العلوم الضرورية التى إليها المنتهى ثالثا ، ومن بيان أحوال النظر وإفادته للعلم رابعا ، ومن بيان الطريق الّذي يقع فيه النظر

__________________

(١) دائرة المعارف الإسلامية. المجلد الخامس. العدد ٣٦. ص ٢٧٨ ، ٢٧٩ مطابع الشعب. إعداد إبراهيم زكى خورشيد وآخرين.

(٢) انظر منهجه ص ١٣١ ـ ١٥٣ من بحثنا للدكتوراه.

٤٣

ويوصل إلى المطلوب خامسا ؛ إذ بهذه المباحث يتوصل إلى إثبات العقائد ، وإثبات مباحث أخرى تتوقف عليها العقائد. وقد عرفت أنه قد جعل جميع ما يتوقف عليه إثبات العقائد من القضايا المكتسبة ، مقاصد في علمه ؛ كيلا يحتاج فيه إلى علم آخر ؛ فالمباحث المذكورة في هذه المراصد الخمسة مسائل كلامية ، وفي (أبكار الأفكار) تصريح بذلك ؛ حيث جعله مشتملا على ثمانى قواعد متضمنة لجميع مسائل الأصول : الأولى : فى العلم وأقسامه ، الثانية في النظر وما يتعلق به ، الثالثة : فى الطرق الموصلة إلى المطلوبات النظرية».

وقد سار على هذا النهج أيضا صاحب المقاصد ، وسماها المقصد الأول في المقدمات.

ومن المعلوم أن كتاب المواقف أهم كتب الكلام المطبوعة ، وقد اعتمد عليه معظم من أتى بعده من المتكلمين ، كما اهتم بشرحه ، والتعليق عليه كثير من العلماء حتى بلغت جملة الشروح ، والحواشى التى استطعت تعيينها أكثر من أربعين شرحا وحاشية (١). وهذا بدون شك يوضح لنا مدى أهمية كتاب (أبكار الأفكار) الّذي اختصره الإيجى في كتاب (المواقف).

ولأهمية هذا الكتاب نرى معظم المترجمين للآمدى يعرفونه به فيقولون : صاحب الأبكار.

كما يركز نقاد علم الكلام : كابن تيمية على نقد الآمدي في كتابه (أبكار الأفكار) فقد ألف كتاب (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) لنقد مناهج المتكلمين بعامة وخاصة منهج الأشاعرة بالصورة التى انتهى إليها على يد الآمدي ، والرازى ، ويركز بصفة أخص على (أبكار الأفكار) ، باعتباره أهم الكتب في علم الكلام ؛ فينقل في بعض المسائل صفحات كاملة من كتاب الأبكار ، ثم يحاول الرد عليها.

فمثلا في مسألة : إثبات الواجب. نقل ان تيمية أربع لوحات من كتاب الأبكار من ل ٤١ / ب ـ ٤٤ / أفي كتابه درء تعارض العقل والنقل ، كما نقل مئات النقول في بقية

__________________

(١) انظر مقدمة أبكار الأفكار ـ رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين ص ١٦٦ ، ومقدمة شرح المواقف تحقيقنا ص ٦ ـ ٨.

نشر مكتبة الأزهر.

٤٤

مسائل العقيدة ، وناقشها من وجهة نظره ، كما أنه كان يعتمد ردود الآمدي على الفلاسفة والمتكلمين (١)

من كل ما سبق يتأكد أن كتاب الأبكار من أهم كتب علم الكلام.

ثانيا : نسخه

أما عن نسخة ، فهى كثيرة جدا. وقد تمكنت بعد الاطلاع على فهارس المخطوطات من تعيين اثنتين وعشرين نسخة ، يقع معظمها في تركيا ، حيث يبلغ عدد ما أمكن تعيينه من النسخ بها خمس عشرة نسخة ، كما يوجد ثلاث نسخ في دار الكتب المصرية ، واثنتين في طهران ، وواحدة في برلين ، وأخرى في بيروت.

وقد اعتمدت في تحقيقى للكتاب على أربع نسخ :

أما النسخة الأولى :

فهى نسخة مكتبة جامع أيا صوفيا باستانبول ، وتقع في جزءين :

الجزء الأول : رقم (٢١٦٥) بقلم نسخ معتاد ، بهامشه بعض التصويبات وبأوله وقف ، وحبس. مؤرخ في سنة ٧٩٧ ه‍ ، وبآخره : نقل ، وقوبل على الأصل الّذي بخط المؤلف.

