تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٦

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وفيها ولي إمرة الإسكندرية عياض بن غنم التّجيبيّ.

* * *

وبعث فيها عبد الملك بن مروان بالشعبي إلى مصر ، إلى أخيه عبد العزيز بن مروان ، فأقام عنده سنة.

وفيها فتحت المصّيصة ، على يد عبد الله بن عبد الملك (١).

* * *

وفيها افتتح موسى بن نصير بلد أولية (٢) من المغرب ، فقتل وسبى ، حتّى قيل إنّ السّبي بلغ خمسين ألفا.

وفيها غزا محمد بن مروان أرمينية فهزمهم وحرّق كنائسهم وضياعهم ، وتسمّى سنة الحريق.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٣٨٥ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٠٠ ، فتوح البلدان ١٩٦ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٠٧ ، تاريخ خليفة ٢٩١.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٢٣٤ «أوربة» والتصحيح من تاريخ خليفة ٢٩٢.

٢١

سنة خمس وثمانين

فيها توفّي :

عبد الله بن عامر بن ربيعة.

وعمرو بن حريث.

وعمرو بن سلمة الجرميّ.

وواثلة بن الأسقع ـ توفّي فيها أو في التي تليها ـ.

وعمرو بن سلمة الهمدانيّ.

ويسير (١) بن عمرو بن جابر.

وعبد العزيز بن مروان.

* * *

وفيها ، على ما صرّح ابن جرير الطبريّ (٢) هلاك ابن الأشعث ، قال : فتتابعت كتب الحجّاج إلى رتبيل أن ابعث إليّ بابن الأشعث ، وإلّا فو الله لأوطئنّ أرضك ألف ألف مقاتل ، ووعده بأن يطلق له خراج بلاده سبع سنين ، فأسلمه إلى أصحاب الحجّاج ، فقيل إنّه رمى بنفسه من عل فهلك.

وقال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد أنّه سمع مليكة بنت يزيد تقول : والله ما مات عبد الرحمن إلّا ورأسه في حجري على فخذي ،

__________________

(١) في الأصل «سير» وما أثبتناه يتفق مع ترجمته في هذه الطبقة.

(٢) في تاريخه ٦ / ٣٨٩ ـ ٣٩١.

٢٢

يعني من جرح به ، فلمّا مات حزّ رأسه رتبيل وبعث به إلى الحجّاج (١).

قلت : هذا قول شاذّ ، وأبو مخنف كذّاب.

* * *

وفيها غزا محمد بن مروان أرمينية ، فأقام بها سنة ، وولّى عليها عبد العزيز بن حاتم بن النّعمان الباهليّ ، فبنى مدينة دبيل (٢) ومدينة برذعة (٣).

* * *

وفيها قال ابن الكلبيّ : بعث عبد الله بن عبد الملك بن مروان وهو مقيم بالمصّيصة يزيد بن حنين في جيش ، فلقيته الروم في جمع كثير ، فأصيب الناس ، وقتل ميمون الجرجماني (٤) في نحو ألف نفس من أهل أنطاكية ، وكان ميمون أمير انطاكية من موالي بني أميّة ، مشهور بالفروسية ، وتألّم غاية الألم لمصابهم.

* * *

وفيها عزل يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة عن خراسان ، وولّي أخوه

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٣٩٠.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٢٣٥ «أردبيل» وهو غلط ، فأردبيل من أشهر مدن أذربيجان ، والصحيح «دبيل» : بفتح أوله وكسر ثانيه ، مدينة بأرمينية تتاخم أرّان. (معجم البلدان ٣ / ٤٣٩).

(٣) تاريخ خليفة ٢٩١ ويضيف : مدينة النّشوى.

(٤) في طبعة القدسي ٣ / ٢٣٥ «الجرجاني» ، وهو غلط ، والصحيح ما أثبتناه كما في تاريخ خليفة ٢٩١ وهو عبد روميّ لبني أم الحكم أخت معاوية. قال البلاذريّ إن عبد الملك بلغه عنه بأس وشجاعة فجعله قائدا على جماعة من الجند يرابطون في أنطاكية. فغزا ميمون مع «مسلمة بن عبد الملك» الطّوّانة ، وهو على ألف من أهل أنطاكية فاستشهد بعد بلاء حسن ، فاغتمّ عبد الملك بمصابه وأغزى الروم جيشا عظيما طلبا بثأره. (فتوح البلدان ١٩٠) وعند الطبري أن غزو الطّوّانة كان سنة ٨٧ ه‍. وهذا يعني أنها بعد وفاة عبد الملك. والصحيح أنها سنة ٨٥ كما ذكر المؤلّف الذهبيّ ـ رحمه‌الله ـ نقلا عن تاريخ خليفة. وقد عرف «ميمون» بالجرجماني ، لاختلاطه بأهل الجرجومة وهي مدينة على جبل اللّكّام عند معدن الزاج فما بين بيّاس وبوقا ، جنوبيّ أنطاكية. انظر : تاريخ دمشق ـ مخطوطة التيمورية ٤٤ / ٣١٦ وكتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور ـ ج ١ / ١٢٥ و ١٤٤ ـ طبعة ثانية ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ودار الإيمان ، طرابلس ١٤٠٤ ه‍. / ١٩٨٤ م.

