تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سنة تسعين ومائة

فيها مات :

أسد بن عمرو البجليّ الفقيه ،

وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مقريء مكة ، في قول ،

والحكم بن سنان الباهليّ القربيّ ،

وحمّاد بن شعيب الحمّانيّ ،

وشجاع بن أبي نصر البلخيّ المقرئ ،

وعائذ بن حبيب ،

بيّاع الهرويّ ،

وعبد الله بن عمر بن غانم قاضي إفريقية ،

وأبو علقمة عبد الله بن محمد الفرويّ المدنيّ ،

وعبد الحميد بن كسب بن علقمة المصريّ (١) ،

وعثمان بن عبد الحميد اللّاحقيّ (٢) ،

وعبيدة بن حميد الكوفيّ الحذّاء ،

وعطاء بن مسلم الحلبيّ الخفّاف ،

وعمر بن علي المقدّميّ ،

ومحمد بن بشير المعافريّ ، بحلب (٣) ،

ومحمد بن يزيد الواسطيّ ،

__________________

(١) لم يترجم له.

(٢) لم يترجم له.

(٣) لم يترجم له.

٤١

ومخلد بن الحسين ، في رواية (١) ،

ومسلمة بن عليّ الجهنيّ ،

وميمون بن يحيى ، مصريّ ،

ووهب بن واضح أبو الإخريط مقريء مكة ،

ويحيى بن خالد بن برمك ، محبوسا ،

ويحيى بن أبي زكريا (٢) الغسّانيّ ، بواسط ،

ويحيى بن ميمون البغداديّ التّمّار ،

وأبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان ،

وأبو عبيدة الحدّاد عبد الواحد بن واصل.

* * *

[رافع بن الليث يخلع الطاعة]

وفيها خلع الطّاعة رافع بن اللّيث بن نصر بن سيّار بسمرقند ، فوجّه ابن ماهان لحربه ابنه عيسى ، فالتقوا ، فانهزم عيسى (٣).

[إسلام الفضل بن سهل]

[وفيها أسلم الفضل بن سهل المجوسيّ على يد المأمون بن هارون الرشيد (٤).

[فتح الرشيد هرقلة]

وفيها افتتح الرشيد مدينة هرقلة ، وبثّ جيوشه بأرض الروم. وكان في

__________________

(١) لم يترجم له.

(٢) هو غير : يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمدانيّ.

(٣) تاريخ خليفة ٤٥٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢٠ / ٤٢٥ ، الأخبار الطوال ٣٩١ ، المعارف ٣٨٢ ، تاريخ الطبري ٨ / ٣١٩ ، ٣٢٠ ، العيون والحدائق ٣ / ٣١١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٥ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٠٧ ، الفخري في الآداب السلطانية ١٩٦ ، ١٩٧ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٨.

(٤) انظر الأقوال حول إسلامه في : الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٣٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨ ، تاريخ الطبري ٨ / ٣٢٠.

٤٢

مائة ألف فارس وخمسة وثلاثين ألفا سوى المطّوّعة (١).

وجال في أرض الكفر الأمير داود بن عيسى بن موسى (٢) في سبعين ألفا (٣).

[فتح حصن الصقالبة]

وافتتح شراحيل بن معن بن زائدة حصن الصقالبة (٤).

وافتتح يزيد بن مخلد الصّفصاف وملقونية (٥).

وكان فتح هرقلة في شوّال ، فأخربها وسبى أهلها ، وكان الحصار ثلاثين يوما (٦).

[غزوة حميد بن معيوف إلى قبرس]

وولّى إمرة سواحل الشام إلى مصر حميد بن معيوف ، فسار في البحر

__________________

(١) تاريخ خليفة ٤٥٩ ، الأخبار الطوال ٣٩١ ، المعارف ٣٨٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٢٨ و ٤٣١ ، تاريخ الطبري ٨ / ٣٢٠ ـ ٣٢٢ ، العيون والحدائق ٣ / ٣١٢ ، تاريخ حلب ٢٣٦ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٦ ، تاريخ الزمان ١٧ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٥١ ، مختصر التاريخ لابن الكازروني ١٢٧ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨ ، مرآة الجنان ١ / ٤٢٤ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٠٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٣ ، وأعاد ذكر الخبر في حوادث ١٩١ ه‍. (١٠ / ٢٠٦) تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٦ ، البيان المغرب ١ / ٩٤ ، مآثر الإنافة ١ / ١٩٦ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٣٣ ، تاريخ الخلفاء ٢٨٩ ، وانظر رواية مطوّلة في الأغاني ١٨ / ٢٣٩ ـ ٢٤٢.

(٢) في الأصل «داود بن موسى بن عيسى» والتصحيح من المصادر التالية.

(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٣٢٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٦ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٥١ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٦ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٣٣ ، تاريخ الخلفاء ٢٨٩.

(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٣٢٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٦ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٥١ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٦ ، النجوم الزاهرة ١٣٣.

(٥) هكذا في الأصل ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٩٦ ، أما في : نهاية الأرب ٢٢ / ١٥٢ «ملوقية» ، وتاريخ الطبري ٨ / ٣٢٠ «ملقوبية» ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٦ «قونية» ، وتاريخ الخلفاء ٢٨٩ كما هنا.

(٦) الطبري ٨ / ٣٢٠.

٤٣

إلى قبرس فهدم وحرّق وسبى من أهلها ستّة عشر ألفا ، وأبيعوا في الرافقة (١). وبلغ ثمن أسقفّ قبرس ألفي دينار (٢).

