أعلام الدين في صفات المؤمنين

الشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي

أعلام الدين في صفات المؤمنين

المؤلف:

الشيخ الحسن بن أبي الحسن الديلمي


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٢
ISBN: 4-5503-75-2
الصفحات: ٥٣٢

ومن صلّى ولم يذكر الصلاة عليّ وعلى آلي ، سلك به غير طريق الجنة ، وكذلك من ذكرت عنده ولم يصلّ عليّ (١).

ومن ادعى الإمامة وليس بإمام ، فقد افترى على الله وعلى رسوله (٢).

وقال عليه‌السلام : « ثلاث خصال لا يموت صاحبهنّ حتى يرى وبالهنّ : البغي ، والكذب (٣) ، وقطيعة الرحم » (٤).

قال الله تعالى : لا تنال رحمتي لمن تعرض للأيمان الكاذبة ، ولا اُدني مني زانياً (٥) ولا قاطع رحم.

والجنة محرّمة على سافك الدم الحرام ، ومدمن خمر ، ومنّان ، ومغتاب (٦).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من تَعصّب أوتُعصّب له ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه (٧).

وحشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية (٨).

وإنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان (٩) وإن في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له : سقر ، شكا إلى الله شدة حرّه ، وسأله أن يأذن له أن يتنفّس ، فتنفس فأحرق جهنم (١٠) ومن أذنب ذنباً وهو ضاحك ، دخل النار وهو باك » (١١).

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٢٤٦ / ١ ، عقاب من صلّى ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اذا صلّى أحدكم ولم يصلّ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في صلاته يسلك بصلاته غير سبيل الجنة « وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ فدخل النار فأبعده الله » ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار٨٥ : ٢٨٨ / ١٧ ، عن أعلام الدين.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٥٥ / ٣ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٣ ـ في عقاب الأعمال : واليمين الكاذبة يبارز الله بها.

٤ ـ عقاب الأعمال : ٢٦١ / ١ ، وفيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : في كتاب علي عليه‌السلام.

٥ ـ عقاب الأعمال : ٢٦١ / ٢ ، وفيه : عن ميثم رفعه قال :

٦ ـ نحوه في عقاب الأعمال : ٢٦٢ / ١ ، عقاب سفك الدماء.

٧ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٣ / ١ ، عقاب من تعصب.

٨ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٣ / ٤.

٩ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٤ / ٥ ، باختلاف يسير ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١٠ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٥ / ٧ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١١ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٦ / ١ ، عقاب من أذنب ...

٤٠١

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الرجل لتدخله امرأته النار ، فقيل : وكيف تدخله امرأته النار؟ قال : تطلب أن تذهب إلى الحمامات ، والعرسات ، والنائحات ، والثياب الرقاق فيجيبها » (١).

وقال عليه‌السلام : « شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار (٢).

وما من رجل شهد شهادة زور على مال رجل مسلم ليقطعه ، الاّ كتب الله له مكانه صكاً (٣) بالنار (٤).

ومن شهد شهادة حق ليحيى بها حق أمريء مسلم ، جاء يوم القيامة ولوجهه نور مدّ البصر » (٥).

وقال : « شاهد الزور لا تقبل توبته حتى يرد ما شهد به من ماله ، وان شهد معه آخر كان عليه النصف (٦).

ومن حلف على يمين ، وهو يعلم أنه كاذب ، فقد بارز الله تعالى بالمحاربة (٧).

وإن اليمين الكاذبة تذر الديار بلاقع من أهلها (٨).

وتورث الفقر في العقب (٩).

وإنه لا يعرف عظمة الله من يحلف به كاذباً (١٠).

وإن الله تعالى لا يزال ناظراً إلى عبده إذا صلى ، ما دام مقبلاً على صلاته ، فاذا أعرض أعرض الله عنه » (١١).

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « من قرأ خلف إمام يأتم به ، وبعث على غير

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٧ / ١ ، عقاب من أطاع ، باختلاف في ألفاظه ، وفيه : عن علي عليه‌السلام.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٨ / ١ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٣ ـ الصك : الكتاب « القاموس المحيط ـ صك ـ ٣ : ٣١٠ ».

٤ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٨ / ٢ ، وفيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٥ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٨ / ٣.

٦ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٩ / ٥ ، باختلاف في ألفاظه ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٧ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٩ / ١ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٨ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٩ / ٢ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٩ ـ عقاب الأعمال : ٢٧٠ / ٥ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١٠ ـ عقاب الأعمال : ٢٧٢ / قطعة من ح١١ ، وفيه عن سلمان.

١١ ـ نحوه في عقاب الأعمال : ٢٧٣ / ١ ، عقاب من التفت ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٤٠٢

الفطرة (١).

ومن صلّى بقوم فطوّل بعث من أئمة الجور.

ومن نام عن عشا الآخرة إلى نصف الليل ، فلا أنام الله عينه (٢).

ومن أفطر يوماً من شهر رمضان ، خرج الإيمان من قلبه (٣).

ومن نسي سورة من القران ، مثلت له يوم القيامة في صورة حسنة ودرجة رفيعة ، فإذا راها قال : من أنت ، ما أحسنك ، ليتك لي؟! فتقول : أما تعرفني! أنا سورة كذا وكذا ، لو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان » (٤).

وقال عليه‌السلام وعلى آله : « قال الله تعالى : ليأذن بحربي من أذلّ عبدي المؤمن ، وليأمن غضبي من أكرمه (٥).

وما من أحد خذله ، إلا خذله الله في الدنيا والآخرة » (٦).

وقال عليه‌السلام : « إن الله عز وجل خلق المؤمن من نور عظمته وجلال كبريائه ، فمن طعن عليه أوردّ قوله فقد رد على الله في عرشه ، وليس هو من الله في شيء ، إنما هو شرك شيطان (٧).

وأيما مؤمن كان بينه وبين مؤمن حجاب ، ضرب الله بينه وبين الجنة سبعين ألف سور ، مسيرة ألف عام ما بين السور إلى السور » (٨).