٢٣

المفضّل يسيرا ، ثمّ عزل وولّي قتيبة بن مسلم (١).

* * *

وفيها قتل موسى بن عبد الله بن خازم السّلميّ ، وكان بطلا شجاعا وسيّدا مطاعا ، غلب على ترمذ وما وراء النهر مدّة سنين ، وحارب العرب ، من هذه الجهة ، والتّرك من تيك الجهة ، وجرت له وقعات ، وعظم أمره ، وقد ذكرنا والده في سنة نيّف وسبعين ، وآخر أمر موسى أنّه خرج ليلة في هذا العام ليغير على جيش فعثر به فرسه ، فابتدره ناس من ذلك الجيش فقتلوه.

وقد استوفى ابن جرير (٢) أخباره وحروبه.

وقيل قتل سنة سبع وثمانين.

وبعث عبد الملك على مصر ابنه عبد الله ، وعقد بالخلافة من بعده لابنيه الوليد ، ثمّ سليمان ، وفرح بموت أخيه ، فإنّه عزم على عزله من ولاية العهد ، فجاءه موته (٣).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٣٩٣ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٠٢ ، نهاية الأرب ٢١ / ٢٦٣.

(٢) في تاريخه ٦ / ٣٩٨ وما بعدها ، والكامل في التاريخ ٤ / ٥٠٥ ، ونهاية الأرب ٢١ / ٢٦٥.

(٣) انظر تاريخ الطبري ٦ / ٤١٣ وما بعدها ، والكامل في التاريخ ٤ / ٥١٣ وما بعدها ، ونهاية الأرب ٢١ / ٢٧٥ وما بعدها.

٢٤

سنة ستّ وثمانين

توفّي فيها :

أبو أمامة الباهليّ.

أبو أمامة الباهليّ.

وعبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيديّ.

وعبد الملك بن مروان.

وقبيصة بن ذؤيب.

وفيها ـ وقيل سنة ثمان وهو أصحّ ـ عبد الله بن أبي أوفى.

* * *

وفيها كان طاعون الفتيات ، سمّي بذلك لأنّه بدأ في النّساء ، وكان بالشام وبواسط وبالبصرة (١).

* * *

وفيها سار قتيبة بن مسلم متوجّها إلى ولايته ، فدخل خراسان ، وتلقّاه دهاقين بلخ ، وساروا معه ، وأتاه أهل صاغان (٢) بهدايا ومفتاح من ذهب ، وسلّموا بلادهم بالأمان (٣).

__________________

(١) الخبر باختصار في تاريخ خليفة ٣٠١ (حوادث ٨٧ ه‍.).

(٢) كذا في الأصل ، وهي قرية بمرو. وفي تاريخ خليفة ٢٩١ «وأتاه ملك الصغانين».

والصغانيان : بلاد بما وراء النهر. (معجم البلدان ٣ / ٣٨٩).

(٣) تاريخ خليفة ٢٩١.

٢٥

وفيها افتتح مسلمة بن عبد الملك حصن بولق (١) وحصن الأخرم (٢).

* * *

وعقد عبد الملك لابنه عبد الله على مصر ، فدخلها في جمادى الآخرة ، وعمره يومئذ سبع وعشرون سنة ، ثم أقرّه أخوه الوليد عليها لما استخلف (٣) ، وأما ابن يونس فذكر أنّ الوليد عزل أخاه عبد الله عن مصر بقرّة بن شريك أول ما استخلف (٤).

* * *

وفيها هلك ملك الروم الأخرم بوري (٥) لا رحمه‌الله ، قبل أمير المؤمنين عبد الملك بشهر.

* * *

وفيها توفّي يونس بن عطيّة الحضرميّ قاضي مصر ، فولّي ابن أخيه أوس بن عبد الله بن عطيّة القضاء بعده قليلا وعزل ، وولّي القضاء مضافا إلى الشّرط أبو معاوية عبد الرحمن بن معاوية بن حديج (٦) ، ثم عزل بعد ستّة أشهر بعمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة (٧).

وولي الخلافة الوليد بعهد من أبيه.

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي تاريخ خليفة «تولق» بالتاء. ولا ذكر لها في معجم البلدان. والمثبت يتفق مع الطبري ٦ / ٥٢٨.

(٢) تاريخ خليفة ٢٩٢.

(٣) الولاة والقضاة للكندي ٥٨.

(٤) الولاة والقضاة ٦١ ، ٦٢.

