تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

[حرف الثاء]

١٢ ـ ثور بن معن (١) ، بن يزيد بن الأخنس السلمي.

أحد الأشراف ، قتل بمرج راهط مع الضّحّاك ، ولأبيه (٢) صحبة ، وقد عاش بعد ثور أبوه.

* * *

__________________

(١) انظر عن (ثور بن معن) في :

تاريخ الطبري ٥ / ٥٣٣ و ٥٣٨ و ٥٤٢ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٨٢٧ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٨٦ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٤٧ ، والإصابة ١ / ٢٠٥ رقم ٩٧٤.

(٢) ذكره ابن الأثير في ترجمة «ثور والد يزيد بن ثور» (١ / ٢٥١).

٨١

[حرف الجيم]

١٣ ـ جابر بن سمرة (١) ـ ع ـ بن جنادة ، أبو عبد الله. ويقال : أبو خالد السّوائيّ (٢) وقيل : اسم جنادة : عمرو (٣) ، وله ولأبيه سمرة صحبة ، نزل الكوفة.

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٦ / ٢٤ ، وطبقات خليفة ٥٦ و ١٣١ وفيه اسمه : جابر بن سمرة بن عمرو بن جنادة بن جندب بن حجير .. ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٣ ، وتاريخ خليفة ٢٧٣ ، والعلل لابن حنبل ١ / ١٠٦ و ٢١١ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٢٠٥ رقم ٢٢٠٤ ، والتاريخ الصغير له ٦٩ ، ٧٠ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٧٥٤ ، و ٣ / ٢٨٠ و ٢٨٢ و ٢٨٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٩ و ٢٦١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٩٣ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٥٢ ، ومشاهير علماء الأمصار له ٤٧ رقم ٣٠٤ ، والمعارف لابن قتيبة ٣٠٥ و ٣٠٦ ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ٢٧٣ ، وأنساب الأشراف للبلاذري ١ / ١٦٣ و ١٨٨ و ٣٩٠ و ٣٩٣ و ٣٩٤ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٩٤ ـ ٢٥٧ رقم ١٩٤ ، والاستيعاب لابن عبد البرّ ١ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، والجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني ١ / ٧٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٨٨ ، ٣٨٩ ، وأسد الغابة لابن الأثير ١ / ٢٥٤ ، وتهذيب الأسماء للنووي ج ١ ق ١ / ١٤٢ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٤ / ٤٣٧ ـ ٤٤٠ رقم ٨٦٧ ، وتحفة الأشراف له ٢ / ١٤٦ ـ ١٦٤ رقم ٦٠ ، والعبر للذهبي ١ / ٧٤ ، والكاشف ١ / ١٢١ رقم ٧٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٦ ـ ١٨٨ رقم ٣٦ ، ودول الإسلام ١ / ٥٠ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٢٦٠ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤١ ، والوافي بالوفيات للصفدي ١١ / ٢٧ رقم ٤٤ ، وتاريخ ابن خلدون ٢ / ١٢٠ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٢ / ٣٩ ، ٤٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢٢ رقم ٥ ، والإصابة ١ / ٢١٢ رقم ١٠١٨ ، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١ / ١٧٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٠ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٤ ، وتاج العروس ١٠ / ٣٦٥.

(٢) السّوائي : بضمّ السين وفتح الواو وبعدها الألف وفي آخرها الياء نسبة إلى بني سواءة بن عامر بن صعصعة. (الأنساب ٧ / ١٨٢).

(٣) في طبعة القدسي ٣ / ٢ (سنة ١٣٦٨ ه‍.) : «عمر» ، وهو غلط ، وما أثبتناه عن مصادر الترجمة.

٨٢

وروى عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن : خاله سعد بن أبي وقّاص ، وأبي أيّوب (١).

روى عنه : تميم بن طرفة ، وسماك بن حرب ، وعبد الملك بن عمير ، وجماعة ، وحديثه في الكتب كثير.

قيل : توفّي سنة ستّ وستّين (٢).

١٤ ـ جابر بن عتيك (٣) بن قيس ، ويقال جبر ، أبو عبد الله الأنصاري ، أحد بني عمرو بن عوف من كبار الصّحابة ، واتّفقوا على أنّه شهد بدرا. وتوفّي في سنة إحدى وستّين ، وله إحدى وتسعون سنة.

ورّخ موته ابن سعد ، وخليفة ، وابن زبر ، وابن مندة ، وغيرهم. وكانت معه راية بني معاوية بن مالك بن الأوس يوم الفتح.

وفي «الموطّأ» (٤) عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عن جدّه

__________________

(١) أبو أيّوب : خالد بن زيد الأنصاري.

(٢) اختلف في وفاته فقيل : ٦٦ ه‍. وقيل ٧٣ وقيل ٧٤ وقيل ٧٦ ه‍. (راجع مصادر ترجمته).

(٣) طبقات خليفة ٨٤ و ١٠٣ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٠٨ ، ٢٠٩ رقم ٢٢١٢ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٩٣ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٥٢ ، ٥٣ ، والاستيعاب ١ / ٢٢٣ ، والإكمال لابن ماكولا ٢ / ١٣ ، ١٤ ، وأسد الغابة ١ / ٢٥٨ ، ٢٥٩ و ٢٦٦ ، والكاشف للذهبي ١ / ١٢٢ رقم ٧٤٢ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٤٥٤ ، ٤٥٥ رقم ٨٧٢ ، وتحفة الأشراف ٢ / ٤٠٢ ـ ٤٠٤ رقم ٦٣ ، وطبقات ابن سعد ٣ / ٤٦٩ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٠١ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٢٨ رقم ٤٦ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٦٣ ، والإصابة ١ / ٢١٤ ، ٢١٥ رقم ١٠٣٠ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٥٦ ، وتاج العروس : مادة جبر ، وجمهرة أنساب العرب ٣٣٥ (باسم : جبر بن عتيك) ، ومشاهير علماء الأمصار ٢٢ رقم ٨٩ (باسم : جبر بن عتيك بن الحارث بن قيس) ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٨٩ ـ ١٩٣ رقم ١٩١ ، والأسامي والكنى للحاكم (مخطوط) ورقة ٣٠٦.

ويراجع في اسمه : حاشية للدكتور بشّار عوّاد معروف في (تهذيب الكمال ٤ / ٤٥٥ ، ٤٥٦).

(٤) الموطّأ للإمام مالك ١٥٥ رقم ٥٥٤ كتاب الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت.

والحديث أطول مما هنا : «أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه ، فصاح به ، فلم يجبه ، فاسترجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «غلبنا عليك يا أبا الربيع» ، فصاح النسوة وبكين ، فجعل جابر يسكتهنّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دعهنّ ، فإذا وجب فلا تبكينّ باكية». قالوا : يا رسول الله وما الوجوب؟ قال : «إذا مات» ، فقالت ابنته : والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدا ، فإنك كنت قد قضيت جهازك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله قد أوقع أجره على قدر نيّته ، وما تعدّون الشهادة»؟ ، قالوا : القتل في سبيل الله ، فقال رسول الله =

٨٣

لأمّه عتيك بن الحارث قال : أخبرني جابر بن عتيك أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب ، فاسترجع.

