تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٦

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

[حرف السين]

٢٧٠ ـ (سالم البرّاد) (١) ـ د ن ـ أبو عبد الله ، كوفيّ.

عن : أبي مسعود البدريّ ، وأبي هريرة.

وعنه : إسماعيل بن أبي خالد ، وعطاء بن السّائب ، وعبد الملك بن عمير.

وثقه ابن معين.

٢٧١ ـ (سالم بن أبي الجعد) (٢) ـ ع ـ الأشجعيّ مولاهم الكوفيّ الفقيه ،

__________________

(١) انظر عن (سالم البرّاد) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٣٠٠ ، والمصنّف لابن أبي شيبة ١٣ رقم ٥٧٨٢ ، والعلل لابن المديني ٧٦ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٠٨ ، ١٠٩ رقم ٢١٣٥ ، وتاريخ الثقات للعجلي ١٧٣ رقم ٤٩٥ ، وسؤالات الآجريّ لأبي داود ٣ رقم ١٠٤ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٥٧٨ ، والجرح والتعديل ٤ / ١٩٠ رقم ٨١٩ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٠٧ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٣١٨ أ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ١٧٥ ـ ١٧٧ رقم ٢١٥٩ ، والكاشف ١ / ٢٧٢ رقم ١٨٠١ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٤٤ رقم ٨١٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٣٢.

(٢) انظر عن (سالم بن أبي الجعد) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ٢٩١ ، والمصنّف لابن أبي شيبة ١٣ رقم ١٥٧٨١ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ١٨٦ ، ومعرفة الرجال له ١ / ١٢٥ رقم ٦٢٢ و ٢ / ٢٥ ، ٢٦ رقم ٢١ و ٢ / ٥٩ رقم ١١١ و ٢ / ٢٠٩ رقم ٦٩٥ ، والعلل لابن المديني ٦٣ و ٧٢ ، وتاريخ خليفة ٣٢٠ ، وطبقات خليفة ١٥٦ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ، رقم ٤٠٥ و ١٥٣١ و ٣٨٩٩ ، والتاريخ الكبير ٤ / ١٠٧ رقم ٢١٣٢ ، والتاريخ الصغير ١٠٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ١٧٣ رقم ٤٩٦ ، والجامع الصحيح للترمذي ٥ / ٢٧٨ رقم ٣٠٩٤ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٦١ و ١٦٩ و ٤ ق ١ / ١٢٨ و ٥٠٠ و ٥ / ١٥ ، والمعارف ٤٥٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٩٠ و ٢ / ١٠٢ و ١٤١ و ٦٦٤ و ٣ / ١٥٢ و ١٥٤ و ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٣٣ و ٢٣٦ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٢٩٣ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٤٨ و ١٢٥ ، والمراسيل ٧٩ ، ٨٠ رقم ١٢٦ ، والجرح والتعديل ٤ / ١٨١ رقم ٧٨٥ ، وتاريخ =

٣٦١

أخو عبد الله ، وعبيد ، وزياد ، وعمران ، ومسلم ، وأشهرهم سالم.

روى عن : ابن عبّاس ، وثوبان ، وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمرو ، والنّعمان بن بشير ، وعبد الله بن عمر ، وأنس ، وأبيه رافع أبي الجعد ، وجماعة.

روى عنه : قتادة ، ومنصور ، والأعمش ، والحكم ، وحصين بن عبد الرحمن ، وآخرون.

كان ثقة نبيلا.

توفّي سنة مائة ، وقيل قبلها ، ويقال بعدها بسنة.

وقد روى أيضا عن : عمر ، وعليّ في «سنن النّسائيّ» وذلك مرسل.

٢٧٢ ـ (سالم أبو الغيث) (١) ـ ع ـ مولى عبد الله بن مطيع العدويّ المدنيّ.

__________________

= الطبري ٢ / ٣١٦ و ٤ / ٢٠٤ و ٤٢٧ و ٤٢٩ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٠٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٨٠٩ ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ رقم ٥٦٣ ، ورجال صحيح البخاري ١ / ٣١٦ ، ٣١٧ رقم ٤٤١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٨٢ و ٢٩٢ و ٣٠٩ ، وثمار القلوب ٤٦٩ ، والمحاسن والمساوئ ٤٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٨٨ رقم ٧٠٦ ، ومعجم البلدان ٤ / ٧٥٥ و ٧٥٧ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ١٣٠ ـ ١٣٣ رقم ٢١٤٢ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٥٩١ و ٥ / ٢٦ ، والعبر ١ / ١١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٠٨ ـ ١١٠ رقم ٤٤ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٠٩ رقم ٣٠٤٥ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٥٠ رقم ٢٢٩٧ ، والكاشف ١ / ٢٧٠ رقم ١٧٨٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٧ رقم ٢٦٨ ، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) ٣٨٩ و ٤٠١ و ٤٣٢ و ٥٠٣ و ٥٧١ و ٥٧٢ و ٥٧٥ و ٥٨٠ و ٦٤٦ ، وجامع التحصيل ٢١٧ رقم ٢١٨ ، والبداية والنهاية ٩ / ١٨٩ ، ١٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٣٢ ، ٤٣٣ رقم ٧٩٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٧٩ رقم ٣ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٩٥ رقم ١٣٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٣١ ، وشذرات الذهب ١ / ١١٨.

(١) انظر عن (سالم أبي الغيث) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٣٠١ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٢٠ ، والتاريخ الكبير ٤ / ١٠٨ رقم ٢١٣٤ ، والجامع الصحيح للترمذي ٤ / ٣٤٦ و ٥ / ٤١٤ و ٧٢٦ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٧٨ ، والجرح والتعديل ٤ / ١٨٩ ، ١٩٠ رقم ٨١٨ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٠٦ ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٢٦٠ رقم ٥٦٤ ، ورجال صحيح البخاري ١ / ٣٠٧ رقم ٤٤٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٨٩ رقم ٧٠٨ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ١٧٩ ، ١٨٠ رقم ٢١٦٣ ، والكاشف ١ / ٢٧٣ رقم ١٨٠٤ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٩٥ رقم ١٢٩ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٤٥ رقم ٨٢٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٨١ رقم ٣١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٣٢ (وفيه : سالم أبو الغيب) وهو تحريف ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٨ رقم ٢٧٠.

٣٦٢

عن : أبي هريرة فقط.

وعنه : سعيد المقبريّ ، وثور بن زيد ، وصفوان بن سليم ، وعثمان بن عمر التّيميّ ، وآخرون.

وثّقه ابن معين.

٢٧٣ ـ (السّائب بن مالك) (١) ـ ٤ ـ وقيل ابن يزيد ، أو زيد الثقفي ، مولاهم الكوفيّ.

عن : عليّ ، وعمّار ، وعبد الله بن عمرو ، وغيرهم.

وعنه : ابنه عطاء بن السّائب ، وأبو إسحاق السّبيعيّ.

وثّقه العجليّ (٢).