[اتخاذ الرشيد قلنسوة]

واتّخذ الرشيد قلنسوة كان يلبسها مكتوب عليها بالرّقم «غاز حاجّ». وفي ذلك يقول أبو المعلّى (٣) الكلابيّ ، وكان شخوص الرشيد إلى الروم في رجب :

فمن يطلب لقاءك أو يرده

فبالحرمين أو أقصى الثغور

ففي أرض العدوّ على طمرّ

وفي الأرض الترفّه فوق كور (٤)

__________________

(١) في الأصل «الرقّة». والرافقة : بلد متّصل البناء بالرّقّة على ضفّة الفرات ، ثم خربت الرّقّة وغلب اسمها على الرافقة ، وصار اسم المدينة الرّقّة ، وهي من أعمال الجزيرة ، مدينة كبيرة.

(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٣٢٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٣١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٦ وفيه : سبعة عشر ألفا ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٥٢ ، العيون والحدائق ٣ / ٣١٢ (وفيه حميد بن معتوق) وهو تحريف ، مرآة الجنان ١ / ٤٢٤ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٦ وفيه تحريف «معيوب» و «سبعة عشر ألفا» ، و «الواقعة» بدل «الرافقة» ، وتاريخ الخلفاء ٢٨٩ ، وفي فتوح البلدان ٢٧٩ أن حميد غزا اقريطش ، في عهد الرشيد ، وذكر ابن كثير خبر قبرس في حوادث سنة ١٩١ ه‍. (١٠ / ٢٠٦) وقد تولّى بيع الأسرى أبو البختريّ القاضي (الطبري ، العيون والحدائق) ويقول محقّق هذا الكتاب ، خادم العلم ، عمر عبد السلام تدمري (الطرابلسي) : إن أبا البختريّ القاضي هو : وهب بن وهب القرشي المدني ، قاضي بغداد للرشيد ، انتقل في آخر عمره إلى مدينة صيدا بساحل الشام ، فكان يعرف بصاحب صيدا. وقد اتخذ له بها ضيعة. وبقي موجودا حتى سنة ١٩٣ ه‍. وسأله الرشيد يوما : أين اتخذت لولدك من بعدك؟ قال : بالشام. قال الرشيد : هذا مأواه الفتن فيه العصيّة. قال أبو البختريّ : إنه بلد أرضه ماء وسماؤه أدام. (تاريخ دمشق ٤٤ / ٢٨٤) انظر عنه في كتابنا : موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ـ ج ٥ / ١٨٦ رقم ٨٠٢ وفيه مصادر ترجمته.

(٣) في تاريخ الطبري : «أبو المعالي» ، وفي البداية والنهاية «أبو المعلى».

(٤) زاد الطبري (٨ / ٣٢١) بيتا ثالثا :

وما حاز الثغور سواك خلق

من المتخلّفين على الأمور

وهي في : البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٣.

٤٤

[بعث نقفور بالخراج إلى الرشيد]

وفيها بعث نقفور إلى الرشيد بالخراج وبالجزية عن رأسه أربعة دنانير (١).

[كتاب نقفور إلى الرشيد]

وكتب :

لعبد الله أمير المؤمنين من نقفور ملك الروم ، سلام عليك أمّا بعد ، فإنّ لي إليك حاجة لا تضرّك في دينك ولا دنياك ، أن تهب لابني جارية من بنات مدينة هرقلة قد كنت خطبتها على ابني. فإن رأيت أن تسعفني بها فعلت ، والسلام» (٢).

واستهداه أيضا سرادقا وطيبا. فأمر الرشيد فأحضرت الجارية فحلّيت وزيّنت وبعثت مع ما سأل من العطر والطرف والسّرادق. فوهب نقفور للرسول خمسين ألفا (٣) ، وثلاثمائة ثوب (٤) ، واثني عشر بازيا (٥) ، وأربعة أكلب ، وثلاثة براذين (٦).

وطلب من الرشيد أن لا يخرب حصن ذي الكلاع (٧) ولا صمله ولا

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٣٢١ ، العيون والحدائق ٣ / ٣١٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٣ ، مرآة الجنان ١ / ٢٢٤ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٥٢ ، تاريخ خليفة ٤٥٩ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٦ ، مآثر الإنافة ١ / ١٩٦ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٣٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٠٩ ، تاريخ الزمان ١٧.

(٢) النص عند الطبري ٨ / ٣٢١ وفيه ألفاظ يسيرة زيادة عمّا هنا ، وانظر الخبر في : الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٦ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٦ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ١٥٢ ، ومرآة الجنان ١ / ٤٢٤ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣١٢ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٠٣.

(٣) في تاريخ الطبري ٨ / ٣٢١ «خمسين ألف درهم».

(٤) في تاريخ الطبري ٨ / ٣٢١ : «مائة ثوب ديباج ومائتي ثوب بزيون».

(٥) في الأصل : «بازا» ، والأرجح أنها «بزّا» كما في (دول الإسلام ١ / ١٢٠).

(٦) الطبري ٨ / ٣٢١ ، مرآة الجنان ١ / ٤٢٤.

(٧) قال البلاذري في فتوح البلدان ٢٠٢ رقم ٤٤٦ : «والحصن المعروف بذي الكلاع إنما هو الحصن ذو القلاع لأنه على ثلاث قلاع. فحرّف اسمه. وتفسير اسمه بالروميّة الحصن الّذي مع الكواكب».

٤٥

حصن سنان ، فاشترط عليه الرشيد أن لا يعمّر هرقلة ، وأن يحمل إليه ثلاثمائة ألف دينار (١).

[انتقاض أهل قبرس]

وفيها نقض أهل قبرس ، فغزاهم معيوف بن يحيى ، فقتل وسبى (٢). والله أعلم.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ٣٢١ ، ٣٢٢ ، العيون والحدائق ٣ / ٣١٢ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٣.

(٢) في الأصل «سبا» ، والخبر في : تاريخ الطبري ٨ / ٣٢٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ١٩٧ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٣ ، مآثر الإنافة ١ / ١٩٦ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨ وفيه (معتوق بن يحيى) وهو تحريف ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٣٣.

