الهدى إلى دين المصطفى - ج ١

الشيخ محمد جواد البلاغي

الهدى إلى دين المصطفى - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمد جواد البلاغي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٠
الجزء ١ الجزء ٢

أفنيت نفسك بالجهاد وطالما

بدمائها روى اليراع الظامي

حتى تراءت في الجنان مهيضة

هتف الملائكة «ادخلي بسلام»

ومنها :

صيرت قلبك شمعة وحملته

ضوء امام الدين للاعظام

فأذبته فاذا المدامع أسطر

والنور معناها البديع السامي

وقد أحسن أحد ادباء العربية فخاطبه في رثائه :

زودت نفسك في حياتك زادها

تقوى الإله وذاك خير الزاد

ووصفه أحد البارعين :

تحلى به جيد الزمان وأصبحت

تزان به الدنيا وتزهو الصحائف

ومن جملة من رثاه الأساتذة الأفاضل السيد محمود الحبوبي ومحمد صالح الجعفري والشيخ محمد علي اليعقوبي (١) ، ، وغيرهم من أكابر الشعراء وأعلام الأدب ..

المترجمون له :

١ ـ الامام ثقة الاسلام السيد محسن الأمين العاملي ، في الجزء السابع عشر من كتابه «أعيان الشيعة» ، وفي ديوانه «الرحيق المختوم».

٢ ـ الحجة الخريت الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه «أعلام الشيعة» وفي كتابه «الذريعة إلى تصانيف الشيعة».

٣ ـ العلامة المؤرخ والأديب الكبير المرحوم الشيخ محمد السماوي في كتابه «الطليعة في شعراء الشيعة».

٤ ـ العلامة الكبير المرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء في كتابه «الحصون المنيعة».

__________________

(١) القصيدة منشورة على الصحيفة ٢٣٥ من ديوان اليعقوبي وعنوانها «الحجة البلاغي» ، ومستهلها :

سلوا قبة الاسلام ما ذا أمادها

متى قوضت منها الليالي عمادها

٢١

٥ ـ الاستاذ السيد أحمد الحسيني في مقدمته لكتاب «الرحلة المدرسية» للإمام البلاغي.

٦ ـ المرحوم الشيخ الجليل محمد علي الأوردبادي في مجلة الهدى العمارية.

٧ ـ الحجة الشيخ عباس القمي في كتابه «الكنى والألقاب».

٨ ـ الاستاذ الكبير عمر كحالة في كتابه «معجم المؤلفين» المجلد الرابع.

٩ ـ الاستاذ الكبير خير الدين الزركلي في كتابه «الأعلام» المجلد السادس وأماكن اخرى من موسوعته.

١٠ ـ الاستاذ السيد حسن الحسيني اللواساني في آخر كتاب «آلاء الرحمن في تفسير القرآن».

١١ ـ الاستاذ الجليل الشيخ محمد حسن آل ياسين في مقدمته لكتاب البداء للإمام البلاغي.

١٢ ـ الاستاذ السيد عبد الوهاب الصافي في العدد الأول من السنة الثانية من مجلة «الاعتدال».

١٣ ـ الاستاذ محمد مهدي الآصفي في كتاب «أنوار الهدى» للامام البلاغي.

١٤ ـ صاحب كتاب «وقائع الأيام».

١٥ ـ صاحب مجلة «الرضوان».

١٦ ـ المرحوم الاستاذ الشيخ جعفر محبوبة في كتابه «ماضي النجف وحاضرها» الجزء الثاني.

١٧ ـ الاستاذ محمد علي جعفر التميمي في كتابه «مشهد الامام» الجزء الثاني.

١٨ ـ الاستاذ الشيخ هادي الأميني في كتابه «معجم رجال الفكر والأدب

٢٢

في النجف».

١٩ ـ المرحوم العلامة الشيخ جعفر النقدي في كتابه المخطوط «الروض النضير في شعراء القرن المتأخر والأخير».

٢٠ ـ الاستاذ الشيخ علي الخاقاني في كتابه «شعراء الغري» ج ٢ ص ٤٣٧.

٢١ ـ الأديب الباحث الاستاذ موسى الموسوي نجل العلامة الجليل المرحوم السيد صادق الموسوي الهندي في كتابه المخطوط آل البلاغي.

٢٢ ـ حجة الإسلام المرحوم الشيخ محمد حرز في كتابه «معارف الرجال في تراجم العلماء والادباء» ج ١ ص ١٩٦ ـ ٢٠٠.

وغير هؤلاء الأساتذة والشيوخ الأفاضل ممن أغفلتهم الذاكرة ولم يخطروا على البال وهم كثر.