ومسطرته ٢٣ سطرا ، في ٣٠١ ورقة ، وحجمه ٢٧* ٢٠ سم.

والجزء الثانى : رقم (٢١٦٦) وهو كالأول تماما.

وجاء بآخره كان الفراغ من تأليفه في منتصف شهر ذى الحجة من شهور سنة اثنتى عشرة وستّمائة ه.

ومسطرته ٢٣ سطرا ، في ٣١١ ورقة ، وحجمه ٢٧* ٢٠ سم.

وقد صورت هذه النسخة لمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية ، وأرقامها في فهارس المعهد ١ ، ٢ توحيد.

__________________

(١) وسوف أذكر ـ إن شاء الله ـ مواطن النقول التى نقلها ابن تيمية في كتابه درء تعارض العقل والنقل عند ورودها في متن كتاب الأبكار.

٤٥

وهى نسخة بالغة الأهمية ، بل أهم النسخ على الإطلاق ؛ فقد نقلت من نسخة المؤلف ، وأرجح أنه قد بدئ في نسخها في حياته ، أو بعد وفاته بقليل ، وقد نسخت لابن جماعة ؛ وهو أحد تلاميذ الآمدي ، وتوارثها أبناؤه ، وأحفاده من بعده ، وكانوا جميعا من العلماء كما سيأتى ، كما وثقها اثنان من أئمة الأشاعرة ، وهما خليل بن كيكلدى العلائى ، وعبد الوهاب السبكى ، وقد كانا من تلاميذ بدر الدين بن جماعة الابن ؛ وهو أحد أئمة الأشاعرة في عصره.

وقد روجعت هذه النسخة بعناية بالغة ، ولا تخلو صحيفة من صفحاتها من تصويبات بالحذف ، أو الإضافة ، أو التغيير ، وقد ورد في آخر صفحات الجزء الأول ما يلى : «تم النصف الأول من أبكار الأفكار في أصول الدين للإمام العلامة سيف الدين الآمدي رحمه‌الله ـ تعالى ـ وهو من الأصل الّذي بخط مصنفه ـ رحمه‌الله ـ أربعون كراسا ونصف كراس ، ويتلوه في النصف الثانى إن شاء الله ـ تعالى ـ الأصل الأول في الجواهر وأحكامها ويشتمل على ثلاثة أنواع.

الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيّد المرسلين وخاتم النّبيين محمد وعلى آل محمد ، وأزواجه ، وذريّته ، وسائر النّبيين ، والمرسلين ، والملائكة أجمعين من سكان السماوات ، والأرضين ، والصّحابة ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلامه عليهم أجمعين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم» (١).

كما ورد في هامش الصفحة الأخيرة هذه العبارة : «بلغ مقابلة ولله الحمد والمنة» (٢).

وهذه العبارة تدل على أن هذه النسخة قد روجعت ، وقوبلت بعناية بالغة على نسخة المصنف بعد نسخها ، كما أن الخط الّذي كتبت به هذه العبارة ، وكذا التصويبات التى وردت في كل الصفحات ؛ يخالف خط الناسخ ، مما يدل على أن ابن جماعة قد راجعها بنفسه.

كما ورد في الصفحة الأولى (صفحة العنوان) ـ فى كلا الجزءين ـ

__________________

(١) انظر أبكار الأفكار ١ / ل ٣٠١ / أ.

(٢) المصدر السابق.

٤٦

وقفية الكتاب على المدرسة المحمودية نصها

«وقف ، وحبس ، وسبل ، المقر (١) الأشرف العالى الجمالى ، محمود أستاذدار (٢) العالية المالكى ، الظاهرى أعز الله ـ تعالى ـ أنصاره ، وختم بالصالحات أعماله جميع هذا المجلد ، والمجلد الّذي بعده كلاهما (أبكار الأفكار) للآمدى في أصول الدين ، وقفا شرعيا ، على طلبة العلم الشريف ، ينتفعون به على الوجه الشّرعى ، وجعل مقر ذلك بالخزانة السعيدة ، المرصدة لذلك بمدرسته التى أنشأها بخط الموازين ، بالشارع الأعظم بالقاهرة المحروسة ، وشرط المواقف المشار إليه أن لا يخرج ذلك ، ولا شيء منه من المدرسة المذكورة برهن ، ولا بغيره ، وجعل النظر في ذلك لنفسه أيام حياته ، ثم من بعده لمن يؤول إليه النظر على المدرسة المذكورة ، على ما شرح في وقفها ، وجعل لنفسه أن يزيد في شرط ذلك ، وينقص ما يراه دون غيره من النظار ، كما جعل ذلك لنفسه في وقف المدرسة المذكورة (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) بتاريخ خامس عشر من شعبان سنة سبع وتسعين وسبع مائة.

