تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ثنا عبد الله بن صندل ، ثنا فضيل بن عياض ، عن ميمون ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كلّ ليلتين ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كلّ ليلتين : وكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كلّ ستّ ليال (١).

وقال يحيى بن سعيد القطّان : ثنا يزيد بن عطاء ، عن علقمة بن مرثد قال : كان الأسود يجتهد في العبادة ، يصوم حتى يخضرّ ويصفرّ ، فلما احتضر بكى ، فقيل له : ما هذا الجزع؟ فقال : ما لي لا أجزع ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمّني الحياء منه ممّا قد صنعت ، إنّ الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير ، فيعفو عنه ، فلا يزال مستحييا منه (٢).

في وفاته أقوال ، أحدها سنة خمس وسبعين.

١٣٩ ـ أسلم مولى عمر بن الخطّاب (٣) ع

العدويّ أبو زيد ، ويقال أبو خالد ، من سبي عين التمر. وقيل : حبشيّ. وقيل : من سبي اليمن. وقد اشتراه عمر بمكّة لمّا حجّ بالناس سنة

__________________

(١) حلية الأولياء ٢ / ١٠٣.

(٢) حلية الأولياء ٢ / ١٠٣.

(٣) انظر عن (أسلم مولى عمر) في : طبقات ابن سعد ٥ / ١٠ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٣ ، ٢٤ رقم ١٥٦٥ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٦ رقم ١١٤٢ ، وتاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام) ١٠ / ١٧٩ ، وطبقات خليفة ٢٣٥ ، وتاريخ خليفة ١١٧ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٢٩ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٦٣ رقم ٧٨ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٤٥ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ورقة ٢٠٣ ب ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٩ ـ ١٢ ، وأسد الغابة ١ / ٧٧ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١١٧ ، ١١٨ رقم ٥٣ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٥٢٩ ـ ٥٣١ رقم ٤٠٧ ، والعبر ١ / ٩١ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٩٨ ـ ١٠٠ رقم ٣١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٣٢ رقم ١٨٤ ، والكاشف ١ / ٦٨ رقم ٣٤٤ ، وربيع الأبرار ٤ / ٨٧ ، والمعارف ١٨٩ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٥١٩ ، ودول الإسلام ١ / ٥٧ ، والبداية والنهاية ٩ / ٣٢ ، ومرآة الجنان ١ / ١٦١ ، والإصابة ١ / ٣٨ رقم ١٣١ و ١ / ١٠٤ رقم ٤٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢٦٦ رقم ٥٠١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٦٤ رقم ٤٦٥ ، وطبقات الحفاظ ١٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٨.

٣٦١

إحدى عشرة في خلافة الصّدّيق.

وقال الواقديّ : سمعت أسامة بن زيد بن أسلم يقول : نحن قوم من الأشعريّين ، ولكنّا لا ننكر منّة عمر رضي‌الله‌عنه (١).

سمع : أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومعاذا ، وأبا عبيدة ، وابن عمر ، وكعب الأحبار.

روى عنه : ابنه زيد ، والقاسم بن محمد ، ومسلم بن جندب ، ونافع مولى ابن عمر.

قال الزّهريّ ، عن القاسم ، عن أسلم قال : قدمنا الجابية مع عمر ، فأتينا بالطّلاء وهو مثل عقيد الرّبّ (٢).

وقال الواقديّ : حجّ عمر بالنّاس سنة إحدى عشرة ، فابتاع فيها أسلم (٣).

وقال الواقديّ أيضا : ثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : اشتراني عمر سنة اثنتي عشرة ، وهي السنة التي قدم فيها بالأشعث بن قيس أسيرا ، فأنا انظر إليه في الحديد يكلّم أبا بكر ، وهو يقول له : فعلت وفعلت ، حتّى كان آخر ذلك أسمع الأشعث يقول : يا خليفة رسول الله استبقني لحربك ، وزوّجني أختك ، فمنّ عليه أبو بكر وزوّجه أخته أمّ فروة ، فولدت له محمد بن الأشعث (٤).

وقال جويرية ، عن نافع : حدّثني أسلم مولى عمر الأسود الحبشيّ : والله وما أريد عيبه (٥).

وعن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : قال ابن عمر : يا أبا خالد ، إنّي أرى

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠ ، طبقات ابن سعد ٥ / ١١.

(٢) قال المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في سير أعلام النبلاء ٤ / ٩٨ : «هو الدّبس المرمّل» أي المعصود.

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠.

(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ١٠ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠.

(٥) في تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠ : «لا والله ما أريد غيبة بنيه».

٣٦٢

أمير المؤمنين يلزمك لزوما لا يلزمه أحدا من أصحابك ، لا يخرج سفرا إلّا وأنت معه ، فأخبرني عنه ، قال : لم يكن أولى القوم بالظّلّ ، وكان يرحّل رواحلنا ويرحّل رحله وحده ، ولقد فزعنا ذات ليلة وقد رحّل رحالنا وهو يرحّل رحله ويرتجز :

لا يأخذ الليل عليك بالهم

وألبسن (١) له القميص واعتم

وكن شريك رافع (٢) وأسلم

واخدم الأقوام حتّى تخدم (٣)

رواه القعنبيّ ، عن يعقوب بن حمّاد ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه.

قال أبو عبيد : توفّي أسلم سنة ثمانين (٤).

١٤٠ ـ أميمة بنت رقيقة (٥) واسم أبيها عبد بن بجاد التّيميّ ، وهي بنت أخت خديجة بنت خويلد لأمّها.

عدادها في صحابيّات أهل المدينة.

روى عنها : ابنتها حكيمة ، وعبد الله بن عمرو ، ومحمد بن المنكدر ، وصرّح ابن المنكدر بأنّه سمع منها ، وبأنّها بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحديث في «الموطّأ» (٦).

__________________

(١) في الأصل وطبعة القدسي ٣ / ١٣٨ وتهذيب تاريخ دمشق «البس» وما أثبتناه عن سير أعلام النبلاء.

