الدّارس في تاريخ المدارس - ج ٢

عبد القادر بن محمّد النعيمي الدمشقي

الدّارس في تاريخ المدارس - ج ٢

المؤلف:

عبد القادر بن محمّد النعيمي الدمشقي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٦

الصفدي نوادره إلى أن قال : وكان من أكابر امراء دمشق ، أوصى عند ما توفي أن يدفن عند أبيه بتربة الكامل ، فما أمكن ، ودفن بتربة جدتهم ام الصالح ، وله أولاد أمراء ولم يزل هو وهم في ديون ضخمة من كرمهم وتبذيرهم ، وكانت وفاته سنة سبع وعشرين وسبعمائة انتهى. وقال الأسدي في شهر رمضان سنة ست عشرة وثمانمائة من ذيله على تاريخ شيخه : وما وقع في هذا الشهر منازعة بين الشيخ شهاب الغزي وابن خطيب نقربين في نظر الكاملية ، بأن الشيخ شهاب الدين بيده تفويض من قاضي القضاة ابن الأخنائي وفتوى من شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني بأن القاضي إذا فوض النظر المشروط له نظره لم يجز عزله بعد ذلك ، وبيد ابن خطيب نقربين ولايته من نوروز ، وجرى بينهما أمور واجتمع الغزي بنوروز واستمر في وظيفته انتهى. قال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في ترجمة قاضي القضاة بدمشق كمال الدين الشهرزوري : ولاه نور الدين الشهيد قضاء دمشق ، وهو الذي أحدث الشباك الكمالي الذي يصلي فيه نواب السلطنة اليوم انتهى. ورأيت في الروضتين. وإليه ينسب الشباك الكمالي بجامع دمشق الغربي ، وهو الذي حكمت به القضاة مدة ويصلون فيه الجمعة في زماننا انتهى.

٢٩٨ ـ التربة المختارية الطواشية

وهي تربة الطواشي ظهير الدين مختار ، وهو البلبيسي الخازندار بالقلعة وأحد أمراء الطبلخانات بدمشق ، كان خيرا دينا فاضلا ، يحفظ القرآن ويؤديه بصوت حسن طيب ، ووقف مكتبا للأيتام على باب قلعة دمشق ، ورتب لهم الكسوة والجامكية ، وكان يمتحنهم بنفسه ويفرح بهم ، وعمل له تربة خارج باب الجابية ، ووقف عليها القريتين وبنى عندها مسجدا حسنا ، ووقفه بإمام ، وهي أول ما عمل من الترب بذلك الخط ، وهي قبلي الصابونية الآن ، ودفن بها في يوم الخميس عاشر شعبان ، وقد كان حسن الشكل والأخلاق ، وعليه سكينة ووقار وهيبة وله وجاهة في الدولة ، وولي بعده الخزانة سميه مختار وهو الملقب بظهير الدين رحمهما‌الله تعالى انتهى.

٢٢١

٢٩٩ ـ التربة المؤيدية الشيخية

على الشرف الشمالي فوق المدرسة العزية ، ودفن بها زوجة ملك الأمراء نائب الشام أقبيه ، وهي مستولدة السلطان الملك المؤيد شيخ أم ولده الأمير إبراهيم ، (١) توفيت نفساء بدمشق ثالث عشر جمادى الأولى سنة عشرين وثمانمائة ، وحضر جنازتها القضاة والأمراء ، وبطل القضاة الحكم بسببها ، وكانت قد قدمت دمشق في العام الماضي مارة إلى حلب المحروسة لما تولاها زوجها ، ونزلت الميدان ، وراح لها فيه عملة ، ثم جاءت إلى دمشق لما وليها زوجها ، لخصت ذلك من ذيل تقي الدين ابن قاضي شهبة في سنة عشرين ثم قال في صفر سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة : وفي يوم الاثنين خامس عشره دخل سيدي إبراهيم ابن السلطان الملك المؤيد شيخ إلى دمشق ، إلى أن قال : وعمل ابن الملك المؤيد عند قبر امه ختمة ، حضرها القراء والقضاة ، وقف على التربة وقفا ، ورتب بها مقرئه أربعة انتهى والله أعلم.

٣٠٠ ـ التربة المؤيدية الصوفية

بدمشق. قال الذهبي رحمه‌الله تعالى في سنة تسع وأربعين وخمسمائة : ومؤيد الدولة بن الصوفي الدمشقي ، وزير صاحب دمشق آبق ، وكان ظالما غشوما فسر الناس بموته سرورا عظيما ودفن بداره بدمشق انتهى.

٣٠١ ـ التربة المراغية

داخل دمشق بزاوية الشيخ السراج ، وهي بالصاغة العتيقة بالقرب من سكن الميت. قال الحسيني رحمه‌الله تعالى في آخر ذيل العبر في آخر سنة أربع وستين وسبعمائة : وشيخنا الإمام العلامة الزاهد القدوة بهاء الدين أبو الأدب هارون الشهير بعبد الوهاب بن عبد الرحمن بن عبد الولي الأخميمي المراعي

__________________

(١) شذرات الذهب ٧ : ١٥٩.

٢٢٢

المصري ، ثم الدمشقي الشافعي ، كان بارعا في المعقولات ، تخرج بالشيخ علاء الدين القونوي ، وروى لنا عن يونس الدبابيسي ، وألف (كتاب المنقذ من الزلل في القول والعمل) ، وكان يؤم بمسجد درب الحجر ، ودفن بزاوية ابن السراج بالصاغة العتيقة داخل دمشق بالقرب من سكنه رحمه‌الله تعالى انتهى.

