تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

الصّائغ صدوق ، قال أبو حاتم (١) : لا يحتجّ به.

وقال ابن وهب : أنبأ عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله ، ثنا أبي أنّ ابن عمر كاتب غلاما له بأربعين ألفا ، فخرج إلى الكوفة ، فكان يعمل على حمر له حتّى أدّى خمسة عشر ألفا ، فجاءه إنسان فقال : أمجنون أنت ها هنا تعذّب نفسك وابن عمر يشتري الرقيق ، ويعتق! ارجع فقل له قد عجزت ، فجاء إليه فقال : قد عجزت وهذه صحيفتي فامحها ، قال : لا ، ولكن امحها إن شئت ، فمحاها ، ففاضت عيناه ، وقال : اذهب فأنت حرّ ، قال : أصلحك الله ، أحسنت ، أحسن إلى ابنيّ هذين. قال : هما حرّان. قال : أحسن إلى أمّيهما. قال : هما حرّتان ، فأعتق الخمسة (٢).

وقال عاصم بن محمد العمريّ ، عن أبيه قال : أعطى عبد الله بن جعفر ابن عمر بنافع عشرة آلاف درهم أو ألف دينار ، فدخل على صفيّة امرأته فأخبرها ، قالت : فما تنتظر! قال : فهلّا ما هو خير من ذلك؟ هو حرّ لوجه الله (٣).

وقال معمر ، عن الزّهريّ قال : أراد ابن عمر أن يلعن خادما ، فقال : اللهم الع ، فلم يتمّها ، وقال : إنّ هذه الكلمة لا أحبّ أن أقولها (٤).

وعن نافع قال : أتى ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا ، فما قام حتّى فرّقها وزاد عليها (٥).

وروى برد بن سنان ، عن نافع قال : إن كان ابن عمر ليقسّم في المجلس الواحد ثلاثين ألفا ، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل مزعة من لحم (٦).

__________________

(١) في الجرح والتعديل ٢ / ١٠٠ رقم ٢٧٨ وهو إبراهيم بن زياد بن إبراهيم الصائغ. وليس فيه قوله : لا يحتج به ، بل قوله : صدوق.

(٢) تاريخ دمشق ٨١ ، ٨٢.

(٣) تاريخ دمشق ٨٤.

(٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (١٩٥٣٣) و (١٩٥٣٤) ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٣٠٧ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٨٥.

(٥) حلية الأولياء ١ / ٢٩٦ ، تاريخ دمشق ٨٦.

(٦) حلية الأولياء ١ / ٢٩٥ ، ٢٩٦ ، تاريخ دمشق ٨٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٤٧.

٤٦١

وقال أيّوب ، عن نافع قال : بعث معاوية إلى ابن عمر بمائة ألف ، فما حال عليها الحول (١).

وقال حمّاد ، عن أيّوب ، عن نافع قال : اشتهى ابن عمر العنب في مرضه في غير وقته ، فجاءوه بسبع حبّات عنب بدرهم فجاء سائل ، فأمر له به ولم يذقه (٢).

وقال مالك بن مغول ، عن نافع إنّ ابن عمر أتي بجوارش فكرهه وقال : ما شبعت منذ كذا وكذا (٣).

وقال جعفر بن محمد ، عن نافع أنّ المختار بن أبي عبيد كان يرسل إلى ابن عمر بالمال ، فيقبله ويقول : لا أسأل أحدا ، ولا أردّ ما رزقني الله عزوجل (٤).

قلت : المختار هو أخو صفيّة زوجة ابن عمر.

وقال قبيصة : ثنا سفيان ، عن أبي الوازع ، قلت لابن عمر : لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم ، فغضب وقال : إنّي لأحسبك عراقيّا ، وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمّك بابه (٥)!.

وقال أبو جعفر الرازيّ ، عن حصين قال : قال ابن عمر : إنّي لأخرج وما لي حاجة إلّا لأسلّم على الناس ويسلّمون عليّ (٦).

قال مالك : كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت عبد الله بن عمر ، مكث ستّين سنة يفتي الناس (٧).

__________________

(١) حلية الأولياء ١ / ٢٩٦ ، تاريخ دمشق ٨٩.

(٢) تاريخ دمشق ٩١ ، وفي حلية الأولياء ١ / ٢٩٧ أنهم اشتروا له عنقودا ، وكذا في طبقات ابن سعد ٤ / ١٦٠.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ١٥٠ تاريخ دمشق ١٠٠ والجوارش نوع من الأدوية المهضمة للطعام.

(٤) تاريخ دمشق ١٠٣.

(٥) تاريخ دمشق ١٠٩ وفي رواية «ابن أخيك». وهو في طبقات ابن سعد ٤ / ١٦١.

(٦) طبقات ابن سعد ٤ / ١٥٥ و ١٥٦ و ١٧٠ من عدة طرق ، وتاريخ دمشق ١٠٩.

(٧) المعرفة والتاريخ ١ / ٤٩١ ، تاريخ بغداد ١ / ١٧٢ ، تاريخ دمشق ١١٨ وفيه «يفتي الناس في الموسم».

٤٦٢

وقال أسامة بن زيد ، عن عبد الله بن واقد قال : رأيت ابن عمر قائما يصلّي ، فلو رأيته رأيته مقلوليا (١) ، ورأيته يفتّ المسك في الدّهن يدّهن به (٢).

وقال معمر : سمعت عبد الملك بن أبي جميلة ، عن عبد الله بن موهب أنّ عثمان قال لابن عمر : اقض بين الناس ، قال : أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ ، قال : فما تكره من ذلك وقد كان أبوك يقضي؟! قال : إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كان قاضيا فقضى بالعدل فبالحريّ أن يفلت منه كفافا» فما أرجو بعد ذلك (٣)؟. أخرجه التّرمذيّ.

وقال عبد الله بن إدريس ، عن ليث ، عن نافع قال : لما قتل عثمان جاء عليّ بن أبي طالب إلى ابن عمر فقال : إنّك محبوب إلى الناس ، فسر إلى الشام ، فقال ابن عمر : بقرابتي وصحبتي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم والرّحم التي بيننا ، فلم يعاوده (٤).

وقال ابن عيينة ، عن عمر ، عن نافع ، عن أبيه ، عن ابن عمر قال : بعث إليّ عليّ : إنّك مطاع في أهل الشام ، فسر ، فقد أمّرتك عليهم ، فقلت : أذكّرك الله وقرابتي من رسول الله وصحبتي إيّاه إلّا ما أعفيتني ، فأبى عليّ ، فاستعنت عليه بحفصة ، فأبى ، فخرجت ليلا إلى مكّة ، فقيل له : قد خرج إلى الشام ، فبعث في أثري ، فأرسلت إليه حفصة : إنّه لم يخرج إلى الشام ، إنّما خرج إلى مكة (٥).

