الإسلام والتناسخ

السيّد حسين يوسف مكّي

الإسلام والتناسخ

المؤلف:

السيّد حسين يوسف مكّي


المحقق: محمّد كاظم مكي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٧٧

المربي المعروف المرحوم الأستاذ عبد اللطيف فياض (١٩٧٨ م) يدير هذه المدرسة ابتداء من سنة ١٩٢٠ م.

وبعد إنهائه دراسة المرحلة الابتدائية التحق الحسين بالمدرسة الحميدية الجديدة في النبطية التي استأنفت عملها بعد ترميم بنائها ابتداء من سنة ١٣٤٢ ه‍ / ١٩٢٣ م ، بإدارة العلامة الفقيه ، والقاضي الشرعي الشيخ محمد رضا الزين (١٣٦٧ ه‍ / ١٩٤٧ م) ، وكانت هذه المدرسة تهيء طلابها للالتحاق بجامعة النجف الأشرف ، وقد بقي فيها الحسين المكي حتى سنة ١٣٤٨ ه‍ / ١٩٢٩ م طالبا في الفرع الخارجي أولا ثم في الفرع الداخلي فيها ، وكان يتوق للتوجه إلى النجف ومتابعة دراسته ، بتشجيع من العلامة المقدس الشيخ عبد الحسين صادق (١٣٦٥ ه‍ / ١٩٤٥ م) المجتهد والفقيه المسئول عن الرعاية الدينية آنذاك في مدينة النبطية.

باء : المؤلف معلما :

الحلم بالوصول إلى جامعة النجف ظل قائما في نفس الحسين ، وبانتظار تحقيق ذلك ، كان الحسين يعيش هم المعرفة يسعى إليها ، ويعمل على خدمتها ، لذلك فقد تقدم بتاريخ ٣ / ٤ / ١٩٣٠ م بطلب لفتح

٢١

مدرسة قرائية دينية ، وكان هذا النوع من المدارس منتشرا في لبنان قبل دولة الاستقلال ، فأعطي إجازة بفتح مثل هذه المدرسة في بلدة علي النهري ـ قضاء زحلة في منطقة البقاع اللبنانية ، بموجب المرسوم رقم ٦٥٣٧ الصادر بتاريخ ٢٨ / ٤ / ١٩٣٠ م والموقع من قبل رئيس الجمهورية آنذاك السيد شارل دباس ، ورئيس الوزراء السيد أوغست أديب ، ووزير المعارف والفنون الجميلة السيد جبران تويني.

وقد بقي الحسين يدير هذه المدرسة ويعلم تلاميذها خلال سنتين دراسيتين ، حتى تحقق حلمه في الوصول إلى جامعة النجف ، ليشدّ الرحال إليها في نهاية صيف ١٣٥٠ ه‍ / ١٩٣١ م.

جيم : المؤلف طالب في جامعة النجف الأشرف :

ذهب إلى النجف برفقة طالب قديم في هذه الجامعة هو المرحوم العلامة الشيخ رضا فرحات (١٣٨٥ ه‍ / ١٩٦٦ م) والتحق طالبا داخليا في مدرسة ميرزا حسين الخليلي التي ضمته مع رفيقه وصديقه الشيخ محمد تقي الفقيه ، العلامة المجتهد ، والفقيه المرجع في لبنان اليوم.

٢٢

وتابع الحسين متقدما في دراسته على أيدي أساتذة مشهورين في الجامعة النجفية ، فدرس أبحاث الكفاية في أصول الفقه على المرحوم الشيخ خضر الدجيلي (١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٤ م) المرجع الديني المشهور ، وتعمق في دراسة الأصول لدى العلامة السيد محمود المرعشي ، ثم عند المؤلف الأصولي الشهير الشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني (١٣٦٥ ه‍ / ١٩٤٦ م) (١) ، وتابع دراسة الفقه وأصول الفقه عند المرجع الشيخ حميد ناجي ، حيث أتم عنده إنجاز كتاب المكاسب في معاملات الفقه للشيخ مرتضى الأنصاري (١٢٧٩ ه‍ / ١٨٦٤ م) واضع أساس علم الأصول الحديث ، ومجدد الدراسة في جامعة النجف.