(٢) كذا في الأصل وطبعة القدسي وتهذيب تاريخ دمشق. وفي السير «نافع».

(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٠ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٩٩ ، وعيون الأخبار ١ / ٢٦٥.

(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٢.

(٥) انظر عن (أميمة بنت رقيقة) في : طبقات ابن سعد ٨ / ٢٥٥ ، وطبقات خليفة ٣٣٤ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٠ رقم ٢٢٧ ، ومسند أحمد ٦ / ٣٥٦ ، والاستيعاب ٤ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٦٧٨ ، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) ٥٢ ـ ٦٠ رقم ١٦ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٣٨٩ رقم ٤٣١٩ ، ونسب قريش ٢٢٩ ، وأسد الغابة ٥ / ٤٠٧ ، والإكمال ١ / ٢٠٥ ، والكاشف ٣ / ٤٢١ رقم ١٠ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ٤٠١ رقم ٢٧٣١ ، والإصابة ٤ / ٢٤٠ رقم ٩٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٨٩.

(٦) أخرجه في باب «ما جاء في البيعة» رقم ١٧٩٩ ـ ص ٦٩٦ عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت : =

٣٦٣

١٤١ ـ أوس بن ضمعج (١) ـ م ٤ ـ الكوفي العابد

ثقة كبير مخضرم.

روى عن : سلمان الفارسيّ ، وأبي مسعود البدريّ الأنصاريّ ، وعائشة.

روى عنه : إسماعيل بن رجاء ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السّدّيّ ، وإسماعيل بن أبي خالد.

توفّي سنة ثلاث أو أربع وسبعين (٢).

__________________

= أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نسوة بايعنه على الإسلام فقلن : يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيك في معروف. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فيما استطعتنّ وأطقتنّ». قالت : فقلن الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا ، هلمّ نبايعك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني لا أصافح النساء ، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» ، أو مثل قولي لامرأة واحدة.

والحديث أيضا في : سنن الترمذي ٥ / ٣٢٢ ، في كتاب ما جاء في بيعة النساء ، وسنن النسائي ٧ / ١٤٩ في كتاب بيعة النساء.

(١) انظر عن (أوس بن ضمعج) في :

طبقات ابن سعد ٥ / ٥١٠ ، وطبقات خليفة ١٤٦ ، وتاريخ خليفة ٢٧٣ ، وتاريخ الثقات ٧٤ رقم ١٢١ ، وتاريخ البخاري ٢ / ١٧ ، ١٨ رقم ١٥٤٣ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٠٤ رقم ١١٣٠ ، والثقات لابن حبان ٤ / ٤٣ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩٢ رقم ٥٧٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٣ رقم ٧٠١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٨٥ ، ٨٦ رقم ٦٥٥ ، وأسد الغابة ١ / ١٤٧ ، والكاشف ١ / ٨٩ رقم ٤٩٤ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٤٨ رقم ٤٣٩٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤١ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٧٩٧.

(٢) سيذكره المؤلّف أيضا في أهل الطبقة العاشرة.

٣٦٤

[حرف الباء]

١٤٢ ـ بجالة بن عبدة التّميميّ (١) ـ خ د ت ن ـ البصريّ. كاتب جزء بن معاوية ، عمّ الأحنف بن قيس (٢).

روى عن : عبد الرحمن بن عوف ، وابن عبّاس ، وقال : جاءنا كتاب عمر رضيّ الله عنه.

روى عنه : الزّبير بن الخرّيت ، ويعلى بن حكيم ، وطالب ابن السّميدع.

ووفد على يزيد بن معاوية.

١٤٣ ـ البراء بن عازب (٣) ع

ابن الحارث أبو عمارة الأنصاريّ الحارثيّ المدنيّ ، نزيل الكوفة.

__________________

(١) انظر عن (بجالة بن عبدة) في :

طبقات ابن سعد ٧ / ١٣٠ ، وطبقات خليفة ١٩٤ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٤٦ رقم ١٩٩٧ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ٥١١ ، والعلل لأحمد ٣١ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٣٧ رقم ١٧٣٧ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٨٣ ، والمؤتلف لعبد الغني بن سعيد ٨٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٦٣ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٨ ، ٩ رقم ٦٣٧ ، والكاشف ١ / ١٤٩ ، والإصابة ١ / ١٧٠ رقم ٧٦١ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤١٧ ، ٤١٨ رقم ٧٧١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٩٣ رقم ٣ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٧٧ رقم ٤٥١٣.

(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ١٣٠.

(٣) انظر عن (البراء بن عازب) في :

طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٤ و ٦ / ١٧ ، والمثلّث لابن السيد البطليوسي ١ / ٣٦٨ ، والمغازي للواقدي ٢١ و ٢١٦ و ٤٤٩ و ٤٥٣ و ٥٨٩ و ٩٠٢ ، والزهد لابن المبارك ٤٣٠ ـ ٤٣٣ رقم =

٣٦٥

صحب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه ، وعن أبي بكر ، وغيره.

روى عنه : أبو جحيفة السّوائيّ ، وعبد الله بن يزيد الخطميّ ، الصّحابيّان ، وعديّ بن ثابت ، وسعد بن عبيدة ، وأبو عمر زاذان (١) ، وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وآخرون.