٢٧٤ ـ السّائب بن يزيد (٣) ع

ابن سعيد بن ثمامة ، أبو يزيد الكنديّ المدنيّ ، ابن أخت نمر ، يعرفون

__________________

(١) انظر عن (السائب بن مالك) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٢٥٢ ، والعلل لأحمد ١ / ٣٦٣ ، والتاريخ الكبير ٤ / ١٥٤ رقم ١٢٩٩ ، وتاريخ الثقات للعجلي ١٧٦ رقم ٥٠٧ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ١٥٤ ، والجرح والتعديل ٤ / ٢٤٢ رقم ١٠٣٩ ، والمراسيل ٦٧ رقم ١٠٦ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٢٦ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ١٩٢ ، ١٩٣ رقم ٢١٧٣ ، والكاشفة ١ / ٢٧٣ رقم ١٨١٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٥٠ رقم ٨٣٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٨٣ رقم ٤٤ ، وجامع التحصيل ٢١٨ رقم ٢٢٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٣٢.

(٢) في تاريخ الثقات ١٧٦.

(٣) انظر عن (السائب بن يزيد) في :

تاريخ خليفة ٢٨٠ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٤٩ ، والعلل ومعرفة الرجال له ، رقم ٤٦٤ و ٢٠٦٧ و ٥٢٧٦ ، و ٥٢٧٧ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ١٨٩ ، والتاريخ الكبير ٤ / ١٥٠ ، ١٥١ رقم ٢٢٨٦ ، والتاريخ الصغير ١٠٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ١٧٦ رقم ٥٠٨ ، والجامع الصحيح للترمذي ٤ / ٤٦٢ ، ٤٦٣ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٥٧ و ٣٥٨ و ٣٦١ و ٢ / ٤٧٣ و ٤٧٥ و ٦٩٣ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤١٨ و ٤١٩ و ٥٤٧ و ٥٤٤ و ٦٤٧ ، والزهد لابن المبارك ٤٢٦ ، وأنساب الأشراف ٣ / ٧ و ٤ ق ١ / ٥٢٨ و ٥ / ١٥٢ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٤٩٢ و ٣ / ٣٧٧ و ٤ / ٢١١ و ٤٠١ ، والجرح والتعديل ٤ / ٢٤١ رقم ١٠٣١ ، والمعجم الكبير للطبراني ٧ / ١٧٢ ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٢٩٤ رقم ٦٣٦ ، وجمهرة أنساب العرب ٤٢٨ ، ورجال صحيح البخاري ١ / ٣٤٠ ، ٣٤١ رقم ٤٧٨ ، والاستيعاب ٢ / ٥٧٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٠٢ رقم ٧٥٦ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٢٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ١٤١ ، وتهذيب تاريخ دمشق =

٣٦٣

بذلك ، وكان سعيد بن ثمامة حليف بني عبد شمس.

قال السّائب : حجّ بي أبي مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا ابن سبع سنين (١).

وقال : خرجت مع الصّبيان إلى ثنيّة الوداع نتلقّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غزوة تبوك (٢).

وقال : ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إنّه وجع ، فمسح رأسي ودعا لي ، ورأيت بين كتفيه خاتم النّبوّة (٣).

__________________

= ٦ / ٦٣ ، والكامل في التاريخ ٢ / ١٤٥ و ٤ / ٤٥٦ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٥٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٠٨ رقم ١٩٧ ، وتهذيب الكمال ١٠ / ١٩٣ ـ ١٩٦ رقم ٢١٧٤ ، وتحفة الأشراف ٣ / ٢٥٧ ـ ٢٦٤ رقم ١٧٥ ، والكاشف ١ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ رقم ١٨١٣ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٣٧ ـ ٤٣٩ رقم ٨٠ ، والعبر ١ / ١٠٦ و ٢٣٩ ، ودول الإسلام ١ / ٦٣ ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٢٣٦ و ٥٢٣ و ٦١٦ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٦٥ ، والبداية والنهاية ٩ / ٨٣ ، ومرآة الجنان ١ / ١٨٠ ، وجامع التحصيل ١ / ٤٩١ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٠٤ رقم ١٥٠ ، والنكت الظراف ٣ / ٢٥٧ ـ ٢٦٣ ، والإصابة ٢ / ١٢ رقم ٣٠٧٧ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٥٠ ، ٤٥١ رقم ٨٣٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٨٣ رقم ٤٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٣ ، وشذرات الذهب ١ / ٩٩.

(١) أخرجه البخاري في الحج ٤ / ٦١ باب حجّ الصبيان ، والطبراني في المعجم الكبير ـ ج ٧ رقم (٦٦٧٨) ، وأحمد في المسند ٣ / ٤٤٩ ، والعجليّ في تاريخ الثقات ١٧٦ ، والترمذي (٩٢٥) وزاد «في حجّة الوداع» وقال : هذا حديث حسن صحيح.

(٢) رواه البخاري في الجهاد ٤ / ٣٩٠ باب استقبال الغزاة ، عن مالك بن إسماعيل ، حدّثنا ابن عيينة ، عن الزهري ، قال : قال السائب بن يزيد ، وفي المغازي ، عن علي بن عبد الله ، وعن عبد الله بن محمد ، وأبو داود في الجهاد (٢٧٧٩) باب في التلقّي ، عن ابن السرح ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن السائب ، والترمذي في الجهاد (١٧٧٢) باب ما جاء في تلقّي الغائب إذا قدم ، من طريق سفيان ، عن الزهري ، عن السائب ، ولفظه : «لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من تبوك خرج الناس يتلقّونه إلى ثنيّة الوداع. قال السائب : فخرجت مع الناس وأنا غلام». قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

(٣) رواه البخاري في الوضوء ١ / ٥٥ ، ٥٦ ، عن عبد الرحمن بن يونس ، قال : حدّثنا حاتم بن إسماعيل ، عن الجعد ، قال : سمعت السائب بن يزيد يقول : ذهبت بي خالتي إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : يا رسول الله إنّ ابن أختي وقع ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ، ثم توضّأ ، فشربت من وضوئه ، ثم قمت خلف ظهره ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زرّ الحجلة. وفي المناقب ٤ / ١٦٣ باب خاتم النبوّة ، عن محمد بن عبيد الله ، عن حاتم ، عن الجعيد بن عبد الرحمن. قال ابن عبيد الله : الحجلة من حجل الفرس الّذي بين عينيه ، وفي المرضى والطب ٧ / ٩ ، ١٠ باب من ذهب بالصبيّ المريض ليدعى له ، وفي الدعاء ٧ / ١٥٦ باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رءوسهم ، وأخرجه مسلم في الفضائل (١١١ / ٢٣٤٥) باب =

٣٦٤

وقد روى أيضا عن : عمر ، وعثمان ، وخاله العلاء بن الحضرميّ ، وطلحة ، وحويطب بن عبد العزّى ، وجماعة.

روى عنه : إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ، والزّهريّ ، والجعد بن عبد الرحمن ، ويحيى بن سعيد ، وابنه عبد الله بن السّائب ، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، ويزيد بن عبد الله ، وعمر بن عطاء بن أبي الخوار ، وآخرون.

قال أبو معشر السّنديّ ، عن يوسف بن يعقوب ، عن السّائب قال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قتل عبد الله بن خطل يوم الفتح ، استخرجوه من تحت الأستار ، فضرب عنقه بين زمزم والمقام ، ثم قال : «لا يقتل قرشيّ بعد هذا صبرا (١).