قلت : هو آخر البدريّين موتا.

١٥ ـ جرهد الأسلميّ (١) ـ د ت ـ الّذي قال له النّبيّ لله : «غطّ فخذك» (٢).

__________________

= صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الشهداء سبعة سوى القتيل في سبيل الله ، والمطعون شهيد ، والغرق شهيد ، وصاحب ذات الجنب شهيد ، والمبطون شهيد ، والحرق شهيد ، والّذي يموت تحت الهدم شهيد ، والمرأة تموت بجمع شهيدة».

(١) الطبقات الكبرى ٤ / ٢٩٨ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٩ ، وطبقات خليفة ١١١ ، والنسب الكبير لابن الكلبي ـ مخطوطة الأسكوريال رقم ١٦٩٨ ـ ج ٢ ص ٣١٠ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ رقم ٢٣٥٤ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٢ رقم ٢٥٩ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٧٣ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٤٠ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٦٢ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٣٩ ، ٥٤٠ ، والاستيعاب ١ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، وحلية الأولياء ١ / ٣٣٧ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٣ رقم ٢٠٧ ، وأسد الغابة لابن الأثير ١ / ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، والكاشف للذهبي ١ / ١٢٦ رقم ٧٧٦ ، وتحفة الأشراف للمزّي ٢ / ٤١٩ ، ٤٢٠ رقم ٧٠ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٥٢٣ ، ٥٢٤ رقم ٩١٢ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٤٣ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٦٩ ، والتقريب ١ / ١٢٦ ، ١٢٧ رقم ٥٠ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٦٩ رقم ١٢٠ ، والنكت الظراف ٢ / ٤١٩ ، والإصابة ١ / ٢٣١ رقم ١١٣١ ، ورياض النفوس ٥٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٨٦ ، وتاج العروس ٧ / ٤٩٩.

(٢) الحديث في (الموطّأ) برواية القعنبي ، ورواه أبو داود من طريقه ، عن أبي النضر ، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد ، عن أبيه ، قال : كان جرهد هذا من أصحاب الصّفّة ، قال : جلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عندنا وفخذي منكشفة ، فقال : «أما علمت أنّ الفخذ عورة»؟. وأخرجه الترمذي (٢٧٩٥) من طريق : زرعة بن مسلم بن جرهد ، عن جدّه ، وأخرجه أيضا (٢٧٩٧) من طريق عبد الله بن جرهد الأسلمي ، عن أبيه جرهد ، و (٢٧٩٨) من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أبي الزناد ، أخبرني ابن جرهد ، عن أبيه. وقال الترمذي : هذا حديث حسن. وصحّحه ابن حبّان (٣٥٣) ، والحاكم في المستدرك ٤ / ١٨٠ مع أن في سنده مجهولا ، ولكن ضعّفه البخاري في التاريخ الكبير لاضطراب إسناده.

وللحديث شواهد تقوّيه : عن محمد بن جحش عند الإمام أحمد في المسند ٥ / ٢٩٠ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ١٨٠ من طريق إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش ، عنه. ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير ، فقد روى عنه جماعة ولا يعرف بجرح ولا تعديل ، وعن ابن عباس عند الترمذي (٢٧٩٨) و (٢٧٩٩) والحاكم في المستدرك ٤ / ١٨١ وفي سنده يحيى القتّات ، وهو ضعيف. وعن عليّ عند أبي داود (٣١٤٠) وابن ماجة (١٤٦٠) والحاكم ٤ / ١٨٠ وإسناده ضعيف. وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٣ من عدّة طرق ، وكلّها شواهد تقوّي الحديث وتصحّحه.

٨٤

روى عنه ابناه : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وحفيده زرعة.

توفّي سنة إحدى وستّين. له دار بالمدينة.

١٦ ـ جعفر بن عليّ بن أبي طالب (١) قتل شابّا هو وإخوته مع الحسين رضي‌الله‌عنهم أجمعين.

١٧ ـ جندب (٢) بن عبد الله (٣) ع ـ بن سفيان البجلي العلقي. وعلقه :

__________________

(١) تاريخ الرسل والملوك للطبري ٥ / ١٥٣ و ٤١٥ و ٤٤٨ و ٤٦٨ ، والأسامي والكنى ١ / ٣٠١ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٣٤ ، وطبقات خليفة ٤ ، ونسب قريش ٨٠ ـ ٨٢ ، ومسند أحمد ١ / ٢٠١ و ٥ / ٢٩٠ ، وفضائل الصحابة له ٤٠ ، والعلل ١ / ١٨٤ ، وتاريخ خليفة ٢٣٤ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٨٥ رقم ٢١٣٩ ، والتاريخ الصغير ٢ ـ ٤ و ٢٢ ، ٢٣ ، والمعارف ١٢٠ و ١٣٧ و ١٦٣ و ٢٠٣ و ٢٠٥ و ٢١١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٦٠ و ٥٣٦ و ٢ / ٥٣٥ و ٣ / ١٦٧ و ٢٥٩ ، والأسماء والكنى للدولابي ٢ / ٧٧ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٥٥ ، والجرح والتعديل ٢ رقم ١٩٦٠ ، والولاة والقضاة للكندي ٢٣ ، وجمهرة أنساب العرب ١٤ و ٤١ و ٦٥ و ٦٨ ، ٦٩ و ٣٩١ ، وحلية الأولياء ١ / ١١٤ ـ ١١٨ ، والاستيعاب ١ / ٢١٠ ـ ٢١٣ ، والثقات لابن حبان ٣ / ٤٩ ، والمحبّر لابن حبيب (راجع الفهرس) ، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج ٨٣ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٩٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ج ١ ق ١ / ١٤٨ ، ١٤٩ رقم ١٠٥ ، والمعجم الكبير ٢ / ١٠٤ ـ ١١٢ رقم ١٧٦ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ١٧٤ ، وصفة الصفوة له ١ / ٢٠٥ ، ومعجم البلدان (مادّة مؤتة) ٥ / ٢٢٠ ، وأسد الغابة ١ / ٢٨٦ ـ ٢٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ١ / ٢٠٦ ـ ٢١٧ ، والعبر ١ / ٩ ، وتجريد أسماء الصحابة رقم ٨٠٢ ، ومجمع الزوائد ٩ / ٢٧١ ـ ٢٧٣ ، وتحفة الأشراف ٢ / ٤٣٧ رقم ٧٣ ، والعقد الثمين ٣ / ٤٢٤ ، وتهذيب الكمال ٥ / ٥٠ ـ ٦٤ رقم ٩٤٤ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٩٠ ـ ٩٢ رقم ١٤٦ ، والإصابة ١ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ رقم ١١٦٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٩٨ ، ٩٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣١ رقم ٨٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب رقم ١٠٤١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤ ، وغاية الأماني ١ / ٦٥ ، وشذرات الذهب ١ / ٤٨ ، والوفيات لابن قنفذ ٤٠ رقم ٨ ، والأخبار المولقيّات ٥٦٧ ، وترتيب الثقات للعجلي ٩٨ رقم ٢١٣ ، ويعرف بجعفر الطيار ذي الجناحين ، قتل سنة ٤١ ه‍.

