تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٦

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

روى عنه : ابناه إبراهيم ، وإسماعيل ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، ويونس بن جبير ، وإسماعيل بن أبي خلد ، وجماعة.

له أحاديث عديدة ، وأسر يوم دير الجماجم ، فقتله الحجّاج.

١٣٨ ـ محمد بن عليّ بن أبي طالب (١) ع

أبو القاسم الهاشميّ ، ابن الحنفيّة ، واسمها خولة بنت جعفر من سبي اليمامة ، وهي من بني حنيفة.

ولد في صدر خلافة عمر ، ورأى عمر.

وروى عن : أبيه ، وعثمان ، وعمّار بن ياسر ، وأبي هريرة ، وغيرهم.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٩١ ـ ١١٦ ، ونسب قريش ٤١ ، وطبقات خليفة ٢٣٠ ، وتاريخ خليفة ١٨٤ و ٢٦٢ و ٢٦٣ و ٢٦٦ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٣١ ، ٥٣٢ ، والمحبّر لابن حبيب ٤٥٤ ، و ٤٩٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ٥٧٢ و ٣ / ٥٣ و ٥٤ و ٧٩ و ٤ / ١٥ و ٢٧ و ٢٨ و ٥٩ و ١٤٤ وانظر فهرس الأعلام في الجزء ٥ / ٤١٩ ، والمعارف ٢١ و ٢١٦ ، والتاريخ الكبير ١ / ١٨٢ رقم ٥٦١ ، وتاريخ الثقات ٤١٠ رقم ١٤٨٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٥٤٤ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٣ ، والفتوح لابن أعثم الكوفي ٥ / ٣٠ ، والبرصان والعرجان ٧٤ و ٢٣٠ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٦٢٨ ، والأخبار الطوال ١٤٧ و ١٤٩ و ١٧٤ و ٢٢١ و ٢٦٤ و ٢٩٥ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٦ رقم ١١٦ ، والبدء والتاريخ ٥ / ٧٥ ، وحلية الأولياء ٣ / ١٧٤ ـ ١٨٠ رقم ٢٣٤ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٦٢ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٥ ب ، ومروج الذهب ٢٠٣١ ، ٢٠٣٢ ، والتنبيه والإشراف ٥٧٣ ، ورجال صحيح البخاري ٢ / ٦٦٧ ، ٦٦٨ رقم ١٠٧٨ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ١٧٤ رقم ١٤٢٩ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ١٥ / ٣٦٤ أ ، وصفة الصفوة ٢ / ٧٧ ـ ٧٩ رقم ١٥٨ ، وجمهرة أنساب العرب ١٨ و ٣٧ و ٤٢ و ٦٦ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ١٣ / ٣١٧ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٣٩٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٨٨ رقم ٢٠ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٢٤٦ ، ١٢٤٧ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ١٠٤ و ١٦٦ و ١٨٣ و ١٩٣ ، والعبر ١ / ٩٣ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١١٠ ـ ١٢٩ رقم ٣٦ ، والكاشف ٣ / ٧١ رقم ٥١٤٥ ، والبداية والنهاية ٩ / ٣٨ ، ٣٩ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦٢ ـ ١٧٣ ، وفوات الوفيات ١ / ١٨٩ و ١٩٠ و ٢ / ٣٥ و ١٧١ و ٢٣٨ و ٤ / ١٢٣ ، والعقد الثمين ٢ / ١٥٧ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٠٤ رقم ٣٢٦٢ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٩٩ ـ ١٠٥ رقم ١٥٨٢ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ رقم ٥٨٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٩٢ رقم ٥٤٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٥٢ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٨ ، ونزهة الجليس ٢ / ٢٥٤ ، والكامل في الأدب ٢ / ١١٤ و ٣ / ٢٦٦ ، ومختصر التاريخ ٨٣ و ٩٤ ، وصفة الصفوة ٢ / ٧٧ رقم ١٥٨.

١٨١

روى عنه : بنوه الحسن ، وعبد الله ، وعمر ، وإبراهيم ، وعون ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وسالم بن أبي الجعد ، ومنذر الثّوريّ ، وعمرو بن دينار ، وأبو جعفر محمد بن عليّ ، وجماعة.

ووفد على معاوية ، وعلى عبد الملك.

قال أبو عاصم النّبيل : صرع محمد بن الحنفيّة مروان يوم الجمل وجلس على صدره ، فلمّا وفد على ابنه ذكّره بذلك ، فقال : عفوا يا أمير المؤمنين ، فقال : والله ما ذكرت ذلك وأنا أريد أن أكافئك به (١).

قال الزّبير بن بكّار : سمّته الشيعة المهديّ ، فأخبرني عمّي قال : قال كثيّر عزّة :

هو المهديّ أخبرناه كعب

أخو الأحبار في الحقب الخوالي(٢)

فقيل لكثيّر : ولقيت كعبا؟ قال : قلته بالوهم.

وقال أيضا :

ألا إنّ الأئمّة من قريش

ولاة الحقّ أربعة سواء

عليّ والثلاثة من بنيه

هم الأسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيمان وبرّ

وسبط غيّبته كربلاء

وسبط لا تراه العين حتّى

يقود الخيل يقدمها لواء

تغيّب لا يرى عنهم زمانا

برضوى عنده عسل وماء(٣)

قال الزّبير (٤) : وكانت شيعة محمد بن عليّ يزعمون أنّه لم يمت.

وفيه يقول السيد الحميريّ :

__________________

(١) تاريخ دمشق ١٥ / ٣٦٤ أ ، وفي سير أعلام النبلاء ٤ / ١١١ زيادة : «لكن أردت أن تعلم أني قد علمت».

(٢) مروج الذهب ٣ / ٨٧ وفيه «خبّرناه كعب» ، ونسب قريش ٤١ ، والأغاني ٩ / ١٦ ، والديوان ١ / ٢٧٥.

(٣) الأبيات في ديوان ابن الحنفية ٢ / ١٨٦ ، وعيون الأخبار ٢ / ١٤٤ ، ومروج الذهب ٣ / ٨٧ ، ٨٨ ، والأغاني ٩ / ١٤ ، ١٥ ، والملل والنحل ١ / ٢٠٠ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٩٩ ، ١٠٠ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٢٤٧ ، والبداية والنهاية ٩ / ٣٨ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦٥ ، ووفيات الأعيان ٤ / ١٧٢ ، والشعر والشعراء ١ / ٤٢٣.

(٤) في نسب قريش ٤٢.

١٨٢

ألا قل للوصيّ فدتك نفسي

أطلت بذلك الجبل المقاما

أضرّ بمعشر والوك منّا

وسمّوك الخليفة والإماما

وعادوا فيك أهل الأرض طرّا

مقامك عنهم ستّين(١) عاما

وما ذاق ابن خولة طعم موت

ولا وارت له أرض عظاما

لقد أمسى بمورق شعب رضوى

تراجعه الملائكة الكلاما

وإنّ له به لمقيل صدق

وأندية تحدّثه كراما

هدانا الله إذا حزتم (٢) لأمر

به وعليه نلتمس التّماما

تمام مودّة المهديّ حتّى

تروا راياتنا تترى نظاما(٣)

وقال السيّد أيضا :

يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى

وبنا إليه من الصّبابة أولق

حتّى متى؟ وإلى متى؟ وكم المدى؟

يا بن الوصيّ وأنت حيّ ترزق(٤)

وقال ابن سعد (٥) : مولده في خلافة أبي بكر.