(٥) كذا في الأصل وطبعة القدسي ٣ / ٢٣٦ وهو «يوستنيان» أو «جستنيان» الثاني المعروف بالأخرم أو الأجدع حكم الإمبراطورية البيزنطية بين سنة ٦٨٥ وسنة ٦٩٥ م. وقد نشبت في نهاية سنة ٦٩٥ م. ثورة ضد حكمه جدع فيها أنفه ونفي إلى خرسون في شبه جزيرة القرم. انظر عنه في كتابنا : المنتخب من تاريخ المنبجي ـ طبعة دار المنصور ، طرابلس ١٤٠٦ ه‍. / ١٩٨٦ م. ـ ص ٧٨ ، ٧٩ وكتابنا : دراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) ـ طبعة جرّوس برس ، طرابلس ١٩٨٩.

(٦) في الأصل «خديج» ، والتحرير من كتاب الولاة والقضاة.

(٧) كتاب الولاة والقضاة ٥٣ و ٥٨.

٢٦

سنة سبع وثمانين

توفّي فيها :

عتبة بن عبد السّلميّ.

والمقدام بن معديكرب الكنديّ.

وعبد الله بن ثعلبة بن صعير (١) ، والأصحّ وفاته سنة تسع.

* * *

ويقال فيها افتتح قتيبة بن مسلم أمير خراسان بيكند (٢).

* * *

وفيها شرع الوليد بن عبد الملك في بناء جامع دمشق ، وكتب إلى أمير المدينة عمر بن عبد العزيز ببناء مسجد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله سلّم (٣).

* * *

__________________

(١) مهمل في الأصل ، وهو بضم الصاد.

(٢) تاريخ خليفة ٣٠٠ ، تاريخ الطبري ٦ / ٤٢٩ ، الكامل في التاريخ ٤٣ / ٥٢٨ وبيكند : بكسر أوّله ، وفتح الكاف وسكون النون. بلدة بين بخارى وجيحون. (معجم البلدان ١ / ٥٣٣).

(٣) تاريخ خليفة ٣٠١ ، المنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) ٧٩ ، تاريخ دمشق ـ مجلّد ١ ج ٢ / ١٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٨٤ وقال : ابتدأ بناؤه في سنة ٨٨ ه‍. ، ومروج الذهب ٣ / ١٦٦ ه‍. (سنة ٨٧ ه‍.) ، والعيون والحدائق ، لمؤرّخ مجهول ٣ / ٥ ، وقال البلاذريّ في فتوح البلدان ١ / ١٤٩ «قالوا : ولما ولّي معاوية بن أبي سفيان أراد أن يزيد كنيسة يوحنّا في المسجد بدمشق ، فأبى النصارى ذلك ، فأمسك ، ثم طلبها عبد الملك بن مروان في أيامه للزيادة في المسجد وبذل لهم مالا فأبوا أن يسلّموها إليه. ثم إن الوليد بن عبد الملك =

٢٧

وفي هذه السنة ولّي عمر (١) المدينة وله خمس وعشرون سنة ، وصرف عنها هشام بن إسماعيل ، وأهين ووقف للناس ، فبقي عمر عليها إلى أن عزله الوليد بن أبي بكر بن حزم (٢).

* * *

وفيها قدم نيزك طرخان على قتيبة بن مسلم ، فصالحه وأطلق من في يده من أسارى المسلمين (٣).

وفيها غزا قتيبة نواحي بخارى ، فكانت هناك وقعة عظيمة وملحمة هائلة ، هزم الله فيها المشركين ، واعتصم ناس منهم بالمدينة ، ثمّ صالحهم ، واستعمل عليها رجلا من أقاربه ، فقتلوا عامّة أصحابه وغدروا ، فرجع قتيبة لحربهم وقاتلهم ، ثم افتتحها عنوة ، فقتل وسبى وغنم أموالا عظيمة (٤).

__________________

= جمعهم في أيامه وبذل لهم مالا عظيما على أن يعطوه إيّاها فأبوا ، فقال : لئن لم تفعلوا لأهدمنّها. فقال بعضهم : يا أمير المؤمنين إنّ من هدم كنيسة جنّ وأصابته عاهة. فأحفظه قوله ، ودعا بمعول وجعل يهدم بعض حيطانها بيده ، وعليه قباء خزّ أصفر. ثم جمع الفعلة والنّقّاضين فهدموها ، وأدخلها في المسجد».

ثم ذكر البلاذري : «وبمسجد دمشق في الرواق القبليّ مما يلي المئذنة كتاب في رخامة بقرب السقف : «مما أمر ببنيانه أمير المؤمنين الوليد سنة ستّ وثمانين».