وقال مسعر ، عن أبي حصين قال : قال معاوية : من أحقّ بهذا الأمر منّا وابن عمر شاهد ، قال : فأردت أن أقول أحقّ منك من ضربك عليه وأباك ، فخفت الفساد (٦).

__________________

(١) مقلوليا : أي المتجافي المستوفز المتقلّي في فراشه ، القلق.

(٢) تاريخ دمشق ١٢٩.

(٣) أخرجه الترمذي في أول الأحكام (١٣٢١) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٣٨.

(٤) تاريخ دمشق ١٣٩.

(٥) تاريخ دمشق ١٣٩ ، طبقات ابن سعد ٤ / ١٨٢.

(٦) طبقات ابن سعد ٤ / ١٨٢ ، تاريخ دمشق ١٤١.

٤٦٣

وروى عكرمة ، عن خالد ، وغيره ، عن ابن عمر قال : خطب معاوية بعد الحكمين فقال : من أراد أن يتكلّم فليطلع إليّ قرنه ، فلنحن أحقّ بهذا الأمر ، قال : فحللت حبوتي وأردت أن أقول : أحقّ به من قاتلك وأباك على الإسلام ، فخشيت أن أقول كلمة تفرّق الجمع وتسفك الدماء ، فذكرت ما أعدّ الله في الجنان (١).

وقال جرير بن حازم ، عن يعلى ، عن نافع قال : قدم أبو موسى ، وعمرو للتحكيم ، فقال أبو موسى : لا أرى لهذا الأمر غير عبد الله بن عمر ، فقال عمرو لابن عمر : أما تريد أن نبايعك؟ فهل لك أن تعطى مالا عظيما ، على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك ، فغضب وقام ، فأخذ ابن الزّبير بطرف ثوبه ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إنّما قال تعطى مالا على أن أبايعك ، فقال : والله لا أعطي عليها ولا أعطى ولا أقبلها إلّا عن رضا من المسلمين (٢).

وقال خالد بن نزال الأيليّ (٣) ، عن سفيان ، عن مسعر ، عن عليّ بن الأقمر قال : قال مروان لابن عمر : ألا تخرج إلى الشام فيبايعوك؟ قال : فكيف أصنع بأهل العراق؟ قال : تقاتلهم بأهل الشام ، قال : والله ما يسرّني أن يبايعني الناس كلّهم إلّا أهل فدك ، وإنّي قاتلهم فقتل منهم رجل واحد ، فقال مروان :

إنّي أرى فتنة تغلي مراجلها

والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا (٤)

قلت : أبو ليلى هو معاوية بن يزيد.

__________________

(١) أخرجه البخاري في المغازي ٧ / ٣٠٩ ـ ٣١١ باب غزوة الخندق ، وعبد الرزاق في المصنف ٥ / ٤٦٥ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٤٢.

(٢) حلية الأولياء ١ / ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، تاريخ دمشق ١٤٢ ، ١٤٣.

(٣) مهملة في الأصل.

(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ١٦٩ ، وتاريخ دمشق ١٤٤.

٤٦٤

وقال أبو عوانة ، عن مغيرة ، عن فطر قال : قال رجل لابن عمر : ما أحد شرّ لأمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم منك ، قال : ولم! قال : إنّك لو شئت ما اختلف فيك اثنان ، قال : ما أحبّ أنّها أتتني ورجل يقول : لا ، وآخر يقول : بلى (١).

وقال يونس بن عبيد ، عن نافع (٢) قال : كان ابن عمر يسلّم على الخشبيّة والخوارج وهم يقتتلون ، فقال : من قال : حيّ على الصلاة أجبته ، ومن قال : حيّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله ، فلا (٣).

وقال الزّهريّ : أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر قال : أقبل علينا ابن عمر فقال : ما وجدت في نفسي من أمر هذه الأمّة ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله ، فقلنا له : ومن ترى الفئة الباغية؟ قال : ابن الزّبير بغى على هؤلاء القوم ، فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم (٤).

العوّام بن حوشب ، عن عيّاش العامريّ ، عن سعيد بن جبير قال : لما احتضر ابن عمر قال : ما آسى على شيء من الدّنيا إلّا على ثلاث : ظمأ الهواجر ، ومكابدة اللّيل ، وأنّي لم أقاتل هذه الفئة الباغية التي نزلت بنا ، يعني الحجّاج (٥).

قلت : هذا ظنّ من بعض الرّواة ، وإلّا فهو قد قال الفئة الباغية ابن الزّبير كما تقدّم ، والله أعلم.

وقال أيّوب ، عن نافع قال : أصابت ابن عمر عارضة المحمل بين إصبعيه عند الجمرة ، فمرض ، فدخل عليه الحجّاج ، فلمّا رآه ابن عمر أغمض عينيه ، قال : فكلّمه فلم يكلّمه ، فغضب وقال : إنّ هذا يقول : إنّي

__________________

(١) تاريخ دمشق ١٤٥.

(٢) هم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي.

(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ١٦٩ ، ١٧٠ من طريق : أحمد بن يونس ، عن أبي شهاب ، عن يونس ، عن نافع. وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٥٠.

(٤) أخرجه ابن عساكر ١٥٣ بزيادة في أوله.

(٥) أخرجه ابن سعد ٤ / ١٨٥ وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٥٧.

٤٦٥

على الضّرب الأوّل (١).

وقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص : إنّ ابن عمر قدم حاجّا ، فدخل عليه الحجّاج وقد أصابه زجّ رمح ، فقال : من أصابك؟ قال : أصابني من أمرتموه بحمل السلاح في مكان لا يحلّ فيه حمله ، رواه البخاري (٢).

قال الأسود بن شيبان : ثنا خالد بن نمير قال : خطب الحجّاج فقال : إنّ ابن الزّبير حرّف كتاب الله ، فقال له ابن عمر : كذبت كذبت ، ما يستطيع ذلك ولا أنت معه ، فقال : اسكت فإنّك قد خرّفت وذهب عقلك يوشك شيخ أن يضرب عنقه فيجرّ (٣) ، قد انتفخت خصيتاه ، يطوف به صبيان أهل البقيع (٤).

وقال أيّوب ، وغيره ، عن نافع : قدم معاوية المدينة ، فحلف على المنبر ليقتلنّ ابن عمر ، فلمّا دنا من مكّة تلقّاه الناس ، فقال له عبد الله بن صفوان : إيها ، جئتنا لتقتل ابن عمر! قال : ومن يقول هذا ، ومن يقول هذا (٥).

زاد ابن عون ، عن نافع قال : والله لا أقتله (٦).

وقال مالك : بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة (٧).

__________________

(١) أخرجه ابن سعد ٤ / ١٨٦ ، وابن عساكر ١٥٥ ، ١٥٦.