٤٦

تراجم أهل هذه الطبقة

[حرف الألف]

١ ـ إبراهيم بن إسحاق الواسطيّ السّوّاق (١).

عن : منصور ، وهشام بن حسّان ، وعمران القصير ، وسفيان الثّوريّ.

وعنه : محمد بن حميد ، ومحمد بن وزير الواسطيّ ، وغيرهما.

لم يضعّف.

٢ ـ إبراهيم بن أعين الشّيبانيّ (٢) ـ ق. ـ

حدّث بمصر عن : معمر ، وشعبة ، وإسماعيل بن يحيى الشّيبانيّ وعنه : إسرائيل وهو شيخه ، وهشام بن عمّار ، وأبو سعيد الأشجّ ، وغيرهم.

ضعّفه أبو حاتم (٣).

__________________

(١) انظر عن : (إبراهيم بن إسحاق الواسطي) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٨٧ رقم ٢٠٨ ، وكتاب المجروحين لابن حبّان ١ / ١١٣ وميزان الاعتدال ١ / ١٨ رقم ٣٠ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٩ رقم ٢٨ ، ولسان الميزان ١ / ٢٩ ، ٣٠ رقم ٥٠.

(٢) انظر عن : (إبراهيم بن أعين الشيبانيّ) في :

الجرح والتعديل ٢ / ٨٧ رقم ٢١٠ و ٢١١ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٥٧ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٠ رقم ٤٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢١ رقم ٤٥ ، والكاشف ١ / ٣٤ رقم ١٢٠ ، ولسان الميزان ١ / ٣٦ رقم ٦٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٠٨ رقم ١٨٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٢ رقم ١٧٦.

(٣) أقول : ذكر ابن أبي حاتم اثنين باسم (إبراهيم بن أعين) فنسب الأول : الشيبانيّ العجليّ ، وقال : بصريّ سكن مصر ، وذكر شيوخا له غير الذين هنا ، فقال : روى عن : عزرة بن ثابت الأنصاري ، والحكم بن أبان. روى عنه : الليث ، وأبو صالح كاتبه ، وهشام بن عمّار. سمعت أبي يقول ذلك ، وسألته عنه فقال : هذا شيخ بصريّ ضعيف الحديث منكر الحديث ، وقع =

٤٧

٣ ـ إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر التّيميّ المدنيّ (١).

عن : عمّه محمد بن المنكدر ، وصفوان بن سليم ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن.

وعنه : ابن وهب ، والحميديّ ، وإبراهيم بن موسى الفرّاء ، وعبد الملك بن مسلمة المصريّ.

ضعّفه الدارقطنيّ (٢).

٤ ـ إبراهيم بن جعفر بن محمود بن مسلمة الأنصاري المدينيّ (٣).

عن : أبيه وعمّه سليمان ، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وعنه : عبد الله بن عبد الوهاب ، وذؤيب بن عمامة ، وعبد العزيز الأوسي ، وعليّ بن بحر ، وإبراهيم بن حمزة الزّبيريّ.

__________________

= إلى مصر. قال أبو محمد : روى عن السريّ بن يحيى ، وصالح المرّي. روى عنه : إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ، والوليد بن شجاع السكونيّ.

ثم ذكر ثانية (إبراهيم بن أعين) دون أن ينسبه ، وقال : روى عن الثوري ، روى عنه أبو سعيد الأشج ، فقال عنه إنه كان من خيار الناس.

وقال البخاري في التاريخ الكبير ١ / ٢٧٢ رقم ٨٧٥) : إبراهيم بن أعين البصري العجليّ ، عن : الحكم بن أبان ، وعمر العبديّ .. فيه نظر في إسناده.

قال الحافظ ابن حجر في التهذيب ١ / ١٠٨ «فيظهر لي أن الّذي روى عنه الأشج غير الشيبانيّ ، وقد فرّق بينهما ابن حبان في «الثقات» فقال في العجليّ : «بصري». روى عنه : أبو همام بن أبي بدر شجاع بن الوليد ، فهذا هو شيخ الأشج. وقد أخرج له ابن خزيمة في صحيحه. ثم قال ابن حبان : «إبراهيم بن أعين الشيبانيّ». عداده في أهل الرملة. روى عنه : هشام بن عمّار. يغرب. فهذا هو الّذي ضعّفه أبو حاتم الرازيّ ، والله أعلم».

(١) انظر عن : (إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر) في :

التاريخ الكبير ١ / ٢٧٦ ، ٢٧٧ رقم ٨٨٨ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٤٦ ، ٤٧ رقم ٣٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٩٠ رقم ٢٢٧ ، والثقات لابن حبّان ٦ / ١٢ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ٤٧ رقم ١٦ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٤ رقم ٥٧ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١١ رقم ٥٢ ،.

(٢) ولم يتعرّض له أبو حاتم الرازيّ ، وذكره ابن حبّان في «الثقات».

(٣) انظر عن : (إبراهيم بن جعفر بن محمود الأنصاري) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٤٣٧ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٧٨ رقم ٨٩٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٩١ رقم ٢٣٤ ، والثقات لابن حبّان ٦ / ٧ ، والأسامي والكنى ، للحاكم (مخطوطة دار الكتب المصرية) ج ١ ورقة ١٢ ب.

٤٨

قال أبو حاتم (١) : صالح الحديث (٢).

٥ ـ إبراهيم بن أبي حيّة أبو إسماعيل المكّيّ (٣).

واسم أبيه : اليسع بن أشعث (٤).

روى عن : هشام بن عروة ، وجعفر بن محمد ، وابن جريج ، وحميد الأعرج ، وعدّة. وقرأ القرآن على حميد الأعرج.

روى عنه : الحميديّ ، وقتيبة ، وأحمد بن عيسى ، ونعيم بن حمّاد ، وابن أبي مسرّة والد أبي يحيى ، وداود بن حمّاد.