وقال عكرمة بن عمّار : ثنا عطاء مولى السّائب قال : كان السّائب رأسه أسود من هامته إلى مقدّم رأسه ، وسائر رأسه ومؤخّره وعارضه ولحيته أبيض ، فقلت له : ما رأيت أعجب شعرا منك! فقال لي : أو تدري ممّ ذاك يا بنيّ؟ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بي وأنا ألعب ، فمسح يده على رأسي ، وقال : «بارك الله فيك» فهو لا يشيب أبدا (٢). يعني : موضع كفّه.

وقال يونس ، عن الزّهريّ قال : ما اتّخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاضيا ، ولا أبو بكر ، ولا عمر ، حتّى قال عمر للسّائب ابن أخت نمر : لو روّحت عنّي بعض الأمر حتّى كان عثمان (٣).

وقال عبد الأعلى الفرويّ : رأيت على السّائب بن يزيد مطرف خزّ ، وجبّة خزّ ، وعمامة خزّ (٤).

__________________

= إثبات خاتم النبوّة وصفته ، ومحلّه من جسده صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والترمذي في المناقب (٣٧٢٣) باب ما جاء في خاتم النّبوّة ، وفي الشمائل ، عن قتيبة ، وقال حسن غريب من هذا الوجه.

(١) مسند أحمد ٤ / ٢١٣ ، سنن الدارميّ ٢ / ١٩٨ ، تاريخ دمشق ٧ / ٢٨ ب.

(٢) أخرجه العجليّ في تاريخ الثقات ١٧٦ ، والطبراني في المعجم الكبير ٧ / رقم (٦٦٩٣) ، وفي المعجم الصغير ١ / ٢٤٩ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٤٠٩ وقال : رجال الكبير رجال الصحيح.

(٣) تاريخ دمشق ٧ / ٢٩ ب.

(٤) تاريخ دمشق ٧ / ٢٩ ب.

٣٦٥

وقال الواقديّ ، وأبو مسهر ، وجماعة : توفي سنة إحدى وتسعين ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة ، ويروى عن الجعد بن عبد الرحمن أنّ وفاته سنة أربع وتسعين.

* ـ (سعد بن إياس) ـ ع ـ أبو عمرو الشّيبانيّ.

في الكنى.

ـ (سعد بن عبيد) ـ ع ـ هو أبو عبيد.

في الكنى.

* * *

٢٧٥ ـ سعيد بن جبير (١) ع

ابن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو عبد الله (١) الكوفي ، أحد الأئمة الأعلام.

__________________

(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٢٥٦ ـ ٢٦٧ ، الزهد لأحمد بن حنبل ٣٧٠ ، الطبقات لخليفة ٢٨٠ ، التاريخ لخليفة ٣٠٧ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٤٦١ رقم ١٥٣٣ ، المعارف لابن قتيبة ٤٤٥ ، المعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٧١٢ ، ٧١٣ ، أخبار القضاة لوكيع ٢ / ٤١١ ـ ٤١٢ ، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٤ / ٩ ، ١٠ رقم ٢٩ ، مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ٨٢ رقم ٥٩١ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٨ ، حلية الأولياء لأبي نعيم ٤ / ٢٧٢ ـ ٣٠٩ رقم ٢٧٥ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٥١٥ و ٦٧١ ، المراسيل لابن أبي حاتم ٧٤ رقم ١١٨ ، طبقات الفقهاء للشيرازي ٨٢ ، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق ١ ج ١ / ٢١٦ ، ٢١٧ رقم ٢٠٨ ، التذكرة الحمدونية لابن حمدون ١ / ١٤٣ ، وفيات الأعيان لابن خلكان ٢ / ٣٧١ ـ ٣٧٤ رقم ٢٦١ ، تحفة الأشراف للمزّي ١٣ / ٢٠١ ـ ٢٠٣ رقم ١٠٨٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٢٢ ـ ٣٤٣ رقم ١١٦ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٧٦ ، ٧٧ رقم ٧٣ ، العبر ١ / ١١٢ ، الكاشف للذهبي ١ / ٢٨٢ رقم ١٨٧٩ ، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي ١١ / ١٣ ، مرآة الجنان لليافعي ١ / ١٩٦ ـ ١٩٨ ، البداية والنهاية لابن كثير ٩ / ٩٦ و ٩٨ ، الوافي بالوفيات للصفدي ١٥ / ٢٠٦ ـ ٢٠٨ رقم ٢٨٧ ، رقم ٢٨٧ ، الوفيات لابن قنفذ ١٠١ رقم ٩٥ ، البدء والتاريخ للمقدسي ٦ / ٣٨ ، ٣٩ ، نهاية الأرب للنويري ٢١ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، الزيارات للهروي ٧٩ و ٨٠ ، العقد الثمين للفاسي ٤ / ٥٤٩ ، غاية النهاية لابن الجزري ـ الترجمة ١٣٤٠ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ٤ / ١١ ـ ١٤ رقم ١٤ ، تقريب التهذيب لابن حجر ١ / ٢٩٢ رقم ١٣٣ ، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١ / ٢٢٨ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٣١ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ٢٢٥ ، خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي ١٣٦ ، طبقات المفسّرين للداوديّ ١ / ١٨١ ، ١٨٢ رقم =

٣٦٦

سمع : ابن عباس ، وعديّ بن حاتم ، وابن عمر ، وعبد الله بن مغفّل ، وغيرهم. وروى عن : أبي موسى الأشعري عند النسائيّ ، وذلك منقطع وروى عن أبي هريرة ، وعائشة ، وفيه نظر.

قرأ عليه : المنهال بن عمرو ، وأبو عمرو بن العلاء. وروى عنه : جعفر بن المغيرة ، وجعفر بن أبي وحشيّة ، وأيوب السختياني ، والأعمش ، وعطاء بن السائب ، والحكم بن عتيبة ، وحصين بن عبد الرحمن ، وخصيف الجزري ، وسلمة بن كهيل ، وابنه عبد الله بن سعيد ، وابنه الآخر عبد الملك ، والقاسم ابن أبي بزّة ، ومحمد بن سوقة ، ومسلم البطين ، وعمرو بن دينار ، وخلق كثير. وقال ابن عباس ـ وقد أتاه أهل الكوفة يسألونه ـ فقال : أليس فيكم سعيد ابن جبير (٢).

وعن أشعث بن إسحاق قال : كان يقال لسعيد بن جبير : جهبذ العلماء (٣).

وقال إبراهيم النخعي : ما خلّف سعيد بن جبير بعده مثله.

