تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ١٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ذكره أبو حاتم وما تكلّم فيه ، وكأنّ محلّه الصّدق.

٢٨٦ ـ عيسى بن سوادة بن الجعد النّخعيّ الكوفيّ (١).

نزيل الرّيّ.

عن : الزّهريّ ، ومحمد بن المنكدر ، وعمرو بن دينار ، وليث بن أبي سليم ، وجماعة.

وعنه : هشام بن عبيد الله ، وزنيج ، وأبو سعيد الأشجّ ، وعمرو بن رافع ، ويوسف بن واقد ، وآخرون.

ضعّفه أبو حاتم (٢).

٢٨٧ ـ عيسى بن موسى (٣) ـ ق. ـ

أبو أحمد البخاريّ الأزرق الحافظ ، ولقّبوه غنجارا لحمرة وجهه.

سمع : أبا حمزة السّكّريّ ، وسفيان الثّوريّ ، وعيسى بن عبيد الكنديّ ،

__________________

(١) انظر عن (عيسى بن سوادة النخعيّ) في :

الجرح والتعديل ٦ / ٢٧٧ رقم ١٥٣٩ ، والثقات لابن حبّان ٧ / ٢٣٦ ، ورجال الطوسي ٢٥٨ رقم ٥٧٧ وفيه : (ابن أبي الجعد) ، وتاريخ بغداد ١١ / ١٥٦ ، ١٥٧ رقم ٥٨٤٨ وفيه (ابن أبي الجعد) ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣١٢ رقم ٦٥٦٩ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٤٩٨ رقم ٤٨٠١ ، ولسان الميزان ٤ / ٣٩٦ رقم ١٢١٠.

(٢) في الجرح والتعديل ٦ / ٢٧٧ ، وذكره ابن حبّان في الثقات. ونقل في موضع آخر عن أبيه أنه قال : عيسى بن سوادة كان ها هنا سمعت منه ببغداد ، ليس حديثه بشيء. وقال في موضع آخر : ابن سوادة كان هاهنا يحدّث عن إسماعيل وعن هؤلاء كان كذّابا ، قد رأيته وكتبت عنه. (تاريخ بغداد).

(٣) انظر عن (عيسى بن موسى البخاري) في :

التاريخ الكبير ٦ / ٣٩٤ رقم ٢٧٥١ ، والتاريخ الصغير ٢٠٢ ، والكنى والأسماء لمسلم ، الورقة ٧ ، والجرح والتعديل ٦ / ٢٨٥ ، ٢٨٦ رقم ١٥٨٦ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤٩٢ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٣٢ ب. ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٨٤ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٢٥ رقم ٦٦١٤ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٠١ رقم ٤٨٣٢ ، وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ رقم ١٢٩ ، والكاشف ٢ / ٣١٨ ، ٣١٩ رقم ٤٤٧٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٣٢ ـ ٢٣٤ رقم ٤٣٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٠٢ رقم ٩٢٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٠٣ ، وشذرات الذهب ١ / ٣١٠ ، والفوائد المنتقاة (بتحقيقنا) ٦٩ ، والوافي بالوفيات ١ / ٤٨ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٠٦ رقم ١٢٤٢.

٣٢١

وورقاء بن عمر ، وخلقا.

وعنه : بجير بن النّضر ، ومحمد بن أميّة السّاويّ ، ومحمد بن سلّام البيكنديّ ، وإسحاق بن حمزة البخاريّ ، وآخرون.

قال الحاكم : هو إمام عصره. طلب العلم على كبر سنّه ، ورحل ، وهو في نفسه صدوق. تتبّعت رواياته عن الثّقات فوجدتها مستقيمة.

قال : وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين.

قلت : في «صحيح البخاريّ» في أوّل (بدء الخلق) (١) عقيب حديث :

«كان الله ولا شيء غيره».

وروى عيسى ، عن رقبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق (٢) : سمعت عمرا ، كذا في الصحيح (٣). وقد سقط بين عيسى وبين رقبة رجل وهو أبو حمزة السّكّريّ ، وبهذا الإسناد نسخة عند غنجار. ولم يلق رقبة.

مات غنجار في آخر سنة ستّ وثمانين ومائة (٤) ، وله نسخة عند ابن طبرزد ليست بالعالية.

وقال الدّارقطنيّ : عيسى غنجار لا شيء (٥).

__________________

(١) ج ٤ / ٧٣ والحديث رواه البخاري ، عن عمر بن حفص بن غياث ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الأعمش ، حدّثنا جامع بن شدّاد ، عن صفوان بن محرز أنّه حدّثه عن عمران بن حصين رضي‌الله‌عنهما قال : دخلت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال : «أقبلوا البشرى يا بني تميم» قالوا : قد بشّرتنا فأعطنا مرّتين ، ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال : «أقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم» قالوا : قبلنا يا رسول الله قالوا : جئناك نسألك عن هذا الأمر ، قال : «كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين ، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب ، فو الله لوددت أنّي كنت تركتها.

(٢) هو طارق بن شهاب.

(٣) ج ٤ / ٧٣.

(٤) التاريخ الكبير ، والتاريخ الصغير.

(٥) وذكره ابن حبّان في الثقات. ولم يتناوله أبو حاتم بجرح.

٣٢٢

٢٨٨ ـ عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعيّ (١) ـ ع. ـ

أبو عمرو الكوفيّ الحافظ.

أحد الأئمّة الأعلام ، وشيخ الإسلام.

نزل الثّغر بالحدث (٢) مرابطا في سبيل الله ، وهو أصغر من أخيه إسرائيل.

