أعلام الدين في صفات المؤمنين

الشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي

أعلام الدين في صفات المؤمنين

المؤلف:

الشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٢
ISBN: 4-5503-75-2
الصفحات: ٥٣٢

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يبعث اللّه تعالى العالم والعباد يوم القيامة ، فإذا اجتمعا عند الصراط ، قيل للعابد : ادخل الجنة فانعم فيها بعبادتك ، وقيل للعالم : قف هاهنا في زمرة الأنبياء ، فاشفع فيمن أحسنت أدبه في الدنيا ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فضل العالم على العابد ، كفضلي على سائرالأنبياء ».

وقال أمير المؤمنين صلى‌الله‌عليه‌وآله : « العلم وراثة كريمة ، والاداب حلل حسان ، والفكر مراة صافية ، والاعتبار منذر ناصح ، وكفى بك أدباً لنفسك تركك ما تكرهه لغيرك » (١).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « طلب العلم فريضة على كل مسلم ».

وقال : « العلم علمان : علم في القلب فذلك العلم النافع ، وعلم في اللسان فذلك (٢) حجة على العباد ».

وقال : « أربع تلزم كل ذي حجى من اُمتي ، قيل : وما هن يا رسول اللّه؟قال : استماع العلم ، وحفظه ، والعمل به ، ونشره ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « العلم خزائن ومفاتيحها السؤال ، فسلوا يرحمكم اللّه ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمجيب ، والمستمع ، والمحب له (٣) ».

وقال عليه‌السلام : « من يرد اللّه تعالى به خيراَ يفقهه في الدين ».

وقال : « إن اللّه لايقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا (٤) فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا ».

وقال : « من ازداد فى العلم رشداً ، ولم يزدد في الدنيا زهداً ، لم يزدد من اللّه إلاّ بعداً » (٥).

وقال : « انما مما أخاف على اُمتي زلات العلماء ».

__________________

١ ـ النسخة المطبوعة من كنزالفوائد خالية من الأحاديث المتقدمة الذكر.

٢ ـ في الأصل : وذلك ، وما أثبتناه من المصدر.

٣ ـ في المصدر : لهم.

٤ ـ في الأصل : فسألوا ، وما أثبتناه من المصدر.

٥ ـ كنز الفوائد : ٢٣٩ ، من : وقال النبي (ص) : « طلب العلم فريضة ... ».

٨١

وقال : « قيدوا العلم بالكتابة ».

وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : « تعلموا العلم ، فإن تعليمه حسنة ، وطلبه عبادة ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، لأنه علم الحلال والحرام ، وسبيل منازل (١) الجنة ، والأنيس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح (٢) على الأعداء ، والزينة عند الأخلاء ، يرفع به أقواماً فيجعلهم للخير قادة وأئمة ، وتقتص آثارهم ، ويُقتدى بفعالهم ، ويُنتهى إلى رأيهم ، ترغب الملائكة فيخُلَّتِهم ، وبأجنحتها (٣) تمسحهم ، ويستغفرلهم كل رطب ويا بس ، لأن العلم حياة القلوب ، ومصابيح الأبصار من الظلم ، وقوة الأبدان من الضعف ، ويبلغ به العباد (٤) منازل الأخيار ، والدرجات العلى ، وبه توصل الأرحام ، ويعرف الحلالَ من الحرام ، وهو إمام العمل والعمل تابعه ، يلهمه (٥) اللّه تعالى أنفس السعداء ويحرمه الأشقياء ».

وقال عليه‌السلام : « الكلمة من الحكمة ، يسمع بها الرجل فيقولها أو يعمل بها ، خيرمن عبادة سنة ».

وقال عليه‌السلام : « تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والوقار والحلم ، ولاتكونوا جبابرة العلماء ، فلا يقوم علمكم بجهلكم ».

وقال عليه‌السلام : « شكر العالم على علمه أن يبذله لمستحقه (٦) ».

وقال عليه‌السلام : « لاراحة في عيش ، إلا لعالم ناطق ، أو مستمع واع ».

وقال عليه‌السلام : « اغد عالماً ، أو متعلماً ، ولا تكن الثالث فتهلك (٧) ».

وقال عليه‌السلام : « إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ، رضاً بما يصنع ».

__________________

١ ـ في الأصل : منار ، وما أثبتناه من المصدر.

٢ ـ في الإصل : الصلاح ، وما أثبتناه من المصدر.

٣ ـ في الأصل : بأجنحتهم ، وما أثبتناه من المصدر.

٤ ـ في المصدر : بالعباد.

٥ ـ فى الأصل زيادة : إلى ، وصوابه ما في المتن كما في المصدر.

٦ ـ في المصدر : لمن يستحقه.

٧ ـ في المصدر : فتعطب.

٨٢

وقال عليه‌السلام : « لو أن حملة العلم حملوه بحقه ، لأحبهم اللّه وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكن (١) حملوه لطلب الدنيا ، فمقتهم اللّه ، وهانوا على الناس ».

وقال عليه‌السلام : « العلوم أربعة : الفقه للأديان ، والطب للأبدان ، والنجوم لمعرفة الأزمان ، والنحو للسان ».

وقال محمد بن علي الباقر عليه‌السلام : « عالم ينتفع بعلمه ، أفضل من سبعين ألف عابد ».

وقال عليه‌السلام : « من أفتى الناس بغيرعلم ولا هدى ، لعنته ملائكة السماء ، وملائكة الرحمهّ ، وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه ».

وقال الصادق عليه‌السلام : « تفقهوا في دين اللّه ولاتكونوا أعراباً ، فإنه من لم يتفقه في دين اللّه ، لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة ، ولم يزك له عمل ».

وقال عليه‌السلام : « العامل على غير بصيرة ، كالسائر على غير الطريق ، ولا يزيده سرعة السير إلاً بعداً ».

وقيل ( له عليه‌السلام ) (٢) : أيحسن بالشيخ أن يتعلم؟ فقال : « إذا كانت الجهالة تقبح منه ، ( حسن منه التعلم ) (٣) » (٤).

وقال الصادق عليه‌السلام : « تعلموا العلم ، وأثبتوه ، واحكموه بالدرس ، وإن لم تفعلوا ذلك يَدرس ».