وروي أنه كان أسود اللون. خرج مع ابن الأشعث على الحجّاج ، ثم إنه اختفى وتنقّل في النواحي اثنتي عشرة سنة ، ثم وقعوا به ، فأحضروه إلى الحجّاج ، فقال : يا شقي بن كسير ـ يعني ما أنت سعيد بن جبير ـ أما قدمت الكوفة وليس يؤمّ بها إلا عربيّ فجعلتك إماما؟ قال : بلى. قال : أما ولّيتك القضاء ، فضجّ أهل الكوفة وقالوا : لا يصلح للقضاء إلا عربيّ ، فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك؟! قال : بلى ، قال : أما جعلتك في سمّاري

__________________

= ١٨١ ، شذرات الذهب لابن العماد ١ / ١٠٨ ، القاموس الإسلامي لعطيّة الله ٣ / ٣٦١ ، ٣٦٢ ، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ١ / ٣٢٤ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٥٠ ، وانظر عن أخباره مع الحجّاج في كتب التاريخ للطبري واليعقوبي والمسعودي وابن الأثير وغيرهم.

(٢) وفي مصادر ترجمته : أبو محمد ويقال أبو عبد الله.

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ١ / ٧٦ ، طبقات المفسّرين للداوديّ ١ / ١٨١ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢١٦.

(٢) التذكرة ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٣٣ و ٣٤١ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٠ ، حلية الأولياء ٤ / ٢٧٣ والجهبذ : معرّب ، بمعنى : النقّاد ، الخبير بغوامض الأمور ، البارع العارف بطرق النقد.

٣٦٧

وكلّهم رءوس العرب؟! قال : بلى ، قال : أما أعطيتك مائة ألف تفرّقها على أهل الحاجة؟! قال : بلى ، قال : فما أخرجك عليّ؟! قال : بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث. فغضب الحجّاج وقال : أما كانت بيعة أمير المؤمنين في عنقك من قبل! يا حرسيّ اضرب عنقه. فضرب عنقه ، رحمه‌الله ، وذلك في شعبان سنة خمس وتسعين بواسط ، وقبره ظاهر يزار (١).

وقال معتمر بن سليمان ، عن أبيه قال : كان الشعبيّ يرى التقيّة ، وكان سعيد بن جبير لا يرى التقيّة ، وكان الحجّاج إذا أتي بالرجل قال له : أكفرت إذ خرجت عليّ؟ فإن قال : نعم ، تركه ، وإن قال : لا ، قتله ، فأتي بسعيد بن جبير ، فقال له : أكفرت إذ خرجت عليّ؟ قال : ما كفرت منذ آمنت. قال : اختر أيّ قتلة أقتلك؟ فقال : اختر أنت فإنّ القصاص أمامك (٢).

وقال ربيعة الرأي : كان سعيد بن جبير من العبّاد العلماء ، فقتله الحجّاج ، وجده في الكعبة وناسا فيهم طلق بن حبيب ، فساروا بهم إلى العراق ، فقتلهم من غير شيء تعلّق به عليهم ، إلّا بالعبادة ، فلما قتل سعيدا خرج منه دم كثير ، حتى راع الحجّاج ، فدعا طبيبا ، فقال : ما بال دمه كثيرا؟! قال : قتلته ونفسه معه (٣).

وقال عمرو بن ميمون ، عن أبيه : مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلّا وهو محتاج إلى علمه (٤).

__________________

(١) انظر : البدء والتاريخ ٦ / ٣٩ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٣ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٠٧ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٢٨ ، البداية والنهاية ٩ / ٩٦

(٢) السير ٤ / ٣٣٨ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢١٧.

(٣) وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٤ ، السير ٤ / ٣٤١ ، مرآة الجنان ١ / ١٩٨. وفي الوافي بالوفيات : قالوا هذه قتلته ونفسه معه والدم يتبع النفس ، ومن كنت تقتله غيره كانت نفسه تذهب من الخوف فلذلك قلّ دمهم (١٥ / ٢٠٧) وفي شذرات الذهب ١ / ١٠٨ «يعني لم يرعه القتل».

(٤) المعرفة والتاريخ ١ / ٧١٢ ، ٧١٣ الطبقات الكبرى ٦ / ٢٦٦ ، حلية الأولياء ٤ / ٢٧٣ ، السير ٤ / ٣٢٥ ، التذكرة ١ / ٧٧ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٤ ، مرآة الجنان ١ / ١٩٧.

٣٦٨

وعن هلال بن يساف قال : دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة (١).

وقال عبد الملك بن أبي سليمان : عن سعيد إنه كان يختم القرآن في كل ليلتين. وله ترجمة جليلة في «الحلية» (٢).

قال ابن عيينة ، عن أبي سنان قال : لدغت سعيد بن جبير عقرب ، فأقسمت أمّه عليه ليسترقينّ ، فناول الرّقّاء يده التي لم تلدغ (٣).

وقال إسماعيل بن عبد الملك : كان سعيد بن جبير يؤمّنا في رمضان ، فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود ، وليلة بقراءة زيد بن ثابت (٤).

وقال عبد السلام بن حرب ، عن خصيف قال : أعلمهم بالطّلاق سعيد بن المسيّب ، وأعلمهم بالحجّ عطاء ، وأعلمهم بالحلال والحرام طاوس ، وأعلمهم بالتفسير مجاهد ، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير (٥).

وقال حمّاد بن زيد : ثنا الفضل بن سويد ، ثنا الضّبيّ قال : كنت في حجر الحجّاج فقدّموا سعيد بن جبير ، وأنا شاهد ، فأخذ الحجّاج يعاتبه كما يعاتب الرجل ولده ، فانفلتت من سعيد كلمة فقال إنه عزم عليّ ، يعني ابن الأشعث.

ويروى أنّ الحجّاج رئي في النوم ، فقيل : ما فعل الله بك؟ فقال : قتلني بكل قتيل قتلته ، قتلة ، وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة (٦).

روي أنه لما احتضر كان يغوص ثم يفيق ويقول : ما لي وما لك يا سعيد بن جبير.

قلت : صحّ أنه قال لابنه : ما يبكيك ، ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة (٧) ، وذلك حين دعي ليقتل ، رحمه‌الله. رواها الثوري ، عن عمر بن

__________________

(١) الزهد ٣٧٠ ، التذكرة ١ / ٧٦ ، السير ٤ / ٣٢٤.

(٢) الحلية لأبي نعيم الأصبهاني ٤ / ٢٧٢ ـ ٣٠٩ رقم ٢٧٥.

(٣) الحلية ٤ / ٢٧٥.

(٤) وفيات الأعيان ٢ / ٣٧١.

(٥) طبقات الفقهاء ٨٢ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٢ ، السير ٤ / ٣٤١ ، مرآة الجنان ١ / ١٩٧.

(٦) وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٤.

(٧) حلية الأولياء ٤ / ٢٨٢ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٧٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٣٣ ، وفي تاريخ وفاته خلاف.

٣٦٩

سعيد بن أبي حسين.

٢٧٦ ـ (سعيد بن عبد الرحمن (١) بن أبزى (٢) الكوفي) ـ ع ـ

عن : أبيه في الكتب السّتّة.

وعنه : ذرّ الهمدانيّ ، وقتادة ، وزبيد اليامي ، وعطاء بن السّائب ، والحكم بن عتيبة ، وغيرهم.

٢٧٧ ـ (سعيد بن عبد الرحمن بن عتّاب) (٣) بن أسيد بن أبي الفيض بن أميّة القرشي الأموي أحد الأشراف بالبصرة.