دال : المؤلف على طريق الاجتهاد :

أما الدراسات الفقهية الموسعة والمؤدية لدرجة الاجتهاد فقد باشرها السيد حسين مكي عند المرجع الديني السيد حسين الحمّامي ، ثم عند المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم (١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م) الذي

__________________

(١) مجلة الثقافة الإسلامية ، دمشق ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م ، العدد السابع ، ص ٢٧٧.

٢٣

رعاه ورعى رفاقه الشيخ محمد تقي الفقيه والشيخ إبراهيم سليمان والشيخ حسين معتوق (١٤٠١ ه‍ / ١٩٨٠ م) باهتمام نوعي مميز ابتداء من سنة (١٣٥٨ ه‍ / ١٩٣٩ م) ، وفي الوقت نفسه كان المكي يتابع محاضرات المرجع السيّد عبد الهادي الشيرازي (١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٢ م) والسيد محمود الشاهرودي في أصول الفقه ويتردد على مجالس السيد ملا صدرا الإيراني في الفلسفة الإلهية.

وخلال متابعة الدراسة المعمقة لدى هؤلاء الأساتذة المراجع ، كان يعدّ أصول مسودات مؤلفاته التي جاءت في أول الأمر شرحا لمحاضرات هؤلاء الأساتذة وتعليقا عليها في مجال الفقه الجعفري وأصوله. وهذا ما فعله بالتمام حول كتاب «العروة الوثقى» للإمام السيد محسن الحكيم الذي كان موضوع محاضراته على الطلاب المتقدمين في دراستهم الفقهية.

وخلال هذه المرحلة حصل السيد حسين مكي على الإجازات من أساتذته ، وكان أولها الإجازة من أستاذه الشيخ خضر الدجيلي إثر إنجازه دراسة «الرسائل للأنصاري». وبعد ذلك بفترة غير طويلة أصبح المكي مجتهدا مطلقا بموجب إجازة من المرجع الأعلى السيد

٢٤

محسن الحكيم بتاريخ ٣ رجب ١٣٧٣ ه‍ / ١٩٥٣ م والتي جاء فيها : (....... التقي النقي حجة الإسلام ، السيد حسين يوسف مكي العاملي ..... قد بذل جهده في تحصيل العلوم الدينية فحضر على جماعة من أعيان الفضلاء المحققين واستفاد من فوائدهم ولم يزل مكبا على الدرس والتدريس والتأليف والتصنيف ... مواظبا على الطاعات مجدا في تحصيل الملكات الحميدة حتى حاز ملكتي العدالة والاجتهاد وقوة استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية ........ فهو فاضل محقق ، وعالم مدقق ، ومجتهد مطلق ، يرجع إليه في الأمور الحسبية ، وفصل الخصومات ، وحل المشكلات ........ وقد أجزت له أن يروي عني جميع ما صحت لي روايته عن مشايخي العظام ... وعلى المؤمنين أن يفزعوا إليه في مهماتهم الدينية ، ويعرفوا قدره ، ويحفظوا مقامه ........» (١).

__________________

(١) محمد كاظم مكي : حجة الإسلام ... ، ط ١ ، المطبعة العصرية ، صيدا ، ١٩٧٩ م. ص ٢٢.

٢٥

هاء : المؤلف يمارس الرعاية الدينية في بعض مناطق العراق ، ثم مسئولا في دمشق :

كان السيد حسين مكي من طلاب الإمام الحكيم الذين بلغوا في الأربعينيات درجة من الاجتهاد تخوله أمر الرعاية الدينية للمؤمنين ، بتكليف من المرجع الحكيم ، لذا كلف في سنة ١٩٤٦ م القيام بهذه المهمة في بلدة غمّاس في قضاء أبو صخير من منطقة الديوانية جنوبي العراق ، ثم أوفده الإمام الحكيم في السنة التالية إلى مدينة الصويرة مركز قضاء الصويرة في محافظة الكوت في الوسط الشرقي من العراق ، واستمر في مهمة رعاية المؤمنين هناك وإرشادهم سنوات عديدة حتى تاريخ انتقاله إلى دمشق نهائيا سنة ١٩٥٥ م ، ليتولى المهمة مكانه ولده العلامة السيّد علي.