٢٣

هذا الكتاب

نعم هذا الكتاب يأتي على رأس مؤلفاته وتصانيفه القيمة ، وفي قمة ذخائره العلمية الغالية ، بل هو أنفس نفائسه الفكرية ، ومبدعاته العقلية وجاء أقوى دليل على سعة معارفه، وأسطع برهان على إحاطته بتاريخ الاديان والشرائع والعقائد تدلك على ذلك أبواب هذا الكتاب وفصوله ، وغرائب مسائله الشاهدة على ثقافته الناضجة ، ثم ان هذه المباحث الضخمة الجليلة والمتشعبة الأطراف التي بين دفتيه وبجزئيه ، ونهوض الحجة «رحمه‌الله» في وجه المفترين من كتاب الغرب وغيرهم ورد سهامهم المسمومة واعتراضاتهم المغرضة المحمومة على قدس القرآن الكريم ، هذا الجهاد المرير ، والمصابرة عليه ، وتلك الجهود الجبارة المضنية والتضحيات الجسمية التي لم يقم بأعبائها ومكروهها إلا أصحاب الرسالات الاصلاحية ، وإلا أهل العقيدة الراسخة واليقين الثابت لهي أعظم برهان على مبلغ جهاد واجتهاد حجة الاسلام الامام البلاغي مؤلف «الهدى» ، وأليك هذه الفقرات من مقدمته التي توج بها الكتاب وأبان فيها الاسباب والدواعي لتأليفه :

«... وقفت على كتاب عربي أرخ طبعه بسنة ألف وثمانمائة وإحدى وتسعين ميلادية ، لم تذكر مطبعته ولا محلها ولا صاحبها ، عنوانه انه تعريب هاشم العربي نزيل بلاد الفرنج حالا ، عن اللغة الانكليزية لمقالة في الاسلام

٢٤

لرجل ترجمه العرب بأنه جرجيس صال الانكليزي مولدا ومنشأ ، المولود في أواخر القرن السابع عشر ، وقد ألحق المعرب هذه المقالة بتذييل مستقل في آخرها وتذييلات متفرقات في أثنائها ثم وقفت على كتاب آخر استعير له اسم «الهداية» وهو يتألف من أربعة أجزاء ، ومجموع صفحاتها (١٢٢٨) صفحة تم تأليفها بين سنة ١٩٠٠ و ١٩٠٤ م قد تكلف فيه الرد على كتابي «إظهار الحق والسيف الحميدي» وقام بتأليف «الهداية» جماعة من علماء الغرب أو أحدهم الحاقدين على الرسالة المحمدية المنيفة ، وقد وجدت الكتابين الأولين على طريقة ينكرها شرع التحقيق في البحث والادب في الكلام ، والأمانة في البيان ، ولا يرتضيها خدام المعارف المحافظون على فضلهم ورواج بضاعتهم المتحذرون من وبال الانتقاد ووصمة ظهور الزيف والزيغ ، وقد أحببت أن اشير إلى بعض ما فيهما مما حاد عن الأمانة أو تاه في الغفلة خدمة مني للمعارف وإحقاقا للحق وانتقادا للزيف ليثني من يريد الكتابة من جماح تعصبه ويأخذ في مزال الأقدام وعثرات الأقلام بيد قلمه ، وقد آثرت أن أجعل ذلك في خلال ما هو الأمثل بنا ، بل الواجب علينا من الارشاد إلى سبيل الهدى ودين الحق وخالص الايمان وحقيقة العرفان ، ودين الاسلام المتكفل بأعدل النظام وأحسن التمدن وأكمل التهذيب لعامة البشر ... الخ».

وفي «المقدمة السابعة» من الكتاب شرح «رحمه‌الله» طريقته وأدب مناقشته وأسلوب جداله مع المعترضين على قدس القرآن وشريعة الاسلام ، وفصل شروط البرهان والجدل واخبار الآحاد فقال : «لا يخفى على كل ذي رشد ومعرفة بطريق البحث والمباحثة ، ان مباحثة أهل الدين والاعتراض على جامعتهم وأصل دينهم إنما يحسن ولا يعد خبطا ومراوغة عن الحق ، إذا كان البرهان عليهم بالمقدمات المنتهية الى بداهة العقل أو المسلمة عند عمومهم ، وإذا كان الجدل والالتزام لهم بما يعلم انه من الدين الذي عكفوا عليه والقدر الجامع بينهم لا بما كان رأيا أو رواية يختص به واحد أو آحاد من أهل ذلك الدين لا يفيد علما ولا يذعن عموم أهل الدين بصحته أو أنه من دينهم ، فإن تشبث خصمهم بمثل هذا في الاحتجاج على جامعتهم كان ذلك حيادا عن الحق لضعف الحجة وضيق الخناق ، ولأجل هذا لم أعتمد في هذا الكتاب في البرهان

٢٥

إلا على ما هو حقه من المقدمات البديهية لدى العقل والعقلاء ، ولم اجادل عموم النصارى والزمهم في جامعة دينهم ، والنصرانية التي عندهم إلا بما تسالموا إلهاميته وصدوره عن الوحي ، وهي كتب العهدين التي ذكرنا انهم متفقون في هذه القرون على نسبتها إلى الوحي والالهام ، وشرحنا أسماءها في المقدمة الاولى ، ولم أباحثهم خبطا بإزاء آحاد مفسريهم وعلمائهم ، أو آحاد تقاليدهم التي لا توجب في دينهم علما أو يأبى صحتها أغلبهم».