__________________

(١) انظر عن (عيسى بن يونس السبيعيّ) في :

الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٤٨٨ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٤٦٦ ، ٤٦٧ ، ومعرفة الرجال لأحمد ١ / ١١٩ رقم ٥٨١ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ١ / ٥٥٩ رقم ١٣٣٤ و ١٣٣٥ و ١ / ٥٦٠ رقم ١٣٣٦ و ٢ / ٣٨ رقم ١٤٨١ و ٢ / ٤٧٩ رقم ٣١٤٦ و ٣ / ٣٤٧ رقم ٥٥٣٢ ، وطبقات خليفة ٣١٧ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٠٦ رقم ٢٧٩٨ ، والتاريخ الصغير ٢٠٣ ، والكنى والأسماء لمسلم ، الورقة ٧٥ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٨٠ رقم ١٣٣٨ ، والمعارف ٤٥٢ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٤٦٨ و ٦٢٢ و ٦٤٦ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٦١ و ٣٠٥ و ٥٣١ و ٧٠١ و ٢ / ٢٩٥ و ٥٥٥ و ٥٩٨ و ٦٠٠ و ٦٠٣ و ٦٠٧ و ٦٣٦ و ٣ / ١٩٤ و ٢٢٩ و ٢٧٩ ، وتاريخ الطبري ٧ / ٦٣٤ ، والجرح والتعديل ٦ / ٢٩١ ، ٢٩٢ رقم ١٦١٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٨٦ رقم ١٤٨٧ ، والثقات لابن حبّان ٧ / ٢٣٨ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٦٩ و ١٦٤ و ٢ / ٣٧٩ ، والزهد الكبير للبيهقي ٧٩ ، ورجال صحيح البخاري ٢ / ٥٨٠ ، ٥٨١ رقم ٩١٨ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ١١٤ ، ١١٥ رقم ١٢٨٨ ، ورجال الطوسي ٢٥٨ رقم ٥٧٩ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٤٣ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٩٢ ، وتاريخ بغداد ١١ / ١٥٢ ـ ١٥٦ رقم ٥٨٤٧ ، والكامل في التاريخ ٥ / ٦٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٨٦ ، ١٠٨٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٧٩ ، والعبر ١ / ٢٠٢ و ٣٠٠ و ٣٠١ و ٤٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٣٠ ـ ٤٣٥ رقم ١٣٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٦٧ رقم ٦٩٠ ، والكاشف ٢ / ٣١٩ رقم ٤٨٧٨ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٢٨ رقم ٦٦٢٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٣٧ ـ ٢٤٠ رقم ٤٣٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٠٣ رقم ٩٣٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٠٤ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣٤ / ٢٨٥ وما بعدها ، وصفة الصفوة ٤ / ٢٦٠ ، ٢٦١ رقم ٧٩٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ق ٢ ج ١ / ٤٧ ، ٤٨ رقم ٤٩ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٠٠ و ٤٥٨ ، وشذرات الذهب ١ / ٣٢٠ ، والفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) ١٤٩ ، والسابق واللاحق ٢٨٧ رقم ١٥١ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ٤١٠ ، ٤١١ رقم ١١٩١ ، وكتاب الشكر لابن أبي الدنيا ١٠٢.

(٢) الحدث : بالتحريك ، قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش من الثغور ، ويقال لها الحمراء لأنّ تربتها جميعا حمراء ، وقلعتها على جبل يقال له الأحيدب ، (معجم البلدان ٢ / ٢٢٧).

٣٢٣

رأى جدّه ، وسمع : أباه ، وهشام بن عروة ، وحسينا المعلّم ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش ، والجريريّ ، ومجالدا ، وزكريّا بن أبي زائدة ، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين ، وعمرو مولى عفرة ، وخلقا سواهم.

وعنه : حمّاد بن سلمة أحد شيوخه ، وإسحاق بن راهويه ، وأحمد ، وإبراهيم بن موسى الفرّاء ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وسفيان بن وكيع ، وعليّ بن حجر ، وعليّ بن خشرم ، ونصر بن عليّ ، والحسن بن عرفة ، وأمم.

سئل عنه ابن المدينيّ فقال : بخ بخ ، ثقة مأمون (١).

وقال يعقوب السّدوسيّ : نا إبراهيم بن هاشم : سمعت بشر بن الحارث يقول : كان عيسى بن يونس يعجبه خطّي ، ويأخذ القرطاس فيقرأه.

فكتبت من نسخة قوم شيئا كان ليس من حديثه ، فكأنّهم لمّا رأوا إكرامه أدخلوا عليه أحاديث. فجعل يقرأ عليّ ويضرب على تلك الأحاديث ، فغمّني ذلك. فقال : لا يغمّك ، لو كان واوا ما قدروا أن يدخلوا هذا عليّ (٢).

وقال أحمد بن داود الحرّانيّ : سمعت عيسى بن يونس يقول : لم يكن في أسناني (٣) أحد أبصر بالنّحو منّي. فدخلني منه نخوة فتركته (٤).

قال أحمد بن حنبل : الّذي كنّا نخبر أنّ عيسى بن يونس كان سنة في الغزو وسنة في الحجّ ، وقد قدم بغداد في شيء من أمر الحصون ، فأمر له بمال ، فأبى أن يقبله (٥).

وقال أحمد بن جناب : غزا عيسى بن يونس خمسا وأربعين غزوة ، وحجّ خمسا وأربعين حجّة (٦).

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٢٩٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ٢ ج ١ / ٤٨ ، وتهذيب الكمال ٢ / ١٠٨٦.

(٢) زاد في تهذيب الكمال (المصوّر) : «أو قال : لو كان واوا لعرفته» ، وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٣٤.

(٣) أو قال من أترابي.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٨٧.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ١٥٤.

(٦) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٨٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ٢ ج ١ / ٤٨.

٣٢٤

وقال جعفر البرمكيّ : ما رأيت في القرّاء مثل عيسى بن يونس (١).

وذكر أنه عرض عليه مائة ألف درهم فقال : والله لا يتحدّث أهل العلم أنّي أكلت للسّنّة ثمنا (٢).

قال الوليد بن مسلم : ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ، ما خلا عيسى بن يونس ، فإنّي رأيت أخذه أخذا محكما (٣).

وقال ابن معين (٤) : رأيت عيسى بن يونس وعليه قباء محشوّ وخفّان أحمران ، يعني أنّه كان بلباس الأجناد.

قال الوليد بن مسلم : أفضل من بقي من علماء العرب أبو إسحاق الفزاريّ ، وعيسى بن يونس ، ومخلد بن الحسين (٥).

وقال محمد بن عبيد الطّنافسيّ : يا أصحاب الحديث ، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس. كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه وسمته (٦).

قال وكيع : وذكر عيسى : ذاك رجل قد قهر العلم.

وقال أبو زرعة : حافظ (٧).

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٨٧.