لقد بدأ السيد المكي اتصاله بدمشق بناء على طلب المؤمنين وبعد فراغ ديني كبير أحدثته وفاة المرجع الفقيه السيد محسن الأمين سنة ١٩٥٢ م ، ليتحمل المسئولية الدينية ورعاية المؤمنين ، والاهتمام بجيل الشباب ، وإعدادهم علميا موسعا ثقافتهم الدينية ، عاملا على تأهيل عدد منهم للقيام بالمهام الدينية كصلاة الجماعة ، وإعطاء الدروس الفقهية في حلقات طلاب

٢٦

موسعة أحيانا ، ومتخصصة أحيانا أخرى ، وقد تدرج نفر منهم في دراسات أصولية معمقة ، وكونت محاضراته في هذا المجال كتابه المعروف بقواعد استنباط الأحكام في علم أصول الفقه (١) ، وقد استمر المؤلف باحثا متوسعا في الدراسة والفقاهة حتى أعلن تقليده ومرجعيته بناء لطلب نفر من المؤمنين في سوريا ولبنان وذلك ابتداء من سنة ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م.

واو : مشاريعه العمرانية وإنجازاته :

النشاط الديني في رأي العلامة المكي وجوه مختلفة لمهمة واحدة ، وغاية واحدة ، تارة يكون ببناء الإنسان المؤمن في تثقيف إيماني متواصل ، وأخرى في إقامة مؤسسات دينية تكمل هذا الاهتمام النظري بواسطة إقامة المساجد وإنشاء الحسينيات والمكتبات ، وترميم المقامات ، فقد أنشأ مسجد الإمام علي في حي الأمين في دمشق سنة ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م ، وقد ضم هذا المجمّع الديني إلى جانب المسجد حسينية ومكتبة. وباشر ترميم مسجد النقطة في حلب ، والمعروف بمشهد الإمام الحسين والذي أقامه سيف الدولة

__________________

(١) حسين يوسف مكي العاملي : قواعد استنباط الأحكام ، دمشق.

١٣٩١ ه‍ / ١٩٧٢ م ، ١ : ٣.

٢٧

الحمداني سنة ٣٥١ ه‍ / ٩٦٢ م ، وبعد توالي العمارات على هذا المشهد في ظل حكام كثر وحكومات متعددة ، تهدم في انفجار حوالي سنة ١٣٣٧ ه‍ / ١٩١٨ م ، إلّا أن نفرا من أهل الخير. ومنهم الوجيه العراقي ، المحسن الحاج عبد الرزاق مرجان قد أسهم ماليا في إعادة هذا البناء وبمباركة من المرجع الإمام السيد محسن الحكيم ، وذلك سنة ١٣٧٩ ه‍ / ١٩٦٨ م.

وفي سنة ١٩٧٦ م باشر المكي أعمال بناء مسجد وحسينية ومكتبة في جديدة يابوس في سوريا.

وفي ١١ ذي الحجة ١٣٩٧ الموافق ٢١ تشرين الثاني ١٩٧٧ توفي السيّد حسين مكي في دمشق أثر عملية جراحية ، ودفن في مقام السيدة زينب (ع).

زاي : مؤلفاته :

ترك المقدس السيد حسين مكي أربعة وأربعين مؤلفا منها ١٦ كتابا مطبوعا ، و ٢٨ كتابا مخطوطا.

* المطبوعات : في الفقه ، والعقيدة ، والأدعية ، وأصول الفقه ، والتاريخ.

(أ) في الفقه :

١ ـ حاشية «الدر الثمين» ، وهذا الكتاب كان تعليقا على الرسالة العلمية للمقدس السيد محسن

٢٨

الأمين ، جاءت في ٥٠٨ صفحات وطبعت سنة ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٥ م في دمشق.

٢ ـ مختصر منهاج الصالحين ، والأصل هو الرسالة العملية للمقدس السيد محسن الحكيم ، في ٢٨٠ صفحة ، طبع في دمشق سنة ١٣٧٩ ه‍ / ١٩٥٩ م.

٣ ـ منهاج الصالحين ، بطريقة السؤال والجواب ، وهو في مضمونه فتاوى المرجع السيد محسن الحكيم ، في ٣٦٠ صفحة ، وطبع سنة ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م في دمشق.

٤ ـ المتعة في الإسلام ، الطبعة الأولى سنة ١٣٨١ ه‍ / ١٩٦٠ م صدرت عن دار الأندلس في بيروت ، والطبعة الثانية مصورة عن الأولى ، وذلك في سنة ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م ؛ في ١٦٠ صفحة ، وقد قدّم ولده العلامة السيد علي مكي لهذه الطبعة في مقدمة جديدة.