٣٠٢ ـ التربة المنكبائية

تجاه باب المصلى ، قال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة : وممن وصل فيه خبر وفاته ، الأمير الكبير حاجب الحجاب الأمير سيف الدين منكباي الأزدمري ، تنقلت به الأحوال الى أن أعطى أمرة عشرة بعد خروج ايتمش والأمراء من مصر في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة : صار أمير طبلخانة وحج بالركب المصري سنة أربع وثمانمائة ، ثم أخرجت امرته في آخر خمس وثمانمائة ، ونفي إلى القدس ، وقدم دمشق في سنة ثمان حاجا من دمشق ، فلما انكسر نوروز وهرب ، هرب معه فصار من حزبه ، وولي حجوبية الحجاب غير مرة ، وقبض عليه المؤيد في فتنة نوروز وسجن في المرقب ، ثم أطلق في سنة ثمان عشرة ، وولي نيابة حماة في شهر رجب سنة عشرين ، ثم نقل قبل سنة إلى حجوبيته بدمشق على عادته ، ثم قبض عليه في ذي القعدة من السنة الحالية وسجن بقلعة دمشق ، ثم أطلق وأرسل إلى نيابة حماة فمات بها في آخر سنة ثلاث وعشرين ، ونقل إلى دمشق فدفن بتربته تجاه باب المصلى وكان خيرا قوي النفس ، وينسب الى شجاعة ، وهو حسن الشكل انتهى.

٣٠٣ ـ التربة المزلقية

بطريق مقابر باب الصغير الآخد الى الصابونية ، أنشأها رأس الخواجكية تاجر الخاص الشريف شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي بكر المعروف بابن المزلق ، ميلاده سنة أربع وخمسين وسبعمائة ، وكان أبوه لبانا ، أدركه جماعة وهو يباشر ملبنته عند جامع يلبغا ، فنشأ ولده هذا ودخل في

٢٢٣

البحر ، وحكى عن نفسه أن أول سفرة سافرها كسب فيها مائة الف دينار وثمانمائة الف درهم ، وانفتحت الدنيا عليه ، وعمر أملاكا كثيرة ، وأنشأ على درب الشام الى مصر خانات عظيمة بالقنيطرة وجسر يعقوب والمنية وعيون التجار ، أنفق على عمارتها ما يزيد على مائة الف دينار ، وكل هذه الخانات فيها الماء ، وجاءت في غاية الحسن ، ولم يسبقه أحد من الملوك والخلفاء لمثل ذلك ، وهو صاحب المآثر الحسنة بدرب الحجاز ، ووقف على سكان الحرمين الشريفين الأوقاف الكثيرة الحسنة ، وعين للحجرة الشريفة النبوية على الحالّ بها أفضل الصلاة وأتم السلام الشمع والزيت في كل عام ، وكان رحمه‌الله تعالى رجلا من رجال الدهر ، حسن الكلام ، له جرأة واقدام ، وجرى له أمور ومخاصمات مع جماعات من الحكام ، واسمه مشهور في الممالك كلها ، يكاتب ملوك الاطراف ويقضون حوائجه ويهاديهم ، وكلمته نافذة عندهم ، وكذلك العربان كانوا يراعونه ويحفظون متاجره ، وكان مكتئبا حريصا على جمع المال ، وكان يحب الدنيا غارقا في بحارها ، لا يبالي من أي وجهة يحصل الدنيا ، كذا قاله الأسدي. ثم قال الأسدي : وقد عمر خانات ضروريات ، وله في غير دمشق أوقاف وقراء ، وكان قد ضعف بصره قبل أن يموت بسنتين ، ثم تزايد ذلك إلى أن قارب العمى ، وهو متمتع ببقية حواسه ، وكان بخيلا على نفسه غير مترف ، توفي ليلة الأحد تاسع عشريه ، وصلي عليه بالجامع الاموي ، وحضر النائب الصلاة عليه وخلق كثير ، ودفن بتربته المذكورة يعني في سنة ثمان وأربعين وثمانمائة في جمادى الآخرة منها ، وأوصى بثلث ماله في أنواع من القربة ، وكان قد وقف أملاكه قبل ذلك ، وجعل النظر في ذلك لحاجب الحجاب وخطيب الجامع الاموي والقاضي نظام الدين الحنفي واحد من أولاده أظنه قال أرشدهم انتهى. وترك ولدين وهما الخواجا بدر الدين حسن والخواجا شهاب الدين أحمد وبنات ، ثم سافر ولده هذا الى مصر لأجل تركته انتهى والله تعالى أعلم بالصواب.

٣٠٤ ـ التربة الملكية الاشرفية

قال ابن شداد : ولما ملكها يعني دمشق الملك الأشرف موسى إلى أن قال :

