تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٦

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ودخل على عائشة رضي‌الله‌عنها وهو صبيّ.

روى عنه : منصور ، والأعمش ، وحمّاد بن أبي سليمان ، وأبو إسحاق الشّيبانيّ ، وعبيدة بن معتّب ، والعلاء بن المسيّب ، وعبد الله بن شبرمة ، وابن عون ، وعمرو بن مرّة ، ومغيرة بن مقسم ، ومحمد بن سوقة ، وطائفة.

وتفقّه به جماعة ، وكان من كبار الأئمة.

قيل : إنّه لما احتضر جزع جزعا شديدا ، فقيل له في ذلك ، فقال : وأيّ خطر أعظم مما أنا فيه ، أتوقّع رسولا يرد عليّ من ربّي ، إمّا بالجنّة وإمّا بالنار ، والله لوددت أنّها تلجلج في حلقي إلى يوم القيامة (١).

توفّي إبراهيم سنة ستّ ، وقيل سنة خمس وتسعين ، وله تسع وأربعون سنة على الصحيح. وقيل ثمان وخمسون سنة.

وقال يحيى القطّان : توفّي بعد الحجّاج بأربعة أشهر أو خمسة.

قلت : مات الحجّاج في رمضان سنة خمس.

وقال محمد بن سعد (٢) : دخل على عائشة ، وسمع زيد بن أرقم ، والمغيرة بن شعبة ، وأنس بن مالك.

روى عنه : الشّعبيّ ، ومنصور ، ومغيرة بن مقسم ، وغيرهم من التّابعين.

وقال عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن طلحة بن مصرّف ، عن إبراهيم قال : دخلت على أمّ المؤمنين عائشة (٣).

وعن حمّاد بن أبي سليمان قال : لقد رأينا ننتظر إبراهيم ، فيخرج والثياب عليه معصفرة ، ونحن نرى أنّ الميتة قد حلّت له (٤).

قال ابن عيينة ، عن الأعمش قال : جهدنا على إبراهيم النّخعيّ أن نجلسه إلى سارية ، وأردناه على ذلك فأبى ، وكان يأتي المسجد وعليه قباء وريطة معصفرة (٥).

__________________

(١) حلية الأولياء ٤ / ٢٢٤ ، والزهد لابن المبارك ١٤٧ رقم ٤٣٧ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٥.

(٢) ليس في الطبقات هذا القول المنسوب لابن سعد.

(٣) طبقات ابن سعد ٩ / ٢٧١ من طريق سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم.

(٤) حلية الأولياء ٤ / ٢٢١ ، ٢٢٢.

(٥) انظر حلية الأولياء ٤ / ٢٢١.

٢٨١

قال : وكان يجلس مع الشّرط (١).

قال أحمد بن حنبل : كان إبراهيم ذكيّا حافظا ، صاحب سنة.

وعن الشّعبيّ إنّه قيل له : مات إبراهيم ، فقال : ما ترك بعده خلف (٢).

وقال نعيم بن حمّاد : ثنا جرير ، عن عاصم قال : تبعت الشّعبيّ ، فمررنا بإبراهيم ، فقام له إبراهيم عن مجلسه ، فقال له الشّعبيّ : أنا أفقه منك حيّا ، وأنت أفقه منّي ميتا ، وذاك أنّ لك أصحابا يلزمونك ، فيحيون علمك (٣).

وكان إبراهيم رحمه‌الله أعور (٤).

قال هشيم ، عن مغيرة ، عن إبراهيم : كانوا يكرهون أن يظهر الرجل ما خفي من عمله الصالح (٥).

وقال مالك : كان إبراهيم النّخعيّ رجلا عالما ، وكان الشّعبيّ أقدم وأكثر حديثا.

وقال أبو بكر بن شعيب بن (٦) الحبحاب ، عن أبيه : كنت فيمن دفن إبراهيم النّخعيّ ليلا سابع سبعة ، أو تاسع تسعة ، فقال الشعبيّ : أدفنتم صاحبكم؟ قلت : نعم ، قال : أما إنّه ما ترك أحدا أعلم أو أفقه منه ، قلت : ولا الحسن ، وابن سيرين؟ قال : ولا الحسن وابن سيرين ، ولا من أهل البصرة ، ولا من أهل الكوفة ، ولا من أهل الحجاز (٧).

وقال أحمد بن عبد الله العجليّ (٨) : مات مختفيا من الحجّاج.

وقال جرير ، عن مغيرة قال : كان إبراهيم النّخعيّ إذا طلبه إنسان لا

__________________

(١) العلل ومعرفة الرجال لأحمد ٢ / ٥٦٠ رقم ٣٦٤٦ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٢٧٣.

(٢) انظر حلية الأولياء ٤ / ٢٢١.

(٣) انظر طبقات ابن سعد ٦ / ٢٨٤.

(٤) العلل ومعرفة الرجال لأحمد ٣ / ٣٨٣ رقم ٥٦٨١ ، البرصان ٣٦٤.

(٥) انظر حلية الأولياء ٤ / ٢٣١.

(٦) «بن» ساقطة من الأصل.

(٧) طبقات ابن سعد ٦ / ٢٨٤ ، حلية الأولياء ٤ / ٢٢٠.

(٨) في تاريخ الثقات ٥٦.

٢٨٢

يحبّ أن يلقاه ، خرجت الجارية فقالت : أطلبوه في المسجد (١).

وقال قيس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : أتى رجل فقال : إنّي ذكرت رجلا بشيء ، فبلغه عنّي ، فكيف أعتذر ، قال : تقول : والله إنّ الله ليعلم ما قلت من ذلك من شيء.

وقال حمّاد بن زيد : ما كان بالكوفة رجل أوحش ردّا للآثار من إبراهيم لقلّة ما سمع (٢) ، فذكر لحمّاد قول إبراهيم : في الفأرة جزاء إذا قتلها المحرم. قال الدّانيّ : أخذ القراءة عرضا عن علقمة ، والأسود.

قرأ عليه : الأعمش ، وطلحة بن مصرّف.

وقال وكيع ، عن شعبة ، عن مغيرة ، عن إبراهيم قال : الجهر بسم الله الرحمن الرحيم بدعة (٣).

٢٠٧ ـ إبراهيم بن يزيد التّيميّ (٤) ع ـ

تيم الرباب ، أبو سماء الكوفيّ الفقيه العابد.

__________________

(١) التاريخ لابن معين ٢ / ١٧.

(٢) يستبعد أن يكون كلام حمّاد في إبراهيم النخعي لأنه اشتهر عنه إدراكه ستين شيخا من أصحاب ابن مسعود ، وشهد بعلمه الشعبيّ وأحمد بن حنبل وغيرهما. وقال الذهبي في ميزانه : استقرّ الأمر على أنه حجّة.

(٣) مسند أحمد ٤ / ٨٥ ، الجامع للترمذي (٢٤٤) ، سنن النسائي ٢ / ١٣٥.

