تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

٢٣٢ ـ عوف بن مالك (١)

الأشجعيّ الغطفانيّ صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. شهد الفتح ، وله أحاديث.

وعنه : أبو هريرة ، وأبو مسلم الخولانيّ ، وجبير بن نفير ، وكثّير بن مرّة ، وأبو إدريس الخولانيّ ، والشّعبيّ ، وراشد بن سعد ، ويزيد بن الأصمّ (٢) ، وسالم أبو النّضر ، وشدّاد أبو عمّار ، وسليم بن عامر ، وآخرون.

وشهد غزوة مؤتة.

قال عاصم بن عليّ : نا المسعوديّ ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك الأشجعيّ قال : رأيت كأنّ سيفا من السماء تدلّى ، وأنّ الناس تطاولوا ، وأنّ عمر فضلهم بثلاثة أذرع. قلت : وما ذاك؟ قال : لأنّه خليفة من خلفاء الله ، ولا يخاف في الله لومة لائم ، وأنّه يقتل شهيدا. قال : فقصصتها على الصّدّيق ، فطلب عمر ، فلمّا جاء قال : يا عوف قصّها عليه ،

__________________

(٦) في طبعة القدسي ٣ / ١٩٩ «عوادة» ، والتصويب من : التاريخ الكبير ٧ / ٦٨ و ٩٤ رقم ٤٢٢ ، والإكمال لابن ماكولا ٦ / ١٨٧ ، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي ٤٥٠.

__________________

(١) انظر عن (عوف بن مالك) في :

طبقات ابن سعد ٤ / ٢٨٠ ، ٢٨١ و ٧ / ٤٠٠ ، ومسند أحمد ٦ / ٢٢ ، وطبقات خليفة ٤٧ و ٣٠٢ ، وتاريخ خليفة ٢٦٩ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٥٦ رقم ٢٥٦ ، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٤ رقم ٥٠ ، والمغازي للواقدي ٧٦٨ و ٧٧٣ و ٨٠١ و ٩٢١ و ٩٢٢ ، والمعارف ٣١٥ ، والزهد لابن المبارك ٤٤٦ ، وأنساب الأشراف ١ / ٥٣٠ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٩٧ و ٦٢٢ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٣ ، ١٤ رقم ٦١ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٣٢٨ ، وتاريخ الطبري ٤ / ١٩٤ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٤٦ ، ٥٤٧ ، والاستبصار ١٢٦ ، والاستيعاب ٣ / ١٣١ ، وأسد الغابة ٤ / ٣١٢ ، ٣١٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ١٠٦٥ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٢٠٩ ـ ٢١٧ رقم ٤٢٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٤٠ ، ٤١ رقم ٣٧ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٤٦٥ و ٤ / ٣٦٤ ، وسيرة ابن هشام ٤ / ٢٧١ ، والعبر ١ / ٨١ ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) ٤٨٨ و ٤٩٠ و ٥٧١ و ٥٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٨٧ ـ ٤٩٠ رقم ٩٠١ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ١٥ ، ١٦ ، ولباب الآداب ٣٠٠ ، ودول الإسلام ١ / ٥٤ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٤٦ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٨ ، والكاشف ٢ / ٣٠٦ رقم ٤٣٨٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٥ رقم ١٠٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ١٦٨ رقم ٣٠٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٩٠ رقم ٧٩٥ ، والإصابة ٣ / ٤٣ رقم ٦١٠١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٩٨ ، وشذرات الذهب ١ / ٧٩ ، ورجال مسلم ٢ / ٩٩ رقم ١٢٤٩.

(٢) في الأصل «الاسم».

٥٠١

فلمّا أبنت له أنّه خليفة من خلفاء الله قال : أكلّ هذا يرى النّائم؟. فلمّا ولي عمر رآني بالجابية وهو يخطب ، فدعاني فأجلسني ، فلمّا فرغ من الخطبة قال : قصّ عليّ رؤياك فقلت له : ألست قد جبهتني عنها؟ قال : خدعتك أيّها الرجل. فلما قصصتها عليه قال : أمّا الخلافة فقد أوتيت ما ترى ، وأمّا أن لا أخاف في الله لومة لائم ، فإنّي أرجو أن يكون الله قد علم منّي ذلك ، وأما أن أقتل فأنّى لي بالشهادة وأنا في جزيرة العرب. ولقد رأيت مع ذلك كأنّ ديكا ينقر سرّتي ، وما أمتنع عنه بشيء.

وقال ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولانيّ ، عن أبي مسلم الخولانيّ قال : قال : حدّثني الحبيب الأمين ـ أمّا هو إليّ فحبيب ، وأمّا هو عندي فأمين ـ عوف بن مالك الأشجعيّ قال : كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبعة أو ثمانية أو تسعة فقال : «ألا تبايعون رسول الله؟» فردّدها ثلاثا ، فقدمنا أيدينا فبايعناه ، وذكر الحديث (١).

وقال عمارة بن زاذان : ثنا ثابت عن أنس قال : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين عوف بن مالك والصّعب بن جثّامة (٢).

وقال الواقديّ : كانت راية أشجع يوم الفتح مع عوف بن مالك (٣).

__________________

(١) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الزكاة (١٠٤٣) باب كراهة المسألة للناس ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ وسلمة بن شبيب ، عن مروان بن محمد الدمشقيّ ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولانيّ ، عن أبي مسلم الخولانيّ قال : حدّثني الحبيب الأمين. أمّا هو فحبيب إليّ ، وأمّا هو عندي ، فأمين. عوف بن مالك الأشجعي قال : كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال : «ألا تبايعون رسول الله»؟ وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال : «ألا تبايعون رسول الله»؟ فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال : «ألا تبايعون رسول الله»؟ قال : فبسطنا أيدينا وقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ، فعلام نبايعك؟ قال : «على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. والصلوات الخمس ، وتطيعوا ـ وأسرّ كلمة خفيّة ـ ولا تسألوا الناس شيئا ، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم ، فما يسأل أحدا يناوله إيّاه.