ضعّفه ابن عديّ (٥) ، والنّسائيّ.

وقال الدار الدّارقطنيّ : متروك (٦).

ومن مناكيره ، قتيبة ، نا إبراهيم ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة أنها استأذنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كنيف بمنى ، فلم يأذن لها (٧).

وقتيبة : عنه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر مرفوعا : «يوم

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٢ / ٩١.

(٢) أرّخ ابن سعد وفاته بسنة ١٩١ ه‍.

(٣) انظر عن : (إبراهيم بن أبي حيّة المكيّ) في :

التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٢٨٣ رقم ٩١٣ ، والتاريخ الصغير له ٢٠٦ ، والضعفاء الصغير له ٢٥١ رقم ٢ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢٢ ب ، ٢٣ أوفيه : (إبراهيم بن أبي يحيى) والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٩٥ ، ٩٦ رقم ٢٦٠ ، وكتاب المجروحين لابن حبّان ١ / ١٠٣ ، ١٠٤ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ٤٧ رقم ١٧ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ١ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٩ رقم ٧٩ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٣٠ رقم ٢١٢ ، ولسان الميزان ١ / ٥٢ ، ٥٣ رقم ١٢٧ ، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي ٣٨ رقم ٦.

(٤) هكذا في : ميزان الاعتدال ، والكامل في الرجال ، ولسان الميزان ، والكشف الحثيث. وعند البخاري في تاريخه الكبير ، وتاريخه الصغير ، وعند ابن حبّان في المجروحين ، «اليسع بن أسعد».

(٥) قال : «منكر الحديث» (الكامل ١ / ٢٣٨).

(٦) وقد وثّقه ابن معين ، (الجرح والتعديل ٢ / ٩٦).

(٧) الحديث في : المجروحين لابن حبّان ١ / ١٠٤ ، والكامل في الضعفاء ١ / ٢٣٨ ، والموضوعات لابن الجوزي ٣ / ١٢٨ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٩ ، ولسان الميزان ١ / ٥٢.

ولفظه عند ابن حبّان : «عن عائشة أنها استأذنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كنيف أن تبنيها بمنى فلم يأذن لها».

٤٩

الأربعاء يوم نحس مستمرّ» (١).

٦ ـ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزّهريّ ، الإمام (٢) أبو إسحاق القرشيّ المدنيّ. ـ ع ـ

سمع : أباه ، والزّهريّ ، وصفوان بن سليم ، وصالح بن كيسان ، ويزيد بن الهاد ، وابن إسحاق ، والوليد بن كثير ، وطائفة.

عنه : ابناه يعقوب وسعد ، وأحمد بن حنبل ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ومحمد بن الصبّاح الدّولابيّ ، ولوين ، والحسين بن سيّار الحرّانيّ ، وهو آخر من مات من أصحابه ، وقد حدّث عنه شعبة ، واللّيث بن سعد ، وقيس بن الربيع ، وهم أكبر منه.

وكان من العلماء الثقات. عاش خمسا وسبعين سنة.

وولي قضاء المدينة ، وقد كان أبوه أيضا قاضيها.

__________________

(١) ولفظه في (الكامل لابن عديّ ١ / ٢٣٨): «عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أتاني جبريل فأمرني أن أقضي باليمين مع الشاهد ، وقال : يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ» .. المنكر فيه قوله : «يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ» ، ولا يرويه غير إبراهيم بن أبي حيّة.

(٢) انظر عن : (إبراهيم بن سعد الزهري) في :

الطبقات الكبرى ٧ / ٣٢٢ ، وتاريخ خليفة ٤٥٦ ، وطبقات خليفة ٢٧٥ و ٣٢٧ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ، رقم ٤٧٨ و ٥٥١ و ٦٦٨ و ٦٨٤ و ١٢٢٧ و ٢٠١٤ و ٢٠١٥ و ٢٢٥٠ و ٢٢٥١ و ٢٤٧٥ و ٢٥٢٠ و ٣٤٢٢ و ٣٥٢١ و ٣٥٢٣ و ٤٧٠٩ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٩ ، والتاريخ الكبير ١ / ٢٨٨ رقم ٩٢٨ ، والتاريخ الصغير ٢٠٠ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٥٢ رقم ٢٣ ، وتاريخ اليعقوبي. ٢ / ٤٠٣ و ٤٣١ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٠١ رقم ٢٨٣ ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٣٨ رقم ٢٧ ، ورجال صحيح البخاري ١ / ٥١ ، ٥٢ رقم ٣٨ والمعرفة والتاريخ ١ / ١٧٤ ، والثقات لابن حبّان ٦ / ٧ ، وتاريخ الطبري ٤ / ١٩٥ و ٢٠٧ و ٧ / ١٦٠ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٨١ ـ ٨٦ رقم ٣١١٩ ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ ١ / ٢٤٥ ـ ٢٤٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ١ / ق ١ / ١٠٣ رقم ٣٤ ، وتهذيب الكامل ٢ / ٩٤ ، ٩٥ رقم ١٧٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٦٤ رقم ٦٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ٨ / ٢٧٠ ـ ٢٧٥ ، رقم ٨١ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٥٢ ، والعبر ١ / ٢٨٨ ، والكاشف ١ / ٣٧ رقم ١٣٧ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٣ ـ ٣٥ رقم ٩٧ ، ودول الإسلام ١ / ١١٨ ، والوافي بالوفيات ٥ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ رقم ٢٤٢٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٢١ ـ ١٢٣ رقم ٢١٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٤ رقم ٢٠٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧.

٥٠

وكان إبراهيم أسود اللون (١).