(٢) يقال : جندب : بضم الدال ، وجندب : بفتحها.

(٣) الطبقات الكبرى ٦ / ٣٥ ، وطبقات خليفة ١١٧ و ١٣٩ و ١٨٨ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٨٨ ، والعلل لابن المديني ٥٥ ، ومسند أحمد ٤ / ٣١٢ ، والعلل له ١ / ٣٩١ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٢٢١ رقم ٢٢٦٦ ، والتاريخ الصغير له ١ / ١٥١ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٢ / ٦ و ٦٣٩ و ٦٤٨ و ٦٦٠ و ٦٧٧ و ٧٦٢ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ٥١٠ رقم ٢١٠٢ ، والاستيعاب ١ / ٢٥٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٧ رقم ٣٠٠ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ٢ / ٢٢ ، وتاريخ بغداد له ٧ / ٢٤٩ رقم ٣٧٤٠ ، والجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني ١ / ٧٦ ، والكامل في التاريخ ٣ / ١٠٨ و ١٣٨ و ٣٩١ ، وأسد الغابة =

٨٥

حيّ من بجيلة ، أقام بالبصرة وبالكوفة ، له صحبة ورواية كثيرة.

روى عنه : الحسن ، ومحمد بن سيرين ، وأنس (١) بن سيرين ، وأبو عمران الجوني (٢) ، وعبد الملك بن عمير ، وسلمة بن كهيل ، والأسود بن قيس ، وآخرون.

١٨ ـ جندب الخير (٣)

هو جندب بن عبد الله ـ ويقال ابن كعب ـ الأزديّ ، له صحبة ورواية.

وروى أيضا عن : عليّ ، وسلمان الفارسيّ.

روى عنه أبو عثمان النّهديّ ، وتميم بن الحارث ، وحارثة بن وهب ، والحسن البصريّ.

فروى إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حدّ الساحر ضربة بالسيف» (٤).

__________________

= ١ / ٣٠٤ ، والأسامي والكنى للحاكم ١ ورقة ٤٠٧ أوب ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٥٨ ـ ١٧٧ رقم ١٨٣ ، والأنساب للسمعاني ٩ / ٣٨ ، واللباب لابن الأثير ٢ / ٣٥٣ ، وتلقيح الفهوم لابن الجوزي ١٧٤ ، ١٧٥ و ٣٦٦ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٥ / ١٣٧ ـ ١٣٩ رقم ٩٧٣ ، وتحفة الأشراف له ٢ / ٤٣٩ ـ ٤٤٦ رقم ٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٤ ، ١٧٥ رقم ٣٠ ، والعبر ١ / ٤١ ، والكاشف ١ / ١٣٢ رقم ٨٢٦ ، وتجريد أسماء الصحابة رقم ٨٥٤ ، والوافي بالوفيات ١١ / ١٩٣ ، ١٩٤ رقم ٢٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١١٧ ، ١١٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣٤ ، ١٣٥ رقم ١١٩ ، والإصابة ١ / ٢٤٨ رقم ١٢٢٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٥ ، وتاج العروس (مادّة : جدب ومكث) ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٦.

(١) في الأصل مهملة.

(٢) الجوني : بفتح الجيم وسكون الواو ، نسبة إلى الجون وهو بطن من الأزد. (اللباب ١ / ٢٥٤).

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ٢٢٢ رقم ٢٢٦٨ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥١١ رقم ٢١٠٧ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٧٧ رقم ١٨٤ ، والأسامي والكنى للحاكم ١ ورقة ٤٠٧ أوب ، وجمهرة أنساب العرب ٣٧٨ ، والاستيعاب ١ / ٢٥٨ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ١٧٥ ، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٣ / ١٠٦ و ١٤٤ ، وأسد الغابة ١ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، والمعارف ٤٠٢ ، وتحفة الأشراف للمزّي ٢ / ٤٤٦ رقم ٧٧ ، وتهذيب الكمال له ٥ / ١٤١ ـ ١٤٨ رقم ٩٧٥ ، والكاشف للذهبي ١ / ١٣٣ رقم ٨٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٥ ـ ١٧٧ رقم ٣١ ، وتجريد أسماء الصحابة رقم ٨٥٦ ، والوافي بالوفيات ١١ / ١٩٥ رقم ٢٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١١٨ ، ١١٩ ، والإصابة ١ / ٢٥٠ رقم ١٢٢٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣٥ رقم ١٢٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤١٠ ، وتاج العروس ٢ / ١٣٧.

(٤) إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم. وقد أخرجه الترمذي في كتاب الحدود ، باب ما =

٨٦

وقال أبو عثمان النّهدي : كان ساحر يلعب عند الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، فيأخذ سيفه فيذبح نفسه ولا يضرّه ، فقام جندب فأخذ السيف فضرب عنقه ، ثم قرأ (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (١). إسناده صحيح (٢).

وقال ابن لهيعة ، عن أبي الأسود : إنّ الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر ، فكان يضرب عنق الرجل ، ثم يصيح به ، فيقوم ، فترتدّ إليه رأسه ، فقال النّاس : سبحان الله يحيي الموتى! فرآه رجل من صالحي المهاجرين ، فاشتمل من الغد على سيفه ، فذهب الساحر يلعب لعبة ذلك ، فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه. وقال : إن كان صادقا فينجّي نفسه ، فأمر به الوليد فسجنه ، فأعجب السّجّان نحو الرجل فقال : أتستطيع أن تهرب؟ قال : نعم ، قال : فاخرج ، لا يسألني الله عنك أبدا (٣).

١٩ ـ جندرة (٤) بن خيشنة (٥) أبو قرصافة الكنانيّ ، صحابيّ نزل الشام

__________________

= جاء في حدّ الساحر (١٤٦٠) ، والدارقطنيّ في سننه ٣ / ١٤٤ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٣٦٠ وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلّا من هذا الوجه ، إسماعيل بن مسلم المكيّ يضعف في الحديث ، والصحيح عن جندب موقوف.

وقال المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ في كتابه «الكبائر» ـ ص ٤٦ : الصحيح أنه من قول جندب.

وأخرجه الطبراني في ترجمة «جندب بن عبد الله بن سفيان» من رواية الحسن البصري ، عن جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي .. فأخطأ بذلك. انظر المعجم الكبير ٢ / ١٦١ رقم (١٦٦٥) و (١٦٦٦).

(١) سورة الأنبياء ـ الآية ٣.

(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢ / ١٧٧ رقم (١٧٢٥) من طريق : محمد بن عبد الله الحضرميّ ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا هشيم ، أخبرنا خالد الحذّاء. ورواه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤١٠) ، والمزّي في تهذيب الكمال ٥ / ١٤٣ ، والمؤلّف الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٥ ، ١٧٦ ، والدارقطنيّ في السنن ٣ / ١١٤ ونسبه إلى «جندب البجلي» وهو وهم.

(٣) ذكره المزّي في تهذيب الكمال ٥ / ١٤٣ ، ١٤٤ ، والمؤلّف في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٦ ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٢٥٠ ونسبه إلى البيهقي في دلائل النّبوّة.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ٢٥٠ رقم ٢٣٥٨ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ١٠١ و ٣ / ٢٨ و ١٦٨ ، ومقدّمة

(٥) خيشنة : بفتح الخاء المعجمة وبعدها ياء معجمة وبعد الشين المعجمة نون. (الإكمال ٣ / ٢١١).