٥ ـ رسالة الجمع بين الصلاتين ، طبعت في بيروت سنة ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م ، في ٦٤ صفحة.

٦ ـ حاشية على كتاب العروة الوثقى للسيد محمد كاظم

٢٩

الطباطبائي اليزدي ، وضعت سنة ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م.

٧ ـ مختصر منهاج الناسكين ، طبع في دمشق سنة ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م.

٨ ـ سبيل الرشاد في شرح الإجارة والمضاربة والشركة وهو من كتاب العروة الوثقى المذكور سابقا ، جاء في جزءين وطبع سنة ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م ؛ الجزء الأول في ٣٠٠ صفحة والثاني في ٢٨٤ صفحة.

٩ ـ منهاج الصالحين : القسم الأول في العبادات ، وهو الرسالة العملية للمؤلف ، والتي طبعها عند إعلان تقليده ومرجعيته وذلك في سنة ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م.

(ب) في العقيدة :

١ ـ العصمة ، طبع سنة ١٣٧٨ ه‍ / ١٩٥٨ م في دمشق ، وجاء في ٨٢ صفحة.

٢ ـ عقيدة الشيعة في الإمام الصادق ، صدرت الطبعة الأولى منه في بيروت سنة ١٣٨٢ ه‍ / ١٩٦٣ م

٣٠

عن دار الأندلس ، في ٣٨٤ صفحة ، ثم صدر في طبعة ثانية عن دار الزهراء ـ بيروت سنة ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م ، في مقدمة جديدة وضعها ولد المؤلف العلامة السيد علي مكي في دمشق بتاريخ ٩ / ٩ / ١٩٨٥.

(ج) في الأدعية :

١ ـ مصباح الداعي ، الطبعة الأولى ، في دمشق سنة ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٥ م في ١٠٤ صفحات.

٢ ـ مصباح الداعي ، الطبعة الثانية في جزءين موسعين ، الأول في الأدعية والأعمال ، وجاء في ٥٠٤ صفحات ، والثاني في الزيارات وآدابها وصفحاته ٣٤٠ ؛ وقد ظهرت الطبعة الثانية سنة ١٣٩٥ ه‍ / ١٩٧٥ م.

(د) في أصول الفقه :

١ ـ قواعد استنباط الأحكام. جزءان في مجلد واحد ، وتاريخ الطبع هو ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧٢ م في دمشق ، الجزء الأول من ١٩٢ صفحة ، والثاني من ١٧٦ صفحة.

٣١

(ه) في التاريخ :

١ ـ تاريخ مشهد الإمام الحسين في حلب ، وجاء في ٧٠ صفحة ، تعرض فيها الكاتب لمراحل بناء هذا المشهد ، مع الصور والرسوم ، وطبع في بيروت سنة ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م.

* المخطوطات :

(أ) في الفقه :

١ ـ كتاب الاجتهاد والتقليد ، وضع في ٦٣ صفحة ابتداء من ٩ جمادى الثانية ١٣٦٢ ه‍ / ١٩٤٣ م.

٢ ـ مجموعة الكتب الفقهية بمواضيع العبادات التالية :

ـ الطهارة ، في ٥١٠ صفحات ، وضع سنة ١٣٦٤ ه‍.

ـ الصلاة : في ٣ مجلدات وضعت بين سنة ١٣٨٠ وسنة ١٣٨٦ في مدينة دمشق ، وصفحات هذه المجلدات حوالي ١٣٣٤ صفحة.

ـ الصوم : في ٢٥٠ صفحة وقد تم الفراغ منه سنة ١٣٨١ ه‍.

ـ الاعتكاف في ٤١ صفحة ، أنهاه في دمشق سنة ١٣٨٣ ه‍.

٣٢

ـ كتب : الزكاة ، الخمس ، الحج ، التيمم ، جرى وضعها سنة ١٣٧٠ ه‍ في مدينة النجف الأشرف.

٣ ـ مجموعة الكتب الفقهية بمواضيع المعاملات التالية :

ـ النكاح : في ٣٠٠ صفحة وقد فرغ منه سنة ١٣٧٨ ه‍.