شهد بذلك

شهد بذلك

عبد الله بن علاء الدين محمود

عمر عبد الرحمن البرماوى (٣)

ثم وقفية السلطان الغازى محمود للكتاب ونصها

«قد وقف هذه النسخة الجليلة سلطاننا الأعظم ، والخاقان (٤) المعظم ، مالك البرين ، والبحرين ، خادم الحرمين الشريفين : السلطان بن السلطان. السلطان الغازى محمود خان،

__________________

(١) (المقر) أصله في اللغة موضع الاستقرار. وقد استعير للإشارة إلى صاحب المكان تعظيما له عن التفوه باسمه.

وقد صار من الألقاب الأصول في عصر المماليك ، وكان يلى في المرتبة تنازليا لقب المقام ، الخاص بالسلطان.

(انظر الألقاب الإسلامية ص ٤٨٩ ـ ٤٩٤ للدكتور حسن الباشا. نشر مكتبة النهضة المصرية سنة ١٩٥٧ م).

(الأشرف) أفعل تفضيل من (شريف) بمعنى عال. وهو من الألقاب التوابع المتفرعة على الألقاب الأصول (المصدر السابق ١٦٠ ـ ١٦٢).

(العالى) من الألقاب الفروع في عصر المماليك (المصدر السابق ٣٩٠ ـ ٣٩٢).

(الجمالى) لأنه كان يلقب بجمال الدين (المصدر السابق ٢٣٩ ـ ٢٤١).

(٢) (أستاذ دار) هو الّذي تولى شئون مسكن السلطان ، وله الإشراف على ميزانيتها ، والعاملين فيها ، وفي عصر سلاطين المماليك أصبح الاستادار من كبار موظفى الدولة ، وأصبحت وظيفته من وظائف أرباب السيوف. (انظر صبح الأعشى للقلقشندى ٤ / ٢٠ ، ٥ / ٤٥٧. طبع القاهرة ١٩١٩ م).

(٣) انظر صورة صفحة العنوان فيما يلى ص ٥٣.

(٤) (الخاقان) تعريب لقب (قاغان) التركى. ويطلق على رؤساء الترك من المسلمين (انظر الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار ص ٢٧١ ـ ٢٧٣ د. حسن الباشا ـ مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة سنة ١٩٥٧ م.

٤٧

وقفا صحيحا ، شرعيا لمن طالع وأفاد ، وتعلم واستفاد ، أعظم الله ـ تعالى ـ أجره يوم التناد.

حرره العصر أحمد سبح راج المفتش بأوقاف الحرمين الشريفين غفر لهما» (١).

كما يوجد توقيعان لمن راجعا النسخة في كلا الجزءين : الأول في أعلا صفحة العنوان ونصه (خليل بن كيكلدى العلائى الشافعى غفر الله له) (٢).

أما التوقيع الثانى : فهو في الهامش الداخلي من صفحة العنوان هكذا (عبد الوهاب السبكى ٧٦٣) (٣).

مما سبق يتضح أن الموقعين على هذه النسخة كانا من أئمة الأشاعرة في عصرهما ، وأنهما كانا من سكان دمشق ، مما يدل على أن هذه النسخة كانت بدمشق ، وربما نسخت بها ، ونسخها بالتأكيد كان قبل سنة ٧٦١ ه‍ تاريخ وفاة العلائى ، ثم انتقلت إلى القاهرة حيث استقرت بالمدرسة المحمودية.

وهذه المدرسة تقع خارج باب زويلة بالقاهرة. وهى اليوم في شارع السروجية. أنشأها محمود بن على الاستادار المتوفى سنة ٧٩٩ ه‍. ذكر المقريزى أنه كان فيها خزانة للكتب لا يوجد بديار مصر ، ولا الشام يومئذ مثلها ، وبها كتب الإسلام من كل فن.

__________________

(١) انظر صورة صفحة العنوان فيما يلى ص ٥٣.