(٢) الخبر مع الّذي قبله في تاريخ بغداد ١١ / ١٥٤ ونصّه كاملا : عن جعفر بن يحيى بن خالد قال : ما رأينا في القرّاء مثل عيسى بن يونس ، أرسلنا إليه فأتانا بالرّقّة ، فاعتلّ قبل أن يرجع ، فقلت له : يا أبا عمر قد أمر لك بعشرة آلاف ، فقال : هيه ، فقلت : هي خمسون ألفا ، قال :

لا حاجة لي فيها ، فقلت : ولم؟ أما والله لا هنيتكها ، هي والله مائة ألف ، قال : لا والله لا يتحدّث أهل العلم أني أكلت للسّنّة ثمنا ، ألا كان هذا قبل أن ترسلوا إليّ؟ فأمّا على الحديث فلا والله ولا شربة ماء ولا هليلجة!! (وانظر : صفة الصفوة ٤ / ٢٦٠ و ٢٦١ ، وتهذيب الكمال ٢ / ١٠٨٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ٢ ج ١ / ٤٨).

والهليلج أو الإهليلج : مفردة إهليلجة ، شجر ينبت في الهند والصين ، ثمره على هيئة حبّ الصنوبر الكبار.

(٣) التاريخ الكبير ٦ / ٤٠٦ ، والجرح والتعديل ٦ / ٢٩٢ ، تاريخ بغداد ١١ / ١٥٥ ، تاريخ دمشق ٣٤ / ٢٨٨.

(٤) في التاريخ ٢ / ٤٦٧.

(٥) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٨٦.

(٦) تهذيب الكمال ٢ / ١٠٨٦.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ٢٩٢.

٣٢٥

وقال محمد بن عبد الله بن عمّار : حجّة ، هو أثبت من أخيه إسرائيل (١).

وقال ابن سعد (٢) : ثقة ثبت.

وسئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال : عيسى يسأل عنه (٣)؟

قال محمد بن المنذر الكنديّ إنّ المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه ، وأعطاه عشرة آلاف درهم ، فردّها وقال : ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤).

قال أحمد بن جناب : مات عيسى سنة سبع وثمانين ومائة (٥). وكذا أرّخه سليمان بن عمر الرّقّيّ ، وعليّ بن بحر ، وعبد الله بن جعفر.

وقال محمد بن مصفّى : مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة (٦). وفيها أرّخه المدائنيّ ، ومحمد بن المثنّى ، وأبو داود.

وقال ابن سعد (٧) ، وغيره : مات سنة إحدى وتسعين ومائة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ١٥٥.

(٢) في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٨٨.

(٣) العلل ومعرفة الرجال لأحمد ٢ / ٤٧٩ رقم ٣١٤٦ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢٩٢.

(٤) تقدّم نحوه وتخريجه قبل قليل.

(٥) التاريخ الكبير ٦ / ٤٠٦ ، والتاريخ الصغير ٢٠٣.

(٦) تاريخ بغداد ١١ / ١٥٦.

(٧) في الطبقات ٧ / ٤٨٨ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٠٦.

٣٢٦

[حرف الغين]

٢٨٩ ـ غسّان بن مضر الأزديّ النّمريّ البصريّ المكفوف (١). ـ س. ـ

عن : أبي سلمة سعيد بن يزيد ليس إلّا.

وعنه : أحمد ، وشباب ، والفلّاس ، ومحمد بن المثنّى ، ونصر بن عليّ ، وعدّة.

قال : أحمد (٢) : ثقة ، ثقة.

وقال : كان شيخا عسرا.

وقال أبو حاتم (٣) : لا بأس به ، صالح الحديث (٤).

__________________

(١) انظر عن (غسّان بن مضر الأزدي) في :

العلل ومعرفة الرجال لأحمد ٢ / ١٩٣ رقم ١٩٧٩ و ٢ / ٥٤٣ رقم ٣٥٧٧ و ٣ / ١٤٩ رقم ٤٦٥٩ ، والتاريخ الكبير ٧ / ١٠٧ رقم ٤٧٦ ، والتاريخ الصغير ٢٠١ ، والكنى والأسماء لمسلم ، الورقة ١٠٨ ، والمعرفة والتاريخ ٣ / ٢٠٠ و ٣٣١ ، والجرح والتعديل ٧ / ٥١ رقم ٢٨٩ ، والثقات لابن حبّان ٧ / ٣١٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٥٩ رقم ١٢٦١ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١١٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٨٩ ، ١٠٩٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٣٥ رقم ٦٦٦٥ ، والكاشف ٢ / ٣٢٢ رقم ٤٤٩٥ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ رقم ٤٥٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٠٥ رقم ١٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٠٧ (وفيه غسان بن مطر الأزدي أبو مطر ..)!.

(٢) في العلل ومعرفة الرجال ٢ / ١٩٣ رقم ١٩٧٩ و ٣ / ١٤٩ رقم ٤٦٥٩ ، والجرح والتعديل ٧ / ٥١.

(٣) في الجرح والتعديل ٧ / ٥١.

(٤) ووثّقه ابن معين ، وقال أبو زرعة : صدوق. ووثّقه ابن حبّان.

٣٢٧

قيل : مات سنة أربع وثمانين ومائة.

خرّج له (س) (١) «الصلاة في النّعلين» (٢).

__________________

(١) رمز للنسائي.

(٢) أخرج النسائي في سننه ٢ / ٧٤ كتاب القبلة ، باب الصلاة في النعلين قال : أخبرنا عمرو بن علي ، عن يزيد بن زريع وغسّان بن مضر قالا : حدّثنا أبو مسلمة واسمه سعيد بن يزيد ـ بصريّ ثقة ـ قال : سألت أنس بن مالك : أكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلّي في النعلين؟ قال : نعم.

٣٢٨

[حرف الفاء]

٢٩٠ ـ الفرج بن سعيد ، أبو روح المأربيّ (١).

عن : عمّه ثابت ، وعن خالد بن عمرو بن سعيد الأشدق.

وعنه : محبوب بن موسى الفرّا ، والحميديّ ، وغيرهما (٢).

٢٩١ ـ فضالة بن حصين الضّبّيّ ، أبو معاوية (٣).