(٤) انظر عن (إبراهيم بن يزيد التيمي) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ٢٨٥ ، ٢٨٦ ، وتاريخ خليفة ٣٠٦ ، وطبقات خليفة ١٥٥ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ١٥ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ، رقم ١٦ و ١٧ ، والتاريخ الصغير ١٠٧ ، والتاريخ الكبير ١ / ٣٣٤ ، ٣٣٥ رقم ١٠٥٣ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٥٤٨ و ٥٤٩ و ٥٦٣ و ٥٧٣ و ٥٧٦ و ٧٠٩ و ٣ / ٧٦ و ١٤٦ و ٢٣٤ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٦٢٥ ، والجرح والتعديل ٢ / ١٤٥ رقم ٤٧٤ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٧ ، ٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٧٤٩ ، ومروج الذهب ٢١٤٨ ، وحلية الأولياء ٤ / ٢١٠ ـ ٢١٩ رقم ٢٧٢ ، والزهد لابن المبارك ١٩٤ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٠٥ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٤٢ أ ، ورجال صحيح مسلم ١ / رقم ٥٠ ، ورجال صحيح البخاري ١ / رقم ٥٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ١٩ رقم ٦٢ ، وصفة الصفوة ٣ / ٤٩ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ رقم ٢٦٤ ، واللباب ١ / ١٩٠ ، والعبر ١ / ١٠٦ ، وسير أعلام النبلاء ٥ / ٦٠ ـ ٦٢ رقم ١٩ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٧٣ ، والكاشف ١ / ٥٠ رقم ٢١٩ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٣٠ رقم ٢١٠ ، وميزان =

٢٨٣

روى عن : أبيه يزيد بن شريك ، والحارث بن سويد ، وعمرو بن ميمون الأوديّ ، وأنس بن مالك ، وغيرهم.

روى عنه : بيان بن بشر ، ويونس بن عبيد ، والأعمش ، وآخرون.

قتله الحجّاج ، وقيل : مات في حبسه سنة اثنتين أو أربع وتسعين ، وهو شابّ لم يبلغ أربعين سنة ، وكان كبير القدر.

قال أبو أسامة : سمعت الأعمش يقول : قال إبراهيم التّيميّ : ربّما أتى عليّ شهر لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا ، لا يسمعنّ هذا منك أحد (١).

وقال الأعمش : كان إذا سجد كأنه جذم (٢) حائط تنزل على ظهره العصافير (٣).

٢٠٨ ـ الأخطل النّصرانيّ الشاعر (٤)

اسمه غياث بن غوث التّغلبيّ ، شاعر بني أميّة ، وهو من نظراء جرير

__________________

= الاعتدال ١ / ٧٤ رقم ٢٥١ ، وجامع التحصيل ١٦٧ رقم ١١ ، والوافي بالوفيات ٦ / ١٦٨ رقم ٢٦٢١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٨٠ ، وغاية النهاية ١ / ٢٩ رقم ١٢٤ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٢٢٥ ، وطبقات الحفّاظ للسيوطي ٢٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣.

(١) انظر حلية الأولياء ٤ / ٢١٤.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٣٣٧ «جذع» ، والتصويب من حلية الأولياء ، والجذم : الأصل من الحائط أو القطعة منه.

(٣) حلية الأولياء ٤ / ٢١٢.

(٤) انظر عن (الأخطل النصراني الشاعر) في :

طبقات الشعراء لابن سلام ١ / ٤٥١ ، والشعر والشعراء لابن قتيبة ١ / ٣٩٣ ـ ٤٠٤ رقم ٨٧ ، والأغاني ٨ / ٢٨٠ ـ ٣٢٠ ، ومروج الذهب ٢٢٨٨ ، وشرح شواهد المغني ٤٦ ، وسمط اللآلي ٤٤ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ١٤ / ٧٣ أ ، وأنساب الأشراف ١ / ٧٠ ، و ٤ ق ١ / ٢٨٤ و ٣٥٤ و ٣٧٢ و ٤٥٢ و ٤٥٣ و ٤٧٤ ، والأخبار الموفقيات ٢٢٧ ـ ٢٢٩ و ٥٢٤ ، ونسب قريش ١٧٩ ، وثمار القلوب ١٨٦ و ٢٧٥ و ٤٧٣ ، وبدائع البدائه ٢٠ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ و ٦٤ و ٦٥ و ٨٨ و ٢٢٠ و ٢٦٠ ، وشرح أدب الكاتب ٣٥٦ و ٣٨٦ ، وأمالي المرتضى ١ / ٢١٨ و ٢٦٧ و ٣٤٣ و ٤٥٥ و ٤٦٦ و ٥٥٣ و ٦١١ و ٦٣٧ و ٢ / ١٦ و ١٨ و ٢٤ و ٢٥ و ٥٢ و ٦٣ و ١١٠ و ١١٥ و ١٧٥ و ٢٨٥ ، وأمالي القالي ١ / ٩ و ٦٤ و ١٤٥ و ٢ / ١٧٩ و ٢٣١ و ٣ / ٤٣ و ٧٧ و ١٨ و ١٨٨ والذيل ١١٨ و ١١٩ ، ومعاهد التنصيص ١ / ٢٧٢ ـ ٢٧٨ ، والتذكرة الفخرية ١٤٥ و ٣٤٢ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ٢ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، وعيون الأخبار ١ / ٣١٩ و ٢ / ٢١٤ و ٤ / ٣٤ ، وتخليص الشواهد ٦٥ و ١٧٦ و ١٧٧ و ٢٤٧ ، وخاص الخاص ١٠٥ ، والمثلّث لابن =

٢٨٤

والفرزدق ، لكن تقدّم موته عليهما.

وقد قيل للفرزدق : من أشعر الناس؟ قال : كفاك بي إذا افتخرت ، وبجرير إذا هجا ، وبابن النّصرانيّة إذا امتدح.

وكان عبد الملك بن مروان يجزل عطاء الأخطل ويفضّله في الشعر على غيره.

وله :

والنّاس همّهم الحياة ولا أرى

طول الحياة يزيد غير خبال

وإذا افتقرت (١) إلى الذّخائر لم تجد

ذخرا يكون كصالح الأعمال(٢)

قال محمد بن سلّام (٣) : حدّثني محمد بن عائشة قال : قال إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل : خرجت مع أبي إلى دمشق ، فإذا كنيسة ، وإذا الأخطل في ناحيتها ، فسأل عنّي فأخبر ، فقال ، يا فتى إنّ لك شرفا وموضعا ، وإنّ الأسقفّ قد حبسني ، فأنا أحبّ أن تأتيه وتكلّمه في إطلاقي ، قلت : نعم ، فذهبت إلى الأسقفّ ، فقال لي : مهلا ، أعيذك بالله أن تكلّم في مثل هذا ، فإنّه ظالم يشتم النّاس ويهجوهم ، فلم أزل به حتّى قام معي ، فدخل

__________________

= البطليوسي ١ / ٣١٥ و ٣٥٥ و ٣٦١ و ٣٧١ و ٤٩٦ و ٢ / ٢٥ و ٥٩ و ٨٧ و ١٢١ و ٢٢٨ و ٢٦٥ و ٢٩٥ و ٣٤٠ و ٣٦٥ و ٤٢٦ و ٤٢٧ ، والمنازل والديار ١ / ١٤٠ و ١٦٧ و ٣٢٥ و ٣٣٦ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٢١ و ٣٢٤ و ٣٢٥ و ٤٣٢ و ٢ / ٢٤٨ و ٤ / ٤٣٦ و ٦ / ٢٧٩ و ٣٠٩ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢٠٢ و ٣٦١ و ٢ / ١١٥ و ٤٢٥ و ٤٣٧ و ٤٤٣ و ٤٧٩ ، ومعجم الشعراء في لسان العرب ٤٠ ـ ٤٢ رقم ١٩ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٥٩٦ ، وتاريخ الطبري ٧ / ٢٩٠ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٠٥ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٣١٠ و ٣١١ و ٣١٧ و ٣١٩ و ٣٢١ و ٥ / ٣٠٦ ، والعقد الفريد ٣ / ١٣٢ و ٥ / ٢٩٦ و ٢٩٧ و ٣٢٢ و ٣٨٦ و ٦ / ٣٣٩ و ٣٤٩ ، والحماسة البصرية ٢ / ٤١٩ ، والبرصان والعرجان ١٥٣ و ٣٠١ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٥٩ ، وقد نشر ديوانه الأب أنطون صالحاني مع تكملة له.