(٢) في طبقات ابن سعد ٤ / ٢٨٠ آخى بين أبي الدرداء وبين عوف بن مالك الأشجعي.

(٣) في طبقات ابن سعد (٤ / ٢٨١) ، والمستدرك ٣ / ٥٤٦ ، وتلخيص المستدرك ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٤٠.

٥٠٢

وقال يزيد بن زريع : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن عوف قال : عرّس بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتوسّد كلّ إنسان منّا ذراع راحلته ، فانتبهت في بعض الليل ، فإذا أنا لا أرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند راحلته ، فأفزعني ذلك ، فانطلقت ألتمسه ، فإذا أنا بمعاذ وأبي موسى ، وإذا هما قد أفزعهما ما أفزعني ، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا هزيزا على أعلى الوادي كهزيز الرّحى. قال : فأخبرناه بما كان من أمرنا ، فقال : «أتاني الليلة آت من ربّي عزوجل فخيّرني بين الشفاعة ، وبين أن يدخل نصف أمّتي الجنّة ، فاخترت الشفاعة» ، فقلت : أنشدك ، الله يا نبيّ الله والصّحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك ، قال : «فإنّكم من أهل شفاعتي» ، قال : فانتهينا إلى الناس ، فإذا هم قد فزعوا حين فقدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

وقال هلال بن العلاء : ثنا حسين بن عيّاش ، ثنا جعفر بن برقان (٢) ، ثنا ثابت بن الحجّاج قال : شتونا في حصن دون القسطنطينية ، وعلينا عوف بن مالك الأشجعيّ ، فأدركنا رمضان ونحن في الحصن ، فقال عوف : قال عمر : صيام يوم ليس من رمضان ، وإطعام مسكين يعدل صيام يوم من رمضان ، ثمّ جمع بين إصبعيه. قال ثابت : هو تطوّع ، من شاء صامه ومن شاء تركه ، يعني الإطعام (٣).

وروى جبير بن نفير قال : قال عوف بن مالك : ما من ذنب إلّا وأنا أعرف توبته ، قيل : يا أبا عبد الرحمن وما توبته؟ قال : أن تتركه ثمّ لا تعود إليه.

قلت : وقيل إنّ كنيته أبو محمد ، وقيل أبو حمّاد ، وقيل أبو عمرو ، وقيل أبو عبد الله (٤).

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند من طريق : بهز قال :

حدثنا أبو عوانة قال : حدثنا قتادة عن أبي مليح ، عن عوف بن مالك الأشجعي .. باختلاف قليل في الألفاظ (٦ / ٢٨) وبآخره : فلما أضبّوا عليه قال : «فأنا أشهدكم أن شفاعتي لمن لا يشرك بالله شيئا من أمّتي».

(وانظر ٦ / ٢٣ ، ٢٤) واختصره الترمذي (٢٤٤١).

(٢) في الأصل «برقال» وهو تحريف.

(٣) اختصره المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٠.

(٤) وقيل : أبو عبد الرحمن. (طبقات خليفة ٤٧ و ٣٠٢).

٥٠٣

قال الواقديّ وخليفة (١) : توفّي سنة ثلاث وسبعين ، وتوفّي بالشام (٢). قاله أبو عبيد.

٢٣٣ ـ عياض بن عمرو الأشعريّ (٣)

سمع : أبا عبيدة ، وخالد بن الوليد ، وعياض بن غنم الفهريّ ، وجماعة.

روى عنه : الشّعبيّ ، وسماك بن حرب ، وحصين بن عبد الرحمن.

وأحسبه نزل الكوفة.

قال الشّعبيّ : مرّ عياض بن عمرو الأشعريّ في يوم عيد فقال : ما لي لا أراهم يقلّسون فإنّه من السّنّة (٤).

قال هشيم : التقليس الضّرب بالدّفّ.

وقال أحمد في «مسندة» (٥) : ثنا غندر نا شعبة ، عن سماك : سمعت عياضا الأشعريّ قال : شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء : خالد بن الوليد ،

__________________

(١) في الطبقات ٤٧ و ٣٠٢ والتاريخ ٢٦٩.

(٢) كانت وفاته بحمص (طبقات ابن سعد ٤ / ٢٨١).

(٣) انظر عن (عياض بن عمرو) في :

التاريخ الكبير ٧ / ١٩ ، ٢٠ رقم ٨٧ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٢٢ رقم ٤٨٦ ، والجرح والتعديل ٦ / ٤٠٧ رقم ٢٢٧٦ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٧٨ ، وأنساب الأشراف ١ / ٣٩ و ٢٢٦ و ٤٤١ ، والاستيعاب ٣ / ١٢٩ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣٩ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٢٦٤ ، وأسد الغابة ٤ / ١٦٤ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢ / ٤٢ ، ٤٣ رقم ٤٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٧٧ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٢٥٢ رقم ٤٣١ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٣٨ ، ١٣٩ رقم ٤٥ ، والكاشف ٢ / ٣١٣ رقم ٤٤٢٨ ، والإصابة ٣ / ٤٩ رقم ٦١٣٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٠٢ رقم ٣٧٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٩٦ رقم ٨٦١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٠١ ، ورجال مسلم ٢ / ١١٢ رقم ١٢٨٢.

