تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

مسروق (١) فأخذ من كلّ ، وأمّا الربيع بن خثيم (٢) فأقلّ القوم علما وأشدّهم ورعا (٣).

وقال أبو وائل : كان شريح يقلّ غشيان عبد الله (٤) للاستغناء (٥).

وقال زكريّا بن أبي زائدة : ثنا عاصم ، عن عامر الشّعبيّ أنّ عمر بعث ابن سور (٦) على قضاء البصرة ، وبعث شريحا على قضاء الكوفة (٧).

وقال مجالد ، عن الشّعبيّ أنّ عمر رزق شريحا مائة درهم على القضاء (٨).

وقال هشيم : ثنا سيار ، عن الشّعبيّ قال : لما بعث عمر شريحا على القضاء قال : انظر ما تبيّن لك في كتاب الله ، فلا تسأل عنه أحدا ، وما لم يتبيّن لك في كتاب الله فاتّبع فيه السّنّة ، وما لم يتبيّن لك في السّنّة فاجتهد فيه رأيك (٩).

وقال ابن عيينة ، عن أبي إسحاق الشيبانيّ ، عن الشّعبيّ قال : كتب عمر إلى شريح إذا أتاك أمر في كتاب الله فاقض به ، فإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاقض به ، فإن لم يكن في كتاب الله ولا في سنّة رسول الله فاقض بما قضى به أئمّة الهدى ، فإن لم يكن في كتاب الله ولا في سنّة رسوله ، ولا فيما قضى به أئمّة الهدى فأنت بالخيار ، إن شئت

__________________

(١) هو مسروق بن الأجدع الوادعيّ الهمدانيّ الكوفي. انظر عنه في الطبقة السابقة من هذا الجزء.

(٢) مرّت ترجمته في الطبقة السابقة من هذا الجزء.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠٦.

(٤) أي عبد الله بن مسعود.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠٦ وعبارته : «ما رأيت شريحا عند ابن مسعود قط ، وما كان يمنعه أن يأتيه إلا استغناؤه عنه» ، والخبر في : تاريخ ابن معين ٢ / ٢٥٠ ، والجرح والتعديل ٤ / ٣٣٢.

(٦) هو كعب بن سور الأزدي. انظر عنه في : الإصابة ، برقم (٧٤٨٧).

(٧) تاريخ الطبري ٤ / ٢٤١.

(٨) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ١٠٦.

(٩) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠٧.

٤٢١

تجتهد رأيك ، وإن شئت تؤامرني ، ولا أرى مؤامرتك إيّاي إلّا أسلم لك (١).

وقال الثّوريّ ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم : أنّ عليّا جمع الناس في الرّحبة وقال : إنّي مفارقكم ، فاجتمع (٢) في الرّحبة رجال أيّما رجال ، فجعلوا يسألونه حتّى نفد ما عندهم ، ولم يبق إلا شريح ، فجثا على ركبتيه وجعل يسأله ، فقال له عليّ : اذهب ، فأنت أقضى العرب (٣).

وقال حجّاج بن أبي عثمان ، عن ابن سيرين ، عن شريح أنّه كان إذا قيل له : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت وشطر الناس عليّ غضاب (٤).

وقال مجاهد : اختصم إلى شريح في ولد هرّة ، فقالت امرأة : هو ولد هرّتي ، وقالت الأخرى : هو ولد هرّتي. فقال شريح : ألقها مع هذه فإن هي قرّت ودرّت واسطرّت فهي لها ، وإن هي هرّت وفرّت واقشعرّت ـ وفي لفظ : وازبأرّت ـ فليس لها.

اسبطرّت : امتدّت للإرضاع.

وتزبئرّ : تنتفش (٥).

وقال ابن عون ، عن إبراهيم أنّ رجلا أقرّ عند شريح بشيء ثمّ ذهب ينكر فقال : قد شهد عليك ابن أخت خالتك (٦).

وقال جويرية ، عن مغيرة قال : كان شريح يدخل يوم الجمعة بيتا يخلو فيه ، لا يدري الناس ما يصنع فيه (٧)

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠٧.

(٢) في الأصل «فاجتمعوا» ، وهو غلط.

(٣) حلية الأولياء ٤ / ١٣٤ ، والجرح والتعديل ٤ / ٣٣٢ ، وتهذيب الكمال ١٢ / ٤٤٠ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٦٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠٦ و ٣٠٨.

(٤) سير أعلام النبلاء ٤ / ١٠٥.

(٥) الخبر في تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣١١ ، وتهذيب الكمال ١٢ / ٤٤٠ ، ٤٤١ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٠٥ ، وانظر أخبار القضاة لوكيع ٢ / ٣٩٣.

(٦) طبقات ابن سعد ٦ / ١٣٥ ، تهذيب الكمال ١٢ / ٤٤٠.

(٧) انظر نحو ذلك في طبقات ابن سعد ٦ / ١٤٢ من طريق حسين بن عبد الرحمن ، عن أبي طلحة مولى شريح. وهو في تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣١٣.

٤٢٢

وقال أبو المليح الرّقّي ، عن ميمون بن مهران قال : لبث شريح في فتنة ابن الزّبير تسع سنين لا يخبر ، فقيل له : قد سلمت قال : فكيف بالهوى (١).

وقال أبو عوانة ، عن الأعمش قال : كان شريح يقرأ (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) (٢) ويقول : إنّما يعجب من لا يعلم (٣) ، فذكرت ذلك لإبراهيم ، فقال : كان شريح شاعرا معجبا برأيه ، عبد الله بن مسعود أعلم بذلك.

وروى شريك ، عن يحيى بن قيس الكنديّ قال : أوصى شريح أن يصلّى عليه بالجبّانة ، وأن لا يؤذن به أحد ، ولا تتبعه صائحة ، وأن لا يجعل على قبره ثوب ، وأن يسرع به السّير ، وأن يلحد له (٤).

قال أبو نعيم : مات شريح وهو ابن مائة وثمان سنين ، سنة ثمان وسبعين. وكذا قال في موته الهيثم بن عديّ ، والمدائني (٥). وقال خليفة (٦) ، وابن نمير : سنة ثمانين (٧).

وجاء أنّه استعفى من القضاء قبل موته بسنة (٨).

١٨٤ ـ شريح بن هانئ (٩) م ٤

أبو المقدام الحارثيّ المذحجيّ الكوفي : أدرك الجاهلية.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ١٤١ ، أخبار القضاة ٢ / ٢١٦ و ٢١٨ و ٣٧٠.

(٢) سورة الصافات ، الآية ١٢.

(٣) حتى هنا في تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣١٤.

(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ١٤٤ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣١٧ ، تهذيب الكمال ١٢ / ٤٤.

(٥) التاريخ الكبير ٤ / ٢٢٩.

(٦) في الطبقات ١٤٥.

(٧) وقيل في وفاته غير ذلك.

(٨) تهذيب الكمال ١٢ / ٤٣٧.