وقال الواقديّ : ثنا ابن أبي الزّناد ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : رأيت أمّ محمد بن الحنفيّة سنديّة سوداء ، وكانت أمة لبني حنيفة ، ولم تكن منهم ، وإنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق ، ولم يصالحهم على أنفسهم (٦).

وقال فطر بن خليفة ، عن منذر : سمعت ابن الحنفيّة قال : كانت رخصة لعليّ رضي‌الله‌عنه قال : يا رسول الله إن ولد لي بعدك ولد أسمّيه باسمك ، وأكنّيه بكنيتك؟ قال : «نعم» (٧).

__________________

(١) في نسب قريش ، والأغاني «عشرين». وفي مروج الذهب «مغيبك عنهم سبعين عاما».

(٢) كذا في الأصل ، وفي الأغاني ، ونسب قريش «جرتم» ، وفي سير أعلام النبلاء «خزتم».

(٣) الأبيات في : نسب قريش ٤٢ ، والأغاني ٩ / ١٤ ، ومروج الذهب ٣ / ٨٨ ، وعيون الأخبار ٢ / ١٤٤ ، والوافي بالوفيات ٤ / ١٠٠ ، والبداية والنهاية ٩ / ٣٩ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٢٤٧.

(٤) البيتان في : مروج الذهب ٣ / ٨٨ وفيه «يا بن الرسول» ، وتاريخ دمشق ١٥ / ٣٦٥ أ ، والبيت الثاني فقط في : طبقات الشعراء لابن المعتزّ ـ ص ٣٣.

(٥) تاريخ دمشق ١٥ / ٣٦٥ أ.

(٦) طبقات ابن سعد ٥ / ٩١.

(٧) أخرجه أبو داود في الأدب (٤٩٦٧) باب في الرخصة في الجمع بينهما ، والترمذي في الأدب

١٨٣

قلت : وكان يكنّى أيضا بأبي عبد الله ، فقال أبو مالك الأشجعيّ : ثنا سالم بن أبي الجعد أنّه كان مع ابن الحنفيّة في الشّعب ، فقلت له ذات يوم : يا أبا عبد الله (١). وذكر النّسائيّ الكنيتين.

وعن ابن الحنفيّة قال : ولدت لسنتين بقيتا من خلافة عمر (٢).

رواه محمد بن حميد ، بإسناد صحيح إلى ابن الحنفيّة ، لكنّ ابن حميد ضعيف.

وقد قال زيد بن الحباب : ثنا الربيع بن منذر الثّوريّ ، حدّثني أبي ، سمع ابن الحنفيّة يقول : دخل عمر وأنا عند أختي أمّ كلثوم ، فضمّني وقال : ألطفيه بالحلواء (٣).

وقال عبد الواحد بن أيمن : جئت محمد بن الحنفيّة وهو مكحول مخضوب بحمرة ، وعليه عمامة سوداء (٤).

وقال سالم بن أبي حفصة ، عن منذر ، عن ابن الحنفيّة قال : حسن وحسين خير منّي ، ولقد علما أنّه كان يستخليني دونهما ، وأنّي صاحب البغلة الشّهباء وقال الزّهريّ : قال رجل لمحمد بن الحنفيّة : ما بال أبيك كان يرمي بك في مرام لا يرمي فيها الحسن والحسين؟ قال : لأنّهما كانا خدّيه ، وكنت يده ، فكان يتوفّى بيده عن خدّيه (٥).

وقال غيره : لما جاء نعي معاوية خرج الحسين وابن الزّبير إلى مكة ، وأقام ابن الحنفيّة حتّى سمع بدنوّ جيش مسرف أيام الحرّة ، فرحل إلى مكّة ،

__________________

= (٢٨٤٦) باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكنيته. وقال : حديث صحيح. وهو في طبقات ابن سعد ٥ / ٩١ وانظر وفيات الأعيان ٤ / ١٧٠.

(١) تاريخ دمشق ١٥ / ٣٦٥ ب.

(٢) تاريخ دمشق ١٥ / ٣٦٦ أ.

(٣) تاريخ دمشق ١٥ / ٣٦٧ أ.

(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ١١٤.

(٥) تاريخ دمشق ١٥ / ٣٦٨ أ. ، وفيات الأعيان ٤ / ١٧٢.

١٨٤

فقعد مع ابن عبّاس ، فلمّا (مات يزيد) (١) دعاهما ابن الزّبير إلى بيعته ، فأبيا حتى تجتمع له البلاد ، فكاشرهما ، ثمّ وقع بينهم شرّ ، وغلظ الأمر حتّى خافاه ، ومعهما النّساء والذّرّيّة ، فأساء جوارهم وحصرهم ، وأظهر شتم ابن الحنفيّة ، وأمرهم وبني هاشم أن يلزموا شعبهم بمكّة ، وجعل عليهم الرّقباء ، وقال فيما قال : والله لتبايعنّ أو لأحرقنّكم بالنّار ، فخافوا.

قال سليم بن عامر (٢) : فرأيت ابن الحنفيّة محبوسا بزمزم ، فقلت : لأدخلنّ عليه ، فدخلت فقلت : ما لك وهذا الرجل؟ قال : دعاني إلى البيعة. فقلت : إنّما أنا من المسلمين ، فإذا اجتمعوا عليك ، فأنا كأحدهم. فلم يرض بهذا ، فاذهب ، فأقرئ ابن عبّاس السّلام وقل : ما ترى؟ فدخلت على ابن عبّاس وهو ذاهب البصر ، فقال : من أنت؟ قلت : من الأنصار. قال : ربّ أنصاريّ هو أشدّ علينا من عدوّنا ، فقلت : لا تخف ، أنا ممّن لك كله ، وأخبرته ، فقال : قل له لا تطعه ولا نعمة عين ، إلّا ما قلت ، ولا تزده عليه ، فأبلغته ، فهمّ أن يقدم الكوفة ، وبلغ ذلك المختار بن أبي عبيد ، فثقل عليه قدومه.

قلت : وقد كان يدعو إليه قال : فقال : إنّ في المهديّ علامة يقدم بلدكم هذا ، فيضربه رجل في السّوق ضربة بالسّيف لا تضرّه ولا تحيك (٣) فيه. فبلغ ذلك ابن الحنفيّة ، فأقام ، فقيل له : لو بعثت إلى شيعتك بالكوفة فأعلمتهم ما أنتم فيه ، فبعث أبا الطّفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة ، فقدم عليهم وقال : إنّا لا نأمن ابن الزّبير على هؤلاء ، وأخبرهم بما هم فيه من الخوف ، فجهّز المختار بعثا إلى مكّة ، فانتدب منه أربعة آلاف ، فعقد لأبي عبد الله الجدليّ عليهم ، وقال له : سر ، فإن وجدت بني هاشم في الحياة فكن لهم أنت ومن معك عضدا ، وانفذ لما أمروك به ، وإن وجدت ابن

__________________

(١) في الأصل ، وطبعة القدسي ٣ / ٢٩٦ «فلما بايعوا ابن الزبير دعاهما ابن الزبير» ، وما أثبتناه بين القوسين عن سير أعلام النبلاء ٤ / ١١٨.