* * *

وتمهيدا لهذه الطريقة الحكيمة التي التزم بها في مباحثة هؤلاء المعاندين العاندين (١) قدم المقدمات الضرورية ، وقعد القواعد الأساسية التي بنى عليها ما يعجز حملة التوراة والاناجيل من الحجج والبراهين المستمدة من أسفارهم ، فقد جادل أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بانجيلهم وخاطبهم بلسانهم ولغتهم ، ورموز مصطلحاتهم ، ومن جملة موضوعات الجزء الاول من هذا الكتاب الحفيل بالحقائق الناصعة : سيرة بني اسرائيل والملة النصرانية. سيرة بني اسرائيل وتقلبهم في الشرك ، وسيرة أصحاب المسيح وتلاميذه ، والمعلمين في النصرانية واضطرابهم واختلافهم ، ولا حجة بكتب العهدين ، وشهادة بعضها على بعض بالتحريف ، ومنها :

رسالة النبي «ص» والغاية المطلوبة منها ، وعصمته في العقل والنقل والاعتراضات على العصمة وأجوبتها ، وفي نسبة المعاصي إلى الأنبياء والجواب عليها وشئون الأنبياء مع أقوامهم وموقف القرآن من تنزيههم ، وفلسفة القرآن في القذف ، وفي المعجز والمعجزات والعهد الجديد يعارض دعوى المسيح «ع» ومنها : الاناجيل تنسب التناقض للمسيح وحاشاه من ذلك ، وفي حقيقة النسخ في التوراة والإنجيل والقرآن ، الناسخ والمنسوخ في شريعة نوح ، دفع الاعتراضات على القرآن من حيث العربية والعلوم الاخرى من بلاغية وتاريخية وفلكية وغير ذلك من الفنون القرآنية العجيبة الباهرة.

__________________

(١) العاند : المنحرف عن جادة الحق والشرع.

٢٦

ومن موضوعات الجزء الثاني المهمة.

١ ـ بشارة القرآن باكتشاف امريكا.

٢ ـ آية السموات السبع وعلم الهيئة القديمة والحديثة.

٣ ـ في اختلاف العهدين في التاريخ وأوهام المتكلف.

٤ ـ اختلاف الاناجيل في التاريخ.

٥ ـ اختلاف كتب العهد القديم وأوهام المتكلف.

٦ ـ قصة الإسراء والعروج إلى السماء.

٧ ـ نهي الإنجيل عن تسمية أكابر القساوسة والأحبار بالأب إلى غير ذلك من أحكام الشرائع السابقة لشريعة الإسلام والكشف عن أسرار الآيات القرآنية ورد شبهات المعترضين عليها أمثال المستشرق جرجيس صال الانكليزي وصاحب كتاب الهداية وغيرهما من أعداء التنزيل الحكيم والنور المبين ، ومن ذلك اعتراض صاحب الهداية المتكلف على القرآن العظيم من حيث وضع الأرض الذي أشارت إليه الآية الكريمة من سورة الكهف «حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة» ، فاعترض صاحب الهداية المتكلف على ذلك وجعله من الجهل بمبادىء علم الفلك ، فقال الإمام البلاغي مؤلف الهدى رادا له : «قلت لا يخفى ان المغرب أمر مبهم إضافي ، وان لكل ناحية مغربا ، وهو ما تغيب فيه الشمس عن تلك الناحية ، والمغرب العمومي للمعمور القديم (وهو آسيا وافريقيا واوروبا) إنما هو البحر أو بعضه في البحر المحيط ، فالشمس لا تغرب عن المعمور المعتد به من هذه القطع الثلاث إلا ويكون تمام غروبها أو بعضه في البحر المحيط ، والآية الكريمة تعرضت لسر الغيب الذي أظهره الاكتشاف بعد قرون عديدة ، وجرى التعبير في الآية عن البحر بالعين مجازا ، كما جرى التعبير في بليغ الكلام عن الفرات بالنطفة «وهي القطرة من الماء» ونحوها وهو من محاسن المجازات في مقامها وبوصف هذه العين بكونها حمئة ذات طين قد اشير إلى غيب «امريكا» لأنه لا يكون تخصيص هذا البحر ووصفه بكونه ذا طين إلا باعتبار الإشارة إلى امريكا فلا تحسب ان وصف البحر

٢٧

بكونه ذا طين كان باعتبار وجود الطين في قراره أو حافاته أو شواطئه ، لأن كل بحر وكل نهر وكل عين لا بد أن يكون في حافاته وقراره طين ، فلا بد أن يكون المراد هو الطين الذي في وسطه ، ومقتضى المناسبة في وصف المحيط العظيم بأن في وسطه طينا لا بد أن يكون المراد منه قطعة امريكا ، ألا ترى ان أقل الأقطار لهذا المحيط يبلغ مائة وثمانين درجة كما في ناحية الدرجة السادسة والستين ، وما قاربها في العرض الشمالي ، فما ظنك بالطين المناسب لوصف هذه البحرية ، أتراه يناسب أن يكون امريكا» ـ راجع تفصيل البحث في أول الجزء الثاني ـ صحيفة ٣ وما بعدها.