(٩) انظر عن (شريح بن هانئ) في : طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٨ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٢٥١ ، ومشيخة ابن طهمان ، رقم ٢٠٨ ، وطبقات خليفة ١٤٨ ، وتاريخ خليفة ٢٧٧ ، والعلل لأحمد ١ / ٢٧٨ ، والتاريخ الكبير ٤ / ٢٢٨ رقم ٢٦١٠ ، والأخبار الطوال ١٦٦ و ١٦٧ و ١٩٧ و ٢٠١ و ٢٠٢ ، والمعرفة والتاريخ ٣ / ٧٩ ، والجامع الصحيح ٤ / ٨٧ رقم ١٤٩٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٦٦٨ ، وأنساب الأشراف ٤ ق ١ / ٢٣٥ و ٢٥٠ و ٢٥٥ ، وفتوح البلدان ٣٧٨ و ٢٩٢ ، والجرح =

٤٢٣

وروى عن : أبيه ، وعليّ بن أبي طالب ـ وكان من أصحابه ـ وعمر ، وعائشة ، وسعد ، وأبي هريرة.

روى عنه : ابناه محمد ، والمقدام ، والشّعبيّ ، والقاسم بن مخيمرة ، وحبيب بن أبي ثابت ، ويونس بن أبي إسحاق.

وشهد تحكيم الحكمين ، ووفد على معاوية يشفع في كثير بن شهاب ، فأطلقه له.

وروى الواقديّ ، عن مجالد ، عن الشّعبيّ ، عن زياد بن النّضّر أنّ عليّا بعث أبا موسى ومعه أربعمائة رجل ، عليهم شريح بن هانئ. ومعهم ابن عبّاس يصلّي بهم ويلي أمرهم ، يعني إلى دومة الجندل.

وقال سليمان بن أبي شيخ : كان شريح بن هانئ جاهليّا إسلاميّا ، قال في إمرة الحجّاج :

أصبحت ذا بثّ أقاسي الكبرا

قد عشت بين المشركين أعصرا

ثمّت أدركت النّبيّ المنذرا

وبعده صدّيقه وعمرا

والجمع في صفّينهم والنّهرا

ويوم مهران ويوم تسترا

 __________________

= والتعديل ٤ / ٣٣٣ رقم ١٤٥٩ ، والثقات لابن حبان ٤ / ٣٥٣ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٧٦٣ ، والثقات لابن شاهين ، رقم ٥٣١ ، وجمهرة أنساب العرب ٤١٧ ، والاستيعاب ٢ / ١٤٩ ، والإكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٧٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤١٦ ، وأسد الغابة ٢ / ٣٩٥ ، والكامل في التاريخ ٣ / ١٦٠ و ٢٨٠ و ٢٨٢ و ٣٢٩ و ٣٣٣ و ٣٧٣ و ٤٨٣ و ٤ / ٤٥٠ و ٤٥٢ ، والمعمّرين للسجستاني ٣٩ ، ومروج الذهب ١٧٠٥ و ١٧٠٩ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٩٧ ، وتهذيب الكمال ١٢ / ٤٥٢ ـ ٤٥٥ رقم ٢٧٢٩ ، والكاشف ٢ / ٩ رقم ٢٢٩١ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٠٧ ـ ١٠٩ رقم ٣٣ ، والعبر ١ / ٨٩ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٥٦ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ رقم ٢٧٠٥ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ١٣٩ رقم ١٥٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣١٨ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦٠ ، والإصابة ٢ / ١٦٦ رقم ٣٩٧٢ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٣٠ ، ٣٣١ رقم ٥٦٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٥٠ رقم ٥٦ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢٩ ، وطبقات الحفاظ ٢٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٦٥ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٢٠١ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٦.

٤٢٤

وباجميراوات (١) والمشقّرا

هيهات ما أطول هذا عمرا (٢)

قال القاسم بن مخيمرة : ما رأت حارثيّا أفضل من شريح بن هانئ.

ووثّقه ابن معين وغيره.

وذكر أبو حاتم السّجستاني (٣) أنه عاش مائة وعشرين سنة.

وقال خليفة (٤) : وفي سنة ثمان وسبعين ولّى الحجّاج عبيد الله بن أبي بكرة سجستان ، فوجّه أبا برذعة ، فأخذ عليه المضيق ، وقتل شريح بن هانئ.

__________________

(١) في الأصل «بالخميراوت» ، والتصويب من تاريخ الطبري ٦ / ٣٢٣ ، والكامل لابن الأثير ٤ / ٤٥١ ، ومعجم البلدان ١ / ٣١٤ وفيه (باجميرى) بضم الجيم ، وفتح الميم ، وياء ساكنة وراء مقصورة. موضع دون تكريت.

وفي سير أعلام النبلاء ٤ / ١٠٨ «وياجميراوات» بالياء المثناة ، وهو تحريف.

(٢) الأبيات في تاريخ الطبري ، والكامل لابن الأثير ، مع زيادة. وأورد السجستاني ثلاثة أبيات منها في (المعمّرين) ، وبها تقديم وتأخير ، وكذا في تهذيب الكمال ١٢ / ٤٥٤.

(٣) في المعمّرين ٣٩.

(٤) في تاريخه ٢٧٧.

٤٢٥

[حرف الصاد]

١٨٥ ـ صلة بن زفر (١) ـ ع ـ العبسيّ الكوفي.

روى عن : ابن مسعود ، وعمّار بن ياسر ، وحذيفة ، وغيرهم.

روى عنه : إبراهيم النّخعيّ ، والشّعبيّ ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وآخرون.

توفّي سنة اثنتين وسبعين ، وكان من جلّة الكوفيّين وثقاتهم ، له قلب منوّر.

__________________

(١) انظر عن (صلة بن زفر) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ١٩٥ ، وطبقات خليفة ١٤٢ ، وتاريخ خليفة ٢٦٨ ، والعلل لأحمد ١ / ٢٨ و ١٤٨ و ٣٤٦ و ٣٦٦ ، والتاريخ الكبير ٤ / ٣٢١ رقم ٢٩٨٦ ، والتاريخ الصغير ١ / ١٤٨ ، ١٤٩ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٢٩ رقم ٧٠٤ ، والثقات لابن حبان ٤ / ٣٨٣ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٧٨٨ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٦٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٦ و ٢٣٢ و ٤٨٨ و ٢ / ٥٦٢ و ٦٧٠ ، والجرح والتعديل ٤ / ٤٤٦ رقم ١٩٦٤ ، وتاريخ بغداد ٩ / ٣٣٥ ، ٣٣٦ رقم ٤٨٨١ ، والخراج وصناعة الكتابة ١٢٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٢٦ ، وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٣٣ ـ ٢٣٥ رقم ٢٩٠٢ ، والكاشف ٢ / ٢٩ رقم ٢٤٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥١٧ رقم ٢١٠ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٣٧ رقم ٧٥٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٧٠ رقم ١٢٢ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٣٣١ رقم ٣٦٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧٦.

