تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٦

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

٣٠٩ ـ (عبد الله بن ساعدة) (١) أبو محمد الهذلي المدني.

يروي عن عمر.

قاله ابن سعد ، وقال : توفّي سنة مائة (٢).

٣١٠ ـ (عبد الله بن الصّامت) (٣) ـ م ٤ ـ ابن أخي أبي ذرّ الغفاريّ.

عن : عمّه ، وعمر ، وعثمان ، وعائشة ، وحذيفة ، والحكم ، ورافع ابني عمرو الغفاريّ.

وعنه : أبو عمران الجوني ، وحميد بن هلال ، وأبو العالية البراء ، ومحمد بن واسع ، وعمرو بن مرّة ، وأبو نعامة السّعديّ ، وجماعة.

وقال النّسائي : ثقة.

٣١١ ـ (عبد الله بن عبد الله بن الحارث) (٤) ـ خ م د ن ـ بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب أبو يحيى الهاشمي المدني أخو إسحاق ، ومحمد.

روى عن : أبيه ، وابن عبّاس ، وعبد الله بن خبّاب بن الأرتّ ، وعبد الله بن شدّاد.

روى عنه : أخوه عون الزّهري ، وعاصم بن عبيد الله ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب.

وكان من صحابة سليمان بن عبد الملك.

__________________

(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٦٠ ، الطبقات لخليفة ٢٣٦.

(٢) ليس في النسخة المطبوعة من طبقات ابن سعد ما يشير إلى تاريخ وفاة ابن ساعدة.

(٣) المعارف ٢٥٣ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣١٣ رقم ٣٣٣٤ ، الطبقات لخليفة ١٩١ ، التاريخ الكبير ٥ / ١١٨ رقم ٣٥٢ ، الجرح والتعديل ٥ / ٨٤ رقم ٣٨٨ ، الكاشف ٢ / ٨٧ رقم ٢٨١٣ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٤٧ رقم ٤٣٨٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٦٤ رقم ٤٥١ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٢٣ رقم ٣٨٤.

(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٣١٧ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٢٦ رقم ٣٧٢ ، الكاشف ٢ / ٩٠ رقم ٢٨٣٧ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٩٥ رقم ٢٤٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٨٤ رقم ٤٧٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٢٦ رقم ٤٠٩.

٤٠١

قال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث (١) ، قتلته السّموم بالأبواء سنة سبع وتسعين وهو مع سليمان ، فصلّى عليه.

٣١٢ ـ (عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى) (٢) ـ د ن ـ الخزاعي مولاهم الكوفي.

عن أبيه.

وعنه : أجلح الكنديّ ، وأسلم المنقري ، وسلمة بن كهيل ، ومنصور بن المعتمر ، وجماعة.

٣١٣ ـ (عبد الله بن عبد الملك بن مروان) (٣) بن الحكم الأموي.

ولي الغزو في أيام أبيه ، وبنى المصّيصة ، وكانت داره بمحلّة القباب عند باب الجامع. وولي إمرة مصر بعد عمّه عبد العزيز إلى أن عزل سنة تسعين بقرّة بن شريك.

وعن معن ، عن مالك قال : مات بسر بن سعيد ولم يدع كفنا ، ومات عبد الله بن عبد الملك وترك ثمانين مدى (٤) ذهب.

توفّي سنة مائة.

٣١٤ ـ (عبد الله بن أبي عتبة الأنصاري) (٥) ـ خ م ق ـ مولى أنس بن مالك.

عن : مولاه ، وعائشة ، وأبي سعيد ، وأبي الدرداء ـ وكأنه مرسل ـ وجابر ، وغيرهم.

وعنه : قتادة ، وثابت ، وعليّ بن زيد بن جدعان ، وحميد الطويل.

وثّقه ابن حبّان.

__________________

(١) حتى هنا العبارة في الطبقات لابن سعد ، وما بعدها ليس في النسخة المطبوعة منه.

(٢) كتاب المراسيل لابن أبي حاتم ١١٢ رقم ١٨٠ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ١٣٢ رقم ٣٩٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ٩٤ رقم ٤٣٣ ، الكاشف ٢ / ٩٢ رقم ٢٨٤٦ ، جامع التحصيل ٢٦٠ رقم ٣٧٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٩٠ رقم ٤٩٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٢٧ رقم ٤٢٠.

(٣) نسب قريش ١٦٤ ، الولاة والقضاة للكندي ٥٨ ـ ٦٣ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٤١٩ ـ ٤٢٠ رقم ١٠٠٧ ، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية رقم ٣٣٨٧) ١٥٧ ب ـ ١٥٩ ب ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٠٠ رقم ٢٥٤ ، معجم بني أميّة ٨٣ ـ ٨٥ رقم ١٦٩.

(٤) المدى : مكيال يساوي جريبا أو ١٥ مكّوكا (لسان العرب ـ مادة : مدى).

(٥) التاريخ الكبير ٥ / ١٥٨ رقم ٤٨٧ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٢٤ رقم ٥٧١ ، الكاشف ٢ / ٩٦ رقم ٢٨٧٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣١٢ رقم ٥٣٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٣٢ رقم ٤٦١.

٤٠٢

٣١٥ ـ (عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان) (١) ـ م د ت ن ـ أبو محمد الأموي ، سبط ابن عمر.

مدنيّ ، كان يقال له المطرف (٢) من حسنه وملاحته ، وهو والد محمد الديباج.

روى عن : ابن عبّاس ، ورافع بن خديج ، والحسين بن علي ، وجماعة.

روى عنه : أبو بكر بن حزم ، والزّهري ، وابنه محمد الديباج.

وكان شريفا كبير القدر جوادا ، مدحه الفرزدق ، وموسى شهوات.

توفّي بمصر سنة ستّ وتسعين.

وعن جميل أنه قال لبثينة : ما رأيت عبد الله بن عمرو بن عثمان يخطر على البلاط إلّا أخذتني الغيرة عليك وأنت بخبائك.

٣١٦ ـ (عبد الله بن أبي قتادة) (٣) ـ ع ـ الحارث بن ربعيّ الأنصاريّ.

روى عن أبيه فارس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه : يحيى بن أبي كثير ، وأبو حازم الأعرج ، وزيد بن أسلم وحصين بن عبد الرحمن ، وإسماعيل بن أبي خالد.