(٢) هو : خليل بن كيكلدى بن عبد الله العلائى ، الدمشقى ، الشافعى (صلاح الدين ، أبو سعيد) محدث ، فقيه ، متكلم ، أصولى. ولد بدمشق في ربيع الأول سنة ٦٩٤ ه‍ وسمع بالشام ، ومصر ، والحجاز. بلغ عدد شيوخه بالسماع سبعمائة ، وجمع فهرست مسموعاته في كتاب سماه (الفوائد المجموعة في الفرائد المسموعة) ، كان من تلاميذ بدر الدين بن جماعة ، ولعله قرأ هذه النسخة بمكتبة أستاذه قبل أن يوقع عليها. قال عنه السبكى : «كان أشعريا ، صحيح العقيدة سنيا ... وأما بقية علومه من فقه ، ونحو ، وتفسير ، وكلام ؛ فكان في كل منها حسن المشاركة». توفى بالقدس سنة ٧٦١ ه‍ (طبقات الشافعية للسبكى ٦ / ١٠٤ ، معجم المؤلفين ٤ / ١٢٦).

(٣) هو : عبد الوهاب بن على بن عبد الكافى بن تمام بن يوسف بن موسى الأنصارى الشافعى ، السبكى (أبو نصر ، تاج الدين) قاضى القضاة ، المؤرخ ، الأصولى.

ولد بالقاهرة سنة ٧٢٧ ه‍ وانتقل إلى دمشق مع والده سنة ٧٣٩ ه‍ ، وأكمل تعليمه بها ، وتتلمذ على الذهبى ، وبدر الدين بن جماعة ، ولعله قرأ نسخة الأبكار في مكتبته قبل أن يوقع عليها.

تولى خطابة الجامع الأموى بدمشق ، ودرس في معظم مدارسها ، وكان احد أئمة الأشاعرة في عصره ، من تصانيفه : طبقات الشافعية ، معيد النعم ومبيد النقم ، شرح منتهى السئول والأمل في علمى الأصول والجدل ، وسماه رفع الحاجب عن شرح مختصر ابن الحاجب ، وغيرها كثير ، توفى بدمشق سنة ٧٧١ ه‍ (الدرر الكامنة ٣ / ٣٩ ، معجم المؤلفين ٦ / ٢٢٥).

٤٨

أما صاحبها فهو : (محمود بن على بن أصغر عينه السودونى (جمال الدين الاستادار) في أيام الملك الظاهر برقوق جاء إلى حلب قبل أن يلى الاستادارية ، ثم سافر إلى مصر ، وبنى بالقاهرة المدرسة المذكورة ، ووقف عليها الكتب التى اشتراها من ورثة ابن جماعة بعد موته ، وهى كثيرة جدا (١).

مما سبق يترجح أن نسختنا هذه كانت بمكتبة ابن جماعة ، ويهمنى هنا أن أوضح هذه الحقيقة ؛ لأنها ستعطينا بعدا جديدا عن تاريخ هذه النسخة ، وقيمتها العلمية.

فابن جماعة المذكور ، وأبناؤه ، وأحفاده ؛ كانوا من علماء عصورهم ، وتولى معظمهم منصب قاضى القضاة بمصر ، والشام ، ولقبوا جميعا بهذا اللقب (ابن جماعة).

أما ابن جماعة : فهو (إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن على. (أبو إسحاق) الحموى ، الكنانى. المعروف بابن جماعة.

ولد بحماة سنة ٥٩٦ ه‍ وتوفى سنة ٦٧٥ ه‍ وقد رجحت أنه كان من تلاميذ الآمدي (٢) ؛ لأن نسخة المؤلف التى بخط يده ، لا يحصل عليها إلا تلاميذه ، والمقربون منهم على وجه الخصوص.

وأما ابن جماعة الثانى (الابن). فهو قاضى القضاة بدر الدين (محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة الحموى الشافعى. كان إماما ، عالما ، مصنفا ، تولى قضاء القدس ، والخطابة بها ، ثم نقل إلى مصر فولى قضاءها سنة ٦٩٠ ه‍. من تلاميذه عبد الوهاب السبكى ، والعلائى ، ولعلهما قرءا النسخة التى بمكتبته عليه قبل أن يوقعا عليها ، ولد بحماه سنة ٦٣٩ ، وتوفى سنة ٧٣٣ ه‍ (٣). من مؤلفاته الكلامية (إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل) (٤).

وأما ابن جماعة الثالث (الحفيد) فهو قاضى القضاة بالديار المصرية عز الدين (عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله) ابن جماعة ، الحموى الشافعى المتوفى سنة ٧٦٧ ه‍ (٥)

__________________

(١) عن هذه المدرسة وصاحبها. انظر خطط المقريزى ١ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦ ، الدرر الكامنة لابن حجر ٥ / ٩٧ ترجمة رقم (٤٧٥٥).