٤٢٦

[حرف العين]

١٨٦ ـ عاصم بن ضمرة (١) ـ ٤ ـ السّلوليّ الكوفيّ صاحب عليّ ، له عدّة أحاديث عنه.

روى عنه : الحكم بن عيينة ، وحبيب بن أبي ثابت ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وغيرهم.

وهو حسن الحديث.

وقال النّسائيّ : ليس به بأس. وليّنه ابن عديّ ، ووثّقه جماعة.

__________________

(١) انظر عن (عاصم بن ضمرة) في :

طبقات ابن سعد ٦ / ٢٢٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٩٣ ، وتاريخ خليفة ٢٧٣ ، والعلل لأحمد ١ / ٤٠ و ٥٦ و ١٣٩ و ١٧٥ و ١٧٦ و ٢٠٢ و ٣٣٨ و ٣٣٩ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٨٢ رقم ٣٠٥٢ ، والتاريخ الصغير ١٠٦ ، وأحوال الرجال ٤٣ ـ ٤٦ رقم ١١ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٤١ رقم ٧٣٩ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٧٠٠ و ٣ / ١٧٨ و ١٧٩ و ٢١٩ و ٢٢٠ ، وعيون الأخبار ٣ / ٨٦ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٧٥ ، والجرح والتعديل ٦ / ٣٤٥ رقم ١٩١٠ ، والمجروحين لابن حبّان ٢ / ١٢٥ ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ ٥ / ١٨٦٦ ، والثقات لابن شاهين ، رقم ٨٣٢ ، ٨٣٩ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٥٥ رقم ٢٧٥ ، وتهذيب الكمال ١٣ / ٤٩٦ ـ ٤٩٩ رقم ٣٠١٢ ، والكاشف ٢ / ٤٥ رقم ٢٥٢٨ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٣٢٠ رقم ٢٩٨٤ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ رقم ٤٠٥٢ ، والعبر ١ / ٨٥ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٥٦٩ رقم ٦٠١ ، وغاية النهاية ١ / ٣٤٩ ، والكشف الحثيث ٣٦١ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٥ ، ٤٦ رقم ٧٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٨٤ رقم ١٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٨٢.

٤٢٧

١٨٧ ـ عبد الله بن جعفر (١) ع

ابن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم ، أبو جعفر الهاشميّ الجواد

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن جعفر) في :

نسب قريش ٨١ ، ٨٢ و ٣٠٤ ، والأخبار الموفقيات ٨٠ و ١٦٨ و ٣٤٢ ، وطبقات خليفة ١٢٦ و ١٨٩ ، وتاريخ خليفة ١٨٤ و ١٩٤ ، والسير والمغازي ٤٨ و ٢٢٦ و ٢٤٤ و ٢٥١ ، والمغازي للواقدي ٧٦٦ و ٧٦٧ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ١ / ١٨٧ و ٢٧٤ و ٣٥١ و ٣ / ٣١٥ ، ومسند أحمد ١ / ٢٠٣ ، والعلل له ١١٩ و ٣٩٥ ، والمحبّر ٥٥ و ١٤٧ ـ ١٥٠ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٧ رقم ١١ ، والتاريخ الصغير ٩٨ ، وتاريخ الثقات ٢٥١ ، ٢٥٢ رقم ٧٨٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٢٣ و ٢٤٢ و ٣٦٠ و ٤٩٢ و ٦٤٦ و ٣ / ٣١٥ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٧١ و ٦١٨ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٢٠٧ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٨٧ و ٢ / ٤٥٠ و ٤٥١ و ٤٨١ ، والأخبار الطوال ١٨٤ و ١٩٥ و ٢١٥ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٦٦ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ١٥ ، والمعارف ٢٠٥ ـ ٢٠٨ و ٢١١ و ٣٧٩ و ٤٦١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٦٥ و ١٧٢ و ١٧٧ ، وأنساب الأشراف ـ ج ١ (انظر فهرس الأعلام) و ٣ / ٢٩٢ ، ٢٩٣ ، و ٤ ق ١ (انظر فهرس الأعلام) ص ٦٥٠ و ٥ / ٣٥ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٣٠٥ ، والمنتخب من ذيل المذيل ٥٤٧ ، والأسامي والكنى ، للحاكم ـ ج ١ ورقة ٩٩ أ ، والولاة والقضاة ٢١ و ٢٣ ، والجرح والتعديل ٥ / ٣١ رقم ٩٦ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٦٦ ـ ٥٦٩ ، وربيع الأبرار ١ / ٨٣٢ و ٤ / ٤١ و ٨٦ و ١٣٧ و ١٨٠ و ٣٢٢ و ٣٢٣ و ٣٤٩ و ٤٠٧ و ٤٥٨ ، وثمار القلوب ٨٨ ، ومروج الذهب ١٥١٥ و ١٥١٦ و ١٦٣٠ و ١٦٤٢ و ١٧٣٦ و ١٧٧٣ و ١٩٠٢ و ١٩٢٥ و ٢١٣٩ و ٢١٤١ ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ١٢٥ ، والاستيعاب ٢ / ٢٧٥ ـ ٢٧٧ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٨ و ٦٨ ، والسابق واللاحق ١ / ٢١٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٣٩ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٩ رقم ١٠٥ ، والتبيين في أنساب القرشيين ٣٩ و ٩٤ و ٩٦ و ١١٢ و ١١٣ و ١٣٧ و ١٨٣ و ٣٦٤ و ٤٠١ ، ومعجم البلدان ٢ / ٨٠٣ ، والكامل في التاريخ ١ / ٤٦٠ و ٢ / ٢٣٨ و ٣ / ١٠٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ رقم ٢٩٢ ، وأسد الغابة ٣ / ١٣٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٣٢٨ ـ ٣٤٧ ، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر ـ عبد الله بن زيد) ١٧ ـ ٦٩ رقم ٢١٥ ، وتهذيب الكمال ١٤ / ٣٦٧ ـ ٣٧٢ رقم ٣٢٠٢ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٢٩٩ ـ ٣٠٦ رقم ٢٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٥٦ ـ ٤٦٢ رقم ٩٣ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ ، رقم ٣١٩٦ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٦٦ ـ ٥٦٩ ، والعبر ١ / ٤١ و ٩١ و ٢٤٣ ، والكاشف ٢ / ٦٩ رقم ٢٦٩٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٣ رقم ٧١ ، ودول الإسلام ١ / ٥٨ ، وتاريخ العظيمي ٨٩ و ١٩٣ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١١٠ ، والعقد الثمين ٥ / ٢٠ ، وفوات الوفيات ٢ / ١٧٠ ، ١٧١ ، والبداية والنهاية ٩ / ٣٣ ، ٣٤ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦١ ، ولباب الآداب ٨٥ ـ ٨٨ و ٩٣ و ١٠٦ و ١٠٧. ونهاية الأرب ٢١ / ٢٢٨ ، والوفيات لابن قنفذ ٨٣ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ١٧٠ ، ١٧١ رقم ٢٩٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٠٦ رقم ٢٢٨ ، والنكت الظراف ٤ / ٢٩٩ و ٣٠٤ و ٣٠٥ ، والإصابة ٢ / ٢٨٩ ، ٢٩٠ رقم ٤٥٩١ ، =

٤٢٨

ابن الجواد.