(٤) أخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة (١٣٠٢) باب : ما جاء في التقليس يوم العيد من طريق شريك ، عن مغيرة ، عن عامر ، قال : شهد عياض الأشعريّ عيدا بالأنبار فقال : ما لي لا أراكم تقلّسون كما كان يقلّس عند رسول الله؟.

وهو في تاريخ البخاري ٧ / ١٩ و ٢٠ وفي رواية أخرى من طريق شريك ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن زياد بن عياض الأشعري قال : كل شيء كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مذ كانت إلا أنكم لا تقلسون في العيد. (٧ / ٢٠).

(٥) ج ١ / ٤٩.

٥٠٤

وأبو عبيدة بن الجرّاح ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وعياض هو ابن غنم ، وقال عمر : إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة ، قال : فكتبنا إليه : إنّه قد جاش إلينا الموت ، فاستمددناه ، فكتب إلينا ، إنّه قد جاءني كتابكم تستمدّوني ، وأنا أدلّكم على من هو أعزّ نصرا وأحصن جندا : الله تبارك وتعالى فأشهدوه ، وأنّ محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد نصر يوم بدر في أقلّ من عدّتكم ، قال : فقاتلناهم فهزمناهم وقتلناهم (١) أربع فراسخ ، وأصبنا أموالا ، قال : فتشاوروا ، فأشار علينا عياض أن نعطي عن كلّ رأس عشرة ، قال : وقال أبو عبيدة : من يسابقني؟ فقال له شابّ : أنا إن لم تغضب ، قال : فسبقه : فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه على فرس عربيّ.

__________________

(١) «وقتلناهم» ساقطة من طبعة القدسي ٣ / ٢٠١ وهي في مسند أحمد ، وفي الأصل.

٥٠٥

[حرف الغين]

٢٣٤ ـ غضيف بن الحارث (١)

ابن زنيم ، أبو أسماء السّكونيّ.

مختلف في صحبته.

روى عن : عمر ، وأبي عبيدة ، وأبي ذرّ ، وبلال ، وأبي الدرداء.

روى عنه : ابنه عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن عائذ اليمانيّ ، وحبيب بن عبيد ، ومكحول ، وعبادة بن نسيّ ، وسليم بن عامر ، وشرحبيل بن مسلم ، وأبو راشد الحبرانيّ ، وجماعة.

وسكن حمص.

فروى العلاء بن يزيد الثماليّ : ثنا عيسى بن أبي رزين الثماليّ : سمعت غضيف بن الحارث قال : كنت صبيّا أرمي نخل الأنصار ، فأتوا بي

__________________

(١) انظر عن (غضيف بن الحارث) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤٢٩ وفيه (عطيف بن الحارث) و ٧ / ٤٤٣ ، ومسند أحمد ٤ / ٣٤٧ (غضيف أو غطيف) بالغين المعجمة ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٤٦٩ ، وطبقات خليفة ٣٠٨ ، والتاريخ الصغير ٩٥ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١١٢ رقم ٣٦٨ ، وفيه (غطيف) ، وتاريخ الثقات ٣٨١ رقم ١٣٤٢ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٢٩١ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٦١ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٣٨٨ و ٦٠٣ ، ٦٠٤ ، والجرح والتعديل ٧ / ٥٤ رقم ٣١١ ، والاستيعاب ٣ / ١٨٧ ، والكاشف ٢ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ رقم ٤٤٩٦ (وقيل : عضيف) بالعين المهملة ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٥٣ ـ ٤٥٥ رقم ٩٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٤٠ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٨٩ ، والإصابة ٣ / ١٨٦ ، ١٨٧ رقم ٦٩١٢ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٤٨ ـ ٢٥٠ رقم ٤٥٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٠٥ رقم ١٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٦١ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٣٦٠.

٥٠٦

النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمسح برأسي وقال : «كل ما سقط ولا ترم نخلهم». رواه خيثمة الأطرابلسيّ ، عن سليمان بن عبد الحميد قال : سمعت العلاء فذكره ، فإن صحّ هذا الحديث فهو صحابيّ.

ويقوّيه ما روى معن ، عن معاوية بن صالح ، عن يونس بن سيف ، عن غضيف بن الحارث الكنديّ أنّه رأى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى في الصلاة (١).

وقال يونس المؤدّب : ثنا حمّاد عن برد (٢) أبي العلاء ، عن عبادة بن نسيّ ، عن غضيف بن الحارث أنّه مرّ بعمر بن الخطّاب فقال : نعم الفتى غضيف. فلقيت أبا ذرّ بعد ذلك ، فقال : أي أخي استغفر لي ، قلت : أنت صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنت أحقّ أن تستغفر لي ، قال : إنّي سمعت عمر ، يقول : نعم الفتى غضيف ، قد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله ضرب الحقّ على لسان عمر وقلبه» (٣).

وروى نحوه مكحول ، عن غضيف.

قال ابن سعد (٤) : غضيف بن الحارث الكنديّ ثقة ، في الطبقة الأولى من تابعيي أهل الشام.

وقال ابن أبي حاتم (٥) : له صحبة ، وقيل فيه الحارث بن غضيف ، وقال أبي ، وأبو زرعة (٦) : الصّحيح أنّه غضيف بن الحارث له صحبة.

وقال أبو الحسن بن سميع : غضيف بن الحارث الثّماليّ من الأزد ، حمصيّ.

وقال أبو اليمان ، عن صفوان بن عمرو : إنّ غضيف بن الحارث كان

__________________

(١) مسند أحمد ٤ / ١٠٥ و ٥ / ٢٩٠ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٢٩.