وقال عليه‌السلام لخيثمة : « أبلغ موالينا السلام ، واوصهم بتقوى الله والعمل الصالح ، وأن يعود صحيحهم مريضهم ، وليعد غنيهم على فقيرهم ، وليحضر حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتآلفوا في البيوت ، ويتذاكروا علم الدين ، ففي ذلك حياة أمرنا ، رحم اللّه من أحيا أمرنا.

واعلمهم ـ يا خيثمة ـ أنا لا نغني عنهم من الله شيئاً ، إلاّ بالعمل الصالح ، وأن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والإجتهاد ، وأن أشد الناس عذاباً يوم القيامة ، من

__________________

١ ـ في المصدر : ولكنهم.

٢ ـ في المصدر : لأحد الحكماء.

٣ ـ في ألمصدر : فإن التعلم يحسن منه.

٤ ـ كنزالفوأئد : ٢٣٩ ـ ٢٤٠ ، من : وقال أمير المؤمنبن (ع) : « تعلموا العلم ، فإن تعليمه ... ».

٨٣

وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره ».

وروي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أوصى ولده الحسن ، فقال : « يا بني ، احرز حظك من الأدب وفرغ له قلبك ، فإنه أعظم من أن تخالطه (١) دنس ، واعلم أنك إن أعوزت غنيت به ، وإن اغتربت كان لك الصاحب الذي لاوحشة معه ، الأدب هو لقاح العقل ، وذكاء القلب ، وزينة اللسان ، ودليل الرجل على مكارم الأخلاق ، وما الإنسان لولا الأدب إلا بهيمة مهملة ، للّه درّ الأدب! إنه يسود غير السيد ، فاطلبه واكسبه تكتسب القدر والمال ، من طلبه صال به ، ومن تركه صيل عليه ، يلزمه اللّه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، والدنيا طوران : فمنهما لك ، ومنهما عليك ، فما كان منهما لك أتاك على ضعفك ، وما كان منهما عليك لم تدفعه بقوتك ».

وقال عليه‌السلام : « قيمة كل امرىء ما يحسن ، والناس أبناء ما يحسنون ».

وقال عليه‌السلام : « المرء مخبوء تحت لسانه ».

وقال عليه‌السلام : « العلم وراثة مستفادة ، ورأس العلم الرفق ، وآفته الخرق ، والجاهل صغير وإن كان شيخاً ، والعالم كبير وإن كان حدثاً ، والأدب يغني عن الحسب ، ومن عرف بالحكمة لحظته العيون بالهيبة والوقار ، والعلم مع الصغر كالنقش في الحجر ، وزلّة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق ، والآدابتلقيح الأفهام ومفتاح (٢) الأذهان ».

وقال : « وتحزم ، فإذا استوضحت فاعزم ، ولوسكت من لا يعلم سقط الإختلاف ، ومن جالس العلماء وقّر ، ومن خالط الأنذال حقّر ، لا تحتقرن عبداَ اتاها للّه الحكمة والعلم ، فإن اللّه تعالى لم يحقّره حيث اتاه إيّاه ، والمودة أَشبك الأنساب ، لاتستر ذلنّ حسب ذي العلم فإن اللّه تعالى لم يحقره حيث اتاه أشرف الأحساب ، ولا كنز أنفع من العالم ، ولا قرح سوء شرّ من الجهل ، والعلم خير من المال ، لأن العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والعلم يزكو على الانفاق ، والمال (تنقصه النفقة) (٣) ، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه ، فعليكم بطلب العلم ، فإن طلبه فريضة ، وهو صلة بين الإخوان ، ودال على المروّة ، وتحفة في المجالس ،

__________________

١ ـ كذا ، ولعل الصواب : تخلطه بدنس.

٢ ـ في المصدر : ونتائج.

٣ ـ في المصدر : ينفذ بالنفقة.

٨٤

صاحب في السفر ، واُنس في الغربة ، ومن عرف الحكمة لم يصبر عن الازدياد منها ، والشريف من شرَّفه علمه ، والرفيع من رفعته الطاعة ، والعزيزمن أعزته التقوى » (١).

وقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا قول إلاّ بعمل ، ولا قول ولاعمل إلاّبنيّة ، ولا قول وعمل ونية إلاّ بإصابة السنة ».

وما نقلته من نهج البلاغة تصنيف السيد الرضي الموسوي رضي‌الله‌عنه.

قال : كميل بن زياد : أخذ بيدي أميرالمؤمنين عليه‌السلام فأخرجني إلى الجبانة (٢) ، فلما أصحر تنفس الصُّعَداء ، ثم قال :

« يا كميل ، إن هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها ، فاحفظ عني ما أقول لك ، الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلّم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.

يا كميل ، العلم خير من المال ، العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكوعلى الانفاق ، وصنيع المال يزول بزواله.

يا كميل بن زياد ، معرفة العلم دين يدان به ، ويكسب صاحبه الطاعة في حال حياته ، وحسن الأحدوثة بعد وفاته ، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه ، هلك خزان الأموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة.

ها! إن هاهنا علماً جمّاً ، لوأصيب له حملة ـ وأشارإلى صدره ـ بلى أصيب له لقناً غير مأمون عليه ، مستعملاً الة ألدين للدنيا ، ومستظهراً بنعم اللّه على عباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادأ َ(٣) لحملة الحق ، لابصيرة له في أحنائه (٤) ، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة ، ألا لا ذا ولا ذاك! أومنهوماً باللذة ، سلس القياد للشهوة ، أو مغرماً بالجمع والإدّخار ، ليسا من رعاة الدين في شيء ، أقرب شيء

__________________

١ ـ كنز الفوائد : ١٤٧ ، من : وقال عليه‌السلام : « قيمة كل امرىء ما يحسن ... ».

٢ ـ الجبَانة : الصحراء ، وتسمى بها المقابر ، لأنها تكون في الصحراء ... والجبّان : الصحراء أيضاً. « مجمع البحرين ـ جبن ـ ٦ : ٢٢٤ ».

٣ ـ في الأصل : متقلدآَ ، وما أثبتناه من المصدر.

٤ ـ أحنائه : معاطفه ومطاويه. (الصحاح ـ حنا ـ ٦ : ١ ٢٣٢).