وقال عليه‌السلام : « ربح المؤمن على المؤمن ربا (٩).

ومن كان الرهن عنده أوثق من أخيه المسلم فأنا منه بريء » (١٠).

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٢٧٤ / ١ ، عقاب من قرأ ...

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٧٦ / ١ ، عقاب من نام ... ، وفيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال ملك موكل يقول :

٣ ـ عقاب الأعمال : ٢٨١ / ١ ، عقاب من أفطر ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، باختلاف يسير.

٤ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٣ / ١ ، عقاب من نسي ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٥ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٤ / ١ ، عقاب من أذل مؤمناً ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٦ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٤ / ١ ، عقاب من خذل مؤمناً ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٧ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٤ / ١ ، عقاب من طعن ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٨ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٥ / ١ ، عقاب من حجب المؤمن ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٩ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٥ / ١ ، عقاب من ربح على المؤمن ، فيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١٠ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٥ / ١ ، عقاب من كان الرهن ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٤٠٣

وقال عليه‌السلام : « من كان له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إياها ، قال الله عز وجل : ملائكتي ، عبدي بخل على عبدي بسكنى الدنيا ، لا وعزتي لا يسكن جناتي أبداً » (١).

وقال عليه‌السلام : « أيما مؤمن منع مؤمناً شيئاً مما يحتاج إليه ـ وهو يقدر عليه ، أو من عند غيره ـ أقامه الله يوم القيامة مسوداً وجهه ، مزرقة عيناه ، مغلولة يداه إلى عنقه ، فيقال : هذا الخائن الذي خان الله ورسوله ، ثم يؤمر به إلى النار (٢).

ومن حبس حق المؤمن ، أقامه الله يوم القيامة خمس مائة عام على رجليه ، حتى يسيل من عرقه أودية ، وينادي مناد من عند الله : هذا الظالم الذي حبس حق المؤمن (٣) ، ويؤمر به إلى النار (٤).

ومن روى عن مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ، ليسقط من أعين الناس ، أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان » (٥).

وقال عليه‌السلام : « من عمل عملاً لله ، فأدخل فيه رضى أحد من الناس ، كان مشركاً » (٦).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا ظهر العلم ، واختزن (٧) العمل ، وائتلفت الألسن ، واختلفت القلوب ، وتقطعت الأرحام ، هنالك لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم » (٨).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أربع لا تدخل بيتاً واحدة منهنّ إلاّ خرب ولم يعمر بالبركة : الخيانة ، والسرقة ، وشرب الخمر ، والربا (١٠).

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٧ / ١ ، عقاب من منع مؤمناً ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٦ / ١ ، عقاب من منع مؤمناً شيئاً ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٣ ـ في المصدر زيادة : قال : فيوبخ أربعين يوماً.

٤ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٦ / ١ ، عقاب من حبس حق المؤمن ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٥ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٧ / ١ ، عقاب من روى على مؤمن ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٦ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٩ / ١ ، عقاب من عمل ... ، وفيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام ، باختلاف يسير.

٧ ـ في المصدر : واحترز.

٨ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٩ / ١ ، عقاب قطيعة الرحم واختلاف القلوب.

٩ ـ في المصدر : الزنا.

١٠ ـ عقاب الأعمال : ٢٨٩ / ١ ، عقاب الخيانة والسرقة ...

٤٠٤

ومن اكتحل بميل من مسكر ، كحله الله بميل من نار (١).

ومن خضع لصاحب سلطان ، أو لمن يخالفه في دينه ـ طلباً لما في يديه ـ أخمله الله ومقته ووكله إليه ، وإن صار إليه منه شيء نزع الله البركة منه ، ولم يؤجره على شيء ينفقه منه في حج ولا عمرة ولا عتق » (٢).

عن محمد بن فضيل قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه‌السلام : الرجل من إخواني يبلغني عنه الشيء الذي أكرهه له ، فأسأله عنه فينكره ، وقد أخبرني عنه قوم ثقات ، فقال لي : « يا محمد ، كذّب سمعك وبصرك عن أخيك ، فإن شهد عندك خمسون قسّامة ، وقال لك قولاً ، فصدّقه وكذّبهم ، ولا تذيعنّ (٣) عليه شيئاً يشينه تهدم به مروته ، فتكون من الذين قال الله فيهم : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) (٤) » (٥).

إسماعيل بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : المؤمن رحمة؟ فقال : « نعم ، وأيما مؤمن أتاه أخوه في حاجة ، فإنما ذلك رحمة ساقها الله إليه وسببها له ، فإنقضاها كان قد قبل رحمة الله بقبولها ، وإن ردّها ـ وهو يقدر على قضائها ـ فإنما ردّ عن نفسه الرحمة التي ساقها الله إليه وسببها له ، وردت الرحمة للمردود عن حاجته (٦).

ومن مشى في حاجة أخيه ولم يناصحه بكل جهده ، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين (٧).

وأيّما رجل من شيعتنا ، أتاه رجل من إخوانه ، واستعان به في حاجته ، فلم يعنه وهو يقدر ، ابتلاه الله تعالى بقضاء حوائج أعدائنا ليعذبه بها (٨).

ومن حقر مؤمناً فقيراً واستخف به ، واحتقره لقلة ذات يده وفقره ، شهره الله

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٢٩٠ / ٥ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٩٤ / ١ ، عقاب من خضع ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، باختلاَف يسير.

٣ ـ في الأصل : ولا تسمعن ، وما أثبتناه من المصدر.

٤ ـ النور ٢٤ : ١٩.

٥ ـ عقاب الأعمال : ٢٩٥ / ١ ، عقاب الذين يريدون ...

٦ ـ عقاب الأعمال : ٢٩٦ / ١ ، عقاب من أتاه أخوه ... ، باختلاف في ألفاظه.

٧ ـ عقاب الأعمال : ٢٩٧ / ١ ، ٢ ، عقاب من مشى ...

٨ ـ عقاب الأعمال : ٢٩٧ / ١ ، عقاب من استعان ... ، باختلاف يسير.