(١) في الأصل «افتخرت» والتصويب من طبقات الشعراء وغيره.

(٢) البيتان في ديوان الأخطل ٢٤٨ ، والحماسة البصرية ٢ / ٤١٩ ، وتاريخ الطبري ٦ / ١٨٦ ونسبهما لابن مقبل ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢٠٢ رقم ٤٨٢ ، والثاني منهما في : طبقات الشعراء لابن سلام ١ / ٤٩٣ ، والأغاني ٨ / ٣١٠ ، وتاريخ دمشق ١٤ / ٧٣ ب و ٧٧ أ ، والكامل في الأدب للمبرّد ٢ / ١٤ وقد نسبه للخليل بن أحمد الفراهيدي.

(٣) في طبقات الشعراء ١ / ٤٩٠ ، والخبر أيضا في الأغاني ٨ / ٣٠٩ ، ٣١٠.

٢٨٥

الكنيسة فجعل يتوعّده ويرفع عليه العصا ، ويقول : تعود ، وهو يتضرّع إليه ويقول : لا ، قال : فقلت : يا أبا مالك ، تهابك الملوك وتكرمك الخلفاء ، وذكرك في الناس (١) ، فقال : إنّه الدّين ، إنّه الدّين.

وعن أبي عبيدة قال : لما أنشد الأخطل كلمته لعبد الملك التي يقول فيها :

شمس العداوة حتّى يستقاد لهم

وأعظم النّاس أحلاما إذا قدروا(٢)

قال : خذ بيده يا غلام فأخرجه ثم ألق عليه من الخلع ما يغمره ، ثم قال : إنّ لكلّ قوم شاعرا ، وإنّ شاعر بني أميّة الأخطل ، فمرّ به جرير فقال : كيف تركت خنازير أمّك؟ قال : كثيرة ، وإن أتيتنا قريناك منها ، قال : فكيف تركت أعيار أمّك؟ قال : كثيرة ، وإن أتيتنا حملناك على بعضها (٣).

وعن الأصمعيّ قال : دخل الأخطل على عبد الملك ، فقال : ويحك ، صف لي السّكر ، قال : أوّله لذّة ، وآخره صداع ، وبين ذلك ساعة لا أصف لك مبلغها ، فقال : ما مبلغها؟ قال : لملك يا أمير المؤمنين أهون [عليّ] (٤) من شسع نعلي ، وأنشأ يقول :

إذا ما نديمي علّني ثمّ علّني

ثلاث زجاجات لهنّ هدير

خرجت أجر الذّيل حتّى كأنّي

عليك أمير المؤمنين أمير

٢٠٩ ـ (أرقم بن شرحبيل) (٥) ـ ق ـ الأوديّ الكوفيّ.

__________________

(١) في طبقات الشعراء لابن سلام : «وذكرك في الناس عظيم أمره».

(٢) الأغاني ٨ / ٣٠١ و ٣٠٥.

(٣) الأغاني ٨ / ٣٠٦.

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة حيدرآباد.

(٥) انظر عن (أرقم بن شرحبيل) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٧ ، وطبقات خليفة ١٤٧ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٤٦ رقم ١٦٣٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٥١ و ٤٥٢ و ٥٠٩ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٩٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣١٠ رقم ١١٦١ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٥٤ ، والكامل في ضعفاء الرجال ١ / ٤٠٩ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٣١٤ ، ٣١٥ رقم ٢٩٩ ، والكاشف ١ / ٥٥ رقم ٢٤٨ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٦٥ رقم ٥٠٩ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٧١ رقم ٦٩١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٩٨ ، ١٩٩ رقم ٣٧٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٥١ رقم ٣٤٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٥.

٢٨٦

أخذ عن : عبد الله بن مسعود ، وصحب ابن عبّاس إلى الشام.

روى عنه : أخوه هزيل (١) بن شرحبيل ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وأبو قيس الأوديّ ، وعبد الله (٢) بن أبي السّفر.

قال ابن سعد (٣) : كان ثقة قليل الحديث.

وقال أبو زرعة : كوفيّ ثقة.

٢١٠ ـ (أسلم بن يزيد) (٤) ـ د ت ق (٥) ـ أبو عمران التّجيبيّ المصريّ ، مولى عمير (٦) بن تميم.

روى عن : أبي أيّوب الأنصاريّ ، وعقبة بن عامر ، وأمّ سلمة ، وصفيّة أمّي المؤمنين ، وجماعة.

وعنه : سعيد بن أبي هلال ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعبد الله بن عياض.

وكان وجيها في مصر ، وكانت الأمراء يسألونه.

وثّقه النّسائيّ.

* ـ (أسير بن جابر) (٧) ـ خ م ـ ويقال يسير.

سيأتي ، وقد تقدّم.

__________________

(١) في طبعة القدسي ٣ / ٣٣٨ «هذيل» بالذال ، وهو تحريف.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٣٣٨ «عبيد» وهو تصحيف.

(٣) في طبقاته ٦ / ١٧٧.

(٤) انظر عن (أسلم بن يزيد) في :

التاريخ الكبير ٢ / ٢٤ رقم ١٥٦٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٦٣ رقم ٧٩ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٩٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٧ رقم ١١٤٦ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٤٦ ، ومشاهير علماء الأمصار له ١٢٢ رقم ٩٥٤ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٥٢٨ ، ٥٢٩ رقم ٤٠٥ ، والكاشف ١ / ٦٠٨ رقم ٣٤١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٦٥ رقم ٤٩٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٦٤ رقم ٤٦٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١.

(٥) في الأصل وطبعة القدسي ٣ / ٣٣٨ «ق» والتصحيح من نسخة حيدرآباد.

(٦) في الأصل وطبعة القدسي ٣ / ٣٣٨ «عمر» والتصحيح من نسخة حيدرآباد.

(٧) تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية من هذا الجزء ، باسم «يسير بن جابر» وقد حشدنا مصادرها هناك.

٢٨٧

٢١١ ـ (الأغرّ أبو مسلم المدني) (١) ـ م تم ـ نزيل الكوفة.

عن : أبي هريرة ، وأبي سعيد وكانا اشتركا في عتقه.

وعنه : عليّ بن الأقمر ، وأبو إسحاق ، وطلحة بن مصرّف ، وعطاء ابن السّائب ، وجماعة.

وأما (أبو عبد الله الأغرّ) ففي الكنى.

٢١٢ ـ أنس بن مالك (٢) ع

ابن النّضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن

__________________

(١) انظر عن (الأغرّ المدني) في :

التاريخ لابن معين ٢ / ٤٢٠ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٤٤ رقم ١٦٣٠ ، وتاريخ الثقات ٧١ رقم ١١١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٨ رقم ١١٥٢ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٥٣ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ٢٤٠ رقم ١٥٩٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤٨ رقم ١٨١ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٣١٧ ، ٣١٨ رقم ٥٤٤ ، والكاشف ١ / ٨٥ رقم ٤٦٢ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٦٥ ، ٣٦٦ رقم ٦٦٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٢ رقم ٦٢٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٩.