(٢) في السير «أبو عامر».

(٣) أي لا تؤثّر ، على ما في النهاية في غريب الحديث.

١٨٥

الزّبير قد قتلهم ، فاعترض أهل مكّة حتّى تصل إلى ابن الزّبير ، ثم لا تدع من آل الزّبير شعرا ولا ظفرا. وقال : يا شرطة الله ، لقد أكرمكم الله بهذا المسير ، ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عمر.

فساروا حتّى أشرفوا على مكة ، فجاء المستغيث : أعجلوا ، فما أراكم تدركونهم ، فانتدب منهم ثمانمائة ، عليهم عطيّة بن سعد العوفيّ ، فأسرعوا حتّى دخلوا مكّة ، فكبّروا تكبيرة سمعها ابن الزّبير ، فانطلق هاربا (١) ، وتعلّق بأستار الكعبة ، وقال : أنا عائذ الله.

قال عطيّة : ثم ملنا إلى ابن عبّاس ، وابن الحنفيّة ، وأصحابهما في دور وقد جمع لهم الحطب ، فأحيط بهم الحطب حتّى بلغ رءوس الجدر ، لو أنّ نارا تقع فيه ما رئي منهم أحد ، فأخّرناه عن الأبواب ، فأقبل أصحاب ابن الزّبير ، فكنّا صفّين نحن وهم في المسجد نهارنا ، لا ننصرف إلّا إلى الصلاة حتّى أصبحنا ، وقدم أبو عبد الله الجدليّ في الجيش ، فقلنا لابن عبّاس وابن الحنفيّة : ذرونا نرح النّاس من ابن الزّبير ، فقالا : هذا بلد حرّمه الله ما أحلّه لأحد إلّا للنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساعة ، فامنعونا وأجيرونا ، قال : فتحمّلوا ، وإنّ مناديا لينادي في الجبل ، ما غنمت سريّة بعد نبيّها ما غنمت هذه السّريّة ، إنّ السّريّة إنّما تغنم الذّهب والفضّة ، وإنّما غنمتم دماءنا ، فخرجوا بهم حتّى أنزلوهم منى ، ثمّ انتقلوا إلى الطّائف وأقاموا.

وتوفّي ابن عبّاس ، فصلّى عليه ابن الحنفيّة ، وبقينا مع ابن الحنفيّة ، فلما كان الحجّ وحجّ ابن الزّبير وافى ابن الحنفيّة في أصحابه إلى عرفة ، فوقف ووافى نجدة بن عامر الحنفيّ الحروريّ في أصحابه ، فوقف ناحية ، وحجّت بنو أميّة على لواء ، فوقفوا بعرفة (٢).

وعن محمد بن جبير أنّ ابن الزّبير أقام الحجّ تلك السنة ، وحجّ ابن

__________________

(١) في طبقات ابن سعد «حتى دخل دار الندوة ، ويقال : بل تعلّق ..».

(٢) الخبر بطوله في طبقات ابن سعد ٥ / ١٠٠ ـ ١٠٣ ، وتاريخ دمشق ١٥ / ٣٦٩ أ ، ب.

١٨٦

الحنفيّة في الخشبيّة (١) ، وهم أربعة آلاف ، نزلوا في الشّعب الأيسر من منى ، ثم ذكر أنّه سعى في الهدنة والكفّ حتّى حجّت كلّ طائفة من الطوائف الأربع ، قال : ووقفت تلك العشيّة إلى جنب ابن الحنفيّة ، فلمّا غابت الشمس التفت إليّ فقال : يا أبا سعيد ادفع ، ودفعت معه ، فكان أول من دفع (٢).

وقال الواقديّ : حدّثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزّبير ، عن عثمان بن عروة ، عن أبيه :

ح ، وأخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة ، وغيره ، قالوا : كان المختار لما قدم الكوفة أشدّ شيء على ابن الزّبير ، وجعل يلقي إلى النّاس أنّ ابن الزّبير كان يطلب هذا الأمر لأبي القاسم ـ يعني ابن

الحنفيّة ـ ثم ظلمه إيّاه ، وجعل يذكر ابن الحنفيّة وحاله وورعه ، وأنّه يدعو له ، وأنّه بعثه ، وأنّه كتب له كتابا ، وكان يقرأه على من يثق به ويبايعونه سرّا ، فشكّ قوم وقالوا : أعطينا هذا الرجل عهودنا أن زعم أنّه رسول محمد بن الحنفيّة ، وابن الحنفيّة بمكة ، ليس هو منّا ببعيد ، فشخص منهم قوم فأعلموه أمر المختار ، فقال : نحن قوم حيث ترون محبوسون ، وما أحبّ أنّ لي الدّنيا بقتل مؤمن ، ولوددت أنّ الله انتصر لنا بمن شاء ، فاحذروا الكذّابين ، وانظروا لأنفسكم ودينكم ، فذهبوا على هذا (٣).

وجعل أمر المختار يكبر كلّ يوم ويغلظ ، وتتبّع قتلة الحسين فقتلهم ، وبعث ابن الأشتر في عشرين ألفا إلى عبيد الله بن زياد فقتله ، وبعث المختار برأسه إلى محمد بن الحنفيّة وعليّ بن الحسين ، فدعت بنو هاشم للمختار ، وعظم عندهم.

__________________

(١) الخشبيّة : لقب أطلق على بعض الجماعات من الموالي ممن اشتركوا في الحرب بين المختار الثقفي وابن الزبير وسارت إلى مكة لتخليص ابن الحنفية من سجن ابن الزبير. وقيل لهم الخشبية لأنهم كانوا يحملون عصيّا من الخشب بدل السيوف. (القاموس الإسلامي ٢ / ٢٤٤).

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ١٠٣ ، تاريخ دمشق ١٥ / ٣٧٠ أ.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٩٩.

١٨٧

وكان ابن الحنفيّة يكره أمره ، ولا يحبّ كثيرا ممّا يأتي به.

ثم كتب إليه المختار : لمحمد بن عليّ ، من المختار الطّالب بثأر آل محمد (١).

وقال ليث بن أبي سليم ، عن منذر الثّوريّ ، عن ابن الحنفيّة قال : سمعت أبا هريرة يقول : لا حرج إلّا في دم امرئ مسلم. فقلت لابن الحنفيّة : تطعن على أبيك؟ قال : لست أطعن على أبي ، بايع أبي أولو الأمر ، فنكث ناكث فقاتله ، ومرق مارق فقاتله ، وإنّ ابن الزّبير يحسدني على مكاني هذا ، ودّ أنّي ألحد في الحرم كما ألحد (٢).