وقال الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ٣ / ٣٣٤ ، ٣٣٥ : «قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان : قرأت في صفائح في قبلة مسجد دمشق صفائح ذهبية بلازورد : (بسم الله الرحمن الرحيم. اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ..) الآية ... أمر ببنيان هذا المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله بن الوليد أمير المؤمنين في ذي القعدة من سنة ستّ وثمانين ... قال أبو يوسف : وقدمت بعد ذلك فرأيت هذا قد محي ، وكان هذا قبل المأمون».

وفي مروج الذهب للمسعوديّ ٣ / ١٦٧ : «أمر الوليد أن يكتب بالذهب على اللازورد في حائط المسجد : ربنا الله ، لا نعبد إلا الله ، أمر ببناء هذا المسجد ، وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله بن الوليد أمير المؤمنين في ذي الحجّة سنة سبع وثمانين ، وهذا الكلام مكتوب بالذهب في مسجد دمشق إلى وقتنا هذا ، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.

(١) أي عمر بن عبد العزيز

(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٤٢٧ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٢٦.

(٣) تاريخ الطبري ٦ / ٤٢٨ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٢٨ ، نهاية الأرب ٢١ / ٢٨٤ ، المنتخب من تاريخ المنبجي ٨٠ ، ٨١.

(٤) تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٠ ، ٤٣١ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٢٨ ، ٥٢٩ ، نهاية الأرب ٢١ / ٢٨٤ ، ٢٨٥.

٢٨

وفيها أغزى أمير المغرب موسى بن نصير عند ما ولّاه الوليد بن عبد الملك إمرة المغرب جميعه ولده عبد الله سردانية ، فافتتحها وسبى وغنم (١).

وفيها أغزى موسى بن نصير ابن أخيه أيّوب بن حبيب ممطورة ، فغنم وبلغ سبيهم ثلاثين ألفا (٢).

وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك ، فافتتح قمقم (٣) وبحيرة الفرسان ، فقتل وسبى (٤).

ويسّر الله في هذا العام بفتوحات كبار على الإسلام.

وأقام للناس الموسم عمر بن عبد العزيز (٥) ، فوقف غلطا يوم النّحر ، فتألّم عمر لذلك ، فقيل له : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سلّم : «يوم عرفة يوم يعرّف الناس». وكانوا بمكة في جهد من قلّة الماء ، فاستسقوا ومعهم عمر ، فسقوا ، قال بعضهم : فرأيت عمر يطوف والماء إلى أنصاف ساقيه (٦).

__________________

(١) تاريخ خليفة ٣٠٠.

(٢) تاريخ خليفة ٣٠٠.

(٣) في طبعة القدسي ٣ / ٢٣٧ «قميقم» ، وفي تاريخ خليفة ٣٠١ «فيعم» ، والمثبت يتفق مع الطبري وابن الأثير.

(٤) تاريخ خليفة ، تاريخ الطبري ٦ / ٤٢٩ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٢٨.

(٥) تاريخ خليفة ٣٠١ ، تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٩١ ، مروج الذهب ٤ / ٣٩٩ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٣٠.

(٦) انظر تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٥٣٤.

٢٩

سنة ثمان وثمانين

توفّي فيها :

عبد الله بن بسر المازنيّ.

وأبو الأبيض العنسيّ.

وعبد الله بن أبي أوفى ، على الصحيح.

* * *

وفيها جمع الروم جمعا عظيما وأقبلوا فالتقاهم مسلمة ومعه العبّاس بن الخليفة الوليد ، فهزم الله الروم ، وقتل منهم خلق ، وافتتح المسلمون من جرثومة وطوّانة (١).

* * *

وفيها غزا قتيبة بن مسلم ، فزحف إليه الترك ومعهم الصّغد وأهل فرغانة ، وعليهم ابن أخت ملك الصّين ، ويقال بلغ جمعهم مائتي ألف ، فكسرهم قتيبة ، وكانت ملحمة عظيمة (٢).

وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك وابن أخيه العبّاس ، وتعبّئوا بقرى

__________________

(١) طوانة : بضم أوله. هو بلد بثغور المصّيصة. والخبر في تاريخ خليفة ٣٠٢.

أما «جرثومة» فهي مدينة الجرجومة ، كما في تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٨٣ ، وفتوح البلدان ١ / ١٩٠ و ١٩١ وقد سبق التعريف بها. وانظر كتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ ـ ج ١ / ١٥٠.

(٢) تاريخ خليفة ٣٠٠.

٣٠

أنطاكية ، ثم التقوا الروم (١)

وحجّ بالناس عمر بن الوليد بن عبد الملك (٢).