(٢) في العيدين ٢ / ٣٧٩ باب : ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم ، من طريق : أحمد بن يعقوب ، حدّثني إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن أبيه ، قال : دخل الحجّاج على ابن عمر وأنا عنده ، فقال : كيف هو؟ فقال : صالح. قال : من أصابك؟ قال : أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحلّ فيه حمله ، يعني الحجّاج.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ١٨٦ من طريق : الفضل بن دكين ، عن إسحاق بن سعيد ، عن سعيد يعني أباه ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٥٦.

(٣) في سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٣٠ «فيخر» بالخاء المعجمة. وما أثبتناه عن الأصل ، وطبعة القدسي ٣ / ١٨٣ وطبقات ابن سعد.

(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ١٨٤.

(٥) ذكرها ثلاثا كما في طبقات ابن سعد ٤ / ١٨٣.

(٦) أخرجه ابن سعد ٤ / ١٨٣ من طريق : إسماعيل بن إبراهيم ، بهذا الإسناد.

(٧) تاريخ دمشق ١٥٨.

٤٦٦

قلت : بلغ أربعا وثمانين سنة ، لأنّه قال : إنّه كان يوم الخندق ابن خمس عشرة سنة.

قال ضمرة بن ربيعة ، والهيثم ، وأبو نعيم ، وابن المديني ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو مسهر : توفّي سنة ثلاث وسبعين (١).

وقال سعيد بن عفير ، وخليفة (٢) : توفّي سنة أربع.

قلت : هذا أصحّ ، لأنّه صلّى على رافع بن خديج.

وعن نافع ، وغيره ، أنّ ابن عمر أوصى عند الموت : ادفنوني خارج الحرم ، فلم نقدر على ذلك من الحجّاج ، قال : فدفنّاه بفخّ (٣) في مقبرة المهاجرين.

زاد بعضهم : وصلّى عليه الحجّاج (٤).

٢٠٠ ـ عبد الله بن عيّاش (٥) بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشميّ.

قال خليفة : قتل بسجستان سنة ثمان وسبعين مع عبيد الله بن أبي بكرة ، كذا قال في تاريخه (٦).

وقال في «الطبقات» (٧) : إنّ الّذي قتل مع عبيد الله بسجستان عبد الله بن عيّاش المخزومي الّذي ولد بأرض الحبشة.

__________________

(١) تاريخ دمشق ١٥٩.

(٢) في الطبقات ٢٢ ، والتاريخ ٢٧١.

(٣) فخّ : بفتح أوله وتشديد ثانيه. واد بمكة. (معجم البلدان).

(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ١٨٧ و ١٨٨.

(٥) انظر عن (عبد الله بن عياش الهاشمي) في : تاريخ خليفة ٢٧٧ وفيه «ابن عباس» ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٣٩٢ رقم ٣٢٣.

(٦) ص ٢٧٧.

(٧) ص ٢٣٤.

٤٦٧

٢٠١ ـ عبد الله بن عيّاش (١)

ابن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزوميّ.

ولد بأرض الحبشة ، وله رؤية وشرف ، وكان من أقرأ أهل المدينة لكتاب الله وأقومهم به.

قرأ على أبيّ بن كعب ، ورأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسمع من : عمر ، وأبيه ، وابن عباس.

روى عنه : ابنه الحارث ، وسليمان بن يسار ، وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، وزياد مولى ابن عيّاش ، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع مولاه أيضا ، ونافع مولى ابن عمر.

قال سعيد بن داود الزّبيريّ : ثنا مالك ، قال نافع : سمعت من عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة حديثا لا أدري عمّن حدّث به قال : يبعث الله ريحا بين يدي السّاعة لا تدع أحدا في قلبه من الخير شيء إلّا أماتته.

وقد قرأ على ابن عيّاش القرآن مولاه أبو جعفر أحد العشرة ، وذكر أنّه كان يمسك المصحف على مولاه عبد الله (٢).

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن عيّاش المخزومي) في : طبقات ابن سعد ٥ / ٢٨ ، وطبقات خليفة ٢٣٤ ، والتاريخ الكبير ٥ / ١٤٩ ، ١٥٠ رقم ٤٥٧ ، والجرح والتعديل ٥ / ١٢٥ رقم ٥٧٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٧١ رقم ٨٦١ ، والثقات لابن حبان ٥ / ١٦٢ ، والمعارف ٥٢٨ ، وأنساب الأشراف ١ / ٧٢٠٨ ٢٠٩ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣٧٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٤٧ ، والاستيعاب ٢ / ٣٦٣ ، ٣٦٤ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٥٧ ، ٥٨ رقم ١٦ ، ومرآة الجنان ١ / ١٢٢ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ رقم ٣٢٤ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٤٠ ، ٢٤١ ، والعبر ١ / ٥٥ ، وغاية النهاية ١ / ٤٣٩ ، ٤٤٠ رقم ١٨٣٧ ، والإصابة ٢ / ٣٥٦ ، ٣٥٧ رقم ٤٨٧٦ ، والتحفة اللطيفة ٣ / ٤ ، وشذرات الذهب ١ / ٥٥.

(٢) في غاية النهاية لابن الجزري ١ / ٤٤٠ : روى عنه مولاه أبو جعفر يزيد بن القعقاع ، وشيبة بن نصاح ، وعبد الرحمن بن هرمز ، ومسلم بن جندب ، ويزيد بن رومان ، وهؤلاء الخمسة شيوخ نافع. وكان أقرأ أهل المدينة في زمانه.

٤٦٨

والّذي أعتقد أنّ أبا الحارث عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة بقي إلى هذا الزمان ، وأنّه لم يمت سنة ثمان وأربعين كما غلط بعضهم وصحّف سبعين بأربعين.

٢٠٢ ـ عبد الله بن مطيع (١)

ابن الأسود القرشيّ العدويّ المدنيّ. ولد في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وحدّث عن أبيه.

روى عنه : الشعبيّ ، وغيره.

وله حديث في «صحيح مسلم». وقد ولّاه ابن الزّبير على الكوفة ، فلمّا غلب عليها المختار هرب عبد الله وقدم مكّة ، فكان مع ابن الزّبير ، وكان أحد الشّجعان المذكورين ، وكان على قريش يوم الحرّة أيضا (٢).