كان نبيلا جوادا ممدّحا ، له وفادة على سليمان بن عبد الملك.

قال مصعب الزّبيري : زعموا أنه أعطى شاعرا ثلاثة آلاف دينار (٤).

٢٧٨ ـ (سعيد بن مرجانة) (٥) ـ خ م ت ن ـ أبو عثمان مولى بني عامر بن لؤيّ. ومرجانة هي أمّه. كان من علماء المدينة.

حدّث عن : أبي هريرة ، وابن عباس.

روى عنه : إسماعيل بن أبي حكيم ، وزيد بن أسلم ، وعليّ بن الحسين ، مع جلالته وقدمه ، وابناه : أبو جعفر الباقر ، وعمر ، وواقد بن محمد العمري ، وغيرهم.

ولد في خلافة عمر ، وتوفّي سنة سبع وتسعين.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٤ / ٣٩ رقم ١٧١ ، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم ٧٣ رقم ١١٦ التاريخ الكبير ٣ / ٤٩٤ رقم ١٦٤٩ ، الكاشف للذهبي ١ / ٢٨٩ رقم ١٩٣٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٥٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٠٠ رقم ٢٠٦ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٤٠ ، سير أعلام النبلاء ٤٤ / ٤٨١ رقم ١٨٣.

(٢) أبزى : بمفتوحة فساكنة وبفتح زاي وبقصر ياء. (المغني في ضبط أسماء الرجال للهندي ـ ص ١٦).

(٣) نسب قريش لمصعب الزبيري ـ ص ١٩٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ١٥٢ ، ١٥٣ ، تهذيب الألفاظ لابن السّكّيت ـ ص ٣٩٩ (طبعة بيروت ١٨٩٥) ، لسان العرب لابن منظور ٦ / ١٦٤ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٣٦ رقم ٣٣٠.

(٤) نسب قريش ١٩٦.

(٥) الطبقات لخليفة ٢٤٨ تاريخ خليفة ٣١٤ ، الكاشف للذهبي ١ / ٢٩٥ رقم ١٩٧٢ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٠٣ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٥٧ رقم ٣٦٣ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٧٨ ، ٧٩ رقم ١٣٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٠٤ رقم ٢٥١.

٣٧٠

٢٧٩ ـ سعيد (١) بن المسيّب (٢) ع

ابن حزن (٣) بن أبي وهب بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، الإمام أبو محمد القرشي المخزومي المدني عالم أهل المدينة بلا مدافعة.

ولد في خلافة عمر لأربع مضين منها ، وقيل لسنتين مضتا منها.

ورأى عمر ، وسمع : عثمان ، وعليّا ، وزيد بن ثابت ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعائشة ، وأبا موسى الأشعريّ ، وأبا هريرة ، وجبير بن مطعم ، وعبد الله بن زيد المازني ، وأمّ سلمة ، وطائفة من الصحابة.

روى عنه : الزّهريّ ، وقتادة ، وعمرو بن دينار ، ويحيى بن سعيد ، وبكير

__________________

(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ١١٩ ـ ١٤٣ ، الطبقات لخليفة ٢٤٤ ، تاريخ خليفة ١٣٤ و ٢٦٥ و ٢٨٩ و ٢٩٠ و ٣٠٦ ، المعارف لابن قتيبة ٤٣٧ ، المعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٤٦٨ ، الجرح والتعديل ٤ / ٥٩ ـ ٦١ رقم ٢٦٢ ، المراسيل لابن أبي حاتم ٧١ رقم ١١٤ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، مشاهير علماء الأمصار ٦٣ رقم ٤٢٦ ، حلية الأولياء ٢ / ١٦١ ـ ١٧٥ رقم ١٧٠ ، طبقات الفقهاء للشيرازي ٥٧ ـ ٥٨ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٥١٠ ـ ٥١١ رقم ١٦٩٨ ، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق ١ ج ١ / ٢١٩ ـ ٢٢١ رقم ٢١٢ ، صفة الصفوة لابن الجوزي ٢ / ٧٩ ـ ٨٢ رقم ١٥٩ ، كتاب الزيارات للهروي ٩٤ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٥ ـ ٣٧٨ رقم ٢٦٢ ، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي ٥ و ٧ و ٨ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٤ ـ ٥٦ رقم ٣٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٢١٧ ـ ٢٤٦ ، رقم ٨٨ ، العبر ١ / ١١٠ ، الكاشف للذهبي ١ / ٢٩٦ رقم ١٩٧٩ ، البداية والنهاية ٩ / ٩٩ ـ ١٠١ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٦٢ رقم ٣٦٨ ، تحفة الأشراف للمزّي ١٣ / ٢٠٥ ـ ٢١٧ رقم ١٠٩٠ ، الوفيات لابن قنفذ ٨٨ رقم ٩١ ، غاية النهاية لابن الجزري ، رقم ١٣٥٤ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٨٤ ـ ٨٨ رقم ١٤٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦ رقم ٢٦٠ ، النجوم الزاهرة ١ / ٢٢٨ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ١٧ ، تاريخ الخلفاء ٢٢٥ ، تاريخ الخميس للدياربكري ٢ / ٣٤٩ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٤٣ ، شذرات الذهب ١ / ١٠٢ ـ ١٠٣ ، الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٩٦ ـ ٩٧ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٨٢ ، دول الإسلام ١ / ٦٥ ، جامع التحصيل لابن كيكلدي ٢٢٣ ـ ٢٢٤ رقم ٢٤٤.

(٢) نقل عن سعيد أنه كان يكسر الياء ويقول : سيّب الله من سيّب أبي. انظر : وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٨ وفيه : المسيّب : بفتح الياء المشدّدة المثنّاة من تحتها. والفتح هو المشهور ، كما عند النووي ٢١٩.

(٣) حزن : بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وبعدها نون. (وفيات الأعيان).

٣٧١

ابن الأشجّ ، وشريك بن أبي نمر ، وداود بن أبي هند ، وآخرون.

قال أسامة بن زيد ، عن نافع ، قال ابن عمر : سعيد بن المسيّب هو والله أحد المفتين (١).

وقال قتادة : ما رأيت أحدا أعلم من سعيد بن المسيّب (٢).

وكذا قال مكحول ، والزّهري.

وقال ابن وهب عن مالك ، قال : غضب سعيد بن المسيّب على الزّهري وقال : ما حملك على أن حدّثت بني مروان حديثي! فما زال غضبان عليه حتى أرضاه بعد.

وقال ابن وهب : ثنا مالك أنّ القاسم بن محمد سأله رجل عن شيء ، فقال : أسألت أحدا غيري؟ قال : نعم عروة ، وفلانا وسعيد بن المسيّب ، فقال : أطع ابن المسيّب ، فإنه سيّدنا وعالمنا.

وقال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، سمع مكحولا يقول : طفت الأرض كلّها في طلب العلم ، فما لقيت أحدا أعلم من سعيد بن المسيّب.

وقال حمّاد بن زيد ، عن يزيد بن حازم : إن ابن المسيّب كان يسرد الصوم.

وعن ابن المسيّب قال : ما شيء عندي اليوم أخوف من النساء.