شيخ بصريّ ،

له عن : حميد الطويل ، ويزيد بن نعامة ، ويونس بن عبيد.

وعنه : نعيم بن حمّاد ، ومحمد بن أبي بكر المقدّميّ ، وإبراهيم بن موسى.

__________________

(١) انظر عن (الفرج بن سعيد المأربيّ) في :

الجرح والتعديل ٧ / ٨٦ رقم ٤٨٤ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٣ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٩٢ أ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٩٣ ، والكاشف ٢ / ٣٢٦ رقم ٤٥١٤ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٠ رقم ٤٨٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٠٨ رقم ١٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٠٨.

وفي الأصل «الفرج بن سعد».

(٢) قال أبو زرعة : لا بأس به. وذكره ابن حبّان في الثقات.

(٣) انظر عن (فضالة بن حصين الضبّي) في :

التاريخ الكبير ٧ / ١٢٥ رقم ٥٦٢ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٤٥٥ ، ٤٥٦ رقم ١٥١٠ ، والجرح والتعديل ٧ / ٧٨ رقم ٤٤١ ، والمجروحين لابن حبّان ٢ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٠ ، وفيه : فضالة بن حسين ، وهو تحريف. ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ ٦ / ٢٠٤٦ ، ٢٠٤٧ والمغني في الضعفاء ٢ / ٥١٠ رقم ٤٩٠٥ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٤٨ رقم ٦٧٠٧ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٣٤ ، ٤٣٥ رقم ١٣٢٨.

٣٢٩

قال أبو حاتم (١) : مضطرب الحديث ، وكذا قال البخاريّ (٢).

٢٩٢ ـ الفضل بن عثمان ، أبو محمد المراديّ الكوفيّ الصّيرفيّ (٣).

عن : الزّهريّ ، وأبي الزّبير.

وعنه : أبو كريب ، ومحمد بن عبيد المحاربيّ.

ما يكاد يعرف.

٢٩٣ ـ فضيل بن سليمان النّميريّ (٤) ـ ع. ـ

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٧ / ٧٨.

(٢) في تاريخه الكبير ٧ / ٨٦.

وقال ابن حبّان في (المجروحين) : شيخ يروي عن محمد بن عمرو الّذي لم يتابع عليه وعن غيره من الثقات ما ليس من أحاديثهم.

روى عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا وضعت الحلوى بين يدي أحدكم فليصب منها ولا يردّها».

وفي الأفراد لابن شاهين من طريقه ، عن محمد بن عمرو بهذا السند حديث : «من أطعم أخاه لقمة حلوة لم يذق مرارة يوم القيامة».

وقد أورده المحبّ الطبري في أحكامه وقال : هذا غريب يتلقّى بالقبول ويعمل به ، وما دري أنّ فضالة متّهم بالوضع ، فإن ابن عديّ أخرج له ، عن أبي يعلى ، عن ابن عرعرة ، عنه ، بهذا السند : ما عرض على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيب قطّ فردّه. وقال : لا يرويه عن محمد إلّا فضالة ، وكان عطّارا فاتّهم بهذا الحديث لينفق العطر.

وقال ابن حبّان في الثقات : كان راويا لمحمد بن عمرو.

ويقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري ، محقّق هذا الكتاب : لقد أخطأ الحافظ ابن حجر في هذا ، فابن حبّان لم يذكر محمد بن عمرو بين شيوخ فضالة في الثقات ، وإنما ذكره في المجروحين ، فقط. (انظر : لسان الميزان ٤ / ٤٣٥).

وقال الساجي : صدوق فيه ضعف وعنده مناكير. وقال الحاكم والنقاش : روى عن عبيد الله بن عمر ، ومحمد بن عمرو مناكير.

وذكره العقيلي ، والدولابي ، وابن الجارود ، وغيرهم في الضعفاء.

وقال أبو نعيم : روى المناكير ، لا شيء.

(٣) لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفرة بين يديّ ، وهو مما لا يكاد يعرف فعلا كما ذكر المؤلّف ، رحمه‌الله.

(٤) انظر عن (فضيل بن سليمان النّميري) في :

التاريخ لابن معين ٢ / ٤٧٦ ، وطبقات خليفة ٢٢٥ ، والتاريخ الكبير ٧ / ١٢٣ رقم ٥٥١ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٣٠١ رقم ٣٩٣ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٠٨ و ٣ / ٣٢ ، والجرح والتعديل ٧ / ٧٢ رقم ٤١٣ ، والثقات لابن حبّان ٧ / ٣١٦ ، والأسامي والكنى =

٣٣٠

أبو سليمان البصريّ.

روى عن : أبي حازم الأعرج ، وعمرو بن أبي عمرو ، وموسى بن عقبة ، وخيثم بن عراك ، وطبقتهم.

وعنه : عليّ بن المدينيّ ، وخليفة بن خيّاط ، وأحمد بن عبدة ، وأحمد بن المقدام ، ونصر الجهضميّ ، والفلّاس ، ومحمد بن موسى الحرشيّ ، وآخرون.

قال أبو حاتم (١) : ليس بالقويّ.

وقال ابن معين (٢) : ليس بثقة ، رواه عبّاس الدّوريّ ، عنه.

وقال أبو زرعة : ليّن (٣).

وقال النّسائيّ (٤) : بصريّ ، ليس بالقويّ.

قلت : قد احتجّ به الجماعة (٥).

مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ، وقيل سنة ستّ وثمانين ومائة (٦).

٢٩٤ ـ فضيل بن عياض بن مسعود الأستاذ الإمام (٧) ـ خ. م. د. ن. ـ

__________________

=للحاكم ، ج ١ ورقة ٢٤٤ أ ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ ٦ / ٢٠٤٥ ٢٠٤٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٠٢ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥١٥ رقم ٤٩٥٨ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٦١ رقم ٦٧٦٧ ، والكاشف ٢ / ٣٣١ رقم ٤٥٥٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٦٨ رقم ٦٩٢ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٩١ ، ٢٩٢ رقم ٥٣٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٢ رقم ٦٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٠.

(١) في الجرح والتعديل ٧ / ٧٢.

(٢) في تاريخه برواية الدوري ٢ / ٤٧٦.

(٣) الجرح والتعديل ٧ / ٧٢.