(٢) انظر ما سبق ص ٣٠.

(٣) طبقات الشافعية للسبكى ٥ / ٢٣٠.

(٤) مخطوط بدار الكتب رقم ٦٠٦ علم الكلام.

(٥) طبقات الشافعية للسبكى ٦ / ١٢٣.

٤٩

ولعلها انتقلت بعد ذلك إلى حفيد آخر هو : برهان الدين بن جماعة (إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله) ابن جماعة قاضى القضاة بمصر ، ثم بالشام. وبرع في كثير من الفنون كان مولده سنة ٧٢٥ ه‍ وتوفى سنة ٧٩٠ ه‍ (١).

وأرجح أنها انتقلت ضمن المكتبة الكبيرة إلى أحفاد لم يقدروا قيمة هذه الكتب ، أو أنهم كانوا في حاجة إلى ثمنها ؛ فباعوها لمحمود الاستادار كما سبق.

مما سبق يتضح لنا أن ابن جماعة قد عاش في الفترة من سنة ٥٩٦ ه‍ وحتى سنة ٦٧٥ ه‍ والأرجح عندى أن هذه النسخة قد تم نسخها له عن نسخة أستاذه المؤلف ، وقد بدئ في نسخها في حياة الإمام الآمدي ، أو بعد وفاته بقليل ، وبالتحديد قبل سنة ٦٥٠ ه‍ (٢) كما أن النسخة المذكورة ، قد انتقلت إلى ابنه ، ثم إلى أحفاده ، حتى اشتراها محمود الاستادار صاحب المكتبة المحمودية كما مر.

وهكذا استقرت هذه النسخة بالمدرسة المحمودية بالقاهرة حتى انتقلت إلى استانبول في عهد السلطان الغازى محمود كما اتضح من الوقفية الثانية الواردة بصفحة العنوان ، وما زالت بها حتى الآن في مسجد أيا صوفيا تحت رقم ٢١٦٥ ، ٢١٦٦.

ولأهمية هذه النسخة ، وقيمتها العلمية ، اعتبرتها أصلا للتحقيق ورمزت لها بالحرف (أ) كما رمزت في الهامش الجانبى لأوائل اللوحات ب ل / أللقسم الأول من اللوحة ول / ب للقسم الثانى منها.

أما النسخة الثانية : فهى نسخة دار الكتب المصرية ، وتقع في مجلد واحد يحمل رقم ١٦٠٣ علم الكلام ، عدد ورقاته ٣٢٨ ورقة ، في أوله فهرس يقع في ٩ ورقات وحجمه ٥ ، ٢٤ () ١٤ ، ومسطرته ٣١ سطرا. وهذه النسخة مكتوبة بخط صغير جدا ، وتنقسم إلى قسمين :

القسم الأول ويقع في ١٤٧ ورقة.

القسم الثانى ويقع في ١٧٢ ورقة.

__________________

(١) المنهل الصافى ص ٧٨ ترجمة (٤٢).

(٢) لأن ناسخ هذه النسخة هو الّذي قام بنسخ كتاب دقائق الحقائق للآمدى على الأرجح. وكتاب دقائق الحقائق قد تم نسخه بالتأكيد في حياة الآمدي كما مر. وقد وجد في مكتبة ابن جماعة أيضا.

٥٠

وبها بعض التصويبات في صفحات قليلة. وقد ورد في نهايتها ما يلى :

«تم الكتاب ، والله المسئول ، وهو المأمول أن يجعله نافعا في الدنيا ، وذخرة صالحة في الأخرى ، وأن يصلى على محمد سيد الأوّلين ، والآخرين ، وعلى آله وأصحابه أعلام الدين. وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة الشريفة المسمى (بأبكار الأفكار) في خمسة وعشرين من شهر صفر الخير لسنة أربع وخمسين بعد المائتين والألف على يد أفقر العباد ، وأحوجهم إلى الله تعالى عبد الله الشهير بزاده جى زاده ٢٥ صفر سنة ١٢٥٣ ه‍.

الخط باق والعبد فان.