(٢) مهمل في الأصل.

(٣) أخرجه أحمد بهذا الإسناد ٥ / ١٤٥ ، ٥ / ١٦٥ و ١٧٧ ، وأبو داود (٢٩٦٢) وابن ماجة (١٠٨) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٨٦ ، ٨٧ ووافقه الذهبي في التلخيص.

(٤) في الطبقات ٤ / ٤٤٣.

(٥) في لجرح والتعديل ٧ / ٥٤ ، ٥٥.

(٦) تاريخ أبي زرعة ١ / ٦٠٣.

٥٠٧

يتولّى لهم صلاة الجمعة بحمص إذا غاب خالد بن يزيد (١).

وقال بقيّة ، عن أبي بكر بن عبد الله ، عن حبيب بن عبيد ، عن غضيف قال : بعث إليّ عبد الملك بن مروان فقال : يا أبا أسماء ، قد جمعنا الناس على أمرين ، رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة ، والقصص بعد الصّبح والعصر ، قال غضيف : أما إنّها أمثل بدعتكم عندي ، ولست مجيبك إلى شيء منهما ، قال : لم؟ قلت : لأنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما أحدث قوم بدعة إلّا رفع مثلها من السّنّة». فتمسّك بسنّة خير من إحداث بدعة. رواه أحمد في «المسند» (٢).

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة ١ / ٦٠٣.

(٢) ج ٤ / ١٠٥.

٥٠٨

[حرف الفاء]

٢٣٥ ـ فروة بن نوفل (١) ـ م ٤ ـ الأشجعيّ الكوفيّ.

لأبيه صحبة.

سمع : أباه ، وعليّا ، وعائشة.

روى عنه : هلال بن يساف (٢) ، ونصر بن عاصم اللّيثيّ ، وأبو إسحاق السّبيعيّ.

وروى أبو إسحاق أيضا ، عن رجل ، عنه.

__________________

(١) انظر عن (فروة بن نوفل) في :

التاريخ الكبير ٧ / ١٢٧ رقم ٥٧٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٣٧ رقم ٦٢٨ ، والجرح والتعديل ٧ / ٨٢ ، ٨٣ رقم ٤٦٩ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٣٢ و ٨٦ و ١٦٦ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٧ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٣٤٦ و ٤٠٩ ـ ٤١١ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١٠٩٤ ، ١٠٩٥ ، وتحفة الأشراف ٨ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ رقم ٤٣٨ ، والكاشف ٢ / ٣٢٧ رقم ٤٥٢٣ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٦ رقم ٤٩٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٠٩ رقم ٢٤ ، والإصابة ٣ / ٢١٧ رقم ٧٠٣٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٠٨ ، والأخبار الطوال ٢١٠ ، ٢١١ ، ورجال مسلم ٢ / ١٣٧ رقم ١٣٤٣.

(٢) في الأصل «سياف» وهو تصحيف. و «يساف» بكسر أوله.

٥٠٩

[حرف القاف]

٢٣٦ ـ قرط بن خيثمة البصريّ (١) عن : عليّ بن أبي طالب ، وأبي موسى.

وعنه : مسلم بن مخراق ، وأبو الأسود ، وطلق بن خشّاف وعرار (٢) بن سويد. ، وداود بن نفيع.

قاله ابن أبي حاتم (٣) عن أبيه.

٢٣٧ ـ قطريّ (٤) بن الفجاءة (٥)

واسم أبيه جعونة (٦) بن مازن بن يزيد التميميّ المازنيّ ، أبو نعامة ، رأس

__________________

(١) انظر عن (قرط بن خيثمة) في :

التاريخ الكبير ٧ / ١٩٥ رقم ٨٦٧ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٤٦ رقم ٨١١ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٣٢٥.

(٢) «خشّاف» بتشديد الشين المعجمة. (المشتبه ١ / ٢٦٦).

(٣) في الجرح والتعديل ٧ / ١٤٦.

(٤) قطري : بالتحريك.

(٥) انظر عن (قطري بن الفجاءة) في :

المحبّر ٣٠٢ ، والمعارف ٤١١ و ٤٣١ و ٦٠٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، وأنساب الأشراف ٤ ق ١ / ٤٥٩ و ٤٦٦ و ٤٧٨ و ٥ / ٣٣٢ و ٣٥٤ ، والبيان والتبيين ١ / ٣٤١ ، والمثلّث للبطليوسي ٢ / ٣٨٧ و ٤٧٠ ، ومروج الذهب ١٩٩٣ و ٢٠٧٢ ـ ٢٠٧٤ و ٢١٠٤ و ٢١٤٢ ، والعقد الفريد ١ / ١١٧ و ١٤٢ و ٢٢٢ و ٢ / ٨١ و ٨٢ ، وربيع الأبرار ٤ / ٣٢٧ ، وزهر الآداب ١٠٢٧ ، وأمالي القالي ١ / ٢٦٥ و ٢٦٦ و ٣ / ٧٠ و ١١٤ ، وأمالي المرتضى ١ / ٦٣٦ ـ ٦٣٨ ، وبهجة المجالس ١ / ٤٧٣ ، وتحفة الأنفس ٧٨ ، ولباب الآداب ٢٢٤ و ٢٢٥ ، ودول الإسلام ١ / ٥٧ ، ونهاية الأرب ٢١ / ١٥٩ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦٠ و ١٦١ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٩٣ ـ ٩٥ رقم ٥٤٤ ، والتذكرة السعدية ٤٣ و ٥١ ، وصبح الأعشى ١ / ٢٢٣ ، ومعجم الشعراء في لسان العرب ٣١١ رقم ١٥٤ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٤٠١ و ٤١١ و ٤٤٧ و ٤٥٥ =

٥١٠

الخوارج في زمانه.