٢٢٤

ولما توفي عمل له تربة شمالي الكلاسة لها شبابيك الى الطريق والى الكلاسة ودفن بها ، ورتب فيها قراء انتهى. وقال ابن كثير في سنة خمس وثلاثين وستمائة : ونقل الأشرف الى تربة شمالي الكلاسة من قلعة دمشق بعد دفنه بها انتهى. وهو الأشرف موسى ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب ، ولد سنة ست وسبعين وخمسمائة ، ونشأ بالقدس الشريف في كفالة الأمير فخر الدين عثمان الزنجاري ، وكان أبوه يحبه وكذلك أخوه المعظم ، ثم استنابه أبوه على مدن كثيرة بالجزيرة منها : الرها وحران ، ثم اتسعت مملكته حتى ملك خلاط ، وكان من أعف الناس وأحسنهم سيرة وسريرة ، لا يعرف غير نسائه وجواريه ، مع أنه كان يعاني الشراب ، وهذا من اعجب الامور ، وحكى عنه في ذلك حكاية عجيبة لا نطيل بذكرها. ولما ملك دمشق في سنة ست وعشرين وستمائة نادى مناد بها أن لا يشتغل أحد من الفقهاء بشيء من العلوم سوى الحديث والتفسير والفقه ، ومن اشتغل بالمنطق وعلم الاوائل نفي من البلد ، وبنى للشافعية دار الحديث التي كانت دار الأمير قايماز وحمامه بها ، المجاورة لقلعة دمشق في سنة ثلاثين وستمائة ، وخرب خان الأمير فخر الدين الزنجاري الذي كان بالعقيبة في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة لما فيه من الخواطيء والمنكرات ، وأمر بعمارته جامعا ، وسمي جامع التوبة ، وبنى مسجد القصب ومسجد دار السعادة وجامع الجراح ، وأوقف عليها الزعيزعية بالمرج ، وسبل المقبرة غربي خانقاه عمر شاه بالقنوات ، وبنى بالسفح لمقادسة الصالحية دار حديث أخرى. وكان له ميل الى الحديث وأهله ، وجدد مسجد أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه بالقلعة وزخرفه ، وفيه كان أكثر جلوسه ، وجعل في دار الحديث الشافعية نعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم التي أوصى بها نظام ابن أبي الحديد التاجر له بعد موته ، وكان ضنينا بها ، ونقل اليها أيضا كتبه النفيسة ، وقد استدعى من بغداد الزبيدي ، حتى سمع هو والناس عليه صحيح البخاري وغيره ، وكان له ميل الى الحديث وأهله وكانت القلعة لا تغلق في ليالي رمضان كلها ، وصحون الحلاوات خارجة منها الى الجوامع والخوانق والربط والصالحية الى الصالحين والفقراء والرؤساء وغيرهم ، وكان شهما شجاعا كريما جوادا ،

٢٢٥

وكانت البلدية في غاية من الأمن والعدل ، وله في ذلك حكاية في ولد مملوكه ، وابتدأ في مرض الموت في شهر رجب سنة خمس وثلاثين ، واختلفت عليه الادواء حتى كان الجرائحي يخرج العظام من رأسه ، وهو مع ذلك يسبح الله عزوجل ، وتزايد به المرض آخر السنة واعتراه اسهال مفرط ، فخارت قوته ، فشرع يتهيأ للقاء الله تعالى ، وأعتق مائتي غلام وجارية ، ووقف دار فروخ شاه التي يقال لها دار السعادة ، وبستانه الذي بالنيرب على ابنته ، وتصدق بأموال جزيلة ، واحضر له كفنا كان قد اعده له من ملابس الفقراء والمشايخ الذين لقيهم من الصالحين ، وتوفي في قلعة دمشق في يوم الخميس رابع المحرم سنة خمس وثلاثين ، ودفن بالقلعة المذكورة حتى نجزت تربته التي بنيت له شمالي الكلاسة ، ثم حول ونقل إليها رحمه‌الله تعالى في جمادى الأولى ، ورآه بعضهم في المنام وعليه ثياب خضر وهو يطير مع جماعة من الصالحين ، فقال له : ما هذا وقد كنت تعاني الشراب في الدنيا؟ فقال : ذلك البدن الذي كنا نفعل به ذاك عندكم في الدنيا ، وهذه الروح التي كنا نحب بها هؤلاء فحشرنا معهم رحمهم‌الله تعالى ، وقد صدق ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المرء مع من أحب ، وكان قد أوصى بالملك لأخيه الصالح اسماعيل ، وركب بعده في ابهة الملك ، ثم صالح بها لاخيه الملك الكامل في آخر جمادى الاولى منها. وقال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة : وفيها عمل جامع العقيبة ، بناه الملك الأشرف موسى ، وكان قبل ذلك خانا للفواحش والخمر ، ولهذا قيل له جامع التوبة انتهى ، وقال فيه في سنة خمس وثلاثين وستمائة : وفيها مات الاخوان السلطان الملك الأشرف مظفر الدين موسى في اول السنة ، وتملك البلاد الملك الكامل فمات في القلعة بعد سنة أشهر ، وكان مولدهما بالقاهرة في عام واحد أيضا ، وهو سنة ست وسبعين وخمسمائة فأما الأشرف فأعطاه أبوه الرها وحران فأقام هناك مدة ، وتملك خلاط وهي قصبة أرمينية ، ثم تملك دمشق بعد تسع سنين ، فعدل وأحسن للرعية ، وكان على لعبه ولهوه فيه خوف من الله تعالى ، وكرم مفرط ، وتذلل للصالحين ، وشجاعة وشدة بأس ، وكان مليح الشكل ، حلو الشمائل ، حضر عدة حروب ولم تهزم له راية ، تمرض