مات في خلافة الوليد ، وكان من علماء أهل المدينة وثقاتهم.

قال ابن حبّان (٤) : توفّي سنة خمس وتسعين.

__________________

(١) المعارف ١٩٩ و ٢٨٧ و ٥٩٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤ رقم ٤٦٦ ، الأغاني ١ / ٣٨٣ ـ ٤١٧ ، الجرح والتعديل ٥ / ١١٧ ـ ١١٨ رقم ٥٣٧ ، الشعر والشعراء ٢ / ٤٧٨ ـ ٤٨٠ ، نسب قريش ١١٨ ، سمط اللآلئ لأبي عبيد البكري ٤٢٢. الكاشف ٢ / ١٠١ رقم ٢٩١٤ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٨٤ ـ ٣٨٨ رقم ٣١٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩ رقم ٥٧٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٣٧ رقم ٥٠٤ النجوم الزاهرة ١ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، نزهة الأبصار ١ / ٥٢٦ ـ ٥٢٩.

(٢) المطرف : بكسر الميم.

(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٢٧٤ ، الطبقات لخليفة ٢٥٣ ، تاريخ خليفة ٣٠٩ ، مشاهير علماء الأمصار ٦٨ رقم ٤٦٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٢ رقم ١٣٩ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٧٥ ـ ١٧٦ رقم ٥٥٥ ، تهذيب الأسماء للنووي ق ١ ج ١ / ٢٨٣ رقم ٣٢٦ ، الكاشف ٢ / ١٠٦ رقم ٢٩٥٠ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٠٧ رقم ٣٤٣ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٠ رقم ٦١٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤١ رقم ٥٤٦ ، جامع التحصيل ٢٦٢ رقم ٣٩٠.

(٤) في الثقات ٥ / ٢٠.

٤٠٣

٣١٧ ـ (عبد الله بن أبي قيس) (١) ـ م ٤ ـ ويقال ابن قيس ، أبو الأسود ، ويقال عبد الله بن أبي موسى مولى عطيّة ، شاميّ حمصي.

روى عن : أبي الدّرداء ، وأبي ذرّ ، وعائشة ، وابن الزّبير.

روى عنه : عيسى بن راشد ، ويزيد بن خمير ، ومحمد بن زياد الألهاني ، ومعاوية بن صالح.

قال أبو حاتم : صالح الحديث ، ووثّقه النّسائيّ.

* ـ (عبد الله بن قيس) أبو بحرية. في الكنى.

٣١٨ ـ (عبد (٢) الله بن قيس الرّقيّات) (٣) المدني المشهور الّذي يقول في كثيرة زوجة عليّ بن عبد الله بن عبّاس :

عاد له من كثيرة الطّرب

فعينه بالدموع تنسكب

كوفيّة نازح محلّتها

لا أمم دارها ولا صقب

والله ما إن صبت إليّ ولا

يعرف بيني وبينها نسب (٤)

إلّا الّذي أورثت كثيرة في

القلب وللحبّ سورة عجب

٣١٩ ـ (عبد الله بن كعب بن مالك) (٥) ـ خ م ن ق ـ توفّي سنة سبع أو ثمان وتسعين.

__________________

(١) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٦ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤٠ رقم ٦٥٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٧٢ ـ ١٧٣ رقم ٥٤٩ ، الكاشف ٢ / ١٠٧ رقم ٢٩٥٨ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٠٨ رقم ٣٤٥ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ رقم ٢٣١ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٢ رقم ٥٥٧.

(٢) ويقال : «عبيد».

(٣) الأغاني ٥ / ٧٣ ـ ١٠٠ ديوان ابن قيس الرقيّات ، طبعة قيينا ١٩٠٢ ، خزانة الأدب للبغدادي ٣ / ٢٦٧ طبعة بولاق ، وفيات الأعيان ٣ / ٨٨ و ١٩٦ ، نسب قريش (انظر فهرس أسماء الشعراء) ، الكامل في الأدب للمبرّد ١ / ٣٩٩.

(٤) في الديوان ورد الشطر الثاني :

«يعلم بيني وبينها سبب»

وورد في الأغاني ٧٩ :

«إن كان بيني وبينها سبب»

(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٢٧٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٧٨ ـ ١٨٠ رقم ٥٦٢ ، الثقات لابن =

٤٠٤

وقد ذكرناه في الطبقة الماضية فيحوّل.

٣٢٠ ـ (عبد الله بن كعب الحميري) (١) مولى عثمان رضي‌الله‌عنه.

عن : عمر ابن أبي سلمة ، وأبي بكر بن عبد الرحمن.

وعنه : عبد ربّه بن سعيد الأنصاري ، وابن إسحاق ، وغيرهما.

يؤخّر.

٣٢١ ـ عبد الله بن محمد بن الحنفيّة (٢) ع

أبو هاشم الهاشميّ العلويّ المدني.

روى عن : أبيه ، وعن صهر له صحابيّ من الأنصار.

روى عنه : الزّهريّ ، وعمرو بن دينار ، وسالم بن أبي الجعد ، وابنه عيسى أبو محمد.

وهو نزر الحديث.

وفد على سليمان بن عبد الملك فأدركه أجله بالبلقاء في رجوعه.

قال مصعب الزّبيري : كان أبو هاشم صاحب الشّيعة ، فأوصى

__________________

= حبّان ١٢٦ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤٢ رقم ٦٦٤ ، مشاهير علماء الأمصار ٧٠ رقم ٤٨١ ، الكاشف ٢ / ١٠٨ رقم ٢٩٦٢ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤١١ ـ ٤١٢ رقم ٣٤٩ ، البداية والنهاية ٩ / ٤٣ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٩ رقم ٦٣٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٢ رقم ٥٦٢.

(١) التاريخ الكبير ٥ / ١٨٠ رقم ٥٦٣ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٤٢ رقم ٦٦٥ ، الكاشف ٢ / ١٠٨ رقم ٢٩٦٣ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٩ رقم ٦٣٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٣ رقم ٥٦٣.