الواقديّ : حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عيسى بن طلحة قال : قلت لعبد الله بن مطيع : كيف نجوت يوم الحرّة؟. قال : كنّا نقول : لو

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن مطيع) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ١٤٤ ـ ٩١٤٩ وتاريخ خليفة ٢٣٧ و ٢٦٩ ، وطبقات خليفة ٢٣٤ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٦٣٦ ، والثقات ١٤٩ لابن حبان ٥ / ٤٧ ، والاستيعاب ٢ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، والتاريخ الكبير ٥ / ١٩٩ رقم ٦٢٦ ، والتاريخ الصغير ٦٩ و ٧٨ ، والمعارف ٣٩٥ و ٤٥٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٥٥ و ٢٥٨ ، والمحبّر ١٤٧ و ١٤٨ و ٣٧٩ و ٤٩٤ ، وأنساب الأشراف ٤ ق ١ / ١٦ و ٢٧٦ و ٣٠١ و ٣٠٢ و ٣٠٧ و ٣١٠ و ٣١٩ و ٣٢١ و ٣٢٤ و ٣٢٨ و ٣٣٣ و ٣٥٠ و ٣٥٢ و ٣٥٣ و ٤٤١ ، و ٥ / (انظر فهرس الأعلام) ٤٠٦ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١٥٤ و ٢ / ٣٩٧ ، ومروج الذهب ١٩٢٥ و ١٩٣٥ و ١٩٣٦ و ١٩٥٧ و ١٩٦١ ، والعقد الفريد ٤ / ١٦٧ و ١٦٩ و ٣٨٨ و ٣٨٩ و ٣٩٣ ، والبصائر والذخائر ٤ / ٤٠٧ ، وأسد الغابة ٣ / ٢٦٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٥٥٣ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٧٠ ، ١٧١ رقم (١١٥٨) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٧٤٣ ، والكاشف ٢ / ١١٨ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٤٥ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٦ رقم ٥٩ ، والإصابة ٢ / ٣٧١ رقم ٤٩٦٣ و ٣ / ٦٤ ، ٦٥ رقم ٦١٩١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٥٢ رقم ٦٤٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢١٥ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٠ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٣٥ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٦٢٠ ، ٦٢١ رقم ٥٢٣ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٨٦ ، والأخبار الطوال ٢٢٨ و ٢٤٦ و ٢٦٥ و ٢٨٧ و ٢٩٠ و ٢٩١ و ٢٩٢ ، ورجال مسلم لابن منجويه ١ / ٣٩٠ رقم ٨٦٢.

(٢) الاستيعاب ٢ / ٣٢٨ وانظر طبقات ابن سعد ٥ / ١٤٧.

٤٦٩

أقاموا شهرا ما فعلوا بنا شيئا ، فلمّا صنع بنا ما صنع وولّى النّاس ذكرت قول الحارث بن هشام :

وعلمت أنّي إن أقاتل واحدا

أقتل ولا يضرر عدوّي مشهدي

فتواريت ، ثمّ لحقت بابن الزّبير ، ثم قال عيسى : قال عبد الملك بن مروان : نجا ابن مطيع من مسلم بن عقبة ، ثمّ لحق بابن الزّبير ، ونجا ولحق بالعراق ، وكثر علينا في كلّ وجه ، ولكن من رأيي الصّفح عنه وعن غيره من قومي (١).

وعن عامر بن عبد الله بن الزّبير قال : استعمل أبي على الكوفة ابن مطيع (٢).

وعن عروة قال : فقدم المختار الكوفة ، وحرّض الناس على ابن مطيع ، وقويت شوكته ، فهرب ابن مطيع من الكوفة ، ولحق بابن الزّبير ، فكان معه بمكّة إلى أن توفّي قبل ابن الزّبير بيسير في الحصار (٣) ، أصابه حجر المنجنيق فقتله بمكّة مع ابن الزّبير وهو في عشر السّبعين.

٢٠٣ ـ عبد الله بن همّام (٤) أبو عبد الرحمن السّلوليّ الكوفيّ ، أحد الشعراء الفصحاء.

مدح يزيد بن معاوية بعد أن هجاه لما استخلف بقوله من أبيات :

شربنا الغيظ حتّى لو سقينا

دماء بني أميّة ما روينا

ولو جاءوا برملة أو بهند

لبايعنا أميرة مؤمنينا

 __________________

(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٥ / ١٤٦ ، ١٤٧ وفيه زيادة بآخره «إنما أقتل بهم نفسي».

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ١٤٧.

(٣) ابن سعد ٥ / ١٤٩.

(٤) انظر عن (عبد الله بن همّام) في : أنساب الأشراف ٤ ق ١ / ١ و ١٤ و ٦٤ و ١٣٦ و ١٣٨ و ١٥٦ و ٢٤٩ و ٢٩١ و ٢٩٣ و ٢٦٥ و ٣٦٨ و ٣٨٢ و ٤٠٠ و ٥ / انظر فهرس الأعلام) ٤٠٦ ، والشعر والشعراء ٢ / ٥٤٥ ، ٥٤٦ رقم ٢٣١ ، وطبقات الشعراء لابن سلام ٢ / ٦٢٥ ـ ٦٣٧ ، والأغاني (طبعة دار الثقافة) ٣ / ٣٥٧ و ١٦ / ٥ و ١٠٣ ، ومروج الذهب ١٨٢٩ و ١٩١٤ ، والعقد الفريد ٦ / ١٢٧ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٢٨ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٦٦٤ رقم ٥٦١ ، وخزانة الأدب ٣ / ٦٣٨ ، وسمط اللآلي ٦٨٣ ، والأخبار الطوال ٢٩١.

٤٧٠

٢٠٤ ـ عبد الرحمن بن أبزى (١) ـ ع ـ الخزاعيّ مولى نافع بن عبد الحارث.

استنابه نافع (٢) على مكّة حين انتقل عمر بن الخطّاب إلى عسفان ، فقال : من استخلفت على أهل الوادي؟ قال : ابن أبزى ، وقال : إنّه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض ، ثم إنّ عبد الرحمن سكن الكوفة ووليها مرة (٣).

وله صحبة ورواية ، وروى أيضا عن : أبي بكر ، وعمر ، وأبيّ بن كعب ، وعمّار.

روى عنه : ابناه سعيد ، وعبد الله ، والشّعبيّ ، وعلقمة بن مرثد ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وجماعة.

وذكر ابن الأثير (٤) أنّ عليّا استعمله على خراسان.

ويروى عن عمر قال : ابن أبزى ممّن رفعه الله بالقرآن.

٢٠٥ ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود (٥) ـ ع ـ الهذليّ الكوفيّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن أبزى) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٢ ، والمحبّر ٣٧٩ ، والأخبار الطوال ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، وأنساب الأشراف ٥ / ٤٠٦ ، والعقد الفريد ٤ / ١٦٩ ، وطبقات خليفة ١٠٩ و ١٣٧ و ٢٨٠ ، وتاريخ خليفة ١٥٣ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٠٩ رقم ٩٨٥ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٠٦ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٩٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤٩٤ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٥ رقم ١٦٧ ، وتاريخ الطبري ١ / ٦٤ و ٢ / ٦٢٢ و ٤ / ٣٧٩ و ٥ / ١٣٢ ، والاستيعاب ٢ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ج ١ / ٢٩٣ رقم ٣٤١ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٨٧ ـ ١٩٠ رقم ٣٢٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٧٧٢ ، والكاشف ٢ / ١٣٧ ، ١٣٨ رقم ٣١٧٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣٢ ، ١٣٣ رقم ٢٧٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٧٢ رقم ٨٥٧ ، والإصابة ٢ / ٣٨٨ ، ٣٨٩ رقم ٥٠٧٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢٣ وفتوح البلدان ٥٠٥.