واستصغر يوم بدر ، وشهد غير غزوة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

أبو إسحاق ، عن البراء : استصغرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر فردّني ،

__________________

١٢١٩ و ٤٧٧ و ٥١١ ، والتاريخ الصغير ١٦ و ٨٤ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١١٧ رقم ١٨٨٨ ، والبرصان والعرجان ٦٩ و ٢٦٣ ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٣ / ٢٩ و ٢٥٨ ، وتاريخ الثقات ٧٩ رقم ١٤٣ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٥ ، والثقات لابن حبان ٣ / ٢٦ ، والجرح والتعديل ٢ / ٣٩٩ رقم ١٥٦٦ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ١٩٢ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٦٤ و ٦٣٣ و ٦٤٥ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٦٢٢ و ٦٢٣ و ٦٢٥ و ٦٢٦ و ٦٢٨ ـ ٦٣١ و ٣ / ٧٨ ـ ٨١ (وانظر فهرس الأعلام) ٣ / ٤٦١ ، وطبقات الفقهاء ٥٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٥ ، وتاريخ خليفة ١٣٢ و ١٥٧ و ٢٦٨ ، وطبقات خليفة ٨٠ و ١٣٥ و ١٩٠ ، والعلل لأحمد ٣٧ و ١١٦ و ٢٩٣ و ٤٠٩ ، ومسند أحمد ٤ / ٢٨٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨١ رقم ١٤ ، وتاريخ واسط لبحشل ١٠٣ و ١١٥ و ١٥٥ و ٢٧٥ و ٢٧٦ ، وفتوح البلدان ٣٩٠ و ٣٩٤ ، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة ٣٧٤ ، ٣٧٧ ، وربيع الأبرار ١ / ٤٥١ و ٤ / ٤٥ و ٢٠٤ ، والمعارف ٣٢٦ و ٥٨٧ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٢٧٢ ، والعقد الفريد ٥ / ٢٨٢ و ٦ / ١٤٩ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٢٤ ، والمغازي للواقدي ٢١ و ٢١٦ و ٤٤٩ و ٤٥٣ و ٥٨٩ و ٩٠٢ ، وأنساب الأشراف ٤ ق ١ / ٣٦ و ٥ / ٢٧٣ ، وأخبار القضاة ١ / ٣٨ و ٢ / ٢٩٨ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٤ ، والاستيعاب ١ / ٥٥ ـ ١٥٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٦١ ، وأسد الغابة ١ / ١٧١ ، ١٧٢ ، وتهذيب الأسماء واللغات ج ١ ق ١ / ١٣٢ ، ١٣٣ رقم ٨٠ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٣٤ ـ ٣٧ رقم ٦٥٠ ، وتحفة الأشراف ٢ / ١٣ ـ ٦٨ رقم ٣٢ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٤١ ، والكنى والأسماء ١ / ٨٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٩ رقم ١٥ ، والكاشف ١ / ٩٨ رقم ٥٥٣ ، والبداية والنهاية ٨ / ٣٢٨ ، ومرآة الجنان ١ / ١٤٥ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٠٤ ، ١٠٥ رقم ٤٥٦٠ ، والنكت الظراف ٢ / ١٧ ـ ٦١ ، والإصابة ١ / ١٤٢ رقم ٦١٨ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٢٥ ، ٤٢٦ رقم ٧٨٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٩٤ رقم ١٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٦ ، وشذرات الذهب ١ / ٦٣ و ٧٧.

(١) في الأصل «ذادان».

(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٧.

٣٦٦

وغزوت معه خمس عشرة غزوة ، وما قدم علينا المدينة حتّى قرأت سورا من المفصّل (١).

شعبة ، وجماعة ، عن أبي السّفر ، رأيت على البراء خاتم ذهب (٢).

وقال البراء : كنت أنا وابن عمر لدة (٣).

توفّي سنة اثنتين وسبعين ، وقيل : سنة إحدى وسبعين.

١٤٤ ـ بسر بن أبي أرطاة (٤) د ت ن

عمير بن عويمر (٥) بن عمران ، ويقال : بسر بن أرطاة ، أبو عبد الرحمن

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٨.

(٢) ابن سعد ٤ / ٣٦٨.

(٣) ابن سعد ٤ / ٣٦٨.

(٤) انظر عن (بسر بن أبي أرطاة) في :

المحبّر ٢٩٣ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٩ ، والأخبار الطوال ١٥٩ و ١٦٧ و ١٧٢ و ١٩٦ ، والمعارف ١٢٢ ، وفتوح البلدان ١٣٢ و ٢٦٧ ، وأنساب الأشراف ١ / ٤٩٢ ، و ٥٠٥ و ٣ / ٦٠ و ٤ ق ١ / ٣١ و ١٨٩ ، و ١٩٠ و ٥٢٩ و ٥ / ٤٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٦ و ١٩٧ ـ ١٩٩ و ٢٤٠ ، والولاة والقضاة ١٥ و ١٧ و ١٨ و ٢١ و ٢٧ ، وربيع الأبرار ٤ / ٣٠٤ ، ومشاهير علماء الأمصار رقم ٣٦٤ ، والأغاني ١٦ / ٢٠٠ وما بعدها ، ومروج الذهب ١٨١٢ و ١٨١٣ ، وبلاغات النساء ٣٥ ، والحلّة السيراء ٢ / ٣٢٤ و ٣٣٥ ، والعقد الفريد ٢ / ١٠٣ و ٤ / ٣٦٥ ، والخراج وصناعة الكتابة ٢٨٧ و ٣٤٣ و ٣٤٥ ، ومسند أحمد ٤ / ١٨١ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٨ ، وتاريخ خليفة ١٤٢ و ١٩٥ و ١٩٨ و ٢٠٠ و ٢٠٦ و ٢١٨ و ٢٩٢ ، وطبقات خليفة ٢٧ و ١٤٠ و ٣٠٠ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ١٠٩ رقم ٣٣٥ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٢٣ رقم ١٩١٢ ، والتاريخ الصغير ٤٨ و ٦١ ، وتاريخ أبي زرعة ٢٢٦ و ٣٧٦ و ٦٩٠ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ رقم ١٦٧٨ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٣٦ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٨ ، وطبقات علماء إفريقية لأبي العرب القيرواني ٦٨ و ٧٦ ، والاستيعاب ١ / ١٥٧ ـ ١٦٦ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٤٠٧ و ٤ / ٥٥٣ و ٥ / ٩٨ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٥٥ و ١٦٧ ـ ١٦٩ و ١٧٦ و ١٨١ و ٢١٢ و ٢٣٤ و ٢٥٣ و ٢٨٧ و ٣٣٥ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٤٧٨ و ٣ / ١٩ و ٣٠٧ و ٣٠٩ و ٣١٩ و ٣٢٨ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٩١ ، والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٩ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٣ ـ ٢٢٨ ، وأسد الغابة ١ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٩ ـ ٤١١ رقم ٦٥ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٠٩ رقم ١١٦٨ ، والكاشف ١ / ٩٩ رقم ٥٦٥ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٥٩ ـ ٦٩ رقم ٦٦٥ ، ونسب قريش ٤٣٩ ، وجمهرة أنساب العرب ١٧٠ ، وتاريخ بغداد ١ / ٢١٠ ، و ٢١١ رقم ٤٩ ، والكامل في =

(٥) في الأصل «عريم».