وقال مالك : كان يقال لابن المسيّب «راوية عمر» ، فإنه كان يتبع أقضية عمر يتعلّمها ، وإن كان ابن عمر ليرسل إليه يسأله (٣).

مجاشع بن عمرو ، عن أبي بكر بن حفص ، عن سعيد بن المسيّب قال : من أكل الفجل وسرّه أن لا يوجد منه ريحه فليذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند أول قضمه. وقال بعضهم عن ابن المسيّب ، قال : ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة. وعنه قال : حججت أربعين حجّة (٤).

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٢٢ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٤ ، وفي تهذيب التهذيب ٤ / ٨٤ «المتقنين».

(٢) السير ٤ / ٢٢٢ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٤.

(٣) انظر الطبقات لابن سعد ٥ / ١٢٢ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٢٥ ، طبقات الفقهاء ٥٨.

(٤) سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٢٢ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٥ ، حلية الأولياء ٢ / ١٦٤.

٣٧٢

وعنه قال : ما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة (١) ، يعني لمحافظته على الصف الأول.

وكان سعيد ملازما لأبي هريرة ، وكان زوج ابنته (٢).

وقال أحمد بن عبد الله العجليّ : كان رجلا صالحا لا يأخذ العطاء ، وله أربعمائة دينار ـ يتّجر بها في الزيت (٣).

وقال عليّ بن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علما منه ، هو عندي أجلّ التابعين.

وقال أحمد بن حنبل وغيره : مرسلات سعيد بن المسيّب صحاح (٤).

قلت : قد مرّ في ترجمة هشام بن إسماعيل أنه ضرب سعيد بن المسيّب ستّين سوطا.

وقال ابن سعد (٥) : ضرب سعيدا حين دعاه إلى بيعة الوليد ، إذ عقد له أبوه عبد الملك بالخلافة ، فأبى سعيد وقال : انظر ما يصنع الناس ، فضربه هشام وطوّف به وحبسه ، فأنكر ذلك عبد الملك ولم يرضه ، فأخبرنا محمد بن عمر ثنا عبد الله بن جعفر ، وغيره ، أنّ عبد العزيز بن مروان توفّي ، فعقد عبد الملك لابنيه العهد ، وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان ، وأنّ عامله يومئذ على المدينة هشام المخزومي ، فدعا الناس إلى البيعة ، فبايعوا ، وأبى سعيد بن المسيّب أن يبايع لهما ، وقال : حتى انظر ، فضربه ستّين سوطا ، وطاف به في تبّان من شعر حتى بلغ به رأس الثّنيّة ، فلما كرّوا به قال : إلى أين؟ قالوا : السجن. قال : والله لو لا أنّي ظننت أنه الصّلب ما لبست هذا التبّان أبدا ، فردّوه إلى السجن.

__________________

(١) جاء في الحلية : «ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة من عشرين سنة» وجاء : «لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس». (٢ / ١٦٣) وانظر : وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٥.

(٢) وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٥.

(٣) تذكرة الحفاظ ١ / ٥٤.

(٤) وقال النووي في تهذيب الأسماء ١ / ٢٢١ : «وأما قول أصحابنا المتأخّرين مراسيل سعيد بن المسيب حجّة عند الشافعيّ فليس على إطلاقه على المختار ، وإنما قال الشافعيّ إرسال ابن المسيّب عندنا حسن».

(٥) الطبقات ٥ / ١٢٦ ـ ١٢٧.

٣٧٣

وكتب هشام إلى عبد الملك بخلافه ، فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع به ، ويقول : سعيد كان والله أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه ، وإنّا لنعلم ما عند سعيد شقاق ولا خلاف (١).

وعن عبد الله بن يزيد الهذلي قال : دخلت على سعيد بن المسيّب السجن ، فإذا هو قد ذبحت له شاة ، فجعل الإهاب على ظهره ، ثم جعلوا له بعد ذلك قصبا رطبا ، وكان كلّما نظر إلى عضديه قال : اللهمّ انصرني من هشام (٢).

وروي أنّ أبا بكر بن عبد الرحمن دخل على سعيد السجن ، فجعل يكلّمه ويقول : إنّك خرقت به ولم ترفق ، فقال : يا أبا بكر اتّق الله وآثره على ما سواه ، وأبو بكر يقول : إنك خرقت به ، فقال : إنك والله أعمى البصر والقلب ، ثم ندم هشام بعد وخلّى سبيله (٣).

وقال يوسف بن يعقوب الماجشون ، عن المطّلب بن السائب قال : كنت : جالسا مع سعيد بن المسيّب بالسوق ، فمرّ بريد لبني مروان ، فقال له سعيد : من رسل بني مروان أنت؟ قال : نعم. قال : فكيف تركتهم؟ قال : بخير. قال : تركتهم يجيعون الناس ويشبعون الكلاب؟ قال : فاشرأبّ الرسول ، فقمت إليه ، فلم أزل أرجيه (٤) حتى انطلق ، ثم قلت لسعيد : يغفر الله لك ، تشيط بدمك بالكلمة هكذا تلقيها ، قال : اسكت يا أحيمق ، فو الله لا يسلمني الله ما أخذت بحقوقه (٥).

وقال سلام بن مسكين : ثنا عمران بن عبد الله قال : أرى نفس سعيد ابن المسيّب كانت أهون عليه في الله من نفس ذباب (٦).

وعن عليّ بن الحسين زين العابدين قال : سعيد بن المسيّب أعلم الناس بما

__________________

(١) الطبقات ٥ / ١٢٥ ـ ١٢٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٣٠.

(٢) الطبقات ٥ / ١٢٦

(٣) الطبقات ٥ / ١٢٧.

(٤) في تذكرة الحفاظ ١ / ٥٥ «أزجّيه».

(٥) التذكرة ١ / ٥٥.

(٦) حلية الأولياء ٢ / ١٦٤.

٣٧٤

تقدّم من الآثار وأفقههم في رأيه.

وقال مالك : بلغني أنّ سعيد بن المسيب قال : إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد (١).

وقال ابن يونس الفوّي : دخلت المسجد فإذا سعيد بن المسيّب جالس وحده ، فقلت : ما له؟ قالوا : نهى أن يجالسه أحد (٢).

وكان ابن المسيّب إماما أيضا في تعبير الرؤيا.

قال أبو طالب : قلت لأحمد بن حنبل : سعيد بن المسيّب عن عمر حجّة؟ قال : هو عندنا حجّة ، قد رأى عمر وسمع منه ، إذا لم يقبل سعيد عن عمر (٣) فمن يقبل؟

قال ابن أبي خيثمة في تاريخه : ثنا لوين ، ثنا عبد الحميد بن سليمان ، عن أبي حازم ، عن ابن المسيّب قال : لو رأيتني ليالي الحرّة ، وما في المسجد غيري ، ما يأتي وقت صلاة إلّا سمعت الأذان من القبر ، ثم أقيم فأصلّي ، وإنّ أهل الشام ليدخلون المسجد زمرا فيقولون : انظروا إلى هذا الشيخ المجنون. قلت : عبد الحميد ليس بثقة.