(٤) في الضعفاء والمتروكين ٣٠١ رقم ٣٩٣.

(٥) ذكره ابن حبّان في ثقاته ، وقال ابن عديّ : ولفضيل بن سليمان رواية عن موسى بن عقبة ، وعنده عن موسى ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة سبعون حديثا. وقال عبدان : كان لعباس بن عبد العظيم ، على أبي كامل مجلسان في حديث فضيل بن سليمان لا ينظر له في غيرها.

وقال الحافظ المؤلّف في ميزانه : حديثه في الكتب الستّة ، وهو صدوق.

(٦) وفي طبقات خليفة ٢٢٥ توفي سنة ١٨٣ ه‍.

(٧) انظر عن (فضيل بن عياض الإمام) في :

٣٣١

شيخ الإسلام ، أبو عليّ التّميميّ ، ثمّ اليربوعيّ المروزيّ ، الزّاهد.

__________________

=الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٥٠٠ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٤٧٦ ، ومعرفة الرجال له ٢ / ٢١٤ رقم ٧١٤ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ١ / ١٦٨ رقم ١٠١ و ١ / ٥٦١ رقم ١٣٣٨ و ٢ / ١٠٢ ، ١٠٣ رقم ١٧٠٨ و ٣ / ١٣٩ رقم ٤٦١١ ، وطبقات خليفة ٢٨٤ ، وتاريخ خليفة ٤٥٨ ، والتاريخ الكبير ٧ / ١٢٣ رقم ٥٥٠ ، والتاريخ الصغير ٢٠٢ ، والكنى والأسماء لمسلم ، الورقة ٧٤ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٨٤ رقم ١٣٥٧ ، والبيان والتبيين للجاحظ ١ / ٢٥٨ و ٣ / ١٣٩ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤١٥ ، والمعارف ٥١١ ، وعيون الأخبار ١ / ٣٠٧ و ٢ / ٣٠٠ و ٣٥٧ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٤٦٨ و ٥٥٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٧٩ و ٢ / ١٤٦ و ٢٦٩ و ٥٣٨ و ٣ / ٣٨٨ ، وتاريخ الطبري ١ / ٢٩٤ و ٣٢٤ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٣٥ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٤ ، والجرح والتعديل ٧ / ٧٣ رقم ٤١٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٤٩ رقم ١١٧٩ ، والثقات لابن حبّان ٧ / ٣١٥ ، والجليس الصالح ٣ / ١٨٥ ، ومروج الذهب (طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) ٣ / ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، ورجال صحيح البخاري ٢ / ٦٠٨ ، ٦٠٩ رقم ٩٦٦ ، وطبقات الصوفية للسلميّ ٦ ـ ١٤ ، ٢٧ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ١٣٧ ، وربيع الأبرار للزمخشري ١ / ٦٠ و ٤ / ٢٨ و ١٣١ و ١٤٢ و ١٦٨ و ١٨٦ و ٣٢٣ ، و ٣٢٢ ، و ٣٧٢ ، و ٣٨٣ ، وحلية الأولياء ٨ / ٨٤ ـ ١٣٩ رقم ٣٩٧ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ١٣٤ ، ١٣٥ رقم ١٣٣٧ ، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان للعلوي (بتحقيقنا) ٥١ ، ٥٢ ، والسابق واللاحق للخطيب ٢٩٢ ، ٢٩٣ رقم ١٥٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤١٤ رقم ١٥٨٤ ، والكامل في التاريخ ٦ / ١٨٩ ، وطبقات علماء إفريقية ١٦٦ ، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي ٦٧ و ٨٨ ، والعقد الفريد ٢ / ٢٢٧ و ٢٣٦ و ٤٢٢ و ٣ / ١٦٩ و ١٧٠ و ١٧٩ و ٢٠٣ و ٢١٠ و ٢٢١ و ٢٢٥ و ٢٣٣ ، ورجال الطوسي ٢٧١ رقم ١٨ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٣٥ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ١٤٤ و ١٧٨ و ١٨٣ ـ ١٨٦ و ٢٠٧ و ٢١٩ و ٢٢٠ و ٢ / ٩١ و ٩٥ و ٢٢٤ ، وصفة الصفوة ٢ / ٢٣٧ ـ ٢٤٧ رقم ٢١٨ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣٤ / ٦٣٨ إلى آخر المجلّد ، و ٣٥ / ١ ـ ٩ ، والرسالة القشيرية ١١ ، والتوّابون للمقدسي ٢٧ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٤٧ ـ ٥٠ رقم ٥٣١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ٢ ج ١ / ٥١ ، ٥٢ رقم ٥٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٠٣ ـ ١١٠٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٧ ، وخلاصة الذهب المسبوك ١٥٤ وقد تحرّف فيه اسم عياض إلى (عباس) ، ودول الإسلام ١ / ١١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٨ / ٣٧٢ ـ ٣٩٠ رقم ١١٤ ، والعبر ١ / ٢٩٨ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ رقم ٢٣٢ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٦١ رقم ٦٧٦٨ ، والكاشف ٢ / ٣٣١ رقم ٤٥٥٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٦٨ رقم ٦٩٣ ، ومرآة الجنان ١ / ٤١٥ ـ ٤١٧ ، ورياض الرياحين لليافعي ٤١ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١٩٨ ، ١٩٩ ، وطبقات الأولياء لابن الملقّن ٦ و ٢٩ و ١٠٩ و ٢٢٥ و ٢٤٥ و ٢٤٦ و ٢٧١ و ٥٠٨ و ٥٥٦ ، والزهد الكبير للبيهقي ، رقم ٣٥ و ٥٣ و ٧٧ و ١٢٩ و ١٣١ و ١٥٠ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٥٣ و ١٥٦ و ٢٤٠ و ٢٤٥ و ٢٥٤ و ٢٧٠ و ٢٩٠ و ٢٩١ و ٣٣٦ و ٣٤٧ و ٤١٠ و ٤٦٧ و ٤٧٥ و ٤٨٤ و ٥٤٨ و ٩٣٢ و ٩٤١ ، والتهذيب ٨ / ٢٩٤ ـ ٢٩٧ رقم ٥٣٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٣ رقم ٦٧ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٢١ =

٣٣٢

عن : منصور ، وبيان بن بشر ، وأبان بن أبي عيّاش ، وحصين بن عبد الرحمن ، ويزيد بن أبي زياد ، وعطاء بن السّائب ، وعبيد الله بن عمر ، وهشام بن حسّان ، وصفوان بن سليم ، وأبي هارون العبديّ ، والأعمش.