كان أحد الأبطال المذكورين ، خرج في خلافة ابن الزّبير ، وبقي يقاتل المسلمين ، ويستظهر عليهم بضع عشرة سنة ، وسلّم عليه بإمرة المؤمنين ، وقد جهّز إليه الحجّاج جيشا بعد جيش ، وهو يستظهر عليهم ويكسرهم ، وتغلّب على نواحي فارس وغيرها ، ووقائعه مشهورة (١).

وقيل لأبيه الفجاءة لأنّه قدم على أهله من سفر فجاءة.

ولقطريّ ، وكان من البلغاء :

أقول لها وقد طارت شعاعا

من الأبطال ويحك تراعي

فإنّك لو سألت بقاء يوم

على الأجل الّذي لك لم تطاعي

فصبرا في مجال الموت صبرا

بما نيل الخلود بمستطاع

ولا ثوب الحياة (٢) بثوب عزّ

فيطوي عن أخي الخنع اليراع

سبيل الموت غاية كلّ حيّ

وداعيه لأهل الأرض داع

ومن لم يعتبط يسأم ويهرم

وتسلمه المنون إلى انقطاع

وما للمرء خير في حياة

إذا ما عدّ من سقط المتاع (٣)

 __________________

= و ٤٨٢ ، ونسب قريش ٢٨٨ ، والأخبار الطوال ٢٧٥ و ٢٧٧ و ٢٨٠ و ٣٠٥ ، وفتوح البلدان ٤٨٨ ، وتاريخ العظيمي ١٩٢ ، ولطف التدبير ٢٢٤ ، والمبهج ٢٨.

(٦) مهمل في الأصل.

__________________

(١) انظر أخباره في تاريخ الطبري ٦ / ١٢٦ و ١٦٩ و ٢٥٩ و ٣٠١ و ٣٠٣ و ٣٠٤ و ٣٠٨ و ٣١٠ و ٣١٨ و ٧ / ٦٢٦ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٢٨٢ و ٢٨٦ و ٣٤٢ و ٣٤٥ و ٤٣٨ ـ ٤٤٣ وغيره من كتب التواريخ.

(٢) في التذكرة الحمدونية ٢ / ٤٠١ «البقاء».

(٣) الأبيات في : شرح التبريزي ١ / ٩٦ ، والعقد الفريد ١ / ١٠٥ ، وأمالي المرتضى ١ / ٦٣٦ ، وشرح نهج البلاغة ٣ / ٢٧٣١ ، ولباب الآداب ٢٢٤ ، والتذكرة السعدية ٤٩ و ٧١ ، ونهاية الأرب ٣ / ٢٢٧ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٩٤ ، وحماسة الخالديين ١ / ١٢٦ ، والثاني في : حلية المحاضرة ١ / ٣٥٢ ، وديوان شعر الخوارج ١٢٢ ، ١٢٣ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٤٠١ رقم ١٠٣٣ ، وحياة الحيوان للدميري ٢ / ٣٩١ ، والبداية والنهاية ٩ / ٣٠ ، والأشباه والنظائر =

٥١١

في سنة تسع وسبعين اندقّت عنقه ، إذ عثرت به فرسه كما تقدّم ، وقيل : بل قتل (١).

__________________

= ١ / ١٨٦ ، والأول في الحماسة البصرية ، والأول والثاني في : حماسة البحتري ، وسمط اللآلي ٥٧٢ ، وعيون الأخبار ١ / ١٢٦.

(١) راجع حوادث سنة ٧٩ ه‍.

٥١٢

[حرف الكاف]

٢٣٨ ـ كثير بن الصّلت (١) ـ ن ـ بن معديكرب الكنديّ المدنيّ أخو زبير (٢).

قدم المدينة في خلافة الصّدّيق وروى عنه ، وعن : عمر ، وعثمان ، وزيد بن ثابت.

روى عنه : يونس بن جبير ، وأبو علقمة مولى ابن عوف.

روى أبو عوانة في «مسندة» من حديث نافع ، عن ابن عمر : أنّ كثير بن الصّلت كان اسمه قليلا ، فسمّاه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرا.

وخالفه سليمان بن بلال ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، فجعل الّذي غيّر اسم كثير بن الصّلت عمر رضي‌الله‌عنه (٣).

وقال ابن سعد (٤) : كان له شرف وحال جميلة ، وله دار بالمدينة كبيرة بالمصلّى.

__________________

(١) انظر عن (كثير بن الصلت) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ١٤ ، وطبقات خليفة ٢٣٨ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٠٥ رقم ٨٩٩ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٩٦ رقم ١٤٠٧ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٣٣٠ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٥٣ رقم ٨٥٥ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٣٣٠ و ٣٣٢ و ٣٣٨ و ٤ / ٣٥٩ و ٣٨٢ ، وجمهرة أنساب العرب ٤٢٨ ، والكامل في التاريخ ٣ / ١٧٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٣٢ ، والاستيعاب ٣ / ٣١٨ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٤٣ ، والكاشف ٣ / ٥ رقم ٤٧٠٦ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٤١٩ ، ٤٢٠ رقم ٧٤٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٠ ، وأنساب الأشراف ٤ ق ١ / ٥٢٥ و ٥٧٤ و ٥ / ٣٧ و ٨٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٥٠٥ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢١.

(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٢٠٤ «زبية» وهو غلط.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ١٤ ، أسد الغابة ٤ / ٢٣٢ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٠٨.

(٤) في الطبقات ٥ / ١٤.