٨٧

واستوطن عسقلّان ، له أحاديث.

روى عنه : حفيدته عزّة بنت عياض بن جندرة ، ويحيى بن حسّان الفلسطيني ، وشدّاد أبو عمّار ، وزياد بن سيّار ، وعطيّة بن سعيد الكنانيّان ، وزياد بن أبي الجعد (١).

ليس له في الكتب السّتّة شيء (٢).

__________________

= مسند بقيّ بن مخلد ١٣٤ رقم ٥٨٩ ، والكنى والأسماء ١ / ٤٩ ، والجرح والتعديل ٢ / ٥٤٥ رقم ٢٢٦٧ ، والمعجم الكبير للطبراني ٣ / ١ ـ ٤ رقم ٢٣٤ ، وجمهرة أنساب العرب ١٨٩ ، والاستيعاب ١ / ٢٧٤ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر ١٧٦ و ٣٧٩ ، وأسد الغابة ١ / ٣٠٧ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٩٢ رقم ٨٦١ ، وتهذيب الكمال ٥ / ١٤٩ ، ١٥٠ رقم ٩٧٦ ، والمشتبه للذهبي ١ / ٢٧٨ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١١٩ رقم ١٩١ ، والتقريب ١ / ١٣٥ رقم ١٢١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١ رقم ١٠٩٢ وذكره ابن حجر مرتين في الإصابة دون ترجمة.

(١) في الأصل «ربان بن الجعد».

(٢) قال المزّي : «روى له البخاري في كتاب الأدب» (تهذيب الكمال ٥ / ١٥٠).

٨٨

[حرف الحاء]

٢٠ ـ الحارث بن عبد الله (١)

الهمدانيّ الأعور الكوفي أبو زهير ، صاحب عليّ. روى عن : عليّ ، وابن

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٦ / ١٦٨ ، ١٦٩ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٩٣ ، وتاريخ الدارميّ ، رقم ٢٣٣ ، والعلل لابن المديني ٤٣ ، وطبقات خليفة ١٤٩ ، والعلل لابن حنبل ١ / ٢٦ و ٨٤ و ١٤٧ ، والمحبّر لابن حبيب ٣٠٣ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٢ / ٢٧٣ رقم ٢٤٣٧ ، والتاريخ الصغير له ١ / ١٤٩ و ١٥٥ ، ١٥٦ و ٢٠٤ ، والضعفاء الصغير له ٦٠ ، والبرصان والعرجان للجاحظ ٣٦٣ ، وأحوال الرجال للجوزجانيّ ٤١ ـ ٤٣ رقم ١٠ ، وترتيب الثقات للعجلي ١٠٣ رقم ٢٣٣ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ١ / ٢٠٨ ـ ٢١٠ رقم ٢٥٧ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٢ / ٦٠٤ ، ٦٠٥ ، والمعارف لابن قتيبة ٢١٠ و ٥٨٧ و ٦٢٤ ، والجامع الصحيح للترمذي ١ / ٧٣ و ١٦٨ و ٤ / ٤١٦ و ٥ / ٨٠ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٢١٦ ، ٢١٧ و ٢ / ٥٣٤ و ٥٥٧ و ٦١٧ و ٦٢٤ و ٣ / ١١٧ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٨١ رقم ١١٤ ، وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ٢٢٨ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٣ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣ / ٧٨ ، ٧٩ رقم ٣٦٣ ، والمجروحين لابن حبّان ١ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ ٧٥ رقم ١٥٣ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٥١٤ ، والسابق واللاحق للخطيب ١٦٧ ، والأنساب للسمعاني ٥ / ٩ ، ١٠ ، واللباب لابن الأثير ١ / ٤١٠ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٥٢ ـ ١٥٤ رقم ٥٤ ، والكاشف له ١ / ١٣٨ رقم ٨٦٨ ، والعبر له ١ / ٧٣ ، وميزان الاعتدال له ١ / ٤٣٥ ـ ٤٣٧ رقم ١٦٢٧ ، والمغني في الضعفاء له ١ / ١٤١ رقم ١٢٣٦ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٨٠ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٢٤٤ ـ ٢٥٣ رقم ١٠٢٥ ، والوافي بالوفيات للصفدي ١١ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ رقم ٣٧١ ، ومرآة الجنان لليافعي ١ / ١٤١ ، وغاية النهاية لابن الجزري ١ / ٢٠١ رقم ٩٢٢ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٢ / ١٤٥ ـ ١٤٧ رقم ٢٤٨ ، وتقريب التهذيب له ١ / ٧٤ ، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١ / ١٨٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٣ ، ومعجم رجال الحديث للخوئي ٤ / ١٩٠ ، ١٩١ و ٢٠٠ ، ٢٠١ و ٢١٥ ، ولسان الميزان ٢ / ١٥٣ رقم ٦٧٦ ، ورجال الطوسي ٣٨ رقم ٤.

٨٩

مسعود. وكان فقيها فاضلا من علماء الكوفة ، ولكنّه ليّن الحديث.

روى عنه : الشعبيّ ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن مرّة ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وغيرهم.

قال أبو حاتم (١) : لا يحتجّ به. وقال النّسائي (٢) : ليس بالقويّ. وقال الحارث : تعلّمت القرآن في سنتين ، والوحي (٣) في ثلاث سنين. وقال الشعبيّ ، وعليّ بن المديني ، وأبو خيثمة : الحارث كذّاب.

قلت : هذا محمول من الشعبيّ على أنّه أراد بالكذب الخطأ وإلّا فلأيّ شيء يروي عنه ، وأيضا فإنّ النّسائي مع تعنّته في الرجال قد احتجّ بالحارث.

وقال شعبة : لم يسمع أبو إسحاق بن الحارث إلّا أربعة أحاديث (٤). وروى منصور ، عن إبراهيم قال : الحارث يهمّ. وقال النسائيّ (٥) أيضا : ليس به بأس.

توفّي سنة خمس وستّين. قال ابن أبي داود : كان الحارث أفقه النّاس ، وأفرض النّاس ، وأحسب النّاس ، تعلّم الفرائض من عليّ. وقال ابن سيرين : أدركت أهل الكوفة وهم يقدّمون خمسة ، من بدأ بالحارث الأعور ثنّى بعبيدة ، ومن بدأ بعبيدة ثنّى بالحارث ، ثمّ علقمة ، ثم مسروق ، ثم شريح.

وقال ابن معين (٦) : الحارث ليس به بأس. وقال مرّة : ثقة.

٢١ ـ الحارث بن عمرو الهذليّ المدنيّ (٧) ولد في حياة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ،

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٣ / ٧٩.

(٢) في الضعفاء والمتروكين ٢٨٧.

(٣) قال الجوزجاني في ترجمته : «وابن عبّاس يقول : لا وحي إلّا ما بين اللوحين ، وأجمع على ذلك المسلمون.

وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ستّة لعنهم الله ، وكلّ نبيّ مجاب ... منهم الزائد في كتاب الله».