٢٢٦

أشهرا ومات على توبة وخير ، وأما الكامل وقد مرّ في التربة الكاملية ، وقال في العبر في سنة خمس وثلاثين المذكورة : والملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح موسى بن العادل ، ولد سنة ست وسبعين بالقاهرة وروى عن ابن طبرزد ، وتملك حران وخلاط وتلك الديار مدة ، ثم ملك دمشق تسع سنين ، فأحسن وعدل وخفف الجور ، وكان فيه دين وتواضع للصالحين ، وله ذنوب عسى الله تعالى أن يغفرها له ، وكان حلو الشمائل محببا الى رعيته ، موصوفا بالشجاعة لم تكسر له راية قط ، توفي يوم الخميس رابع المحرم ، وتسلطن بعده أخوه اسماعيل انتهى. وقال فيها في سنة تسعين وستمائة : والشهاب بن مزهر الشيخ أبو عبد الله محمد ابن عبد الخالق بن مزهر الانصاري الدمشقي ؛ قرأ القراآت على السخاوي وأقرأها ، وكان فقيها عالما ، أوقف كتبه بالاشرفية ، توفي في شهر رجب انتهى. وقال الاسدي في تاريخه في سنة خمس وعشرين وستمائة في ترجمة نظام الدين ابي العباس أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي : مولده بدمشق في جمادى الآخرة سنة سبعين وخمسمائة ، وهو من بيت مشهور ، وروى منهم جماعة ، وفيهم خطباء وعلماء ، وحصل كتبا وجملة من الكتب النفيسة ، واتصل بخدمة الأشرف ابن العادل ، ثم قال : وكانت معه فردة نعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورثها من آبائه ، والأمر فيه معروف ، فإن ابن السمعاني ذكر انه رأى هذا النعل لما قدم دمشق عند الشيخ عبد الرحمن بن أبي الحديد سنة ست وثلاثين وخمسمائة وكان الأشرف يقربه لاجل أن يشتريه منه ويضعه في مكان المارة حتى يزار فلم يسمح بذلك ، وسمح بان يقطع له منها قطعة ، ففكر الأشرف أن الباب يفتح في ذلك فامتنع من ذلك ، ثم رتبه الملك الأشرف بمشهد الخليل المعروف بالذهبانية بين حران والرقة ، وقرر له معلوما ، فأقام هناك إلى أن توفي في شهر ربيع الأول وأوصى بالنعل للأشرف ، ففرح بها وأقره بدار الحديث الاشرفية.

قلت : ولم يزل بدار الحديث إلى الفتنة التمرلنكية ، فأخذه التمرلنك وأخذ الفردة الأخرى من المدرسة الدماغية ، وكان العلامة بدر الدين ابن مكتوم رحمه‌الله تعالى يقول : ان التي في الاشرفية اليسار وان التي في الدماغية اليمين ، وكانت

٢٢٧

الشهرة للتي في الأشرفية لشهرة مكانها وخفاء مكان الاخرى ، فأخذ التمرلنك الفردتين ، «فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ا ه. وقال الصفدي في ترجمة محمد بن رشيد السبتي : وله أبيات كثيرة كتبها على حذو نعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بدار الحديث الاشرفية وهي قوله :

هنيئا لعين قد رأت نعل أحمد

فيا سعد جدي قد ظفرت بمقصدي

وقبلته أشفي الغليل فزادني

فيا عجبا زاد الظما عند موردي

وكانت لذاك اليوم عيدا ومعلما

بطلعة أرخت ساعة أسعدي

عليه صلاة نشرها طيب كما

يحب ويرضى ربنا لمحمد

ولي شيخة الاقراء بهذه التربة العلامة شهاب الدين أبو شامة ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الاشرفية الدمشقية. وقال الذهبي في ذيل عبره : ومات بدمشق شيخ القراء والنحاة والنجامين مجد الدين أبو بكر ابن محمد بن قاسم التونسي الشافعي في ذي القعدة عن اثنتين وستين سنة ، أخذ القراآت والنحو عن الشيخ حسن الراشدي ، وتصدر بتربة الأشرفية وبتربة أم الصالح ، وتخرج به الفضلاء ، وكان دينا صينا ذكيا ، حدثنا عن الفخر علي ، من سنة ثمان عشرة وسبعمائة. وقال الصفدي : الشيخ مجد الدين التونسي محمد بن قاسم ذي النون مجد الدين أبو بكر المرسي ثم التونسي المقري النحوي الشافعي الأصولي نزيل دمشق ، ولد سنة ست وخمسين ، وقدم القاهرة مع أبيه فأخذ النحو والقراآت عن الشيخ حسن الراشدي ، وحضر حلقة الشيخ بهاء الدين ابن النحاس ، وسمع من الفخر علي والشهاب بن مزهر ، وتصدر بدمشق للقراآت ، وهو في غضون ذلك يتزايد في العلوم ، ويناظر في المحافل ، وكان فيه دين وسكينة ووقار وخير ، وولي الاقراء بتربة أم الصالح وبالتربة الأشرفية ، وتخرج به ائمة ، وتلا الشيخ شمس الدين عليه في السبع ، وتوفي في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وسبعمائة ، وتأسف عليه الطلبة ، وكان آية ، في أنه كما حدثني غير واحد ممن أثق به لم ير مثله ، وقيل ان الناس سألوا الشيخ شمس الدين الايكي عن الشيخ كمال الدين الزملكاني وعن الشيخ صدر الدين بن الوكيل أيهما أذكى؟ فقال : ابن الزملكاني ، ولكن هنا

٢٢٨

مقرئ أولى منهما يعني به الشيخ مجد الدين المذكور ، وكان نحوي عصره بدمشق ، وامتحن على يدي الأمير سيف الدين كراي النائب بدمشق ، فضربه بباب القصر الابلق بالعصي ضربا شديدا ، لما القى المصحف وسب الأمير الخطيب جلال الدين قال له الشيخ مجد الدين : اسكت ، وقوى نفسه فرماه وضربه ، وكان في وقت قدوم الشمس الباجربقي ودخل عليه أمره ، ثم أنه أناب وتاب ، وجاء الى القاضي المالكي واعترف عنده وناب ، وهو الذي كشف أمره انتهى. وقد مرت ترجمته في الصالحية ، وهي تربة أم الصالح التي كان حقها أن توضع في هذا الفصل باختصار. وقال ابن كثير في سنة ثماني عشرة وسبعمائة : في يوم الاربعاء ثاني عشرين شوال باشر بدر الدين محمد بن بضحان مشيخة الاقراء بتربة أم الصالح عوضا عن الشيخ مجد الدين التونسي توفي ، وحضر عنده الأعيان والفضلاء ، وقد حضرته يومئذ ، وقبل ذلك باشر مشيخة الاقراء بالأشرفية عوضا عن الشيخ محمد بن خروف الموصلي. انتهى. وقال الحسيني في ذيله في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة : ومات بدمشق مقريها العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن علي الرقي ثم الدمشقي الحنفي الاعرج عن أربع وسبعين سنة ، حدث عن الفخر وطائفة ، وقرأ على الفاروثي والفاضل ، وأقرأ بالأشرفية ، توفي سلخ شهر صفر. ثم أقرأ بها الامام سيف الدين الحريري ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الأشرفية الدمشقية. ثم أقرأ بها المفنن شهاب الدين بن النقيب ، وقد مرت ترجمته في الصالحية وهي تربة أم الصالح ، ثم أقرأ بها الشيخ شهاب الدين ابن بلبان ، وقد مرت ترجمته في أم الصالح أيضا المذكورة ، ثم ولي هذه التربة بعده الشيخ أمين الدين عبد الوهاب بن السلار والله تعالى أعلم.