٥١٣

وقال أحمد العجليّ (١) : تابعيّ ثقة.

وقال غيره : كان كاتبا لعبد الملك بن مروان على الرسائل.

٢٣٩ ـ كثير بن مرّة ٤ (٢)

أبو شجرة ، ويقال : أبو القاسم الحضرميّ الحمصيّ.

سمع : عمر ، وروى عن : معاذ بن جبل ، ونعيم بن همّار ، وعمرو بن عبسة ، وتميم الداريّ ، وعبادة بن الصّامت ، وعوف بن مالك ، وجماعة.

روى عنه : مكحول ، وخالد بن معدان ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعمرو بن جابر المصريّان ، وأبو الزّاهرية حدير بن كريب ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير ، وسليم بن عامر.

ويقال إنه أدرك سبعين بدريّا. قاله يزيد بن أبي حبيب (٣).

وشهد الجابية مع عمر.

روى نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ : عن ابن عائذ قال : قال كثير بن مرّة لمعاذ ونحن بالجابية : من المؤمنون؟ قال معاذ (٤) : أمبرسم! والكعبة

__________________

(١) في تاريخ الثقات ٣٩٦ رقم ١٤٠٧.

(٢) انظر عن (كثير بن مرّة) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٨ ، وطبقات خليفة ٣٠٩ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٤٩٥ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٠٨ رقم ٩٠٧ ، والتاريخ الصغير ٩٥ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٩٧ رقم ١٤١٠ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٣٣٢ ، والزهد لابن المبارك (الملحق) ٧٠ رقم ٢٤٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٠ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٥١٣ و ١ / ٢٩٧ ٣١٢ و ٣٣٩ و ٣٤٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦ و ٦٢ ، و ٥٩٧ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٥٧ رقم ٨٧٢ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ١٤ / ٢٥٨ أ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٣٣ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٤٣ ، والكاشف ٣ / ٦ رقم ٤٧١٩ ، والمعين في الطبقات المحدّثين ٣٥ رقم ٢٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٦ ، ٤٧ رقم ١١ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٨ ، ٤٢٩ رقم ٧٦٦ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣٣ رقم ٣٢ ، والإصابة ٣ / ٣١٢ رقم ٧٤٨٥ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ١٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٠ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٨ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢٧٧ ب ، ٢٧٨ أ.

(٣) في سير أعلام النبلاء ـ الرمز (م ٤).

(٤) في سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٦ «أدرك بحمص سبعين بدريا». وهو في طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٨.

٥١٤

إن كنت لأظنّك أفقه ممّا أنت ، هم الذين أسلموا وصاموا وأقاموا الصلاة وآتوا الزّكاة.

قال أبو مسهر : أدرك كثير بن مرّة عبد الملك ، يعني وفاة عبد الملك.

قاله البخاريّ (١).

قلت : فيؤخّر إلى الطبقة التاسعة.

٢٤٠ ـ كريب بن أبرهة (٢)

ابن مرثد (٣) أبو رشدين الأصبحيّ المصريّ ، الأمير ، أحد الأشراف.

روى عن : أبي الدرداء ، وحذيفة ، وكعب الأحبار.

قال يزيد بن أبي حبيب : إنّ عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة : أشهدت خطبة عمر بالجابية؟ قال : حضرتها وأنا غلام أسمع ولا أدري ما يقول (٤).

وقال ابن يونس : كريب شهد فتح مصر ، وأدركت قصره بالجيزة ، هدمه ذكاء الأعور ، وبنى عوضه قيساريّة ذكاء يباع فيها البزّ ، قال : وولي كريب الإسكندرية لعبد العزيز بن مروان أمير مصر (٥) ، وتوفّي سنة خمس وسبعين.

وقال أحمد العجليّ (٦) : هو ثقة من كبار التّابعين.

__________________

(١) ليس في تاريخ البخاري هذا القول.

(٢) انظر عن (كريب بن أبرهة) في :

التاريخ الكبير ٧ / ٢٣١ رقم ٩٩٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٩٧ رقم ١٤١٥ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٣٣٩ ، وأنساب الأشراف ٥ / ١٤٩ و ٣٠٠ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٢٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٦٤ و ٢ / ٢٩٨ و ٣١٧ و ٣١٨ و ٤٣٠ و ٣ / ٣٢٢ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٦٨ رقم ٩٥٥ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٩٨ و ٢٥٦ و ٦ / ١٤٢ ، والاستيعاب ٣ / ٣٢٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٢٣٨ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٢٩٨ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٣ رقم ٧٨٢ ، والإصابة ٣ / ٣١٣ رقم ٧٤٨٨ ، والولاة والقضاة ٤١ و ٤٢ و ٤٤ و ٤٦ و ٣١٠.

(٣) في طبعة القدسي ٣ / ٢٠٤ «ابن مزيد» ، وما أثبتناه عن الأصل ، والإصابة ٣ / ٣١٣.

(٤) الإصابة ٣ / ٣١٤ باختصار عن تاريخ دمشق.

(٥) الإصابة ٣ / ٣١٣.

(٦) في تاريخ الثقات ٣٩٧.

٥١٥

قلت : روى عنه : ثوبان بن شهر ، وسليم بن عتر ، وأبو سليط شعبة ، والهيثم بن خالد التّجيبيّ ، ووفد على معاوية.

وعن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ قال : رأيت كريب بن أبرهة يخرج من عند عبد العزيز ، فيمشي تحت ركابه خمسمائة من حمير (١).

٢٤١ ـ كميل بن زياد النّخعيّ (٢) شريف مطاع من كبار شيعة عليّ رضي‌الله‌عنه.