٨٥

شبهاً بهما الأنعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه.

اللهم بلى ، لاتخلو الأرض من حجة قائم للّه بحجته ، إمّا ظاهراً مشهوراً ، أو. خائفاً مغموراً كي لاتبطل حجج اللّه وبيّناته ، وكم ذا وأين اولئك!؟ اولئك ـ واللّه ـ الأقلّون عدداً ، والأعظمون [ عندالله ] (١) قدراً ، يحفظ الله حججه وبيّناته بهم حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشر روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها متعلقة بالمحل الأعلى ، اُولئك خلفاء اللّه في أرضه ، والدعاة إلى دينه سراً وجهرا ، آه آه! شوقاً إلى رؤيتهم » (٢)

وقال أيضا لكميل بن زياد : « تبذل ولا تشهر ، ووار شخصك ولا تذكر ، وتعلّم واعمل ، واسكت تسلم ، تسرّ الأبرار ، وتغيض الفجار فلا عليك إذا علّمك الله معالم دينه ، ألاّ تعرف الناس ولا يعرفوك ».

وبعد فقد جمع اللّه ـ جل جلاله ـ معاني ماقلناه وزيادة في كتابه العزيز ، بقوله سبحانه : (هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون) (٣).

وفي قوله تعالى : (انّما يخشى اللهّ من عباده العلماءُ) (٤).

وفي قوله : (كونوا ربانيين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) (٥).

وفي قوله : (شهد الله أنه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم) (٦) فقرن شهادته بشهادتهم وشهادة ملائكته ، وهذا يدل على عظيم منزلتهم ، ورفيع مكانتهم ، وعلو درجتهم.

وقال سبحانه : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (٧).

وقال سبحانه وتعالى ، حكاية عن يوسف عليه‌السلام : (ذلكما مما علمني

__________________

١ ـ أثبتناه من المصدر.

٢ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٨٦ / ١٤٧.

٣ ـ الزمر ٣٩ : ٩.

٤ ـ فاطر ٣٥ : ٢٨.

٥ ـ آل عمران ٣ : ٧٩.

٦ ـ آل عمران ٣ : ١٨.

٧ ـ النحل ١٦ : ٤٣ ، الأنبياء ٢١ : ٧.

٨٦

ربي) (١).

وقال : (ففهمناها سليمان) (٢).

وقال تعالى : (وعلّم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقالانبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) (٣) فرفعه عليهم بفضيلة العلم ، وأسجدهم له.

وقال سبحانه : (قال الذي عنده علم من الكتاب) (٤).

وقال تعالى : (كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (٥) في كل ذلك يستشهد أهل العلم ، لايشير إلا اليهم ، ولايعتد إلا بهم ، وكفى بذلك فضيلة وفضلاً بالعلم وأهله.

ولقد أحسن الخليل بن أحمد رحمه‌الله في قوله لولده : يا بني ، تعلّم العلم ، فإنه يقوّمك ويسددك صغيراً ويقدمك ويسودك كبيراً.

وقال الصادق عليه‌السلام لأصحابه : « احسنوا النظر فيما لايسعكم جهله ، وانصحوا لأنفسكم فيما لأيسعكم جهله ، ومعرفة مالا عذر لكم في تركه ، فإن للدين أركاناً لاينفع من جهلها شدة اجتهاده في ظاهر عبادته ، ولايضر من عرفها فدان بها حسن اقتصاده ».

وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : « العاقل يعمل بالدرايات ، والجاهل يعمل بالروايات ».

وقال عليه‌السلام : « كونوا درّائين ، ولا تكونوا روّائين ».

وقال عليه‌السلام : « همة العاقل الدراية ، وهمة الجاهل الرواية ».

ولقد صدق ـ صلى اللّه عليه ـ فإن الدراية هي العلم القطعي الذي تبرأ به الذمة على اليقين به ، وصاحب الرواية على خطر ، لإقدامه على أمر لم يعرف صحة الدليل على العمل به أو الترك له ، ومن هاهنا امتنع كثيرمن أصحابنا رحمهم‌الله عن العمل بالخبر الواحد ، المتجرّد من قرينة تعضده.

__________________

١ ـ يوسف ١٢ : ٣٧.

٢ ـ الأنبياء ٢١ : ٧٩.

٣ ـ البقرة ٢ : ٣١.

٤ ـ النمل ٢٧ : ٤٠.

٥ ـ الرعد ١٣ : ٤٣.

٨٧

وقد أشارمولانا الصادق عليه‌السلام إلى العمل على اليقين ، والحث على العلم ، المقطوع به في المعارف الدينية ، عقيب ذكره المعارف العقلية ، بقوله عليه‌السلام : « وجدت علم الناس في أربع : أحدها : أن تعرف ربك ، والثاني : ان تعرفما أراد منك ، والثالث : أن تعرف ما صنع بك ، والرابع : أن تعرف ما يخرجك من دينك » (١).

وقيل لبعض الحكماء (٢) : العلم أفضل أو المال؟ فقال : العلم ، فقيل له : فما بالنا نرى العلماء على أبواب الأغنياء ، ولا نكاد نرى الأغنياء على أبواب العلماء؟فقال : ذلك لمعرفة العلماء بمنفعة المال ، وجهل الأغنياء بفضل العالم (٣).

ولقد أحسن الشاعرفي قوله :

العلم زين وتشريف لصاحبهِ

فاطلب ـ هديتَ ـ فنون العلم والادبا

لاخير فيمن له أصلٌ بلا أدب

حتى يكونَ على من زانه حدبا

كم من نجيب (٤) أخي غيٍّ وطمطمةٍ (٥)

فدمٍ (٦) لدى القوم معروفٍ إذا انتسبا

وخاملٍ مقرفِ الآباءِ ذي أدبٍ

نال المعالي به والمالَ والنشبا

المقرف : الذي تكون اُمه كريمة وأبوه غيركريم.