وأبزى : بفتح الهمزة وسكون الباء الموحّدة ، بعدها زاي مقصورا. (التقريب ١ / ٤٧٢).

(٢) هو نافع بن عبد الحارث الخزاعي ، مولاه.

(٣) تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٩٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٧٧٢ وانظر طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٢.

(٤) في أسد الغابة.

(٥) انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ١٨١ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٥١ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٩٩ ، ٣٠٠ رقم ٩٧٩ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٩٥ رقم ٩٦٣ ، وتاريخ الطبري ٧ / ٥٧٨ ، وطبقات خليفة ١٤١ ، وتاريخ خليفة ٢٧٩ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٤٨ رقم ١١٨٥ ، والمعارف ٢٤٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٧٥٥ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٠٠ ، وتهذيب التهذيب

٤٧١

توفّي أبوه وله ستّ سنين ، وقد حفظ عن أبيه شيئا.

وروى عن : عليّ ، والأشعث بن قيس ، ومسروق ، وغيرهم.

روى عنه : ابناه القاسم ، ومعن ـ وهما من علماء الكوفة ـ وسماك بن حرب ، وأبو إسحاق ، وآخرون.

وثّقه ابن معين وقال : لم يسمع لا هو ولا أخوه أبو عبيدة من أبيهما شيئا (١).

قلت : وحديثه في «الصحيحين» عن مسروق ، وحديثه في السنن الأربعة ، عن أبيه ، وهو قليل الحديث.

توفّي سنة تسع وسبعين.

٢٠٦ ـ عبد الرحمن بن عبد القارّيّ (٢) ـ ع ـ المدني.

والقارّة (٣) وعضل أخوان من ذرّية مدركة بن إلياس.

قال أبو داود : أتي به إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو صغير.

قلت : روى عن : عمر ، وأبي طلحة زيد بن سهل ، وأبي أيّوب خالد بن زيد.

__________________

= ٦ / ٢١٥ ، ٢١٦ رقم ٤٣٣ ، والكاشف ٢ / ١٥٣ رقم ٣٢٨٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٨٨ رقم ١٠١٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣٠ ، وجمهرة أنساب العرب ١٩٧ ، ورجال البخاري للكلاباذي ح ١ / ٤٤٦ رقم ٦٦٠ ، ورجال مسلم ١ / ٤١٤ رقم ٩٢٧.

(١) التاريخ لابن معين ٢ / ٣٥١.

(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن عبد القارّي) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٥٧ ، وطبقات خليفة ٢٣٦ ، وتاريخ خليفة ٢٨٠ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٩٥ رقم ٩٦٦ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٧٩ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٣٠٢ رقم ٩٨٨١ و ٥ / ٣١٨ ، ٣١٩ رقم ١٠٠٨ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٦١ رقم ١٢٣٣ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، وأسد الغابة ٣ / ٣٠٧ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٠٣ ، والعبر ١ / ٩٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٤ رقم ٢١٣ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٤ ، ١٥ رقم ٣ ، والإصابة ٣ / ٧١ رقم ٦٢٢٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٣ رقم ٤٤٩ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣١ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٨ ، والكاشف ٢ / ١٥٥ رقم ٣٣٠٠. والقارّيّ بتشديد الراء المهملة.

(٣) قال ابن سعد في الطبقات ٥ / ٥٧ : «وإنما سمّوا القارّة لأنّ يعمر الشّدّاخ بن عوف الليثي أراد أن يفرّقهم في بطون كنانة ، فقال رجل منهم :

دعونا قارّة لا تنفرونا

فنجعل مثل إجفال الظليم

فسمّوا بذلك القارة. وفيهم يقول القائل : «قد أنصف القارة من راماها».

٤٧٢

روى عنه : عروة ، وعبيد الله بن عبد الله ، والأعرج ، والزّهريّ ، وغيرهم.

وعاش ثمانيا وسبعين سنة ، توفّي سنة ثمانين (١) ، وهو من ثقات التابعين الكبار.

٢٠٧ ـ عبد الرحمن بن عثمان (٢) ـ م د ن ـ بن عبيد الله القرشيّ التّيميّ ، ابن أخي طلحة ابن عبيد الله.

له صحبة ورواية ، أسلم يوم الحديبيّة ، وقيل يوم الفتح.

وروى أيضا عن : عمّه ، وعثمان بن عفّان ، وغيرهم.

روى عنه : بنوه ، وعثمان ، ومعاذ ، وهند ، وسعيد بن المسيّب ، وأبو سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، ومحمد بن المنكدر ، وغيرهم.

وكان يقال له «شارب الذهب». وهو ابن أخت عبد الله بن جدعان التّيميّ.

قتل مع ابن الزّبير سنة ثلاث وسبعين.

٢٠٨ ـ عبد الرحمن بن عسيلة (٣).

أبو عبد الله المرادي الصّنابحيّ نزيل الشام.

__________________

(١) ابن سعد ٥ / ٥٧.

(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في :

تاريخ الطبري ٥ / ٣٤٤ ، والكامل في التاريخ ٢ / ٤٢ و ٤ / ٣٦٤ و ٣٧٣ ، والاستيعاب ٢ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، ومسند أحمد ٣ / ٤٥٣ و ٣ / ٤٩٩ ، والكاشف ٢ / ١٥٦ رقم ٣٣٠٥ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٤٩ رقم ٧٦٩ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٢ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٧ رقم ٤٥٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٩٠ رقم ١٠٣٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٧٦ و ٢٨٥ و ٣٦٦ و ٧٢٨ ، والإصابة ٢ / ٤١٠ رقم ٥١٥٩ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٠٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣١ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٠ ، وطبقات خليفة ١٨ ، وتحفة الأشراف ٧ / ١٠٣ رقم ٣٣٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٩٨ رقم ٣٥٤ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٤٤٥ ، ورجال مسلم ١ / ٤٠٢ رقم ٨٩٢.

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن عسيلة) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٥٠٩ ، ٥١٠ ، وطبقات خليفة ٢٩٣ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٣٢١ ، ٣٢٢ رقم =

٤٧٣

هاجر فتوفّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل قدومه بخمس أو ستّ ليال.

وروى عن : أبي بكر ، ومعاذ ، وبلال ، وعبادة بن الصّامت ، وغيرهم.

روى عنه : عطاء بن يسار ، ومحمود بن لبيد ، ومكحول ، وأبو عبد الرحمن الحبليّ ، ومرثد بن عبد الله اليزنيّ ، وربيعة بن يزيد ، وجماعة.

وكان صالحا ، عارفا ، كبير القدر.