له صحبة ورواية. ولد بالحبشة من أسماء عميس ، ويقال : لم يكن في الإسلام أسخى منه.

وروى أيضا عن : أبويه ، وعن عمّه عليّ.

روى عنه : بنوه إسماعيل ، وإسحاق ، ومعاوية ، وابن مليكة ، وسعد بن إبراهيم ، وعباس بن سهل بن سعد ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، والقاسم بن محمد ، وآخرون.

وهو آخر من رأى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بني هاشم ، سكن المدينة ووفد على معاوية وابنه وعبد الملك (١).

قال مهدي بن ميمون : ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن عليّ ، عن عبد الله بن جعفر قال : أردفني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم خلفه ، فأسرّ إليّ حديثا لا أحدّث به أحدا ، فدخل حائطا ، فإذا جمل ، فلما رأى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حنّ وذرفت عيناه ـ الحديث (٢).

وقال ضمرة ، عن عليّ بن أبي حملة (٣) قال : وفد عبد الله بن جعفر على يزيد ، فأمر له بألفي ألف (٤).

__________________

= والوافي بالوفيات ١٧ / ١٠٧ ـ ١٠٩ رقم ٩٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٦٣ ، والمطالب العالية ٤ / ١٠٥ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٧ ، والتذكرة الحمدونية ٢ (انظر فهرس الأعلام) ٥٠٦.

(١) تاريخ دمشق ١٨.

(٢) أخرجه مسلم ١ / ٢٦٨ وتمامه : فأتاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمسح ذفراه ، فسكت. فقال : «من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟» فجاء فتى من الأنصار ، فقال لي يا رسول الله ، فقال : «أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك الله إياها؟ فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه». والحديث بتمامه في مسند أحمد ١ / ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، وفي سنن أبي داود (٢٥٤٩) ، والمستدرك ٢ / ٩٩ ، ١٠٠ وصحّحه على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي في التلخيص ، وهو في أسد الغابة ٣ / ١٣٤ ، وتاريخ دمشق ١٨ ، ١٩ بخلاف يسير.

(٣) حملة : بفتحتين.

(٤) تاريخ دمشق ١٩.

٤٢٩

وقال إسماعيل بن عيّاش ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : إنّ عبد الله بن الزّبير ، وعبد الله بن جعفر بايعا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهما ابنا سبع سنين ، فلمّا رآهما تبسّم وبسط يده وبايعهما (١).

وقال فطر بن خليفة ، عن أبيه ، عن عمرو بن حريث قال : مرّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعبد الله بن جعفر وهو يلعب بالتراب فقال : «اللهمّ بارك له في تجارته» (٢).

وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشّعبيّ : إنّ ابن عمر كان إذا سلّم على عبد الله بن جعفر قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين (٣).

وقال جرير بن حازم : ثنا محمد بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد ، عن عبد الله بن جعفر : أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاهم بعد ما أخبرهم بقتل جعفر بن أبي طالب بعد ثلاثة ، فقال : «لا تبكوا أخي بعد اليوم». ثم قال : «ائتوني ببني أخي» ، فجيء بنا كأننا أفرخ ، فقال : «ادعوا لي الحلّاق» ، فأمره ، فحلق رءوسنا ، ثم قال : «أمّا محمّد فشبه عمّنا أبي طالب ، وأمّا عبد الله فشبه خلقي وخلقي» ، ثم أخذ بيدي فأشالها وقال : «اللهمّ اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقته» ، قال : فجاءت أمّنا فذكرت يتمنا ، فقال : «العيلة تخافين عليهم وأنا وليّهم في الدنيا والآخرة»! حديث صحيح (٤).

وعن أبان بن تغلب قال : ذكر لنا أنّ عبد الله بن جعفر قدم على معاوية ، وكان يفد في كلّ سنة ، فيعطيه ألف ألف درهم ويقضي له مائة حاجة ، وذكر أنّ أعرابيّا وقف في الموسم على مروان بالمدينة ، فسأله فقال : ما عندنا ما نصلك ، ولكن عليك بابن جعفر ، فأتاه الأعرابيّ ، فإذا ثقله قد سار ، وراحلة بالباب عليها متاعها ، وسيف معلّق ، فخرج عبد الله ، فأنشأ الأعرابيّ يقول :

أبو جعفر من أهل بيت نبوّة

صلاتهم للمسلمين طهور

 __________________

(١) المستدرك ٣ / ٥٦٦ ، ٥٦٧ ، تاريخ دمشق ٢٧.

(٢) تاريخ دمشق ٣٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٨٦.

(٣) أخرجه البخاري ٧ / ٦٢ وهو في تاريخ دمشق ٣٢.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٠٤ من طريق : وهب بن جرير ، عن أبيه. وهو باختصار في سنن أبي داود (٤١٩٢) والنسائي ٨ / ١٨٢ ، وتاريخ دمشق ٣١.

٤٣٠

 أبا جعفر ضنّ الأمير بماله

وأنت على ما في يديك أمير

أبا جعفر يا بن الشهيد الّذي له

جناحان في أعلى الجنان يطير

أبا جعفر ما مثلك اليوم أرتجي

فلا تتركنّي بالفلاة أدور (١)

فقال : يا أعرابيّ سار الثّقل ، فعليك الراحلة بما عليها ، وإيّاك أن تخدع عن السّيف ، فإنّي أخذته بألف دينار (٢).

قال عفّان : ثنا حمّاد بن زيد ، أنبأ هشام ، عن محمد قال : مرّ عثمان بسبخة فقال : لمن هذه؟ قيل : لفلان ، اشتراها عبد الله بن جعفر بستّين ألفا. قال : ما يسرّني أنّها لي بنعلي. قال : فجزّأها عبد الله ثمانية أجزاء ، وألقى فيها العمّال ، ثم قال عثمان لعليّ : ألا تأخذ على يدي ابن أخيك وتحجر عليه ، اشترى سبخة بستّين ألفا ، ما يسرّني أنّها لي بنعلي. قال : فأقبلت ، فركب عثمان ذات يوم فمرّ بها ، فأعجبته ، فأرسل إلى عبد الله أنّ ولّني (٣) جزءين منها ، قال : أما والله دون أن ترسل إلى الذين سفّهتنى عندهم فيطلبون ذلك إليّ ، فلا أفعل ، ثم أرسل إليه : إنّي قد فعلت. قال : والله لا أنقصك جزءين من مائة وعشرين ألفا ، قال : قد أخذتهما (٤).

وروى الأصمعيّ ، عن رجل ، أنّ عبد الله بن جعفر أسلف الزّبير ألف ألف ، فلمّا توفّي قال ابن الزّبير لعبد الله بن جعفر : إنّي وجدت في كتب أبي أنّ له عليك ألف ألف درهم. قال : هو صادق ، فاقبضها إذا شئت ، ثم لقيه بعد فقال : إنّما وهمت عليك ، المال لك عليه ، قال : فهو له ، قال : لا أريد ذلك (٥).