ياطالب العلم نعم الشيء تطلبه

لا تعدلنَّ به ورقا ولاذهبا

فالعلم كنز وذخرلانفاد له

نعم القرين إذاما عاقلاً صحبا (٧)

وروي عن لقمان أنه قال :

العلم زينٌ والسكوت سلامة

فإذا نطقَت فلا تكن مكثارا

ما إن ندمت على سكوت مرةً

ولقد ندمتُ على الكلامِ مرارا

وقال آخر :

تَعَلَّمْ فليس المرءُ خلق عالماً

وليس أخو علم كمن هو جاهلُ

__________________

١ ـ كنزالفوائد : ٩٩.

٢ ـ في الكنز : لبزرجمهر.

٣ ـ كنزالفوائد : ٣٤٠.

٤ ـ في الكنز : حسيب.

٥ ـ الطمطمة : عجمة الانسان فلا يفصح (الصحاح ـ طمم ـ ٥ : ١٩٧٦).

٦ ـ الفدم : العييّ الثقيل (الصحاح ـ فدم ـ ٥ : ٢٠٠١).

٧ ـ كنز الفوائد : ٢٤٠ ـ ٢٤١.

٨٨

وان عزيز َالقوم لاعلمَ عندَهُ

ذليلٌ إذا انضمت عليه المحافل

وقال آخر :

لاتيأسَنَّ اذا ما كنتَ ذا أدب

على خمولك أَن ترقى إلى الفلك

بينا ترى الذهبَ الابريز مُطَّرحَاً

في الترب إذ صار إكليلاً على الملك

نعود إلى ذكر النثر من القول ، في مدح العَلم وأهله ، وذم من لم يتعلم لله تعالى ، ولم يقم فيه بما يجب عليه.

روى الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه ـ رحمه اللّه تعالى ـ في كتاب الخصال في باب الثلاثة قال :

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « طلبة العلم على ثلاثة أصناف ، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم :

فصنف منهم يتعلمون للمراء والجهل ، وصنف منهم يتعلمون للإستطالة والختل ، وصنف منهم يتعلمون للفقه والعقل ، فصاحب المراء والجهل ، تراه مؤذياً ممارياً للرجال في أندية المقال ، قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع ، فدق الله من هذا حيزومه ، وقطع منه خيشومه.

وصاحب الإستطالة والختل ، [ فإنه ] (١) يستطيل به على أمثاله من أشكاله ، ويتواضع للأغنياء من دونهم ، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى اللّه من هذا بصره ، وقطع من اثار العلماء أثره.

وأما صاحب الفقه والعقل ، فإنك تراه ذا كآبة وحزن ، قد قام الليل في حندسه ، وانحنى في برنسه ، يعمل ويخشى ، خائفاً وجلاً من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه ، فشدّ اللّه من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه » (٢).

ومن كتاب الكراجكي : عن سليم بن قيس الهلالي ، عن علي ، عن النبي ـ صلى الله عليهما وآلهما ـ قال : « العلماء رجلان : رجل عالم أخذ بعلمه فهو ناج ، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك ، وان أشد أهل النار ندامة وحسرة ، رجل دعا عبداً الى اللّه ـ سبحانه ـ فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع اللّه فأدخله اللّه الجنة ، وأدخل الداعي النار ، بتركه علمه ، واتباع الهوى ، وطول الأمل ، فإن اتباع الهوى يصد عن

__________________

١ ـ أثبتناه من المصدر.

٢ ـ الخصال : ١٩٤ / ٢٦٩.

٨٩

الحق ، وطول الأمل يُنسي الآخرة » (١).

وقال عليه‌السلام : « منهومان لايشبعان : طالب دنيا ، وطالب علم ، فمن اقتصرمن الدنيا على ما أحل الله له سلم ، ومن تناولها من غيرحلها هلك ، إلا أن يتوب ويراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه نجا ، ومن أراد به الدنيا فهي حظه » (٢).

وقال عليه‌السلام : (الفقهاء اُمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول اللّه ما دخولهم فيها؟ قال : اتباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك ، فاحذروهم على دينكم » (٣).

وعن أبي جعفرمحمد بن علي عليه‌السلام قال : « من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف وجوه الناس إليه ، فليتبوأ مقعده من النار ، وان الرئاسة لاتصلح إلا لأهلها » (٤).

وعن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : « إن أحبكم إلى اللّه تعالى أحسنكم عملآَ ، وإن اعظمكم عند اللّه عملاً أعظمكم فيما عنداللّه رغبة ، وإن أنجاكم من عذاب اللّه أشدكم خشية ، وإن أقربكم من اللّه جل ذكره أوسعكم خلقاً ، وإن أرضاكم عندالله أشبعكم لعياله ، وإن أكرمكم عند اللّه أتقاكم » (٥).

وعن أبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام قال : « ثلاث من كن فيه فلا يُرجى خيره ، من لم يستح من (٦) العيب ، ولم يخش اللّه في الغيب ، ولم يرعو عند الشيب » (٧).

وروى الشيخ ورام رحمه‌الله في مجموعه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يكون في اخر الزمان علماء ، يُرغبون الناس في الاخرة ولا يَرغبون ، ويُزَهِّدُون

__________________

١ ـ الخصال : ٥١ / ٦٣ ، وفيه : عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عنأمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ الكافي ١ : ٣٦ / ١.

٣ ـ الكافي ١ : ٣٧ / ٥.

٤ ـ الكافي ١ : ٣٧ / ٦.

٥ ـ الكافي ٨ : ٦٨ / ٢٤.

٦ ـ في الأصل : في ، وما أثبتناه من الكافي.

٧ ـ الكافي ٨ : ٢١٩ / ٢٧١.

٩٠

الناسَ في الدنيا ولا يَزهدون ، وينهون الناس عن الدخول إلى الولاة ولا ينتهون ، يقربون الأغنياء ، ويباعدون الفقراء ، اُولئك الجبارون أعداء اللّه » (١).

وحيث قد ذكرنا فضل العالم والعلم ، وحال من لم يعمل بعلمه ، فينبغي أن نذكرحال المتعلم ، وما يجب أن يكون عليه من الصفات التي وصفها الائمة الصادقون عليهم الصلاة والسلام.