٣٠٥ ـ التربة المحمدية الأمينية العيشية الأنصارية

شمالي الجامع المظفري بسفح قاسيون. قال الحافظ البرزالي في تاريخه في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة : وفي بكرة يوم الجمعة وقت آذان الفجر الثالث المحرم توفي الشيخ الأمين الصدر أمين الدين أبو عبد الله محمد بن فخر الدين أحمد

٢٢٩

ابن ابراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن أبي العيش الأنصاري الدمشقي ، وصلي عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق ، ودفن بتربته بسفح قاسيون شمالي الجامع المظفري ، وسألته عن مولده فقال : كنت رضيعا سنة ثمان وخمسين وستمائة ، وبيني وبين تاج الدين بن الشيرازي رضاع ، سمع صحيح البخاري على ابن أبي اليسر والجماعة في سنة ست وستين وستمائة ، وحدث به قبل موته بأشهر ، دخل اليمن في التجارة ، وكان رجلا جيدا فيه خير ودين ، وعمر تحت الربوة مسجدا وطهارة ، وانتفع الناس بذلك ، وتكلم في جامع النيرب وفي وقفه ، ووقف فيه ميعاد حديث قبل الجمعة انتهى.

٣٠٦ ـ التربة المنجكية

بباب الجابية. قال الأسدي في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وثمانمائة : الأمير تغرى بردى ابن الامير فرج ابن ملك الامراء سيف الدين منجك ، كان بيده إمرة عشرة فيما أظن ، وكان يعرف مسائل في العلم ، وفي ظنه أنه عالم ، وكان ذميم الشكل ، وله أخوة من أبيه بأشكال حسنة ، توفي يوم الأربعاء ثاني عشريه ، ودفن بتربة ابيه بباب الجابية رحمه‌الله تعالى انتهى.

٣٠٧ ـ التربة النجمية

جوار الحسامية والشامية البرانية ، فيها قبر شاهنشاه والد فروخ شاه ، وتقي الدين عمر ، والست عذراء المنسوب إليها العذراوية ، وهو أخوست الشام ، قاله أبو شامة في كتاب الروضتين : وقال في سنة إحدى وستين وخمسمائة وفيها توفي فتح الدين بن أسد الدين شيركوه أخو ناصر الدين وقبره بالمقبرة النجمية إلى جانب قبر عمه شاهنشاه بن أيوب في قبة فيها أربعة قبور هما الأوسطان منها ، وفي هذين الأخوين ناصر الدين وفتح الدين يقول عرقلة (١) حسان :

لله شبلا أسد خادر

ما فيهما جبن ولا شح

ما أقبلا إلا وقال الورى

قد جاء نصر الله والفتح

__________________

(١) شذرات الذهب ٤ : ٢٢٠.

٢٣٠

انتهى. وقال في سنة خمس وسبعين وخمسمائة : وفي هذه السنة توفي الملك المنصور حسن بن السلطان صلاح الدين ، وقبره القبر القبلي من القبور الاربعة بالقبة التي فيها شاهنشاه بن أيوب بالمقبرة النجمية بالعزية ظاهر دمشق انتهى.

٣٠٨ ـ التربة النشابية

غربي الروضة بسفح قاسيون. قال الذهبي في العبر في سنة تسع وتسعين وستمائة : وابن النشابي الوالي عماد الدين بن حسن بن علي ، وكان قد أعطى أمير طبلخانة ، ومات بالبقاع في شوال ، وحمل الى تربته بقاسيون انتهى. قال الصفدي في حرف الحاء : الحسن بن علي بن محمد الامير عماد الدين بن النشابي والذي ولي دمشق ، معلم الصياغة ، ثم خدم جنديا ، وتنقلت به الأحوال ، وولي ولايات بالبر ثم ولي دمشق مدة ، ثم أعطي أمير طبلخانة ، وكان كافيا ناهضا ، له خبرة بالامور ومعرفة سياسة البلد ، وكان من أبناء الخمسين ، توفي في البقاع سنة تسع وتسعين وستمائة وحمل الى دمشق ، فدفن بقاسيون في تربته انتهى.

٣٠٩ ـ التربة اليونسية

قبلي الخوخة ، غربي المزار المشهور بأويس القرني الخزرجي بمقابر باب الصغير ، أنشأها الأمير يونس خازندار ملك الامراء سودون بن عبد الرحمن انتهى.