وقال قبيصة : ثنا سفيان ، عن الحارث الأزديّ قال : قال ابن الحنفيّة : رحم الله امرأ أغنى نفسه ، وكفّ يده ، وأمسك لسانه ، وجلس في بيته له ما احتسب وهو مع من أحبّ ألا إنّ أعمال بني أميّة أسرع فيهم من سيوف المسلمين ، ألا إنّ لأهل الحقّ دولة يأتي بها الله إذا شاء ، فمن أدرك ذلك منكم ومنّا كان عندنا في السّنام الأعلى ، ومن يمت فما عند الله خير وأبقى (٣).

وقال أبو عوانة : ثنا أبو جمرة قال : كانوا يسلّمون على محمد بن عليّ : سلام عليك يا مهديّ ، فقال : أجل ، أنا رجل مهديّ ، أهدي إلى الرّشد والخير ، اسمي محمد ، فليقل أحدكم إذا سلّم : سلام عليك يا محمد ، أو يا أبا القاسم (٤).

وقال ابن سعد (٥) : قالوا : وقتل المختار سنة ثمان وستّين ، فلمّا دخلت سنة تسع أرسل ابن الزّبير أخاه عروة إلى محمد بن الحنفيّة أنّ أمير المؤمنين

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٩٩ ، ١٠٠ وبقيّة الكتاب : «أمّا بعد ، فإنّ الله تبارك وتعالى لم ينتقم من قوم حتى يعذر إليهم ، وإنّ الله قد أهلك الفسقة وأشياع الفسقة ، وقد بقيت بقايا أرجو أن يلحق الله آخرهم بأوّلهم».

(٢) تاريخ دمشق ١٥ / ٣٧١ ب.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٩٧ ، تاريخ دمشق ١٥ / ٣٧٢ أ.

(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ٩٤ ، تاريخ دمشق ١٥ / ٣٧٢ أ.

(٥) في الطبقات ٥ / ١٠٥ ، ١٠٦.

١٨٨

يقول لك : إنّي غير تاركك أبدا حتّى تبايعني ، أو أعيدك في الحبس ، وقد قتل الله الكذّاب الّذي كنت تدّعي نصرته ، وأجمع أهل العراق عليّ ، فبايع ، وإلّا فهي الحرب بيني وبينك. فقال : ما أسرع أخاك إلى قطع الرّحم والاستخفاف بالحقّ ، وأغفله من تعجيل عقوبة الله ، ما يشكّ أخوك في الخلود ، والله ما بعثت المختار داعيا ولا ناصرا ، وللمختار كان أشدّ انقطاعا إليه منه إلينا ، فإن كان كذّابا فطالما قرّ به على كذبه ، وإن كان غير ذلك فهو أعلم به ، وما عندي خلاف ، ولو كان عندي خلاف ما أقمت في جواره ، ولخرجت إلى من يدعوني ، ولكن هاهنا ، والله لأخيك قرن يطلب مثل ما يطلب أخوك ، كلاهما يقاتلان على الدنيا : عبد الملك بن مروان ، والله لكأنّك بجيوشه قد أحاطت برقبة أخيك ، وإنّي لأحسب أنّ جوار عبد الملك خير لي من جوار أخيك ، ولقد كتب إليّ يعرض عليّ ما قبله ويدعوني إليه. قال عروة : فما يمنعك من ذلك؟ قال : أستخير الله ، وذلك أحبّ إلى صاحبك. فقال بعض أصحاب ابن الحنفيّة : والله لو أطعتنا لضربنا عنقه ، فقال : وعلى ما ذا! جاء برسالة من أخيه ، وليس في الغدر خير ، وأنتم تعلمون أنّ رأيي لو اجتمع الناس عليّ كلّهم إلّا إنسان واحد لما قاتلته. فانصرف عروة فأخبر أخاه وقال : والله ما أرى أن تعرض له ، دعه فليخرج عنك ، ويغيّب وجهه ، فعبد الملك أمامه لا يتركه يحلّ بالشام حتى يبايعه ، وهو لا يفعل أبدا ، حتّى يجتمع عليه الناس ، فإمّا حبسه أو قتله.

وقال أبو سلمة التّبوذكيّ (١) : ثنا أبو عوانة ، عن أبي جمرة قال : كنت مع محمد بن عليّ ، فسرنا من الطّائف إلى أيلة (٢) ، بعد موت ابن عبّاس بزيادة على أربعين ليلة ، وكان عبد الملك قد كتب لمحمد عهدا ، على أن يدخل في أرضه هو وأصحابه ، حتّى يصطلح النّاس على رجل ، فلمّا قدم محمد الشام كتب إليه عبد الملك : إمّا أن تبايعني ، وإمّا أن تخرج من أرضي ،

__________________

(١) بالأصل «التبوزكي» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج ١ ص ١٦٩) وهي بفتح التاء وضم الباء وفتح الذال.

(٢) هي مدينة العقبة الآن برأس خليج العقبة الأردني.

١٨٩

ونحن يومئذ سبعة آلاف ، فبعث إليه : على أن تؤمّن أصحابي. ففعل ، فقام فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ الله وليّ الأمور كلّها ، وحاكمها ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، كلّ ما هو آت قريب ، عجلتم بالأمر قبل نزوله ، والّذي نفسي بيده إنّ في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد ما يخفى على أهل الشّرك أمر آل محمد ، وأمر آل محمد مستأخر ، والّذي نفس محمد بيده ليعودنّ فيهم (١) كما بدأ ، الحمد لله الّذي حقن دماءكم ، وأحرز دينكم ، من أحبّ منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل. فبقي معه تسعمائة رجل ، فأحرم بعمرة وقلّد هديا ، فلمّا أردنا أن ندخل الحرم تلقّتنا خيل ابن الزّبير ، فمنعتنا أن ندخل ، فأرسل إليه محمد : لقد خرجت وما أريد أن أقاتلك ، ورجعت وما أريد أن أقاتلك ، دعنا ندخل ، فلنقض نسكنا ، ثم نخرج عنك. فأبى ، ومعنا البدن قد قلّدناها ، فرجعنا إلى المدينة ، فكنّا بها حتى قدم الحجّاج ، وقتل ابن الزّبير ، ثم سار إلى العراق ، فلمّا سار مضينا فقضينا نسكنا ، وقد رأيت القمل يتناثر من محمد بن الحنفيّة ، ثم رجعنا إلى المدينة ، فمكث ثلاثة أشهر ، ثمّ توفّي (٢).

قلت : هذا خبر (٣) صحيح ، وفيه أنّهم قضوا نسكهم بعد عدّة سنين.

وقال ابن شعبان : أنبأ محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن جعفر ، عن صالح بن كيسان ، عن الحسن بن محمد بن الحنفيّة قال : لم يبايع أبي الحجّاج لما قتل ابن الزّبير ، فبعث إليه : قد قتل عدوّ الله. فقال أبي : إذا بايع الناس بايعت. قال : والله لأقتلنّك ، قال : إنّ لله في كلّ يوم ثلاثمائة وستّين لحظة ، في كلّ لحظة منها ثلاثمائة وستّون قضية ، فلعلّه أن يكفيناك في قضية. قال : فكتب بذلك الحجّاج إلى عبد الملك ، فأتاه كتابه فأعجبه ، وكتب به إلى صاحب الروم ، وذلك أنّ ملك الروم كتب إليه يتهدّده ، أنّه قد جمع له جموعا كثيرة (٤).