الخط يبقى زمانا بعد كاتبه

وكاتب الخط تحت الأرض مدفونا (١)

والّذي أرجحه أن هذه النسخة قد نقلت عن النسخة ٥٣٤ ه‍ بمكتبة طلعت بدار الكتب المصرية ؛ فهى تتفق معها في بداية الجزء الثانى ونهايته (٢) ، وقد اعتمدت على النسخة ٥٣٤ في تحقيق الجزء الثانى من كتاب الأبكار ، غير أن الجزء الأول قد فقد ، ولعل البحث في دار الكتب يكشف عنه. وقد رمزت لهذه النسخة بالحرف (ب).

أما النسخة الثالثة : فتحمل رقم ١٩٥٤ علم الكلام بدار الكتب المصرية ، وتقع في مجلدين كبيرين جدا. الأول : يقع في ألف صفحة ، والثانى : يقع في ١٣١٤ صفحة ، ومسطرة كل منهما ٢١ سطر ، والحجم ٢٦ () ١٩ سم.

أما الجزء الأول : ففى أوله فهرس للجزءين معا يقع في ٢٤ صفحة ويبدأ من ص ١ إلى ص ٢٤.

ويشتمل على القاعدة الأولى : في العلم وأقسامه ، وتقع في ٤٢ صفحة ، والقاعدة الثانية : في النظر وأقسامه ، وما يتعلق به ، وتقع في ٤٤ صفحة ، والقاعدة الثالثة : في الطرق الموصلة إلى المطلوبات النظرية ، وتقع في ٢٩ صفحة ، والقسم الأول من الباب الأول من القاعدة الرابعة : ويشتمل على مباحث الإلهيات ، ويقع في ٨٥٨ صفحة.

__________________

(١) انظر أبكار الأفكار في أصول الدين للآمدى. المخطوطة رقم ١٦٠٣ علم الكلام. بدار الكتب المصرية.

(٢) انظر أبكار الأفكار في أصول الدين للآمدى. المخطوطة رقم ٥٣٤ علم الكلام. بمكتبة طلعت بدار الكتب المصرية.

وهذه المخطوطة تحتوى على الجزء الثانى فقط ، وتقع في ١٨٢ ورقة ، ويوجد على هوامشها بعض التعليقات ، وهى قديمة جدا. وقد اعتمدت عليها في تحقيق الجزء الثانى.

٥١

وفي نهاية الجزء الأول ص ١٠٠٠ ورد الآتى :

«وقع الفراغ من نسخه في شهر ذى الحجة سنة ١٣٥٢ ه‍ نقلا عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية برقم ١٦٠٣ علم الكلام» (١).

وأما الجزء الثانى : فيقع في ١٣١٤ صفحة.

وقد ورد في ص ١٣٠٠ «قد وقع الفراغ من كتابة هذا الجزء في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان المعظم من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة بعد الألف هجرية. نقلا عن النّسخة المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم ١٦٠٣ علم الكلام» (٢).

ثم فهرس للجزء الثانى يقع في ١٤ صفحة.

ولأن هذه النسخة منقولة عن النسخة السابقة ١٦٠٣ ؛ فلم أثبت ما بها من اختلاف ؛ لأنه ليس بها جديد سوى زيادة في الأخطاء ؛ لذا فقد اعتمدت على ما بها من صواب ، واستغنيت عن أخطائها. ولم أشر إليها في التحقيق.

أما النسخة الرابعة : فهى نسخة مكتبة طلعت بدار الكتب المصرية رقم (٥٣٤) توحيد

وتحتوى على الجزء الثانى فقط. ونص في ختامها على الفراغ من تأليف الكتاب سنة ٦١٢ ه‍. وبداية هذا الجزء تتفق مع بداية الجزء الثانى من النسخة رقم ١٩٥٤ ، والقسم الثانى من النسخة ١٦٠٣. مما يدل على أنها كانت الأصل لهما. وتقع في ١٨٢ ورقة. كما يوجد على هوامشها بعض التعليقات.

أما ناسخها ، وتاريخ نسخها ، فلا توجد إشارة إليهما ، ولكن يبدو من الخط أنه قديم جدا. وقد يرجع إلى القرن السابع الهجرى.

ولعل البحث في دار الكتب يسفر عن وجود الجزء الأول.

__________________

(١) انظر أبكار الأفكار للآمدى. المخطوطة رقم ١٩٥٤ علم الكلام بدار الكتب المصرية الجزء الأول.

(٢) المصدر السابق. الجزء الثانى.