* * *

وبعد : فإن هذا الكتاب بجزئيه من أهم المراجع للمشتغل في تاريخ الأديان والمعتقدات للأجناس البشرية ، وأصفى المصادر لرجال الفقه المقارن في الشرائع السماوية ، وأغزر الكتب في فن الجدل والمناظرة والمناقشة المنطقية ، هذا الفن الذي يحتاجه المحامون في ساحات العدل للدفاع وإفحام الخصوم في القضايا الحقوقية العويصة ، إذ يربى فيهم ملكة المجادلة ، وأسلوب المحاورة في ضوء الأقيسة العقلية المنطقية وطريقة استخدام الأدلة والشواهد والتمييز بين صحيحها وسقيمها وقوة حجيتها ، ومن محاسن هذا الكتاب وثمراته الشهية فضح دسائس المبشرين الاستعماريين الحاقدين على الاسلام ورسوله الكريم «ص» تلك الدسائس اللعينة التي سحر بها شبابنا الجامعيين الماسونيين ، فكان خطرهم أشد من خطر المستشرقين الراكضين في ركاب الاستعمار باسم التبشير الديني.

هؤلاء الذين جالدهم الامام «البلاغي» وجادلهم بالتي هي أحسن ، فبدد أوهامهم ، وأظهر جهالاتهم ، وأدحض حجتهم بالبرهان المفلج المقنع ، ولهذا فإن هذا الكتاب خزانة علم وعرفان لا غنى للمحامين الغيارى عن حقائق الاسلام الحنيف ، وشريعته السمحة ويسرها عن هذه الخزانة الغالية.

وبهذه المناسبة أنقل هنا ما حدثني به صديقي الثقة الاستاذ الجليل العلامة الكبير السيد محمد تقي الحكيم عن أثر «الهدى» وبركته ، فقال :

٢٨

«كنت قد حضرت قبل عدة سنين ومعي المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر والاستاذ الأديب الكبير الشيخ محمد علي اليعقوبي ، والشيخ محمد كاظم الشيخ صادق الكتبي صاحب المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف حفلة عظيمة في الهند ، وعرضت فيها أكداس من الكتب وكان كتاب (الهدى) من جملة تلك الكتب ، وشاهدت أحد موظفي السلك الدبلوماسي من لبنان يتجول بين الكتب ، فلفت نظره كتاب (الهدى) فأخذه وقبله ووضعه على رأسه متبركا به ، وقد سألناه عن علة ذلك؟ فقال : «كنت أحد طلاب المدارس الفرنسية في لبنان ، وقد لاحظت وسمعت من أساتذة تلك المدارس هجوما متواصلا على انتقاد الدين الاسلامي وتسخيفه والحط من شأنه مجاهرة أمام الطلاب ، وانه بطريق المصادفة اشترى كتاب «الهدى إلى دين المصطفى» فقرأه وأدمن في قراءته ، فكان لهذا الكتاب أثره البالغ في بقائه على إسلامه وتقوية عقيدته ، والمنافحة عنها أمام المشعوذين والدجالين من مناوئي الاسلام ومنتقديه جهلا وظلما وبالزور والبهتان».

وهذا المجد العلمي الباذخ والفضل الشامخ لا يدعيه صاحبه الامام البلاغي فتراه يتواضع الحكماء الزهاد بعدم ذكر اسمه وعنوانه على كتابه هذا وغيره من مؤلفاته الخالدة ، وإنما يكتفي بتسطير هذه الاشارة «... لأقل خدمة الشريعة المقدسة ... النجفى» ، ثم يرجو كل من له اعتراض أو سؤال يتعلق بالكتاب أو غيره من كتبه في أمر الدين وحقيقة الاسلام أن يتحفه بالمكاتبة ليقدم له الجواب مقرونا بالشكر والاحترام ، وختم رجاءه بتوقيعه «الأقل كاتب الهدى». وكان شعاره «رضي الله عنه» خدمة الحق وحده والدفاع عنه دون أي اعتبار ، ويتجلى شعاره المثالي هذا في كلمته الذهبية الحكيمة التي تفيض بالصدق والاخلاص : «ان همي الوحيد هو خدمة الحق والدفاع عنه لوجه الله تعالى سواء كان الدفاع على يدي أو على يد سواي» ، وهذا هو شعار المصلحين المؤمنين بالمثل العليا والذي رفعه إلى منازل الكرامة ومصاف الخالدين ، أجل هذا الشعار قد زهده في أن يضع اسمه ويرسم عنوانه على مؤلفاته الجليلة الضخمة الآنفة الذكر.