٣٦٧

العامريّ القرشيّ ، نزيل دمشق.

روى عن : النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثين ، وهما «اللهمّ أحسن عاقبتنا» (١).

وحديث : «لا تقطع الأيدي في الغزو» (٢).

روى عنه جنادة بن أبي أميّة ، وأيّوب بن ميسرة ، وأبو راشد الحبرانيّ ، وغيرهم.

قال الواقديّ : ولد قبل موت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين.

وقال ابن يونس المصريّ : كان صحابيّا شهد فتح مصر ، وله بها دار وحمّام ، وكان من شيعة معاوية ، وولي الحجاز واليمن له ، ففعل أفعالا قبيحة ، وشوّش في آخر أيّامه (٣).

قلت : وكان أميرا سريّا بطلا شجاعا فاتكا ، ساق ابن عساكر أخباره في

__________________

= التاريخ ٣ / ٣٨٣ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٢٩ ـ ١٣٣ رقم ٤٥٩٠ ، ونهج البلاغة ١ / ١١٦ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٢٠ ، وتحفة الأشراف ٢ / ٩٥ ، ٩٦ رقم ٣٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٣٥ ، ٤٣٦ رقم ٨٠١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٩٦ رقم ٣٢ ، والإصابة ١ / ١٤٧ ، ١٤٨ رقم ٦٤٢ ، والعقد الثمين ٣ / ٣٦٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٤٧ ، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) ١٣ و ٦١ و ٦٦ و ٦٧ و ٧١.

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٨١ من طريق : هيثم بن خارجة ، حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس ، قال : سمعت أبي يحدّث عن بسر بن أرطاة القرشي ، يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو : «اللهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا ، وعذاب الآخرة».

والحديث عند ابن حبّان (٢٤٢٤) و (٢٤٢٥) حيث وثّق أيوب بن ميسرة ، وفي المعجم الكبير (١١٩٦) و (١١٩٨) وفي المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٩١ ، والمزّي في تهذيب الكمال ٤ / ٦٠ ، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء ٢ / ٤٣٨ من عدّة طرق.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٨١ بلفظ : «نهانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن القطع في الغزو» ، وأخرجه أبو داود في الحدود (٤٤٠٨) باب : في الرجل يسرق في الغزو أيقطع؟ وهو من طريق : ابن وهب ، عن حيوة بن شريح ، عن عياش بن عباس القتباني ، عن شييم بن بيتان ، ويزيد بن صبح الأصبحي ، عن جنادة بن أبي أميّة ، عن بسر بن أرطاة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تقطع الأيدي في السفر». وسنده صحيح. وأخرجه الترمذي (١٤٥٠) في الحدود ، والنسائي في السارق ٨ / ٩١ ، والطبراني في المعجم الكبير (١١٩٥) ، والمناوي في فيض القدير ٦ / ٤١٧ ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٣.

(٣) انظر تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٣.

٣٦٨

تاريخه (١) ، فمن أخبث أخباره التي ما عملها الحجّاج ، على أنّ الصّحيح أنّ بسرا لا صحبة له.

قال الواقديّ ، وأحمد بن حنبل ، وابن معين : لم يسمع من النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لأنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم توفّي وبسر صغير (٢).

قال موسى بن عبيدة : ثنا زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة ، عن أبي الزّيّات ، وآخر ، سمعا أبا ذرّ يتعوّذ من يوم العورة ، قال زيد : فقتل عثمان ، ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن ، فسبى نساء مسلمات ، فأقمن في السّوق (٣).

وقال ابن إسحاق : قتل بسر : عبد الرحمن ، وقثم ولدي عبيد الله بن عباس باليمن (٤).

وروى ابن سعد ، عن الواقديّ ، عن داود بن جسرة ، عن عطاء بن أبي مروان قال : بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة إلى الحجاز واليمن يقتل من كان في طاعة عليّ ، فأقام بالمدينة شهرا لا يقال له : هذا ممّن أعان على قتل عثمان ، إلّا قتله (٥).

وكان عبيد الله على اليمن ، فمضى بسر إليها فقتل ولدي عبيد الله ، وقتل عمرو بن أراكة الثقفيّ ، وقتل من همدان أكثر من مائتين ، وقتل من الأبناء طائفة. وذلك بعد قتل عليّ ، وبقي إلى خلافة عبد الملك (٦).

ويروى عن الشّعبيّ أنّ بسرا هدم بالمدينة دورا كثيرة ، وصعد المنبر وصاح : يا دينار ، شيخ سمح عهدته ها هنا بالأمس ، ما فعل ـ يعني عثمان ـ يا أهل المدينة لو لا عهد أمير المؤمنين ما تركت بها محتلما إلا قتلته ، ثم مضى

__________________

(١) انظر التهذيب ٣ / ٢٢٣ ـ ٢٢٨.

(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٩ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٥٨.

(٣) انظر تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦ و ٢٢٧.

(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦.

(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٥.

(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٥.

٣٦٩

إلى اليمن فقتل بها ابني عبيد الله بن عباس ، صبيّين مليحين ، فهامت أمّهما بهما (١).