(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ، مشاهير علماء الأمصار ١٢٧ رقم ٩٩٤ ، الملل والنّحل للشهرستاني ٢٩٠ ـ ٢٩٤ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٨٧ رقم ٥٨٢ ، مقالات الإسلاميين للأشعري (تحقيق ريتر ـ طبعة المعهد الألماني) ٢٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٥٥ رقم ٧١١ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٨٧ رقم ٥٨٢ ، الطبقات لخليفة ٢٣٩ ، تاريخ خليفة ٣١٦ ـ ٣٢٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٢٩ رقم ٣٦٤ ، مقاتل الطالبيين ١٥٩ ، المعارف ٢١٦ ـ ٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ١٢٩ رقم ٣٧ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٨٣ رقم ٤٥٣٣ ، العبر ١ / ١١٦ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٢٤ ـ ٤٢٥ رقم ٣٦٣ ، الكاشف ٢ / ١١٣ رقم ٣٠٠٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٦٦ رقم ٢٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٨ رقم ٦٠٨ ، شذرات الذهب ١ / ١١٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣١٣.

٤٠٥

إلى محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس والد السّفّاح ، ودفع إليه كتبه وصرف الشيعة إليه.

وقال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث وكان الشيعة يلقونه وينتحلونه ، فلما احتضر أوصى إلى محمد بن عليّ ، وقال : أنت صاحب هذا الأمر ، وهو في ولدك ، وصرف الشيعة إليه ودفع إليه كتبه.

وقال الزّهري مرّة أخرى : ثنا الحسن ، وعبد الله ابنا محمد بن عليّ. وكان عبد الله يجمع أحاديث السّبائيّة (١).

وقال أبو أسامة : أحدهما مرجئ ـ يعني الحسن ـ والآخر شيعيّ.

قال يعقوب بن شيبة : ثنا سليمان بن منصور ثنا حجر بن عبد الجبّار : سمعت عيسى بن عليّ وذكر أبا هاشم فقال : كان قبيح الخلق ، قبيح الهيئة ، قبيح الدّابّة ، فما ترك شيئا من القبح إلّا نسبه إليه ، قال : وكان لا يذكر أبي عنده ـ أبوه هو عليّ بن عبد الله ـ إلّا عابه ، فبعث إلى ابنه محمد بن عليّ إلى باب الوليد بن عبد الملك ، فأتى أبا هاشم ، فكتب عنه العلم ، وكان يأخذ بركابه ، فكفّه ذلك عن أبينا ، وكان أبي يلطّف محمدا بالشيء يبعث به إليه من دمشق ، فيبعث به محمد إلى أبي هاشم. وأعطاه مرّة بغلة فكبرت عنده ، قال : وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم ، فمرض واحتضر ، فقال له الخراسانية : من تأمرنا نأتي بعدك؟ قال : هذا ، قالوا : ومن هذا؟ قال : هذا محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس ، قالوا : وما لنا ولهذا؟ قال : لا أعلم أحدا أعلم منه ولا خيرا منه ، فاختلفوا إليه.

قال عيسى : فذاك سببنا بخراسان.

وروي عن جويرية بن أسماء ، وعن غيره أنّ سليمان بن عبد الملك دسّ على عبد الله من سمّه لمّا انصرف من عنده ، فهيّأ أناسا ، وجعل عندهم لبنا

__________________

(١) هم أصحاب عبد الله بن سبإ رأس الطائفة السبئيّة التي تقول بألوهيّة عليّ ورجعته ، وتقول بتناسخ الجزء الإلهيّ في الأئمّة بعد عليّ. (راجع : الملل والنّحل للشهرستاني ١ / ١٧٤ ، لسان الميزان لابن حجر ٣ / ٢٨٩).

٤٠٦

مسموما ، فتعرّضوا له في الطّريق ، فاشتهى اللّبن وطلبه منهم ، فشربه ، فهلك ، وذلك بالحميمة (١) في سنة ثمان وتسعين ، وقيل في سنة تسع وتسعين.

حديثه بعلو في جزء البانياسي.

٣٢٢ ـ عبد الله بن محيريز (٢) ع

ابن جنادة بن وهب القرشيّ الجمحيّ المكّي أبو محيريز ، نزيل بيت المقدس.

لا أعلم أحدا ذكر أباه في الصحابة ، والظاهر أنه من مسلمة الفتح.

روى عن : عبادة بن الصّامت ، وأبي محذورة المؤذّن الجمحيّ ، وكان زوج أمّه ، ومعاوية ، وأبي سعيد ، والصّنابحيّ (٣) وغيرهم.

واسم أبي محذورة سلمة بن معير.

روى عنه : خالد بن معدان ، ومكحول ، وحسّان بن عطيّة ، والزّهري ، ويحيى الشّيبانيّ أبو زرعة ، وإسماعيل بن عبيد الله ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وجماعة.

__________________

(١) بلفظ تصغير الحمّة. بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام. (معجم البلدان ٢ / ٣٠٧).

(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٤٤٧ ، الطبقات لخليفة ٢٩٤ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٠٧ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ١٩٣ ـ ١٩٤ رقم ٦١٣ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٣٥ و ٣٦٤ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٦٨ رقم ٧٧٦ ، مشاهير علماء الأمصار ١١٧ رقم ٩٠٤ ، الثقات لابن حبّان ١٢٦ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٢٥ ، حلية الأولياء ٥ / ١٣٨ ـ ١٤٩ رقم ٣٠٦ ، أسد الغابة ٣ / ٢٥٢ ، صفة الصفوة ٤ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨ رقم ٣٣٢ ، تحفة الأشراف للمزّي ١٣ / ٢٦٤ رقم ١١٤٩ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٩٤ ـ ٤٩٦ رقم ١٩٤ ، الكاشف ٢ / ١١٥ رقم ٣٠١٠ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٦٤ ، العبر ١ / ١١٧ ـ ١١٨ ، البداية والنهاية ٩ / ١٨٥ ـ ١٨٦ ، العقد الثمين للفاسي ٥ / ٢٤٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٢ ـ ٢٣ رقم ٣١ ، الإصابة ، رقم ٦٦٣٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٩ رقم ٦٢٠ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٥٩٩ ـ ٦٠٠ رقم ٥٠٨ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٢٧ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢١٤ ، شذرات الذهب ١ / ١١٦.

(٣) بضم الصاد وفتح النون. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر بن عوثبان .. (اللباب ٢ / ٢٤٧).

٤٠٧

وكان كبير القدر عالما عابدا قانتا لله.

قال الأوزاعيّ : كان ابن أبي زكريا يقدم فلسطين فيلقى ابن محيريز فتتقاصر إليه نفسه لما يرى من فضل ابن محيريز.