قلت : هذه الحكاية من أبلغ ما بلغنا في الجود.

وعن الأصمعيّ قال : جاءت امرأة إلى عبد الله بن جعفر بدجاجة

__________________

(١) في تاريخ دمشق ٤١ بزيادة بيت بين الأول والثاني.

(٢) تاريخ دمشق ٤١ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٥٩.

(٣) بيع التولية هو أن يبيع المشتري الشيء بثمنه دون زيادة.

(٤) في طبعة القدسي ٣ / ١٦٥ «أخذتهم». والخبر في : تاريخ دمشق ٤٣ ، ٤٤.

(٥) الخبر بتمامه في تاريخ دمشق ٤٤.

٤٣١

مسموطة فقالت : بأبي أنت! هذه الدجاجة كانت مثل بنتي تؤنسني وآكل من بيضها ، فآليت أن لا أدفنها إلّا في أكرم موضع أقدر عليه ، ولا والله ما في الأرض موضع أكرم من بطنك ، قال : خذوها منها واحملوا إليها من الحنطة كذا ، ومن التمر كذا ، ومن الدراهم كذا ، وعدّد شيئا كثيرا ، فلمّا رأت ذلك قالت : بأبي! إنّ الله لا يحبّ المسرفين (١).

قال محمد بن سيرين : جلب رجل سكّرا إلى المدينة ، فكسد عليه ، فبلغ عبد الله بن جعفر ، فأمر قهرمانه أن يشتريه وأن يهبه النّاس (٢).

ولعبد الله رضي‌الله‌عنه من هذا الأنموذج أخبار في السخاء (٣).

قال الواقديّ ، ومصعب الزّبيريّ : توفّي سنة ثمانين.

وقال المدائنيّ : توفّي سنة أربع أو خمس وثمانين. قال : ويقال : سنة ثمانين.

وقال أبو عبيد : سنة أربع وثمانين ، ويقال سنة تسعين.

١٨٨ ـ عبد الله بن أبي حدرد (٤)

الأسلميّ أبو محمد بن سلامة بن عمير ، له صحبة ورواية.

وروى أيضا عن : عمر.

__________________

(١) تاريخ دمشق ٥٤.

(٢) تاريخ دمشق ٥٥.

(٣) انظر عنها في تاريخ دمشق.

(٤) انظر عن (عبد الله بن أبي حدرد) في :

المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١١٩٥ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، وطبقات خليفة ١١٠ ، وتاريخ خليفة ٨٥ و ٢٦٨ ، والمحبّر ١٢٢ ، ١٢٣ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٧٥ رقم ١٩٨ ، والجرح والتعديل ٥ / ٣٨ رقم ١٧٠ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ١٢١ ، والاستيعاب ٢ / ٢٨٨ ـ ٢٩٠ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٥٢ و ٨٦ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٤١ ، وتاريخ دمشق ١٠٥ ـ ١١٩ رقم ٢٢٩ ، وأسد الغابة ٣ / ١٤١ ، ١٤٢ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٦٥ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٣٤ و ٧٣ و ١٥٨ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٤٧ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٥ ، والإصابة ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٦ رقم ٤٦٢١ ، ومسند أحمد ٦ / ١١ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٧٢.

٤٣٢

روى عنه : ابنه القعقاع ، وأبو بكر بن حزم ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط ، والزّهريّ ، وسفيان بن فروة الأسلميّ.

وشهد الجابية مع عمر.

وقال ابن سعد (١) : شهد الحديبيّة وخيبر ، وتوفّي سنة إحدى وسبعين ، وهو ابن إحدى وثمانين.

وفي الصحيح من حديث عبد الله بن كعب بن مالك أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا عليه في المسجد حتّى ارتفعت أصواتهما (٢) ، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا كعب ضع الشّطر» ، قال : قد فعلت.

وقال غير واحد إنّه توفّي سنة إحدى وسبعين ، إلّا خليفة فقال : سنة اثنتين وسبعين.

وقد طوّل أبو أحمد الحاكم ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ، وساقها في كرّاس ، وذكر أنّه لا صحبة له ، ولم يصنع شيئا بل أفادنا العلم بأنّ له صحبة. وقد علّقت حاشية في ذلك في ترجمته في «تاريخ دمشق».

١٨٩ ـ عبد الله بن حوالة (٣) شذّ أبو سعيد بن يونس فقال : قدم مصر مع مروان.

__________________

(١) في الطبقات ٣١٠.

(٢) أخرجه البخاري في الصلاة ١ / ١٢١ من طريق يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال : حدّثني عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا له عليه في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في بيته ، فخرج إليهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى كشف سجف حجرته ونادى : «يا كعب بن مالك». قال : لبّيك يا رسول الله ، فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك قال كعب : قد فعلت يا رسول الله. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قم فاقضه» ، وفي الخصومات ٣ / ٩٠ باب كلام الخصوم بعضهم في بعض ، وفي الصلح ٣ / ١٧٢ باب الصلح بالدين والعين. ومسلم في المساقاة ٣ / ١١٩٢ رقم (٢٠ / ١٥٥٨) باب استحباب الوضع من الدّين ، وأبو داود في الأقضية ٣ / ٣٠٤ رقم (٢٥٩٥) باب في الصلح ، والنسائي في القضاة ٨ / ٢٣٩ باب حكم الحاكم في داره ، وابن ماجة في الصدقات ٢ / ٨١١ رقم (٢٤٢٩) باب الحبس في الدين والملازمة ، وأحمد في المسند ٦ / ٢٨٧ و ٢٩٠ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١١٧.

(٣) انظر عن (عبد الله بن حوالة) في :

 

٤٣٣

يقال : توفّي سنة ثمانين.

قلت : وقد مرّ في سنة ثمان وخمسين ، ورّخه جماعة.

١٩٠ ـ عبد الله بن خازم (١) بن أسماء بن الصّلت ، أبو صالح السّلمي (٢) أمير خراسان ، أحد الأبطال المشهورين والشجعان المذكورين ، ويقال له صحبة ، ولا يصحّ.

روى عنه سعيد بن الأزرق ، وسعد بن عثمان الرازيّ.