٥٢

ثالثا : منهج التحقيق :

اتبعت في تحقيق الكتاب المنهج التالى :

١ ـ اعتمدت على نسخة أيا صوفيا ، وأثبتها في الأصل بنصها بعد المراجعة على النسخ الأخرى ، ولم أبدل إلا ما ظهر لى فيه التصحيف ، أو التحريف ، أو الخطأ ؛ بدلته من نسخة دار الكتب المصرية رقم ١٦٠٣ ، ووضعته في الأصل بين قوسين أحيانا ، وأشرت إليه في الهامش.

كما أشرت إلى الاختلافات الموجودة بين النسخ في الهامش رامزا إلى نسخة مسجد أيا صوفيا بالحرف «أ» ولنسخة دار الكتب المصرية رقم ١٦٠٣ بالحرف «ب».

كما أشرت لأوائل اللوحات في النسخة «أ» في الأصل بشرطة مائلة هكذا (/) وفي الهامش الجانبى : (ل ١ / أللقسم الأول من اللوحة ، ل ١ / ب للقسم الثانى منها) مثلا.

٢ ـ وضعت على الكلمة المخالفة رقما في الأصل ، وأثبت ما يقابلها في الهامش فإذا زاد مقدار الاختلاف إلى كلمتين ، أو أكثر ؛ وضعت الرقم في أول الكلمة الأولى ، وكررته على آخر حرف من الكلمة الأخيرة ، كما لم أضع أقواسا في الأصل إلا في حالة ما إذا كانت الكلمة ، أو العبارة خطأ في النسخة المعتمدة كما سبق. حتى لا تؤدى كثرة الأقواس إلى إرباك القارئ ، وصرفه عن متابعة النص.

٣ ـ التزمت بقواعد الاملاء المعاصرة بصرف النظر عما ورد في الأصل ، وأحب أن أشير إلى أن النسخة (أ) قديمة جدا ، وغير منقوطة في كثير من المواضع كما أن النسخة (ب) [رقم ١٦٠٣ من الجزء الأول] قد وقعت فيها أخطاء كثيرة في الإعجام ؛ لذا فقد اجتهدت في تصحيح ما ورد في هذه النسخة بدون إشارة إلى هذا التصحيح.

ومما تجدر الإشارة إليه أن الناسخ في نسخة (أ) وفي مواضع من النسخة (ب) ؛ قد استعمل حرف الألف بدلا من الياء ، والواو في مقابل الهمزة ، والياء المهملة بدلا من الياء المهموزة ، كما أدمج كلمتين في كلمتين واحدة ؛ وقد صححت كل ذلك بدون إشارة مكتفيا بما أوردته هنا.

٥٣

ومن أمثلة ذلك :

٤ ـ اعتنيت بعلامات الترقيم ، وتقسيم الفقرات ؛ حتى يسهل على القارئ فهم مراد المصنف.

٥ ـ صححت الأخطاء النحوية التى ترجح عندى أنها من الناسخ بدون إشارة إليها في الهامش.

٦ ـ من عادة الناسخ في النسخة (ب) أن يرمز للأعداد بالحروف الأبجدية (أب ج ... الخ). أما في النسخة (أ) فترد هكذا (أولا ، ثانيا ... الخ).

وقد اعتمدت ما ورد في نسخة (أ) بدون إشارة في الهامش.

٧ ـ صححت كثيرا من الأخطاء الطفيفة التى أخطأ فيها الناسخ في آيات القرآن الكريم بدون إشارة إليها في الهامش.

أما الأخطاء الجسمية ، فقد أشرت إليها في الهامش ، وكتبت الآية صحيحة في صلب النص.

٨ ـ حققت النصوص المختلفة التى يضمها الكتاب ؛ فمن ذلك (الآيات القرآنية) وقد حرصت دائما على النص على اسم السورة ، ورقمها ، ورقم الآية فيها ، وإذا كان النص القرآنى الكريم جزءا من آيات ؛ أشرت إلى معظمها بقدر الطاقة.

٥٤

ومنها : الأحاديث النبوية الشريفة ؛ وذلك بالرجوع إلى كتب السنة. ومنها : أقوال السابقين التى استشهد بها المصنف سواء أكانت شعرا ، أم نثرا ؛ وقد رجعت في ذلك إلى كتب السابقين ، ودواوينهم بقدر الطاقة.

٩ ـ ذكرت ألفاظ التعظيم الخاصة بالحق تبارك وتعالى ، وبرسله عليهم الصلاة والسلام في الأصل سواء وردت في النسخة الأصلية ، أو النسخة الأخرى ، وذلك بدون إشارة في الهامش.