٣١٠ ـ التربة اليونسية الدوادارية

المعروفة الآن بتربة مقبل ، قبلي تربة فرج بن منجك التي غربي تربة بهادر ، وهي تجاهها ، وهذه التربة شمالي تربة قانباي البهلوان ، لصيقها وغربي تربة نائب القلعة اكز ، دفن بها جماعة منهم ما أشار إليه الأسدي في تاريخه حيث قال في سنة ست وثلاثين وثمانمائة : سيف الدين جكم المؤيدي ، أحد أمراء الطبلخانات ، توفي بحكر الفهادين ، ودفن بتربة الأمير مقبل الدوادار خارج باب الجابية مقابل

٢٣١

تربة اكز انتهى. وقال في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة الأمير سيف الدين أبو يزيد الناصري ، ترقى الى أن صار رأس نوبة نائب الشام تنبك ميق ، وبعد وفاة استاذه حج وحسنت طريقته جدا ، وحصلت له إمرة طبلخانة ، وكان يباشر نظر الفارسية نيابة عن زوجته بنت الأمير فارس الدوادار ، توفي بسكنه بحكر الفهادين ليلة الجمعة رابع عشرين الشهر المذكور عن نحو ستين سنة ، وحضر جنازته الامراء والحجاب ، وصلى عليه بجامع يلبغا ، ثم صلي عليه ثانيا عند باب النصر ، وخرج النائب فصلي عليه ، ودفن بباب الجابية بتربة رفيقه الأمير زين الدين مقبل الدوادار في الخشخاشة التي دفن فيها الأمير جكم المؤيدي ، وعجب الناس من ذلك ، فإن المذكور كان قد اشترى دار جكم بعد وفاته وسكن بها الى أن توفي فدفن معه في قبره انتهى.

فائدة قال ابن كثير في سنة عشر وستمائة : وتاج الامناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر من بيت الحديث والرواية ، وهو أكبر من أخويه زين الامناء والفخر عبد الرحمن ، سمع عميه الحافظ أبا القاسم والصائن ، وكان صديقا للشيخ تاج الدين الكندي وكانت وفاته يوم الأحد ثاني شهر رجب ، ودفن قبلي محراب مسجد القدم انتهى ، وقال في سنة عشرين وستمائة في ترجمة الفخر المذكور : وأمه أسما بنت محمد بن الحسن بن ظاهر القرشية المعروف والدها بأبي البركات بن المرار وهو الذي جدد مسجد القدم في سنة سبع عشرة وخمسمائة وفيه قبره وقبرها. ودفن هناك طائفة كثيرة من العلماء ، وهي أخت آمنة والدة القاضي محيي الدين بن علي بن الزكي انتهى. ودفن أبو القاسم الحافظ الكبير صاحب تاريخ دمشق بصفة الشهداء بمقبرة باب الصغير ، ودفن فخر الدين عند صهره القطب النيسابوري بمقابر الصوفية ، ودفن بهاء الدين بن عساكر بسفح قاسيون.

واذا قد انتهى بنا الامر الى هنا فلنختم ذلك بخاتمة تشتمل على ذكر مساجد دمشق وضواحيها مذيلة بذيل يشتمل على ذكر جوامعها ونواحيها ليحوي هذا الكتاب ذكر كل معبد وبالله أستعين على هذا المقصد انتهى.

٢٣٢

فصل

في

ذكر المساجد بدمشق

داخلها :

مسجد القسطيين

١ ـ مسجد كبير قبلة السوق الداخل من باب الجابية ، معلق ، يعرف بمسجد القسطيين ، له سلم حجر ، وقد جعل له سلم خشب آخر من شآمه ، له إمام ومؤذن ووقف.

٢ ـ مسجد في درب المدنيين ، سفل ، فيه شجرة زيتون ، له إمام ومؤذن ووقف لطيف وجراية.

مسجد الصهرجتي

٣ ـ مسجد عند درب عرقل وسويقة الحجامين ، سفل ، يعرف بمسجد الصهرجتي ، وكان يعرف قديما بمسجد الشجرة ، له إمام ومؤذن ، وعلى بابه سقاية.

مسجد ابن طغان

٤ ـ مسجد ابن طغان بالفسقار حذاء درب القصاعين ، يصعد اليه بدرجة ، له إمام ومؤذن ووقف ، وعند قبلته قناة تعرف بالخياط.

٥ ـ مسجد في درب القصاعين ، سفل ، عن يسار الداخل.

٢٣٣

مسجد العجمي

٦ ـ مسجد أبي سعيد العجمي ، له إمام ومؤذن وعنده قناة.

مسجد الأمير حسن

٧ ـ مسجد بناه الأمير حسن ابن الأمير يوسف ، سفل ، له وقف ، في القصاعين أيضا.

مسجد ابن البيطار

٨ ـ مسجد بناه ابن البيطار ، غربي طريق الشارع.

٩ ـ مسجد سفل عند دار محمد بن النقار الكاتب فيها أيضا.

مسجد ايمن

١٠ ـ مسجد سفل قديم عند زقاق عطاف وهو مسجد أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي الصحابي رضي الله تعالى عنه.

١١ ـ مسجد آخر ، سفل ، لطيف ، فيها أيضا.

١٢ ـ مسجد عند دار ابن الخياط الكاتب ، معلق ، له إمام ومؤذن ووقف ، فيها أيضا.

١٣ ـ مسجد عند دار سندقرا ، سفل.

١٤ ـ مسجد عند الدار المذكورة ، معلق ، له إمام ومؤذن.

١٥ ـ مسجد عندها أيضا ، معلق.

مسجد ابن حميد

١٦ ـ مسجد في سوق الفسقار ، سفل ، كبير ، يعرف بابن حميد ، له إمام ومؤذن.