(٢) انظر عن (أنس بن مالك) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ١٧ ـ ٢٦ ، وطبقات خليفة ٩١ و ١٨٦ ، وتاريخ خليفة ٩٩ و ١٠٧ و ١٢٣ و ٢٥٩ و ٢٦٥ و ٣٠٦ ، ومعرفة الرجال ١ / ١٦٧ ، ١٦٨ رقم ٩٣٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٤٣ ـ ٤٥ ، ومسند أحمد ٣ / ٩٨ ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد ، رقم ٢١٥ و ١٧٤٨ و ٢٠٨٨ و ٢٧١٧ و ٥٣٠١ و ٥٥٢٨ و ٥٩٢٤ ، والتاريخ الصغير ٩١ و ١٠٢ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٧ ، ٢٨ رقم ١٥٧٩ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٧٣ رقم ١١٩ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٧٩ رقم ٣ ، والمحبّر لابن حبيب ٣٠١ و ٣٤٤ و ٣٧٩ ، والمعارف ٣٧٢ و ٦١٠ ، والعلل لابن المديني ٤٧ و ٥١ و ٥٣ و ٦٠ و ٦٣ و ٧٣ و ٨٠ والسير والمغازي لابن إسحاق ٩٤ و ٩٦ و ٢٦٥ و ٢٧٢ و ٢٩٦ و ٣٣٠ ، والمغازي للواقدي ٢٨٠ و ٣١٠ و ٣٥٠ و ٥٦٩ و ٥٧٠ و ٧٠٧ و ٨٩٧ و ٩٠٣ و ١٠٢٦ و ١٠٥٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٥٠٦ ـ ٥٠٨ وانظر فهرس الأعلام ٣ / ٤٥٥ ، ٤٥٦ ، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٨١٦ ، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) ١ / ٦١٩ و ٤ / ق ١ / ٤٠٧ و ٤٨٦ و ٤٨٧ و ٤ / ١٠٦ و ٥ / ١٨٨ و ٢٧٩ ، والأخبار الطوال ١١٨ و ١٣٠ و ٣٢٣ و ٣٢٨ ، وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ٣ و ٢١ و ٢٤ و ٢٥ و ٤٢ و ٥٥ و ١٥٧ و ٣ / ٢٤٣ و ٢٤٤ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٧٢ ، والزاهر للأنباري ٢ / ٢٣٩ و ٢٧٤ ، والأخبار الموفقيّات ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، والبرصان والعرجان (انظر فهرس الأعلام) ٣٩٩ ، والبيان والتبيين للجاحظ ١ / ٣٠٨ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ١٨٧ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٨٦ رقم ١٠٣٦ ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٦٥ ، ٦٦ رقم ٨٩ ، ورجال صحيح البخاري ١ / ٨٦ ، ٨٧ رقم ٩٣ ، =

٢٨٨

عديّ بن النّجّار ، أبو حمزة الأنصاريّ النّجاريّ الخزرجيّ ، خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وآخر أصحابه موتا.

روى عن : النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا كثيرا ، وعن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وأسيد بن الحضير ، وأبي طلحة ، وعبادة بن الصّامت ، وأمّه أمّ سليم ، وخالته أمّ حرام ، وابن مسعود ، ومعاذ ، وأبي ذرّ ، وطائفة.

روى عنه : الحسن ، وابن سيرين ، والشّعبيّ ، ومكحول ، وعمر ابن عبد العزيز ، وأبو قلابة ، وطائفة من هذه الطبقة ، ثم إسماعيل بن عبيد الله ، وقتادة ، وثابت ، والزّهريّ ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وابن المنكدر ، وخلق كثير من هذه الطبقة ، وحميد الطّويل ، ويحيى بن سعيد

__________________

= والثقات لابن حبّان ٣ / ٤ ، ومشاهير علماء الأمصار له ، رقم ٢١٥ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٥١ ، ٣٥٢ و ٣٦٠ ، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) ـ ص (ه) ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ١٠٠ ، ومروج الذهب ١٧٥٦ و ٢٢١٤ ، والبدء والتاريخ ٥ / ١١٧ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ١٤٩ أ ، والمستدرك على الصحيحين له ٣ / ٥٧٣ ، والولاة والقضاة للكندي ٥١٦ و ٥٧٦ ، والاستيعاب ١ / ١٠٨ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٤٤ و ٤٦ و ٥١ و ٥٢ و ٥٣ و ٦٥ و ٨٦ و ٨٧ و ٨٨ و ١٣٩ ، وعيون الأخبار ١ / ٢٤٦ و ٢ / ٣١٦ ، ونشوار المحاضرة ٦ / ٩٦ ـ ١٠٠ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٥ ، ٣٦ رقم ١٣٥ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ٣ / ٧٦ أوما بعدها ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٤٢ ـ ١٥٣ ، والمرصّع لابن الأثير ٧٧ ، وأسد الغابة ١ / ١٢٧ ـ ١٢٩ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ٤١ ، وجامع الأصول ٩ / ٨٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٢٧ ، ١٢٨ رقم ٧١ ، ونهاية الأرب ٢١ / ٣١٩ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٣٥٣ ـ ٣٧٨ رقم ٥٦٨ ، وتحفة الأشراف ١ / ٨٠ ـ ٤٥٠ رقم ٢٠ ، والعبر ١ / ١٠٧ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ٤٢ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٩٥ ـ ٤٠٦ رقم ٦٢ ، والكاشف ١ / ٨٨ رقم ٤٨٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٩ رقم ١٤ ، ومرآة الجنان ١ / ١٨٢ ، والبداية والنهاية ٩ / ٨٨ ـ ٩٢ ، ودول الإسلام ١ / ٦٤ ، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) ٤١٤ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٥٧ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٥٠ و ٣٦٦ و ٢ / ١٩٤ و ١٩٥ و ٣٩٢ و ٤٠٠ و ٤ / ١٨١ و ١٨٢ و ٣١٠ و ٥ / ٢٨١ و ٤٠٦ و ٦ / ٨٠ و ٢٧٩ ، وفوات الوفيات ٢ / ٢٩ و ٣ / ١٣٣ و ١٣٤ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٤١ و ٥٤ و ٢٠٨ و ٢ / ٩٤ و ١٧٤ و ١٧٥ و ٢٣٠ و ٢٧٣ و ٤٧٠ ، وغاية النهاية ١ / ١٧٢ رقم ٨٠٣ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٣٢٥ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤١١ ـ ٤١٦ رقم ٤٣٤٢ ، والفصل لابن حزم ٤ / ١٥٢ ، وتدريب الراويّ ٢ / ٢١٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٧٦ ـ ٣٧٩ رقم ٦٩٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٤ رقم ٦٤٤ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٢٢٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٥ ، وشذرات الذهب ١ / ١٠٠ ، ١٠١.

٢٨٩

الأنصاري ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسليمان التّيميّ ، وآخرون من هذه الطبقة الثالثة ، وعمر بن شاكر ، وكثير بن سليم ، وناس قليل من هذه الطبقة التي انقرضت بعد السبعين ومائة ، لكن ليس فيها من يحتجّ به.

وروى عنه بعدهم ناس متّهمون بالكذب كخراش ، وإبراهيم بن هدبة ، ودينار أبو مكيس ، حدّثوا في حدود المائتين.

فعن أنس قال : كنّاني النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببقلة أجتنيها (١) ، يعني حمزة.

وفي «الصحيح» ، عن أنس قال : قدم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا ابن عشر ، وكان أمّهاتي يحثثنني على خدمته (٢).

وقال عليّ بن زيد بن جدعان ـ وليس بالقويّ ـ ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أنس قال : قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين ، فأخذت أمّي بيدي ، فانطلقت بي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله إنّه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلّا وقد أتحفك بتحفة ، وإنّي لا أقدر على ما أتحفك به ، إلّا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك ، فخدمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشر سنين ، فما ضربني ولا سبّني سبّة ، ولا عبس في وجهي.