قال عبيد الله بن سعيد بن عفير ، عن أبيه قال : قدم إبراهيم بن سعد العراق سنة أربع وثمانين ومائة ، فأكرمه الرشيد وأظهر برّه ، وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله. وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه ، فسمعه يتغنّى فقال : لقد كنت حريصا على أن أسمع منك ، فأمّا الآن فلا أسمع منك. فقال : إذا لا أفقد إلا شخصك ، وعليّ وعليّ إن حدّثت ببغداد حديثا حتى أغنّي قبله. وشاعت هذه عنه ببغداد ، وبلغت الرشيد ، فدعا به وسأله عن حديث المخزوميّة التي قطعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في السّرقة (٢) ، فدعا بعود ، فقال الرشيد : أعود البخور؟ (٣) قال : لا ولكن عود الطّرب. فتبسّم ، وفهمها إبراهيم بن سعد فقال : لعلّك بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الّذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت؟ قال : نعم. ودعا له الرشيد بعود ، فغنّاه :

يا أمّ طلحة إنّ البين قد أزفا (٤)

قلّ الثواء لئن كأن الرحيل غدا (٥)

وقال له الرشيد : من كان من فقهائكم يكره السماع؟ قال : من ربطه الله.

قال : فهل بلغك عن مالك في هذا شيء؟

قال : أخبرني أبي أنّهم اجتمعوا في مدعاة كانت في بني يربوع ، وهم يومئذ جلّة (٦) ، ومعهم دفوف ومغان (٧) وعيدان يغنّون ويلعبون ، ومع مالك دفّ مربّع وهو يغنّيهم :

سليمى أجمعت بينا

فأين لقاؤها أينا

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي ٥٢.

(٢) في تاريخ بغداد «في سرقة الحليّ».

(٣) في تاريخ بغداد «المجمر».

(٤) في تاريخ بغداد «قد أفدا».

(٥) البيت لعمر بن أبي ربيعة (الديوان ١٥٧ و ٢٣٠ ـ طبعة ليبزغ ١٩٠١).

(٦) زاد الخطيب في تاريخه : «ومالك أقلّهم من فقهه وقدره».

(٧) عند الخطيب «معازف».

٥١

وقد قالت لأتراب

لها زهر تلاقينا

تعالين فقد طاب

لنا العيش تعالينا

فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم (١).

رواها غير واحد ، عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصّفّار ، عن عليّ ابن الحسين بن خلف بمصر ، عن عبيد الله ، فذكرها.

قال أحمد العجليّ (٢) : كان إبراهيم بن سعد ثقة ، يقال كان أسود.

وقال إبراهيم بن حمزة الزّبيريّ : كان عند إبراهيم بن سعد ، عن ابن إسحاق ، نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام ، سوى المغازي (٣).

قلت : وكان عنده عنه مغازيه ، رواه عن إبراهيم : أحمد بن محمد بن أيوب.

ومات سنة أربع وثمانين ومائة.

وقيل : سنة ثلاث (٤) ، وهو من صغار أصحاب الزّهريّ ، وقع لي من عواليه.

وقد روى عنه : سليمان بن داود الهاشميّ ، حدّثه عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعا : الحمّى من فيح جهنّم فأبردوها بالماء». ثم قال إبراهيم بن سعد : لم أسمع من هشام سواه (٥).

قال أبو عبيد الآجرّيّ : سمعت أبا داود يقول : ولي إبراهيم بن سعد بيت المال ببغداد (٦).

قال عبد الله بن أحمد : مولد إبراهيم سنة ثمان ومائة (٧).

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٨٤.

(٢) في تاريخ الثقات ٥٢.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٨٣.

(٤) الطبقات لابن سعد ٧ / ٣٢٢ ، تاريخ خليفة ٤٥٦ ، التاريخ الكبير ١ / ٢٨٨.

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٨١.

(٦) تاريخ بغداد ٦ / ٨٢.

(٧) العلل ومعرفة الرجال لأحمد ، رقم ٢٥٢٠ ، تاريخ بغداد ٦ / ٨٢.

٥٢

وقال صالح جزرة : سماعه من الزّهريّ ليس بذاك لأنّه كان صغيرا (١).

وقال ابن معين : هو أثبت من الوليد بن كثير وابن إسحاق ، وهو أحبّ إليّ من أبي ذئب في الزّهريّ (٢).

وقال أحمد بن حنبل : إبراهيم بن سعد ثقة (٣).

وقال عبد الرحمن بن خراش : صدوق (٤).

٧ ـ إبراهيم بن عطيّة الثقفيّ البغداديّ ، ثم الواسطيّ (٥) ، أبو إسماعيل.

عن : منصور بن المعتمر ، ويونس بن خبّاب.

وعنه : الربيع بن تغلب ، ويوسف بن عديّ.

وقيل : إن هشيما روى عنه.

ضعّفه ابن معين (٦) ، وقد كتب عنه أحمد ثم تركه (٧).

وقال البخاريّ (٨) : له مناكير.

قيل : مات سنة إحدى وثمانين ومائة (٩).

__________________

(١) حين سمع من الزهري. (تاريخ بغداد ٦ / ٨٢).

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٨٢.

(٣) العلل ومعرفة الرجال ، رقم ٢٤٧٥ ، تاريخ بغداد ٦ / ٨٣.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٨٣.

(٥) انظر عن (إبراهيم بن عطيّة الثقفي) في :

التاريخ الكبير ١ / ٣١١ رقم ٩٨٨ ، والتاريخ الصغير ٢٠٠ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٨٣ رقم ٣ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ٦٠ رقم ٥٥ ، والمجروحين لابن حبّان ١ / ١٠٨ ـ ١١٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٢٠ رقم ٣٦٦ ، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ ٤٥ رقم ٨ ، وتاريخ بغداد ٦ / ١١٤ ، ١١٥ رقم ٣١٤٥ ، والكامل في الضعفاء ١ / ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٨ ، ٤٩ رقم ١٤٨ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٠ رقم ١٢٧ ، ولسان الميزان ١ / ٨٠ ـ ٨٢ رقم ٢٢٧ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢٣ ب ، ٢٤ أ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٦.