من كتاب الخصال لابن بابويه ـ رحمه اللّه تعالى ـ في باب ست (٢) عشرة خصلة ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : « إن من حق العالم : أن لاتكثر السؤال عليه ، ولا تسبقه بالجواب ، ولا تلح عليه إذا أعرض ، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل ، ولا تشير إليه بيدك ، ولا تغمزه بعينك ، ولا تساره في مجلسه ، ولا تطلب عوراته ، وألاّ تقول : قال فلان خلاف قولك ، ولا تفشي له سراً ، ولا تغتاب عنده أحداً ، وأن تحفظه شاهداً وغائباً ، وأن تعم القوم بالسلام وتخصه بالتحية ، وتجلس بين يديه ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى حاجته (٣) ، ولا تمل من طول صحبته ، فإنما هو مثل النخلة ، فانتظر متى تسقط عليك منها منفعة. والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل اللّه ، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لاتسد إلى يوم القيامة ، وإن طالب العلم يشيعه (٤) سبعون ألف ملكاً من مقربي السماءْ » (٥).

وقال علي عليه‌السلام لابن عباس (٦) : « إن حق معلمك عليك التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع والإقبال عليه ، وأن لا ترفع صوتك عليه ، ولاتجيب أحداً يسأله حتى يكون هوالمجيب له ، ولا تحدث في مجلسه أحداً ، ولا تغتاب عنده أحداً ، وأن تدفع عنه اذا ذكر بسوء ، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدواً ، ولا تعادي له ولياً ، فإذا فعلت ذلك ، شهدت لك ملائكة اللّه بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه لاللناس ».

__________________

١ ـ تنبيه الخواطر ١ : ٣٠١.

٢ ـ في الأصل : سبعة وما أثبتناه من المصدر.

٣ ـ في المصدر : خدمته.

٤ ـ في المصدر : ليشيعه.

٥ ـ الخصال : ٥٠٤ / ١.

٦ ـ في الأصل : « وقال علي بن العباس عليه‌السلام » ، ولعل الصواب ما أثبتناه.

٩١

وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام في نهج البلاغة : « العالم العامل بغيرعلمه ، كالجاهل الحائر الذي لايستفيق من جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند اللّه ألوم » (١).

وقال عليه‌السلام : « من نصب نفسه للناس إماما ، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، فإن معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم » (٢).

وروى جابر الأنصاري قال : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لساعة من عالم يتكىء على فراشه ينظرفي علمه ، خيرمن عبادة العابد سبعين عاما ».

وروى أنس بن مالك في فضل قراءة (شهداللّه أنه لا إله إلاهو) (٣) بما تضمنت من فضيلة العلم والعلماء.

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « تعلموا العلم ، فإن تعليمه لله حسنة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لايعلمه صدقة ، وتذكره لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبيل الجنة ، والأنيس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والقربة عند الغرباء ، فيرفع اللّه به أقواماً ، فيجعلهم يقتدى بهم ، ويقتص بآثارهم ، وينتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتهم تستغفرلهم ، كل رطب ويابس يستغفرلهم ، حتى حيتان البحار وهو امّها ، وسباع الأرض وأنعامها ، والسماء ونجومها.

ألا وان العلم حياة القلوب ، ونور الأبصار ، وقوة الأبدان ، يبالغ بالعبد منازل الأحرار ، ومجالس الملوك ، والذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، وبه يعرف الحلال والحرام ، وبه توصل الأرحام ، وهو امام العمل ، يلهمه اللّه السعداء ، ويحرمه الأشقياء).

وهذا الحديث ـ أيضاً ـ فيه زيادة عن الحديث الذي يروى عن مولانا أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، ولهذا كررناه.

__________________

١ ـ نهج البلاغة ١ : ٢١٥ / ذيل خطبة ١٠٦.

٢ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٦ / ٧٣.

٣ ـ آل عمران ٣ : ١٨.

٩٢

وأوصى لقمان ابنه فقال : يا بني ، تعلم العلم والحكمة تشرف ، فإن الحكمة تدل على الدين ، وتشرف العبد على الحر ، وترفع المسكين على الغني ، وتقدم الصغيرعلى الكبير ، وتجلس المسكين مجالس الملوك ، وتزيد الشريف شرفاً ، والسيد سؤدداً ، والغني مجداً ، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ له أمر دينه ومعيشته بغيرحكمة ، ولن يهيىء اللّه عزوجل أمر الدنيا والاخرة إلا بالحكمة ، ومثل الحكمة بغير طاعة ، مثل الجسد بغيرنفس ، أومثل الصعيد بغير ماء ، ولا صلاح للجسد بغير نفس ، ولا للحكمة بغير طاعة.

واعلم يا بني ، أن الدنيا بحرعميق ، وقد هلك فيه خلق كثير ، فاجعل سفينتك فيه الإيمان باللّه ، وزادك التقوى ، وشراعك التوكل على اللّه ، وسكانك الإخلاص له ، واعلم أنك إن نجوت فبرحمة اللّه ، وإن هلكت بنفسك.

واعلم يابني ، ان من حين نزلت من بطن أمك استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة ، فأصبحت بين دارين : دار تقرب منها ، ودار تباعد عنها ، فلا تجعلن همك إلاّعمارة دارك التي تقرب منها ويطول مقامك بها ، فلها خلقت ، وبالسعي لها اُمرت ، ثم أطع اللّه بقدرحاجتك إليه ، واعصه بقدر صبرك على عذابه ، وإذا أردت أن تعصيه فاطلب موضعاً لايراك فيه ، وعليك بقبول الموعظة والعمل بها ، فإنها عند المؤمن أحلى من العسل الشهد ، وعلى المنافق أثقل من صعود الدرجة على الشيخ الكبير.

واعلم يا بني ، أن الموت على المؤمن كنومة نامها ، وبعثه كانتباهه منها فاقبل وصيتي هذه ، واجعلها نصب عينيك ، واللّه خليفتي عليك ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وإياك والكسل والضجر ، فإنك إذا كسلت لم تؤد فرضاَ ولا حقاً ، وإذاضجرت لم تصبر على حق.