٤٠٥

يوم القيامة على رؤوس الخلائق وحقره ، ولا يزال ماقتاً له (١).

ومن اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه ، نصره الله في الدنيا والآخرة ، ومن لم ينصره ويدفع عنه ـ وهو يقدر ـ خذله الله وحقره في الدنيا والآخرة » (٢).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تزال أمتي بخير ما تحاببوا (٣) ، وأدوا الأمانة ، وآتوا الزكاة ، فإذا لم يفعلوا ، ابتلوا بالقحط والسنين (٤) (٥).

وسيأتي على أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا (٦) ، يكون عملهم رياء ، لا يخالطهم خوف ، يعمّهم الله ببلاء ، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم » (٧).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « سيأتي على اُمتي زمان ، لا يبقى من القران إلاّ رسمه ، ولا من الإسلام إلا إسمه ، يسمّون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة من البناء وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود (٨).

وان الله تعالى بعث نبياً إلى قومه ، فأوحى إليه : قل لهم : ليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على طاعتي فأصابهم شرٌ ، فانتقلوا عمّا اُحب إلى ما أكره ، إلاّ تحوّلت لهم عمّا (٩) يحبون إلى ما يكرهون » (١٠).

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إن في جهنم رحا تطحن ، أفلا تسألوني : ما طحنها!؟ فقيل له : وما طحنها ، يا أمير المؤمنين؟ فقال : العلماء الفجرة ، والقرّاء الفسقة ،

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٢٩٩ / ١ ، عقاب من حقّر ... ، باختلاف في ألفاظه.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٩٩ / ١ ، عقاب من اغتيب ... ، فيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام ، باختلاف يسير.

٣ ـ في المصدر : ما لم يتخاونوا.

٤ ـ السنين : جمع السنة ، يقال : أخذتهم السنة إذا أجدبوا واُقحطوا « النهاية ـ سنه ـ ٢ : ٤١٣ ».

٥ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٠ / ١ ، عقاب التباغض والتخاون.

٦ ـ في المصدر زيادة : لا يريدون به ما عند الله عز وجلَ.

٧ ـ عقاب الأعمال : ٣٠١ / ٣.

٨ ـ عقاب الأعمال : ٣٠١ / ٤.

٩ ـ في الأصل : مما ، وما أثبتناه من المصدر.

١٠ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٢ / ٦. وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٤٠٦

والجبابرة الظلمة ، والوزراء الخونة ، والعرفاء الكذبة » (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الله تعالى أنزل على نبي من أنبيائه : إنه سيكون خلق من خلقي ، يخلطون الدنيا بالدين ، يلبسون للناس مسوك (٢) الضأن على قلوب كقلوب الذئاب ، أشد مرارة من الصبر ، وألسنتهم أحلى من العسل ، وأعمالهم الباطنة أنتن من الجيف ، أبي يغترّون! أم إيّاي يخادعون! أم عليّ يجترون! فبعزتي حلفت ، لأبعثن عليهم فتنة تطأ في خطامها حتى تبلغ أطراف الأرض ، تترك الحليم (٣) فيها حيران ، وألبسهم شيعاً واُذيق بعضهم بأس بعض ، أنتقم من أعدائي بأعدائي » (٤).

وبهذا جاء قوله تعالى : ( وكذلك نولّي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون ) (٥).

وقال عليه‌السلام : « إذا تُرك (٦) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فليأذنوا بوقاع (٧) من الله » (٨).

وقال عليه‌السلام : « إذا غضب الله على أمة (٩) ولم ينزل بهم العذاب ، غلت أسعارها ، وقصرت أعمارها ، ولم يربح تجّارها ، ولم تزك ثمارها ، ولم تغزر أنهارها ، وحبس عنها أمطارها ، وسلّط عليها شرارها » (١٠).

وقال عليه‌السلام : « من روّع مؤمناً بسلطان ، ليصيبه منه مكروه فلم يصبه ، فهو في النار ، (فإن أصابه) (١١) فهو مع فرعون وآل فرعون في النار (١٢).

وإذا كان يوم القيامة ، نادى مناد : أين المؤذون لأوليائي؟ فيقوم قوم ليس على

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٢ / ١.

٢ ـ المسوك : جمع المسك ، بسكون السين ، وهو الجلد « النهاية ـ مسك ـ ٤ : ٣٣١ ».

٣ ـ في المصدر : الحكيم.

٤ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٤ / ٢ ، وفيه : عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام.

٥ ـ الأنعام ٦ : ١٢٩.

٦ ـ في المصدر : تركت اُمتي.

٧ ـ الوقاع : الحرب والقتال. « لسان العرب ـ وقع ـ ٨ : ٤٠٥ ».

٨ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٤ / ١ ، عقاب من ترك الأمر بالمعروف ...

٩ ـ في المصدر : بلدة.

١٠ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٥ / ١ ، باب.

١١ ـ في المصدر : ومن روع مؤمناً بسلطان ليصيبه منه مكروهاً فأصابه.

١٢ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٥ / ١ ، عقاب من روع مؤمناً ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٤٠٧

وجوههم لحم ، فيقول : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ، ونصبوا لهم العداوة ، وعاندوهم وعنّفوهم في دينهم ، ثم يؤمر بهم إلى جهنم.

ثم قال عليه‌السلام : كانوا والله يقولون بقولهم ، ولكنّهم حبسوا حقوقهم وأذاعوا سرهم » (١).

وقال عليه‌السلام : « من ولي شيئاً من أمور المسلمين فضيّعهم ، ضيعه الله عز وجل » (٢).

وعن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « من ولي عشرهّ فلم يعدل فيهم ، جاء يوم القيامة ويداه ورجلاه ورأسه في ثقب فأس (٣).