وقال وكيع : ثنا مسعر ، عن سعد بن إبراهيم ، سمع سعيد بن المسيّب يقول : ما أحد أعلم بقضاء قضاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا أبو بكر ولا عمر منّي (٤).

ومن مفردات سعيد بن المسيّب أنّ المطلّقة ثلاثا تحلّ للأول بمجرّد عقد الثاني من غير وطء (٥).

توفّي سعيد في قول الهيثم ، وسعيد بن عفير ، ومحمد بن عبد الله ابن نمير ، وغيرهم : في سنة أربع وتسعين. وقال أبو نعيم وعلي بن المديني : سنة ثلاث وتسعين. وقال يحيى القطان وغيره : توفي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين.

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ١ / ٥٥ ـ ٥٦.

(٢) التذكرة ١ / ٥٦.

(٣) «عن عمر» مستدركة من (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيّد الأنام) وتهذيب الأسماء للنووي ١ / ٢٢٠.

(٤) طبقات الفقهاء للشيرازي ـ ص ٥٧.

(٥) تهذيب الأسماء واللغات ـ ق ١ ج ١ / ٢٢١.

٣٧٥

وقال محمد بن سواء : ثنا همّام ، عن قتادة قال : مات سنة تسع وثمانين.

وقال أبو عبد الله الحاكم : فأما أئمة الحديث فأكثرهم على أنه توفّي سنة خمس ومائة.

ثنا الأصمّ ، ثنا حنبل ، ثنا عليّ بن عبد الله قال : مات سعيد بن المسيّب في سنة خمس ومائة.

٢٨٠ ـ (سعيد بن وهب الهمدانيّ الكوفي) (١) ـ م ن ـ.

قال ابن معين (٢) : توفّي سنة ستّ وتسعين.

والصواب سنة ستّ وسبعين (٣) كما قدّمناه ، وهو من كبار التابعين ، وروى اليسير.

٢٨١ ـ (سعيد بن أبي الحسن يسار (٤) أخو الحسن البصري) ـ ع ـ.

روى عن : أمّه خيرة ، وأبي هريرة ، وأبي بكر الثقفي ، وابن عباس.

روى عنه : قتادة ، وسليمان التّيمي ، وخالد الحذّاء ، وعوف الأعرابيّ ، وجماعة.

وثّقه النسائيّ.

__________________

(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ١٧٠ ، الطبقات لخليفة ١٤٩ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٥١٧ ، ٥١٨ رقم ١٧٣١ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠٣ رقم ٧٧٠ ، الجرح والتعديل ٤ / ٦٩ ـ ٧٠ رقم ٢٩٤ ، أسد الغابة لابن الأثير ٢ / ٣١٦ ، الكاشف ١ / ٢٩٧ رقم ١٩٩٠ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ١٨٠ رقم ٧٠ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٧٢ رقم ٣٧٩ ، الإصابة لابن حجر ٢ / ١١٣ رقم ٣٦٨٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٩٥ ـ ٩٦ رقم ١٦٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٠٧ رقم ٢٧٥ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٤٣.

(٢) لم يرد ذكر ابن وهب في كتاب التاريخ لابن معين.

(٣) وفي الطبقات لابن سعد ٦ / ١٧٠ «مات سنة ستّ وثمانين».

(٤) الطبقات الكبرى ٧ / ١٧٨ ـ ١٧٩ ، الطبقات لخليفة ٢٥٥ ، الزهد لأحمد ٢٨٧ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٤٦٢ ـ ٤٦٣ رقم ١٥٣٨ ، الجرح والتعديل ٤ / ٧٢ ـ ٧٣ رقم ٣٠٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٨٨ ـ ٥٨٩ رقم ٢٢٤ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٧٤ رقم ٣٨٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٦ ـ ١٧ رقم ٢١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٣٧.

٣٧٦

توفّي سنة مائة ، ويقال إنه مات قبل الحسن بسنة ، والأول أثبت.

وآخر من روى عنه عليّ بن عليّ بن عليّ الرفاعيّ.

٢٨٢ ـ (سليمان بن سنان) (١) المزني ، مولاهم البصري.

عن : أبي هريرة ، وابن عباس.

وعنه : يزيد بن أبي حبيب ، وجعفر بن ربيعة. قاله ابن يونس.

٢٨٣ ـ سليمان بن عبد الملك (٢)

ابن مروان بن الحكم القرشيّ الأمويّ أمير المؤمنين أبو أيوب.

وكان من خيار ملوك بني أميّة ، ولي الخلافة في جمادى الآخرة سنة ستّ وتسعين بعد الوليد بالعهد المذكور من أبيه.

وروى قليلا عن : أبيه ، وعبد الرحمن بن هنيدة.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاريّ ٤ / ١٧ رقم ١٨٠٩ ، الجرح والتعديل ٤ / ١١٨ رقم ٥١٣ ، الكاشف ١ / ٣١٥ رقم ٢١١٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٩٨ ـ ١٩٩ رقم ٣٣٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٢٦ رقم ٤٤٩.

(٢) المحبّر لابن حبيب ٢٦ ـ ٢٧ ، الأخبار الطوال للدينوري ٣٢٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٩٣ ـ ٣٠٠ ، أنساب الأشراف للبلاذري ق ٣ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ، فتوح البلدان للبلاذري ق ٣ / ٥٣٩ ، ٥٤٠ ، كتاب العنوان للمنبجي ٢ / ٣٥٧ ، نسب قريش ١٦٢ ، تاريخ خليفة ٣١٦ ـ ٣١٩ ، البدء والتاريخ للمقدسي ٦ / ٤١ ـ ٤٥ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٤ / ٢٥ ، المعرفة والتاريخ للبسوي ١ / ٢٢٣ ، تاريخ الرسل والملوك للطبري ٦ / ٥٤٦ ـ ٥٤٩ ، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٤ / ١٣٠ ، مروج الذهب للمسعوديّ ٣ / ١٨٣ ـ ١٩١ ، العيون والحدائق لمؤرّخ مجهول ٣ / ١٦ ـ ٣٧ ، الفخري لابن طباطبا ١٢٨ ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ٥ / ٣٧ ـ ٣٨ ، وفيات الأعيان لابن خلكان ٢ / ٤٢٠ ـ ٤٢٧ ، تاريخ مختصر الدول لابن العبري ١١٤ ، العبر للذهبي ١ / ١١٥ و ١١٨ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ١١١ ـ ١١٣ ، دول الإسلام للذهبي ١ / ٦٩ ، فوات الوفيات لابن شاكر ٢ / ٦٨ ـ ٧٠ ، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي ١٣ ـ ١٨ ، نهاية الأرب للنويري ٢١ / ٣٥٣ ـ ٣٥٥ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٧٤ ، مرآة الجنان لليافعي ١ / ٢٠٧ ، الوافي بالوفيات للصفدي ١٥ / ٤٠٠ ـ ٤٠٤ ، مآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ١٣٨ ـ ١٤١ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ٢٢٥ ـ ٢٢٨ ، تاريخ الخميس للدياربكري ٢ / ٣٥٠ ـ ٣٥٢ ، أخبار الدول للقرماني ١٣٧ ـ ١٣٨ ، معجم بني أميّة للمنجّد ٦٧ ـ ٦٨ رقم ١٤٢ ، القاموس الإسلامي لعطيّة الله ٣ / ٤٧٨ ـ ٤٧٩.