قلت : وقالت فيهما أبياتا سائرة ، وبقيت تقف للناس مكشوفة الوجه ، وتنشد في الموسم ، منها :

ها من أحسّ بابنيّ اللّذين هما

كالدّرّتين تجلّى عنهما الصّدف (٢)

١٤٥ ـ بشر بن مروان (٣)

ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة القرشيّ الأمويّ.

كان سمحا جوادا ممدّحا. ولي إمرة العراقين لأخيه عبد الملك. وله دار بدمشق عند عقبة الكتّان (٤) ، وجمع له أخوه إمرة العراقين.

فعن الضّحّاك العتّابيّ قال : خرج أيمن بن خريم إلى بشر بن مروان ،

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦.

(٢) البيت من جملة أبيات في : تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٦ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٦٦.

(٣) انظر عن (بشر بن مروان) في :

المحبّر ٤٤٣ و ٤٤٥ ، والمعارف ٣٥٤ و ٣٥٥ و ٤٥٨ و ٥٧١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٥٨ ، وأنساب الأشراف ١ / ١٠ و ٢١٣ و ٤ ق ١ / ١٦٧ و ٤٤٤ و ٤٤٩ و ٤٥٥ و ٤٦٥ ـ ٤٦٧ و ٤٧٣ و ٤٧٤ و ٥ / (انظر فهرس الأعلام) ٣٨٥ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٠٢ و ٣ / ١٨٥ و ٢٧٩ و ٣٩٧ ، والولاة والقضاة ٤٧ و ٦٠ ، والأخبار الطوال ٣١٠ ، وتاريخ خليفة ٢٦٨ و ٢٧١ و ٢٧٣ و ٢٩٣ و ٢٩٤ ، وتاريخ الطبري ٥ / ٥٣٩ و ٦ / ١٦٤ و ١٦٩ و ١٧١ و ١٧٣ و ١٧٨ و ١٩٣ ـ ١٩٧ و ٢٠١ و ٢٠٢ و ٢١٠ و ٢٥٩ و ٣٠٦ ، وجمهرة أنساب العرب ١٠٦ ، ١٠٧ ، والبرصان والعرجان ٨٨ و ٨٩ و ٩٩ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١٢٤ و ٢٨٦ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ٢٤٥ و ٣٦٨ ، والعقد الفريد ٤ / ١١٩ و ٤٢٨ و ٦ / ١٤ ، وعين الأدب والسياسة ١٧٨ و ١٧٩ ، والمستجاد ٢٦ ـ ٣٢ ، والتعليقات والنوادر ٢ / ٢٠٨ رقم ٩٤٢ ، ولباب الآداب ١٩ ، ٢٠ ، وتاريخ العظيمي ١٩٠ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٨٨ ، والأخبار الموفقيات ٥١٠ و ٥٢٦ و ٥٢٩ ، والعبر ١ / ٨٦ ، والبداية والنهاية ٩ / ٧ ، ومرآة الجنان ١ / ١٥٦ ، وفوات الوفيات ١ / ١٦٨ و ٣٩٠ و ٣٩٢ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ١٥٢ ، ١٥٣ رقم ٤٦١٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥١ ـ ٢٥٦ ، والنجوم الزاهرة ١ / ١٩١ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ١١٧ ، ومعجم بني أمية ١٨ ، ١٩ رقم ٤٤ ، ومروج الذهب ٢٠١٦ ـ ٢٠٢٠ ، ودول الإسلام ١ / ٥٥ ، والحلة السيراء ٤٤ ، والأغاني ١ / ١٣٢ و ٢ / ١٢٢ و ١٥٦ و ٥ / ١٥٨.

(٤) انظر عنها : البداية والنهاية ١٤ / ٢٢١ ، والدارس في تاريخ المدارس للنعيمي ٢ / ٢٣٧ ، وفي تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥١ «عقبة الصوف».

٣٧٠

فقدم فرأى الناس يدخلون عليه بلا استئذان ، فقال : من يؤذن الأمير بنا؟ قالوا : ليس عليه حجاب ، فأنشأ يقول :

يرى بارزا للناس بشر كأنّه

إذا لاح في أثوابه قمر بدر

بعيد مرآة العين مارد طرفه

حذار الغواشي رجع باب ولا ستر

ولو شاء بشر أغلق الباب دونه

طماطم سود أو صقالبة حمر

ولكنّ بشرا يسّر الباب للّتي

يكون له في جنبها الحمد والشّكر (١)

فقال : تحتجب الحرم ، وأجزل صلته.

وقال أبو مسهر : ثنا الحكم بن هشام قال : ولّى عبد الملك أخاه بشرا على العراقين ، فكتب إليه حين وصله الخبر : يا أمير المؤمنين إنّك قد شغلت إحدى يديّ ، وهي اليسرى ، وبقيت الأخرى فارغة. فكتب إليه بولاية الحجاز واليمن ، فما بلغه الكتاب حتّى وقعت القرحة في يمينه ، فقيل له : نقطعها من مفصل الكفّ ، فجزع ، فما أمسى حتّى بلغت المرفق ، ثم أصبح وقد بلغت الكتف ، وأمسى وقد خالطت الجوف ، فكتب إليه : أمّا بعد ، فإنّي كتبت إليك يا أمير المؤمنين ، وأنا في أول يوم من أيام الآخرة ، قال : فجزع عليه عبد الملك ، وأمر الشعراء فرثوه (٢). وقال عليّ بن زيد بن جدعان : قال الحسن : قدم علينا بشر بن مروان البصرة وهو أبيض بضّ ، أخو خليفة ، وابن خليفة ، فأتيت داره ، فلمّا نظر إلى الحاجب قال : من أنت؟ قلت : الحسن البصريّ. قال : ادخل ، وإيّاك أن تطيل الحديث ولا تمله ، فدخلت فإذا هو على سرير عليه فرش قد كاد أن يغوص فيها ، ورجل متّكئ على سيفه قائم على رأسه ، فسلّمت ، فقال : من أنت؟ قلت : الحسن البصريّ. فأجلسني ، ثم قال : ما تقول في زكاة أموالنا ، ندفعها إلى السلطان أم إلى الفقراء؟ قلت : أيّ ذلك فعلت أجزأ عنك ، فتبسّم ، ثمّ رفع رأسه إلى الّذي على رأسه ، فقال : لشيء ما يسود من سوّد ، ثمّ عدت إليه من العشيّ ، وإذا هو قد انحدر من سريره إلى أسفل وهو يتململ ، والأطبّاء حوله ، ثم عدت من الغد والنّاعية

__________________

(١) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥١.