وروى صفوان في كتاب النوادر (١) يرفعه إلى أبي حمزة الثمالي ، عن علي ابن الحسين عليه‌السلام ، قال : « من صفة المسلم أن يخلط عمله بالعلم ، ويخلص ليعلم ، وينصب ليسلم ، وينطق ليفهم ، لايخون أمانته الأصدقاء ، ولايكتم شهادته

__________________

١ ـ قال الشيخ الطهراني في الذريعة ٢٤ : ٣٣٣ / ١٧٤٧ : النوادر : لصفوان بن يحيى بياع السابري ، بجليّ الولاء ، من أصحاب الكاظم ووكيل الرضا والجواد عليهم‌السلام ، ومؤلف ٣٠ كتاباً ، المتوفى ٢١٠ هـ ، وهو من أصحاب الاجماع ، ذكره الكشي والنجاشي والطوسي.

٩٣

للأعداء ، ولا يفعل شيئاً من الخير رياء ولايتركه حياء ، ان زكّي خاف مما يقولون ، ويستغفراللّه مما لايعلمون ، لا يغره قول من جهله ، ويخشى إحصاء ما قد عمله ».

ومن الكتاب أيضاً قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام : « الحمد لله الذي جعل العلم لنا مصباحا في ظلم الدجى ، والحلم لنا وقاراً عند الجهالة ، والقصد لنا هادياً عند حيرة الاُمور ، والصبر لنا جنة عند نازلة الأمور ».

ومن كتاب الخصال في ذم فاسق العلماء : عن البرقي أحمد بن أبي عبد اللّه ، يرفعه إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، قال : « قطع ظهري رجلان من الدنيا : رجل عليم اللسان فاسق ، ورجل جاهل القلب ناسك ، هذا يصد بلسانه (١) عن فسقه ، وهذا بنسكه عن جهالته ، فاتقوا الفاسق من العلماء ، والجاهل من المتعبدين ، اُولئك فتنة كل مفتون ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يا علي ، هلاك اُمتي على يد كل منافق عليم اللسان » (٢).

ومن كتاب القلائد : روي عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : « أيها الناس ، اعلموا أن كمال الدين ورأس الطاعة لله ، طلب العلم والعمل به ، ألا وان طلب العلم أوجب عليكم من طلب الرزق ، لأن الرزق مقسوم مضمون لكم ، قسمه عادل بينكم وسَيفي لكم ، والعلم مخزون عند أهله وقد اُمرتم بطلبه من أهله ، فاطلبوه ».

ومن كلام لمولانا أميرالمؤمنين عليه‌السلام في الدعاء إلى معرفة حقه وبيان فضله ، وصفة العلماء ، وما ينبغي لمتعلم العلم أن يكون عليه ، في خطبة له رواها الشيخ المفيد في كتاب (الارشاد) تركنا ذكر صدرها إلى قوله عليه‌السلام :

« والحمد لله الذي هدانا من الضلالة ، وبصّرنا من العمى ، ومنَّ علينا بالاسلام ، وجعل فينا النبوة ، وجعلنا النجباء ، وجعل أفراطنا أفراط الأنبياء ، وجعلنا خير اُمة اُخرجت للناس : نأمر بالمعروف ، وننهى عن المنكر ، ونعبد اللّه لانشرك به شيئاً ، ولا نتخذ من دونه ولياً ، فنحن شهداء اللّه والرسول شهيد علينا ، نشفع فنشفّع فيمن شفعنا له ، وندعو فيستجاب دعاؤنا ، ويغفر لمن نشفع (٣) له ذنوبه ، أخلصنا لله فلم ندع من دونه ولياً.

__________________

١ ـ في الأصل : بضد لسانه ، وما أثبتناه من المصدر.

٢ ـ الخصال : ٦٩ / ١٠٣.

٣ ـ في المصدر : ندعو.

٩٤

أيّها الناس ، تعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ، واتقوا الله ، إن الله شديد العقاب.

أيّها الناس ، اني ابن عم نبيكم ، وأولاكم بالله ورسوله ، فاسألوني ثم اسألوني ، فكأنكم بالعلم قد تفقدونه (١) ، انه لا يهلك عالم إلا هلك معه بعض علمه ، وإنما العلماء في الناس كالبدر في السماء يضيء (٢) على سائر الكواكب ، خذوا من العلم ما بدا لكم ، واياكم أن تطلبوه لخصال أربع : لتباهوا به العلماء ، أو تماروا به السفهاء ، أوتراؤا به في المجالس ، أو تصرفوا [ به ] (٣) وجوه الناس إليكم للترؤس ، لايستوي عندالله في العقوبة الذين يعلمون والذين لايعلمون ، نفعنا الله وإياكم بما علمنا ، وجعله لوجهه خالصا ، إنه سميع قريب (٤) » (٥).

وقال عليه‌السلام : « حسن الأدب ينوب عن الحسب » (٦).

وقوله عليه‌السلام : « لاحياة إلاّ بالدين ، ولاموت إلا بجحود اليقين ، فاشربوا العذب الفرات ، ينبهكم من نومة السبات ، وإياكم والسمائم (٧) المهلكات ».

يشير عليه‌السلام إلى معرفة العلم اليقين ، ويحذرمن الإخلاد إلى الجاهلين.

وقال عليه‌السلام : « العاقل يعمل بالدرايات ، والجاهل يعمل بالروايات ».

وقال عليه الصلاة والسلام : « همة العاقل الدراية ، وهمة الجاهل الرواية ».

وقال الصادق عليه‌السلام : « كونوا دَرّائين ، ولا تكونوا رَوّائين ، فلخبر تدريه ، خير من ألف خبر ترويه ».

وقال كميل بن زياد : قال لي مولانا أمير المؤمنين : « يا كميل بن زياد ، تعلم العلم ، واعمل به ، وانشره في أهله ، يكتب لك أجرتعلّمه وعمله إن شاء الله تعالى ».

وقد دل الله تعالى في كتابه العزيز ـ ذكرنا فيما تقدم منها ـ ونذكر الان ما يتيسر ذكره ، فمن ذلك :

__________________

١ ـ في المصدر : نفد.

٢ ـ في المصدر زيادة : نوره.

٣ ـ أثبتناه من المصدر.

٤ ـ في المصدر : مجيب.

٥ ـ إرشاد المفيد : ١٢٢.

٦ ـ ارشاد المفيد : ١٥٧.

٧ ـ السمائم : جمع سموم وهي الريح الحارة « الصحاح ـ سمم ـ ٥ : ١٩٥٤ ».