وإذا كان يوم القيامة ، نادى مناد : أين الظلمة ، ( وأعوان الظلمة ، وأتباع الظلمة ) (٤)؟ حتى من لاق (٥) لهم دواة ، أو ربط لهم كيساً ، أو مدّلهم مدة قلم ، فاحشروهم معهم » (٦).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما اقترب عبد من سلطان ، إلاّ تباعد من الله ، ولاكثر ماله ، إلاّ وطال (٧) حسابه ، فاياكم وأبواب السلاطين وحواشيه ، فإن أقربكم من أبواب السلاطين وحواشيهم ، أبعدكم من الله عز وجل ، ومن آثر السلطان على الله ، أذهب الله عنه الورع وجعله حيراناً » (٨).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من لقى المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار (٩).

وبئس العبد عبداً يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه شاهداً ويأكله

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٦ / ١ ، عقاب من أذى المؤمنين ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٩ / ١ ، عقاب من ولي شيئاً ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٣ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٩ / ١ ، عقاب من ولي عشرة ...

٤ ـ في المصدر : وأعوانهم.

٥ ـ لاق الدواة : أصلح مدادها « القاموس المحيط ـ ليق ـ ٣ : ٢٨١ ».

٦ ـ عقاب الأعمال : ٣٠٩ / ١ ، عقاب الظلمة وأعوانهم ، وفيه : عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله (ص).

٧ ـ في المصدر : واشتدّ.

٨ ـ عقاب الأعمال : ٣١٠ / ١ ، ٢.

٩ ـ عقاب الأعمال : ٣١٩ / ١ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٤٠٨

غائبا ، إن اُعطي حسده وإن ابتلي خذله (١).

وإن الله تعالى أوحى إليّ : ليكن لسانك في السر والعلانية واحداً وكذلك قلبك ، فإنه لا يصلح لسانان في فم واحد ، ولا قلبان في صدر واحد ، وكذلك الادهان (٢) » (٣).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من شهد على [ رجل ] (٤) بكفر باء به [ أحدهما ] (٥) ، فاحذروا الطعن على المؤمن » (٦).

وقال عليه‌السلام : « يقول الله تعالى : وعزتي ، لا أجيب دعوة مظلوم في مظلمة ولأحد عنده مثل تلك المظلمة (٧).

وإن الله تعالى أوحى إلى نبيّ من الأنبياء في زمن جبارِ : أن قل له : إني لم أستعملك على سفك الدماء واتّخاذ الأموال ، وانما استعملتك لتَكفَّ عني أصوات المظلومين ، فإنّي لا أردها وإن كانوا كفاراً (٨).

وانه ما من أحد يظلم بمظلمة إلاّ أخذه الله بها في نفسه وماله (٩).

وإن الله يبغض الغني الظلوم (١٠).

ومن عذر ظالماً في ظلمه ، سُلّط عليه من يظلمه ، فإن دعا لم يستجب له (١١).

وما انتصر الله من ظالم إلاّ بظالم ، وذلك قوله تعالى : ( وكذلك نولّي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون ) (١٢) » (١٣).

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٣١٩ / ٣ ، وفيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٢ ـ الادهان : النفاق « مجمع البحرين ـ دهن ـ ٦ : ٢٥٠ ».

٣ ـ عقاب الأعمال : ٣١٩ / ٥ ، باختلاف يسير ، وفيه : قال الله عز وجل لعيسى بن مريم.

٤ ، ٥ ـ أثبتناه من عقاب الأعمال.

٦ ـ عقاب الأعمال : ٣٢٠ / ١ ، عقاب من شهد ... ، باختلاف في اللفظ ، وفيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٧ ـ عقاب الأعمال : ٣٢١ / ٣ وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٨ ـ عقاب ألأعمال : ٣٢١ / ٤ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٩ ـ عقاب الأعمال : ٣٢١ / ٦ ، وفيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام.

١٠ ـ عقاب الأعمال : ٣٢٢ / ١٢ ، وفيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١١ ـ عقاب الأعمال : ٣٢٣ / ١٤ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١٢ ـ الأنعام ٦ : ١٢٩.

١٣ ـ عقاب الأعمال : ٣٢٣ / ١٦ ، وفيه : عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٤٠٩

وقال عليه‌السلام : « من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة ، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه ايس من رحمة الله (١) وكان كمن هدم الكعبة والبيت المقدس وقتل عشرة الاف من الملائكة ، وأول ما يحكم الله تعالى في الدماء.

ومن قتل مؤمناً يقال له : مت أي موتة شئت يهودياً أومجوسياً (٢).

وأوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران : قل لبني إسرائيل : إياكم وقتل النفس الحرام بغير حق ، فإنّ من قتل نفساً قتلته في النار مائة ألف قتلة » (٣).

وقال عليه‌السلام : « من قرأ القرآن يأكل به الناس ، جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم عليه » (٤).

وعن عبد الله بن عباس ـ رحمة الله عليه ـ قال : خطب بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطبة ـ وهي اخر خطبة خطبها ـ فوعظنا بمواعظ ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، واقشعرّت منها الجلود ، وتقلقلت منها الأحشاء ، وأمر بلالاً فنادى بالصلاة جامعة فاجتمع الناس ، وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [ حتى ارتقى ] (٥) المنبر فقال : « يا أيها الناس أدنوا ووسّعوا لمن خلفكم » فدنا الناس وانضمّ بعضهم إلى بعض ، فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحداً.

ثم قال : « يا أيها الناس ، ادنوا ووسعوا لمن خلفكم » فقال رجل : يا رسول الله ، لمن نوسّع؟ فقال : « للملائكة » وقال : « إنهم إذا كانوا معكم لم (٦) يكونوا من بين أيديكم ولا من خلفكم ، ولكن يكونون على أيمانكم وعن شمائلكم ».

فقال رجل : يا رسول الله ، لم لا يكونون من بين أيدينا ولا من خلفنا؟ أمن فضلنا عليهم [ أم فضلهم علينا ] (٧)؟ قال : « أنتم أفضل من الملائكة ، أجلس » فجلس الرجل ، فخطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ،

__________________

١ ـ عقاب الأعمال : ٣٢٦ / ١ ، عقاب من أعان ... ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٣٢٧ / ٤ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٣ ـ عقاب الأعمال : ٣٢٧ / ٨ ، وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٤ ـ عقاب الأعمال : ٣٢٩ / ١ ، عقاب المستأكل بالقران ... ، وفيه : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام.