قال محمد بن يحيى بن حبّان ، عن ابن محيريز ، عن الصّنابحيّ (١) قال : دخلت على عبادة بن الصّامت وهو في الموت ، فبكيت ، فقال : مه ، لم تبكي ، فو الله لئن استشهدت لأشهدنّ لك ، ولئن شفّعت لأشفعنّ لك ، ولئن استطعت لأتبعنّك. ثم قال : ما من حديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لكم فيه خير إلّا حدّثتكموه ، إلّا حديثا واحدا ، وسوف أحدّثكموه في الموت وقد أحيط بنفسي ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله حرّم الله عليه النار». رواه مسلم (٢).

وقال محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبد الله ، عن عبد الرحمن الصّنابحيّ قال : ما فاتني النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا بخمس ليال ، قبض وأنا بالجحفة ، فقدمت المدينة ، وأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

= ١٠٢١ ، والثقات لابن حبّان ٥ / ٧٤ ، والمعارف ٤٢١ ، وعيون الأخبار ٢ / ١١٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٨٥٠ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ رقم ١٢٤١ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٥٣ ، وتاريخ الطبري ١ / ٢٦٣ و ٢ / ٣٥٦ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨٠٤ ، ٨٠٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٢٢ و ٣٠٥ و ٢ / ٢٢٠ ـ ٢٢٢ و ٣٠٦ و ٣١٤ و ٣٥٩ و ٣٦١ ـ ٣٦٣ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، والكاشف ٢ / ١٥٧ رقم ٣٣٠٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٤ رقم ٢١٤ (وفيه : غسيلة) بالغين المعجمة ، وهو تحريف ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٥٧ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٢٣ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ رقم ٤٦٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٩١ رقم ١٠٤٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣١ ، ومعرفة الرجال لابن معين ٢ / ١٥٤ رقم ٤٨٦ ، ورجال البخاري ج ١ / ٤٤١ رقم ٦٤٨. ورجال مسلم ١ / ٤١٣ ، ٤١٤ رقم ٩٢٦.

(١) الصّنابحيّ : بضم الصاد وفتح النون وبعد الألف باء موحّدة مكسورة. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر .. (اللباب لابن الأثير ٢ / ٤٧).

(٢) لهذا الحديث طرق كثيرة وألفاظ مختلفة عند مسلم وغيره ، انظر عنها في (معجم الألفاظ الحديث ٣ / ١٨٦) مادّة «شهد».

٤٧٤

متوافرون ، فسألت بلالا عن ليلة القدر ، فلم تعتم (١). وقال : ليلة ثلاث وعشرين.

وقال ابن عون : ثنا رجاء بن حيوة ، عن محمد بن الربيع قال : كنّا عند عبادة بن الصّامت ، فأقبل الصّنابحيّ ، فقال عبادة : من سرّه أن ينظر إلى رجل كأنّما رقي به فوق سبع سماوات فعمل على ما رأى فلينظر إلى هذا.

قال يحيى بن معين (٢) : عبد الرحمن بن عسيلة الصّنابحيّ أدرك عبد الملك بن مروان ، وكان يجلس معه على السرير ، يروي عن أبي بكر ، قال : وعبد الله الصّنابحيّ يروي عنه المدنيّون ، يشبه أن يكون له صحبة.

وقال عليّ بن المدينيّ : الّذي روى عنه قيس بن أبي حازم في الحوض هو الصّنابح (٣) بن الأعسر الأحمسيّ ، له صحبة ، وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصّنابحيّ ، قال ابن سعد (٤) : كان ثقة قليل الحديث.

وقال يعقوب بن شيبة : هؤلاء الصّنابحيّون إنّما هم اثنان فقط : الصّنابح الأحمسيّ ، وهو :

الصّنابح بن الأعسر ، فمن قال الصّنابحيّ فيه فقد أخطأ ، يروي عنه الكوفيّون ، قيس بن أبي حازم ، وغيره.

وعبد الرحمن بن عسيلة الصّنابحيّ ، يروي عنه أهل الحجاز وأهل الشام ، دخل المدينة بعد وفاة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بثلاث أو أربع ليال (٥).

روى عن : أبي بكر ، وبلال ، وأرسل عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فمن قال : أبو

__________________

(١) في طبعة القدسي ٣ / ١٨٧ «يعتم» والتصحيح من طبقات ابن سعد ٧ / ٥١٠ وفي الاستيعاب ٢ / ٤٢٦ «لم يفتك».

(٢) قوله غير موجود في التاريخ ، ولا في : معرفة الرجال.

(٣) هكذا في الأصل. وقد أثبتها القدسي في طبعته ٣ / ١٨٨ «الصنابح» قال : التصويب من الإصابة والخلاصة.

وأقول : إن ما جاء في الأصل صحيح ، حيث يجوز : الصّنابح ، والصّنابحيّ. انظر : معرفة الرجال لابن معين ٢ / ١٥٢ رقم ٤٨٢ و ٤٨٥ و ٤٨٦.

(٤) في الطبقات ٧ / ٥٠٩.

(٥) في التاريخ الصغير للبخاريّ ٨٤ «منذ خمس».

٤٧٥

عبد الرحمن الصّنابحيّ فقد أخطأ ، ومن قال : عبد الله الصّنابحيّ فقد أخطأ ، وجعل كنيته اسمه.

قلت : توفّي بدمشق.

٢٠٩ ـ عبد الرحمن بن غنم الأشعريّ (١)

نزيل فلسطين.

روى عن : عمر ، وعليّ ، ومعاذ بن جبل ، وأبي ذرّ ، وأبي الدرداء ، وأبي مالك الأشعريّ.

روى عنه : ابنه محمد ، وأبو سلّام ممطور الحبشيّ الأسود ، وأبو إدريس الخولانيّ ، وشهر بن حوشب ، ومكحول ، ورجاء بن حيوة ، وعبادة بن نسيّ ، وإسماعيل بن عبيد الله ، وصفوان بن سليم.

قال ابن سعد (٢) : كان ثقة إن شاء الله ، بعثه عمر إلى الشام يفقّه الناس.

وكان أبوه ممّن هاجر مع أبي موسى.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن غنم الأشعري) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤١ ، وطبقات خليفة ٣٠٧ ، وتاريخ خليفة ٢٧٧ ، ومسند أحمد ٤ / ٢٢٦ ، والتاريخ الصغير ٦٥ ، وتاريخ الثقات ٢٩٧ رقم ٩٧٤ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٧٨ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦ و ٤٩٨ و ٥٨٤ و ٥٩٦ و ٥٩٧ ، وفتوح البلدان ١٧٣ ، وتاريخ الطبري ٤ / ١٠٠ و ٣٥٢ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٧٤ رقم ١٣٠٠ ، والاستيعاب ٢ / ٤٢٤ ، ٤٢٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٨٥١ ، وأسد الغابة ٣ / ٣١٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ رقم ٣٥٨ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٨١٠ ، ٨١١ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٨ ، والعبر ١ / ٨٩ ، والكاشف ٢ / ١٦٠ رقم ٣٣٣٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٤ رقم ٢١٥ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٥ ، ٤٦ رقم ١٠ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢٦ وفيه (عبد الله بن غنم) ، ومرآة الجنان ١ / ١٥٨ ، ودول الإسلام ١ / ٥٦ ، والإصابة ٣ / ٩٧ ، ٩٨ رقم ٦٣٧٥ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٥٠ ، ٢٥١ رقم ٤٩٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٩٤ رقم ١٠٧٧ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٩٨ ، وطبقات الحفاظ ٣٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٣٣ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٤ ، ورجال البخاري ٢ / ٨٧٨ رقم ١٥٠١.