__________________

(١) في طبقات ابن سعد «فيكم» ، وكذلك في حلية الأولياء.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ١٠٨ ، ١٠٩ ، تاريخ دمشق ١٥ / ٣٧٣ أ ، حلية الأولياء ٣ / ١٧٤ ، ١٧٥.

(٣) في الأصل «جزء». وقال المؤلف في سير أعلام النبلاء ٤ / ١٢٥ «إسنادها ثابت».

(٤) حدث في سنة ٦٥ ه‍. / ٦٨٥ م. ـ وهي السنة التي تولّى فيها عبد الملك بن مروان الخلافة =

١٩٠

ثم كتب عبد الملك : قد عرفنا أنّ محمدا ليس عنده خلاف ، وهو يأتيك ويبايعك فارفق به. فلما اجتمع الناس قال ابن عمر له : ما بقي شيء ، فبايع ، فكتب بالبيعة إلى عبد الملك ، وبايع له الحجّاج (١).

وقال إسحاق بن منصور السّلوليّ : ثنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، أنّه رأى على محمد بن الحنفيّة حبرة تجلّل الإزار ، وكان له برنس خزّ.

وقال ابن عيينة : ثنا أبو إسحاق الشّيبانيّ : أنّه رأى محمد بن الحنفيّة بعرفة واقفا ، عليه مطرف خزّ (٢).

وقال يعلى بن عبيد : ثنا سفيان بن دينار قال : رأيت محمد بن الحنفيّة ورأسه ولحيته مخضوبين بالحنّاء والكتم (٣).

وروى إسرائيل ، عن عبد الأعلى : أنّ ابن الحنفية سئل عن الخضاب بالوسمة ، فقال : هو خضابنا أهل البيت.

وقال يعقوب بن شيبة : ثنا صالح بن عبد الله التّرمذيّ ، ثنا محمد بن

__________________

= أن توفّي الإمبراطور «قسطنطين اللحياني» وتولّى العرش ابنه «يوستنيانوس الثاني» المعروف بالأخرم ، وكان في السادسة عشرة من عمره ، فدفعه طيشه في سنة ٦٩ ه‍. / ٦٨٩ م. إلى نقض اتفاقية الصلح مع العرب بتحريض من بعض رجال دولته ، فاتصل بالجراجمة والأنباط وأخذ يستثيرهم ويحرّضهم على مقاومة العرب ، ثم كتب إلى عبد الملك يتوعّده بقوله : «إنك أحدثت في القراطيس ما لم يكن ، ولئن لم تنته عن ذلك لأشتمنّ نبيّك في كل ما يعمل في مملكتي ..» فضاق على عبد الملك الجواب ، وكتب إلى الحجّاج : أن ابعث إلى عليّ بن الحسين فتوعّده وتهدّده وأغلظ له ، ثم انظر ما ذا يجيبك ، فاكتب به إليّ ، ففعل الحجّاج ذلك ، فكان جواب علي بن الحسن ما ذكره ابن سعد هنا ، والجواب نجده بألفاظ مختلفة في :

تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٠٤ ، ومروج الذهب ٣ / ١٢٣ ، وربيع الأبرار للزمخشري ١ / ٧٢١ ، ٧٢٢ ، والعقد الفريد ٢ / ٢٠٣ ، والكشكول للعاملي البحراني ١ / ٤٦ و ٣ / ٢٤٤ ، وحلية الأولياء ٣ / ١٧٦.

وقد فصّلنا هذا الموضوع في كتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور ـ الجزء الأول ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ (الطبعة الثانية) ـ ١٤٠٤ ه‍. / ١٩٨٤ م.

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ١١١.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ١١٤.

(٣) وبنحوه من طريق : الفضل بن دكين ، عن إسرائيل ، عن ثوير. في طبقات ابن سعد ٥ / ١١٤.

١٩١

الفضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن منذر الثّوريّ قال : رأيت محمد بن الحنفيّة يتلوّى على فراشه وينفخ ، فقالت امرأته : يا مهديّ ما يلويك من أمر عدوّك؟ هذا ابن الزّبير. قال : والله ما بي هذا ، ولكن بي ما يؤتى في حرمه غدا ، ثم رفع يديه إلى السماء : فقال : اللهمّ إنّك تعلم أنّي كنت أعلم ممّا علّمتني أنّه لا يخرج منها إلا قتيلا يطاف به في الأسواق.

عثمان بن أبي شيبة : ثنا محمد بن الحسن الأسديّ ، ثنا عبد ربّه أبو شهاب ، عن ليث ، عن محمد بن بشر ، عن محمد بن الحنفية قال : أهل بيتين من العرب يتخذهم الناس أندادا من دون الله ، نحن ، وبنو عمّنا هؤلاء ، يعني بني أميّة (١).

وقال أبو زبيد عنتر ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن منذر ، عن ابن الحنفيّة قال : نحن أهل بيتين من قريش ، نتّخذ من دون الله أندادا ، نحن ، وبنو أميّة (٢).

وروى ابن المبارك ، عن يحيى بن سعيد المدني ـ وليس بالأنصاريّ ـ قال : رأى محمد بن الحنفيّة أنّه لا يموت حتّى يملك أمر الناس ، فأرسل إلى سعيد بن المسيّب فسأله فقال : لا يملك ولا أحد من ولده ، وإنّ هذا الملك من بني أبيك لفي غيرك.

وقال محمد بن فضيل ، عن رضا بن أبي عقيل ، عن أبيه قال : كنّا جلوسا على باب ابن الحنفيّة في الشّعب ، فخرج إلينا غلام فقال : يا معشر الشيعة ، إنّ أبي يقرئكم السلام ، ويقول لكم : إنّا لا نحبّ اللّعّانين ولا الطّعّانين ، ولا نحبّ مستعجلي القدر.

وقال سفيان الثّوريّ ، عن أبيه : إنّ الحجّاج أراد أن يضع رجله على المقام ، فزجره ابن الحنفية (٣).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٩٤.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ١١٣.

١٩٢

وقال الواقديّ : إنّ زيد بن السّائب قال : سألت عبد الله بن محمد بن الحنفيّة : أين دفن أبوك؟ فقال : بالبقيع ، قلت : أيّ سنة؟ قال : سنة إحدى وثمانين ، وهو ابن خمس وستّين سنة ، مات في المحرّم (١).

وقال أبو عبيد ، والفلّاس : توفّي سنة إحدى وثمانين.

وقال أبو نعيم : توفّي سنة ثمانين.

وقال المدائنيّ : توفّي سنة ثلاث وثمانين. وهذا غلط.

وقال عليّ بن المدائنيّ : توفّي سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين ، وهذا أفحش ممّا قبله.