ويقال إنّ فيها شرع الوليد ببناء الجامع (٣) وكان نصفه كنيسة للنّصارى ، وعلى ذلك صالحهم أبو عبيدة بن الجرّاح ، فقال الوليد للنصارى : إنّا قد أخذنا كنيسة توما عنوة ، يعني كنيسة مريم فأنا أهدمها ، وكانت أكبر من النصف الّذي لهم ، فرضوا بإبقاء كنيسة مريم ، وأعطوا النصف وكتب لهم بذلك ، والمحراب الكبير هو كان باب الكنيسة ، ومات الوليد وهم بعد في زخرفة بناء الجامع ، وجمع عليه الوليد الحجّارين والمرخّمين من الأقطار ، حتّى بلغوا فيما قيل اثني عشر ألف مرخّم ، وغرم عليها قناطير عديدة من الذّهب ، فقيل إنّ النّفقة عليه بلغت ستّة آلاف ألف دينار ، وذلك مائة قنطار وأربعة وأربعون قنطارا بالقنطار الدمشقيّ.

وفيها أمر الوليد عامله على المدينة عمر بن عبد العزيز ببناء مسجد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله سلّم ، وأن يزاد فيه من جهاته الأربع ، وأن يعطي النّاس ثمن الزيادات شاءوا أو أبوا (٤).

قال محمد بن سعد : ثنا محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن يزيد الهذليّ قال : رأيت منازل أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين هدمها عمر بن عبد العزيز ، فزادها في المسجد ، وكانت بيوتا باللّبن ، ولها حجر من جريد مطرور بالطّين ، عددت تسعة أبيات بحجرها ، وهي ما بين بيت عائشة إلى الباب الّذي يلي باب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال الواقديّ : حدّثني معاذ بن محمد ، سمع عطاء الخراسانيّ يقول :

__________________

(١) انظر تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٦ وفيه أن مسلمة فتح حصن قسطنطينة ، وغزالة ، وحصن الأخرم.

وانظر : الكامل في التاريخ ٤ / ٥٣٢.

(٢) تاريخ خليفة ٣٠٢ ، تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٨ وفي مروج الذهب : الوليد بن عبد الملك وهو غلط ، وفي تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٩١ «عمر بن عبد العزيز».

(٣) انظر تعليقنا على هذا الموضوع في حوادث السنة الماضية.

(٤) انظر تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٥ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٥٣٢ ، والعيون والحدائق ٤.

٣١

أدركت حجر أزواج النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من جريد النّخل ، على أبوابها المسوح من شعر أسود ، فحضرت كتاب الوليد يقرأ بإدخال الحجر في المسجد ، فما رأيت باكيا أكثر باكيا من ذلك اليوم ، فسمعت سعيد بن المسيّب يقول : لو تركوها فيقدم القادم من الآفاق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حياته.

وعن عمران بن أبي أنس قال : ذرع السّتر الشعر ذراع في طول ثلاثة.

وفيها كتب الوليد ، وكان مغرما بالبناء ، إلى عمر بن عبد العزيز بحفر الأنهار بالمدينة ، وبعمل الفوّارة بها ، فعملها وأجرى ماءها ، فلمّا حجّ الوليد وقف ونظر إليها فأعجبته (١).

وقال عمر بن مهاجر ـ وكان على بيت مال الوليد ـ : حسبوا ما أنفقوا على الكرمة التي في قبلة مسجد دمشق ، فكان سبعين ألف دينار.

وقال أبو قصيّ إسماعيل بن محمد العذريّ : حسبوا ما أنفقوا على مسجد دمشق ، فكان أربعمائة صندوق ، في كلّ صندوق ثمانية وعشرون ألف دينار.

قلت : جملتها على هذا : أحد عشر ألف ألف دينار ونيّف.

قال أبو قصيّ : أتاه حرسيّه فقال : يا أمير المؤمنين تحدّثوا أنّك أنفقت الأموال في غير حقّها ، فنادى : الصلاة جامعة ، وخطبهم فقال : بلغني كيت وكيت ، ألا يا عمر قم فأحضر الأموال من بيت المال. فأتت البغال تدخل بالمال ، وفضّت في القبلة على الأنطاع ، حتّى لم يبصر من في القبلة من في الشام (٢) ، ووزنت بالقبابين ، وقال لصاحب الدّيوان : أحص من قبلك ممّن يأخذ رزقنا ، فوجدوا ثلاثمائة ألف في جميع الأمصار ، وحسبوا ما يصيبهم ، فوجدوا عنده رزق ثلاث سنين ، ففرح الناس ، وحمدوا الله ، فقال : إلى أن تذهب هذه الثلاث السّنين قد أتانا الله بمثله ومثله ، ألا وإنّي رأيتكم يا أهل دمشق تفخرون على الناس بأربع : بهوائكم ، ومائكم ، وفاكهتكم ، وحمّاماتكم ،

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٧ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٣٣.

(٢) أي من في الشمال.

٣٢

فأحببت أن يكون مسجدكم الخامس ، فانصرفوا شاكرين داعين.

وروي عن الجاحظ ، عن بعضهم قال : ما يجوز أن يكون أحد أشدّ شوقا إلى الجنّة من أهل دمشق ، لما يرون من حسن مسجدهم.