مسجد ابن هشام

١٧ ـ مسجد ابن هشام في سوق الفسقار أيضا ، سفل ، كبير له إمام

٢٣٤

ومؤذن ، وله منارة ، وعلى بابه سقاية الشيخ وقناة له. قال الأسدي رحمه‌الله تعالى في تاريخه في ذي الحجة سنة احدى وثلاثين وثمانمائة : وفي هذه السنة فرغ من بناء مسجد ابن هشام بالفسقار ، بناه القاضي بدر الدين بن مزهر من ماله ، وجاء في غاية الحسن ، وبني له مئذنة في غاية الظرف انتهى.

١٨ ـ مسجد عند طاحون السجن ، سفل ، لطيف.

مسجد ابن حفاظ

١٩ ـ مسجد في سوق الفسقار ، يعرف بابن حفاظ ، سفل ، له إمام ووقف.

مسجد الفرجة

٢٠ ـ مسجد الفرجة عند القطانين ورأس القلانسيين بقرب سقاية الشيخ.

مسجد الديوان

٢١ ـ مسجد مقابل دار الوكالة ، سفل ، كبير ، يعرف بمسجد الديوان ، له امام ومؤذن ووقف. قال ابن كثير رحمه‌الله تعالى في تاريخه في سنة ست وعشرين وستمائة : محمد بن السبتي النجار ، كان يعده بعضهم من الأبدال. قال ابو شامة :

وهو الذي بنى المسجد غربي دار الوكالة ، عن يسار المارّ في الشارع من ماله ، ودفن بالجبل ، وكانت جنازته مشهودة انتهى.

٢٢ ـ مسجد بسوق القلانسيين ، معلق ، على باب الخواصين ، له إمام ووقف ومؤذن.

مسجد القلانسيين

٢٣ ـ مسجد القلانسيين في طريق سوق السراجين ، الذي جعل سوقا للبر سفل ، له امام ومؤذن ووقف.

مسجد الرماحين

٢٤ ـ مسجد الطريفيين ، يعرف بالرماحين ، في سوق السراجين ، سفل ، له

٢٣٥

إمام ومؤذن.

٢٥ ـ مسجد ملاصقه ، بابه الى سوق علي.

٢٦ ـ مسجد كان زيادة يعلم فيها الصبيان فجعلت مسجدا.

٢٧ ـ مسجد في الدرب السوسي ، سفل ، له وقف وامام.

٢٨ ـ مسجد في درب محرز ، سفل ، قديم ، لمروان بن الحكم بن أبي العاص له إمام ووقف.

مسجد ابن العميد

٢٩ ـ مسجد يعرف بابن العميد ، لطيف ، عند قناة الزلاقة ، سفل ، له وقف وإمام.

٣٠ ـ مسجد عند دار ابن ريش ، قبلة الزلاقة ، سفل ، له امام ووقف ، ويقال : أنه مسجد واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه.

مسجد الجلادين

٣١ ـ مسجد الجلادين ، ويعرف اليوم بمسجد الرماحين ، كبير ، سفل ، له إمام ومؤذن ووقف. قال الحافظ البرزالي في تاريخه رحمه‌الله تعالى في سنة ست وثلاثين وسبعمائة : ومن خطه نقلت ، وفي النصف من شهر رمضان اعيد مسجد الرماحين الكبير الى الشيخ زين الدين عبد الرحمن ابن تيمية أخي الشيخ العلامة تقي الدين رحمهما‌الله تعالى ، وباشر الامامة به في اليوم المذكور ، وذلك بمرسوم سلطاني ، وقرر له ايضا معلوم على المصالح والصدقات انتهى.

مسجد الجلادين

٣٢ ـ مسجد الجلادين بالقلاص ، كان يعرف بمسجد الطرايفيين ، سفل ، له منارة محدثة وإمام ومؤذن ، وعنده سقاية وقناة.

مسجد ابن القصيفة

٣٣ ـ مسجد عند مسبك الحديد يعرف بابن القصيفة الفامي له امام.

٢٣٦

مسجد واثلة

٣٤ ـ مسجد واثلة رضي الله تعالى عنه ، على رأس درب الزلاقة ، يجلس عنده الجنائزين ، كبير له إمام ومؤذن ووقف ، وهو سفل ، وعلى بابه قناة.

مسجد ابن أبي العود

٣٥ ـ مسجد في سويقة باب الصغير ، سفل ، لطيف ، يعرف بابن أبي العود ، له إمام ومؤذن ووقف ، وله منارة محدثة.

٣٦ ـ مسجد في درب العبسي عن يسار الخارج الى باب الصغير ، سفل ، لطيف.

مسجد القطانين

٣٧ ـ مسجد القطانين في طرف المقلاص ، خلف سوق الصوف ، سفل ، كبير ، له إمام ومؤذن ووقف.

٣٨ ـ مسجد بقرب حمام أبي نصر في الحريق ، سفل.

مسجد المزين

٣٩ ـ مسجد بناه معالي المزين ، له وقف وإمام.

٤٠ ـ مسجد في درب الحبالين ، عند رأس درب الريحان ، من السوق الكبير ، سفل ، يعرف بمسجد الريحان ، وهو مسجد فضالة بن عبيد الأنصاري (١) الصحابي قاضي دمشق رضي الله تعالى عنه ، عند بابه قناة.

مسجد الجلادين

٤١ ـ مسجد معلق ، يعرف بمسجد الجلادين ، له منارة وإمام ومؤذن ووقف.

٤٢ ـ مسجد لطيف ، سفل ، برأس درب البزوريين وسوق الاكافين ، له

__________________

(١) شذرات الذهب ١ : ٥٩.

٢٣٧

وقف ، وعنده قناة.

٤٣ ـ مسجد في طرف درب البزوريين القبلي ، سفل ، لطيف ، بشباك ، بناه الأمير سليمان الجزري.