وقد استعمله ابن عامر على خراسان في أيّام عثمان ، وقد حضر مواقف

__________________

= طبقات ابن سعد ٧ / ٤١٤ ، ومسند أحمد ٤ / ١٠٥ و ١٠٩ و ٥ / ٣٣ و ٢٨٨ ، ومصنّف ابن أبي شيبة ١٣ / ١٥٧٨٢ ، وطبقات خليفة ١١٥ و ٣٠٥ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٣٣ رقم ٥٧ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٦٦ و ٢ / ٢٨٨ ، ٢٨٩ و ٣٠٢ و ٤٣٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٢ رقم ١٣٥ ، والجرح والتعديل ٥ / ٢٨ ، ٢٩ رقم ١٣٦ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٢٤٣ ، والاستيعاب ٢٩٠ ، والمستدرك ٣ / ٤٩١ ، والأنساب ١ / ١٩٧ ، وتاريخ دمشق ٢١٦ ـ ٢٢٠ رقم ٢٦٣ ، ومعجم البلدان ٣ / ٢٤٢ ، وأسد الغابة ٣ / ١٤٨ ، وتهذيب الكمال ١٤ / ٤٤٠ ، ٤٤١ رقم ٣٢٣٨ ، و ٤ / ٣١٥ ، ٣١٦ رقم ٢٨٧ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٩٧ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ رقم ٣٢٤٢ ، والعبر ١ / ٦٢ ، والكاشف ٢ / ٧٣ رقم ٢٧٢٤ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ١٩٤ رقم ٣٣٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤١١ رقم ٢٦٨ ، والإصابة ٢ / ٣٠٠ رقم ٤٦٣٩ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٦ رقم ١٤١ ، وحلية الأولياء ٢ / ٣ ، ٤ رقم ٨٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٩٥.

(١) انظر عن (عبد الله بن خازم) في :

تاريخ خليفة ١٦٧ و ١٧٩ و ٢٩٤ و ٢٩٥ ، والمحبّر ٣٧٥ ، والبيان والتبيين ٢ / ١٠٨ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٠٦ و ٤٢٩ و ٤٤٢ ، والمعارف ٤١٨ ، وتاريخ واسط ١٠٨ ، وعيون الأخبار ١ / ١٦٨ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٢١٠ ، والعقد الفريد ١ / ١١٧ ، وجمهرة أنساب العرب ١١٨ و ٢٠٠ و ٢١٩ و ٢٦٢ ، والإكمال لابن ماكولا ٢ / ٢٩١ ، وفتوح البلدان ٤٣٧ و ٤٨٨ و ٤٩٩ و ٥٠١ و ٥٠٥ و ٥٠٨ و ٥١١ ـ ٥١٣ ، وتاريخ دمشق ٢٢٦ ـ ٢٣٥ رقم ٢٦٦ ، وأسد الغابة ٣ / ١٤٠ ، والكامل في التاريخ ٣ / ١٠٢ و ١٢٥ ، وتهذيب الكمال ١٤ / ٤٤١ ـ ٤٤٥ رقم ٣٢٣٩ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ ، رقم ٣٢٤٤ ، ونهاية الأرب ٢١ / ٨٠ و ١٣٢ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٢٦ ، وأنساب الأشراف ٥ / ١٨٨ و ٣٤٥ ، ودول الإسلام ١ / ٥٣ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٤٠٦ و ٤٠٨ و ٤٧١ و ٤٧٢ و ٤٧٩ و ٤٨٧ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٧ رقم ١٤٣ ، والإصابة ٢ / ٣٠١ رقم ٤٦٤١ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ١٩٤ ـ ١٩٦ رقم ٣٣٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤١١ رقم ٢٦٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٩٥.

(٢) قيّده الدكتور بشّار في تحقيقه لتهذيب الكمال ١٤ / ٤٤٢ «السليمي» ، والصحيح ما أثبتناه كما في : جمهرة أنساب العرب ٢١٩ ، وتاريخ دمشق ٢٢٦ ، وغيره.

٤٣٤

مشهورة وأبلى فيها ، وولي خراسان زمانا ، وافتتح الطّبسين (١).

وقد مرّ في الحوادث من أخباره.

١٩١ ـ عبد الله بن الزّبير (٢) ع

ابن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد الله بن قصيّ بن كلاب ، أبو بكر ،

__________________

(١) الطبسين : بلدتان كل واحدة منهما يقال لها طبس. إحداهما طبس العنّاب ، والأخرى طبس التمر ، وهما قصبة ناحية بين نيسابور وأصبهان. بفتح أوله وثانيه. (معجم البلدان ٤ / ٢٠).

(٢) انظر عن (عبد الله بن الزبير) في : ـ نسب قريش ٢٣٧ ، ومصنف ابن أبي شيبة ١٣ / ١٥٨٠٠ و ١٥٨٠١ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٣٠٦ ، والسير والمغازي لابن إسحاق ١٠٦ و ٣٢٦ ، والمغازي للواقدي ٨٤٥ و ٨٥٠ ، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) ٦٥٦ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ١ / ٤٠ و ١٣٩ و ١٤٤ و ٢٠٤ و ٢٦٦ و ٢ / ١٧ و ١٣٠ و ٢٨٩ و ٢٩٤ و ٣١٣ ، و ٣ / ٤١ و ٤٩ و ١٢٨ و ١٧٨ و ٢٠٩ و ٢٤٣ و ٤ / ١٧ و ١٨ و ٥٧ ، وطبقات خليفة ١٣ و ١٨٩ و ٢٣٢ ، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) ٥٥٨ ، ومسند أحمد ٤ / ٣ ، والعلل له ٧٧ و ١٥٥ و ٢٣٥ و ٢٤٣ و ٣٢٠ و ٣٩٥ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٦ رقم ٩ ، والتاريخ الصغير ١١ و ٧٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٢٥٦ رقم ٨٠٨ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٤٩٦ ، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٦٣٥ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٨ رقم ٩٠ ، وتاريخ واسط ٥١ و ٨١ و ٨٥ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٣٠٧ ، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) ٦٣٦ ، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) ٤٣٢ ، والولاة والقضاة ٤٠ و ٤١ و ٤٥ و ٥١ و ٣١١ و ٣٢٠ ، والجرح والتعديل ٥ / ٥٦ رقم ٢٦١ ، وجمهرة أنساب العرب ٨٧ ، والاستيعاب ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠٧ ، والخراج وصناعة الكتابة ٣٤٣ ـ ٣٤٥ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٤٠ ، وتاريخ دمشق ٣٧٤ ـ ٥٠٥ رقم ٢٨٩ ، والأخبار الموفقيات ١١٧ و ٣١٤ و ٣١٥ و ٣٢٨ و ٣٨٩ ، وتاريخ العظيمي ١٩٠ ، والكامل في الأدب ١٧٠ ، وربيع الأبرار ١ / ٥٠٩ و ٤ / ٣٣ و ٣٤ و ٣٨ و ٣٠١ و ٤٧٤ ، والزاهر للأنباري ١ / ١٦١ و ٢ / ٤٠ و ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٣٨٠ ، وثمار القلوب ٧٥ و ٨٨ و ٩٠ و ١٤٩ و ١٦٠ و ٢٥٢ و ٢٥٤ و ٢٥٩ و ٣٠١ و ٤٦٥ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ١٥٤ ، ومروج الذهب ١٩٣٤ و ١٩٤٤ و ١٩٤٩ ـ ١٩٥١ و ١٩٥٤ ـ ١٩٥٧ و ٢٠٢١ ـ ٢٠٣١ وعيون الأخبار ١ / ٢٩٨ ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) ٧ / ١٢٥ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٥١ ـ ٢٦٨ ، والأنساب (انظر فهرس الأعلام) ١ / ٦٥٩ و ٣ / ٣٤٠ و ٤ ق ١ / ٦٥١ و ٥ / ٤٠٤ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٨٧ و ٢ / ٤٥٤ و ٥١٢ ، و ٥٤٧ و ٦٢٣ ، وأخبار القضاة لوكيع (انظر فهرس الأعلام) ١ / ٣٢ و ٢ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، وتلقيح فهوم أهل الأثر ٨٥ ، والتبيين في أنساب القرشيين (انظر فهرس الأعلام) ، ومعجم البلدان ١ / ٤٣٣ و ٤ / ٤١١ ، وأسد الغابة ٣ / ١٦١ ، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ، ووفيات الأعيان ٣ / ٧١ و ٧٦ ، وتهذيب الأسماء واللغات =

٤٣٥

وأبو خبيب القرشيّ الأسديّ. أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة.