٩٥

قوله تعالى في قصة طالوت : (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلموالجسم) (١) فجعل سبحانه سبب تفضيله العلم.

وقال سبحانه : (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمّن لايهدّي إلاّ أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) (٢) وهذا من أعظم دلائل فضل العلم والعلماء العالمين بما علموا.

وقال أميرإلمؤمنين عليه‌السلام : « من عبدالله بغيرعلم كفر من حيث لايعلم ، ألا وان الأدب حجة العقل ، والعلم حجة القلب ، والتلطّف مفتاح الرزق ».

وقال الصادق عليه‌السلام : « إن الشيطان ليطمع في عابر بغيرأدب ، أكثرمن طمعه في عالم بأدب ، فتأدبوا وإلأّ فأنتم أعراب ».

وقال الباقر عليه‌السلام : « صمت ألأديب عند الله أفضل من تسبيح الجاهل ».

وقال علي بن الحسين عليه‌السلام : « العلم دليل العمل ، والعمل وعاء الفهم ، والعقل قائد الخير ، والهوى مركب المعاصي ، والدنيا سوق الآخرة ، والنفس تاجر ، والليل والنهار رأس المال ، والمكسب الجنة ، والخسران النار ».

ومن كتاب الخصال : عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : « العلم خزائن والمفاتيح ألسؤال ، فاسألوا ـ يرحمكم الله ـ فإنه يؤجر فيه (٣) أربعة : السائل ، والمتكلم ، والمستمع ، والمحب لهم » (٤).

ومن كتاب الخصال لابن بابويه رحمه‌الله : عن جعفربن محمد ، عن أبيه ، عنابائه ، عن علي عليه‌السلام قال : « إن في جهنم رحى تطحن (٥) ، أفلا تسألوني : ماطحنها؟فقيل : وما طحنها يا أميرالمؤمنين؟ قال : العلماء الفجرة ، والقراء الفسقة ، والجبابرة الظلمة ، والوزراء الخونة ، والعرفاء الكذبة ، وإن في جهنم (٦) لمدينة يقال لها : (الحصينة) أفلا تسألوني : ما فيها؟ فقيل له : وما فيها يا أمير المؤمنين؟ فقال : فيها أيدي

__________________

١ ـ البقرة ٢ : ٢٤٧.

٢ ـ يونس ٣٥ : ١٠.

٣ ـ في المصدر : في العلم.

٤ ـ الخصال : ٢٤٤ / ‏ ١٠١.

٥ ـ في المصدر زيادة : [ خمساً ].

٦ ـ في المصدر : النار.

٩٦

الناكثين » (١).

ومن كتاب الخصال : عن أبي عبداللهّ عليه‌السلام ، قال عليه‌السلام : « إن من العلماء من يحب أن يخزن علمه ولا يؤخذ عنه ، فذاك في الدرك الأول من النار.

ومن العلماء من إذا وُعظ انف وإذا وَعظ عنف ، فذاك في الدرك الثّاني من النار.

ومن العلماء من يرى أن يضع علمه عند ذوي الثروة والشرف ولا يرى له فيالمساكين وضعاً فذاك في الدرك الثالث من النار.

ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين ، فإن ردّ عليه شيءمن قوله ، أو قصر في شيء من أمره غضب ، فذاك في الدرك الرابع من النار.

ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ، ليعزبه دينه ويكثر به حديثه ، فذاك في الدرك الخامس من النار.

ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول : سلوني ، ولعله لايصيب حرفاَ واحداً ، والله لايحب المتكلفين ، فذاك في الدرك السادس من النار.

ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة وعقلاَ ، فذاك في الدرك السابع من النار » (٢).

يقول العبد الفقير إلى رحمة الله وعفوه ، الحسن بن علي بن محمد بن الديلمي ، تغمده الله برحمته ومسامحته وغفرانه ـ جامع هذا المجموع ـ : إن من العلماء أيضاً من يعنف بالمتعلم ، ويثقل عليه ، ويحمله من التكاليف ما يشق عليه في أول امره ، وإنما ينبغي أن يأخذه استدراجاً وتلطفاً ، ويخاطبه على قدر عقله وبصيرته ، ويحمله ما يسعه وعاؤه ، فما تستوي أخلاق الناس ولا بصائرهم ، فقد يعطى زيد مالم يعط عمرو من الفهم والذكاء والوعاية ، فمتى حمل الضعيف حمل القوي ، حمله ذلك على الترك والاهمال ، لأن لكل انسان حالاً يؤخذ بها ، ويخاطب على قدرها.

فقد روي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : « إن الله ـ تبارك وتعالى ـ وضع الاسلام على سبعة أسهم : على الصبر ، والصدق ، واليقين ، والرضا ، والوفاء ، والعلم ،

__________________

١ ـ الخصال : ٢٩٦ / ٦٥.

٢ ـ الخصال : ٣٥٢ / ٣٣.

٩٧

والحلم ، ثم قسم ذلك بين الناس ، فمن (١) اجتمعت له هذه السبعة أسهم فهو كاملالايمان محتمل.

ثم قسم لبعض الناس سهماً ولبعض سهمين (٢) ولبعض السبعة اسهم ، فلا تُحَمِّلوا صاحب السهم سهمين ، ولاصاحب السهمين ثلاثة (٣) ، ولا صاحب الستة سبعة ، فيشق ذلك عليهم ويثقل وتنفرونهم ، ولكن ترفقوا بهم ، وسهلوا لهم المدخل.

وسأضرب لكم مثلاً تعتبروا به ، انه كان رجل مسلماً وكان له جار كافر ، وكان الكافر يرفق بالمسلم ويحسن إليه ، فأحب له المسلم إلايمان ، ولم يزل يزينه له ويرغبه فيه حتى أسلم ، فأخذه المؤمن وذهب به إلى المسجد فصلى ، معه الفجر ، فقال له : لوقعدنا نذكر الله حتى تطلع الشمس؟ فقعد معه ، فقال : لو تعلمت القرآن إلى أن تزول الشمس ، وصمت اليوم كان أفضل؟ فقعد معه وصام ، حتى صلى الظهروالعصر ، فقال : لوصبرت حتى نصلي المغرب والعشاء الاخرة؟ ثم نهضا وقد بلغ مجهوده ، وكاد يتلف مما ضيق وثقل عليه.