٣٣

سنة تسع وثمانين

توفّي فيها على الصحيح :

عبد الله بن ثعلبة.

ويقال : توفّي فيها عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة.

وأبو ظبيان.

وأبو وائل ، والصحيح وفاتهم في غيرها.

* * *

وفيها افتتح عبد الله بن موسى بن نصير جزيرتي ميورقة (١) ومنورقة (٢) ، وهما جزيرتان في البحر ، بين جزيرة صقلّيّة وجزيرة الأندلس ، وتسمّى غزوة الأشراف ، فإنّه كان معه خلق من الأشراف والكبار (٣).

* * *

وفيها غزا قتيبة ورذان (٤) خذاه ملك بخارى ، فلم يطقهم ، فرجع (٥).

* * *

__________________

(١) بالفتح ثم الضم ، كما في معجم البلدان.

(٢) بالنون ، وبالأصل «متورقة» ، والتصحيح من معجم البلدان.

(٣) تاريخ خليفة ٣٠٢.

(٤) في تاريخ الطبري : «وردان».

(٥) تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٩ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٣٥.

٣٤

وفيها أغزى موسى بن نصير ابنه مروان السّوس الأقصى ، فبلغ السبي أربعين ألفا (١).

* * *

وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك عمّورية ، فلقي جمعا من الروم ، فهزمهم الله تعالى (٢).

* * *

وفيها ولي خالد بن عبد الله القسريّ مكة ، وذلك أول ما ولي (٣).

* * *

وفيها عزل عن قضاء مصر عمران بن عبد الرحمن ، بعبد الواحد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج ، وله خمس وعشرون سنة (٤).

وقد ذكر ابن جرير الطّبري (٥) أنّ الواقديّ زعم ، أنّ عمر بن صالح حدّثه ، عن نافع مولى بني مخزوم قال. سمعت خالد بن عبد الله يقول على منبر مكة : أيّها الناس ، أيّهما أعظم ، خليفة الرجل على أهله ، أم رسوله إليهم؟ والله لو لم تعلموا فضل الخليفة إلّا أنّ إبراهيم خليل الرحمن استسقى فسقاه الله ملحا أجاجا ، واستسقاه الخليفة فسقي عذبا فراتا ، بئرا حفرها الوليد بن عبد الملك عند ثنيّة الحجون ، وكان ينقل ماؤها فيوضع في حوض من أدم إلى جنب زمزم ، ليعرف فضله على زمزم.

قال : ثمّ غارت البئر فذهبت ، فلا يدرى أين موضعها.

قلت : ما أعتقد أنّ هذا وقع. والله أعلم.

__________________

(١) تاريخ خليفة ٣٠٢.

(٢) تاريخ خليفة ٣٠٢ ، وفي تاريخ الطبري ٦ / ٤٣٩ وافتتح هرقلة وقمورية.

(٣) تاريخ خليفة ٣٠٢ ، تاريخ الطبري ٦ / ٤٤٠ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٣٦.

(٤) كتاب الولاة والقضاة ٦٠.

(٥) في تاريخه ٦ / ٤٤٠.

٣٥

سنة تسعين

توفّي فيها :

خالد بن يزيد بن معاوية.

وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزنيّ المصريّ.

وعبد الرحمن بن المسور الزّهريّ.

وأبو ظبيان الجنبيّ (١).

ويزيد بن رباح.

وعروة بن أبي قيس المصريّان.

وقال أبو خلدة : توفّي فيها في شوّال أبو العالية الرّياحيّ (٢).

وقال ابن المديني : توفّي جابر بن زيد سنة تسعين.

وقال شعيب بن الحبحاب : توفّي فيها أنس بن مالك.

وقال خليفة : توفّي فيها مسعود بن الحكم الزّرقيّ.

* * *

وفيها غزا قتيبة بن مسلم ورذان خداه الغزوة الثانية ، فاستصرخ على قتيبة بالتّرك ، فالتقاهم قتيبة ، فهزمهم الله وفضّ جمعهم (٣).

* * *

__________________

(١) بفتح الجيم وسكون النون ... ، نسبة إلى جنب قبيلة من اليمن ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج ١ ص ٢٣٩).

(٢) في الأصل «الرباحي» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج ١ ص ٤٨٣) حيث قال : الرياحي بكسر الراء وفتح الياء آخر الحروف ... نسبة إلى رياح بن يربوع بن حنظلة ...

(٣) تاريخ خليفة ٣٠٣.

٣٦

وفيها غزا العبّاس ابن أمير المؤمنين ، فبلغ الأرزن (١) ثمّ رجع (٢).

* * *

وفيها أوقع قتيبة بأهل الطّالقان بخراسان ، فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وصلب منهم طول أربعة فراسخ في نظام واحد ، وسبب ذلك أنّ ملكها غدر ونكث ، وأعان نيزك طرخان على خلع قتيبة. قاله محمد بن جرير (٣).