ـ الوصية : في ٧٧ صفحة ، وضعت خلال سنة ١٣٨٠ ه‍.

ـ الإجارة في ١٦٨ صفحة ، وتم وضع الكتاب بين سنتي ١٣٧١ ـ ١٣٧٢ ه‍.

٤ ـ مجموعة الكتب الفقهية ، بمواضيع المعاملات ذات الطابع المالي :

ـ كتاب أقرب المسالك في حكم المال المجهول المالك ، في ٣٨ صفحة ، تم الفراغ منه سنة ١٣٨٠ ه‍.

ـ كتاب الضمان ، سنة ١٣٨١ ه‍.

ـ مبحث الحوالة : في ٣٦ صفحة ، وتم الفراغ منه سنة ١٣٨٢ ه‍.

٣٣

ـ مبحث الكفالة : وضع سنة ١٣٨٢ ه‍ في ١٧ صفحة.

ـ في البيع وشرائطه : في ٣٥٠ صفحة ، أتمه المؤلف في مدينة النجف في شعبان ١٣٧٩ ه‍.

٥ ـ مجموعة الأبحاث الفقهية المختلفة :

ـ القاعدة الفقهية : لا ضرر ولا ضرار في ١٨ صفحة ، تم الفراغ منه سنة ١٣٧٣ ه‍.

ـ مبحث في الطلاق : في ٢٣ صفحة ، وضعت سنة ١٣٨٥ ه‍.

(ب) في أصول الفقه :

ـ كتاب إسعاف المحاضر في أصول الفقه الجعفري ، في ١٢ صفحة.

ـ مبحث التعادل والترجيح في ٤٧ صفحة ، وقع الفراغ منها في نهاية سنة ١٣٦٦ ه‍.

ـ غاية المأمول في شرح كفاية الأصول للمحقق الخراساني : في ٢٥٥ صفحة ، وأنجز سنة ١٣٦٩ ه‍.

ـ الأصول العملية : في ١٨٠ صفحة ، تم وضعها بين ١٣٦٣ ه‍ و ١٣٧٤ ه‍.

٣٤

ـ قواعد استنباط الأحكام : الجزء الثالث في ٧١ صفحة أنجزت سنة ١٣٩٥ ه‍ / ١٩٧٥ م.

(ج) في العقيدة :

ـ كتاب الإسلام والتناسخ أو إبطال التناسخ : وهو الكتاب موضوع هذه الدراسة ، وقد جاء رسالة في ٥٥ صفحة ، وهو الوحيد بين مخطوطات المؤلف في مجال العقيدة.

٣٥
٣٦

ثالثا : تطور مسألة التناسخ ، وأنواعه ،

في تاريخ الفكر البشري

قبل الاسلام ، ومع الاسلام

قلنا في مقدمة التحقيق إن مسألة التناسخ قديمة في تاريخ البشر قدم الموت في حياتهم ، لقد فكرت فيها بعض الشعوب القديمة ، وعالجها عدد من الفلاسفة والمفكرين بشكل منهجي ، كما كان للأديان السماوية والأرضية مواقف من هذه المسألة ، وبما أن الكتاب موضوع التحقيق يتناول موقف الإسلام من التناسخ ، لذلك فإننا نعرض في هذه الفقرة لتطور مسألة التناسخ في مرحلتين : قبل الإسلام ، ومع الإسلام.

١ ـ قبل الاسلام :

ظهرت مسألة التناسخ في تاريخ الشعوب منذ فجر التاريخ ، فقد كان المصريون القدماء أول من اعتقد بهذه المقولة ، وواكبهم أو تابعهم في ذلك الكنعانيون والفينيقيون منذ القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد ، فالعلاقات بين المصريين والفينيقيين لم تكن على صعيد التجارة فقط ، بل ربما كان التبادل والتآخذ على

٣٧

صعيد المعتقدات أيضا ، وهذا ما ظهر من خلال الاعتقاد بقضية التناسخ ، وأخذا بهذا المعتقد فقد كان المصريون يضعون في قبور موتاهم أدوات الزينة ، وأدوات الحرب ، ليستعملها الإنسان في حياته الثانية بعد الموت ، لأن الموت عندهم كان يعني رقدة الجسد في القبر ، منتظرا عودة الروح إليه لترتدي مجددا جسدها الفاني ، وقد جاء اهتمام الفراعنة بالتحنيط ظاهرة تؤكد هذا الانتظار ، كما كان بناء الأهرامات لا يحقق هدفا معماريا فقط بمقدار تحقيقه هدف عقيدتهم بحياة الإنسان بعد الموت (١).