١٣٩ ـ ماهان الحنفيّ (٢)

أبو سالم الأعور (٣) الكوفيّ ، ويقال له المسبّح.

روى عن : ابن عباس ، وغيره.

وعنه : عمّار الدّهنيّ ، وجعفر بن أبي المغيرة ، وطلحة بن الأعلم ، وجماعة.

قال فضيل بن غزوان : كان لا يفتر من التسبيح ، فأخذه الحجّاج وصلبه ، وكان يسبّح ويعقد (٤) ، قال : فطعن ، وقد عقد تسعا وستّين (٥).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ١١٦.

(٢) انظر عن (ماهان الحنفي) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ٢٢٧ (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير ١١٠ ، والتاريخ الكبير ٨ / ٦٧ رقم ٢١٨٣ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٦١٥ و ٧٥١ و ٧٩٩ ، و ٣ / ٢١٥ و ٢٢٤ و ٢٤٢ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤٧٩ ، والمعارف ٤٧٩ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٤١ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢٦٣ ب ، وتاريخ الطبري ٤ / ٥٥٨ ، والجرح والتعديل ٨ / ٤٣٤ رقم ١٩٨٥ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٤ ، والكاشف ٣ / ١٠٣ رقم ٥٣٦٦ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٥ ، ٢٦ رقم ٤٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٢٧ رقم ٨٩٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٩٥ ، وحلية الأولياء ٤ / ٣٦٤ ـ ٣٦٧ رقم ٢٨٠ ، وصفة الصفوة ٣ / ٧٤ رقم ٤٠٩.

(٣) وهو أيضا : أبو صالح. وقيل إن اسمه : عبد الرحمن بن قيس أخو طليق ، (الحلية ٤ / ٣٦٤).

(٤) أي يعقد بيده ، كما في الحلية.

(٥) كذا في الأصل وطبعة القدسي ٤ / ٣٦٤ ، وفي الحلية «تسعا وعشرين».

١٩٣

وقال إبراهيم بن أبي حنيفة : رأيت ماهان الحنفيّ حيث صلب ، فجعل يسبّح حتى عقد على تسع وعشرين ، فطعن ، فرأيته بعد شهر عاقدا عليها ، وكنّا نؤمر بالحرس على خشبته ، فنرى عنده الضّوء (١).

قال أبو داود السّجستانيّ : قطع الحجّاج أربعته وصلبه.

وقال البخاريّ (٢) : قتل الحجّاج ماهان أبا سالم الحنفيّ ، قال : وقال بعضهم : ماهان أبو صالح ، وهو وهم (٣).

قال ابن أبي عاصم : قتل سنة ثلاث وثمانين.

١٤٠ ـ (محمد بن عمير) (٤) بن عطارد بن حاجب ، أبو عمير التميميّ ، الدّارميّ ، الكوفيّ.

أرسل عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

رواه أبو عمران الجونيّ.

وكان سيّد أهل الكوفة ، وأجود مضر ، وصاحب ربع تميم.

وفد على عبد الملك بن مروان ، ثم سار إلى أخيه عبد العزيز بن

__________________

(١) حلية الأولياء ٤ / ٣٦٤.

(٢) في تاريخه الكبير ٨ / ٦٧ والصغير ١١٠.

(٣) العبارة في التاريخ الصغير.

وقال : «قال عليّ : ماهان أبو سالم. نقلت أن أحمد يقول : ماهان أبو صالح. قال أنا أخبرت أحمد وكان عندنا كذلك ، حتى وجدناه ماهان أبو سالم ... وقال بعضهم : ما هان أبو صالح ، وهو «وهم».

وفي التاريخ الكبير «ولا يصح».

(٤) انظر عن (محمد بن عمير) في :

تاريخ خليفة ٢٦١ ، والتاريخ الكبير ١ / ١٩٤ رقم ٥٩٧ ، وأنساب الأشراف ٤ ق ١ / ٢٥٤ و ٣٨٠ و ٣٨٣ و ٤ / ٨٣ و ٨٥ و ٥ / ١٩٣ و ٢٥٧ و ٢٦٩ و ٢٨٩ و ٣٤٤ و ٣٤٨ و ٣٤٩ و ٣٥٤ ، والمعارف ٤٢٥ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٢٧٠ و ٣٥٣ و ٦ / ٣٤ و ٤٧ و ٧٠ و ١٢٤ و ١٥٦ و ١٦٤ و ٢٠٤ ، والجرح والتعديل ٨ / ٤٠ رقم ١٨٠ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٣٦١ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، ومروج الذهب ١٨٥٤ و ٢٠٥٦ و ٢١٠٢ ، وديوان جرير ٥٧٢ ، والعقد الفريد ٣ / ٣٢١ و ٥ / ١٧ ، وعيون الأخبار ١ / ٢٢٠ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٢١ و ١٤٤ و ٢٢٧ و ٢٣٣ و ٣٨٤ و ٣٨٥ ، ولسان الميزان ٥ / ٣٣٠ ، ٣٣١ رقم ١٠٩٤ ، والإصابة ٣ / ٥١٦ ، ٥١٧ رقم ٨٥٣٣.

١٩٤

مروان ، وقد شهد صفّين مع عليّ.

وقيل فيه :

علمت معدّ والقبائل كلّها

أنّ الجواد محمد بن عطارد(١)

١٤١ ـ (مرثد بن عبد الله) (٢) ـ ع ـ أبو الخير اليزنيّ المصريّ. ويزن بطن من حمير.

روى عن : أبي أيّوب الأنصاريّ ، وأبي بصرة الغفاريّ ، وزيد بن ثابت ، وعمرو بن العاص ، وعقبة بن عامر ، وعبد الله بن عمرو ، وجماعة. وكان يلزم عقبة.

روى عنه : عبد الرحمن بن شماسة ، وجعفر بن ربيعة ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعبيد الله بن أبي جعفر ، وعيّاش بن عبّاس القتبانيّ ، وغيرهم.

وكان أحد الأئمّة الأعلام.

وقال أبو سعيد بن يونس : كان مفتي أهل مصر في أيامه ، وكان عبد العزيز بن مروان ، يعني أمير مصر ، يحضره مجلسه للفتيا ، قال : وقال ابن عون : توفّي سنة تسعين.

١٤٢ ـ (مرّة الطّيّب) (٣) ـ ع ـ ويلقّب أيضا مرّة الخير ، لعبادته وخيره ، وهو

__________________

(١) لسان الميزان ٥ / ٣٣١ ، الإصابة ٣ / ٥١٧.

(٢) انظر عن (مرثد بن عبد الله) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٥١٧ ، وطبقات خليفة ٢٩٣ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٤١٦ رقم ١٨٢٦ ، وتاريخ الثقات ٤٢٣ رقم ١٥٥٣ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٩١ و ٤٩٩ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٣٩٣ ، وتاريخ الطبري ١ / ٦١ و ٢ / ٣٥٦ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٩٩ ، رقم ١٣٨٠ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٤٣٩ ، ورجال صحيح البخاري ٢ / ٧٣٣ رقم ١٢٢٢ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ٢٧٤ ، ٢٧٥ رقم ١٦٨٠ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ١٨٠ ب ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٧٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥١٧ ، ٥١٨ رقم ٢٠١٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣١٤ و ١٦٠٢ ، والكاشف ٣ / ١١٤ رقم ٥٤٤٦ ، والعبر ١ / ١٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٨٤ ، ٢٨٥ رقم ١٠٥ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ٦٨ ، ودول الإسلام ١ / ٦٣ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٨٢ رقم ١٤٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٩٩٢ ، وطبقات الحفاظ ٢٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٦ و ٣٤٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٥ رقم ٢٣٤ ، والعلل لأحمد رقم ١٧٦٩.