(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥٥ ، ٢٥٦.

٣٧١

تنعاه ، والدّوابّ قد جزّوا نواصيها. ودفن في جانب الصّحراء. ووقف الفرزدق على قبره ورثاه بأبيات ، فما بقي أحد إلّا بكى (١).

قال خليفة (٢) : مات سنة خمس وسبعين ، وهو أول أمير مات بالبصرة.

توفّي وعمره نيّف وأربعون سنة.

__________________

(١) الخبر وأبيات الفرزدق في : تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٥٤.

(٢) في تاريخه ٢٧٣.

٣٧٢

[حرف التاء]

١٤٦ ـ توبة بن الحميّر (١)

صاحب ليلى الأخيليّة (٢) ، أحد المتيّمين.

وكان لا يرى ليلى إلّا متبرقعة ، وكان يشنّ الغارة على بني الحارث بن كعب ، وكانت بين أرض بني عقيل وبين مهرة ، فكمنوا له وقتلوه ، فرثته ليلى الأخيليّة بأبيات (٣).

ومن شعره قوله :

فإن تمنعوا ليلى وحسن حديثها

فلن تمنعوا منّي البكا والقوافيا

 __________________

(١) انظر عن (توبة بن الحميّر) في :

الأخبار الموفقيات ٥٠١ ، ٥٠٢ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٣٤٣ ، والمعارف ٩٠ ، والشعر والشعراء ٣٠٦ ـ ٣٥٨ و ٣٦٠ ـ ٣٦٢ ، والمؤتلف والمختلف للآمدي ٦٨ و ٩٣ ، وسمط اللآلي ١١٩ ، ١٢٠ ، و ٢٨١ ـ ٢٨٣ ، والاشتقاق لابن دريد ١٨١ ، والأغاني ١١ / ٢٠٤ ـ ٢٥٠ ، ومروج الذهب ٢٠٨٢ و ٢٠٨٣ ، وحياة الحيوان للدميري ٢ / ٢٩٩ ، وحماسة البحتري ٤٢٣ ـ ٤٢٦ ، وحماسة أبي تمام ٢ / ١٠٢ ، و ١٢٥ ، والتعليقات والنوادر ٢ / ٢٥٠ رقم ١٠٣٢ ، وأشعار النساء للمرزباني ١٦٤ ، والتبريزي ٤ / ٧٦ ، وشرح شواهد المغني ٧٠ ، وأمالي القالي ١ / ٨٧ و ١٣٠ و ١٦٦ و ١٩٧ وأمالي المرتضى ١٢٦ و ٣٦٣ و ٢ / ٥٧ ، ورغبة الآمل ٥ / ٢١٥ و ٢٢١ و ٨ / ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٤ ، والمنازل والديار ٢ / ١٦٦ ، والتذكرة السعدية ٣٠٣ ، والتذكرة الفخرية ٨٦ ، وفوات الوفيات ١ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣١ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٤٣٦ ـ ٤٣٨ رقم ٤٩٢٩ ، وأسماء المغتالين ٢٥٠.

(٢) ستأتي ترجمتها في (حرف اللام) من هذا الجزء.

(٣) انظر رثاء ليلى فيه في : الوافي بالوفيات ١٠ / ٤٣٧.

٣٧٣

فهلّا منعتم إذ منعتم كلامها

خيالا يمسينا على النّأي هاديا

لعمري لقد أسهرتني يا حمامة

العقيق وقد أبكيت من كان باكيا

ذكرتك بالغور التّهاميّ فأصعدت

شجون الهوى حتّى بلغن التّراقيا

وله شعر سائر جيّد.

ذكر ترجمته ابن الجوزي (١) تقريبا في حدود سنة ستّ وسبعين.

__________________

(١) في الأجزاء التي لم تنشر بعد من كتاب «المنتظم في أخبار الملوك والأمم».

٣٧٤

[حرف الثاء]

١٤٧ ـ ثابت بن الضّحّاك (١) ـ ع ـ بن خليفة ، أبو زيد الأنصاريّ الأشهليّ.

قال ابن سعد : توفّي في فتنة ابن الزّبير ، وكان له ثمان سنين أو نحوها عند وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه أبو قلابة الجرميّ في الحلف بملّة سوى الإسلام (٢).

__________________

(١) انظر عن (ثابت بن الضّحّاك) في :

المغازي للواقدي ٤٤٨ ، ومشاهير علماء الأمصار رقم ٢٣١ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٩٣ رقم ٤٤٩ ، وتاريخ أبي زرعة ٢ / ٦٨٥ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٢ ، ومسند أحمد ٤ / ٣٣ ، والاستيعاب ١ / ١٩٧ ، والتاريخ الكبير ٢ / ١٦٥ رقم ٢٠٧٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٥٣ رقم ١٨٢٦ ، وأسد الغابة ١ / ٢٢٥ ، والكاشف ١ / ١١٦ رقم ٦٩٥ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٣٥٩ ، ٣٦٠ رقم ٨٢٠ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٢ ، والثقات لابن حبّان ٣ / ٤٤ ، والمعجم الكبير ٢ / ٧٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٦٥ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٨ ، ٩ رقم ١١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٠ ، وتحفة الأشراف ٢ / ١١٩ ـ ١٢١ رقم ٤٩ ، والإصابة ١ / ١٩٣ ، ١٩٤ رقم ٨٩٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٦.