هذا هو كتاب «الهدى» العظيم وصاحبه الفضيل البجيل ، وسيقف

٢٩

القراء الكرام على ما في «الهدى» من وجوه المعرفة ومعجزات الفكر السديد ما يغنيهم عن الموسوعات الكبرى في العلم والفلسفة والفقه والتفسير والكلام وتاريخ الشرائع والعقائد ، وأدب الحجاج والجدل الوفير الرفيع.

رحم الله تعالى الامام الحجة «محمد الجواد البلاغي» وأكرم مثواه ، وأعلى منازله في فراديس جنانه مع الصديقين والشهداء.

وأخيرا انه لحظ عظيم وشرف كبير ان اقدم للقراء الأفاضل هذا الكتاب الجليل البجيل بثوبه القشيب الجديد ، وأنا أشعر بالتقصير والخجل حيث جرى تحبير هذه المقدمة وأنا في مصيفي تتراوحني النوبات القلبية تارة ، وآونة تشتد على وطأة داء السكّر ، ولذا اضطررت على إيجازها خشية الاسهاب الممل ، وخير الكلام ما قل ودل ، واني لأتقدم بوافر الشكر للأخ النبيل الاستاذ محمد علي البلاغي لما غمرني به من لطفه العميم ، إذ اختارني لاداء هذا الواجب في خدمة الدين والعلم والفضيلة.

والله في عون الجميع وهو المسدد للصواب.

نزيل لبنان ـ الشبانية ١٢ ـ ٨ ـ ٩٦٥.

توفيق الفكيكي

٣٠

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (١) (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٢) (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٣) اللهم فلك الحمد والشكر دائما أبدا كما أنت أهله ، على ان هديت إلى الحق. وأوضحت سبيل الرشد وأنرت البرهان على حين فترة من الرسل ، فلطفت وأنعمت بإرسالك صفوة الأنبياء وخاتم عدتهم والدليل على نبوتهم المبعوث بأتقن شريعة وأوضح طريقة الداعي إلى الحق والهادي الى الصواب محمد رسولك الصادق الأمين الصادع بأمرك والمجاهد في سبيلك صلواتك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.

وبعد : فإني وقفت على كتاب عربي ارخ طبعه بسنة الف وثمانمائة وإحدى

__________________

(١) سورة الانعام ٧٠.

(٢) سورة البقرة ١١٤.

(٣) سورة آل عمران ٧٩.

٣١

وتسعين ميلادية لم تذكر ـ كما هو المعتاد ـ مطبعته ولا محلها ولا صاحبها عنوانة انه تعريب هاشم العربي نزيل بلاد الإفرنج حالا عن اللغة الانكليزية لمقالة في الإسلام لرجل ترجمه المعرب بأنه جرجيس صال الانكليزي مولدا ومنشأ المولود في أواخر القرن السابع عشر ، وقد ألحق المعرب هذه المقالة بتذييل مستقل في آخرها وتذييلات متفرقات في أثنائها.

ثم وقفت على كتاب آخر استعير له اسم الهداية قد تكلف فيه الرد على كتابي إظهار الحق والسيف الحميدي فوجدت الكتابين الاولين على طريقة ينكرها شرع التحقيق في البحث والادب في الكلام والامانة في البيان ولا يرتضيها خدام المعارف المحافظون على فضلهم ورواج بضاعتهم المتحذرون من وبال الانتقاد ووصمة ظهور الزيف والزيغ ، وقد أحببت أن اشير إلى بعض ما فيهما مما حاد عن الامانة أو تاه في الغفلة خدمة مني للمعارف وإحقاقا للحق وانتقادا للزيف ليثنى من يريد الكتابة من جماح تعصبه ، ويأخذ في مزال الاقدام وعثرات الاقلام بيد قلمه ، وقد آثرت أن أجعل ذلك في خلال ما هو الامثل بنا ، بل الواجب علينا من الإرشاد إلى سبيل الهدى ودين الحق وخالص الإيمان وحقيقة العرفان ، دين الإسلام المتكفل بأعدل النظام ، وأحسن التمدن وأكمل التهذيب لعامة البشر ، وقربهم من الله وسعادتهم في الدنيا والآخرة.

وقد رتبت كتابنا هذا على مقدمات ومقاصد وخاتمة.

«تنبيه» الظاهر ان مصنف المقالة السابق ذكرها هو الذي سماه الدكتور سعادة في مقدمته على معرب إنجيل برنابا بالمستشرق سايل ، وان هذه المقالة هي الكتابات التي ذكر انه نشرها وسماها بالمباحث التمهيدية ، وهو الذي سماه صاحب إظهار الحق بالقسيس سيل ، ونقل عن مقدمته لترجمة القرآن ثلاث جمل متفرقة تكشف عن ملائمة طريقته في البحث وحسن الادب والإنصاف على خلاف ما قد يوجد في أثناء هذه المقالة ، فأظن ان جملة مما تجاوز في هذه المقالة عن حد البحث إلى سوء الأدب إنما هو من تصرف التعريب ، أو أنه كان من هفوات الجهل قبل أن يأخذ من المعارف بعض حظه. وتعريب المقالة المذكور يشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين صحيفة وقد سميت صاحبها عند التعرض