(أحوال الرجال ٤١).

(٤) قال الجوزجاني (ص ٤٣) : الشائع في أهل الحديث أنّ أبا إسحاق لم يسمع منه إلّا ثلاثة أو أربعة.

(٥) في الضعفاء ٢٨٧.

(٦) في التاريخ ٢ / ٩٣ رقم ١٧٥١.

(٧) الطبقات الكبرى ٥ / ٥٩ ، والجرح والتعديل ٣ / ٨٢ رقم ٣٧٦ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٧٦ رقم ٢٤٤٧.

٩٠

وحدّث عن عمر بن الخطّاب. قاله ابن سعد (١).

* ـ الحارث بن قيس قد ذكر.

٢٢ ـ حبشيّ بن جنادة (٢) ـ د ت ق ـ أبو الجنوب السّلوليّ (٣) ، نزل الكوفة ، له صحبة ورواية. روى عنه الشّعبيّ ، وأبو إسحاق. وقد بالغ ابن عديّ (٤) في الثّقات له بذكر في الضّعفاء ، ثم طرّز ذلك بقوله : أرجو أنّه لا بأس به.

قال عبيد الله بن موسى : أنبأ إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشيّ بن جنادة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ اغفر للمحلّقين» ـ الحديث (٥). هذا

__________________

(١) في طبقاته الكبرى ، وقال : «ولد في عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عن عمر بن الخطاب أحاديث منها كتابه إلى أبي موسى الأشعريّ في الصلاة. وقد روى أيضا عن عبد الله بن مسعود وغيره. ومات الحارث بن عمرو سنة سبعين».

(٢) الطبقات الكبرى ٦ / ٣٧ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٩٦ ، والعلل لابن حنبل ١ / ١٧٣ ، والمسند له ٤ / ١٦٤ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ١٢٧ ، ١٢٨ رقم ٤٢٧ ، وتاريخ الرسل والملوك للطبري ٦ / ٨٩ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٢ / ٢٢٥ و ٦٢٤ ، ٦٢٥ و ٦٣٢ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣ / ٣١٣ رقم ١٣٩٥ ، والاستيعاب لابن عبد البرّ ١ / ٣٩١ ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ ٢ / ٨٤٨ ، ٨٤٩ ، والمعجم الكبير للطبراني ٤ / ١٧ ـ ٢٠ رقم ٣١٩ ، والإكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٨٣ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ١٨٣ ، وأسد الغابة لابن الأثير ١ / ٣٦٦ ، ٣٦٧ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٢٦٣ ، وتحفة الأشراف للمزّي ٣ / ١٣ ، ١٤ رقم ٩٣ ، وتهذيب الكمال له ٥ / ٣٤٩ ـ ٣٥١ رقم ١٠٧٥ ، والمشتبه للذهبي ١ / ٢٠٩ ، والكاشف له ١ / ١٤٤ رقم ٩١٠ ، والمغني في الضعفاء له ١ / ١٤٦ رقم ١٢٧٩ ، وتجريد أسماء الصحابة له رقم ١٠٩١ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٢٨٥ رقم ٤٢١ ، وطبقات خليفة ٥٥ و ١٣١ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٢ / ١٧٦ رقم ٣١٨ ، والتقريب له ١ / ١٤٨ رقم ١٠٢ ، والإصابة له ١ / ٣٠٤ رقم ١٥٥٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب رقم ١٧٠٤ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٥٧٠.

(٣) السّلوليّ : بفتح السين المهملة وضم اللام وسكون الواو وفي آخرها لام أخرى. نسبة إلى بني سلول ، نزلوا الكوفة ولهم بها خطّة نسبت إليهم. (اللباب ٢ / ١٣١).

(٤) في الكامل في ضعفاء الرجال ٢ / ٨٤٩.

(٥) أخرجه الترمذي في كتاب الحج ، باب ما جاء في الحلق والتقصير (٧٣) رقم (٩١٦) وفي الباب عن ابن عباس ، وابن أمّ الحصين ، وما رب ، وأبي سعيد ، وأبي مريم ، وأبي هريرة. وقال : هذا حديث حسن صحيح.

ورواه أحمد في المسند ٤ / ١٦٥ من طريق يحيى بن آدم أو ابن أبي بكير قالا : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشيّ بن جنادة ، قال يحيى ، وكان ممن شهد حجّة الوداع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ اغفر للمحلّقين» قالوا : يا رسول الله والمقصّرين؟ قال : «اللهمّ اغفر للمحلّقين». قالوا : يا رسول الله والمقصرين؟ =

٩١

حديث صحيح غريب.

وقال مجالد ، عن الشّعبيّ ، عن حبشيّ : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو واقف بعرفة ، فذكر حديثا في تحريم المسألة (١).

وعن يوسف بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن حبشيّ قال : شهدت مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة مشاهد ، وشهدت مع عليّ ثلاثة مشاهد ما هنّ بدونها (٢).

قلت : ولحبشيّ أحاديث أخر ، وما أدري لأيّ شيء قال البخاري : إسناده فيه نظر (٣).

٢٣ ـ حسّان بن مالك (٤) بن بحدل بن أنيف الأمير أبو سليمان الكلبي. وكان على قضاعة الشام يوم صفّين ، وهو الّذي قام بأمر البيعة لمروان. وذكر

__________________

= قال في الثالثة : «والمقصّرين». ورواه الطبراني في المعجم الكبير ٤ / ١٨ ، ١٩ رقم ٣٥١٠ وفيه : قال في الرابعة : «والمقصّرين». وابن عديّ في الكامل في الضعفاء ٢ / ٨٤٨.

(١) الحديث رواه الترمذي في كتاب الزكاة ، باب ما جاء من لا تحلّ له الصدقة (٢٣) رقم (٦٤٨) قال : حدّثنا عليّ بن سعيد الكندي ، أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن مجالد ، عن عامر ، عن حبشيّ بن جنادة السّلوليّ. قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجّة الوداع ، وهو واقف بعرفة أتاه أعرابيّ فأخذ بطرف ردائه فسأله إيّاه فأعطاه وذهب ، فعند ذلك حرمت المسألة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن المسألة لا تحلّ لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ إلّا لذي فقر مدقع أو غرم مفظع ، ومن سأل الناس ليثرى به ماله كان خموشاً في وجهه يوم القيامة ورضفا يأكله من جهنّم ، فمن شاء فليقلّ ، ومن شاء فليكثر». وأخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٦٥ ، والطبراني في المعجم الكبير ٤ / ١٧ رقم ٣٥٠٤ ، وابن معين في التاريخ ٢ / ٩٦ رقم (٧٣) ، وابن عديّ في الكامل ٢ / ٨٤٩ ، والمزّي في تحفة الأشراف ٣ / ١٤ رقم ٣٢٩١.

(٢) الحديث رواه ابن عديّ في الكامل ٢ / ٨٤٨ وفيه : إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق قال : سمعت حبشيّ بن جنادة يقول : شهدت ... ما هي بدونها.

قال : فقال أبو إسحاق : صدق أبو الجنوب .. إنّها لمنها.

(٣) في التاريخ الكبير ٣ / ١٢٨.