روى عن : عثمان ، وعليّ ، وابن مسعود.

قتله الحجّاج.

روى عنه : أبو إسحاق ، وعبد الرحمن بن عائش (٣) ، والأعمش ، وجماعة.

وثّقه ابن معين (٤).

__________________

(١) الإصابة ٣ / ٣١٣.

(٢) انظر عن (كميل بن زياد) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٩ ، وطبقات خليفة ١٤٨ ، وتاريخ خليفة ٢٨٨ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٤٣ رقم ١٠٣٦ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٩٨ رقم ١٤٢٣ ، والثقات لابن حبان ٢ / ٣٤١ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٨١ ، وأنساب الأشراف ٥ / ٣٠ و ٤١ و ٤٥ و ٥٤ ، وفتوح البلدان ٤٥٨ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، والعقد الفريد ٢ / ٢١٢ ، ٢١٣ ، ومروج الذهب ١٧٤٩ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٧٤ ، ١٧٥ رقم ٩٠٥ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣١٨ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٤٠٣ و ٤٠٤ و ٤٤٦ و ٦ / ٣٥٠ و ٣٦٥ ، وجمهرة أنساب العرب ٤١٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٥٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٤٧ ، ٤٤٨ رقم ٨١١ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣٦ رقم ٧٠ ، والإصابة ٣ / ٣١٨ رقم ٧٥٠١ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٦٧.

(٣) مهملة في الأصل.

(٤) لم يذكره في تاريخه ، ولا في معرفة الرجال.

٥١٦

[حرف اللام]

٢٤٢ ـ ليلى الأخيليّة (١)

الشاعرة المشهورة. كانت من أشعر النساء ، لا يقدّم عليها في الشعر غير الخنساء.

وقيل : إنّ النّابغة الجعديّ هجاها فقال :

وكيف أهاجي شاعرا (٢) رمحه استه

خضيب البنان لا يزال مكحّلا

فأجابته :

__________________

(١) انظر عن (ليلى الأخيلية) في :

الأخبار الموفقيّات ٥٠١ ، ٥٠٢ و ٥١١ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٣٤٣ ، والتعليقات والنوادر للهجري ٢ / ٢٥٠ ، وأنساب الأشراف ٤ ق ١ / ٢٧ ، والمنمّق ٩ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٥٦ و ٣٥٧ و ٣٥٩ و ٣٦٢ و ٥٩٣ ، والمثلّث للبطليوسي ٢ / ٣٩١ ، والمعارف ٩٠ ، ومروج الذهب ، ١١٩٤ و ٢٠٨٢ و ٢٠٨٣ و ٢١٤٥ ، والعقد الفريد ٦ / ٤ ، وبدائع البدائه لابن ظافر ٢٩ ، ٣٠ ، والأغاني ١١ / ٢٠٤ ، وسمط اللآلي ١١٩ ، وشرح التبريزي ٤ / ٧٦ ، ورغبة الآمل ٥ / ٢١٥ ـ ٢٢١ و ٨ / ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٤ ، وزهر الآداب للحصري ٩٣٢ ، وأمالي المرتضى ١ / ٥٨ ، وأمالي القالي ١ / ٨٦ ـ ٨٩ و ٢٤٨ و ٢ / ٨١ والذيل ٧٨ و ٩١. ولباب الآداب ٢٨٥ ، وثمار القلوب ٢٠٠ و ٣٤٩ ، وفوات الوفيات ٣ / ٢٢٦ ـ ٢٢٨ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٩٣ ، ومعجم الشعراء في لسان العرب ٣٦١ ، ٣٦٢ رقم ٩١٣ ، وديوان ليلى الأخيلية ـ نشره خليل إبراهيم العطية وجليل العطية ، طبعة بغداد ١٣٨٧ ه‍. ، وفتوح البلدان ٣٨٢ ، والتذكرة الفخرية ٨٦ ، والجليس الصالح ١ / ٣٣١ ، وشرح أدب الكاتب ٧٤ و ١٤٥ و ٣٠٠ ، وأخبار النساء ٤٤ ، ٤٥ ، وربيع الأبرار ٣ / ٦٨٨ ، ٦٨٩ ، والمبهج ، لابن جني ٧٨.

(٢) في الشعر والشعراء :

وكيف أهاجي من يكن رمحه استه

٥١٧

 أعيّرتني داء بأمّك مثله

وأيّ حصان لا يقال لها هلا (١)

ودخلت على عبد الملك بن مروان وقد أسنّت ، فقال لها : ما رأى توبة (٢) منك حتى عشقك؟ قالت : ما رأى الناس منك حتّى جعلوك خليفة ، فضحك وأعجبه (٣).

ويقال : إنّه قال لها : هل كان بينكما سوء قطّ؟ قالت : لا والّذي ذهب بنفسه ، إلّا أنّه غمز يدي مرّة.

وقال أبو الحسن المدائني ، عمّن حدّثه ، عن مولى لعنبسة بن سعيد بن العاص قال : دخلت يوما على الحجّاج ، فأدخلت إليه امرأة ، فطأطأ رأسه ، فجلست بين يديه فإذا امرأة قد أسنّت ، حسنة الخلق ، ومعها جاريتان لها ، فإذا هي ليلى الأخيليّة ، فقال : يا ليلى ، ما أتى بك؟ قالت : إخلاف النّجوم ، وقلّة الغيوم ، وكلب البرد ، وشدّة الجهد ، وكنت لنا بعد الله الرّفد ، والناس مسنتون ، ورحمة الله يرجون ، وإنّي قد قلت في الأمير قولا ، قال : هاتي ، فأنشأت تقول :

أحجّاج لا يفلل سلاحك إنّما

المنايا بكفّ الله حيث يراها

إذا هبط الحجّاج أرضا مريضة

تتبّع أقصى دائها فشفاها

شفاها من الدّاء العضال الّذي بها

غلام (٤) إذا هزّ القناة سقاها

إذا سمع الحجّاج رزء (٥) كتيبة

أعدّ لها قبل النزول قراها

ثم ذكر باقي القصّة بطولها (٦) وأنّ الحجّاج وصلها بمائة ناقة ، وقال

__________________

(١) الشعر والشعراء ١ / ٣٥٩ ، ٣٦٠ ، سمط اللآلي ٢٨٢ ، خزانة الأدب ٣ / ٣٣.