رواه التّرمذيّ (٣) بأطول من هذا.

وقال عكرمة بن عمّار : ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدّثني أنس قال : جاءت بي أمّ سليم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أزّرتني بنصف خمارها وردّتني ببعضه ، فقالت : هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك ، فادع الله له ، فقال : «اللهمّ أكثر ماله وولده». قال أنس : فو الله إنّ مالي لكثير وإنّ ولدي وولد ولدي يتعادّون على نحو من مائة اليوم (٤).

__________________

(١) أخرجه الترمذي (٣٩١٨) والطبراني في المعجم الكبير ١ / ٢٣٩ رقم (٦٥٦) ، والنووي في تهذيب الأسماء ١ / ١٢٧.

(٢) أخرجه مسلم (٢٠٢٩) وأحمد في المسند ٣ / ١١٠ ، وابن سعد في الطبقات ٧ / ١٩.

(٣) انظر نصوصه متفرّقة في سننه (٥٨٩) و (٢٦٧٨) و (٢٦٩٨) ، وما ذكره المؤلّف هنا هو لأبي يعلى ، انظر : مجمع الزوائد الهيثمي ١ / ٢٧١ ، ٢٧٢ ، وتاريخ دمشق ٣ / ٧٨ ب.

(٤) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (١٤٣ / ٢٤٨١) باب من فضائل أنس بن مالك.

٢٩٠

وروى نحوه جعفر بن سليمان ، عن ثابت.

وقال شعبة ، عن قتادة ، عن أنس : أنّ أمّ سليم قالت : يا رسول الله ، أنس خادمك ، ادع الله له ، فقال : «اللهمّ أكثر ماله وولده» ، فأخبرني بعض ولدي أنّه دفن من ولدي وولد ولدي أكثر من مائة (١).

وقال الحسين بن واقد : حدّثني ثابت ، عن أنس قال : دعا لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ أكثر ماله وولده وأطل حياته» فالله أكثر مالي حتى أنّ كرما لي ليحمل في السنة مرّتين ، وولد لصلبي مائة وستّة (٢).

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن سنة اثنتين وتسعين وستمائة ، أنا محمد بن خلف سنة ستّ عشرة ، ثنا أبو طاهر السّلفيّ ، أنا أحمد ، ومحمد ابنا عبد الله بن أحمد بن عليّ السّوذرجانيّ (٣) ، أنا عليّ بن محمد الفرضيّ ، ثنا أبو عمرو حكيم ، ثنا أبو حاتم الرّازيّ ، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاريّ ، حدّثني حميد ، عن أنس : أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل على أمّ سليم ، فأتته بتمر وسمن ، فقال : «أعيدوا تمركم في وعائكم وسمنكم في سقائكم فإنّي صائم» ، ثمّ قام في ناحية البيت ، فصلّى بنا صلاة غير مكتوبة ، فدعا لأمّ سليم ولأهل بيتها ، فقالت أمّ سليم : يا رسول الله إنّ لي خويصة ، قال : وما هي؟ قالت : خادمك أنس ، فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلّا دعا لي به ، ثم قال : «اللهمّ ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه» ، فإنّي لمن أكثر الأنصار مالا. وحدّثتني ابنتي أمينة أنّه دفن من صلبي إلى مقدم الحجّاج البصرة تسعة وعشرون ومائة (٤)

__________________

(١) أخرجه البخاري في الدعوات ١١ / ١٢٢ و ١٥٤ ، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٠) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣ / ٨٠ أ.

(٢) أخرجه البخاري في : الأدب المفرد ٢٢٢ ، ٢٢٣ رقم (٦٥٣) باب من دعا بطول العمر ، من طريق : عارم ، عن سعيد بن زيد ، عن سنان. وابن سعد في الطبقات ٧ / ١٩ ، وابن عساكر ٣ / ٨٠ ب.

(٣) في الأصل «السودزجاني» ، والتصحيح من اللباب ١ / ٥٧٥ وقيّدها بضمّ السين وفتح الذال المعجمة وسكون الراء وفتح الجيم .. نسبة إلى سوذرجان من قرى أصبهان.

(٤) أخرجه البخاري في الصوم ٤ / ١٩٨ ، ١٩٩ باب : من زار قوما فلم يفطر عندهم ، وهو في تهذيب الأسماء ١ / ١٢٧.

٢٩١

وقال التّرمذيّ (١) : ثنا محمود بن غيلان ، ثنا أبو داود ، عن أبي خلدة قال : قلت لأبي العالية : سمع أنس من النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : خدمه عشر سنين ، ودعا له ، وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرّتين ، وكان فيها ريحان يجيء منه ريح المسك.

أبو خلدة احتجّ به البخاريّ.

وقال ابن سعد : ثنا الأنصاريّ ، عن أبيه ، عن مولى لأنس أنّه قال له : شهدت بدرا؟ فقال : لا أمّ لك ، وأين غبت عن بدر؟! قال الأنصاريّ : خرج مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو غلام يخدمه.

وقد رواه عمر بن شبّة ، عن الأنصاريّ ، عن أبيه ، عن ثمامة قال : قيل لأنس ، فذكر مثله.

قلت : لم أر أحدا من أصحاب المغازي قال هذا (٢).

وعن موسى بن أنس قال : غزا أنس ثمان غزوات (٣).

وقال ثابت البنانيّ ، قال أبو هريرة : ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ابن أمّ سليم ، يعني أنسا (٤).

وقال أنس بن سيرين : كان أنس أحسن الناس صلاة في الحضر والسّفر (٥).

وقال الأنصاريّ : حدّثني أبي ، عن ثمامة قال : كان أنس يصلّي حتى تقطر قدماه دما ممّا يطيل القيام.

وقال جعفر بن سليمان : ثنا ثابت قال : جاء قيّم أرض أنس فقال : عطشت أرضوك ، فتردّى (٦) أنس ، ثم خرج إلى البريّة ، ثم صلّى ودعا ، فثارت

__________________

(١) في جامعه الصحيح (٣٨٣٣) وهو في تهذيب الأسماء ١ / ١٢٨.

(٢) وأقول : قول ابن سعد ليس في طبقاته ، وهو في تاريخ دمشق ٣ / ٨٣ ب.

(٣) تاريخ دمشق ٣ / ٨٤ ب.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٢٠ ، ٢١.

(٥) تاريخ دمشق ٣ / ٨٤ ب.

(٦) أي لبس رداءه.

٢٩٢

سحابة وغشت أرضه ومطرت حتى ملأت صهرية (١) له ، وذلك في الصّيف ، فأرسل بعض أهله فقال : انظر أين بلغت ، فإذا هي لم تعد أرضه إلّا يسيرا (٢).

روى نحوه الأنصاريّ ، عن أبيه ، عن ثمامة (٣).

وقال همّام بن يحيى ، حدّثني من صحب أنسا قال : لما أحرم لم أقدر أن أكلّمه حتّى حلّ من شدّة إبقائه على إحرامه (٤).

وقال ابن عون ، عن موسى بن أنس : أنّ أبا بكر بعث إلى أنس بن مالك ليوجّهه على البحرين ساعيا ، فدخل عليه عمر فقال : إنّي أردت أن أبعث هذا على البحرين ، وهو فتى شابّ ، فقال له عمر : ابعثه ، فإنّه لبيب كاتب ، فبعثه ، فلمّا قبض أبو بكر قدم على عمر ، فقال : هات ما جئت به ، قال : يا أمير المؤمنين البيعة أولا ، فبسط يده (٥).