وقال عمرو بن عبد الرحمن بن محيريز : كان جدّي يختم في كلّ جمعة ، وربّما فرشنا له فراشا ، فيصبح على حاله لم ينم عليه.

وقال مروان الطّاطريّ : ثنا رباح بن الوليد ـ قلت : وقد وثّقه أبو زرعة ـ النّصريّ ، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة قال : قال رجاء بن حيوة : إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهما فإنّا نفخر عليهم بعابدنا عبد الله بن محيريز.

وقال محمد بن حمير ، عن ابن أبي عبلة ، عن رجاء قال : إن كان أهل المدينة يرون ابن عمر فيهم إماما فإنّا نرى ابن محيريز فينا إماما ، وكان صموتا معتزلا في بيته.

روى رجاء بن أبي سلمة ، عن خالد بن دريك قال : كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممّن أدركت ، كان أبعد النّاس أن يسكت عن حقّ في الله من غضب ورضا ، وكان من أحرص النّاس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.

وقال ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن مقبل بن عبد الله الكنانيّ قال : ما رأيت أحدا أحرى أن يستر خيرا من نفسه ، ولا أقول لحقّ إذا رآه من ابن محيريز. ولقد رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبّة خزّ ، فقال : أتلبس الخزّ؟ فقال : إنّما ألبسها لهؤلاء ـ وأشار إلى عبد الملك ـ فغضب ابن محيريز وقال له : ما ينبغي أن تعدل خوفك من الله بأحد من الناس.

وعن الأوزاعيّ قال : من كان مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز ، فإنّ الله لم يكن ليضلّ أمّة فيها ابن محيريز.

٤٠٨

وقال يحيى بن أبي عمرو السيباني : قال لنا ابن محيريز إنّي أحدّثكم فلا تقولوا حدّثنا ابن محيريز ، فإنّي أخشى أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعا يسوؤني.

وقال عبد الواحد بن موسى : سمعت ابن محيريز يقول : اللهمّ إنّي أسألك ذكرا خاملا.

وقال رجاء بن أبي سلمة : كان ابن محيريز يجيء إلى عبد الملك بالصّحيفة فيها النّصيحة فيقرئه إيّاها ، فإذا فرغ منها أخذ الصّحيفة.

وعن رجاء بن حيوة قال : بقاء ابن محيريز أمان للنّاس.

وقال ضمرة : مات في ولاية الوليد.

وقال خليفة : مات في زمن عمر بن عبد العزيز.

٣٢٣ ـ و (عبد الله بن مرّة الهمدانيّ الكوفي) (١).

يروي عن : البراء بن عازب ، وابن عمر ، ومسروق.

روى عنه : منصور ، والأعمش.

وثّقه ابن معين (٢).

توفّي سنة مائة.

٣٢٤ ـ (عبد الله بن مسافع) (٣) ـ د ن ـ بن عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي (٤) المكّي.

__________________

(١) الطبقات لخليفة ١٥٧ ، تاريخ خليفة ٣٢٥ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٢٩٠ ، التاريخ الكبير ٥ / ١٩٢ رقم ٦٠٩ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٦٥ ـ ١٦٦ رقم ٧٦٣ ، الكاشف ٢ / ١١٥ رقم ٣٠١٣ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٠٣ رقم ٥١٣ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٤ ـ ٢٥ رقم ٣٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٤٩ رقم ٦٢٤.

(٢) التاريخ لابن معين ٢ / ٣٣٠.

(٣) تاريخ أبي زرعة ١ / ٥١٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٧٦ رقم ٨٢٧ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢١٠ ـ ٢١١. رقم ٦٧٤ ، الكاشف ٢ / ١١٦ رقم ٣٠١٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٦ ـ ٢٧ رقم ٤٠ تقريب التهذيب ١ / ٤٥٠ رقم ٦٢٨.

(٤) في الأصل «الحجيبي» والتصحيح من (اللباب ١ / ٣٤٢).

٤٠٩

سمع من : عمّته صفيّة ، وابن عمّته مصعب بن عثمان.

وعنه : منصور بن صفيّة ، وابن جريج.

ومات مرابطا مع سليمان بن عبد الملك.

له حديث في سجود السّهو في السّنن.

٣٢٥ ـ (عبد الله بن وهب) (١) ـ ت ق ـ بن زمعة بن الأسود الأسديّ الزّمعيّ المدني الأصغر ، لأنّ أخاه عبد الله الأكبر قتل يوم الدار.

عن : أمّ سلمة ، وابن عمر ، ومعاوية.

وعنه : هاشم بن هاشم بن عتبة (٢) ، والزّهري ، وسالم أبو النّضر ، وحفيده يعقوب بن عبد الله بن عبد الله.

ذكره ابن حبّان في الثّقات (٣).

٣٢٦ ـ (عبد الله بن يزيد الحبليّ) أبو عبد الرحمن.

يذكر في الكنى.

٣٢٧ ـ عبد الرحمن بن أبي بكرة الثّقفي (٤).

أبو بحر ، ويقال أبو حاتم.

سمع : أباه ، وعليّا.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢١٨ رقم ٧٠٩ ، الطبقات لخليفة ٢٤١ ، الطبقات الكبرى ١٨٩ ، المعارف ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٨٨ ـ ١٨٩ رقم ٨٧٧ ، أسد الغابة ٣ / ٢٧٣ ، تاريخ دمشق (مخطوط الأزهرية ١٠١٧٠) ١٥٠ أ ـ ١٥١ أ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٦٤ ـ ٦٦٥ رقم ٥٦٢ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٧٠ ـ ٧١ رقم ١٣٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٥٩ رقم ٧٢٧ ، مشاهير علماء الأمصار ٩٨ رقم ٧٢٣ ، تهذيب الأسماء ق ١ ج ١ / ٢٩٥.

(٢) مهمل في الأصل.

(٣) ج ٥ / ٤٨.

(٤) التاريخ لابن معين ٢ / ٣٤٥ ، تاريخ خليفة ١٢٩ و ١٦٥ و ٣٠٣ ، الطبقات لخليفة ٢٠٣ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢٦٠ رقم ٧٣٨ ، الكاشف ٢ / ١٤٠ رقم ٣١٩٥ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٨ ـ ١٤٩ رقم ٣٠٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٤ رقم ٨٨٢ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٥٥.

٤١٠

روى عنه : محمد بن سيرين ، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة ، وخالد الحذّاء ، وآخرون.