(٦) في تاريخ بغداد ٦ / ١١٥ عن ابن معين قال : «كان إبراهيم هذا لا يساوي شيئا».

(٧) قال ابن خليل : قد كنا كتبنا عنه ، ولكنه ممن لا ينبغي أن يروى عنه ولا يكتب من حديثه شيء. (تاريخ بغداد ٦ / ١١٥).

(٨) في تاريخه الكبير ١ / ٣١١.

(٩) تاريخ بغداد ٦ / ١١٥.

٥٣

٨ ـ أبو إسحاق الفزاريّ (١) ـ ع ـ

هو الإمام إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الكوفيّ.

أحد الأعلام ، سكن المصّيصة مرابطا في سبيل الله ، وروى عن : عبد الملك بن عمير ، وعطاء بن السّائب ، وسهيل بن أبي صالح ، وعبيد الله بن عمر ، والأعمش ، وسليمان التّيميّ ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وحميد الطّويل ، وخلق كثير من صغار التابعين.

وعنه : الأوزاعيّ ، والثّوريّ ، وهما من شيوخه ، وعيسى بن يونس ، وبقيّة ، والوليد بن مسلم ، وموسى بن أيّوب الرّحبيّ ، والمسيّب بن وضّاح ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم ، وعبد الله بن عون الخزّاز ، وأبو نعيم الحلبيّ ، ومحمد بن سلام البيكنديّ ، وطائفة.

حدّث بدمشق وبالثغور ،

قال ابن سعد (٢) : كان ثقة فاضلا صاحب سنّة وغزو ، كثير الخطأ في حديثه.

__________________

(١) انظر عن (أبي إسحاق الفزاري) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤٨٨ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ١٣ ، وطبقات خليفة ٣١٧ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد رقم ٣٠١٤ و ٦٠٩٣ والتاريخ الكبير ١ / ٣٢١ رقم ١٠٠٥ ، والتاريخ الصغير ٢ / ٢٣٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٧٧ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٥٤ رقم ٣٧ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٢٨ ، ١٢٩ رقم ٤٠٢ ، والثقات لابن حبّان ٦ / ٢٣ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٩ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٤ أ ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٤٥ رقم ٤٣ ، ورجال صحيح البخاري ١ / ٥٧ رقم ٤٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٧ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٢ ـ ٢٥٦ ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٧٤ ، وتهذيب الكمال ١ / ١٦٧ ـ ١٧٠ رقم ٢٢٥ ، ومعجم الأدباء ١ / ٢٨٣ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٧٦ و ٨٥ ، ومرآة الجنان ١ / ٣٩٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٦٤ رقم ٦٣٥ ، والكاشف ١ / ٤٤ ، ٤٥ رقم ١٨٥ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٧٣ ، والعبر ١ / ٢٩٠ ، وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٧٣ ـ ٤٧٧ رقم ١٤٢ ، والوافي بالوفيات ٦ / ١٠٤ رقم ٢٥٣٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٥١ ـ ١٥٣ رقم ٢٧١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤١ رقم ٢٥٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١١٩ ، وطبقات الحفاظ ١١٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٠.

(٢) في طبقاته ٧ / ٤٨٨.

٥٤

وقال النّسائيّ : ثقة مأمون ، أحد الأئمة ، روى عنه : ابن المبارك.

وقال أبو حاتم (١) : ثقة مأمون إمام.

وقال عليّ بن الحسن بن شقيق : ذكر أبو إسحاق الفزاريّ عند سفيان بن عيينة فقال : ما ينبغي أن يكون رجل أبصر بالسنّة منه.

وقال عبد الرحمن الخريبيّ : قول أبي إسحاق الفزاريّ أحبّ إليّ من قول إبراهيم النّخعيّ.

وقال ابن المبارك : ما رأيت رجلا أفضل من أبي إسحاق.

وقال عبد الرحمن بن مهديّ : الأوزاعيّ والفزاريّ إمامان في السنّة.

وقال الحسن بن الربيع : ما رأيت أورع من أبي إسحاق الفزاريّ ، هو أفضل من معمر. حدّثني عليّ بن بكّار أنّه سمع أبا إسحاق يقول : كنت عند الأوزاعيّ ، وذكر سفيان الثّوريّ فقال : لو خيّرت لهذه الأمّة من ينظر لها ويختار لها ، ما أختار لها إلّا سفيان أو ابن عون.

فقلت في نفسي : وأنا لو خيّرت لهذه الأمّة من ينظر لها ويختار لها ما اخترت لها غيرك ، يعني الأوزاعيّ (٢).

قال ابن بكّار : فقلت أنا في نفسي : لو خيّرت أنا ما اخترت لها غيرك ، يعني أبا إسحاق الفزاريّ.

عبيد بن جناد الحلبيّ : سمعت محمد بن يوسف الأصبهانيّ يقول : حدّث الأوزاعيّ بحديث ، فقال له رجل : من حدّثك يا أبا عمرو؟ قال : حدّثني به الصّادق المصدوق أبو إسحاق الفزاريّ (٣).

محبوب بن موسى الفرّاء : سألت ابن عيينة عن حديث كنت سمعته من

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٢ / ١٢٨.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٦.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٦ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٦٩.

٥٥

أبي إسحاق الفزاريّ ، فقال : والله ما رأيت من أقدّمه على أبي إسحاق الفزاريّ.

وعن الأوزاعيّ أنّه قال لكاتبه : أكتب إلى أبي إسحاق الفزاريّ ، وابدأ به ، فإنّه والله خير منّي (١).

وعن محبوب بن موسى قال : لقيت الفضيل بن عياض ، فعزّاني بأبي إسحاق وقال : كان والله كريما ، اشتقت إلى المصّيصة ، ما بي فضل الرباط إلّا لأرى أبا إسحاق (٢).