٣٢

لكلامه سايل وجعلت الإشارة إليها «ق» ، وأما المعرب فالمظنون انه موه باسمه ومحله ، ويظهر من حاله انه ليس له وقوف على كتب العهدين كما ينبغي للنصراني وإلا لما أقدم على كثير من أقواله كما ستعرف ذلك إن شاء الله من متفرقات هذا الكتاب اللهم إلا أن يكون قد حاول الإغفال وأمن الانتقاد ، وقد سميته عند التعرض لكلامه «المتعرب» وان تذييله المستقل يشتمل على خمس وتسعين صحيفة من أواخر الكتاب وجعلت الإشارة إليه «ذ» وللتذييلات التي في أثناء المقالة «قذ».

وأما الكتاب المستعار له اسم الهداية فقد ذكر لي انه تأليف جماعة من النصارى لكن قد رسم في ختامه «يقول العبد الفقير» بالافراد ولعله أقرب فاني استبعد أن يقدم جماعة من هذا الجيل المتنور بآدابه وحسن مباحثته على مثل ما اقدم عليه مؤلفه كما ستطلع عليه إن شاء الله ، وهو يشتمل على أربعة أجزاء مطبوعة في مصر بمعرفة المرسلين الامريكان ، الجزء الاول من الطبعة الثانية سنة ١٩٠٠ م يشتمل على ثلاثمائة وعشرين صحيفة ، الجزء الثاني من الطبعة الثانية سنة ١٩٠٤ م يشتمل على ثلاثمائة صحيفة ، الجزء الثالث مطبوع في سنة ١٩٠٠ م يشتمل على ثلاثمائة وأربع صحائف ، الجزء الرابع مطبوع في سنة ١٩٠٢ م يشتمل على ثلاثمائة وأربع صحائف ، وقد سميت مؤلفه عند التعرض لكلامه «المتكلف» ، وجعلت الإشارة الى الكتاب «يه» وإلى الجزء «ج» وإلى عدده بالرقم قبله.

٣٣

المقدمة الأولى

لما كان من مباحثتي لهم الاحتجاج عليهم جدلا وإلزاما بما في العهدين المنسوبين إلى الإلهام والوحي الإلهي عند عموم النصارى وخصوص البروتستانت الذين منهم هؤلاء فلا بأس بذكر تفصيل كتبهما ، والإشارة الى الرموز المصطلح عليها لأسمائها فالأول من العهدين هو المسمى بالعهد القديم وهو عبارة عن تسعة وثلاثين سفرا خمسة منها منسوبة لنبي الله موسى عليه‌السلام تسمى بالتوراة ، والأسفار الباقية منسوبة إلى الوحي إلى من بعد موسى من الأنبياء إلى ما قبل زمان المسيح عليه‌السلام بنحو ثلاثمائة وسبع وتسعين سنة وقد يسمى جميع العهد القديم بالتوراة ، واللسان الأصلي له إلى ما قبل سبي بابل هو اللسان العبراني. ومن سبى بابل صار الأصل لبعضها هو اللسان الكلداني وهو لسان بابل.

ثم ترجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية بعناية سبعين أو اثنين وسبعين من علماء اليهود لمائتين واثنتين وثمانين سنة أو وخمس وثمانين أو وست وثمانين قبل المسيح على إختلاف الرواية في تاريخ الترجمة وأسبابها. قيل : وتمت في اثنين وسبعين يوما وسميت بالترجمة السبعينية ، ومقتضى النقل انها كانت معتبرة غاية الاعتبار فيما بين اليهود وقدماء المسيحيين ، وان مصنفي العهد الجديد ما نقلوا الفقرات الكثيرة إلا عنها ، وان المسيح كان يخاطبهم عن الشريعة والأنبياء من هذه الترجمة. وكذا استفانوس في خطابه لليهود. وكذا الذين تشتتوا في

٣٤

البلاد ليبشروا بالمسيح باللغة اليونانية ، ثم ترجم بعد ذلك إلى لغات كثيرة. وهذه أسماء أسفاره ورموزها :

١ ـ «تك» لسفر التكوين وهو الأول من التوراة المنسوبة لموسى ويسمى سفر الخليقة أيضا بمقتضى تسمية الترجمة السبعينية ، ويسمى في العبرانية باسم أوله «برنشيت».

٢ ـ «خر» لسفر الخروج وهو ثانيها بتسمية السبعينية ، وفي العبرانية يسمى بأوله «واله شموت» أي وهذه أسماء.

٣ ـ «لا» لسفر اللاويين وهو ثالثها بتسمية السبعينية ، وفي العبرانية بأوله «ويقرأ» أي ودعا.

٤ ـ «عد» لسفر العدد وهو رابعها بتسمية السبعينية ، ويسمى في العبرانية بأوله «ويدبر» أي وكلم.