وهو أوّل مولود ولد بالبصرة ، وكان ثقة جليل القدر ، قد وفد مع أبيه على معاوية.

قال أبو عمرو الدّانيّ : قال شعبة : كان عبد الرحمن أقرأ أهل البصرة.

قال هدبة بن خالد : ثنا عبد الواحد بن صفوان : سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يقول : أنا أنعم الناس ، أنا أبو أربعين ، وعمّ أربعين ، وخال أربعين ، وأبي أبو بكرة (١) وعمّي زياد ، وأنا أوّل مولود ولد بالبصرة ، فنحرت عليّ جزور.

وقال مخلد بن الحسين ، عن هشام ، عن ابن سيرين قال : اشتكى رجل فوصف له لبن الجواميس ، فبعث إلى عبد الرحمن بن أبي بكرة : ابعث إلينا بجاموسة ، قال : فبعث إلى قيّمه : كم حلوب لنا؟ قال : تسعمائة. قال : ابعث بها إليه. وقد رويت هذه الحكاية لعبيد الله بن أبي بكرة ، وهي به أشبه.

قال المدائني ، وابن معين : توفّي سنة ستّ وتسعين.

٣٢٨ ـ (عبد الرحمن بن أذينة العبديّ) (٢) ـ ق ـ قاضي البصرة.

يروي عن : أبيه أذينة بن سلمة ، وأبي هريرة.

وعنه : الشّعبيّ ، وقتادة ، وأبو إسحاق ، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرميّ.

وثّقه أبو داود.

وولّاه الحجّاج قضاء البصرة سنة ثلاث وثمانين ، وبقي إلى حدود سنة خمس وتسعين ومات.

__________________

(١) اسمه : نفيع. (الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨).

(٢) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢٥٥ رقم ٨٢٢ ، الطبقات لخليفة ١٩٨ ، تاريخ خليفة ٢٢٧ و ٢٥٦ و ٢٩٦ و ٣٠٠ و ٣٠٢ ، مشاهير علماء الأمصار ٩٦ رقم ٧٠٦ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٤٤ رقم ١٩٧٢ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢١٠ رقم ٩٩٢ ، الكاشف ٢ / ١٣٨ رقم ٣١٧٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٣٤ ـ ١٣٥ رقم ٢٧٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٢ رقم ٨٦١ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ١١٤ ـ ١١٥.

٤١١

٣٢٩ ـ عبد الرحمن بن الأسود (١) ع

ابن يزيد بن قيس أبو حفص النّخعيّ الكوفي.

يروي عن : أبيه ، وعمّه علقمة بن قيس ، وعائشة ، وابن الزّبير.

وأدرك عمر.

روى عنه : الأعمش ، وإسماعيل بن خالد ، ومحمد بن إسحاق ، وحجّاج بن أرطاة ، ومالك بن مغول ، وزبيد (٢) اليامي (٣) ، وأبو إسرائيل الملائي ، وعبد الرحمن المسعودي ، وأبو بكر النّهشلي ، وآخرون.

وكان فقيها عابدا ثقة فاضلا.

قال حمّاد بن زيد : ثنا الصّقعب بن زهير ، عن عبد الرحمن بن الأسود قال : كان أبي يبعثني إلى عائشة رضي‌الله‌عنها ، فلما احتلمت أتيتها ، فناديت من وراء الحجاب : يا أمّ المؤمنين ، ما يوجب الغسل؟ فقالت : أفعلتها يا لكع؟ إذا التقت المواسي (٤).

وقال إسماعيل بن أبي خالد : قلت لعبد الرحمن بن الأسود : ما منعك أن تسأل كما سأل إبراهيم؟ قال : إنه كان يقال : جرّدوا القرآن.

وقال زبيد ، عن عبد الرحمن بن الأسود إنّه كان يصلّي بقومه في رمضان اثنتي عشرة ترويحة ، ويصلّي لنفسه بين كلّ ترويحتين اثنتي عشرة ركعة ، ويقرأ بهم ثلث القرآن كلّ ليلة ، وكان يقوم بهم ليلة الفطر.

__________________

(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٢٨٩ ، الطبقات لخليفة ١٥٧ ، تاريخ خليفة ٣٢٠ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ رقم ٨١٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٠٩ رقم ٩٨٦ ، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم ١٢٩ رقم ٢٢٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠٢ رقم ٧٥١ ، المعارف لابن قتيبة ٤٣١ ـ ٤٣٢ و ٤٦٤ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ١١ ـ ١٢ رقم ٨ ، الكاشف ٢ / ١٣٩ رقم ٣١٨٠ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٠ ـ ١٤١ رقم ٢٨٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٣ رقم ٨٦٨ ، جامع التحصيل ٢٦٩ رقم ٤٢٢.

(٢) مهمل في الأصل.

(٣) في اللباب ١ / ٩٦ «الإيامي» بكسر الهمزة.

(٤) الخبر في الطبقات لابن سعد ، والمواسي ، تعني العانات لأنّ المواسي تجري عليها.

٤١٢

وروى مالك بن مغول ، عن رجل قال : دخلت المسجد يوم جمعة ، فإذا عبد الرحمن بن الأسود قائم يصلّي ، فعددت له ستّا وخمسين ركعة ، ثم صلّى الجمعة ، ثم قام ، فعددت له مثلها حتى سهوت أو ترك.

وقال حفص بن غياث ، عن ابن إسحاق قال : قدم علينا عبد الرحمن بن الأسود حاجّا فاعتلّت رجله ، فقام يصلّي على قدم حتى أصبح.

وقال موسى بن إسماعيل : ثنا ثابت بن يزيد ، ثنا هلال بن خبّاب قال : كان عبد الرحمن بن الأسود ، وعقبة مولى رويم ، وسعد أبو هشام ، يحرمون من الكوفة ، ويصومون يوما ويفطرون يوما حتى يرجعوا.

ويروى أنّ عبد الرحمن بن الأسود صام حتى أحرق الصّوم لسانه.

وقال الشّعبيّ : أهل بيت خلقوا للجنّة : علقمة ، والأسود ، وعبد الرحمن.

وعن الحكم قال : لما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى ، فقيل : ما يبكيك؟

قال : أسفا على الصّلاة والصّوم ، ولم يزل يقرأ القرآن حتى مات. ورئي له أنّه من أهل الجنّة.