* * *

وفيها سار قرّة بن شريك أميرا على مصر على البريد في شهر ربيع الأول ، عوضا عن عبد الله بن عبد الملك بن مروان ، وقيل قبل ذلك (٤) ، والله أعلم.

__________________

(١) في طبعة القدسي ٣ / ٢٤٠ «الأزرق» وهو غلط ، والصحيح ما أثبتناه ، وهو بفتح الألف والزاي ، مدينة مشهورة قرب خلاط. (معجم البلدان ١ / ١٥٠).

(٢) تاريخ خليفة ٣٠٣ ، تاريخ الطبري ٦ / ٤٤٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٥٤٧.

(٣) في تاريخه ٦ / ٤٤٥ ـ ٤٤٧ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٥٤٤ ، ونهاية الأرب ٢١ / ٢٨٩

(٤) كتاب الولاة والقضاة ٦١ ـ ٦٤.

٣٧

تراجم رجال هذه الطبقة

[حرف الألف]

١ ـ أبان بن عثمان بن عفّان (١) م ٤

ابن أبي العاص الأمويّ ، أبو سعيد (٢).

سمع : أباه ، وزيد بن نابت.

وعنه : عامر بن سعد ، والزّهريّ ، وعمرو بن دينار ، وأبو الزّناد ، وجماعة.

ووفد على عبد الملك.

__________________

(١) انظر عن (أبان بن عثمان بن عفان) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ١٥١ ـ ١٥٣ ، والطبقات لخليفة ٢٤٠ ، وتاريخ خليفة ١٨٥ و ٢٧٦ و ٢٧٩ و ٢٨٠ و ٢٨٨ و ٢٩٣ و ٢٩٦ و ٢٩٩ و ٣٣٦ ، والمحبّر لابن حبيب ٢٥ و ٢٣٥ و ٣٠١ و ٣٠٣ و ٣٨٢ ، ونسب قريش ٤٢ ، ٤٣ و ١١٠ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥ رقم ١٢٣٢ ، والتاريخ الكبير ١ / ٤٥٠ ، ٤٥١ رقم ١٤٤٠ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٥١ رقم ٦ / ١ ، والمعارف ١٩٨ و ٢٠١ و ٢٠٧ و ٣٠٧ و ٥٧٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٦٠ و ٤٢٦ و ٦٤٣ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٠٨ ، ٥٠٩ ، وأخبار القضاة ١١ / ١٢٩ ، ١٣٠ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٩٥ رقم ١٠٨٤ ، والمراسيل ١٦ رقم ١٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ٦٧ رقم ٤٥٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ١٣٤ ـ ١٣٥ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٩٧ رقم ٣١ ، وتهذيب الكمال ٢ / ١٦ ـ ١٩ رقم ١٤١ ، وتحفة الأشراف ١٣ / ١٣٤ رقم ٩٨٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤٢ ، والكاشف ١ / ٣١ رقم ١٠٨ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٥١ ـ ٣٥٣ رقم ١٣٣ ، والعبر ١ / ١٢٩ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢٣٣ ، والوافي بالوفيات ٣٠٧٥ رقم ٢٣٦٣ ، وجامع التحصيل ١٦٥ رقم ١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٩٧ رقم ١٧٣ وتقريب التهذيب ١ / ٣١ رقم ١٦٣ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٢٥٣ ، وشذرات الذهب ١ / ١٣١ ، وطبقات الفقهاء ٤٧ و ١١٣ ، ورجال مسلم ١ / ٦٩ رقم ٩٥.

وسيعيد المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ ترجمته في المتوفين من الطبقة الحادية عشرة ، في الجزء التالي (حوادث ووفيات ١٠١ ـ ١٢٠ ه‍.).

(٢) ويقال : أبو سعد (سير أعلام النبلاء). ويقال : أبو عبد الله.

٣٨

قال ابن سعد (١) : كان ثقة له أحاديث عن أبيه ، وكان به صمم ووضح كثير ، وأصابه الفالج قبل أن يموت.

وقال خليفة (٢) : أبان وعمر وأمّهما أم عمرو بنت جندب بن عمرو الدّوسيّ ، وأبان توفّي سنة خمس ومائة.

وقال الواقديّ : كانت ولاية أبان على المدينة سبع سنين (٣).

وقال الحكم بن الصّلت : ثنا أبو الزّناد قال : مات أبان قبل عبد الملك بن مروان.

وقال يحيى القطّان : فقهاء المدينة عشرة ، فذكر منهم أبان.

وقال مالك : حدّثني عبد الله بن أبي بكر أنّ أبا بكر بن حزم كان يتعلّم من أبان القضاء.