(٢) في الطبقات ٧ / ٤٤١.

٤٧٦

وقال أبو القاسم البغويّ : ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مختلف في صحبته.

قلت : وخرّج أحمد بن حنبل في «مسندة» (١) له أحاديث ، وهي مراسيل فيما يغلب على الظّنّ.

وذكره يحيى بن بكير في الصّحابة.

وذكر عن اللّيث ، وابن لهيعة أنّهما قالا : له صحبة.

وقال التّرمذيّ : رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أبو مسهر : وبفلسطين عبد الرحمن بن غنم الأشعريّ ، وهو رأس التابعين.

وقال الهيثم ، وخليفته (٢) : توفّي سنة ثمان وسبعين.

٢١٠ ـ عبيد الله بن أبي بكرة (٣)

أبو حاتم الثقفيّ الأمير ، ابن صاحب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أمير سجستان.

__________________

(١) انظر ج ٤ / ٢٢٦.

(٢) في تاريخه ٢٧٧ وطبقاته ٣٠٧.

(٣) انظر عن (عبيد الله بن أبي بكرة) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ١٩٠ ، وطبقات خليفة ٢٠٣ ، وتاريخ خليفة ٢١٠ و ٢١٨ و ٢١٩ و ٢٧٧ و ٢٧٩ و ٢٩٥ و ٢٩٦ ، والمحبّر ١٥٠ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٣٧٥ رقم ١١٩٢ ، وتاريخ الثقات ٣١٥ رقم ١٠٥١ ، والثقات لابن حبان ٧ / ١٤٣ ، والمعارف ٢ و ٥٣٣ و ٥٥٧ ، وعيون الأخبار ١ / ٣٣٧ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٩٦ ـ ٥٠٥ ، و ٤ ق ١ / ٤٢ و ١٧٦ و ٣٧٦ و ٣٨٧ و ٤٦٣ و ٤٦٨ و ٤٧٠ و ٤٧٢ و ٤٧٤ ، و ٥ / ١٧٢ و ١٧٩ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٢ و ٢٨٧ ، والعقد الفريد ١ / ٢٩٣ و ٣٠٠ ، وأخبار القضاة ١ / ٣٠٢ ، والأغاني ١٨ / ٢١٩ ، وربيع الأبرار ١ / ٤٧٦ ، والبصائر ٢ / ٢٥٦ و ٣ / ٧٠٩ ، والأمالي للقالي ٣ / ٢٠ ، والمستجاد من فعلات الأجواد ٩٦ ـ ٩٨ ، وسراج الملوك للطرطوشي ١٥٩ ، ولباب الآداب ٩٠ ـ ٩٢ و ١٠١ و ١٠٢ و ١٣٦ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٤١ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ١٥٢ أ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ١٠ / ٣٧٤ أ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٣٨ ، ١٣٩ رقم ٤٤ ، والعبر ١ / ٩٠ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٣٣٢ و ٦ / ١٥٣ و ١٥٤ و ١٦٥ و ٣٢٠ ـ ٣٢٣ و ٣٢٧ و ٣٢٩ و ٣٣٢ و ٤٢٩ ، وتعجيل المنفعة ٢١٤ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٢٠٢ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٥٧ ، وفوات الوفيات ٢ / ١٧١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦١ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ١١٥ و ١٥٤ و ٢٦٨ و ٢٨٤ و ٢٩٨ ، وفتوح البلدان ٤٤٦ ـ ٤٤٨ و ٤٨٩ و ٤٩١.

٤٧٧

ولد سنة أربع عشرة ، وكان أحد الكرام الأجواد.

روى عن : أبيه ، وعليّ بن أبي طالب.

روى عنه : سعيد بن جمهان ، ومحمد بن سيرين ، وغيرهما.

وقد ولّي قضاء البصرة.

قال خليفة (١) : وفي سنة ثلاث وخمسين عزل عبيد الله بن أبي بكرة عن سجستان ، وكان قد وليها في سنة خمسين ، ثم وليها في إمرة الحجّاج.

كان عبيد الله بن أبي بكرة أسود اللّون.

قال أبو هلال ، عن أبي جمرة (٢) قال : أول من رأيناه يتوضّأ بالبصرة هذا الوضوء عبيد الله بن أبي بكرة ، فقلت : انظروا إلى هذا الحبشيّ يلوط استه ، يعني يستنجي بالماء (٣).

وقال أحمد العجليّ (٤) : هو تابعيّ ثقة.

وقال محمد بن سلّام الجمحيّ ، عن مؤرّج قال : كان عبيد الله بن أبي بكرة من الأجواد ، فاشترى جارية يوما بمال عظيم ، فطلب دابّة تحمل عليها ، فجاء رجل فنزل عن دابّته ، فحملها عليها ، فقال له : اذهب بها إلى منزلك (٥).

وقال جرير بن حازم : كان عبيد الله بن أبي بكرة ينفق على جيرانه ، ينفق على أربعين دارا عن يمينه ، وأربعين عن يساره ، وأربعين أمامه ، وأربعين وراءه ، سائر نفقاتهم ، ويبعث إليهم بالتّحف (٦) والكسوة ويزوّج من أراد منهم التزويج ، ويعتق في كلّ عيد مائة عبد (٧).

وروى قريش بن أنس ، أنّ محمد بن المهلّب بن أبي صفرة وجّه إلى

__________________

(١) في تاريخه ٢١٩ وانظر : ٢١٠ و ٢٧٧.

(٢) في الأصل «حمرة» بالحاء المهملة ، وهو أبو جمرة الضّبعيّ.

(٣) تاريخ دمشق ١٠ / ٣٧٤ أ.

(٤) في تاريخ الثقات ٣١٥ رقم ١٠٥١.

(٥) عيون الأخبار ١ / ٣٣٧ ، البصائر ٥ / ٧٢٥ ، سراج الملوك ١٥٩ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٢٦٨ رقم ٧٠٨.

(٦) في التذكرة «بالأضاحي».

(٧) سراج الموك ١٥٩ ، ربيع الأبرار ١ / ٤٧٦ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ١٥٤ رقم ٣٤١.