وعنه : سفيان الثّوريّ وهو أكبر منه ، وابن عيينة ، وابن المبارك ، ويحيى القطّان ، وحسين الجعفيّ ، وابن مهديّ ، والشيزريّ ، ومسدّد ، وقتيبة ، ويحيى بن يحيى ، وبشر الحافي ، والقعنبيّ ، ويحيى بن أيّوب ، وأحمد بن المقدام العجليّ ، وخلق سواهم.

وكان إماما ، ثقة ، حجّة ، زاهدا ، عابدا ، نبيها ، صمدانيّا ، كبير الشأن.

قال ابن سعد (١) : ولد الفضيل بخراسان بكورة أبيورد ، وقدم الكوفة وهو كبير ، فسمع من منصور ، وغيره : ثم تعبّد ونزل مكة ، وكان ثقة نبيلا ، فاضلا ، عابدا ، كثير الحديث.

وقال إبراهيم بن الأشعث (٢) وغيره : سمعنا فضيلا يقول :

__________________

=و ١٤٣ ، والبصائر والذخائر ٤ / ١٨٨ ، وخلاصة تهذيب التهذيب ٣١٠ ، والجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٢ / ٧٠٠ ـ ٧٠٢ رقم ١١٠٨ ، والعقد الثمين ٧ / ١٣ ـ ١٩ ، د وطبقات الحفاظ للسيوطي ١٠٤ ، والطبقات الكبرى للشعراني ١ / ٦٨ ، ٦٩ ، والكواكب الذّرية للمناوي ١ / ١٤٨ ـ ١٥٠ ، والطبقات السنيّة ، رقم ١٧١٠ ، وشذرات الذهب ١ / ٣١٦ ـ ٣١٨ ، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني ٢ / ٢٣٥ ، وشرح نهج البلاغة ٢ / ٩٧ و ٦ / ٣٣٩ و ١١ / ١٠٠ ، والمستطرف ١ / ٦٨ و ١ / ٧٩ ـ ٨١ ، وسراج الملوك ٥١ ، و ٢٥٣ ، والذهب المسبوك ٢١٢ ، ومحاضرات الأدباء ١ / ٥١١ و ٥٣٨ ، والمصباح المضيء ١٤٩ ـ ٢ / ١٥٢ ، ومحاضرات الأبرار ١ / ١٩٣ ، ١٩٤ ، ونثر الدر ٧ / ٦٥ رقم ٣٠ و ٧ / ٦٦ رقم ٣٧ ، و ٧ / ٦٨ رقم ٦١ ، والروضة الريّا ٣٧ ، وكتاب الشكر ٩٢ و ٩٣ و ١٢٤ ، وعقلاء المجانين ٣٥ ، ٣٣٤.

(١) في الطبقات الكبرى ٥ / ٥٠٠.

(٢) يقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري ، محقّق هذا الكتاب إن المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ قد شطح به القلم ، أراد «إبراهيم بن شمّاس» فقال «إبراهيم بن الأشعث» ، فالذي روى عن الفضيل أنه ولد بسمرقند هو «ابن شمّاس» وليس «ابن الأشعث».

وفي طبقات الصوفية للسلمي ما يوضح ذلك ، حيث قال بعد أن ذكر اسم صاحب الترجمة : «كذلك ذكره إبراهيم بن الأشعث صاحبه ، فيما أخبرنا به يحيى بن محمد العكرمي ، بالكوفة قال : سمعت الحسين بن محمد بن الفرزدق بمصر ، قال : سمعت أحمد بن حمّوك قال : سمعت نصر بن الحسين البخاري قال : سمعت إبراهيم بن الأشعث يذكر ذلك.

وذكر إبراهيم بن شمّاس ، أنه ولد بسمرقند ، ونشأ بأبيورد. كذلك سمعت أحمد بن محمد بن =

٣٣٣

ولدت بسمرقند.

وقال أبو عبد الرحمن السّلميّ (١) : أنا أبو بكر محمد بن جعفر : نا الحسين بن عبد العزيز العسكريّ ، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكريّ ، قال : ثنا ابن أخي أبي زرعة : ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ، نا أبو عمّار (٢) ، عن الفضل بن موسى قال : كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس. وكان سبب توبته أنّه عشق جارية ، فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلا يتلو (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) (٣) فقال : يا ربّ قد آن. فرجع.

فآواه اللّيل إلى خربة ، فإذا فيها رفقة ، فقال بعضهم : نرتحل؟ وقال قوم : حتى نصبح ، فإنّ فضيلا على الطّريق يقطع علينا. فتاب الفضيل وأمّنهم (٤). وجاور بالحرم حتى مات.

إبراهيم بن اللّيث النّخشبيّ : نا عليّ بن خشرم : أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال : كان الفضيل يقطع الطّريق وحده ، فبينا هو ذات ليلة وقد انتهت إليه القافلة ، فقال بعضهم : اعدلوا بنا إلى هذه القرية ، فإنّ الفضيل يقطع الطريق. فسمع ذلك وأرعد ، فقال : يا قوم جوزوا ، والله لأجتهدنّ أن لا أعصي الله.

وجاء نحوها من وجه آخر فيه جهضم ، وهو ساقط.

وبالجملة فالشّرك أعظم من كلّ إفك ، وقد أسلم خلق صاروا أفضل هذه الأمّة. نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته ، فإنّ قلوب العباد بيده يصرّفها كيف يشاء.

__________________

=رميح يقول : سمعت إبراهيم بن نصر الضبي بسمرقند يقول : سمعت محمدا بن عليّ بن الحسن بن شقيق يقول : سمعت إبراهيم بن شمّاس ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : ولدت بسمرقند ونشأت بأبيورد ، ورأيت بسمرقند عشرة آلاف جوزة بدرهم». (ص ٧ ، ٨).

(١) الخبر ليس في طبقاته.

(٢) هو : الحسين بن حريث.

(٣) سورة الحديد ، الآية ١٦.