(٢) هو توبة بن الحميّر ، فقد مرّت ترجمته في حرف التاء.

(٣) الأغاني ١١ / ٢٤٠ ، الشعر والشعراء ١ / ٣٦٠.

(٤) في الأغاني ١١ / ٢٤٩ «فلما قالت : غلام إذا هزّ القناة سقاها

قال : لا تقولي غلام ، قولي همام.

(٥) الرّزء : بالكسر ، الصوت تسمعه من بعيد.

وفي طبعة القدسي ٣ / ٢٠٦ «رزء».

(٦) القصّة بطولها في الأمالي لأبي علي القالي ١ / ٨٦ ، ٨٩ ، وهي باختصار في ربيع الأبرار ٣ / ٦٨٨ ، ٦٨٩.

٥١٨

لجلسائه : هذه ليلى الأخيليّة التي مات توبة الخفاجيّ (١) من حبّها ، أنشدينا بعض ما قال فيك ، قالت : نعم ، قال فيّ :

وهل تبكين ليلى إذا متّ قبلها

وقام على قبري النّساء النّوائح

كما لو أصاب الموت ليلى بكيتها

وجاد لها دمع من العين سافح

وأغبط من ليلى بما لا أناله

ألا (٢) كلّما قرّت به العين صالح (٣)

ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت

عليّ ودوني جندل (٤) وصفائح

لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا (٥)

إليها صدّي من جانب القبر صائح

قال الحجّاج : فهل رابك منه شيء؟ قالت : لا والّذي أسأله أن يصلحك ، غير أنّه قال لي مرّة ، ظننت أنّه قد خضع لأمر ، فأنشأت أقول :

وذي حاجة قلنا له لا تبح بها

فليس إليها ما حييت سبيل

لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه

وأنت لأخرى فارغ وخليل (٦)

٢٤٣ ـ لمازة بن زبّار (٧) ـ د ت ق ـ أبو لبيد الجهضميّ البصريّ.

__________________

(١) في الأصل «الخناجي» والتصحيح من المؤتلف والمختلف للآمدي ٦٨.

(٢) في أمالي القالي «بلى».

(٣) في الأمالي «طائح» والمثبت يتفق مع ما في ديوان الحماسة.

(٤) في الشعر والشعراء «تربة».

(٥) في الأصل «رقا» ، والتصحيح من الشعر والشعراء ، وأمالي القالي.

(٦) في بدائع البدائه «صاحب وخليل» ، وفي أمالي القالي «صاحب وحليل».

وللقصّة بقية في : أمالي القالي ١ / ٨٦ ـ ٨٩ ، وانظر الكامل في الأدب للمبرّد ٧٣٢ ـ طبعة ، لا يبزغ ١٨٦٤ ، والأمالي للقالي أيضا ٢ / ٨٧ والذيل ٩١ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٥٧ ، وديوان الحماسة ٣ / ١٥٥ ، والمحاسن والأضداد ١٢٥ ، والأغاني ١١ / ٢٤٤ و ٢٤٧ ـ ٢٤٩ ، وبدائع البدائه ٢٩ ، ٣٠ رقم ١٤ ، والتذكرة الفخرية ٨٦ ، وديوان توبة ٤٨ ، ٤٩ ، وفوات الوفيات ٣ / ٢٢٦ ـ ٢٢٨ ، وأمالي الزجاجي ٥٠ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣١ ، والجليس الصالح ١ / ٣٣١ ـ ٨٣٤٠

(٧) انظر عن (لمازة بن زبار) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٢١٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٠٠ ، وفيه (ابن زياد) ، ومعرفة الرجال ١ رقم ٧٩٠ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٥١ رقم ١٠٦٩ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤٨٤ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٨٢ رقم ١٠٣٣ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٥٤٥ و ٥ / ٥١٠ و ٥١٢ وفيه (ابن زياد الجهنيّ) ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٣٤٥ ، ومروج الذهب ١٦٥١ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١١٥٢ ، والكاشف ٣ / ١٢ رقم ٤٧٥٨ وفيه (ابن زنار) ، وتهذيب التهذيب =

٥١٩

روى عن : عمر وعليّ ، وأبي موسى الأشعريّ ، وغيرهم.

وعنه : الربيع بن سليم ، والزّبير بن الخرّيت ، ويعلى بن حكيم ، ومطر بن حمران ، وطالب بن السّميدع.

ووفد على يزيد.

قال ابن سعد (١) : سمع من عليّ وله أحاديث صالحة ، وكان ثقة.

وقال أحمد : أبو لبيد صالح الحديث.

سيعاد.

__________________

= ٨ / ٤٥٧ ، ٤٥٨ رقم ٨٢٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣٨ رقم ٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٣.

ولمازة : بكسر اللام وفتح الميم المخفّفة والزاي. وزبّار : بفتح الزاي وتشديد الباء الموحّدة ، وفي آخره راء.

(١) في الطبقات ٧ / ٢١٣.

٥٢٠