(٤) انظر عن حسّان بن مالك في : تاريخ الرسل والملوك للطبري ٥ / ٥٣١ ـ ٥٣٣ و ٥٣٥ و ٥٣٧ و ٥٤٢ و ٦١٠ و ٦ / ١٤١ و ١٤٣ ، والعقد الفريد ٤ / ٣٩٥ ، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ١٤٩ و ٣٥٧ و ٣٥٨ و ٣٥٩ و ٤٤٢ و ٤٤٧ ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ١٩٥٧ و ١٩٦١ و ١٩٦٣ و ١٩٦٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ١٤٨ ، ١٤٩ ، ونهاية الأرب ٢١ / ١٠١ ، والكامل في التاريخ ٤ / ١٤٥ ـ ١٤٨ و ١٥٢ و ٢٩٨ و ٢٩٩ و ٥٣٩ ، ومعجم البلدان ١ / ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٧ رقم ١٤٢ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٣٥٩ رقم ٥٢٠ ، وتاج العروس ٧ / ٢٢٢.

٩٢

الكلبيّ أنّهم سلّموا بالخلافة أربعين ليلة على حسّان بن مالك ، ثمّ سلّمها إلى مروان وقال :

فإن لم يكن منّا الخليفة نفسه

فما نالها إلّا ونحن شهود (١)

وقصر حسّان بدمشق وهو قصر البحادلة ، ثم صار يعرف بقصر ابن أبي الحديد (٢).

٢٤ ـ الحسين بن عليّ رضي‌الله‌عنه (٣)

ابن أبي طالب أبو عبد الله الهاشميّ ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وابن بنته فاطمة ،

__________________

(١) البيت في : تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ١٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٧.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ١٤٨.

(٣) الحسين الشهيد رضي‌الله‌عنه له ذكر في جميع كتب التاريخ التي تتناول العصر الأموي كتاريخ الطبري ، وخليفة ، والمسعودي ، وابن الأثير ، وابن كثير ، وابن شاكر ، والنويري ، وابن خلدون ، واليافعي ، والسيوطي ، وغيرهم. وسأكتفي بذكر بعض المصادر الحديثية أو التي تعنى بالتراجم وغيره ، مثل : ثمار القلوب للثعالبي ٩٠ و ١٧٧ و ٢٩١ و ٦٠٥ و ٦٢٥ و ٦٨٩ و ٦٩٠ ، وأمالي المرتضى ١ / ١١٨ و ٢١٩ و ٥٣٢ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٦٩ و ٨٦ و ١٠١ و ٢٠٨ و ٢٦٧ و ٣٦٢ و ٣٧٧ و ٤٠٤ و ٢ / ٣٤ و ٤٢ و ١٣٢ و ١٨٤ و ١٨٥ و ١٩٨ و ٢٠٩ و ٢٥٩ و ٢٦٥ و ٢٧٢ و ٢٨٣ و ٣١٢ و ٤٥٧ و ٤٥٩ و ٤٧٧ و ٤٨٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٨٧ ، ٣٨٨ و ٤٠٢ و ٧٤٠٤ ٤٠٥ وق ٤ ج ١ (راجع الفهرس ٦٣٧) ، وترتيب الثقات ١١٩ رقم ٢٩١ ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٥ رقم ٢٤٩ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ١١٨ ، والعقد الفريد (انظر الفهرس ٧ / ١٠٧) وجمهرة أنساب العرب ٥٢ ، وطبقات خليفة ٥ و ١٨٩ و ٢٣٠ ، والاستيعاب ١ / ٣٧٨ ـ ١٢٢ ، والإرشاد في أسماء أئمة الهدى ، للشيخ المفيد ـ طبعة طهران ١٣٣٠ ه‍.

ص ١٧٧ ، وتاريخ بغداد ١ / ٢٤١ ، وشرح شافية أبي فراس ١٣٢ ـ طبعة الهند ، والفخري ١٠٣ ، وأبصار العين في أنصار الحسين ، لمحمد بن طاهر السماوي ـ النجف ١٣٤١ ه‍. ، والتاريخ الكبير ٢ / ٣٨١ رقم ٢٨٤٦ ، والمسند لابن حنبل ١ / ٢٠١ ، ١ / ٢٠١ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٦ ـ ١٨٠ ، والمعجم الكبير ٣ / ٩٨ ـ ١٤٨ رقم ٢٣٦ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥٤٨ ، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام ٥٩٨) ، ونسب قريش (راجع فهرس الأعلام ٤٥٥) ، ورجال الطوسي ٣٧ رقم ١ و ٧١ ـ ٨١ ، وصفة الصفوة ١ / ٧٦٢ ـ ٧٦٤ رقم ١٢١ ، والأخبار الموفقيّات ٣٥٦ ، والمعارف (انظر فهرس الأعلام ٧٢٠) ، والمراسيل ٢٧ رقم ٤٣ ، والعلل لأحمد ١ / ١٤٣ و ٢٣٤ و ٣١٩ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٦٨ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٣٩٦ ـ ٤٤٩ رقم ١٣٢٣ ، وتحفة الأشراف ٣ / ٦٥ ـ ٦٧ رقم ١٠٦ ، وأسد الغابة ٢ / ١٨ ـ ٢٣ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٤ ـ ٣٤٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٦٢ ، ١٦٣ رقم ١٢٣ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٥ ـ ٢٠١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٣١ =

٩٣

السعيد الشهيد رضي‌الله‌عنه. استشهد بكربلاء وله ستّ وخمسون سنة. وقد حفظ عن جدّه ، وروى عنه ، وعن أبويه ، وخاله هند بن أبي هالة.

روى عنه : أخوه الحسن ، وابنه عليّ ، وابن ابنه محمد بن علي الباقر ، وبنته فاطمة بنت الحسين ، وعكرمة ، والشّعبيّ ، والفرزدق همّام ، وطلحة بن عبيد الله العقيليّ.

قال ابن سعد والزّبير بن بكّار (١) : مولده في خامس شعبان سنة أربع.

وقال جعفر الصّادق : كان بين الحسن والحسين طهر واحد. وقال أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ قال : لما ولد الحسن قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أروني ابني ما سمّيتموه»؟ قلت حربا. قال : «بل هو حسن ، وذكر الحديث» وفيه : فقال عليه‌السلام : «إنّما سمّيتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر» (٢).

قلت : وكان قد ولدت فاطمة بعدهما ولدا فسمّاه محسنا

وروى الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد قال : قال عليّ : كنت أحب الحرب ، فلما ولد الحسن هممت أن أسمّيه حربا فسمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحسن ، فلمّا ولد الحسين هممت أن أسمّيه حربا فسمّاه الحسين ، وقال : «سمّيت ابنيّ هذين باسم ابني هارون شبر وشبير» (٣). رواه يحيى بن عيسى التميميّ ، عن الأعمش ، وهو من رجال مسلم ، لكنّه منقطع.