وقد ذكر الدكتور بشار عوّاد معروف بين مصادر ترجمته : طبقات خليفة (٧٨ و ٩٩) فوهم في ذلك لأن ثابت في الطبقات غير هذا ، فليراجع. (انظر تهذيب الكمال بتحقيقه ـ ج ٤ / ٣٥٩).

(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢ / ٧٢ رقم (١٣٢٥) من طريق أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك وكانت له صحبة ، قال حمّاد : ولو قلت إنه مرفوع لم أبال قال : «من حلف بملّة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال».

وأخرجه من طريق أبي قلابة ، عن ثابت ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلفظ : «من حلف بملّة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال ، ومن قتل نفسه بشيء عذّب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله ، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله». (رقم (١٣٢٦) وانظر رقم (١٣٢٧) و (١٣٢٩) و (١٣٣٠) و (١٣٣١) و (١٣٣٢) و (١٣٣٣) و (١٣٣٤) و (١٣٣٥) و (١٣٣٦) و (١٣٣٧) و (١٣٣٨) و (١٣٣٩).

٣٧٥

وفي البخاري : عن أبي قلابة ، أنّ ثابت بن الضّحّاك أخبره أنه بايع تحت الشجرة. رواه البخاريّ (١) بإسناد نازل.

وهذا يدلّ على أنّ ابن سعد غلط في عمره كما ترى (٢).

__________________

(١) في كتاب المغازي ، باب غزوة الحديبيّة وقول الله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) ـ ج ٥ / ٦٦ قال : حدّثنا إسحاق ، حدّثنا يحيى بن صالح ، حدّثنا معاوية هو ابن سلّام ، عن يحيى ، عن أبي قلابة. وذكر الحديث.

(٢) ترجمة (ثابت بن الضّحّاك) غير موجودة في طبقات ابن سعد المطبوع.

٣٧٦

[حرف الجيم]

١٤٨ ـ جابر بن عبد الله (١) ع

ابن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ

__________________

(١) انظر عن (جابر بن عبد الله) في :

مسند أحمد ٣ / ٢٩٢ ، والتاريخ لابن معين ٢ / ٧٤ ، ٧٥ ، والأخبار الموفقيات ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، والأخبار الطوال ٣١٦ و ٣٢٩ ، والطبقات لابن سعد ٣ / ٥٧٤ ، وتاريخ خليفة ٧٣ و ٣٦٥ ، وطبقات خليفة ١٠٢ ، والعلل لأحمد ١ / ٧ و ١١٣ و ١٣٣ و ٢٩١ و ٢٩٢ ، والتاريخ الصغير ٩٣ و ٩٥ و ٩٧ ، والتاريخ الكبير ٢ / ٢٠٧ رقم ٢٢٠٨ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٩٣ رقم ١٩٥ ، والثقات لابن حبّان ٥٢ ، ومشاهير علماء الأمصار ، رقم ٢٥ ، والمعارف ١٦٢ و ٣٠٧ و ٥٥٧ ، والزاهر للأنباري ١ / ١٦٣ و ٢١٧ ، وعيون الأخبار ١ / ١١٢ و ٣٠٢ ، والمنتخب من ذيل المذيّل ٥٢٧ ، وربيع الأبرار ١ / ٢٤٧ و ٤ / ٢٨ و ٢٠٢ و ٢٠٤ و ٣٣٩ و ٣٧٤ و ٤٣٧ و ٤٦٥ ، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) ١ / ٦٢٦ و ٣ / ٣٢٨ و ٤ ق ١ / ٣٤٩ و ٥٥١ و ٥٥٦ و ٥ / ١٥١ و ١٥٥ و ١٨٨ و ١٨٩ و ٣٥٦ و ٣٥٧ ، والمحبّر ٤٠٤ و ٤١٣ و ٤١٥ ، والسير والمغازي ٢٧٨ ، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ١١٤٨ ، وأخبار القضاة ١ / ٣٤ و ٦٠ و ٢ / فهرس الأعلام ٤٦٩ و ٣ / ٢٤ و ٤٢ و ٤٦ و ٤٧ ، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٤٧٦ ، وتاريخ أبي زرعة ١ / ١٨٩ و ٣٠٩ و ٤٦٠ و ٤٦٤ ، والجرح والتعديل ٢ / ٤٩٢ رقم ٢٠١٩ ، والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٨٠ ، والاستيعاب ١ / ٢١٩ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٦٤ ـ ٥٦٦ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٧٢ ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٠ رقم ٦ ، والفصل لابن حزم ٤ / ١٥٢ ، وسيرة ابن هشام (انظر فهرس الأعلام) ٣ / ٣٣٢ و ٤ / ٣٣٦ ، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) ١٠ / ٢٠٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٨٩ ـ ٣٩٤ ، وأسد الغابة ١ / ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١ / ١٤٢ ، ١٤٣ رقم ١٠٠ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٤٤٣ ـ ٤٥٤ رقم ٨٧١ ، والكاشف ١ / ١٢٢ رقم / ٧٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٩ رقم / ٢ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٣ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٩ ـ ١٩٤ رقم ٣٨ ، وتحفة الأشراف ٢ / ١٦٥ ـ ٤٠٢ رقم =

٣٧٧

السّلميّ أبو عبد الله ، ويقال أبو عبد الرحمن ، صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبنو سلمة بطن من الخزرج.

روى الكثير عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عن : أبي بكر ، وعمر ، ومعاذ ، وأبي عبيدة ، وخالد بن الوليد.

وقد روى عن أم كلثوم بنت الصّدّيق ، وهي تابعيّة.

روى عنه : سعيد بن المسيّب ، ومجاهد ، وعطاء ، وأبو سلمة ، وأبو جعفر ، والحسن بن محمد بن الحنفية ، وسالم بن أبي الجعد ، والشعبيّ وزيد بن أسلم ، وأبو الزّبير ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وسعيد بن مينا ، ومحارب بن دثار ، وخلق سواهم.