١٠ ـ ترجمت للأعلام الواردة بالكتاب سواء أكانت أعلام أشخاص ، أو فرق كلامية ، أو فلسفية ، أو أماكن.

١١ ـ قارنت بين أبكار الأفكار ، وبين الكتب السابقة عليه ، واللاحقة له ؛ وذلك بالإحالة إلى المراجع المختلفة التى تدرس نفس المسألة ، سواء من مؤلفات الآمدي نفسه ، أو من مصنفات السابقين عليه ممن يناقش أفكارهم. وقد حرصت على المقارنة بين ما أورده الآمدي عنهم ، وبين ما ورد في مؤلفاتهم ـ التى حصلت على معظم المطبوع منها ـ وقد أشرت إلى مواضع ذلك في كتبهم في أول كل مسألة من كتاب الأبكار. ومما تجدر الإشارة إليه أن الآمدي كثيرا ما يحيل على بعض الفصول السّابقة ، أو اللاحقة من كتاب الأبكار ، وقد عينت مواضع هذه الحالات التى اشتمل الكتاب على الكثير منها.

كما أشرت إلى كتب بعض المتأخرين المتأثرين بالآمدي ، وبينت مواضع ذلك في كتبهم ؛ وذلك حتى تتضح قيمة هذا الكتاب الّذي حوى آراء السابقين ، واعتمد عليه معظم من أتى بعده من المتأخرين.

١٢ ـ استحدثت العناوين التى تعين على فهم النص ، ووضعتها في الأصل بين معقوفتين وأشرت إليها في الهامش.

١٣ ـ عينت كثيرا من المجهولين الذين يعنيهم الآمدي بقوله : قال بعض المتأخرين ، أو بعضهم ، أو بعض الأصحاب ، أو الخصوم.

وقد ترجح عندى أنه يقصد بقوله : بعض المتأخرين : الإمام الغزالى ، أو الإمام الرازى ، وفي أحيان قليلة إمام الحرمين الجوينى.

أما بعض الأصحاب : فالمقصود به غالبا : الإمام الشهرستانى.

٥٥

أما قوله : الخصوم ، أو بعض الخصوم ؛ فالمقصود بهم غالبا المعتزلة. ولم أكتف بنسبة الرأى لصاحبه ؛ بل أشرت إلى موضعه في مؤلفاته التى تيسر لى الحصول عليها.

١٤ ـ قارنت ما بقوله عن المعتزلة بما في كتب المعتزلة أنفسهم ، وقد اعتمدت في ذلك على كتب القاضى عبد الجبار التى تيسّر لى اقتناؤها ، وهى (المغنى في أبواب التوحيد والعدل) و (شرح الأصول الخمسة) ، (المحيط بالتكليف).

١٥ ـ راعيت بصورة عامة الإيجاز في التعليق ، واكتفيت بالإشارة عن العبارة في معظم الأحوال ؛ إيمانا منى بأن المقصود من التحقيق ليس شرح النص ، واثقاله بحواش كثيفة منقولة من كتب مطبوعة ، أو مخطوطة ، وإنما غاية تحقيق النصوص تقديم النص صحيحا ـ ما أمكن ـ كما كتبه مصنفه.

١٦ ـ أما عن تقسيم الكتاب : فقد قسمته إلى خمسة أجزاء : (غير فهارسه التى أحسب أنها ستقع في مجلد من الحجم الكبير إن شاء الله تعالى).

الجزء الأول : يحتوى على القواعد التالية :

القاعدة الأولى : في حقيقة العلم وأقسامه.

والقاعدة الثانية : في النظر وما يتعلق به.

والقاعدة الثالثة : في الطرق الموصلة إلى المطلوبات النظرية وجزء من القاعدة الرابعة : من أولها إلى آخر النوع الثالث : فيما يجوز على الله تعالى.

الجزء الثانى : جزء من القاعدة الرابعة : إلى نهاية النوع السابع : في أسماء الله الحسنى.

الجزء الثالث : باقى القاعدة الرابعة : من أول القسم الثانى : في الموجود الممكن الوجود إلى آخر القاعدة الرابعة.

الجزء الرابع : القاعدة الخامسة : في النبوات.

والقاعدة السادسة : في المعاد والسمعيات ، وأحكام الثواب والعقاب.

الجزء الخامس : القاعدة السابعة : في الأسماء والأحكام.

والقاعدة الثامنة : في الإمامة. ومن له الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر.

٥٦

٥٧

٥٨

٥٩

٦٠