وقال حمّاد بن سلمة : أنا عبيد الله بن أبي بكر ، عن أنس قال : استعملني أبو بكر على الصّدقة ، فقدمت وقد مات ، فقال عمر : يا أنس ، أجئتنا بظهر؟ قلت : نعم. قال : جئتنا بالظّهر ، والمال لك. قلت : هو أكثر من ذلك. قال : وإن كان ، فهو لك. وكان أربعة آلاف (٦).

وقال ثابت ، عن أنس قال : صحبت جرير بن عبد الله ، فكان يخدمني ، وقال : إنّي رأيت الأنصار يفرحون برسول الله ، فلا أرى أحدا منهم إلّا خدمته (٧).

قال خليفة بن خيّاط (٨) : كتب ابن الزّبير بعد موت يزيد بن معاوية إلى

__________________

(١) كذا في الأصل وطبعة القدسي ٣ / ٣٤١ بمعنى الصهريج ، كما في القاموس المحيط. وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٠ «صهريجه».

(٢) تاريخ دمشق ٣ / ٨٥ أوهو بأطول مما هنا.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٢١.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٢٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٤٩.

(٥) تاريخ دمشق ٣ / ٨٦ ب ، التهذيب ٣ / ١٥٠.

(٦) تاريخ دمشق ٣ / ٨٦ ب ، تهذيبه ٣ / ١٥٠ ، ١٥١.

(٧) تاريخ دمشق ٣ / ٨٧ أ ، تهذيبه ٣ / ١٥١.

(٨) قال ابن عساكر في تاريخه ٣ / ٨٦ ب إن قول خليفة في الطبقات ، وقد وهم في ذلك ،

٢٩٣

أنس ، فصلّى بالنّاس بالبصرة أربعين يوما.

وقال الأعمش : كتب أنس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان ، يعني لما آذاه الحجّاج : إنّي خدمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسع سنين ، والله لو أنّ النّصارى أدركوا رجلا خدم نبيّهم لأكرموه (١).

وقال جعفر بن سليمان : ثنا عليّ بن زيد قال : كنت بالقصر ، والحجّاج يعرض الناس ليالي ابن الأشعث ، فجاء أنس بن مالك ، فقال [الحجّاج] : يا خبيث جوّال في الفتن ، مرّة مع عليّ ، ومرّة مع ابن الزّبير ، ومرّة مع ابن الأشعث ، أما والّذي نفسي بيده لأستأصلنّك كما تستأصل الصّمغة ، ولأجرّدنّك كما يجرّد الضّبّ. قال : يقول أنس : من يعني الأمير؟ قال : إيّاك أعني ، أصمّ الله سمعك ، فاسترجع أنس ، وشغل الحجّاج ، وخرج أنس ، فتبعناه إلى الرّحبة ، فقال : لو لا أنّي ذكرت ولدي وخشيته (٢) عليهم بعدي لكلّمته بكلام لا يستحييني بعده أبدا (٣).

وقال عبد الله بن سالم الأشعريّ ، عن أزهر بن عبد الله قال : كنت في الخيل الذين بيّتوا أنس بن مالك ، وكان فيمن يؤلّب على الحجّاج ، وكان مع عبد الرحمن بن الأشعث ، فأتوا به الحجّاج ، فوسم في يده : «عتيق الحجّاج» (٤).

وقال الأعمش : كتب أنس إلى عبد الملك : خدمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسع

__________________

= والصحيح في تاريخه ـ ص ٢٥٩ وهو باختصار : «ثم كتب (ابن الزبير) إلى أنس بن مالك يصلّي بالناس».

(١) تاريخ دمشق ٣ / ٨٧ أ ، وتهذيبه ٣ / ١٥١.

(٢) في سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٢ «خشيت» ، والمثبت يتفق مع تاريخ دمشق ، وفيه «خشيته بعدي» ، وقد تحرّفت في معجم الطبراني من أغلاط الطباعة.

(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٢٤٧ رقم (٧٠٤) وفيه «لا يستجيبني» وهو تحريف. وهو في تاريخ دمشق ٣ / ٨٧ أ ، وتهذيبه ٣ / ١٥١ ، ومجمع الزوائد ٧ / ٢٧٤ ، وعلي بن زيد ضعيف.

(٤) تاريخ دمشق ٣ / ٨٧ ب ، تهذيبه ٣ / ١٥١

٢٩٤

سنين ، وإنّ الحجّاج يعرّضني لحوكة (١) البصرة ، فقال : يا غلام ، اكتب إليه : ويلك قد خشيت أن لا يصلح على يدك (٢) أحد ، فإذا جاءك كتابي هذا. فقم إلى أنس حتّى تعتذر إليه ، قال الرسول : فلمّا جئته قرأ الكتاب ثم قال : أمير المؤمنين كتب بما هنا؟ قلت : إي والله ، وما كان في وجهه أشدّ من هذا ، قال : سمع وطاعة ، فأراد أن ينهض إليه ، فقلت : إن شئت أعلمته ، فأتيت أنسا ، فقلت : ألا ترى قد خافك ، وأراد أن يقوم إليك ، فقم إليه ، فأقبل يمشي حتّى دنا منه ، فقال : يا أبا حمزة غضبت؟ قال : [كيف لا] (٣) أغضب؟ تعرّضني لحوكة البصرة قال : إنّما مثلي ومثلك كقول الّذي قال : «إيّاك أعني واسمعي يا جارة» ، أردت أن لا يكون لأحد عليّ منطق (٤).

وقال عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر قال : رأيت أنس بن مالك أبرص ، وبه وضح شديد ، ورأيته يأكل ، فيلقم لقما كبارا (٥).

وقال عفّان : ثنا حمّاد بن سلمة ، ثنا حميد ، عن أنس قال : يقولون : لا يجتمع حبّ عليّ وعثمان في قلب مؤمن ، وقد جمع الله حبّهما في قلوبنا.

وقال يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن أمّه أنّها رأت أنسا متخلّقا بالخلوق ، وكان به برص ، فسمعني وأنا أقول لأهله : لهذا أجلد من سهل بن سعد ، وهو أكبر من سهل. فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا لي (٦).

وقال خليفة (٧) : قال أبو اليقظان : مات لأنس في طاعون الجارف ثمانون ابنا ، ويقال سبعون في سنة تسع وستّين.

__________________

(١) حوكة : جمع حائك.

(٢) في تاريخ دمشق ، وسير أعلام النبلاء «يدي».

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل ومن نسخة حيدرآباد ، والإستدراك من تاريخ دمشق. وفي سير أعلام النبلاء محذوفة كلها ، وبدلها «نعم».

(٤) ذكره الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٧٤ مختصرا ، وهو بطوله في تاريخ دمشق ٣ / ٨٧ ب ، وتهذيبه ٣ / ١٥١ ، ١٥٢.

(٥) تاريخ دمشق ٣ / ٧٨ أ ، تهذيبه ٣ / ١٥٣.

(٦) تاريخ دمشق ٣ / ٨٨ ب.

(٧) في تاريخه ٢٦٥ ، وهو في النجوم الزاهرة ١ / ١٨٢.

٢٩٥

وقال معاذ بن معاذ : ثنا عمران ، عن أيّوب قال : ضعف أنس عن الصوم ، فصنع جفنة من ثريد ، ودعا ثلاثين مسكينا فأطعمهم (١).