٤٤ ـ مسجد آخر بقربه ، سفل ، لطيف ، له إمام ووقف ، وهو قديم.

٤٥ ـ مسجد في رأس درب القرشيين الذي ينفذ الى درب النخلة ، معلق ، بناه أبو غالب بن الكرخي البزار.

٤٦ ـ مسجد في السوق الكبير عند رأس درب الريحان ، سفل ، لطيف ، بشباك.

مسجد الكف

٤٧ ـ مسجد في قبة اللحم ، يعرف بمسجد الكف ، سفل ، له بابان وإمام ووقف.

٤٨ ـ مسجد في درب فندق البيع ، سفل ، له إمام ووقف ، وعنده قناة.

٤٩ ـ مسجد في زقاق الشعر ، قبل أن تصل الى درب الناقديين.

٥٠ ـ مسجد عند العمود المخلق في زقاق البزوريين ، سفل له إمام ووقف.

٥١ ـ مسجد القرشيين.

٥٢ ـ مسجد في درب الناقديين له إمام وقف.

٥٣ ـ مسجد في درب الناقديين ، سفل ، قديم.

مسجد ابن المقانعية

٥٤ ـ مسجد آخر في هذا الدرب ، عنده قناة ، سفل ، يعرف بابن المقانعية.

مسجد الزبيب

٥٥ ـ مسجد في السوق الكبير ، يعرف بمسجد الزبيب ويعرف قديما بمسجد ابن قاسم ، سفل ، كبير له وقف وإمام ومؤذن.

٢٣٨

مسجد ابن العرباض

٥٦ ـ مسجد في رأس درب البقل ، يعرف بابن العرباض ، له وقف.

مسجد ابن عنقود

٥٧ ـ مسجد في درب البقل ، يعرف بابن عنقود ، عنده قناة وله إمام ومؤذن ووقف.

٥٨ ـ مسجد لطيف بشباك ، مستجد ، عند دار ابن ابي الخوف في أول حارة الخاطب.

٥٩ ـ مسجد في رحبة الخاطب له منارة ، وفيه بئر ، وله امام ومؤذن. قال الأسدي في تاريخه رحمه‌الله تعالى في سنة سبع واربعين وثلثمائة : محمد بن علي أبو عبد الله الهاشمي الخاطب الدمشقي ، كان خطيبا بدمشق في أيام الإخشيدية ، كان شابا ، حسن الوجه ، مليح الشكل ، كامل الخلق ، توفي في شهر ربيع الأول ، وحضر جنازته نائب السلطنة ، وخلق لا يحصون كثرة ، ودفن بباب الصغير ، أرخه ابن عساكر. قال ابن كثير رحمه‌الله تعالى : وأظنه الذي تنسب إليه رحبة الخاطب من نواحي باب الصغير انتهى. قال الصفدي رحمه‌الله تعالى : أبو بكر ابن احمد بن عمر البغدادي الزاهد امام مسجد حارة الخاطب بدمشق ، كان صاحب عبادة ودين ومجاهدة ، سمع بمصر من محمود بن محمد الصابوني ، وبدمشق من اسماعيل الخيزوري والكندي (١) ، وكان يعرف بالمراوحي. قال الشيخ شمس الدين : وروى لنا عنه بالاجازة أبو المعالي بن البالسي. قال عمر بن الحاجب : سألت شيخنا عنه فقال : بلغني أنه جاور بمكة المشرفة سنة ، قرأ فيها الف ختمة رحمه‌الله تعالى ، وروى عنه ابو حامد بن الصابوني رحمهما‌الله تعالى ، وتوفي في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة انتهى.

٦٠ ـ مسجد آخر في رحبة الخاطب ، بناه بركات الزراد ، سفل ، له منارة خشب ومؤذن وامام.

__________________

(١) شذرات الذهب ٦ : ٣٩.

٢٣٩

٦١ ـ مسجد آخر في رحبة الخاطب ايضا ، كبير ، له منارة ، وفيه بئر ، وله امام ومؤذن.

مسجد الطباخين

٦٢ ـ مسجد الطباخين عند قنظرة ام حكيم ، في رأس سوق العلبيين ، سفل ، له إمام ومؤذن ووقف.

٦٣ ـ مسجد عند رأس درب الجبن ، ملاصق الحمام ، على بابه قناة ، سفل ، كبير ، قديم ، جدده الرئيس أبو الذواد مفرج بن الصوفي.

٦٤ ـ مسجد عند دار الشريف الجعفري ، ويعرف اليوم بدار خطلخ البالسي ، سفل ، لطيف بناه اكسوك بن خطلخ البالسي.

٦٥ ـ مسجد داخل درب الجبن ، عند درب الديلم ، سفل ، له إمام ومؤذن ووقف.

مسجد الحدادين

٦٦ ـ مسجد الحدادين ، سفل ، له وقف وإمام ومؤذن.

٦٧ ـ مسجد عند رأس درب العدس ، بينهما الطريق ، سفل ، كبير له إمام ومؤذن.

مسجد سوق اللؤلؤ

٦٨ ـ مسجد معلق ، يعرف بمسجد سوق اللؤلؤ ، كبير ، له إمام ومؤذن ووقف ، وعنده سقاية ، واحترق منذ أعوام ، وقد شرع في تجديده ، والله سبحانه وتعالى يسهل اتمامه ، فهو من المساجد القديمة.

٦٩ ـ مسجد في داخل درب العدس ، سفل ، لطيف.

٧٠ ـ مسجد لطيف في رأس سوق الطير سفل ، بشباك.

مسجد سوق الطير

٧١ ـ مسجد قبلية ، عند رأس درب الحبالين ، يعرف بمسجد سوق الطير ،

٢٤٠