(٣) انظر عن (مرّة الطيّب) في :

١٩٥

ابن شراحيل الهمدانيّ الكوفيّ.

مخضرم كبير القدر.

روى عن : أبي بكر ، وعمر ، وأبي ذرّ ، وابن مسعود ، وأبي موسى الأشعريّ.

روى عنه : أسلم الكوفيّ ، وزبيد اليامي ، وإسماعيل السّدّيّ ، وحصين بن عبد الرحمن ، وعطاء بن السّائب ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وجماعة.

وثّقه يحيى بن معين.

ابن عيينة : سمعت عطاء بن السّائب يقول : رأيت مصلّى مرّة الهمدانيّ مثل مبرك البعير (١).

وقال عطاء أو غيره : كان مرّة يصلّي كلّ يوم ستمائة ركعة (٢).

ونقل عنه أنّه سجد حتّى أكل التّراب جبهته (٣).

__________________

= طبقات ابن سعد ٦ / ١١٦ ، ١١٧ ، وطبقات خليفة ١٤٩ ، وتاريخ خليفة ٢٧٥ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٥٧ ، والتاريخ الكبير ٨ / ٥ رقم ١٩٣٤ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ١٠٦ و ٥٨٣ و ٦١٥ و ٣ / ١٨٣ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٤٢ و ٥٤٩ و ٥٥٠ و ٦٥٠ و ٦٥٣ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٦٦ رقم ١٦٦٨ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٤٤٦ ، وحلية الأولياء ٤ / ١٦١ ـ ١٧١ رقم ٢٦٢ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٨٢ ، ورجال صحيح البخاري ٢ / ٧٣٢ رقم ١٢١٩ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ٢٧٨ رقم ١٦٨٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٧٥٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣١٥ ، والكاشف ٣ / ١١٦ رقم ٥٤٥٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٥ رقم ٢٣٥ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٧٤ ، ٧٥ رقم ٢١ ، وجامع التحصيل ٣٤٠ رقم ٧٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٨٨ ، ٨٩ رقم ١٥٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٣٨ رقم ١٠٠٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥١٧ رقم ٢٠١٤ ، وطبقات الحفّاظ للسيوطي ٢٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٢ ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ٢ / ٣١٧ رقم ٦٢٨ ، أو صفة الصفوة ٣ / ٣٤ رقم ٣٨٨.

(١) حلية الأولياء ٤ / ١٦٢.

(٢) وعن سفيان بن عيينة ، عن عطاء بن السائب ، قال : كان مرّة يصلّي كل يوم وليلة ألف ركعة ، فلما ثقل وبدن صلّى أربعمائة ركعة. (حلية الأولياء ٤ / ١٦٢).

(٣) في الحلية ٤ / ١٦٢ عن العلاء بن عبد الكريم الإيامي قال : كنا نأتي مرّة الهمدانيّ فيخرج إلينا فنرى أثر السجود في جبهته وكفّيه وركبتيه وقدميه.

١٩٦

١٤٣ ـ (المستورد بن الأحنف الكوفيّ) (١) ـ م ٤ ـ.

عن : ابن مسعود ، وحذيفة ، وصلة بن زفر.

روى عنه : سعد بن عبيدة ، وعلقمة بن مرثد ، وأبو حصين عثمان بن عاصم.

وثّقه عليّ بن المدينيّ.

١٤٤ ـ (مسعود بن الحكم) (٢) ـ م ٤ ـ بن الربيع ، أبو هارون الأنصاريّ ، الزّرقيّ ، المدنيّ.

ولد في حياة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى عن : عمر ، وعليّ ، وعبد الله بن حذافة السّهميّ.

روى عنه : بنوه عيسى ، وإسماعيل ، وقيس ، ويوسف ، ومحمد بن المنكدر ، والزّهريّ ، وأبو الزّناد.

قال الواقديّ (٣) : كان سريّا مثريا ثقة.

وقال خليفة (٤) : مات سنة تسعين.

__________________

(١) انظر عن (المستورد بن الأحنف) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ١٩٥ ، والتاريخ الكبير ٨ / ١٧ رقم ١٩٨٧ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٢٥ رقم ١٥٥٩ ، والجرح والتعديل ٨ / ٣٦٥ رقم ١٦٦٢ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٤٥١ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ٢٦٨ رقم ١٦٦٣ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٥١٤ رقم ٢٠٠٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣١٩ ، ١٣٢٠ ، والكاشف ٣ / ١١٩ رقم ٥٤٨٢ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٠٦ رقم ١٩٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٤٢ رقم ١٠٤٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٣.

(٢) انظر عن (مسعود بن الحكم) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٧٣ ، ٧٤ ، وطبقات خليفة ٢٣٧ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٦٠ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٤٢٤ رقم ١٨٥٧ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٢٢٢ و ٢٢٤ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٤٤٠ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ٢٤٠ رقم ١٥٩٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣٢٢ ، والكاشف ٣ / ١٢١ رقم ٥٤٩٥ ، وجامع التحصيل ٣٤٣ رقم ٧٥٣ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١١٦ ، ١١٧ رقم ٢١٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٤٣ رقم ١٠٦٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٤.

(٣) في الطبقات الكبرى ٥ / ٧٤.

(٤) في طبقاته ٢٣٧.

١٩٧

١٤٥ ـ معاذة بنت عبد الله (١) ع

أمّ الصّهباء العدويّة ، العابدة البصريّة.

روت عن : عليّ ، وعائشة ، وهشام بن عامر الأنصاريّ.

روى عنها : أبو قلابة الجرميّ ، ويزيد الرّشك ، وعاصم الأحول ، وأيّوب ، وعمر بن ذرّ ، وإسحاق بن سويد ، وآخرون.

ووثّقها ابن معين (٢).

وبلغنا أنّها كانت تحيي اللّيل وتقول : عجبت لعين تنام وقد علمت طول الرّقاد في ظلم القبور (٣).

ولمّا قتل زوجها صلة بن أشيم وابنها في بعض الحروب ، اجتمع النّساء عندها ، فقالت : مرحبا بكنّ إن كنتنّ جئتنّ لتهنّئنني ، وإن كنتنّ جئتنّ لغير ذلك فارجعن (٤).

وكانت تقول : والله ما أحبّ البقاء إلّا لأتقرّب إلى ربّي بالوسائل ، لعلّه يجمع بيني وبين أبي الصّهباء وولده في الجنّة (٥).

ورّخها ابن الجوزيّ في سنة ثلاث وثمانين (٦).