__________________

= ١٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٠ ـ ٣٢١ رقم ٤٨ ، والأغاني ١٤ / ١٦٣ ، والعبر ١ / ٦٥ ، والكاشف ١ / ١٧١ رقم ١١٠٥ ، والبداية والنهاية ٨ / ١٤٩ ، والعقد الثمين ٤ / ٢٠٢ ، وغاية النهاية رقم ١١١٤ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٤٢٣ ـ ٤٢٩ رقم ٣٨٣ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٤٥ ـ ٣٥٧ رقم ٦١٥ ، والتقريب ١ / ١٧٧ رقم ٣٧٥ ، والإصابة ١ / ٣٣٢ ، وتاريخ الخلفاء ٢٠٧ ، وشذرات الذهب ١ / ٦٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧١ ، والنكت الظراف ٣ / ٦٦ ، ٦٧ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٠ ـ ١٣.

(١) نسب قريش ٢٤.

(٢) أسد الغابة ٢ / ١٨ ، ورواه الطبراني في معجمه الكبير ٣ / ١٠٠ رقم ٢٧٧٣ و ٢٧٧٤ و ٢٧٧٥ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٢٢٣.

(٣) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٠١ رقم (٢٧٧٧).

٩٤

وقال عكرمة : لما ولدت فاطمة حسنا أتت به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمّاه حسنا ، فلما ولدت حسينا أتت به فسمّاه ، وقال : «هذا أسن من هذا» فشقّ له من اسمه حسين (١).

وقال أبو إسحاق ، عن هانئ ، عن عليّ قال : الحسن أشبه النّاس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه النّاس برسول الله ، ما كان أسفل من ذلك (٢).

وقال عليّ بن جعفر بن محمد بن عليّ : حدّثني أخي موسى ، عن أبي ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ رضي‌الله‌عنهم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ الحسن والحسين فقال : من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة (٣). أخرجه التّرمذيّ ، وعبد الله ابن أحمد في زيادات المسند ، عن نصر بن عليّ الجهضميّ ، عنه.

وفي المسند بإسناد قويّ ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أحبّهما فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني» (٤).

وقال عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذان ابناي من أحبّهما فقد أحبّني».

له علّة ، وهي أنّ بعضهم أرسله ، وأسقط منه عبد الله (٥).

وقال شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلّل عليّا ، وحسنا ، وحسينا ، وفاطمة ، كساء ، ثمّ قال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، اللهمّ

__________________

(١) تهذيب الكمال ٦ / ٢٢٤ و ٣٩٩.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٦ وأخرجه الترمذي في كتاب المناقب ، باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهما ، رقم (٣٨١٨) ، وقال : هذا حديث حسن غريب. وهو في تهذيب الكمال ٦ / ٢٢٦.

(٣) تهذيب الكمال للمزّي ٦ / ٢٢٨ و ٤٠١.

(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٨ ، والحديث في مسند أحمد ٢ / ٥٣١ ، والمستدرك للحاكم ٣ / ١٧١ ، والسنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٢٨ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٢٢٨ ، ٢٢٩.

(٥) أقول : مع علّته فإنّ الّذي قبله يقوّيه.

٩٥

أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا». له طرق صحاح عن شهر ، وروي من وجهين آخرين عن أمّ سلمة (١).

وقال عطيّة العوفيّ ، عن أبي سعيد ، أنّ هذه الآية نزلت فيهم ، يعني (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) (٢).

وعن حذيفة قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «جاءني جبريل فبشّرني أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» (٣). رواه أحمد في مسندة بإسناد حسن ، وروى نحوه من حديث ابن عمر ، وعليّ بإسنادين جيّدين. وفي اللباب عن عمر ، وابن عبّاس ، وابن مسعود ، ومالك بن الحويرث (٤) ، وأنس بأسانيد ضعيفة.

وقال يزيد بن مردانبة (٥) ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم (٦) ، عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة». رواه أحمد في مسندة (٧).

وقال إسماعيل بن عيّاش : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم (٨) ، عن سعيد بن راشد ، عن يعلى بن مرّة قال : جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوصل أحدهما قبل الآخر ، فجعل يده على رقبته ، ثمّ ضمّه

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٢٩٨ و ٣٠٤ ، والطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٤٧ ، ٤٨ رقم (٢٦٦٤) و (٢٦٦٥) و (٢٦٦٦) ، والطبري في تفسيره ٢٢ / ٦٧ ، وفي الباب عن عائشة عند مسلم (٢٤٢٤) ، وعن وائلة عند أحمد في المسند ٤ / ١٠٧ ، وفي تهذيب الكمال للمزّي ٦ / ٢٢٩.

(٢) سورة الأحزاب ـ الآية ٣٣.

(٣) أخرجه الترمذي المناقب رقم (٣٨٥٦) ، والنسائي في المناقب. والمزّي في تهذيب الكمال ٦ / ٢٢٩ ، وابن عساكر في (تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٧) ، والمؤلّف في السير ٣ / ٢٨٢.

(٤) مهمل في الأصل.

(٥) في الأصل «مردانة» ، والتصويب من الخلاصة حيث قيّده بنون مضمومة بعد الألف وموحّدة.

(٦) بضمّ النّون وإسكان العين ، وفي الأصل مهمل ، وهو عبد الرحمن البجلي الكوفي.

(٧) الجامع الصحيح للترمذي (٣٨٥٧).

(٨) في الأصل «خيثم» ، والتصحيح من الخلاصة حيث ضبطه بضمّ المعجمة.

٩٦

إلى (إبطه ، ثمّ جاء الآخر فضمّه إلى إبطه) (١) الأخرى ، ثمّ قبّل هذا ، ثمّ قال : «إنّي أحبّهما فأحبّهما». وقال : «إنّ الولد مبخلة مجبنة مجهلة» (٢). روى بعضه معمر ، عن ابن خثيم فقال : عن محمد بن الأسود بن خلف.

وقال كامل أبو العلاء ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : كنّا مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صلاة العشاء ، فكان إذا سجد ركب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا رفع رأسه رفع رفعا رفيقا ، ثمّ إذا سجد عادا ، فلمّا صلّى قلت : ألا أذهب بهما إلى أمّهما؟ قال : «لا» (٣) فبرقت برقة فلم يزالا (٤) في ضوئها حتّى دخلا على أمّهما (٥).

وقال التّرمذيّ : ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن راشد ، عن يعلى بن مرّة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الأسباط». قال التّرمذيّ : هذا حديث حسن (٦).

وقال حسين بن واقد : حدّثني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب فأقبل الحسن والحسين ، عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان ، فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ، ثمّ قال : «صدق الله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (٧) رأيت هذين فلم أصبر ثمّ أخذ في خطبته. إسناده صحيح (٨).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل ، والاستدراك من (ذخائر العقبي ١٢٤).

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٨.

(٣) «لا» ساقطة من طبعة القدسي ٣ / ٧ (سنة ١٣٦٨ ه‍.).

(٤) في طبعة القدسي ٣ / ٧ «فلم تر إلا». والتصويب من تهذيب الكمال.

(٥) مسند أحمد ٢ / ٥١٣ ، والمستدرك للحاكم ٣ / ١٦٧ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٢٢٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٩ بنحوه ، ومجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ١٨٦ ، والمؤلّف في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٢.