قلت : أنس ، رضي‌الله‌عنه ، ممّن استكمل مائة سنة بيقين ، فإنّه قال : قدم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وأنا ابن عشر.

وقد قال شعيب بن الحبحاب : توفّي سنة تسعين (٢).

وقال أحمد بن حنبل : ثنا معتمر عن حميد : أنّ أنسا مات سنة إحدى وتسعين ، وكذا قال قتادة ، والهيثم بن عديّ ، وسعيد بن عفير ، وأبو عبيدة.

وقال الواقديّ : سنة اثنتين وتسعين ، تابعه معن بن عيسى ، عن ابن لأنس بن مالك.

وقال سعيد بن عامر ، وإسماعيل بن عليّة ، وأبو نعيم ، والمدائنيّ ، والفلّاس ، وخليفة ، وقعنب ، وغيرهم سنة ثلاث.

وقال محمد بن عبد الله الأنصاريّ : اختلف علينا مشيختنا في سنّ أنس ، فقال بعضهم : بلغ مائة وثلاث سنين. وقال بعضهم : بلغ مائة وسبع سنين.

وقال يحيى بن بكير : توفّي أنس وهو ابن مائة وسنة.

* * *

قلت : وفي الصّحابة.

٢١٣ ـ (أنس بن مالك الكعبيّ) (٣) ـ ٤ ـ القشيريّ أبو أميّة.

__________________

(١) تاريخ دمشق ٣ / ٨٨ ب. وانظر المعجم الكبير للطبراني ١ / ٢٤٤ رقم (٦٧٥).

(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٢٥٠ رقم (٧١٨) من طريق : أحمد بن إبراهيم الموصلي ، عن حمّاد بن زيد ، عن جرير بن حازم.

(٣) انظر عن (أنس بن مالك الكعبي) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤٥ ، وطبقات خليفة ٥٨ و ١٨٤ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٩ رقم ١٥٨١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٨٦ رقم ١٠٣٧ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٥ ، وجمهرة أنساب العرب ٤٥٤ ، والاستيعاب ١ / ٧٣ ، والمعجم الكبير للطبراني ١ / ٢٦٢ ـ ٢٦٤ رقم ٤٢ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٣٧٨ ـ ٣٨٠ رقم ٥٦٩ ، وتحفة الأشراف ١ / ٤٥٠ ـ ٤٥٢ رقم ٢١ ، وأسد الغابة =

٢٩٦

له حديث واحد لفظه : إنّ الله وضع عن المسافر شطر الصلاة (١).

روى عنه : أبو قلابة الجرميّ ، وعبد الله بن سوادة القشيريّ.

حديثه في السّنن.

٢١٤ ـ (أوس بن ضمعج) (٢) ـ م ٤ ـ الحضرميّ ، ويقال النّخعيّ الكوفيّ.

__________________

(١) / ١٢٦ ، ١٢٧ ، والكاشف ١ / ٨٨ رقم ٤٨٤ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٢٠ رقم ٤٣٥٠ ، والنكت الظراف ١ / ٤٥٠ ـ ٤٥٢ ، والإصابة ١ / ٧٢ رقم ٢٧٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٧٩ رقم ٦٩١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٥ رقم ٦٤٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١.

(١) الحديث أخرجه الأربعة : أبو داود في الصيام (٢٤٠٨) باب اختيار الفطر ، والترمذي في الصيام (٧١١) باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع ، وابن ماجة (١٦٦٧) وبعضه في الأطعمة (٣٢٩٩) ، والنسائي ٢ / ١٨٠ ـ ١٨٢ من طرق كثيرة.

وقد حسّنه الترمذيّ ، ورواه أيضا : عبد الرزاق في المصنّف (١٤٤٧٨ ، وابن خزيمة في صحيحه (٢٠٤٢) و (٢٠٤٣) و (٢٠٤٤) ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٧١ ، والبخاري في تاريخه ٢ / ٢٩ ، وابن سعد في طبقاته ٧ / ٤٥ والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٢٣١ ، والطبراني في المعجم الكبير ١ / ٢٦٢ ـ ٢٦٤ رقم (٧٦٢) و (٧٦٣) و (٧٦٤) و (٧٦٥) و (٧٦٦) و (٧٦٧) ، ورواه النسائي أيضا في المجتبى ٢ / ١٨٠ ـ ١٨٢ و ٨ / ٣٠٨ ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٤٧ و ٥ / ٢٩ ، وعبد بن حميد ، والطحاوي ، والبغوي في المصابيح ، باب صوم المسافر ، والماوردي ، وابن قانع ، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ، والمزّي في تهذيب الكمال ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ، وغيره.

وهو بأطول مما هنا وبألفاظ مختلفة ، منها ما رواه الطبراني (٧٦٦) قال : حدّثنا عمرو بن الطاهر بن السرح المصري ، حدّثنا يوسف بن عديّ ، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن أشعث ، عن ابن سوادة القشيري ، عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه ، قال : أغارت علينا خيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فانطلقت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يأكل فقال : «اجلس فأصب من طعامنا» فقلت : إني صائم. فقال :

«اجلس أحدّثك عن الصلاة وعن الصيام ، إنّ الله وضع شطر الصلاة عن المسافر ووضع الصيام عن المسافر وعن المرضع». فلمت نفسي ألا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٢) انظر عن (أوس بن ضمعج) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٣ ، وتاريخ خليفة ٢٧٣ ، وطبقات خليفة ١٤٦ ، ومعرفة الرجال لابن معين ٢ / ٢١٠ ، ٢١١ رقم ٧٠٣ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٧ ، ١٨ رقم ١٥٤٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٧٤ رقم ١٢١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٠ ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٧١ رقم ٩٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٤ رقم ١١٣٠ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٧٩٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤٦ رقم ١٧٢ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩٢ رقم ٥٧٩ ، والكاشف ١ / ٨٩ رقم ٤٩٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٣ رقم ٧٠١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٥ ، ٨٦ رقم ٦٥٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١ ، =

٢٩٧

عن : سلمان ، وأبي مسعود الأنصاريّ ، وعائشة.

وعنه : إسماعيل بن رجاء ، وإسماعيل السّدّيّ ، وإسماعيل بن خالد ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وابنه عمران بن أوس.

قال ابن أبي خالد : كان من القرّاء الأول ، وذكر له فضلا ، وأثنى عليه شعبة.

روى له الخمسة حديثا واحدا في الإمامة (١).

٢١٥ ـ (أوسط البجليّ الحمصيّ) (٢) ـ ق بخ ـ ابن إسماعيل ، وقيل : ابن عامر ، وقيل : ابن عمرو.

نزل دمشق ، وروى عن : أبي بكر ، وعمر.

وعنه : سليم بن عامر الخبائريّ ، ولقمان بن عامر ، وحبيب بن عبيد.

له حديث واحد في سؤال العافية ، عن الصّدّيق (٣).

__________________

= والوافي بالوفيات ٩ / ٤٤٨ رقم ٤٣٩٧.

وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق.

(١) رواه مسلم (٦٧٣) ، وأبو داود (٥٨٢) و (٥٨٣) و (٥٨٤) ، والترمذي (٢٣٥) ، والنسائي ٢ / ٧٦ ، وابن ماجة (٩٨٠) ، ولم يروه البخاري. والحديث من طريق : المسعودي ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أوس بن ضمعج ، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ليؤمّكم أقرؤكم لكتاب الله ، وأقدمكم قراءة للقرآن. فإن كانت قراءتكم سواء ، فأقدمكم هجرة ، فإن كانت هجرتكم سواء ، فأقدمكم سنّا ، ولا يؤمّنّ رجل رجلا في سلطانه ، ولا في أهله ، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه».