٥ ـ «تث» لسفر تثنية الاشتراع وهو خامسها بتسمية السبعينية وفي العبرانية بأوله «إله» أي وهذه. ويسمى أيضا دباريم.

٦ ـ «يش» لسفر يشوع أي يوشع.

٧ ـ «قض» لسفر القضاة.

٨ ـ «را» لكتاب راعوث.

٩ ـ «١ صم» صموئيل الاول.

١٠ ـ «٢ صم» لكتاب صموئيل الثاني.

١١ ـ «١ مل» لتاريخ الملوك الاول.

١٢ ـ «٢ مل» لتاريخ الملوك الثاني.

١٣ ـ «١ أي» لتاريخ الايام الاول.

١٤ ـ «٢ أي» لتاريخ الايام الثاني.

١٥ ـ «عز» لكتاب عزرا.

٣٥

١٦ ـ «نح» لكتاب نحيا.

١٧ ـ «اس» لكتاب استير.

١٨ ـ «اي» لكتاب أيوب.

١٩ ـ «مز» لمزامير داود أي الزبور.

٢٠ ـ «أم» لامثال سليمان.

٢١ ـ «جا» لكتاب الجامعة المنسوب لسليمان.

٢٢ ـ «نش» لنشيد الانشاد.

٢٣ ـ «اش» لكتاب اشعيا.

٢٤ ـ «ار» لكتاب ارميا.

٢٥ ـ «مرا» لمرائي ارميا.

٢٦ ـ «حز» لكتاب حزقيال.

٢٧ ـ «دا» لكتاب دانيال.

٢٨ ـ «هو» لكتاب هوشع.

٢٩ ـ «يوء» لكتاب يوئيل.

٣٠ ـ «عا» لكتاب عاموس.

٣١ ـ «عو» لكتاب عوبديا.

٣٢ ـ «يون» لكتاب يونان أي يونس بن متى.

٣٣ ـ «مي» لكتاب ميخا.

٣٤ ـ «نا» لكتاب ناحوم.

٣٥ ـ «حب» لكتاب حبقوق.

٣٦ ـ «صف» لكتاب صفينا.

٣٦

٣٧ ـ «حج» لكتاب حجى.

٣٨ ـ «زك» لكتاب زكريا.

٣٩ ـ «مل» لكتاب ملاخي.

ولهذه الكتب في النسخ العبرانية ترتيب آخر من حيث التقديم والتأخير وأما العهد الجديد فهو عند النصارى عبارة عما كتب بالإلهام والوحي الإلهي بعد عيسى وهو عند البروتستنت سبعة وعشرون كتابا وها هي رموزها المصطلح عليها :

١ ـ «مت» لإنجيل متى.

٢ ـ «مر» لإنجيل مرقس.

٣ ـ «لو» لإنجيل لوقا.

٤ ـ «يو» لإنجيل يوحنا.

٥ ـ «اع» لأعمال الرسل.

٦ ـ «رو» لرسالة بولس إلى أهل رومية.

٧ ـ «١ كو» لرسالته الاولى إلى اهل كورنتوش.

٨ ـ «٢ كو» لرسالته الثانية إليهم.

٩ ـ «غل» لرسالته إلى أهل غلاطية.

١٠ ـ «اف» إلى أهل افسس.

١١ ـ «في» إلى أهل فيلبى.

١٢ ـ «كو» إلى أهل كولوسي.

١٣ ـ «١ تس» الاولى إلى أهل تسالونيكي.

١٤ ـ «٢ تس» الثانية إليهم.

١٥ ـ «١ تي» الاولى إلى تيموثاوس.

٣٧

١٦ ـ «٢ تي» الثانية إليه.

١٧ ـ «تي» إلى تيطس.

١٨ ـ «فل» إلى فليمون.

١٩ ـ «عب» إلى العبرانيين.

٢٠ ـ «يع» لرسالة يعقوب.

٢١ ـ «١ بط» لرسالة بطرس الاولى.

٢٢ ـ «٢ بط» لرسالته الثانية.

٢٣ ـ «١ يو» لرسالة يوحنا الاولى.

٢٤ ـ «٢ يو» لرسالته الثانية.

٢٥ ـ «٣ يو» لرسالته الثالثة.

٢٦ ـ «يه» لرسالة يهوذا.

٢٧ ـ «رؤ» لرؤيا يوحنا المسماة بالمكاشفات والمشاهدات والجليان.