فلما كان من الغد جاءه فدَقّ عليه الباب ، ثم قال له : اخرج حتى نمضي [ إلى ] (٤) المسجد ، فأجابه : أن انصرف ، فإن هذا دين شديد لا أطيقه.

فلا تخرقوا (٥) بهم ، أماعلمتم أن امارة بني امية كانت بالسيف والعنف (٦) والجور ، وأن إمامتنا بالرفق والتألف والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والإجتهاد ، فرغّبوا الناس في دينكم وما أنتم فيه ».

هذا اخركلامه عليه‌السلام ، ذكره عنه ـ مرفوعا ـ ابن بابويه في كتاب الخصال (٧).

__________________

١ ـ في الأصل : فمن ، وما أثبتناه من المصدر.

٢ ـ في المصدر زيادة : ولبعض الثلاثة الأسهم ، ولبعض الأربعة الأسهم ، ولبعض الخمسة ألأسهم ، ولبعض الستة الأسهم.

٣ ـ في المصدر زيادة أسهم ، ولا على صاحب الثلاثة أربعة أسهم ، ولا على صاحب الأربعة خمسة أسهم ، ولا على صاحب الخمسة ستة أسهم.

٤ ـ أثبتناه من المصدر.

٥ ـ الخرق : ضد الرفق « الصحاح ـ خرق ـ ٤ : ١٤٦٨ ».

٦ ـ في المصدر : العسف.

٧ ـ الخصال : ٣٥٤ / ٣٥.

٩٨

وقال عليه‌السلام للحارث الهمداني ـ في وصيته له ـ « وخادع نفسك في العبادة ، وارفق بها ولا تقهرها ، وخذ عفوها ونشاطها ، إلاّ ما كان مكتوباً عليك من الفريضة ، فإنه لابد من قضائها ، وتعاهدها عند محلها ».

وقال الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام : « إن للقلوب إقبالاً وادباراً ، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل ، واذا ادبرت فاقصروها علم ، الفرائض ».

ولقد صدق عليه‌السلام ونصح ، فإن القلوب إن لم تنشط وتقبل على العلوم والعبادات لم يبالغ منها المراد ، ولهذا ذم الله تعالى المنافقين بقوله تعالى : (ولا يأتون الصلاة إلاّ وهم كسالى ولا ينفقون إلاّ وهم كارهون) (١).

وقال تعالى في موضع اخر : (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤُن الناس ولايذكرون الله إلاّ قليلا * مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) (٢) فذم سبحانه وتعالى الكسل عند العبادة ، والتردد بين أن يفعل وأن لايفعل ، فلم يبق أن يكون المراد إلاّ أن يقبل العبد بقلبه وجوارحه وعمله الخالص على ربه سبحانه ، فيقبل حينئذ عليه ويعطيه سؤله ومراده.

فصل : وإذا كان من العلماء قراء القرآن المجيد ـ بل من خيارهم ـ فلنذكرحالهم وصفاتهم ، مضافاً إلى فضل قراءته ، والتَمسك به عند اختلاف الناس.

روى الشيخ الفقيه أبوالفتح الكراجكي رحمه‌الله في كتابه (كنزالفوائد) مرفوعاً إلى الحارث الأعور قال : دخلت على أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ألا ترى الناس قد وقعوا إلى الاحاديث!

قال : « وقد فعلوها ».

قلت : نعم.

قال : « اما أني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : سيكون بعدي فتنة ، قلت فما المخرج منها يا رسول الله صلى الله [ عليك ] (٣)؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما كان قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، ما تركه من جبار إلاّ قصمه الله ، ومن ابتغى الهدىَ من غيره أضلّه الله تعالى ، وهوحبل الله المتين ،

__________________

١ ـ التوبة ٩ : ٥٤.

٢ ـ النساء ٤ : ١٤٢ ، ١٠٣.

٣ ـ أثبتناه ليستقيم السياق.

٩٩

وهو لذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسن ، ولا يشبع منه العلماء ، ولايخلق (١) عن [ كثرة ] (٢) الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي لم يثنه الجن حين سمعته ان قالوا ( إنا سمعنا قرآناعجباً * يهدي إلى الرشد ) (٣) منقال ، به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ».

وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : « ألا اُخبركم بالفقيه كل الفقيه؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إن الفقيه كل الفقيه ، الذي لايؤيس ، الناس من روح الله ، ولا يؤمنهم مكر الله ، ولا يقنطهم من رحمة الله ، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى ماسواه ، ألا لاخير في قراءة ليس فيها تدبر ، ألا لا خيرفي عبادة ليس فيها تفقه ، ولا في علم ليس فيه تفهم » (٤).

وروى عنه عليه الصلاة والسلام وعلى آله أنه قال في قول الله تعالى ( كونوا ربانيين بما كنتم تعلّمون الكتاب ) (٥) قال : « حقاً على من يقرأ القرآن أن يكون فقهياً ».

وقال : « أهل القرآن ، أهل الله وخاصته ».

وقال عليه‌السلام : « تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وافشوه ، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من المخاض (٦) من عقله ».

وقال : « من سره أن يتمتع ببصره في الدنيا ، فليكثرمن النظر في المصحف ».

وقال : « مثل المؤمن الذي يقرأ القران كمثل الاترجة ، التي ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لايقرأ القرآن كمثل التمرة ، طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل الفاجرـالذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل الفاجرالذي لايقرأ القران كمثل الحنظلة ، طعمها مر ولا ريح لها ».

وروي عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : « انصتوا إلى ذكرالله ، فإنه

__________________

١ ـ خلق الثوب : بلي وتقادم عهده « مجمع البحرين ـ خلق ـ ٥ : ١٥٨ » ».

٢ ـ اثبتناه ليستقيم السياق.

٣ ـ الجن ٧٢ : ١ ، ٢.

٤ ـ لم نجده في كنزالفوائد.

٥ ـ آل عمران ٣ : ٧٩.

٦ ـ المخاض : الحوامل من النوق (الصحاح ـ مخض ـ ٣ : ١١٠٥).

١٠٠