٥ ـ أثبتناه من المصدر.

٦ ـ في الأصل : لو ، وما أثبتناه من المصدر.

٧ ـ أثبتناه من المصدر.

٤١٠

ونؤمن به ، ونتوكل عليه ، ونشهد أن لا إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له.

يا أيها الناس ، إنه كائن في هذه الأمة ثلاثون كذاباً ، أوّل من يكون فيهم صاحب صنعاء وصاحب اليمامة.

يا أيها الناس ، إنه من لقى الله عز وجل يشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً لم يخلط معها غيرها دخل الجنة ».

فقام علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ فقال : « يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، فكيف يقولها مخلصاً لا يخلط معها غيرها؟ فسّر لنا هذا حتى نعرفه » فقال : « نعم حرصاً على الدنيا وجمعاً (١) من غير حلّها ، ورضى بها ، وأقوام يقولون أقاويل الأخيار ويعملون أعمال الجبابرة ، فمن لقى الله وليس فيه شيء من هذه (٢) وهو يقول : لا إله إلاّ الله ، فله الجنة ، فإن أخذ الدنيا وتركُ الآخرة فله النار.

ومن تولى خصومة ظالم أوأعانه عليها ، نزل عليه (٣) ملك الموت بالبشرى بلعنة الله ونار جهنم خالداً فيها وبئس المصير.

ومن خفّ لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار.

ومن دلّ سلطاناً على الجور قرن مع هامان ، وكان هو والسلطان من أشدّ أهل النار عذاباً.

ومن عظّم صاحب دنيا وأحبّه لطمع دنياه ، سخط الله عليه ، وكان في درجته مع قارون في الدرك (٤) الأسفل من النار.

ومن بنى بنياناً رياءً وسُمعة ، حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ، ثمّ يطوّقه ناراً توقد في عنقه ، ثم يرمى به في النار ».

فقلنا : يا رسول الله ، كيف يبني رياءً وسمعة؟

قال : « يبني فضلاً على ما يكفيه ، أويبني مباهاة.

__________________

١ ـ في الأصل : جميعاً ، وما أثبتناه من المصدر.

٢ ـ في المصدر زيادة : الخصال.

٣ ـ في المصدر : به.

٤ ـ في المصدر : التابوت.

٤١١

ومن ظلم أجيراً أجره ، أحبط الله عمله ، وحرّم الله عليه ريح الجنة ، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام.

ومن خان جاره شبراً من الأرض ، طوقه [ الله تعالى ] (١) يوم القيامة إلى سبع أرضين ناراً حتى يدخله جهنم.

ومن تعلّم القرآن ثم نسيه متعمداً ، لقي الله عز وجل يوم القيامة مجذوماً مغلولاً ، ويسلّط الله عليه بكل آية حية موكّلة به.

ومن تعلم القران ولم يعمل به وآثر عليه غيره ـ حب الدنيا وزينتها ـ استوجب سخط الله عز وجل ، وكان في درجة اليهود والنصارى الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم.

ومن نكح امرأة في دبرها حراماً أو رجلاً أوغلاماً ، حشره الله عز وجل يوم القيامة أنتن من الجيفة ، يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم ، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ، وأحبط الله عمله ، ويدخل في تابوت مشدود بمسامير من حديد ، ويضرب عليه في التابوت بصفائح حتى (تشبك حر تلك النار المسامير) (٢) ، ولو وضع عرق (٣) من عروقه على أربعمائة ألف ألف أمة لماتوا جميعاً ، وهو من أشد الناس عذاباً.

ومن زنى بأمرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أومسلمة ، حرّة أو أمة ، أو من كانت من الناس ، فتح الله عز وجل عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار ، تخرج عليه منها حيّات وعقارب ولهب (٤) من نار ، وهو يحترق إلى يوم القيامة ، يتأذّى الناس من [ نتن ] (٥) فرجه فيعرف به إلى يوم القيامة ، [ حتى ] (٦) يؤمر به إلى النار ، فيتأذى به أهل الجمع مع ما هم فيه من شدّة العذاب ، لأنّ الله حرّم فعل المحارم ، وما أحد أغير من الله ومن غيرته أنّه حرّم الفواحش وحدّ الحدود.

ومن اطلع في بيت جاره ، فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأته ، أو شيئاً من جسدها ، كان حقاً على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يبتغون (٧) عورات

__________________

١ ـ أثبتناه من المصدر.

٢ ـ في المصدر : يتشبّك في تلك المسامير.

٣ ـ في الأصل زيادة : به.

٤ ـ في ألمصدر : وشهب.

٥ ، ٦ ـ أثبتناه من المصدر.

٧ ـ في المصدر : يتبعون.

٤١٢

النساء في الدنيا ، ولا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ويبدي للناظرين (١) عورته في الآخرة.

ومن سخط رزقه وبث شكواه ولم يصبر فيّ (٢) ، لم يرفع له إلى الله حسنة ولقي الله عز وجل وهو عليه غضبان.

ومن لبس ثوباً فاختال فيه ، خُسف به من شفير جهنم ، ويتخلخل (٣) فيها ما دامت السماوات والأرض ، لأن قارون لبس حلّة فاختال فيها فخسف به ، فهو يتخلخل (٤) فيها إلى يوم القيامة.

ومن نكح امرأة حلالاً بمال حلال ، غير أنه أراد به فخراً ورياء لم يزده الله ـ جلّ وعزّ ـ بذلك إلاّ ذلاً وهواناً ، وأقامه الله تعالى بقدر ما استمتع منها على شفيرجهنم ، ثم يهوي فيها سبعين خريفاً.