قال خليفة : مات سنة ثمان أو تسع وتسعين.

وذكر ابن عساكر أنّه وفد على عمر بن عبد العزيز.

٣٣٠ ـ (عبد الرحمن بن بشر) (١) ـ م د ن ـ بن مسعود الأنصاري المدني الأزرق.

عن : أبي مسعود الأنصاري ، وخبّاب ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد.

وعنه : إبراهيم النّخعيّ ، ومحمد بن سيرين ، وأبو حصين الأسدي ، وأبو بشر جعفر بن إياس ، وآخرون.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٥ / ٢١٥ رقم ١٠١٢ وفيه : «عبد الرحمن بن بشير بن أبي مسعود» ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ رقم ٨٤٤ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٤٥ ، تحفة الأشراف للمزّي ١٣ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠ رقم ١١٦٢ ، الكاشف ٢ / ١٤٠ رقم ٣١٩٠ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٥ رقم ٢٩٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٣ رقم ٨٧٧.

٤١٣

٣٣١ ـ (عبد الرحمن بن البيلمانيّ الشاعر) (١) ـ ع ـ.

روى عن : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وابن عبّاس ، وعمرو بن عبسة (٢) ، وابن عمر ، وغيرهم.

روى عنه : حبيب بن أبي ثابت ، وزيد بن أسلم ، وربيعة الرأي ، ومحمد ابنه.

ليّنه أبو حاتم.

توفّي في خلافة الوليد ، وقيل كان أشعر شعراء اليمن.

٣٣٢ ـ (عبد الرحمن بن جبير) (٣) ـ م د ت ق ـ المصري المؤذّن.

يروي عن : عقبة بن عامر الجهنيّ ، وعبد الله بن عمرو ، وغيرهما.

روى عنه : بكر بن سوادة ، وكعب بن علقمة ، وعبد الله بن هبيرة ، ويزيد بن أبي حبيب المصريّون.

قال ابن لهيعة : كان عالما بالفرائض ، وكان عبد الله بن عمرو معجبا به يقول إنّه لمن المخبتين.

وقال النّسائي : ثقة.

وقال أبو سعيد بن يونس : هو مولى نافع بن عبد عمرو القرشيّ العامريّ شهد فتح مصر.

توفّي سنة سبع أو ثمان وتسعين.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٥ / ٢١٦ رقم ١٠١٨ و ٢٣٦ رقم ١١١٨ وانظر الحاشية ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ رقم ٨٤٨ و ٢٨٥ رقم ٩٢٣ وانظر الحاشية ، الطبقات لخليفة ٢٤٩ و ٢٨٧ ، تحفة الأشراف للمزّي ١٣ / ٢٧٠ رقم ١١٦٣ ، الكاشف للذهبي ٢ / ١٤١ رقم ٣١٩٨ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٩ ـ ١٥٠ رقم ٣٠٣ و ١٨٠ رقم ٣٦٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٤ رقم ٨٨٥.

والبيلماني : بفتح فسكون ففتح ، نسبة إلى موضع باليمن يدعى بيلمان.

(٢) في الأصل «عنبسة» وهو تحريف.

(٣) الجرح والتعديل ٥ / ٢٢١ رقم ١٠٣٩ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٦٧ رقم ٨٦٣ ، الكاشف ٢ / ١٤٢ رقم ٣٢٠٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٥٤ ـ ١٥٥ رقم ٣١٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٧٥ رقم ٨٩٥ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥١٥ ، حسن المحاضرة ١ / ١٠٦.

٤١٤

٣٣٣ ـ عبد الرحمن بن عائذ الأزدي (١) ع

الثّمالي الحمصي ، أبو عبد الله ، يقال له صحبة ولا يصحّ.

روى عن : عمر ، ومعاذ ، وأبي ذرّ ، وعلي ، وعمرو بن عبسة ، وعوف بن مالك الأشجعيّ ، والعرباض ، وغيرهم.

روى عنه : محفوظ بن علقمة ، وراشد بن سعد ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وسليم بن عامر ، ويحيى بن جابر ، وثور بن يزيد ، وصفوان بن عمرو.

وقال يحيى بن جابر : كان من حملة العلم ويتطلّبه من الصّحابة وغيرهم.

وقال غيره : لما مات خلّف كتبا وصحفا من علمه ، وخرج مع ابن الأشعث فأسر يوم الجماجم (٢) وأدخل على الحجّاج فعفا عنه.

وثّقه النّسائي.

قال بقيّة : حدّثني ثور بن يزيد قال : كان أهل حمص يأخذون كتب ابن عائذ ، فما وجدوا فيها من الأحكام ، عمدوا بها على باب المسجد قناعة بها ورضا بحديثه.

وحدّثني أرطاة بن المنذر قال : اقتسم رجال من الجند كتب ابن عائذ بينهم بالميزان لقناعته فيهم (٣).

__________________

(١) الطبقات لخليفة ٣١٠ و ٣١٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ رقم ١٠٢٩ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٧٠ رقم ١٢٧٨ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٦٠ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٦٩ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ، كتاب المراسيل ١٢٤ رقم ٢١٢ ، مشاهير علماء الأمصار ١١٣ رقم ٨٦١ ، أسد الغابة ٣ / ٣٠٣ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٨٧ ـ ٤٨٩ رقم ١٨٧ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٥٧١ رقم ٤٨٩٨ ، الكاشف ٢ / ١٥١ رقم ٣٢٧٤ ، الإصابة رقم ٥١٤٧ و ٦٦٩٤ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ رقم ٤١٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٨٦ رقم ٩٩٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٩ ، جامع التحصيل ٢٧١ رقم ٤٣٤.

(٢) وقعة بين الحجّاج وابن الأشعث بظاهر الكوفة ، تمّت فيها كسرة ابن الأشعث ووقع القتل في القرّاء. (انظر : تاريخ الرسل للطبري ٦ / ٣٥٧).

(٣) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٨٣.

٤١٥

روى جنادة بن مروان عن أبيه قال : لمّا أتي الحجّاج بعبد الرحمن بن عائذ يوم الجماجم ، وكان به عارفا ، قال : كيف أصبحت؟ قال : كما لا يريد الله ، ولا يريد الشيطان ، ولا أريد ، قال : ويحك ما تقول! قال : نعم يريد الله أن أكون عابدا زاهدا ، وما أنا كذلك ، ويريد الشيطان أن أكون فاسقا مارقا ، وما أنا كذلك ، وأريد أن أكون مخلى في سربي آمنا في أهلي ، وما أنا كذلك. فقال الحجّاج : أدب عراقيّ ومولد شاميّ وجيراننا إذ كنّا بالطّائف ، خلّوا عنه.