(٤) الخبر في وفيات الأعيان ٤ / ٤٧ ، وتهذيب الكمال ٢ / ١١٠٣.

٣٣٤

قال ابن عيينة (١) ، والعجليّ (٢) ، وغيرهما : فضيل ثقة.

وقال أبو حاتم (٣) : صدوق.

وقال إبراهيم بن شمّاس : قال ابن المبارك : ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض (٤).

وقال أحمد بن عبّاد التّميميّ المروزيّ : سمعت النّضر بن شميل : سمعت هارون الرشيد يقول : ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ، ولا أورع من الفضيل (٥).

وقال إبراهيم بن سعيد : قال لي المأمون : قال لي الرشيد : ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض. دخلت عليه فقال لي : يا أمير المؤمنين ، فرّغ قلبك للحزن والخوف حتّى يسكناه ، فيقطعاك عن المعاصي ، ويباعداك من النار (٦).

عن ابن أبي عمر العنسيّ قال : ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع (٧).

وعن شريك قال : إنّ فضيل بن عياض حجّة لأهل زمانه.

وقال الهيثم بن جميل نحوه.

قال إبراهيم بن الأشعث : رأيت سفيان بن عيينة يقبّل يد الفضيل بن عياض مرّتين (٨).

وقال مردويه الصّائغ : قال لي ابن المبارك : إنّ الفضيل صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه ، وهو ممّن نفعه الله بعلمه

__________________

(١) قوله في الجرح والتعديل ٧ / ٧٣.

(٢) في تاريخ الثقات ٣٨٤ رقم ١٣٥٧.

(٣) في الجرح والتعديل ٧ / ٧٣.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٣.

(٥) تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٣.

(٦) سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٨٦.

(٧) السير ٨ / ٣٨٧.

(٨) السير ٨ / ٣٨٧.

٣٣٥

وقال مردويه : وقال لي رباح بن خالد : إنّ ابن المبارك قال له : إذا نظرت إلى فضيل بن عياض جدّد لي الحزن ومقتّ نفسي. ثم بكى (١).

وعن ابن المبارك قال : إذا مات الفضيل ارتفع الحزن (٢).

وقال أبو بكر الصّوفيّ : سمعت وكيعا يقول يوم مات الفضيل : ذهب الحزن اليوم من الأرض (٣).

وقال يحيى بن أيّوب : دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة. فإذا الفضيل وشيخ معه. فدخل زافر ، وأقعدني على الباب.

قال زافر : فجعل الفضيل ينظر إليّ ، ثم قال : يا أبا سليمان هؤلاء المحدّثين يعجبهم قرب الإسناد. ألا أخبرك بإسناد لا شكّ فيه : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن جبريل ، عن الله تعالى : (ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ) (٤) فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس.

قال : ثم غشي عليه وعلى الشيخ ، وجعل زافر ينظر إليهما ، ثم تحرّج الفضيل فقمنا ، والشيخ مغشيّ عليه (٥).

إبراهيم بن الأشعث : كنّا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكّر ويبكي لكأنّه مودّع أصحابه ، ذاهب إلى الآخرة ، حتى يبلغ المقابر ، فيجلس فكأنّه بين الموتى في الحزن والبكاء (٦).

قال سهل بن راهويه : قلت لسفيان بن عيينة : ألا ترى إلى أبي عليّ ،

__________________

(١) السير ٨ / ٣٨٧.

(٢) رواه أبو نعيم في الحلية ٨ / ٨٧ عن محمد بن إبراهيم ، عن المفضّل بن محمد ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن ابن المبارك ، وهو في وفيات الأعيان ٤ / ٤٩.

(٣) تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٥.

(٤) سورة التحريم ، الآية ٦.

(٥) سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٨٧.

(٦) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٨ / ٨٤ من طريق محمد بن جعفر ، عن إسماعيل بن يزيد ، عن إبراهيم بن الأشعث ، وفيه : «فكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم ، ولكأنّه رجع من الآخرة يخبر عنها.» ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤.

٣٣٦

يعني فضيلا ، لا تكاد تجفّ له دمعة. قال سفيان : إذا قرح القلب نديت العينان (١). ثم تنهّد سفيان.

قال عبد الصّمد مردويه الصّائغ : سمعت الفضيل يقول : إذا علم الله من رجل أنّه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قلّ عمله (٢).

وقال : إنّ الله يزوي عن عبده الدنيا ويمرّرها (٣) عليه ، مرة يجوع ، ومرّة يعرى ، كما تصنع الوالدة بولدها ، مرّة صبرا ، ومرّة بغضا (٣) ، ومرّة مراعاة له ، وبذلك ما هو خير له (٤).

وفي «المجالسة» للدّينوريّ : نا يحيى بن المختار : سمعت بشر بن الحارث يقول : كنت بمكة مع الفضيل بن عياض ، فجلس معنا إلى نصف الليل ثم قام يطوف إلى أن قلت : يا أبا عليّ ، ألا تنام؟

قال : ويحك ، وهل أحد يسمع بذكر النّار تطيب نفسه أن ينام.

وقال الأصمعيّ : نظر الفضيل بن عياض أنّ رجلا يشكو إلى رجل فقال : تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك (٥).

وقيل سئل الفضيل : متى يبلغ المرء غاية حبّ الله؟ قال : إذا كان عطاؤك إيّاه ومنه سواء.

وعنه قال : ترك العمل من أجل النّاس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ، والإخلاص أن تعافى منهما (٦).

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٨٧.

(٢) حلية الأولياء ٨ / ١٠٣ ، ١٠٤.

(٣) في العقد الفريد «يمرمرها».

وفي الحلية : «كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها ، تسقيه مرّة حضيضا ، ومرّة صبرا ، وإنما تريد بذلك ما هو خير له».

(٤) حلية الأولياء ٨ / ٩٠ ، العقد الفريد ٣ / ٢٠٣ وفيه : «... مرّة بالجوع ، ومرّة بالعرى ، ومرّة بالحاجة ، كما تصنع الأم الشفيقة بولدها ، تفطمه بالصبر مرة ، وبالحضض مرّة ، ..».

(٥) سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٨٧.

(٦) سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٧٧.