٣٧٧

روى عنه : ابنه عبد الواحد ، والزّهري.

وكانت داره موضع سقاية جيرون (١) ، وله دار بناها بدرب محرز بدمشق ، فجعلها دار الخلافة ، وجعل لها قبّة صفراء كالقبّة الخضراء التي بدار الخلافة ، وكان فصيحا مفوّها مؤثرا للعدل ، محبّا للغزو ، وجهّز الجيوش مع أخيه مسلمة لحصار القسطنطينية ، فحاصرها مدّة حتى صالحوا على بناء جامع بالقسطنطينية. ومولده سنة ستين.

وقالت امرأة : رأيته أبيض عظيم الوجه مقرون الحاجبين ، يضرب شعره منكبيه ، ما رأيت أجمل منه.

وقال الوليد بن مسلم : حدّثني غير واحد أنّ البيعة أتت سليمان وهو يشارف البلقاء ، فأتى ، بيت المقدس ، وأتته الوفود فلم يروا وفادة كانت أهيأ من الوفادة إليه ، كان يجلس في قبّة في صحن المسجد ممّا يلي الصخرة ، ويجلس الناس على الكراسي ، وتقسم الأموال وتقضى الأشغال.

وقال سعيد بن عبد العزيز : ولي سليمان وهو إلى الشباب والترفّه ما هو ، فقال لعمر بن عبد العزيز : يا أبا حفص ، إنّا وقد ولّينا ما قد ترى ، ولم يكن لنا بتدبيره علم ، فما رأيت من مصلحة العامّة فمر به ، فكان من ذلك أنه عزل عمّال الحجّاج ، وأخرج من كان في سجن العراق ، ومن ذلك كتابه : أنّ الصلاة كانت قد أميتت فأحيوها وردّوها إلى وقتها ، مع أمور حسنة كان يسمع من عمر فيها ، فأخبرني من أدرك ذلك أنّ سليمان همّ بالإقامة ببيت المقدس واتّخذها منزلا ، ثم ذكر ما قدّمنا في سنة ثمان وتسعين ، من نزوله بقنّسرين مرابطا.

وحجّ سليمان في خلافته سنة سبع وتسعين.

__________________

(١) جيرون : بالفتح ، أحد أبواب الجامع الأموي بدمشق وهو الباب الشرقي. (معجم البلدان ٢ / ١٩٩).

٣٧٨

وعن الشّعبي قال : حجّ سليمان ، فرأى الناس بالموسم ، فقال لعمر بن عبد العزيز : أما ترى هذا الخلق الّذي لا يحصي عددهم إلّا الله ولا يسع رزقهم غيره؟ قال : يا أمير المؤمنين هؤلاء اليوم رعيّتك ، وهم غدا خصماؤك فبكى سليمان بكاء شديدا ثم قال : بالله أستعين.

وقال حمّاد بن زيد ، عن يزيد بن حازم قال : كان سليمان بن عبد الملك يخطبنا كلّ جمعة ، لا يدع أن يقول : أيها الناس إنما أهل الدنيا على رحيل لم تمض بهم نيّة ولم تطمئنّ لهم دار حتّى يأتي وعد الله وهم على ذلك. لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها ، ولا يتّقى من شرّ أهلها ، ثم يقرأ : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ* ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ* ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) (١).

وعن ابن سيرين قال : يرحم الله سليمان بن عبد الملك ، افتتح خلافته بإحيائه الصلاة لوقتها ، واختتمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز.

وكان سليمان ينهى عن الغناء ، وقيل كان من الأكلة المذكورين ، فذكر محمد بن زكريا الغلابيّ ـ وليس بثقة ـ ثنا محمد بن عبد الرحيم القرشي عن أبيه ، عن هشام بن سليمان قال : أكل سليمان بن عبد الملك أربعين دجاجة تشوى له على النار على صفة الكباب ، وأكل أربعا وثمانين كلوة بشحومها وثمانين جردقة (٢).

وقال محمد بن حميد الرازيّ ، عن ابن المبارك : أنّ سليمان حجّ فأتى الطائف ، فأكل سبعين رمّانة وخروفا وستّ دجاجات ، وأتي بمكّوك (٣) زبيب طائفي ، فأكله أجمع.

وعن عبد الله بن الحارث قال : كان سليمان بن عبد الملك أكولا.

__________________

(١) سورة الشعراء ، الآيات ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، ٢٠٧.

(٢) جردقة : جمعها جرادق. وهو : الرغيف. (فارسي)

(٣) مكّوك : مكيال يسع صاعا ونصف الصاع.

٣٧٩

وقال إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى : ثنا أبي ، عن أبيه قال : جلس سليمان بن عبد الملك في بيت أخضر على وطاء أخضر عليه ثياب خضر ، ثم نظر في المرآة فأعجبه شبابه وجماله فقال : كان محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم نبيا ، وكان أبو بكر صدّيقا ، وكان عمر فاروقا ، وكان عثمان حيّيا ، وكان معاوية حليما ، وكان يزيد صبورا ، وكان عبد الملك سائسا ، وكان الوليد جبّارا ، وأنا الملك الشابّ. فما دار عليه الشهر حتى مات.

وروى محمد بن سعيد الدارميّ ، عن أبيه قال : كان سليمان بن عبد الملك ينظر في المرآة من فرقه إلى قدمه ويقول : أنا الملك الشابّ ، فلما نزل بمرج دابق حمّ وفشت الحمّى في عسكره ، فنادى بعض خدمه ، فجاءت بطست ، فقال لها : ما شأنك؟ قالت : محمومة. قال فأين فلانة؟ قالت : محمومة ، فما ذكر أحدا إلا قالت : محمومة ، فالتفت إلى خاله الوليد بن القعقاع العبسيّ وقال :

قرّب وضوءك يا وليد فإنما

هذي الحياة تعلّة ومتاع

فقال الوليد :

فاعمل لنفسك في حياتك صالحا

فالدهر فيه فرقة وجماع

ومات في مرضه.

وعن الفضل بن المهلّب قال : عرضت لسليمان سعلة وهو يخطب ، فنزل وهو محموم ، فما جاءت الجمعة الأخرى حتى دفن.

وقال الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن حسّان الكنانيّ قال : لما مرض سليمان بدابق قال لرجاء بن حيوة : من لهذا الأمر بعدي ، أستخلف ابني؟ قال : ابنك غائب ، قال : فابني الآخر ، قال : صغير ، قال : فمن ترى؟ قال : أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز ، قال : أتخوّف إخوتي لا يرضون ، قال : فولّ عمر ، ومن بعده يزيد بن عبد الملك ، وتكتب كتابا وتختم عليه وتدعوهم إلى بيعته مختوما ، قال : لقد رأيت ، ائتني بقرطاس ، فدعا بقرطاس ، فكتب فيه العهد ،

٣٨٠