٤٧٨

عبيد الله بن أبي بكرة أنّه أصابتني علّة ، فوصف لي لبن البقر ، قال : فبعث إليه بسبعمائة بقرة ورعاتها (١).

وروى المدائنيّ ، عن سلمة بن محارب ـ وذكره الكلبيّ ـ أنّ يزيد بن مفرّغ الحميريّ قدم على عبيد الله بن أبي بكرة بسجستان ، فأمر له بخمسين ألفا ، فانصرف وهو يقول :

يسائلني أهل العراق عن النّدى

فقلت : عبيد الله حلف المكارم

فتى حاتميّ في سجستان داره

وحسبك منه أن يكون كحاتم

سما لبناء المكرمات فنالها

بشدّة ضرغام وبذل الدّراهم (٢)

وقال خليفة (٣) : توفّي سنة تسع وسبعين بسجستان.

٢١١ ـ عبيد الله بن قيس الرقيّات (٤) القرشيّ العامريّ الحجازيّ ، أحد الشّعراء المجوّدين. مدح مصعب بن الزّبير ، وعبد الله بن جعفر ، وكان مولده في أيام عمر.

وهو القائل :

خليليّ ما بال المطايا كأنّها

نراها على الأدبار بالقوم تنكص

 __________________

(١) سراج الملوك ١٥٩ ، تاريخ دمشق ١٠ / ٣٧٥ ب.

(٢) المستجاد من فعلات الأجواد ٩٧ ، الأغاني ١٨ / ٢١٩ ، ولباب الآداب ١٣٧ ، وانظر : التذكرة الحمدونية ٢ / ١١٤ و ١١٥.

(٣) في التاريخ ٢٧٩.

(٤) انظر عن (عبيد الله بن قيس الرقيّات) في :

طبقات الشعراء لابن سلام ٥١٩ و ٥٦١ ، والمحبّر ١٣٨ و ١٦٧ ، والبيان والتّبيين ٢ / ٢٧٨ ، ونسب قريش ٤٣٥ ، والمغازي للواقدي ٧٨٤ ، وأنساب الأشراف ٥ / ١٧٥ و ١٨٣ و ٢٧٠ و ٣٤٢ ، والشعر والشعراء ٢ / ٤٥٠ ـ ٤٥٢ رقم ٩٦ ، والمثلّث للبطليوسي ٢ / ٢٧٢ و ٣٦٥ و ٣٧٨ و ٤٠٨ ، ومروج الذهب ٢٠١٣ و ٢٠١٤ و ٢١٩٧ ، والموشح ١٨٧ ، ومشاهير علماء الأمصار رقم ٨٠ ، والأغاني ٤ / ١٥٤ ، ومجموعة المعاني ٨٢ ، والأمالي للقالي (الذيل) ٥٣ ، وأمالي المرتضى ١ / ٨٢ و ٣٢٦ و ٥٢٨ و ٥٦٨ ، والمنازل والديار ١ / ٤١ و ٤٧ و ١٣٢ و ٢٢٩ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٢٨ ، وفيه (عبد الله) ، وفوات الوفيات ٢ / ٤١٨ و ٤ / ١٤٣ و ١٤٤ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٢٦٧ و ٤٢٩ ، وشرح شواهد المغني ٤٧ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٦٥ ، وسمط اللآلي ٢٩٤ ، ومعجم الشعراء في لسان العرب ٣٣٩ رقم ٨٧١ ، وديوان عبيد الله بن قيس الرقيّات ـ نشره رود كناكس في فيينا ١٩٠٢ ، ود. محمد يوسف نجم ، بيروت ١٩٥٨ ، والأخبار الموفقيات ٥٣٣ ، والتذكرة الفخرية ٤٦٩.

٤٧٩

الأبيات المشهورة.

وقيل لأبيه : قيس الرّقيّات لأنّ له جدّات عدّة يسمّين رقيّة.

٢١٢ ـ عبيد بن نضيلة (١) ـ م ٤ ـ أبو معاوية الخزاعيّ الكوفيّ المقرئ ، مقريء أهل الكوفة.

سمع : المغيرة بن شعبة ، ومسروقا ، وعبيدة السّلمانيّ ، وأرسل عن ابن مسعود ، وقرأ القرآن على علقمة.

قرأ عليه : حمران بن أعين ، ويحيى بن وثّاب ، وروى عنه : إبراهيم النّخعيّ ، وأشعث بن سليم ، والحسن العرنيّ.

قيل : إنّه توفّي في ولاية بشر بن مروان العراق ، وكان مقريء أهل الكوفة في زمانه ، ويقال : قرأ على ابن مسعود ، رواه يحيى بن آدم ، عن الكسائيّ ، عن أبي محمد الأنصاريّ ، عن الأعمش قال : قرأت على يحيى بن وثّاب ، قلت : فيحيي على من قرأ؟ قال : على عبيد بن نضيلة ، وقرأ عبيد على ابن مسعود.

٢١٣ ـ عبيد بن عمير (٢)

ابن قتادة أبو عاصم اللّيثيّ. الجندعيّ (٣) المكّي الواعظ المفسّر.

__________________

(١) انظر عن (عبيد بن نضيلة) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ١١٧ و ٢١١ ، وتاريخ خليفة ٢٧٣ وفيه (عبيد بن فضلة) ، وطبقات خليفة ١٥٠ وفيه (نضلة) ، والتاريخ الكبير ٦ / ٥ رقم ٤٩٨ وفيه (نضلة) ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٢٣ رقم ١٠٨٥ ، وفيه (نضلة) ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٥٥٦ وفيه (نضلة) ، والجرح والتعديل ٦ / ٣ رقم ١٢ وفيه (نضيلة) ، والثقات لابن حبان ٥ / ١٣٨ وفيه (نضلة) ، والكاشف ٢ / ٢١٠ رقم ٣٦٨٧ وفيه (نضيلة) ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٧٥ ، ٧٦ رقم ١٦٤ وفيه (فضلة) ، وتقريب التهذيب ٥٤٥١ رقم ١٥٧٧ ، وغاية النهاية ١ / ٤٩٧ ، ٤٩٨ رقم ٢٠٧١ وفيه (نضلة) ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٥٦ ، ولم يترجم له المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في معرفة القراء ، بل ذكره خلال ترجمة (حمران بن أعين) ج ١ / ٧٠ رقم ٢٦ وسمّاه : عبيد بن نضيلة ، وقال : قرأ عبيد على ابن مسعود ، وقد اختلف في عبيد بن نضيلة المقرئ ، والثبت أنه قرأ على علقمة ، عن ابن مسعود. ورجال مسلم ٢ / ٢٦ رقم ١٠٦٠ وفيه (ابن نضيلة).

(٢) انظر عن (عبيد بن عمير) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٣ ، وطبقات خليفة ٢٧٩ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٨٦ ، والتاريخ =

٤٨٠