__________________

(١) انظر عن (معاذة بنت عبد الله) في :

طبقات ابن سعد ٨ / ٤٨٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٣٩ ، (معاذة بنت أشيم) ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٧٩ و ٣ / ٦١ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٤٧٣ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٤٦٦ ، ورجال صحيح البخاري ٢ / ٨٥٦ ، ٨٥٧ رقم ١٤٤٦ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ٤٢٥ رقم ٢٢٤٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٦١٢ ، ٦١٣ رقم ٢٣٨٨ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٦٩٨ ، والكاشف ٣ / ٤٣٥ رقم ١٣٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٦ رقم ٢٥١ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٩٧ ، والعقد الفريد ٢ / ٣٧٢ و ٦ / ٢٢٤ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٤٥٢ رقم ٢٨٩٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٦١٤ رقم ٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٩٦ ، وصفة الصفوة ٤ / ٢٢ ـ ٢٤ رقم ٥٨٤ ، والعلل لأحمد ، رقم ٤٢٦٥.

(٢) في التاريخ ٢ / ٧٣٩.

(٣) صفة الصفوة ٤ / ٢٢.

(٤) صفة الصفوة ٤ / ٢٣.

(٥) صفة الصفوة ٤ / ٢٣.

(٦) لم يؤرّخ ابن الجوزي لوفاتها في صفة الصفوة.

١٩٨

١٤٦ ـ (معبد بن سيرين) (١) ـ خ م د ت ـ أخو محمد ، ومولى أنس بن مالك ، وهو أقدم إخوته مولدا ووفاة.

روى عن : عمر ، وأبي سعيد الخدريّ.

روى عنه : أخوان محمد ، وأنس.

١٤٧ ـ معبد الجهنيّ البصريّ (٢) ق

أول من تكلّم بالقدر.

روى عن : ابن عبّاس ، ومعاوية ، وابن عمر ، وعمران بن حصين ، وحمران بن أبان ، وغيرهم.

روى عنه : معاوية بن قرّة ، وزيد بن رفيع ، وقتادة ، ومالك بن دينار ، وعوف الأعرابيّ ، وسعد بن إبراهيم ، وآخرون.

وثّقه ابن معين (٣).

__________________

(١) انظر عن (معبد بن سيرين) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٢٠٦ ، وطبقات خليفة ٢٠٠ ، وتاريخ الثقات ٤٣٣ رقم ١٦٠٠ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٨٠ رقم ١٢٨٣ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٤٣٢ ، ورجال صحيح البخاري ٢ / ٧١٢ رقم ١١٧٩ ، ورجال صحيح مسلم ٢ / ٢٤٦ رقم ١٦٠٧ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٣٤٩ ، والكاشف ٣ / ١٤١ رقم ٥٦٣٨ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ رقم ٤٠٨ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٢ رقم ١٢٥٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٩٨ رقم ١٩٤١ ، وجامع التحصيل ٣٤٩ رقم ٧٨١.

(٢) انظر عن (معبد الجهنيّ) في :

طبقات ابن سعد ٤ / ٣٤٨ ، ومعرفة الرجال ١ / ١٦٦ رقم ٩٢٤ ، والتاريخ الصغير ١٠٠ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٣٩٩ رقم ١٧٤٥ ، والمعارف ١٢٢ و ٤٤١ و ٤٨٤ و ٥٤٧ و ٦٢٥ ، والزاهر للأنباري ١ / ٣٥٣ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٢٨٠ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٣٧٠ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٨٠ رقم ١٢٨٢ ، والفرق بين الفرق للبغدادي ١٨ ، والمجروحين لابن حبّان ٣ / ٣٥ ، ٣٦ ، وجمهرة أنساب العرب ٤٤٥ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ١٦ / ٣٣٩ ب ، وتهذيب الكمال المصوّر ٣١ / ١٣٥٠ ، والعبر ١ / ٩٢ ، وميزان الاعتدال ٤ / ١٤١ رقم ٨٦٤٦ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٨٥ ـ ١٨٧ رقم ٧٦ ، والكاشف ٣ / ١٤٢ رقم ٥٦٤٤ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٤٥٦ ، والبداية والنهاية ٩ / ٣٤ ، وجامع التحصيل ٣٤٩ رقم ٧٨٤ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ رقم ٤١٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٦٢ رقم ١٢٥١ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٢٠٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٨٣ ، والضعفاء الصغير ٣٥٩ ، وأحوال الرجال ١٨٢ رقم ٣٢٩.

(٣) في معرفة الرجال ١ / ١٦٦.

١٩٩

وقال أبو حاتم (١) : صدوق في الحديث.

قلت : هو معبد بن عبيد الله بن عويمر ، ويقال : معبد بن عبد الله بن عكيم (٢) ، ولد الّذي روى : «لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» (٣).

وقيل : هو معبد بن خالد.

وكان من أعيان الفقهاء بالبصرة.

قال يعقوب بن شيبة : حدّثني محمد بن إسحاق بن أحمد ، عمّن حدّثه ، عن عبد الملك بن عمير قال : اجتمعت القرّاء إلى معبد الجهنيّ ، وكان ممّن شهد دومة الجندل موضع الحكمين ، فقالوا له : قد طال أمر هذين الرجلين ، فلو لقيتهما فسألتهما عن بعض أمرهما ، فقال : لا تعرّضوني لأمر أنا له كاره ، والله ما رأيت كهذا الحيّ من قريش ، كأنّ قلوبهم أقفلت بأقفال الحديد ، وأنا صائر إلى ما سألتم ، قال معبد : فخرجت فلقيت أبا موسى الأشعريّ ، فقلت له : صحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكنت من صالحي أصحابه ، واستعملك ، وقبض وهو عنك راض ، وقد وليت أمر هذه الأمّة ، فانظر ما أنت صانع ، فقال : يا معبد غدا ندعو الناس إلى رجل لا يختلف فيه اثنان ، فقلت في نفسي : أمّا هذا فقد عزل صاحبه ، فطمعت في عمرو بن العاص ، فخرجت فلقيته وهو راكب بغلته يريد المسجد ، فأخذت بعنانه ، فسلّمت عليه فقلت : يا أبا عبد الله ، إنّك قد صحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكنت من صالحي أصحابه ، قال : بحمد الله. قلت : واستعملك ، وقبض راضيا عنك. قال : بمنّ الله. ثمّ نظر إليّ شزرا ، فقلت : قد وليت أمر هذه الأمّة ، فانظر ما أنت صانع ، فنزع عنانه من يدي ، ثم قال : إيها تيس جهينة ، ما أنت وهذا؟ لست

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٨ / ٢٨٠.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٣٠٤ «حكيم» وهو تحريف ، والتصويب من ترجمة أبيه «عبد الله بن عكيم» التي مرّت في هذه الطبقة.

(٣) أخرجه أبو داود في كتاب اللباس (٤١٢٧) باب من روى أن لا ينتفع بإهاب ، الميتة ، و (٤١٢٨) ، والترمذي في اللباس (١٧٨٣) باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت ، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة ٧ / ١٧٥ باب ما يدبغ به جلود الميتة ، وابن سعد في الطبقات ٦ / ١١٣.

٢٠٠