ومن ظلم أمرأة مهرها فهو عند الله زان ، يقول الله له عز وجل يوم القيامة : عبدي زوجتك أمتي على عهدي ، فلم تف لي بالعهد ، فيتولّى الله عز وجل حقها ، فيستوعب حسناته كلها فلا يفي بحقها ، فيؤمر به إلى النار.

ومن رجع عن شهادة وكتمها ، أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق ، ويدخل النار وهو يلوك لسانه.

ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله ، جاء يوم القيامة مغلولاً (يداه إلى عنقه) (٥) حتى يدخل النار.

ومن كان مؤذياً لجاره من غير حق ، حرّم الله عليه ريح الجنة ، ومأواه جهنم ، ألا وإن الله عز وجل ليسأل الرجل عن حقّ جاره ، فمن ضيّع حقّ جاره فليس منا.

ومن أهان فقيراً مسلماً من أجل فقره واستخفّ به ، استخفّ بحق الله ، ولم يزل في مقت الله ـ عزّ وجلّ ـ وسخطه حتى يُرضيه ، ومن أكرم فقيراً مسلماً لقي الله يوم القيامة وهو يضحك إليه.

__________________

١ ـ في المصدر : للناس.

٢ ـ ليس في المصدر.

٣ ، ٤ ـ في المصدر : يتجلجل.

٥ ـ في المصدر : مائلاً شقّه.

٤١٣

من عرضت له دنيا واخرة ، فاختار الدنيا وترك (١) الآخرة ، لقي الله ـ عز وجل ـ وليست له حسنة يتقي بها النار ، ومن أخذ(٢) الآخرة وترك الدنيا ، لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض.

ومن قدر على امرأة أو جارية حراماً وتركها مخافة الله عز وجل ، حرّم الله عليه النار ، وآمنه الله عز وجل من الفزع الأكبر ، وأدخله الله الجنة ، وإن أصابها حراماً حرّم الله عليه الجنة وأدخله النار.

ومن اكتسب مالاً حراماً ، لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقاً ولا حجاً ولا اعتماراً ، وكتب الله ـ جلّ وعز ـ بعدد أجر ذلك أوزاراً ، وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار. ومن قدر عليها فتركها مخافة الله عز وجل ، دخل في محبّة الله عز وجل ورحمته ، ويؤمر به إلى الجنة.

ومن صافح امرأة حراماً ، جاء يوم القيامة مغلولاً ، ثم يؤمر به إلى النار.

ومن فاكه امرأة لا يملكها ، حبس بكل كلمة كلّمها في الدنيا ألف عام ، والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها (٣) حراماً أو قبّلها أو باشرها حراماً ، أو فاكهها أوأصاب منها فاحشة ، فعليها من الوزر ما على الرجل ، فإن غلبها على نفسها كان على الرجل وزره ووزرها.

ومن غش مسلماً في بيع أوشراء فليس منّا ، ويحشر مع اليهود يوم القيامة ، لأنّه من غشّ الناس فليس بمسلم.

ومن منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه ، منعه الله فضله ووكله إلى نفسه ، ومن وكله الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى نفسه هلك ، ولا يقبل الله له ـ جلّ وعزّ ـ عذراً.

ومن كان له امرأة تؤذيه ، لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه ، ـ وإن صامت الدهر وقامت (٤) ، واعتقت الرقاب ، وأنفقت الأموال في سبيل الله ـ وكانت أول من يرد النار.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وعلى الرجل مثل ذلك من الوزر

__________________

١ ـ في المصدر : على.

٢ ـ في الأصل : أوجد ، وما أثبتناه من المصدر.

٣ ـ في الأصل : فالزمها ، وما أثبتناه من المصدر.

٤ ـ في المصدر زيادة : الليل.

٤١٤

والعذاب ، إذا كان لها مؤذياً (١).

ومن لطم خدَ مسلم لطمة بدّد الله عظامه يوم القيامة ، ثم سلّط عليه النار ، وحشر مغلولاً حتى يدخل النار.

ومن بات وفي قلبه غشّ لأخيه المسلم ، بات في سخط الله وأصبح كذلك وهو في سخط الله ، حتى يتوب ويراجع ، وإن مات كذلك مات على غير دين الإسلام.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا ومن غشّنا (٢) فليس منا ـ قالها ثلاث مرات ـ

ومن يعلق سوطاً بين يدى سلطان جائر ، جعله الله عز وجلّ حية طولها سبعون (٣) ألف ذراع ، وتسلط عليه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً.

ومن اغتاب أخاه المسلم بطل صومه ونقض وضوءه ، فإن مات وهو كذلك مات وهو مستحلّ لما حرَّم الله.

ومن مشى في نميمة بين اثنين سلّط الله عليه في قبره ناراً تحرقه إلى يوم القيامة ، وإذا خرج من قبره سلّط الله عليه تنيناً أسود ينهش (لحم وجهه) (٤) حتى يدخل النار.

ومن كظم غيظه ، وعفا عن أخيه المسلم ، وحلم عن المسلم ، أعطاه الله أجر شهيد.

ومن بغى على فقير وتطاول عليه واستفزه (٥) حشره الله يوم القيامة مثل الذرّة ـ في صورة رجل ـ حتى يدخل النار.

ومن ردّ عن أخيه غيبة سمعها في مجلس ، ردّ الله عز وجل عنه ألف باب من الشرّ في الدنيا والآخرة ، فإن لم يردّ عنه وأعجبه كان عليه كوزر من اغتاب.

ومن رمى محصناً أومحصنة ، أحبط الله عمله وجلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه ومن خلفه ، (وسلّط عليه تنيناً ينهش لحمه) (٦) ، ثم يؤمر به إلى النار.

__________________

١ ـ في المصدر زيادة : ظالماً.

٢ ـ في المصدر : غش مسلماً.

٣ ـ في المصدر : ستون.

٤ ـ في المصدر : لحمه.

٥ ـ في المصدر : واستحقره.

٦ ـ في المصدر : وتنهش لحمه حيات وعقارب.