وتكرمته : فراشه.

(٢) انظر عن (أوسط البجلي) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤١ ، وطبقات خليفة ٣٠٨ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٦٤ رقم ١٦٩٧ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٧٤ رقم ١٢٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٤٦ رقم ١٣١٥ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٣٩٤ ، ٣٩٥ رقم ٥٨١ ، والكاشف ١ / ٩٠ رقم ٤٩٦ ، والاستيعاب ١ / ١٢٣ ، وأسد الغابة ١ / ١٥١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ رقم ٧٠٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٦ رقم ٦٥٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٥.

(٣) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٧ ، والبخاري في الأدب المفرد ٢٤٤ رقم ٧٢٥ باب من سأل الله العافية ، من طريق : سويد بن حجير قال : سمعت سليم بن عامر ، عن أوسط بن إسماعيل ، قال : سمعت أبا بكر الصدّيق رضي‌الله‌عنه بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام أول مقامي هذا ـ ثم بكى أبو بكر ـ ثم قال : «عليكم بالصدق ، فإنّه مع البرّ ، وهما في =

٢٩٨

٢١٦ ـ (أيمن الحبشيّ) (١) ـ خ ـ مولى عتبة بن أبي لهب الهاشميّ ، وعتيق ابن مخزوم ، وهو والد عبد الواحد بن أيمن.

روى عن : عائشة ، وسعد ، وجابر. لم يرو عنه إلّا ابنه.

قال أبو زرعة (٢) : ثقة.

قلت : لم يخرّج له إلّا البخاريّ (٣).

٢١٧ ـ (أيّوب بن بشير) (٤) ـ د ت ـ بن سعد بن النّعمان الأنصاريّ المعاوي المدنيّ أبو سليمان.

ولد في عهد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأرسل عنه ، وروى عن : عمر ، وحكيم بن حزام.

وتوهّم أنّه أخو النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة.

وروى عنه : أبو طوالة ، وعاصم بن عمرو بن قتادة ، والزّهريّ.

قال ابن سعد : كان ثقة ، شهد الحرّة وجرح بها جراحات كثيرة ، ومات بعد ذلك.

__________________

= الجنة. وإيّاكم والكذب ، فإنّه مع الفجور ، وهما في النار ، وسلوا الله المعافاة ، فإنه لم يؤت بعد اليقين خير من المعافاة. ولا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله إخوانا»

(١) انظر عن (أيمن الحبشي) في :

التاريخ الكبير ٢ / ٢٥ ، ٢٦ رقم ١٥٧٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣١٨ رقم ١٢٠٧ ، ورجال صحيح البخاري ١ / ٩٣ رقم ١٠٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤١ رقم ١٥٤ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٤٥١ رقم ٦٠٠ ، والكاشف ١ / ٩٢ رقم ٥١٣ ، والعقد الثمين ٣ / ٣٤٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٨٤ رقم ١٠٥٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٩٤ رقم ٧٢٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٨ رقم ٦٨١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٢.

(٢) قوله في الجرح والتعديل ٢ / ٣١٨.

(٣) خرّج له في تاريخه حديث : «يقطع السارق في ثمن المجنّ فما فوقه ، وثمنه يومئذ دينار».

(٤) انظر عن (أيوب بن بشير) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٧٩ ، وطبقات خليفة ٢٤٨ و ٢٥٤ ، والتاريخ الكبير ١ / ٤٠٧ ، ٤٠٨ رقم ١٣٠٤ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٨١ و ٣ / ٣٣٢٧ ، وأنساب الأشراف ١ / ٥٤٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٤٢ رقم ٨٥٨ ، والثقات لابن حبّان ٦ / ٥٦ ، ومشاهير علماء الأمصار له ، رقم ٤٨٢ ، وفي الإكمال لابن ماكولا : قال بعضهم «بشر» ، وتهذيب الكمال ٣ / ٤٥٣ ـ ٤٤٥ رقم ٦٠٣ ، والكاشف ١ / ٩٢ رقم ٥١٥ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٩٦ رقم ٧٢٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٨ رقم ٦٨٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٢.

٢٩٩

٢١٨ ـ (أيّوب بن خالد) (١) ـ م ت ن ـ بن صفوان بن أوس الأنصاريّ النّجّاريّ المدنيّ ، نزيل برقة.

عن : أبيه ، وجابر ، وزيد بن خالد الجهنيّ ، وعبد الله بن رافع مولى أمّ سلمة.

وعنه : عمر مولى عفرة ، وإسماعيل بن أميّة ، وموسى بن عبيدة ، ويزيد بن أبي حبيب.

وهو راوي حديث : «خلق الله التّربة (٢) يوم السبت» الّذي رواه مسلم (٣).

٢١٩ ـ (أيّوب بن سليمان بن عبد الملك) (٤) بن مروان.

ولي غزو الصّائفة ، ورشّحه أبوه لولاية العهد ، فمات قبل أبيه بأيام.

وفيه يقول جرير (٥) :

إنّ الإمام الّذي ترجى نوافله

بعد الإمام وليّ العهد أيّوب

__________________

(١) انظر عن (أيوب بن خالد) في :

التاريخ الكبير ٢ / ٤١٢ رقم ١٣١٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٢٤٥ رقم ٨٧٤ ، ورجال صحيح مسلم ١ / ٦٤ ، ٦٥ رقم ٨٨ ، والثقات لابن حبّان ٦ / ٥٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٥ رقم ١٣٤ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٤٦٨ ـ ٤٧٠ رقم ٦١٢ ، والكاشف ١ / ٩٣ رقم ٥٢١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٠١ رقم ٧٣٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٩ رقم ٦٩٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٣ ، وتعجيل المنفعة ٦٤.

(٢) في الأصل «التوبة» والتصحيح من صحيح مسلم.

(٣) في صفات المنافقين وأحكامهم (٢٧٨٩) وفي صفة القيامة والجنة والنار ، باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه‌السلام. ورواه أحمد في المسند ٢ / ٣٢٧ ، والنسائي في السنن ، كتاب التفسير ، والبيهقي في الأسماء والصفات ١ / ٥٨ ، ٥٩ ، واختصره البخاريّ في تاريخه ١ / ٤١٣ وقال : قال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصحّ.

(٤) انظر عن (أيّوب بن سليمان بن عبد الملك) في :

المحبّر لابن حبيب ٤٧٧ ، والبيان والتبيين ٤ / ٥٨ ، ونسب قريش ١٦٥ ، والمعارف ٣٦١ ، وتاريخ خليفة ٣١٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٢ ، ٥٧٣ ، وتاريخ الطبري ٦ / ٤٥١ و ٣٥١ و ٥٣٢ و ٥٤٥ ، وجمهرة أنساب العرب ٨٥ و ١١٠ ، والعقد الفريد ٢ / ٣٣٠ و ٣ / ٢٥٧ و ٣٠٣ و ٣٠٩ و ٣١١ ، ومروج الذهب ٢١٦٧ ، والبدء والتاريخ ٦ / ٤٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٠٦ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٥٤٦ و ٥ / ٢٨ و ٣٦ ، ونهاية الأرب ٢١ / ٣٥٣ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٢٣ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٤٥ ـ ٤٧ رقم ٤٤٨٦ ، والكامل في الأدب للمبرّد ٤ / ٥٣ ، ومعجم بني أميّة ١٥.

(٥) في ديوانه ٣٤.

٣٠٠