له صحبة ورواية ، وروى أيضا عن : أبيه ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان.

روى عنه : أخوه عروة ، وابناه عامر ، وعبّاد ، وابن أخيه محمد بن عروة ، وعبيدة السّلمانيّ ، وطاوس ، وعطاء ، وابن أبي مليكة ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وأبو الزّبير المكّي ، وعمرو بن دينار ، وثابت البنانيّ ، ووهب بن كيسان ، وسعيد بن مينا ، وابن ابنه مصعب بن ثابت ، وابن ابنه الآخر يحيى بن عبّاد ، وخلق سواهم.

وشهد وقعة اليرموك ، وغزا القسطنطينية ، وغزا المغرب. وله مواقف مشهورة. وكان فارس قريش في زمانه (١).

بويع بالخلافة في سنة أربع وستّين ، وحكم على الحجاز ، واليمن ، ومصر ، والعراق ، وخراسان ، وأكثر الشام ، ولد سنة اثنتين من الهجرة وتوفّي

__________________

= ق ١ ج ١ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ رقم ٢٩٧ ، والعبر (انظر فهرس الأعلام) ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٦٣ ـ ٣٨٠ رقم ٥٣ ، وحلية الأولياء ١ / ٣٢٩ ـ ٣٤٧ رقم ٤٦ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٣ / ٥٤٧ ـ ٥٥٦ ، وطبقات الفقهاء ٥٠ ، والمرصّع ٤٢ و ٤٣ و ٢٦٨ و ٢٨٩ و ٢٩٦ و ٣٣٥ ، ولباب الآداب ٨٧ و ٨٨ و ١٢٦ و ١٨٦ ـ ١٨٩ و ٣٤٧ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٥١ ـ ٢٦٨ ، وجامع الأصول ٩ / ٦٥ ، والحلّة السيراء ١ / ٢٤ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٧١ ، وتهذيب الكمال ١٤ / ٥٠٨ ـ ٥١١ رقم ٣٢٦٩ ، والكاشف ٢ / ٧٧ رقم ٢٧٤١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٣ رقم ٧٣ ، وتلخيص المستدرك ٣ / ٥٤٧ ـ ٥٥٦ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٣٢٠ ـ ٣٣٣ رقم ٢٩٢ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٧٢ ـ ١٧٨ رقم ١٥٩ ، ورياض النفوس للمالكي ١ / ٤٢ ، ٤٣ رقم ٣ ، وصفة الصفوة ١ / ٣٢٢ ـ ٣٢٥ ، ومعالم الإيمان للدبّاغ ١ / ١١٢ ـ ١١٦ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٣٢ ـ ٣٤٥ ، وغاية النهاية ١ / ٤١٩ ، والذهب المسبوك ٢٥ ، ٢٦ ، والإصابة ٢ / ٣٠٩ ـ ٣١١ رقم ٤٦٨٢ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢١٣ ـ ٢١٥ رقم ٣٧١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤١٥ رقم ٣٠٤ ، والنكت الظراف ٤ / ٣٢٥ ـ ٣٣٣ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ٢١١ ـ ٢١٤ ، وفوات الوفيات ٢ / ١٧١ ـ ١٧٥ رقم ٢١٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٩٧ ، وشذرات الذهب ١ / ٤٢ و ٤٤ و ٦٢ و ٧٣ و ٧٩ و ٨٠ ، والعقد الثمين ٥ / ١٤١ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٨ ـ ١٥١ ، والنهاية الأرب ٢١ / ٨٠ و ١٣٣ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢١١ و ٤٠٨ و ٤٥١ و ٢ / انظر فهرس الأعلام ـ ص ٥٠٦ ، والفاخر ١٠٤ و ١٦٠ و ٣١٠ ، ومجالس ثعلب ٨ و ٣٢ و ٥٣١ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٨.

(١) تاريخ دمشق ٣٧٤.

٤٣٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله ثمان سنين وأربعة أشهر (١).

روى شعيب بن إسحاق الدمشقيّ ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، وفاطمة بنت المنذر قال : خرجت أسماء حين هاجرت حبلى ، فنفست بعبد الله بقباء ، قالت : أسماء : ثمّ جاء بعد سبع سنين ليبايع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمره بذلك الزّبير ، فتبسّم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين رآه مقبلا ، ثمّ بايعه (٢).

وقال الواقديّ ، عن مصعب بن ثابت ، عن أبي الأسود يتيم عروة قال : لما قدم المهاجرون أقاموا لا يولد لهم ، فقالوا سحرتنا يهود ، حتّى كثرت في ذلك القالة ، فكان أوّل مولود ولد بعد الهجرة عبد الله بن الزّبير ، فكبّر المسلمون تكبيرة واحدة حتّى ارتجّت المدينة ، وأمر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر فأذّن في أذنيه بالصّلاة (٣).

وقال مصعب بن عبد الله ، عن أبيه قال : كان عارضا ابن الزّبير خفيفين ، فما اتّصلت لحيته حتّى بلغ ستّين سنة (٤).

وقال أبو يعلى في «مسندة» : ثنا موسى بن محمد بن حيّان ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا هنيد بن القاسم : سمعت عامر بن عبد الله بن الزّبير ، سمعت أبي يقول : إنّه أتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يحتجم ، فلمّا فرغ قال : «يا عبد الله اذهب بهذا الدّم فأهرقه حيث لا يراك أحد» ، فلمّا برز عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمد إلى الدّم فشربه ، فلمّا رجع قال : «ما صنعت بالدّم؟» ، قال : عمدت إلى أخفى موضع علمت فجعلته فيه ، قال : «لعلّك شربته» ، قال : نعم. قال : «ولم شربت الدّم ، ويل للناس منك ، وويل لك من النّاس» (٥).

قال موسى بن إسماعيل : حدّثت به أبا عاصم فقال : كانوا يرون أنّ

__________________

(١) تاريخ دمشق ٣٨٣.

(٢) تاريخ دمشق ٣٩٠.

(٣) تاريخ دمشق ٣٩٢ ، ٣٩٣.

(٤) تاريخ دمشق ٣٩٧.