٣٣٤ ـ (عبد الرحمن بن محيريز) (١) ـ ع ـ أخو عبد الله بن محيريز الجمحيّ الشامي ، وهو الصغير.

وروى عن : فضالة بن عبيد ، وزيد بن أرقم ، وغيرهما.

وعنه : إبراهيم بن محمد بن حاطب ، ومكحول ، وأبو قلابة الجرمي (٢).

صدوق.

٣٣٥ ـ (عبد الرحمن بن معاوية بن حديج) (٣) الكندي التّجيبي المصري. قاضي مصر لعبد العزيز بن مروان وصاحب شرطته ونائبة على مصر إذا غاب ، ولهذا قال شعبة بن عفير : جمع له القضاء وخلافة السلطان.

روى عن : أبيه ، وأبي بصرة الغفاريّ ، وعبد الله بن عمر.

وروى عنه : يزيد بن أبي حبيب ، وعقبة بن مسلم ، وواهب المعافري ، وسويد بن قيس.

ووفد على الوليد بن عبد الملك ببيعة أهل مصر له.

توفّي سنة خمس وتسعين. كنيته أبو معاوية ، ولم يخرّجوا له شيئا.

__________________

(١) الطبقات لخليفة ٣٠٧ ، الكاشف ٢ / ١٦٣ رقم ٣٣٥٢ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٦٨ رقم ٥٢٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٩٧ رقم ١١٠٦ ، جامع التحصيل ٢٧٦ رقم ٤٥٥.

(٢) هو عبد الله بن زيد الجرمي ، بفتح الجيم وسكون الراء ، نسبة إلى جرم ، وهي قبيلة جرم بن ريان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. (اللباب ١ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤).

(٣) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٤ رقم ١٣٥٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٥٠ رقم ١١٠٦ ، كتاب الولاة والقضاة للكندي ٥٣ و ٥٨ و ٦٤ و ٣٢٤ ـ ٣٢٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ رقم ٥٣٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٩٨ رقم ١١١٥ ، حسن المحاضرة ١ / ٩١.

٤١٦

٣٣٦ ـ (عبد الرحمن بن يزيد بن جارية (١) الأنصاري) ـ خ ٤ ـ المدني ، أخو مجمّع ، وابن أخي مجمّع.

ولد على عهد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحدّث عن : عمّه ، وأبي لبابة بن عبد المنذر ، وخنساء بنت خذام (٢).

روى عنه : القاسم بن محمد ، والزّهري ، وعبد الله بن محمد بن عقيل.

وروي عن الأعرج قال : ما رأيت بعد الصّحابة أفضل منه.

وقال ابن سعد (٣) : كان ثقة ، ولي قضاء المدينة في خلافة الوليد ، وهو قليل الحديث.

توفّي عبد الرحمن سنة ثلاث وتسعين.

٣٣٧ ـ (عبد الرحمن بن وعلة) (٤) ـ م ٤ ـ ويقال ابن أسميفع (٥) ـ السّبائي (٦) المصري.

عن : ابن عبّاس ، وابن عمر.

وعنه : أبو الخير مرثد اليزني ، وزيد بن أسلم ، وجعفر بن ربيعة ، وآخرون.

__________________

(١) الطبقات لخليفة ٨٢ ، تاريخ خليفة ٣١٢ و ٣١٦ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦٣ ـ ٥٦٤ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٨٦ ـ ٣٨٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٧٣ رقم ٥١٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ٣٦٣ رقم ١١٥١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٩٩ رقم ١٤١٧ ، الكاشف ٢ / ١٦٨ رقم ٣٣٨٩ ، جامع التحصيل ٢٧٧ رقم ٤٥٨ تهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ رقم ٥٧٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٠٢ رقم ١١٥٤.

(٢) مهمل في الأصل.

(٣) الطبقات الكبرى ٥ / ٨٤.

(٤) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٣٥٩ رقم ١١٤١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٩٦ رقم ١٤٠٢ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٣٦١ ، مشاهير علماء الأمصار ١٢٠ رقم ٩٣٧ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٩٨ و ٤٨٤ و ٥٣٠ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٥٩٦ رقم ٤٩٩٨ ، الكاشف ٢ / ١٦٨ رقم ٣٣٨٥ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ رقم ٥٧٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٠٢ رقم ١١٥٠ ، حسن المحاضرة ١ / ١٠٦.

(٥) في الأصل «السميفع» ، والتصحيح من اللباب ٢ / ٩٨ ومن الخلاصة حيث ضبطه بضمّ أوّله.

(٦) بفتح السين المهملة والباء الموحّدة. بعدها همزة مكسورة ، نسبة إلى سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإلى عبد الله بن سبإ رأس الغلاة من الرافضة. (اللباب ٢ / ٩٨).

٤١٧

وثّقه ابن معين وغيره ، وكان أحد الأشراف بمصر.

٣٣٨ ـ عبد الملك الشّابّ الناسك العابد (١)

ولد عمر بن عبد العزيز.

قال عبد الله بن يونس الثقفي ، عن سيّار أبي الحكم قال : قال ابن لعمر بن عبد العزيز يقال له عبد الملك : يا أبه أقم الحقّ ولو ساعة من نهار. وكان يفضّل على عمر.

وقال يحيى بن يعلى المحاربيّ : ثنا بعض المشيخة قال : كنّا نرى أنّ عمر بن عبد العزيز إنّما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك (٢).

وقال أبو المليح ، عن ميمون بن مهران قال : قال لي عمر بن عبد العزيز : الق عبد الملك ، فأتيته فقلت لغلامه : استأذن لي ، فسمعت صوته : أدخل ، فدخلت ، فإذا خوان بين يديه ، عليه ثلاثة أقرصة وقصعة فيها ثريد ، فقال : كل فما منعني من الأكل إلّا الإبقاء عليه ، فاعتللت بشيء ، فلما فرغ دعا غلامه وأعطاه فلوسا ، فقال : جئنا بعنب ، فجاء بشيء صالح ، وكان عمر منع من العصير ، فرخّص العنب ، فقال : الله كان منعك الإبقاء علينا فكل من هذا فإنّه رخيص ، قلت : من أين معاشك؟ قال : أرض لي أستدين عليها ، قلت : فلعلّك تستدين من رجل يشقّ عليه وهو يحتمل ذلك لمكانك؟ قال : لا إنّما هي دراهم لصاحبتي استقرضتها ، قلت : أفلا أكلّم أمير المؤمنين يجري عليك رزقا ، فأبى ذلك وقال : والله ما يسرّني أنّ أمير المؤمنين أجرى عليّ شيئا من صلب ماله دون إخوتي الصّغار ، فكيف يجري عليّ من فيء المسلمين.