وقال أبو علقمة الفرويّ : حدّثني عبد الحكيم بن أبي فروة ، عمّن قال ، قال عمرو بن شعيب : ما رأيت أحدا أعلم بحديث ولا فقه من أبان.

٢ ـ أدهم بن محرز الباهليّ (٤)

الحمصيّ ، الأمير ، أول من ولد بحمص ، شهد صفّين مع معاوية ، وكان

__________________

(١) في الطبقات ٥ / ١٥٢ وعبارته : «كان بأبان وضح كثير فكان يخضب موضعه من يده ولا يخضب في وجهه. وكان به صمم شديد».

وذكره ابن حبيب البغدادي في الحولان الأشراف (المحبّر ٣٠٣).

وقال الجاحظ : «ولذلك قال الشاعر في أبان بن عثمان بن عفان في أول ما ظهر به البياض ، قال :

له شفة قد حمّم الدهر بطنها

وعين يغمّ الناظرين احولالها

 وكان أحول أبرص أعرج ، وبفالج أبان يضرب أهل المدينة المثل». (انظر البرصان والعرجان للجاحظ ٥٥ ، ٥٦ وفيه بيتان أيضا عن أبان ، والمعارف ٥٧٨).

(٢) في الطبقات ٢٤٠ ، وفي التاريخ ٣٣٦ قال : «وفي ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان».

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ١٥٢.

(٤) انظر عن (أدهم بن محرز) في : المؤتلف والمختلف للآمدي ٣١ ، ٣٢ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٤٣ و ٣٥٨ ، وأنساب الأشراف ٥ / ٢٠٩ و ٢١٠ و ٢١٢ ، والمعمّرين للسجستاني ٩٢ ، ومروج الذهب ٤٧١ و ١٩٧٩ ، ورجال =

٣٩

ناصبيّا (١) سبّابا.

حكى عنه : عمرو بن مالك القيني ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وفروة بن لقيط.

قال هشيم ، عن أبي ساسان ، حدّثني أبيّ الصّيرفيّ : سمعت عبد الملك بن عمير يقول : أتيت الحجّاج وهو يقول لرجل : أنت همدان مولى عليّ؟ فقال : سبّه ، قال : ما ذاك جزاؤه منّي ، ربّاني وأعتقني ، قال : فما كنت تسمعه يقرأ من القرآن؟ قال : كنت أسمعه في قيامه وقعوده وذهابه ومجيئه يتلو : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً) الآية (٢). قال : فابرأ منه. قال : أمّا هذه فلا ، سمعته يقول : تعرضون على سبي فسبّوني ، وتعرضون على البراءة منّي ، فلا تبرءوا منّي فإنّي على الإسلام ، قال : أما ليقومنّ إليك رجل يتبرّأ منك ومن مولاك ، يا أدهم بن محرز قم فاضرب عنقه ، فقام يتدحرج كأنّه جعل ، وهو يقول : يا ثارات عثمان ، فما رأيت رجلا كان أطيب نفسا بالموت منه ، فضربه فندر رأسه (٣). إسناده صحيح.

٣ ـ (الأسود بن هلال) (٤) ـ خ م د ن ـ المحاربي الكوفي ، أبو سلّام.

من المخضرمين.

__________________

= الطوسي ٣٥ رقم ١٤ ، والحيوان ٣ / ٣٢٧ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٤٠٤ و ٥ / ٢٨ و ٥٩٩ و ٦٠٢ و ٦٠٥ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٣٠٣ و ٣٠٤ و ٤ / ١٨٠ و ١٨٢ و ١٨٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٣٠ رقم ٣٧٥٣ ، والإصابة ١ / ١٠١ رقم ٤٣١.

(١) مهملة بالأصل ، والناصبيّ تعبير أطلقه شيعة عليّ على خصومهم من مؤيّدي الأمويين.

(٢) سورة الأنعام ـ الآية ٤٤.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣٦٧ ، ٣٦٨.

(٤) انظر عن (الأسود بن هلال) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ١١٩ ، وطبقات خليفة ١٤٢ ، وتاريخ الثقات ٦٧ رقم ٩٩ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ١٠٢ رقم ٧٥٧ ، والمعرفة والتاريخ ٣ / ٨٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٩٢ رقم ١٠٦٨ ، وأسد الغابة ١ / ٨٨ ، والكاشف ١ / ٨٠ رقم ٤٢٩ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٢٣١ ـ ٢٣٣ رقم ٥٠٨ ، والتاريخ الكبير ١ / ٤٤٩ رقم ١٤٣٦ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٢٥٦ رقم ٤١٦٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٤٢ رقم ٦٢٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٧٧ رقم ٥٧٨ ، والإصابة ١ / ١٠٥ ، ١٠٦ رقم ٤٥٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧ ، ورجال البخاري للكلاباذي ١ / ٨٤ ، ٨٥ رقم ٩٠ ، ورجال مسلم لابن منجويه ١ / ٧٩ رقم ١٢٠.

٤٠