(٥) تاريخ دمشق ٤٠١.

٤٣٧

القوّة التي به من ذلك الدّم (١).

ورواه تمتام ، عن موسى.

وقال خالد الحذّاء ، عن يوسف أبي يعقوب ، عن محمد بن حاطب ، والحارث قال : طالما حرص ابن الزّبير على الإمارة ، قلت : وما ذاك؟ قال : أتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلصّ فأمر بقتله ، فقيل له : إنّه سرق ، قال : «اقطعوه» ، ثم جيء به في إمرة أبي بكر وقد سرق ، وقد قطعت قوائمه ، فقال أبو بكر : ما أجد لك شيئا إلّا ما قضى فيك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أمر بقتلك ، فأمر بقتله أغيلمة من أبناء المهاجرين ، أنا فيهم ، فقال ابن الزّبير : أمّروني عليكم ، فأمّرناه علينا ، فانطلقنا به إلى البقيع ، فقتلناه (٢).

وقال الحارث بن عبيد : ثنا أبو عمران الجونيّ أنّ نوفا قال : إنّي لأجد في كتاب الله المنزل أنّ ابن الزّبير فارس الخلفاء (٣).

وقال مهديّ بن ميمون : ثنا محمد بن أبي يعقوب ، أنّ معاوية كان يلقى ابن الزّبير فيقول : مرحبا بابن عمّة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن حواريّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويأمر له بمائة ألف (٤).

وقال ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة قال : ذكر ابن الزّبير عند ابن عبّاس فقال : قارئ لكتاب الله ، عفيف في الإسلام ، أبوه الزّبير ، وأمّه أسماء ، وجده أبو بكر ، وعمّته خديجة ، وخالته عائشة ، وجدّته صفيّة ، والله لأحاسبنّ له نفسي محاسبة لم أحاسب بها لأبي بكر وعمر (٥).

وقال عمرو بن دينار : ما رأيت مصلّيا أحسن صلاة من ابن الزّبير (٦).

وقال مجاهد : كان ابن الزّبير إذا قام في الصلاة كأنّه عود ، وحدّث أنّ

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤٠١.

(٢) تاريخ دمشق ٤٠٢.

(٣) تاريخ دمشق ٤٠٤.

(٤) تاريخ دمشق ٤٠٤.

(٥) تاريخ دمشق ٤٠٤ وفيه «لم أحاسبها».

(٦) تاريخ دمشق ٤٠٨.

٤٣٨

أبا بكر كان كذلك (١).

وقال ثابت البنانيّ : كنت أمرّ بابن الزّبير وهو يصلّي خلف المقام كأنّه خشبة منصوبة لا يتحرك (٢).

وقال يوسف بن الماجشون ، عن الثقة بسنده قال : قسّم ابن الزّبير الدّهر على ثلاث ليال ، فليلة هو قائم حتّى الصّباح ، وليلة هو راكع حتّى الصباح ، وليلة هو ساجد حتّى الصباح (٣).

وقال يزيد بن إبراهيم التّستريّ ، عن عبد الله بن سعيد ، عن مسلم بن ينّاق (٤) المكّي قال : ركع ابن الزّبير يوما ركعة ، فقرأنا البقرة وآل عمران والنّساء والمائدة ، وما رفع رأسه (٥).

وقال يزيد بن إبراهيم ، عن عمرو بن دينار قال : كان ابن الزّبير يصلّي في الحجر ، وحجر المنجنيق يصيب طرف ثوبه ، فما يلتفت إليه (٦).

وقال هشام بن عروة ، عن ابن المنكدر قال : لو رأيت ابن الزّبير يصلّي كأنّه غصن تصفّقها الرّيح ، والمنجنيق يقع ها هنا ، ويقع ها هنا (٧).

وقال أبو بكر بن عيّاش ، عن أبي إسحاق قال : ما رأيت أحدا أعظم سجدة بين عينيه من ابن الزّبير (٨).

قال مصعب بن عبد الله : حدّثني أبي ، عن عمر بن قيس ، عن أمّه أنّها دخلت على عبد الله بن الزّبير بيته ، فإذا هو يصلّي ، فسقطت حيّة على ابنه هاشم ، فصاحوا : الحيّة الحيّة ، ثم رموها ، فما قطع صلاته (٩).

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤٠٨.

(٢) تاريخ دمشق ٤٠٨ وفيه «لا تتحرك».

(٣) تاريخ دمشق ٤٠٩.

(٤) بفتح النون المشدّدة ، كما في الخلاصة.

(٥) تاريخ دمشق ٤٠٩.

(٦) تاريخ دمشق ٤١٠.

(٧) تاريخ دمشق ٤١٠.

(٨) تاريخ دمشق ٤١٢.

(٩) تاريخ دمشق ٤١٣.

٤٣٩

وعن أمّ جعفر بنت النّعمان أنّها سلّمت على أسماء بنت أبي بكر ، وذكر عندها عبد الله بن الزّبير فقالت : كان ابن الزّبير قوّام الليل صوّام النّهار ، وكان يسمّى حمامة المسجد (١).

وقال ميمون بن مهران : رأيت عبد الله بن الزّبير يواصل من الجمعة إلى الجمعة ، فإذا أفطر استعان بالسّمن حتى يلين بالسّمن (٢).

وروى ليث ، عن مجاهد قال : ما كان باب في العبادة يعجز النّاس عنه إلّا تكلّفه ابن الزّبير ، ولقد جاء سيل طبّق البيت فجعل يطوف سباحة (٣).

وعن عثمان بن طلحة قال : كان ابن الزّبير لا ينازع في شجاعة ولا عبادة ولا بلاغة (٤).

وقال إبراهيم بن سعد ، عن الزّهريّ ، عن أنس : إنّ عثمان أمر زيد بن ثابت ، وابن الزّبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوا القرآن في المصاحف ، وقال : إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء فاكتبوه بلسان قريش ، فإنّما نزل بلسانهم (٥).

وقال أبو نعيم : ثنا عبد الواحد بن أيمن قال : رأيت على ابن الزّبير رداء عدنيّا يصلّي فيه ، وكان صيّتا ، إذا خطب تجاوب الجبلان ، وكانت له جمّة إلى العنق ولحية صفراء (٦).

وقال مصعب بن عبد الله : ثنا أبي والزّبير بن خبيب قالا : قال ابن الزّبير : هجم علينا جرجير في عسكرنا في عشرين ومائة ألف ، فأحاطوا بنا ونحن في عشرين ألفا ، يعني في غزوة إفريقية ، قال : واختلف النّاس على ابن أبي سرح ، فدخل فسطاطه ، ورأيت غرّة من جرجير بصرت به خلف

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤١٣.

(٢) تاريخ دمشق ٤١٥.

(٣) تاريخ دمشق ٤١٧.

(٤) تاريخ دمشق ٤١٨.

(٥) تاريخ دمشق ٤١٨.

(٦) تاريخ دمشق ٤١٨.

٤٤٠