وقال فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، أنّ عمر بن عبد العزيز قال له : إنّ ابني عبد الملك آثر ولدي عندي ، وقد زيّن عليّ علمي بفضله ،

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٣ ـ ٥٧٤ ، صفة الصفوة ٢ / ١٢٧ ـ ١٣٠ رقم ١٧٣ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٥٣ ـ ٣٦٤ رقم ٣٢٤ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٦٤ ـ ٦٥ ، الأخبار الموفقيات ٦٢٣.

(٢) صفة الصفوة ٢ / ١٢٧ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤.

٤١٨

فاستثره لي ثم ائتني بعلمه وعقله ، فأتيته ، فجاء غلامه فقال : قد أخلينا الحمّام ، فقلت : الحمّام لك؟ قال : لا ، قلت : فما دعاك إلى أن تطرد عنه غاشيته وتدخل وحدك فتكسر على الحمّاميّ غلّته ، ويرجع من جاءه متعنّيا! قال : أمّا صاحب الحمّام فإنّي أرضيته ، قلت : هذه نفقة سرف يخالطها كبر. قال : يمنعني أنّ الرّعاع يدخلون بغير إزار وكرهت أدبهم على الإزار فقد وعظتني موعظة انتفعت بها فاجعل لي من هذا فرجا ، فقلت : ادخل ليلا ، فقال : لا جرم لا أدخله نهارا ولو لا شدّة برد بلادنا ما دخلته ، فأقسمت عليك لتكتمنّ هذه عن أبي فإنّي معتبك ، قلت : فإن سألني : هل رأيت منه شيئا ، أتأمرني أن أكذب وإنّما أبغي عقله مع ورعه؟ فقال : معاذ الله ، ولكن قل : رأيت عيبا ففطّنته ، له ، فأسرع إلى ما أحببت ، فإنّه لن يسألك عن التفسير ، لأنّ الله قد أعاذه من بحث ما ستر الله.

وقال يعلى بن الحارث المحاربي : سمعت سليمان بن حبيب المحاربي قال : جلست مع عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ، فقلت : هل خصّك أمير المؤمنين أو جعل لك مطبخا أو كذا؟ فقال : إنّي في كفاية ، ويحك يا سليمان إنّ الله قد أحسن إلى أمير المؤمنين ، وتولّاه فأحسن معونته منذ ولّاه ، والله لأن تخرج نفس أمير المؤمنين أحبّ إليّ من أن تخرج نفس هذا الذّباب ، قلت : سبحان الله ، فقال : هو في نعم الله في عنايته بالخاصّة والعامّة ، ولست آمن عليه أن يجيئه بعض ما يصرفه عن دينه.

وقال عبد الله بن صالح : حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو لا أن أكون زيّن لي من أمر عبد الملك ما يزيّن في عين الوالد لرأيته أهلا للخلافة.

وقال جويرية : ثنا نافع قال : قال عبد الملك بن عمر لأبيه : ما يمنعك أن تمضي للّذي تريد؟ والّذي نفسي بيده ما أبالي لو غلت بي وبك القدور ، فقال : الحمد لله الّذي جعل لي من ذرّيتي من يعينني على هذا الأمر ، يا بنيّ لو تأهّب النّاس بالذي تقول لم آمن أن ينكروها فإذا أنكروها لم أجد بدّا من

٤١٩

السيف ، ولا خير في خير لا يجيء إلّا بالسيف ، إني أروض النّاس رياضة الصّعب ، فإن يطل بي عمر ، فإنّي أرجو أن ينفّذ الله مشيئتي ، وإن تغدو عليّ منيّة فقد علم الله الّذي أريد (١).

وقال حسين الجعفي ، عن محمد بن أبان قال : جمع عمر بن عبد العزيز قرّاء أهل الشام ، فيهم ابن أبي زكريّا الخزاعيّ فقال : إنّي جمعتكم لأمر قد أهمّني ، هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي ما ترون فيها؟ فقالوا : ما نرى وزرها إلّا على من اغتصبها ، فقال لابنه عبد الملك : ما ترى؟ قال : ما أرى من قدر على ردّها فلم يردّها والّذي اغتصبها إلّا سواء ، فقال : صدقت أي بنيّ الحمد لله الّذي جعل لي وزيرا من أهل عبد الملك ابني.

وقال سفيان الثّوري : قال عمر بن عبد العزيز لابنه : كيف تجدك؟ قال : في الموت. قال : لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك ، فقال : والله يا أبه ، لأن يكون ما تحبّ أحبّ إليّ من أن يكون ما أحبّ (٢).

قيل إنّه عاش تسع عشرة سنة ، ومات سنة مائة أو نحوها ، وله حكايات في زهده وخوفه.

٣٣٩ ـ (عبد الملك بن يعلى اللّيثي) (٣) قاضي البصر.

عن أبيه ، وعن رجل صحابيّ من قومه ، وعن عمران بن حصين ، وعن محمد بن عمران بن حصين.

وعنه : قتادة ، وأيوب السّختياني ، وحميد الطّويل ، وجماعة آخرهم

__________________

(١) انظر : سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ٧٠ ـ ٧١ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٣ ـ ٥٧٤ ، و ٦١٧ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٥٤.

(٢) قارن بالحلية ٥ / ٣٥٤ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٦٥ ، التذكرة الحمدونية ١ / ١٤٩.

(٣) التاريخ الكبير للبخاريّ ٥ / ٤٣٧ رقم ١٤٢٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٧٥ رقم ١٧٥٣ ، تاريخ خليفة ٣٣٤ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٢١٧ ، الكاشف ٢ / ١٩٠ رقم ٣٥٤٠ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ رقم ٨٩٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٢٤ رقم ١٣٦٦.

٤٢٠