٤١٥

ومن شرب الخمر ، سقاه الله عز وجل من سمّ الأساود (١) ومن سمّ العقارب شربة يتساقط لحم وجهه (٢) ويتأذّى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار ، وشاربها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها سواء في إثمها وعارها ، ألا ومن سقاها يهودياً أو نصرانياً أو صابئياً أو من كان من الناس ، فعليه كوزر من شربها ، ألا ومن باعها أو اشتراها لغيره ، لم يقبل الله ـ عزّ وجلّ ـ له (٣) صلاة ولا صياماً ولا حجاً ولا اعتماراً حتى يتوب ، فإن مات قبل أن يتوب كان حقاً على الله أن يسقيه بكلّ جرعة شرب منها (٤) شربة من صديد جهنم ، ألا وإنّ الله عزّ وجلّ حرّم الخمرة بعينها ، والمسكر من كل شراب ، ألا وكلّ مسكر حرام.

ومن أكل الربا ملأ الله بطنه من نار جهنّم بقدر ما أكل ، وإن اكتسب منه مالاً لم يقبل الله منه شيئاً من عمله ، ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما كان عنده منه قيراط.

ومن خان أمانة (٥) ولم يردّها على أربابها ، مات على غير دين الإسلام ، ولقي الله ـ عزّ وجل ـ وهو عليه غضبان ، فيؤمر به إلى النار ، فيهوي في (٦) جهنم أبد الآبدين.

ومن شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمّيّ أومن كان من الناس ، علق بلسانه يوم القيامة ، وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

ومن قال لخادمه أو مملوكه أو من كان من الناس : لا لبيك ولا سعديك ، قال الله له يوم القيامة : لا لبّيك ولا سعديك ، اتعس في النار.

ومن أضرّ بامرأة حتى تفتدي منه ، لم يرض الله عنه بعقوبة دون النار ، لأنّ الله يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم.

ومن سعى بأخيه عند سلطان ، ولم يبد له منه سوء ولا مكروه ، أحبط له الله كلَ عمل عمله ، فإن وصل إليه منه سوء أو مكروه أو أذى ، جعله الله في طبقة هامان في جهنم.

__________________

١ ـ في المصدر : الأفاعي.

٢ ـ في المصدر زيادة : في الإناء قبل أن يشربها ، فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة.

٣ ـ في المصدر : منه.

٤ ـ في المصدر زيادة : في الدنيا.

٥ ـ في المصدر زيادة : في الدنيا.

٦ ـ في المصدر زيادة : شفير.

٤١٦

ومن قرأ القران يريد به رياءً وسمعة والتماس الدنيا ، لقي الله تعالى يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم ، وزجّ (١) القرآن في قفاه حتى يدخله النار ، يهوي فيها مع منيهوي.

ومن قرأ القرآن ولم يعمل به ، حشره الله تعالى يوم القيامة أعمى ، فيقول : ياربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً؟ قال : ( كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) (٢) ، ويؤمر به إلى النار.

ومن اشترى خيانة وهو يعلم أنها خيانة ، فهو كمن خانها في عارها وإثمها.

ومن قاود بين امرأة ورجل ، حرمت (٣) عليه الجنة ، ومأواه جهنم وساءت مصيراً ، ولم يزل في سخط الله حتى يموت.

ومن غشّ أخاه المسلم ، [ نزع ] (٤) الله منه بركة رزقة ، وأفسد عليه معيشته ، ووكله إلى نفسه.

ومن اشترى سرقة وهو يعلم أنّها سرقة ، فهو كمن سرقها في عارها وإثمها.

ومن أهان (٥) مسلماً فليس منا ولسنا منه في الدنيا والآخرة.

ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها ، فهو كمن أتاها ، ومن سمع حراماً (٦) فأفشاه ، فكان (٧) كمن عمله.

ومن وصف امرأة لرجل وذكر جمالها ، فافتتن الرجل بها فأصاب منها فاحشة ، لم يخرج من الدنيا حتى يغضب الله عليه ، ومن غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع والأرضون السبع ، وكان عليه من الوزر مثل الذى أصابها.

قيل : يا رسول الله ، فإن تابا وأصلحا.

قال : يتوب الله عليهما ، ولم يقبل توبة الذي وصفها.

__________________

١ ـ زج : دفع ، اُنظر « القاموس المحيط ـ زجج ـ ١ : ١٩١ ».

٢ ـ طه ٢٠ : ١٢٦

٣ ـ في المصدر : حرّم الله.

٤ ـ أثبتناه من المصدر.

٥ ـ في المصدر : خان.

٦ ـ في المصدر : خيراً.

٧ ـ في المصدر : فهو.

٤١٧

و من ملأ عينيه من امرأة حراماً ، حشره (١) الله يوم القيامة ( مسمراً بمسمار) (٢) من نار (٣) حتى يقضي بين الناس ، ثم يؤمر به إلى النار.

ومن أطعم طعاماً رياء وسمعة ، أطعمه الله مثله من صديد جهنم ، وجعل ذلك الطعام ناراً في بطنه حتى يقضي بين الناس.

ومن فجر بامرأة ولها بعل ، يفجر من فرجيهما ـ من صديد ـ واد مسيرة خمسمائة عام ، يتأذى أهل النار من نتن ريحهما ، وكان من أشدّ الناس عذاباً.

واشتد غضب [ الله ] (٤) على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها ، وإذا فعلت ذلك أحبط الله كلّ عمل عملته ، فإن أوطأت فراشه غيره ، كان حقاً على الله أن يحرقها في النار بعد أن يعذّبها في قبرها.

وأيّما امرأة اختلعت من زوجها ، لم تزل في لعنة الله وملائكته ورسله والناس أجمعين ، حتى إذا نزل بها ملك الموت ، قيل لها : أبشري بالنار. فإذا كان يوم القيامة ، قيل لها : أُدخلي النار مع الداخلين.

ألا وإنّ الله ورسوله بريئان من المختلعات بغير حقّ ، ألا وإنّ الله ورسوله بريئان ممن أضرّ بامرأة حتى تختلع منه.