قال محبوب : سمعت عليّ بن بكّار يقول : لقيت الذين لقيهم أبو إسحاق ، ابن عون وغيره ، والله ما رأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق (٣).

إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير : سمعت ابن عيينة يقول : كان أبو إسحاق الفزاريّ إماما (٤).

وقال نصر الجهضميّ : قال الخريبيّ : كان الأوزاعيّ أفضل أهل زمانه ، وكان بعده أبو إسحاق الفزاريّ أفضل أهل زمانه. قال نصر : وأنا أقول كان أحمد بن حنبل أفضل أهل زمانه (٥).

قال أحمد العجليّ (٦) : أبو إسحاق أدّب أهل الثغر وعلّمهم السنّة ، وكان يأمر وينهى ، وإذا دخل الثغر مبتدع أخرجه. وكان كثير الحديث فقيها. وكان عربيّا فزاريّا ، أمر سلطانا يوما ونهاه ، فضربه مائتي سوط ، فغضب له الأوزاعيّ وتكلّم في أمره.

وقال ابن مهديّ : إذا رأيت الشاميّ يحبّ الأوزاعيّ وأبا إسحاق الفزاريّ

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٦.

(٢) تهذيب الكمال ٢ / ١٦٩.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٦.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ١٢٨ تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٦.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٦ ، ٢٥٧.

(٦) في تاريخ الثقات ٥٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٧ ، وتهذيب الكمال ٢ / ١٦٩.

٥٦

فهو صاحب سنّة (١).

وقال مرّة : فاطمئنّ إليه.

سفيان بن عيينة : قال لي أبو إسحاق الفزاريّ. أدخلت على هارون ، فلمّا رآني رفع رأسه إليّ ثم قال : يا أبا إسحاق ، إنّك في موضع وفي شرف. فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ ذلك لا يغني عنّي في الآخرة شيئا (٢).

ابن الأنباريّ ، عن ابن المرزبان ، عن يزيد بن محمد المهلّبيّ ، عن الأصمعيّ قال : كنت جالسا بين يدي الرشيد وأبو يوسف جالس ، فأدخل أبو إسحاق الفزاريّ وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال : لا سلّم الله عليك ولا قرّب دارك ولا حبي مزارك. قال : لم؟

قال : أنت الّذي تحرّم السواد؟ قال : من أخبرك بهذا يا أمير المؤمنين؟ لعلّ ذا أخبرك ، وأشار إلى أبي يوسف وذكر كلمة ، والله يا أمير المؤمنين ، لقد خرج إبراهيم بن عبد الله على جدّك المنصور ، فخرج أخي معه ، وعزمت على الغزو ، فأتيت أبا فلان فذكرت ذلك له ، فقال لي : مخرج أخيك أحبّ إليّ مما عزمت عليه من الغزو ، والله ما حرّمت السواد.

فقال الرشيد : سلّم الله عليك ، وقرّب دارك وحبا مزارك ، اجلس يا أبا إسحاق. يا مسرور ، ثلاثة آلاف دينار لأبي إسحاق. فأتى بها فوضعها في يده وخرج. فانصرف ولقيه ابن المبارك فقال : أنا عن هذه الدنانير غنيّ. فقال : إن كان في نفسك منها شيء فتصدّق بها.

فما خرج من سوق الرافقة حتى تصدّق بها (٣).

إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، عن أبي أسامة : سمعت فضيل بن عياض يقول : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، وإلى جنبه فرجة ، فذهبت لأجلس فقال : هذا مجلس أبي إسحاق الفزاريّ (٤).

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٧.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٧.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٧ ، ٢٥٨.

(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٨.

٥٧

وقيل : قدم ابن المبارك المصّيصة ، فزار أبا إسحاق الفزاريّ ، فأتى ابن المبارك رجل يسأله فقال : سل أبا إسحاق (١).

عثمان الدارميّ : سألت ابن معين عن أبي إسحاق الفزاريّ فقال : ثقة ، ثقة (٢).

نعيم بن حمّاد وغيره ، عن مخلد بن الحسين قال : رأيت كأنّ الناس قد جمعوا في صحراء ، فغشيتهم غبرة ، فماج الناس. فسمعت مناديا ينادي من السماء : اتبعوا إبراهيم بن محمد الفزاريّ. فلما أصبحت أتيته وأخبرته ، فقال : أنشدك الله لا تخبر به حتى أموت (٣).

قال أبو مسهر : قدم الفزاريّ دمشق ، فاجتمع الناس ليسمعوا منه ، فقال لمولى : أخرج إلى الناس وقل لهم : من كان يرى القدر فلا يحضر مجلسنا. فخرجت وأخبرت الناس.

وروي أنّ الرشيد أخذ زنديقا وأمر بقتله ، فقال : أين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله؟ قال : وأين أنت يا عدوّ الله من أبي إسحاق الفزاريّ وابن المبارك يتخلّلانها فيخرجانها حرفا حرفا (٤)؟.

نصر بن علي الجهضميّ : رأيت أبا داود يقول : مات أبو إسحاق الفزاريّ ، وليس على وجه الأرض أفضل منه.

في «صحيح البخاريّ» في غزو البحر ، حديث لأبي إسحاق الفزاريّ ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاريّ ، سمع أنسا ، فذكر حديث أمّ حرام (٥). وقد قال ابن مردويه الحافظ وغيره. لم يسمع أبو إسحاق من عبد الله

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٦.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ١٢٩.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٨ ، ٢٥٩.

(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٥٧.