ولكل واحد من كتب العهدين فصول معدودة يسمونها الاصحاحات تشتمل على فقرات معدودة بالرقم الهندي ، فإذا أرادوا الإشارة إلى الفقرة أشاروا إلى كتابها بما ذكرنا من الرموز ثم أشاروا إلى اصحاحها بعدده بالرقم الهندي وجعلوا بعده نقطتين إحداهما فوق الاخرى هكذا «:» ثم أشاروا إلى الفقرة بعددها بالرقم أيضا ، مثاله إذا أردنا أن نشير إلى الفقرة الثالثة عشر من الاصحاح الثالث من رسالة بولس إلى أهل غلاطية رسمنا هكذا «غل ٣ : ١٣» وإذا أرادوا الإشارة إلى فقرات متعددة أشاروا إلى الاولى بنحو ما ذكرنا ثم رسموا بعدها خطا عرضيا هكذا ـ ، ورسموا بعده عدد الفقرة الأخيرة فيكون الخط العرضي بمعنى الى أو حتى مثال ذلك : إذا أردنا أن نشير إلى جملة هي من الثامنة عشرة إلى نهاية الثالثة والعشرين من الاصحاح الحادي والعشرين من سفر التثنية رسمنا هكذا «تث ٢١ : ١٨ ـ ٢٣» وان الكثير من اصطلاحنا في

٣٨

الكتاب ان نذكر عدد الاصحاح صريحا ثم نشير الى عدد الفقرات بالرقم ، وان الذي حضرني من نسخ العهدين عند كتابة هذا الكتاب نسخ عديدة. الاولى نسخة عبرانية مطبوعة في برلين سنة ١٩٠١ م يشتمل العهد القديم منها على الف وثلاثمائة وأربع وثمانين صحيفة والجديد على أربعمائة وست وثمانين.

«الثانية» نسخة عربية اشير في متنها إلى الكلمات التي زيدت في الترجمة على الأصل العبراني واليوناني بطبعها بالحرف الصغير وإلى الكلمات التي لا توجد في أقدم النسخ وأصحها بجعلها بين خطين هلاليين ، واشير في أسفل صحيفتها إلى إختلاف العبرانية واليونانية والسامرية ، وإلى إختلاف القراءات واشير في جانبها الأعلى إلى تكرر الكلمة والمضمون في العهدين وإلى تاريخ بعض الحوادث المذكورة فيهما ، وان العهد القديم منها ليشتمل على الف واثنتين وستين صحيفة. والجديد على ثلاثمائة وثمان وخمسين. وفي آخرها ما نصه ، وكان الفراغ من اصطناع صفائحه في شهر تموز من أشهر سنة ١٨٧٠ مسيحية في بيروت.

«الثالثة» نسخة عربية أيضا من الطبعة الثانية عشر في المطبعة الامريكانية في بيروت سنة ١٩٠٥ م يشتمل العهد القديم منها على تسعمائة وعشرين صحيفة والجديد على مائتين وخمسة وتسعين.

«الرابعة» نسخة عربية طبع دي ساراه هوجسون سنة ١٨١١ م.

«الخامسة» نسخة فارسية مطبوعة في روكلين مدلبسيك سنة ١٨٩٥ م بنفقة الجمعية المشهورة به بريتش وفورن بيبل سوسائيتي دار السلطنة لندن يشتمل العهد القديم منها على ألف وثلاثمائة وثمان وثمانين صحيفة ، والجديد على أربعمائة وإحدى وعشرين.

«السادسة» نسخة فارسية أيضا بالحرف الصغير مساوية للتي قبلها في عدد الصحائف والوضع والطبع بنفقة الجمعية المذكورة طبع العهد القديم منها سنة ١٩٠١ م ، والجديد سنة ١٩٠٢.

«السابعة» نسخة فارسية أيضا العهد القديم منها يشتمل على أربعة

٣٩

أجزاء في ثمان مائة وست وأربعين صحيفة بترجمة وليم كان قسيس اكستي ومعلم العلم الإلهي باستعانة فاضل خان الهمداني به فرمان المجمع المشهور بيونيتداسوشئت سند سكتلند مطبوعة به فرمان المجمع المذكور في دار السلطنة ادن برغ بمطبعة تومس كنستبل سنة ١٨٤٥ م ، والعهد الجديد منها يشتمل على خمسمائة واثنتين وثلاثين صحيفة بترجمة أفضل الفضلاء المسيحية هنري مرتن قسيس انكليسي وطبع به فرمان مجمع بريتطش اندفرن بيبل سسيتي في ادن برغ ، في المطبعة المذكورة أيضا سنة ١٨٤٦ م.

«الثامنة» خمسة أسفار التوراة لموسى فارسية بترجمة توما رابنسن القسيس مطبوعة في لندن بمطبعة رجاردواطس سنة ١٨٣٩ م ، وهي تشتمل على خمسمائة وسبعين صحيفة.

«التاسعة» العهد الجديد نسخة عربية تشتمل على أربعمائة صحيفة فرغ من اصطناع صفائحها في مدينة نيويورك سنة ١٨٤٦ م ، وطبعت في مطبعة المدرسة في اوكسفورد سنة ١٨٦٩ م.

«العاشرة» العهد الجديد بالفارسية تشتمل على ستمائة وسبعة وعشرين صحيفة بترجمة هنري مارتن المذكور من الطبعة الثالثة بمطبعة رجاردواطس في لندن بإعانة مجمع بيبل سوسسيتي سنة ١٨٣٧ م.

٤٠