٣٣٧

وقال يونس بن محمد المكّيّ : قال فضيل لرجل : لأعلمنّك كلمة خير لك من الدنيا وما فيها. والله لئن علم الله منك إخراجك الآدميّين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكان لغيره ، ثم تسأله شيئا إلّا أعطاك.

وعن فضيل قال : ما أدري ما أنا ، أكذّاب أم مرائي.

وروى عليّ بن عثام : قال الفضيل : ما دخلت على أحد إلّا خفت أن أتصنّع له ، أو يتصنّع لي.

قال أحمد بن أبي الحواريّ : ثنا محمد بن إسحاق قال : أتينا فضيل بن عياض نسمع منه ، قال : لقد تعوّذت بالله من شرّكم. قلنا : ولم يا أبا عليّ؟

قال : أكره أن تزيّنوا لي وأتزيّن لكم.

قال ابن أبي الحواريّ ، ونا أبو عبد الله الأنطاكيّ قال : اجتمع فضيل ، والثّوريّ فتذاكروا ، فرقّ سفيان وبكى ، ثم قال لفضيل : أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة. فقال له الفضيل : لكنّي يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضرّ علينا من غيره. ألست تخلّصت إلى أحسن حديثك ، وتخلّصت أنا إلى أحسن حديثي ، فتزيّنت لك ، وتزيّنت لي. فبكى سفيان وقال : أحييتني أحياك الله (١).

وقال الفيض بن إسحاق : قال لي الفضيل : لو قيل لك يا مرائي غضبت وشقّ عليك وعسى ما قيل لك حقّ ، تزيّنت للدنيا ، وتصنّعت لها (٢) ، وقصّرت ثيابك ، وحسّنت سمتك ، وكففت أذاك حتّى يقولوا : أبو زيد عابد ، ما أحسن سمته ، فيكرمونك ، وينظرونك ، ويهدون إليك مثل الدّرهم السّتّوق (٣) ، لا يعرفه كلّ أحد ، فإذا قشروا ، قشروا عن نحاس (٤). ويحك ، ما تدري في أيّ الأصناف تدعى غدا.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٨٧.

(٢) حتى هنا في حلية الأولياء ٨ / ٩٤.

(٣) الدرهم السّتّوق : الرديء المزيّف. (اللسان).

(٤) حتى هنا في سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، وهو باختصار أيضا في : صفة الصفوة ٢ / ٢٤٠.

٣٣٨

ابن مسروق : سمعت السّريّ بن المغلّس : سمعت الفضيل بن عياض يقول : من خاف الله لم يضرّه شيء ، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.

الفيض بن إسحاق الرّقّي : سمعت الفضيل. وسئل : ما الخلاص؟ قال : أخبرني ، من أطاع الله هل تهمّه معصية أحد؟ قال : لا. قال : فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد؟ قال : لا. قال : هذا الخلاص (١).

قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت الفضيل يقول : بلغني أنّ العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلّموا عملوا ، وإذا عملوا شغلوا ، وإذا شغلوا فقدوا ، وإذا فقدوا طلبوا ، فإذا طلبوا هربوا (٢).

وقال مردويه : سمعت الفضيل يقول : رحم الله امرأ أخطأ وبكى على خطيئته قبل أن يرزق بعمله.

وقال الفيض بن إسحاق : قال الفضيل : أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمّن ظلمك.

وعنه قال : ما أجد راحة ولا لذّة إذا خلوت.

وعنه قال : كفى بالله محبّا ، وبالقرآن مؤانسا ، وبالموت واعظا. اتّخذ الله صاحبا ، ودع النّاس جانبا. كفى بخشية الله علما ، وبالاعتذار جهلا.

رهبة المؤمن الله على قدر علمه بالله ، وزهادته في الدنيا ، على قدر شوقه إلى الجنّة (٣).

قال إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل : سمعت الفضيل يقول : لو أنّ الدنيا عرضت عليّ حلالا أحاسب عليها لكنت أتقذّرها كما يتقذّر أحدكم الجيفة.

وسمعته يقول : من ساء خلقه شان دينه ، وحسبه ، ومروءته (٤).

__________________

(١) حلية الأولياء ٨ / ٧٨٨ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤.

(٢) السير ٨ / ٣٨٨.

(٣) حلية الأولياء ٨ / ٨٩ بلفظ مقارب.

(٤) تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤.

٣٣٩

وقال : لن يهلك عبد حتى يؤثر بشهوته على دينه (١).

خصلتان تقسّيان القلب : كثرة الكلام ، وكثرة الأكل.

أكذب النّاس العائد في ذنبه ، وأجهل الناس المدلّ بحسناته ، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه (٢).

وعنه قال : أمس منل ، واليوم عمل ، وغدا أمل.

قال فيض بن إسحاق الرّقّيّ : قال الفضيل : ما يسرّني أن أعرف الأمر حقّ معرفته إذا طاش عقلي.

إبراهيم بن الأشعث : سمعت الفضيل ، وقال له رجل : كيف أمسيت ، وكيف حالك؟ قال له : عن أيّ حال تسأل؟ حال الدنيا ، أو حال الآخرة؟.

أمّا الدنيا فإنّها مالت بنا ، وذهبت كلّ مذهب. والآخرة ، فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه ، وضعف عمله ، وفني عمره ، ولم يتزوّد لمعاده (٣).

الفيض بن إسحاق. سمعت الفضيل يقول : إذا أراد الله أن يتحف العبد سلّط عليه من يظلمه.

الأصمعيّ : قال الفضيل : إذا قيل لك : أتخاف الله؟ فاسكت. فإنّك إن قلت لا ، أتيت بأمر عظيم ، وإن قلت : نعم ، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.

وعن الفضيل : يا مسكين ، أنت مسيء ، وترى أنّك محسن ، وأنت جاهل ، وترى أنك عالم ، وأنت بخيل ، وترى أنّك كريم ، وأنت أحمق ، وترى أنّك عاقل. وأجلك قصير ، وأملك طويل.

قلت : صدق والله.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤.

(٢) حلية الأولياء ٨ / ٨٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ١١٠٤.

(٣) حلية الأولياء ٨ / ٨٥ ، ٨٦ وفيه تكملة طويلة.

٣٤٠