(٥) الحديث في كتاب الجهاد ٣ / ٢٢١ باب غزوة المرأة في البحر ، عن عبد الله بن محمد ، حدّثنا معاوية بن عمرو ، حدّثنا أبو إسحاق ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال : سمعت أنسا رضي‌الله‌عنه يقول : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ابنة ملحان فاتّكأ عندها ثم

٥٨

أبي طوالة ، والصواب ما رواه المسيّب بن واضح ، عن أبي إسحاق ، عن زائدة ، عن عبد الله بن عبد الرحمن.

قال أبو صالح الفرّاء ، وأحمد بن حنبل (١) ، وجماعة : مات أبو إسحاق الفزاريّ سنة خمس وثمانين ومائة.

وقال ابن سعد (٢) وخليفة (٣) ، وسليمان بن عمر الرّقّيّ ، ومحمد بن فضيل : سنة ثمان وثمانين.

وقال أحمد في رواية ، والبخاريّ ، وابن أبي السّريّ : سنة ستّ وثمانين ومائة.

وقيل غير ذلك ، رحمه‌الله.

٩ ـ إبراهيم بن ماهان بن بهمن ، أبو إسحاق الموصليّ (٤).

__________________

= ضحك ، فقالت : لم تضحك يا رسول الله؟ فقال : أناس من أمّتي يركبون البحر الأخضر في سبيل ، مثلهم مثل الملوك على الأسرّة. فقالت : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم. قال : اللهمّ اجعلها منهم ، ثم عاد فضحك ، فقالت له مثل أو ممّ ذلك؟ فقال لها مثل ذلك. فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم. قال : أنت من الأوّلين ولست من الآخرين. قال : قال أنس : فتزوّجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظة ، فلما قفلت ركبت دابّتها فوقصت بها فسقطت عنها فماتت.

(١) العلل ومعرفة الرجال ٣ / ٤٨٩ رقم ٦٠٩٣.

(٢) الطبقات الكبرى ٧ / ٤٨٨.

(٣) في الطبقات ٣١٧.

(٤) انظر عن (إبراهيم بن ماهان الموصلي) في :

الأغاني ٥ / ٢٦٥ ـ ٢٦٧ ، والعقد الفريد ٢ / ١٤١ و ٥ / ٣٧٧ و ٦ / ٣١ و ٣٢ و ٣٤ و ٤٦ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ٢ / ٣٩٧ و ٤٠٢ و ٤ / ٣٣٧ و ٣٩٤ و ٤١٦ ، ونشوار المحاضرة ٥ / ٢٨٤ ـ ٢٨٦ و ٦ / ١٦ ، وثمار القلوب للثعالبي ٦٥٩ رقم ١١١٨ ، وتاريخ بغداد ٦ / ١٧٥ ـ ١٧٨ رقم ٣٢٣١ ، وأمالي المرتضى ٢ / ١٥٢ ، ووفيات الأعيان ١ / ٤٢ ، ٤٣ رقم ١٠ ، والتذكرة الفخرية للإربليّ ٣٧٩ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٥٥ ، ٥٦ و ٢٤٦ ، وسير أعلام النبلاء ٩ / ٧٩ ، ٨٠ رقم ٢٢ ، والعبر ١ / ٤٢٠ ، والأذكياء لابن الجوزي ١٥٠ ، ١٥١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ١٥٥ ، ١٥٦ ، ومرآة الجنان ١ / ٤٢٠ ، ٤٢١ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٠٠ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٢٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٣١٨ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٩٩ ، ١٠٠ رقم ٢٥٢٩.

٥٩

كبير أهل الغناء ، فارسيّ من أهل أرّجان (١) ، ولاؤه للحنظليّين. لقّب بالموصليّ لغيبته وقتا بالموصل ، ثم قدم منها.

صحب فتيانا بالكوفة في طلب الغناء ، فاشتدّ عليه أخواله ، ففرّ إلى الموصل مديدة. وكان قدم ماهان بزوجته من أرّجان وهذا حمل ، فولدته بالكوفة في سنة خمس وعشرين ومائة ، فبرع في الشعر والآداب ، وتتّبع عربيّ الغناء وعجمته ، وسافر فيه إلى البلاد ، ثمّ اتّصل بالخلفاء والملوك ببغداد.

قال الزّبير بن بكّار : حدّثني إسحاق الموصليّ ، عن أبيه قال : جاءني غلامي وقال : بالباب حائك يطلبك : قلت : ويلك ، ما لي وله؟ قال : قد حلف بالطلاق لا ينصرف حتّى يكلّمك بحاجته ، قلت : ائذن له. فدخل ، قلت : ما بك؟ قال : جعلني الله فداك ، أنا رجل حائك ، وكان عندي جماعة فتذاكرنا الغناء ، وأجمع من حضر أنّك رأس القوم وسيّدهم وبندارهم ، فحلفت بطلاق بنت عمّي ثقة بكرمك أن تشرب عندي غدا وتغنّيني ، فمنّ عليّ بذلك.

فقال : أين منزلك ، وصف للغلام الموضع وانصرف فإنّي رائح إليك. قال : فصلّيت الظّهر ، وأمرت غلامي أن يحمل معه قنّينة وقدحا وخريطة العود ، وأتيته ودخلت. فقام إليّ الحاكة ، فأكبّوا وقبّلوا أطرافي ، وعرضوا عليّ الطعام ، فقلت : شبعان ، وشربت من نبيذي ، ثم تناولت العود وقلت : اقترح. فقال : غنّني.

يقولون لي : لو كان بالرمل لم تمت

نسيبة والطرّاق تكذب قبلها

فغنّيت ، فقال : أحسنت والله.

ثم قلت : اقترح. ثم غنّيت له. ثم قلت : يا ابن اللّخناء أنت بابن سريج أشبه منك بالحاكة. فغنّيته ثم قلت : إنّك إن عدت والله ثانية حلّت امرأتك لغلامي قبل أن تحلّ لك. ثم انصرفت ، وجاء رسول الرشيد يطلبني ،

__________________

(١) مدينة بين فارس والأهواز.

٦٠