إلّا أن الاعتقاد بالتناسخ كان حجر الزاوية في الديانة الهندوسية أو البراهمانية ، فمن لا يعتقد به يعتبر خارجا عن هذا الديانة ، كما شهادة لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، في الإسلام ، كذلك التناسخ في البراهمانية ، ويتلخص الاعتقاد بهذه الفكرة بالقول إن نفس الإنسان تنتقل من حياة إلى حياة أخرى أحسن أو أسوأ بحسب مؤهلات الفرد وأعماله (٢).

__________________

(١) أمين طليع : التقمص. سلسلة زدني علما ، منشورات عويدات ، بيروت ـ باريس ، ط ١ ، ١٩٨٠ م المقدمة.

(٢) ـ = Guy Monnot : La Transmigr ationet L\'Immortal ite, Ins titut domini

ـ

٣٨

وتابعت فكرة التناسخ وجودها مع الديانة البوذية التي تأسست في القرن الخامس قبل الميلاد في بلاد الهند ، حيث كان الاعتقاد بالتناسخ يقوم على انتقال النفس من جسد إلى جسد آخر أرضي كي تظهر هذه النفس ، وتصل إلى درجة النير فاناNirvana أي الذوبان في الروح الكلية ، عندئذ ينقذ الإنسان نفسه من الدوران في حلقة تعاقب الأجيال والأدوار وينتقل إلى كوكب آخر ، ذلك أن النفس في انتقالها من جسد إلى آخر تكون في حالة محاسبة ذاتها بذاتها ، وبتعبير آخر فإن جهنم في نظر البوذية هي ما يعانيه الإنسان من مصاعب وويلات وآلام لا تفارقه في أدوار حياته ، وتظل مرافقة له ، حتى يتطهر من رذائل الدنيا وموبقاتها فيصبح أهلا لدخول العالم الفلكي ، أي الانتقال إلى كوكب آخر ، بعد تسديد ما عليه من حساب في هذه الدنيا (١).

ويبدو أن الهندوس لم يحتكروا فكرة التناسخ التي انتقلت إلى الطرف الآخر من العالم الهند وأوروبي ، أي إلى بلاد اليونان.

__________________

ـ cain d\'etudes orientales du Caire.Librairie du liban ، ـ Beyrouth ، ، Melanges ٤١.P. ٩٤١.

(١) طليع : التقمص ، ص ٢٧ ـ ٣١.

٣٩

صحيح أن حملة الإسكندر على بلاد الشرق ابتداء من سنة ٣٣٦ ق. م. كانت ذات هدف سياسي ، ولكنها حملت فلسفة اليونان إلى الشرق. هذا الشرق الذي كان منبع الفلسفة والمعتقدات ومنها التناسخ ، لم يجد أفكار اليونان جديدة عليه ، لأنها أفكاره أساسا ، لكنها جاءت بثوب علمي جديد ، ومنهجي منظم ، والواقع أن فلاسفة اليونان عرضوا فكرة التناسخ منذ القرن السادس قبل الميلاد ، فقال بها فيثاغورس (٥٧٢ ـ ٤٩٧ ق. م) حيث اعتقد هو وتلاميذه بانتقال الروح إلى الإنسان والحيوان والنبات ، أي بتناسخ الأرواح ، لذلك امتنعوا عن أكل اللحوم وبعض أنواع الحبوب ، ويبدو أن فيثاغورس أخذ هذه النظريات عن المصريين بعد زيارته إلى مصر ، في حين يعتقد الهنود أنه قد أخذ عنهم.

إلّا أن النظرية التناسخية في الفلسفة اليونانية تبلورت في المرحلة الأفلاطونية بين ٤٢٧ ـ ٣٤٧ ق. م حيث قال أفلاطون بأن الأحياء يبعثون من الأموات ، وأن النفس التي تولد هي آتية من عالم آخر كانت قد ذهبت إليه إثر موت سابق ، وهكذا فالنفس لا تموت بموت الجسد ، لذلك فإنه عند ما أعدم سقراط أستاذ

٤٠