ومن أَمَّ قوماً ولم يقتصد بهم حضوره وقراءته وركوعه وسجوده وقيامه وقعوده ، (لم تقبل) (٥) صلاته ولا تجاوز تراقيه (٦) ، وكانت منزلته عند الله تعالى كمنزلة إمام جائر معتد (٧).

فقام أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ فقال : بأبي أنت وأمي ، ما منزلة إمام جائر معتد (٨)؟

__________________

١ ـ في المصدر : حشاهما.

٢ ـ في المصدر : بمسامير.

٣ ـ في المصدر : وحشاهما ناراً.

٤ ـ أثبتناه من المصدر.

٥ ـ في المصدر : ردّت.

٦ ـ التراقي : مفردها ترقوة وهي العظم الموصل بين أسفل العنق وأعلى ، الكتف. اُنظر « لسان العرب ـ ترق ـ ١٠ : ٣٢ ».

٧ ، ٨ ـ في المصدر زيادة : لم يصلح لرعيته ، ولم يقم فيهم بأمر الله عزّ وجلّ.

٤١٨

قال : هو رابع أربعة أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة : إبليس ، وفرعون ، وقاتل النفس ، ورابعهم سلطان جائر.

ومن احتاج أخوه المسلم إليه في قرض فلم يقرضه ، حرّم الله عليه الجنة يوم يجزي المحسنين.

ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه (أعطاه الله تعالى بكلّ يوماً وليلة ، يصبر عليها) (١) من الثواب مثل ما أعطى أيوب عليه‌السلام على بلائه ، وكان عليها من الوزر في كلّ يوم وليلة مثل رمل عالج (٢) ، (فإن مات) (٣) قبل أن يرضى عنها ، حشرت يوم القيامة منكوسة مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

ومن كانت له امرأة لم توافقه ، ولم تصبر على ما رزقه الله تعالى ، وشقّت عليه وحملته ما لم يقدر عليه ، لم يقبل الله منها حسنة تتقي بها النار ، وغضب الله عليها ما دامت كذلك.

ومن أكرم أخاه فإنما يكرم الله ، فما ظنكم بمن يكرم الله أن يفعل الله به.

ومن تولّى عرافة (٤) قوم (٥) ، حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة ، وحشر ويده مغلولة إلى عنقه ، فإن كان قام فيهم بأمر الله عز وجل أطلقه الله ، وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم سبعين خريفاً.

(ومن يحكم بما لم يحكم به الله) (٦) ، كان كمن شهد بشهادة زور ، ويقذف به في النار ، ويعذب بعذاب شاهد الزور.

ومن كان ذا وجهين ولسانين ، كان ذا وجهين ولسانين يوم القيامة.

ومن مشى في صلح بين اثنين ، صلّى الله عليه وملائكته حتى يرجع ، وأعطي أجر ليلة القدر.

__________________

١ ـ في الأصل : يوماً وليلة أعطاه الله كل نظر إليها ، ومأ أثبتناه من المصدر.

٢ ـ رمل عالج : هو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض « النهاية ـ علج ـ ٣ : ٢٨٧ ».

٣ ـ في المصدر : فإن ماتت قبل أن تعينه و.

٤ ـ العريف : هو القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الغير منه أحوالهم ، وهو دون الرئيس. « مجمع البحرين ـ عرف ـ ٥ : ٩٨ ».

٥ ـ في المصدر زيادة : ولم يحسن فيهم.

٦ ـ في المصدر : ومن لم يحكم بما أنزل الله.

٤١٩

ومن مشى في قطيعة بين اثنين (١) ، كتبت عليه لعنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب.

ومن مشى في عون أخيه ومنفعته ، فله ثواب المجاهدين في سبيل الله.

ومن مشى في عيب أخيه وكشف عورته ، كانت أول خطوة خطاها في جهنم ، وكشف عورته على رؤوس الخلائق.

ومن مشى إلى ذي قرابة ورحم بصله ، أعطاه الله أجر مائة شهيد ، فإن وصله بماله ونفسه جميعاً ، كان له بكل خطوة أربعون ألف ألف حسنة ، ورفع له أربعون ألف ألف درجة ، [ و ] (٢) كأنما عبد الله عز وجلّ مائة سنة.

ومن مشى في فساد بينهما وقطيعة ، غضب الله تعالى عليه ولعنه في الدنيا والآخرة ، وكان عليه من الوزر مثل قاطع الرحم.

ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما ، زوجه الله عز وجلّ ألف امرأة من الحور ، كل امرأة في قصر من درّ وياقوت ، وكان له بكل خطوة خطاها وكلمة تكلّم بها في ذلك عمل سنة ، قيام ليلها ، وصيام نهارها.

ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها ، كان عليه غضب الله ولعنة الله في الدنيا والآخرة ، وكان حقاً على الله أن يرضخه (٣) بألف صخرة من نار.

ومن مشى في فساد بينهما ولم يفرق ، كان في سخط الله ولعنته فى الدنيا والآخرة ، وحرّم الله عليه (٤) النظر إلى وجهه.

ومن قاد ضريراً إلى مسجده أوإلى منزله أو إلى حاجة من حوائجه ، كتب الله له بكلّ قدم رفعها ووضعها عتق رقبة ، وصلّت عليه الملائكة حتى يفارقه.

ومن كفى ضريراً حاجة من حوائجه ، فمشى فيها حتى يقضيها ، أعطاه الله براءتين : براءة من النار ، وبراءة من النفاق ، وقضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدنيا ، ولم يزل يخوض في رحمة الله حتى يرجع.

ومن قام على مريض يوماً وليلة ، بعثه الله مع إبراهيم خليل الرحمن عليه‌السلام

__________________

١ ـ في المصدر زيادة : كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر.

٢ ـ أثبتناه من المصدر.

٣ ـ رضخه : رماه بالحجارة فكسره « الصحاح ـ رضخ ـ ١ : ٤٢٢ ».

٤ ـ ليس في المصدر.

٤٢٠