فعن جابر قال : كنت في الجيش الذين مع خالد بن الوليد الذين أمدّهم أبو عبيدة وهو يحاصر دمشق.

قال عروة ، وموسى بن عقبة : جابر بن عبد الله شهد العقبة.

وقال ابن سعد : شهد العقبة مع السبعين ، وكان أصغرهم ، وأراد شهود بدر ، فخلّفه أبوه على أخواته ، وكنّ تسعا ، وخلّفه يوم أحد فاستشهد يومئذ ، وكان أبوه عقبيّا بدريّا من النّقباء.

وقال الثوريّ ، عن جابر ـ يعني الجعفيّ ـ عن الشّعبيّ ، عن جابر قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة العقبة ، وأخرجني خالي وأنا لا أستطيع أن أرمي الحجر (١).

وروي عن جابر قال : حملني خالي الجدّ بن قيس في السبعين الذين

__________________

= ٦٢ ، وجامع الأصول ٩ / ٨٦ ، ومرآة الجنان ١ / ١٥٨ ، ومروج الذهب ١٩٥٢ و ٢٠٣٠ ، والزيارات ٩٤ و ٢١٥ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢٢ ، ودول الإسلام ١ / ١٠٦ ، والعبر ١ / ٨٩ ، وتاريخ العظيمي ١٩١ ، والوفيات لابن قنفذ ٥١ ، وتدريب الراويّ للسيوطي ٢ / ٢١٧ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٢ ، ٤٣ رقم ٦٧ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٢٧ ، ٢٨ رقم ٤٥ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٣ و ٤ / ٣٥٩ و ٤٤٧ ، ونكت الهميان ١٣٢ ، وجمهرة أنساب العرب ٣٥٩ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٢٢ رقم ٩ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٥٠ ، وشذرات الذهب ١ / ٨٤.

(١) المعجم الكبير ٢ / ١٨٢ رقم (١٧٤١).

٣٧٨

وفدوا على رسول الله من الأنصار ، فخرج إلينا ومعه العبّاس.

وذكر البخاريّ ، عن عمرو ، عن جابر أنّه شهد العقبة.

وفي «مسند الحسن بن سفيان» : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : كنت أمتح لأصحابي الماء يوم بدر (١).

قال الواقديّ : هذا وهم من أهل العراق.

قلت : صدق ، فإنّ زكريا بن إسحاق روى عن أبي الزّبير ، عن جابر قال : لم أشهد بدرا ولا أحدا ، منعني أبي فلمّا قتل لم أتخلّف عن غزوة. أخرجه مسلم (٢).

ابن لهيعة ، عن أبي الزّبير ، عن جابر قال : شهدنا بيعة العقبة سبعون رجلا ، فوالينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والعبّاس يمسك بيده.

وقال عمرو بن دينار : سمعت جابرا يقول : كنّا يوم الحديبيّة ألفا وأربعمائة ، فقال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنتم اليوم خير أهل الأرض» (٣)

وقال أبو عبيدة الحدّاد عبد الواحد بن واصل : ثنا ليث بن كيسان ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لي : «هل تزوّجت»؟ قلت : نعم.

قال : «بكر أو ثيّب»؟ قلت : بل ثيّب قال : «فهلّا بكرا تضاحكها وتضاحكك»؟ ، قلت : «يا نبيّ الله إنّها وإنّها ، وإنّما أردت لتقوم على أخواتي ، قال : «أصبت أرشدك الله» (٤).

وبه عن جابر قال : استغفر لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرّة. صحّحه التّرمذي (٥).

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ٢٠٧ ، المستدرك ٣ / ٥٦٥.

(٢) رقم (١٨١٣).

(٣) أخرجه البخاري في المغازي ٥ / ٦٣ ، ومسلم في الإمارة (٧١ / ١٨٥٦).

(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٩٠.

(٥) في مناقب جابر بن عبد الله ٥ / ٣٥٤ رقم (٣٩٤٢).

٣٧٩

قلت : بغير جابر له طرق كثيرة (١).

وأخرج مسلم من حديث أبي الزّبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يصعد ثنيّة المرار ، فإنّه يحطّ عنه ما حطّ عن بني إسرائيل ، فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج ، وتتابع (٢) الناس ، فقال : «كلّكم مغفور له إلّا صاحب الجمل الأحمر (٣)» ، فقلنا : تعال يستغفر لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : والله لأن أجد ضالّتي أحبّ إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم (٤).

وقال ابن المنكدر : سمعت جابرا يقول : عادني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوجدني لا أعقل ، فتوضّأ وصبّ عليّ من وضوئه ، فعقلت (٥).

وقال هشام بن عروة : رأيت لجابر بن عبد الله حلقة في المسجد يؤخذ عنه.

وقال ابن المنكدر : سمعت جابرا يقول : دخلت على الحجّاج فما سلّمت عليه.

وقال زيد بن أسلم : إنّ جابرا كفّ بصره.

وقال الواقديّ ، عن أبيّ بن عبّاس بن سهل ، عن أبيه قال : كنّا بمنى ، فجعلنا نخبر جابرا بما نرى من إظهار قطف الخزّ والوشي ، يعني السلطان وما يصنعون ، فقال : ليت سمعي قد ذهب كما ذهب بصري حتّى لا أسمع من حديثهم شيئا ولا أبصره (٦).

__________________

(١) انظر عدّة روايات في : جامع الأصول ١ / ٥٠٩ ـ ٥١٧.

(٢) في صحيح مسلم «تتامّ».

(٣) هو : الجدّ بن قيس المنافق.

(٤) أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (١٢ / ٢٨٨٠). وهو في تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٩٢.

(٥) أخرجه البخاري في الوضوء ١ / ٥٦ ، ٥٧ ، وفي المرضى والطب ٧ / ١١ ، وفي الفرائض ٨ / ٣ ، والدارميّ في الوضوء ، باب ٥٦ ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٩٨.

(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٩٣.

٣٨٠