(٦) الجامع الصحيح ٥ / ٣٢٤ (٣٨٦٤) ، وأخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٧٢ ، وابن ماجة (١٤٤) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٧ ووافقه المؤلّف.

(٧) سورة الأنفال ـ الآية ٢٨.

(٨) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٨٦٣) وقال : هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث =

٩٧

وقال أبو شهاب مسروق ، عن الثّوريّ ، عن أبي الزّبير ، عن جابر قال : دخلت على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يمشي على أربع ، وعلى ظهره الحسن والحسين ، وهو يقول : «نعم الحمل حملكما ونعم العدلان أنتما». تفرّد به هذا عن الثّوريّ ، وهو حديث منكر (١).

مهديّ بن ميمون : ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن ابن سعد ، عن عبد الله بن شدّاد قال : سجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صلاة فجاء الحسن أو الحسين ـ قال مهديّ : وأكبر ظنّي أنّه الحسين ـ فركب عنقه وهو ساجد ، فأطال السجود بالنّاس حتّى ظنّوا أنّه قد حدث أمر ، فلمّا قضى صلاته قالوا له ، فقال : «إنّ ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته» (٢). مرسل.

عبد الله بن نمير ، عن الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن جابر قال : دخل الحسين فقال جابر : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا ، أشهد أنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقوله (٣). تفرّد به الربيع ، وهو صدوق جعفيّ.

أبو نعيم : ثنا سلم الحدّاء ، عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد : سمعت أبا حازم ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ، «من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني». إسناده قويّ وسلم لم يضعّف ولا يكاد يعرف ، ولكن قد روى مثله أبو الجحّاف ، عن أبي حازم (٤).

__________________

= الحسين بن واقد. وتهذيب الكمال ٦ / ٤٠٣ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٢٠.

(١) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٢ وقال : رواه الطبراني ، وفيه مسروق أبو شهاب ، وهو ضعيف ، ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٢٤٧ رقم (١٨٤٢) ، وانظر : ميزان الاعتدال ٤ / ٩٧ ، ولسان الميزان ٦ / ٢١ ، ومناقب علي لابن المغازلي ٢٣١ ، ٢٣٢.

(٢) أخرجه البيهقي بلفظ مقارب في السنن الكبرى عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد ، وابن عساكر في (تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٢٠) وقال : ورواه الإمام أحمد ، والمزّي في تهذيب الكمال ٦ / ٤٠٢.

(٣) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ وقال : رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وقيل ابن سعيد ، وهو ثقة.

(٤) حديث أبي حازم ، عن أبي هريرة مرفوعا ، في مسند أحمد ٢ / ٥٣١ ، والسنن الكبرى للبيهقي =

٩٨

وقال أبو الجحّاف ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى عليّ والحسن ، والحسين ، وفاطمة ، فقال : «أنا حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم» (١). رواه أحمد في مسندة (٢) ، وله شاهد من حديث زيد بن أرقم.

وقال بقيّة ، عن بحير (٣) ، عن خالد بن معدان ، عن المقدام بن معديكرب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حسن منّي وحسين من عليّ» (٤).

وقال محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن ابن أبي نعم (٥) قال : كنت عند ابن عمر ، فسأله رجل عن دم البعوض ، فقال : ممّن أنت؟ قال : من أهل العراق ، قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «هما ريحانتاي من الدنيا». صحّحه التّرمذي (٦).

وعن أبي أيّوب الأنصاريّ قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحسن والحسين يلعبان على صدره ، فقلت : يا رسول الله أتحبّهما؟ قال : «وكيف لا أحبّهما وهما ريحانتاي من الدنيا» (٧).

__________________

= ٤ / ٢٨ ، ٢٩ ، والمستدرك للحاكم ٣ / ١٧١ ، ووافقه المؤلّف ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٣١ ، وقال : رواه الطبراني في المعجم الكبير ، والبزّار برقم ٨١٤ ، والمؤلّف في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٧٧ و ٢٨٤.

(١) أخرجه ابن المغازلي في مناقب عليّ ـ ص ٥٩ رقم چ.

(٢) المسند ٢ / ٤٤٢ و ٣ / ٤٦٢.

(٣) في طبعة القدسي ٣ / ٨ «بجير». والتصحيح من تهذيب التهذيب ١ / ٤٢١ رقم ٧٧٧ وهو بكسر الحاء المهملة ، واسمه : بحير بن سعيد السّحولي ، أبو خالد الحمصي.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٣٢ ولفظه : «وفد المقدام بن معديكرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية ، فقال معاوية للمقدام : أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام فقال له معاوية : أتراها مصيبة؟ فقال : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجره وقال : «هذا مني وحسين من علي» رضي الله تعالى عنهما.

(٥) في طبعة القدسي ٣ / ٨ «نعيم» وهو غلط ، والتصحيح من سنن الترمذي.

(٦) في المناقب (٣٨٥٩) وقال : رواه شعبة عن محمد بن أبي يعقوب. وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو هذا.

(٧) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣١٧.

٩٩

وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن راشد ، عن يعلى العامريّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «حسين سبط من الأسباط ، من أحبّني فليحبّ حسينا». رواه أحمد في المسند (١).

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحبّني فليحبّ هذين» (٢). ويروى مثله عن أسامة بن زيد ، وابن عباس ، وسلمان ، وغيرهم.

وقال عليّ بن أبي عليّ اللهبيّ (٣) ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم موضع الجنائز ، فطلع الحسن والحسين فاعتركا ، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إيها حسن خذ حسينا». فقال علي : يا رسول الله أعلى حسين تؤلّبه (٤) وحسن أكبر! فقال : «هذا جبريل يقول إيها حسين» (٥). ورواه الحسن بن سفيان في مسندة بإسناد آخر ، من حديث أبي هريرة.

وقال حمّاد بن زيد : ثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد بن حسين ، عن الحسين بن عليّ قال : صعدت المنبر إلى عمر بن الخطّاب فقلت : انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك ، فقال : إنّ أبي لم يكن له منبر ، فأقعدني معه ، فلمّا نزل ذهب بي إلى منزله ، فقال : أي بنيّ من علّمك هذا؟ قلت : ما علّمنيه أحد ، قال : أي بنيّ وهل أنبت على رءوسنا الشّعر إلّا أنتم ، لو جعلت تأتينا وتغشانا (٦).

وقال أبو جعفر الباقر : إنّ عمر جعل عطاء حسن وحسين مثل عطاء أبيهما خمسة آلاف (٧).

__________________

(١) ج ٤ / ١٧٢ ، وحسّنه الترمذي (٣٨٦٤).

(٢) للحديث شواهد تقوّيه.

(٣) اللهبيّ : نسبة إلى أبي لهب. بفتح اللام والهاء. (اللباب ٣ / ١٣٦).

(٤) في الأصل «تواليه».

(٥) الحديث ضعيف لانقطاعه ، وضعف عليّ بن أبي علي اللهبي. وقد رواه المؤلّف في (سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٤).

(٦) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ١ / ١٤١ ، وصحّح ابن حجر إسناده في الإصابة ١ / ٣٣٣ ، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٥.

(٧) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٥.

١٠٠